اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم الأدبى

القسم الأدبى قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباءء والفلاسفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-04-2015, 03:44 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي في الحياة والتربية


في الحياة والتربية
محمد منير الجنباز


عشتُ الحياةَ فلم تَغِبْ عنْ رؤيَتي *** وَرَأيْتُهَا في صَفْوِهَا وَالكُدْرَةِ
إنْ مَرَّ بي يومٌ رَغِيدٌ عَيشُهُ *** لمْ أحْتَسِبْهُ وَلمْ يَزِدْ في خِبْرَتِي
فَحَيَاتُنَا سَعْيٌ وَجِدٌّ دائِبٌ *** وَتَعَامُلٌ فيهِ الشعورُ بِلَذّةِ
فيهِ الشّعورُ بأنَّ قَلْبَكَ نابضٌ *** تَسْري بجسْمِكَ رُوحُهُ في رَغْبَةِ
إسْلامُنَا أعطى الحياةَ مَعَانِياً *** وَدَعا جُمُوعَ المسلمينَ لأُلْفَةِ
لتعاونٍ وَتَآزُرٍ وتَراحُمٍ *** وَرِبَاطُنَا في الدِّيْنِ رَمْزُ مَحَبَّةِ
فالعَيْشُ في تلكَ السِّمَاتِ مُحَبَّبٌ *** أضْفَى عليهِ اللهُ اِسْمَ أُخُوّةِ
بحَياةِ أصحابِ النَّبيِّ تَمَثّلَتْ *** هذي المعَاني والمَسَرّةُ حَلّتِ
حُبٌّ وإيثارٌ ووحْدَةُ أُمّةٍ *** لمْ تَشْهَدِ الدُّنْيا المَثِيلَ لأمّتي
أضْفَى على تلك الجُمُوعِ إلهُنَا *** عَيْنَ الرِّضَا فَمَشَتْ تُحَاطُ بِعِزّةِ
دانَتْ لهمْ أُمَمٌ وأشرقَ هَدْيُهمْ *** فوقَ الهضابِ وفي السُّهولِ وَقِمَّةِ
عِزُّ الحَيَاةِ بِأُلْفَةٍ وتَسَامُحٍ *** وَثَوَابُ هَذا فَوْزُنَا بالجَنّةِ
فَعَلَى المعَاني هذهِ يَا إخْوَتي *** فَلْنَسْتَعِدْ دَرْبَ الهُدَى والسُنّةِ
قدْ عِشْتُ تَجْرِبَةً بُنَيَّ وإنَّ لي *** فِيهَا رُؤىً أنْضَجْتُ فيها فِكْرَتي
فَأنَا الحَريصُ على شَبَابٍ يَافِعٍ *** أنْ يَسْعَدوا عِلْماً وعَيْشَ مَسَرّةِ
فَبَهَارِجُ الدُّنْيا عَسيرٌ فَهْمُهَا *** فيها سَيُخْلَبُ عَقْلُنا منْ دَهْشَةِ
بالعِلمِ والإخلاصِ نَبْني صَرْحَنَا *** لا بالهَوى والجَهْلِ دَرْبِ العَتْمَةِ
فَالعِلمُ ينشُرُ نُورَهُ في فِكْرِنَا *** وَيُعِيدُ لِلعَقْلِ الصّفَاءَ بِفِطْنَةِ
يُضْفِي على المُتَعَلِّمينَ بَهَاءَهُ *** ويَفِيضُ نُوراً منْ سَنَاءِ الرّفْعَةِ
سِمَةٌ لهمْ عَبْرَ الزّمَانِ وَمِيْزَةٌ *** فَالعِلمُ يَرفَعُ طالباً منْ سَقْطَةِ
شَتّانَ بينَ مُعَلِّمٍ أو جَاهِلٍ *** فَالجَهْلُ يُرْدي أهْلَهُ في المِحْنَةِ
هلْ يَسْتَوي مُتَعَلِّمٌ معَ ِجَاهِلٍ؟ *** كَلاّ كَمَا بَينَ السّنَا وَالظُّلْمَةِ
فَالجَاهِلُ الفَظُّ الغَليظُ تَجِدْ لَهُ *** قَلْباً جَهُولاً حُمْقُهُ في لَحْظَةِ
فَيَسيرُ في شُعَبٍ تَفَرّقَ دَرْبُهَا *** يَهْوي وَيَسْقُطُ في الدُّجَى ومَذلّةِ
أنّى تَوَجّهَ فَالحَيَاةُ خَصِيمُهُ *** ودُروبُهُ فيها مَزِيْدُ الحَيْرَةِ
لو يَرْتَدي غَالي الثّيَابِ لَمَا اخْتَفَى *** أثَرُ الجَهَالَةِ، مَا البَهَاءُ بِبِزّةِ
إنْ قالَ أفْصَحَ قَوْلُهُ عنْ جَهْلِهِ *** فَالحُمْقُ يبدو مُنْذُ أوَّلِ وَهْلَةِ
وأرادَ بالمالِ اكْتِسَابَ وَجَاهَةٍ *** يَسْعَى بها مُتَحَفّزاً لِلشُّهْرَةِ
لكنْ سَريْعَاً سوفَ يَهْوي سَعْيُهُ *** فَجَهَالَةُ الإنسانِ خَصْمُ الرّفْعَةِ
فَالدِّيْنُ وَصّى المسلمينَ تَعَلُّمَاً *** لِيَقِيهُمُ غَدْرَ السُّعَاةِ لِفِتْنَةِ
زَيْنُ الرِّجَالِ مُثَقَّفٌ مُتَعَلّمٌ *** يَبْني صُرُوْحَ العِلْمِ بعدَ الخِبْرَةِ
وَاللهُ هَيّأَ لِلْبِلادِ مَليكَهَا *** عَشِقَ العلومَ وَزادَ غَرْسَ مَوَدّةِ
فَالعِلْمُ في مَهْدِ العُروبَةِ قدْ *** نَمَا في قَفْزَةٍ نَوْعِيَّةٍ لِلدّولَةِ
قدْ كانَ يَكْفي أنْ يَنَالَ شَبَابُنَا *** فيما مَضْى تَحْصِيْلُ أيِّ عَلامَةِ
وَاليومَ لا يَرْضَوْنَ دونَ تَفَوّقٍ *** لِنَجَاحِهمْ فَازْدَادَ عَدُّ النُّخْبَةِ
طُلابُنَا يَا عِزّةً لِبلادِنَا *** مَا عِذْرُكُمْ إنْ لمْ نكنْ في الذُّرْوَةِ
بُنِيَتْ لكمْ دُوْرُ العُلُومِ فَسِيحَةً *** بِوَسائلِ العَصْرِ الحَديثِ لِدُرْبَةِ
فَغَدا التَّعَلّمُ لِلنُّفوسِ مُحَبَّبَاً *** يَسمو الذَّكِيُّ بهِ لأرْفَعِ رُتْبَةِ
يَا فِتْيَةَ الوَطَنِ الحَبِيبِ تَعَلَّمُوا *** وَدَعُوا سبيلَ المُغْرِيَاتِ بنَشْوَةِ
وَتَوّجَهُوا للعْلمِ كَيمَا تَفْقَؤوا *** عَيْنَ العَدُوِّ وَدَاعِيَاتِ الشَّهْوَةٍ
فالعلمُ وَالدِّيْنُ القَويمُ حَصَانَةٌ *** فهما السياجُ وَدِرْعُنَا في الشِّدةِ
دَاعي الهَوى يَدعو الشّبَابَ غِوَايَةً *** قَصَروا الحَيَاةَ على الهَوى وَالمُتْعَةِ
إسْلامُنَا لِلجِسْمِ وَازَنَ حَاجَةً *** لِلنّفْسِ لِلجِنْسِ ارْتَقَى بِطَبيعَةِ
رَسَمَ الطريقَ قَوِيْمَةً لِدَوَافِعٍ *** كُلٌّ لَهُ الإرشادُ أَحْكَمَ خُطّةِ
لنْ تُحْرَمَ الأجسَامُ منْ إمْتَاعِهَا *** بِأطَايِبٍ مِمّا أبَاحَ وَحَلّتِ
فَالرّوحُ تَسْمو وَالصَّلاةُ غِذَاؤهَا *** قُرْبٌ لَها من رَبّهَا بسَكِينَةِ
فَاللهُ خَالِقُنَا - تعالى -ذِكْرُهُ - *** جَعَلَ العِبادةَ شَأْنَهُ وَلِحكْمَةِ
فَبِهَا نَقَاءُ النّفْسِ منْ دَرَنِ الهَوَى *** كيما تُسَاقَ لِرَبّهَا في رَغْبَةِ
هذيْ سَبِيْلُ المسلمينَ إلى الهُدَى *** فَحَياتُنَا وَفْقَ النّظَامِ تَجَلّتِ
وَالبَيْتُ في الإسلامِ مَحْضِنُ نِبْتِةٍ *** وَغَرَاسُهَا غَضٌّ يُصَانُ بِتُرْبَةِ
تُسْقَى بروحِ مَحَبَّةٍ لإلَهِنَا *** وَمُحَمّدٌ في القَلْبِ صَوْنُ نُبُوَّةِ
هِيَ فِطْرَةُ الخَلاّقِ جَاءتْ بِالهُدَى *** تَنْمو لِتَبْقَى كالصَّفَاءِ لمِلّةِ
قَامَتْ على التَّوْحيدِ خَالِصَةً لَهُ *** لِتَعِيشَ إرواءً كَأَنْعَمِ غَرْسَةِ

يَتَعَلّمُ الأطفالُ منْ أبَوَيْهِمُ *** خُلُقَ التّدَيُّنِ بِالغَرَاسِ وَقُدْوَةِ
فَهُمَا الأَسَاسُ لِمَا سَيَأتي تَابِعَاً *** وَعَليهِ يُبْنَى الفِكْرُ ثَبْتَ القُوَّةِ
فَمَحَبّةُ الأبَوَيْنِ تَنْشَأُ هَاهُنَا *** في البيتِ فيما نَاَلهُ منْ عِشْرَةِ
في نَوْعِ تَأْدِيبِ الفَتَى مِنْ أهْلِهِ *** تَأْتي النتَائجُ وَفْقَ هَذي النَّشْأةِ
منْ غَرْسِكُمْ يأتي الجَنَى آبَاءَنَا *** ذَاكَ الحَصَادُ مُشَابهاً لِلبِذْرَةِ
فَعَلَى الهُدَى رَبُّوا البَنِيْنَ بِجُهْدِكُمْ *** ثُمَّ ادْفَعوهمْ لِلحَيَاةِ بِخِبْرَةِ
إيّاكَ أنْ تَكِلَ المَهَمَّةَ لِلّذي *** مَا خَاضَ تَجْرِبَةً ضَعِيفَ الهِمَّةِ
أوْ كَانَ ذا فِكْرٍ يُغَايِرُ فِكْرَنَا *** سَتَرى بَنِيْكَ وَقَدْ أتَوكَ بِخَيْبَةِ
لا دِيْنَ يُرْشِدُهمْ لِبِرٍّ، أوْ هُدَىً *** يَحْمِيهمُ منْ نَزْوَةٍ وَقَطِيْعَةِ
قدْ كُنْتَ تَأْمَلُ حُسْنَ تَرْبيَةٍ لَهُمْ *** لَكِنْ رَمَيْتَهُمُ بِأقْبَحِ عِلّةِ
فالأسْرَةُ المُثْلَى تُقَادُ شَرَاكَةً *** وَقِيادَةُ الأبَوَيْنِ أعْظَمُ حَنَّةِ
فإذا تَرَبّى طِفْلُنَا في بَيْتِهِ *** كَسَبَ الحَصَانَةَ وَالهُدى بِأُبُوّةِ
دَوْرُ المدارسِ أنْ تُتَابِعَ صَقْلَهُ *** وَتَزيدَهُ عِلْمَاً وَحُبَّ هُوِّيَةِ
تُذْكي بهِ رُوْحَ الجَمَاعَةِ دَائماً *** وَنَجَاحُهُ رَهْنُ النَّجَاحِ لِثُلَّةِ
فَيُحِبُّ مُجْتَمَعَاً وَيَأْلَفُ عَيْشَهمْ *** فَيَجُودُ مِعْطَاءً لأجْلِ عُرُوْبَةِ
فَيَرى الجَمَاعَةَ قُوَّةً بِعَطائهَا *** وَطَنٌ يَضُمُّ الجَمْعَ تَحْتَ مِظَلّةِ
فإذا الوَلاءُ مُؤَصَّلٌ في نَفْسِهِ *** وَالانْتِمَاءُ لأُمّةٍ بِمَعَزّةِ
يُعْطِي وَلِيَّ الأمْرِ طَاعَةَ مُؤْمِنٍ *** وَيَرى اجْتِمَاعَ الصّفِّ حِصْنَ الأمَّةِ
بِالمَنْهَجِ الأَسْمَى نُرَبّي أُمَّةً *** وَنَكُونُ جَمْعَاً لا يُضَامُ بِذِلَّةِ
هذي السبيلُ نَسيرُ دونَ تَهَاوُنٍ *** مَعْنى التَّهاوُنِ في انْفِلاتِ الحِزْمَةِ
كُلٌّ هُوَ المسؤولُ حَسْبَ مَوَاقِعٍ *** إنَّ المُقَصّرَ نَاقِضٌ لِلذّمَّةِ
بِسِيَاجِ عِزٍّ فَلْنُحِطْكِ ديَارَنَا *** فَالعِزُّ في رَصِّ الصّفُوفِ بوحدةِ.





رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:22 AM.