اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > إبداعات و نقاشات هادفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-08-2017, 02:38 PM
بوتى العكروتى بوتى العكروتى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 9
معدل تقييم المستوى: 0
بوتى العكروتى is on a distinguished road
افتراضي قصة قصيرة


كنا صغارا فى ذلك الزمن الجميل نحيا هذا العمر الغض بكل رحابتة وبساطتة وكانت المدرسة على اطراف الحى تحملنا اقدامنا الصغيرة اليها فى بضع دقائق كنا نطير جريا الى بيوتنا . وكان الاستاذ عمارة هو مدير مدرستناالابتدائية .شخصية فريدة تدهشك حتى بتفاصيلها الدقيقة وبساطتها الرائعة ثم بقدراتها الاجتماعية الفذة وتدهشك ايضا بتناقضاتها تعجب حين تعلم ان الشىء ونقيضة يجتمعان فى شخص هذا الرجل .و تعجب كل العجب من هذه الذاكرة الرائعةة التى يتمتع بها الرجل فقد كان يعرف الطلبة ولدا ولدا وبنتا بنتا . كان الرجل يستطيع ان يتذكر ان احدنا قد حضر متاخرا فى يوم كذا من الشهر الماضى او ان درجاتة فى مادة كذا كانت منخفضة بل اكثر من ذلك كان يعرف اين يقيم كل منا
خد ياد يابن عبد الجواد :ابوك عامل اية ياولا ؟ هة فك الجبس ولالسة
ياواد ياحسين يابن بنت الشيخ صالح : ابوك ياواد صلى الجمعة اللى فاتت فين ؟
كان يقف خارج مكتبة وينادى "انت ياواد يابن الهرمة منك لية"!!! كافية الى استتباب الامن والهدوء فى الخمسة عشر فصلا بل فى بعض غرف المعلمين التى ينبعث من بعضها نقاش حاد
وقد كان ذلك الرجل الذى تجتمع عندة القلوب كان هو الرجل الذى تجتمع عنده كل الخيوط .فى العمل , وخارج العمل. فهو فى المسجد وفى النادى او قل استراحة المعلمين كما كنا نسميها وفى احتفال الاستاذة منال بمولودة ابنتها . وفى تطييبب خاطر سلامة العامل الذى فقد ولدة . وهو عند دار اهل سكينة مرات الاستاذ عبد الجواد معلم التاريخ ليردها الية بعد ان ظلت اسبوعا فى دار ابيها.
كنا طلبة فى مدرسة المنشية الابتدائية وكان الرجل مديرنا كنا نهابه و ونحبة وكان كل اباء الطلبة يعرفونة . كان هو هذا الخليط المستحيل النادر من الشدة والرقة , الصرامة والحنية .
كنا نراه ثائرا حتى لاتقف الدنيا امام احدى غضباتة ونراة يحادث طفلا ويساله ويمازحة ويضاحكه كانه صديق سنة .
كنت افرح بزيارة ابى للمدرسة فقد كان رحمه الله وجيها يحسن ملبسة وكنت ارى كيف انه يرحب بابى ويسال عن جدى فهو يعرف الشيخ شافعى اب ابى لكنى كنت اتوجس خيفة من لحظة دخولى مكتبة فقد كنت اظن ان الرجل سيقرا افكارى ويعرف مافعلت وماسوف افعل.
نعم كنت مجتهدا فى دراستى واظن ان ابى رحمة الله كان فخورا بذلك ولكنى كنت ايضا هذا اللهو الخفى والعفريت الشقى وقد حافظت حتى هذه اللحظة على الا يعرف الرجل هذا الجانب منى
نعم كنا نسمع صوتة مجلجلا وهو ثائر يؤنب احدا ما على تقصيرة فتجد الجميع وقد اسرعوا يراجعون انفسهم ليتاكدوا انهم لن يكونوا عرضة لمثل هذا التانيب . كان صديق عمرة الاستاذ عبد الرضى جمعت بين الرجلين صداقة عمر طويل وزمالة فى العمل لعل كلاهما كان يحرص على ان يكون فى نفس المدرسة التى يعمل بها الاخر كانت هذه هى الرابطة الروحية بينها تجعلك فى عجب فقد كانا كانما روح فى جسدين يعرف كل منهما مايفكر فى الاخر وقلما وجدنا ان للرجلين رايين مختلفين ومن غريب الامر ان الاستاذ عبد الرضى كان هو الاخر اذا ثار على ضوضاء الاولاد يصيح فيهم " ياواد يابن الهرمة منك لية "
فكانما تسمع الاستاذ عمارة المدير
وذات يوم اختلفا وراينا بام اعيننا هذا الحزن الدفين فى عينى الرجلين فقد انزوى الاستاذ عبد الرضى فى حجرتة يكاد لايكلم احدا و راينا المدير وهو يكاد لايقوى على السير فى فناء المدرسة وهو يجوبه صامت لايكلم احدا حتى انه مر بولدين يتشاجران فلم ينتبة اليهما .
مر يومان كان يمكن لاى احد ان يدرك فيهما هذا الفارق فقد كان المكان ايضا صامتا حزينا
جائت الاستاذة اعتدال وهو امراة بدينة جدا كان بعضنا يتندر على مشيتها المتثاقلة . والاستاذ سلامة معلم اللغة العربية رجل لم يسمعه احد ينطق كلمة عامية وكنا نتندر احيانا ونقول انه جاء من العصر العباسى كان اذا القى كلمة فى اذاعة المدرسة لانفهم معظمها لاندرى هل لحداثة عمرنا ام لان الرجل كان يعب من ذخيرة اللغة وعباراتها التى تستعصى على الفهم
راح يتكلم همسا مع الاستاذ محجوب وقد انضمت الى الحديث الاستاذة اعتدال
-....... والله ياجماعة هذا امر محزن لم ارهما ابدا هكذا !!
- .. نعم يااستاذ يعنى مش ممكن حضرتك ... يعنى وتصلح بينهم ؟
- والله سافعل مابوسعى ؟
وكان اجتماع من تلك الاجتماعات الدورية التى يحتمع فيها معلمى المدرسة .
حضر الجميع فى القاعة الشرقية ولم يات المدير بعد ..... ولاتحرك الاستاذ عبد الراضى من غرفتة.
اخبروا المدير ان الجميع حضر. هز راسة وحانت منه التفاتة ناحية هذه الغرفة فى اقصى فناء المدرسة ...... .
جلس المدير على كرسية صامتا . جال بعينين حزينتين وبنطرات تائهة الى هذا الجمع من المعلمين امامة ثم ثبت عينية على ورقة بين يدية انتظر الناس كلمتة التى اعتادوا ان تكون درسا وعظة وبسمة فقد كانت ابتسامته ونظرتة الودود التى يوزعها على الحاضرين لاتفارقة ابدا وتعليقة الساخر الضاحك على بعض الاحداث هو حديث الجميع وتعليقهم لبقية الاسبوع . لكنه ازاح الوريقات الى الجالس بجوارة واشار علية ان ينوب عنة فى الكلام ,
قال الرجل بضع كلمات ثم ساد صمت رهيب خرجت من بعده الكلمات من فم المدير كانها البكاء
- حد يبلغ ال.......... توقف برهة قبل ان ينطق كلمة الاستاذ ... عبد الرضى – فلم يعتد ان ينادية الابكل تلك الاسماء التى جمعتهم فى الطفولة جيرة و طلبة فى نفس المدرسة ...... ثم فى كل مراحل العمر حتى تخرجا سويا من مدرسة المعلمين.
فهو عبده – وراضى – والرف (وهذه لانه كان صديق ملاعب الصبا وكان يجيد التحكيم )
وكان الاستاذ عبد الرضى يمازحة بلقب الكبير ثم يلتفت الى من حولة ضاحكا "هذا كبيرهم ان كانوا .... " ويتبسم من فهمها ويقهقة الكبير.......
_انت كبيرنا .... انت اكبر منى ... اى نعم انت اكبرمنى ب 3 شهور
كان الكبير او المدير غارقا فى افكارة وهو جالس حتى اخرجتة كلمة يامدير التى نطق بها الحاج على والحاج على هكذا كانوا يسمونة لم يكن احدا يلقبة الابهذا اللقب كان اكبر المعلمين سنا وكان الاخصائى الاجتماعى
- يامدير !!
وهكذا خرجت الكلمات من فم المدير بطيئة حزينة . كان بوسع الجالسين ان يسمعوا انين صدر وبكاء قلب رجل خط الشيب فى خطوطا عريضة كانت الكلمات تخرج من صدره فمة حرى ثم وقف وهو يجاول جاهدا ان يستجمع
" قولوا لعبده احنا ماينفعش نخاصم بعض لاننا .... وكان شهقة مكتومة فى صدر الرجل اجتث الكلمات الباقية فصمت ....
وتوارت العينان الطيبتان حين ملاهما الدمع . ثم هب واقفا وغادر الاجتماع .وساد هذا الصمت الحزين والكل فى دهشة وهو يتجة الى باب المدرسة ثم يعود الى الفناء الساحة الكبيرة فى وسط المدرسة ليسرع الخطى الى غرفة فى اقصى فناء المدرسة وهو يصيح بصوت متحشرج.. ياعبده .....ياعبدة
وقبل ان يصل كان الاستاذ عبدة قد وثبت الية وانخرط الرجلان فى بكاء وعناق ثم ضحك وبكاء ثم عتاب
مش عيب عليك ياراجل تبكى ههه
-لا انا ماببكيش انت اللى بتبكى
حتفطرنى والا اية انا مفطرتش بقالى 5ايام
يعنى انا اللى فطرت ههههه
نشوف حد يفطرنا حينها كان هذا الجمع من المعلمين يصفق ويهلل وهم يسرعون الخطى تجاههما
وكان الاستاذ سلامة اول من حضر وقد وصلت مسامعة هذه الكلمات الاخيرة وقد اتسع فمة عن ابتسامة عريضة لم تفلح لحيتة الكثيفة على اخفائها وهو يقول
- لابأس . علىّ قِراكما " "
فانفجرا ضاحكين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24-08-2017, 06:23 PM
محمد الضبعاوى محمد الضبعاوى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 11
معدل تقييم المستوى: 0
محمد الضبعاوى is on a distinguished road
افتراضي

جميل جدا ما شاء الله
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-10-2017, 09:05 PM
Sally Omar Sally Omar غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2017
المشاركات: 89
معدل تقييم المستوى: 0
Sally Omar is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرا جميل جدا
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:07 AM.