اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-04-2015, 12:42 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي لماذا لا يرضى الآباء؟

لماذا لا يرضى الآباء؟






فاطمة عبدالرؤوف



تُعَد علاقة الآباء والأبناء من أعمق وأهمِّ العلاقات الإنسانية، بل لعلها العلاقة الوحيدة التي لا يَشوبها أيُّ غرض أو مصلحة، فهي حالة فريدة من الحب الصادق الفِطري، ولأن الأبناء هم جزء وامتداد للآباء، فإن حبَّ الآباء لهم أمر لا يمكن التشكيك فيه؛ لأن ذلك هو الأصل، ولكن العكس كثيرًا ما يحدث أن يَنشغِل الأبناء بأمورهم الخاصة ومصالِحهم الضيِّقة، ويَنسون الجيل الذي أعطى وقدَّم وضحَّى، فكانت الوصايا الإلهية؛ للتذكرة بعِظَم حق الآباء، ولإيقاظ الضمائر النائمة والمشاعر الخامدة لدى الجيل الذي يستقبل الحياة، فالإحسان للوالدين والبر بهما هي وصية الله - عز وجل - للأبناء: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].





وهذا الأمر الإلهي له مُبرِّرات يَذكُرها النصُّ القرآني، وهو شُكْر الآباء الذين بذلوا كل ما في الوُسْع من أجل سعادة هؤلاء الأبناء، بَدءًا من لحظة الحَمل وما تكبَّدته الأم من جُهْد ووَهْن، حتى أشدّ الأوقات التي تعيشها النساء وقت الوضع والولادة الذي تتمنَّى فيه بعض النساء الموت؛ حتى تتخلَّص من أشد الآلام الجسدية التي يتذوَّقها الإنسان، مرورًا بسنوات التربية الطويلة وما فيها من أعباء جسام: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14].





وعلينا أن نتوقَّف طويلاً أمام قوله تعالى: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ﴾ كجزاء منطقي عن كل المعروف الذي بَذَله الوالِدان.





أما رحمة الأبناء، فهي أمر فطري ليس بحاجة للتذكرة به، ولكن أحيانًا تحدث أمورٌ تُغيِّر من هذا الأمر الفطري، خاصة مع غَلَبة الطابَع المادي على العصر، فيتحوَّل الحب الفطري إلى حبٍّ نفعي، ويصبح الأبناء لبعض الآباء أدوات للمنافسة والتفاخر والانتفاع، بل ويصبح الأمر ببر الوالدين أداةً أو سوطًا يَستخدمه هذه النوعية من الآباء لإنهاك الأبناء وفِتنتهم في دينهم، وهو يظنون أنهم لن يُحاسبوا على ما يفعلون؛ لأن الله تعالى لم يتوعَّدهم وأوكَلهم إلى ضمائرهم وفِطرتهم، وسوف أضرب عددًا من الأمثلة، سوف يجد كل منا أنه التقى بهذه النماذج، ربما كانوا أقلية؛ ولكنهم موجودون على كل حال، وهو وجود ثقيل يُعكِّر صفوَ أجمل علاقة في الكون؛ علاقة الأبناء بالآباء.





وقبل أن أَذكُر هذه النماذج، فلا بد من التذكير بأن هناك مشكلة حقيقيَّة يُعانيها كثير من الأبناء المتديِّنين الملتزمين، الذين يسعون لبرِّ والديهم، ويشعرون دائمًا بالإحباط؛ لأنهم غير قادرين على تحقيق هذه الغاية، ولعل من المُفارَقات المدهِشة أن بعض الآباء يتسامَحون مع أولادهم قليلي التديُّن، ويَكتفون منهم بالقليل القليل، بينما لا يريدون للضمير الديني أن يطمئن ويُعبّروا لأبنائهم المتدينين عن رضاهم بما يَبذُلونه من جُهْد حقيقي لإسعادهم ورضاهم، وهذه المشكلة يتحرَّج الابن الملتزِم من ذِكرها لدينه وتقواه، ولأن برَّ الوالدين على رأس أوامر الله - عز وجل - فهو يكتم ويصبر، وربما يتألَّم داخليًّا وهو يرى أخاه الأقل منه برًّا وقد نال الرضا والدعاء؛ لأنهم لا ينتظرون منه أكثر من ذلك، أو يرى أبناء لا يبذُلون مِعشار ما يَبذُل ومع ذلك يدعو لهم آباؤهم صباح مساء، ويَذكرونهم في كل وقت أن قلوبهم راضية عليهم، وهذه مجموعة من النماذج الواقعية التي تُدلِّل على هذه المشكلة:





هذا الابن المسكين كلما قدَّم لوالدته هدية من المال يَستقطِعها من حاجته وحاجة أولاده؛ طالبًا رضاها وإدخال السرور لقلبها، فهي تعيش في مستوى مادي أفضل منه، ولديها دخْل ثابت - تمنحه ابتسامة صغيرة، ثم لا تلبَث أن تُذكِّره بقريبه فلان وفلان الأثرياء والهدايا الثمينة التي قدَّموها لأمهم.





وهذا الأب الذي علَّق رضاه عن ولده بتحقيق الابن درجات مرتفعة والتحاقه بكلية من كليات القمة؛ حتى يشعر بالفخر وسط أصدقائه بولده الذي رفَع رأسه، وإلا فلن يرضى أبدًا وسيظل يهزأ بهذا الابن مهما حقَّق من نجاحات حياتيَّة، ومهما كانت درجة تديُّنه والتزامه، والابن يبذُل قصارى جُهده في الدراسة، ولكن نِسبة التفوق الدراسي هي في النهاية أمر لا يملِكه، وهو - مع حَداثة سنِّه - متألم نفسيًّا؛ لأن والده لا يرضى أبدًا.





وهذه الأم التي وضعت نفسها في موضِع مقارنة مع زوجة ابنها، التي لا ترتاح لها نفسيًّا بدون سبب معين وبدون خطأ من هذه الزوجة، وأخذتْ على عاتقها تسميم علاقة الابن بزوجته، وأصبح رضاها على ابنها رهينة بفِراقه لزوجته وتحطيم بيته، أو على أقل تقدير بظلمه لزوجته والتقتير عليها.





وهذا الأب الذي لا يَكُفُّ عن الشكوى دون سبب محدَّد وواضح، ويبدو كما لو كان يتصيَّد الأخطاء؛ فهو إذا استمع لقصة عقوق مثلاً، ظَلَّ يلعَن هؤلاء الأبناء الذين لم يكونوا يستحقون أن يُولَدوا، والذين لا ينفعون آباءهم بشيء، وهكذا على الرغم من أن أبناءه يُحبّونه ويتقرَّبون له ويريدون أن يُسعِدوه بأي طريقة، يُسقِط عليهم ما يسمع وما يرى وما يَجول في نفسه من مخاوف لا أساس لها في الواقع؛ فجميع من حوله يَحسدونه على أبنائه وعلى حبِّهم له.





فإلى هؤلاء جميعًا، ارحموا أبناءكم، وأكمِلوا عطاءكم وإحسانكم، ولا تُقلِّلوا من قيمتكم التي رفعكم الله إليها، ولا تجعلوا رضاكم عن أبنائكم فِلْذات أكبادكم أمرًا مستحيلاً تتحطَّم عليه أحلامهم.






  #2  
قديم 28-04-2015, 08:39 PM
الصورة الرمزية libero
libero libero غير متواجد حالياً
مشرف قسم محمد نبينا ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 2,708
معدل تقييم المستوى: 16
libero is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خيراً
__________________
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:39 PM.