ذو الوجهين

[ابونرمين]

جاء فى الصحيحين وغيرهما أن النبى (ص)قال:تجدون من شر الناس ذا الوجهين، الذى يأتى هؤلاء بوجه،وهؤلاء بوجه)صدق رسول الله(ص)
من الآفات الخُلُقية الوبلية،الموجودة بين الناس منذ القدم،الرياء،المداهنة،النفاق،الخداع،الملق،الغش،الن ميمة،الوشاية،التجسس،السعاية،وقد لعبت هذه الرذائل الممقوتة دوراً خطيراً فى تاريخ البشرية الطويل،فكثيرا ما حولت مجرى حياتها فى طرق ملتوية،ودفعت بها فى أتجاهات معوجِّة،وكم من دول دبِّت إليها عوامل الفناء،ونخرت فى كيانها عناصر الإنحلال من طريق هذه الرذائل،وكم من طوائف وجماعات استحكم بينها العداءُ،وتمكن منها التفرق والتمزق بسببها،وكم من أسر وأصدقاء أطاحت هذه الآفات بمودتهم،وقضت على وحدتهم وعبثت بمصالحهم،وصيرتهم أعداءً متحاربين،بعد أن كانوا أخوة متحابين،والعلاج ،ينبغى لمن حُملت إليه نميمة ألا يُصدقُ من نمَّ لهُ،وألا يظنُ بمن نمَّ عنهُ ما نَقَلَ عنهُ،وألا يبحث عن تحقيق ما ذُكِرَ لهُ،وأن ينهى الناقلُ،ويُقبحَ لهُ فعلهِ،وأن يبغضهُ إذا لم يكفُ ويُقلعُ،وألا يرضى لنفسهِ ما نهى النمامُ عَنهُ،فهذا علاجنا ،إن نفذناه سلمنا من الشرور،وبعدنا عن المفاسد،وعشنا فى سلامٍ ووفاقِِ ووئام،،وختاما قول المصطفى (ص) قال:(من كان له وجهان فى الدنيا،كان له يوم القيامة لسانان من نار)صدقت يا حبيبى يا رسول الله....اللهم فاشهد...اللهم فاشهد