اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > التنمية البشرية

التنمية البشرية يختص ببناء الانسان و توسيع قدراته التعليمية للارتقاء بنفسه و مجتمه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-05-2015, 11:56 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي القيمة الاقتصادية للموارد المعلوماتية


القيمة الاقتصادية للموارد المعلوماتية


حسن مظفر الرزّو




موارد الاقتصاد الجديد
لكل نظام اقتصادي موارد يختص بها دون غيره، يرتكز عليها، وتسودها آلياته وقوانينه، ومجتمع المعلومات يستمد مادته من ثلاثية: البيانات، والمعلومات، وقواعد المعرفة.

بداية سنعمد إلى معالجة الموارد المعلوماتية المستحدثة من وجهة نظر معلوماتية بحتة قبل أن نباشر عملية تحليل مكانتها في المنظومة الاقتصادية المعاصرة.

البيانات Data:
البيانات صيغة جمع لكلمة بيان أو حقيقة Datum التي ترد في قواميس اللغة الإنجليزية بمعنى شيء معطى، أو مسلّم به يعتمد في عمليات: الحساب، أو القياس، أو الاستدلال، أو الاستنتاج البرهاني (Webster,2001).

وترد كلمة بيانات في حقل معجمي مستقل، تصاحبها جملة من المعاني الاصطلاحية، أهمها:
- معلومات واقعية (مثل قياسات، أو إحصائيات) تستخدم في عمليات الحساب، أو الاستنتاج، أو المناقشات.
- مخرج معلومات من آلة متحسسة، أو أداة، تتضمن معلومات مفيدة ولا ترتبط مباشرة بالموضوع، أو غزيرة، فتفتقر إلى معالجة لكي ينجلي المفهوم الذي يكمن فيها.
- حقائق حول موضوع ما يمكن أن تستخدم في عمليات، حساب، أو استدلال، أو تخطيط.
- معلومات بصيغة عددية يمكن أن تعالج أو ترسل بأدوات وتقنيات رقمية.

يبدو واضحاً من هذه التعريفات الاصطلاحية أن البيانات هي المورد الأولي والخام للبيئة المعلوماتية، وهي المدخلات المباشرة التي تغذي منظومتها المعرفية، بأعداد، أو أوصاف رمزية لا تشير بوضوح إلى مفهوم محدد، فتفتقر إلى معالجة بإحدى الآليات التي توفرها النماذج الرياضية، أو المنطقية، أو الإحصائية لكي تبرز العلاقات المقدرة بين مفرداتها، والآخر الذي يقطن معها، أو خارجها بصيغة مفهوم عقلي يمكن توظيفه في عمليات أخرى مهما كانت طبيعتها.

وخلال المعالجة تصنف البيانات، وتوضع داخل سياق خطاب معرفي، وتقام جسور الصلة الكامنة بينها وبين بيانات أخرى، أو معلومات سابقة، فيتكشف عنها معنى أو مفهوم جديد يمكن أن يستهلكه المستخدم بدائرة نشاطه اليومي.




يوضح شكل (1) العلاقات الموجودة مع البيانات، والتي تسري من خلال ارتباطات الاتصال Communication Links دون أن تؤدي إلى تغيير ماهيتها. وعند إضافة هياكل الشبكة المعلوماتية على هذه الارتباطات تعالج البيانات على شكل حزم رقمية، يمكن أن يوظفها المستخدم في أدوات المعالجة المتاحة في البيئة المعلوماتية فتتحول ماهيتها إلى ماهية جديدة هي المعلومات.

يسعى الإنسان إلى جمع حجم كبير من البيانات، تتراوح بين قياسات عددية للظواهر والكائنات التي تشاركه البيئة التي يقطن فيها، ووثائق نصية، وقنوات وسائط متعددة، وغيرها كثير يصعب حصره.

المعـلومـات Information:
إن المعلومات هي مجموعة من البيانات (بحالتها الخام) تمر خلال مرحلة أو سلسلة من مراحل المعالجة المعلوماتية لاستنباط المعاني وتقطيرها بصيغة رياضية، أو منطقية، أو نصية تتيح لمستخدمها فرصة الانتفاع بها في تأسيس فهم جديد، أو مباشرة تطبيق، أو التمهيد لمعالجة لاحقة على بيانات أخرى.

بيانات + معالجة معرفية = معلومات + قيمة مضافة



جدول (1) - الحدود الاصطلاحية للمعلومات بالموازنة مع البيانات:



المصطلح التعريف البيانات عبارة عن وصف للمعرفة الشخصية. المعلومات هي الزيادة الحاصلة بالمعرفة نتيجة لفعل تلقي الخطاب الصادر عن الآخر، ومعالجته بعملية التفسير. الرسالة، أو الخطاب عبارة عن بيانات يتم نقلها وتداولها مع وجود قصد يصاحبها.




وبناء على التعريف الذي اقترحناه لوصف المعلومات، ستبزغ أمامنا مجموعة كبيرة من المعلومات التي تنتشر في البيئة المعلوماتية المعاصرة، التي يوظفها الإنسان في تكامل مكونات المنظمات التي يقيم بها، ويوظفها لتذليل العقبات أمام عملية إدارة عجلة نشاطاته المختلفة.

القيمة الاقتصادية للمعلومات:
إن بروز مفهوم تسليع المعلومات، وتوظيفها في إنتاج القيمة الاقتصادية المضافة، قد أفرز الحاجة إلى إيجاد معايير وثوابت دقيقة لقياس محتوى المعلومات بمعيار كمي يصلح لأن يعتمد كأساس في عمليات التقدير الاقتصادي لحركتها داخل الهيكل الاقتصادي للسوق المعلوماتي / الرقمي. بصورة عامة تتوفر ثلاثة معايير رئيسة لتحديد عنصر القيمة الذي تمتلكه الأشياء التي تقطن في البيئة التي نسكنها، وهذه المعايير هي: الكم، والنوع، وعامل الزمن. أما بقية العوامل فيمكن أن تستثمر هذه المعايير في صياغة معايير ثانوية، أو مترابطة مع غيرها، للحكم على عنصر القيمة.

وقبل أن نحدد قيمة دقيقة للمعلومات، يجب أن نتوقف عند المعنى الذي تحمله كلمة "قيمة Value".

تعد وحدة العملة النقدية أوضح مقياس لعنصر القيمة الكامنة في مفردة معلوماتية ما، أي كم تستحق هذه المفردة المعلوماتية من وحدة العملة، أو ما هو المقدار الذي توفره لنا عندما تصبح في متناول أيدينا. وفي ضوء المفهوم الاقتصادي الصرف ستكافئ قيمة المفردة المعلوماتية مبلغاً محدداً من العملة النقدية، أما بالمعيار العسكري فستحدد قيمتها على أساس مقدار ما تفيد به في حسم المعركة لصالحنا ضد الخصم الذي يحاول المس بمنظومة الدفاع الوطني.

وكلما ازداد التعقيد الذي يتسم به أثر المعلومات في نسيج النشاط الإنساني -اقتصادياً، كان أو اجتماعياً، أو ثقافياً- ازداد حجم الصعوبات التي ستشخص أمام المعايير التي سنعتمدها في عملية تحديد القيمة في زحمة العوامل المتداخلة، والمتراكبة مع بعضها.

توجد عدة خيارات مطروحة لتخمين القيمة، منها: تحليلات التكلفة المؤثرة Cost-Effectiveness ****yses أو تحليلات فوائد التكلفة Cost-Benefit ****yses.

يستخدم تحليل التكلفة المؤثرة لاختيار أفضل طريقة لإنجاز غاية محددة، مثل توفير حماية رصينة لنظام معلوماتي. وبالنسبة للخيارات التي توفر قابليات متقاربة، سيكون التأكيد على تحليل تكلفة الخيارات، وتحديد قيمة المعلومات المحمية أقل أهمية. من جانب آخر، يسعى تحليل فوائد التكلفة إلى موازنة الاستثمارات التي توفر قابليات مختلفة.

ومع أننا نسعى جاهدين إلى إيجاد طريقة سهلة وواضحة لتحديد قيمة مطلقة للمفردة المعلوماتية، فإن من الضروري أن نضع نصب أعيننا حقيقة كون هذه القيمة تعد ذات صلة بمحتواها الذي يستمد مادته من طبيعة استخداماتها، بالإضافة إلى الأفعال أو النشاطات التي قد يزاولها المنافسون أو الأعداء من خلالها.

ولكي نزيد الأمر وضوحاً نقول إن بعض أشكال المعلومات -مثل أسرار التجارة- تعد ذات أهمية بالغة للجهة التي تمتلكها نظراً لأنها توفر لأفراد هذه الجهة فرصة ثمينة لإنشاء منتجات، أو ممارسة نشاطات تجارة وأعمال أفضل بكثير من الجهات التي تفتقر إلى هذه المعلومات الخاصة. بيد أن هذه المعلومات ستفقد قيمتها في حال توفرها للملأ، وتفشيها بين العامة. وينطبق هذا الأمر على رأس المال الفكري، مثل البرمجيات التطبيقية، أو الإنتاج الفكري الذي يرتكز على مبدأ الحماية الفكرية. فبصرف النظر عن القيم الأدائية والاجتماعية التي تتسم بها هذه المواد، فإن قيمتها التجارية تنبع من قدرتها على التأثير الفعلي الذي تؤثر به على حجم عمليات الشراء، أو المنتجات التي تضمها.

من جهة أخرى توجد أنواع أخرى من المعلومات مثل معلومات الإعلان، والأفكار السياسية، التي تزداد قيمتها كلما صارت أكثر انتشاراً، وتنجح في اختراق جميع زوايا البيئة التي تطلق فيها. وستكون قيمتها في هذه الحالة نابعة من تأثيرها على الأفعال، مثل تشجيع الإقبال على الشراء، أو قرارات التصويت والانتخاب.

يضاف إلى ذلك أن كون المعلومات هي عبارة عن (بيانات تمتلك) معنى نستطيع الوصول إليه من خلال سلسلة عمليات معالجة وتكثيف موضوعي أو منطقي، يجعل من عملية تحديد قيمة مطلقة لمحتواها بعيداً عن دائرة الاستخدام، وطبيعة المستخدم. فقد تكون المعلومات ذات قيمة بالغة لدى منظمة، أو فرد من أفراد المجتمع، وليس لها أي قيمة لدى منظمة أخرى، أو فرد يقطن في بيئة أخرى. بعبارة أخرى يمكن أن نقول بأن لكل مستخدم أنموذجَ قيمةٍ للتعامل مع المفردة المعلوماتية، يختلف كثيراً عن الأنموذج الذي يتبناه الغير في تعاملهم مع المفردة ذاتها، في ضوء المتغيرات التي تحيط بها، وطبيعة المنظور الذي يتم إسقاطه على بنيتها.

لقد اقترح الباحث كريمر أربعة عناصر جوهرية لتحديد القيمة، يطرح كل منها منهجاً قائماً بذاته لتخمين القيمة التي تمتلكها المفردة المعلوماتية. وتشمل هذه العناصر:
عنصر التطوير Development Basis، وعنصر العمليات Operations Basis، وعنصر السوق Market Basis، وأخيراً عنصر التجميع Collection Basis.

عموما، هناك مجموعة متباينة من العوامل الحاكمة والمؤثرة على قيمة المعلومات، تنشأ عن هوية المستخدم، وماذا يخطط بشأن استخدامها، وماهية التأثير الذي تحمله للغير، وما طبيعة النواتج التي تنشأ عنها.

وعند محاولة تخمين القيمة التي تمتلكها المفردة المعلوماتية في كل أنموذج من هذه النماذج ستبرز أمامنا مجموعة مختلفة من النتائج التي ترتكز على طبيعة المنظور الذي تختص بها.

إن الصيغة المختصرة الآتية تصف معادلة القيمة الاقتصادية للمفردة المعلوماتية:
عنصر القيمة = دالة (ماهية المعلومات، وهوية المستخدم، وغاية المستخدم، ونشاطات وفعاليات أخرى، والحصيلة المتوقعة عن استخدامها)

دعنا نتأمل قيمة حزمة برمجيات تطبيقية؛ إذ تشكل الهيكلية البرمجية للحزمة قيمة كبيرة للجهة المنافسة التي قد تستثمرها في سبر وتحليل الشيفرات البرمجية المستخدمة، فتعمد إلى توظيفها في منتج من منتجاتها، أو تعمق فهمها بتصميم البرنامج، والآليات التقنية التي تم توظيفها في هيكليته. بالمقابل لا تمتلك هذه المعلومات الخصبة والثمينة أي قيمة لدى الجهة التي لا تمتلك معرفة رصينة بإنتاج البرمجيات. ولكنها قد تعد ذات قيمة بالغة لقراصنة المعلومات الذين قد يعمدون إلى إفشاء المعرفة التي تستبطنها للمؤسسات والشركات المنافسة مقابل مبالغ طائلة؟

النماذج المقترحة لقياس قيمة المعلومات:
إن الخصائص الفريدة التي تتصف بها الموجودات المعلوماتية، والخصائص التي تتسم بها بيئة تقنية المعلومات ينشب عنها أكثر من عقبة مفاهيمية عندما نحاول أن نعالج قيمة المعلومات بمعايير وثوابت اقتصادية ما زالت تحتفظ بكثير من المفاهيم التقليدية التي لا تصلح لأن تكون بذرة مثمرة في تربة الفضاء المعلوماتي الجديد.

لا يوجد ثمة شك بأن المعلومات تعد المفتاح الذهبي للنشاطات الاقتصادية المثمرة بعصرنا الراهن، كما أنها باتت تمثل أكثر الموجودات المهمة للمؤسسات والشركات. من أجل هذا ذهب البعض إلى القول "إن التنظيم الذي كان يدور حول تداول الأشياء، ورأس المال قد تحول بكليته إلى إدارة عجلة الاقتصاد حول المعلومات".

وبدلاً من أن تتميز المعلومات عن غيرها من الموجودات الاقتصادية، بخصائصها، ومميزاتها الذاتية التي تنشأ عن إرساء حدود واضحة لتعريف قيمتها الاقتصادية، واستنفادها لحجم كبير من الموارد المؤسساتية لاقتناص المعلومات من مظانها، وخزنها، ومعالجتها، وإدامتها، فإنها مع كل هذا ما زالت بمادتها عصيّة على المقاييس والمعايير الكمية التقليدية، بحيث لا نجد لها قيمة مثبته على صحيفة الموازنة المالية والاقتصادية.

وفي حين يتم تحويل عتاد الحاسوب، وبرمجياته بدلالة رأس المال في الموازنات الاقتصادية، ما زالت عملية تحديد القيمة الاقتصادية للمعلومات تعاني قصورًا وإغفالا كبيرًا، ومع الأثر الكبير الذي باتت تؤديه المعلومات في الأنموذج الاقتصادي المعاصر!

إن النظرة المتأنية لعتاد الحاسوب وبرمجياته تكشف عن حقيقة كونها آليات، ومعالجات تتناول المعلومات من جوانب شتى، وأن الثمرة الاقتصادية الحقيقية تكمن بالمعلومات ذاتها؛ لأنها توفر مناخاً مناسباً وقدرة كبيرة لتوجيه الخدمات، واتخاذ قرارات صائبة، وتحسين كفاءة الأداء، وتحقيق إنجازات تنافسية، بالإضافة إلى وجود إمكانية لبيعها مباشرة كسلعة مستقلة بذاتها.

واذا حاولنا استخدام القياس التمثيلي لبيئة المعلومات مع بيئة الإنتاج السلعي، سيكون لدينا المكونات الآتية:
- البيانات هي المادة الأولية.
- البرمجيات، وعتاد الحاسوب، وشبكات المعلومات: تمثل المصنع والمعدات العاملة فيه.
- المعلومات هي السلعة التي ينتجها المصنع فتورد إلى العملاء.






إن العنصر المهم لكل من تكلفة المعلومات وقيمتها في نظام معلوماتي محدد يكمن في المعلومات المختزنة في وسائط النظام، وليس في عتاد الحاسوب، أو برمجياته التي تحاول أن توفر بيئة ووسطًا مناسبًا لاستثمارها. من أجل هذا تسعى النظم المعلوماتية إلى التركيز على تعزيز ودعم قيمة المعلومات (السلعة الجديدة) أكثر من الاهتمام بالنظم والتقنية (معدات الإنتاج) التي تعد أدوات خادمة لها.

ومع هذا فإننا لا نكاد نعثر على اتفاق بصدد كيفية قياس قيمة المعلومات، كما أن الواقع قد منحها قيمة صورية Notional Value فقط، دون أن يترك لها مكاناً في أرض الكميات التي تتناولها أدوات القياس الكمي.



رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:05 AM.