اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم العلمى و الصحى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-04-2015, 05:38 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي طب الأطفال النفسي يتصدى لمشكلة خطيرة: صراع الآباء والأبناء!

طب الأطفال النفسي يتصدى لمشكلة خطيرة: صراع الآباء والأبناء!
عبد الرحمن عبد اللطيف النمر



بلهفة بالغة وشوق عظيم يرقب الزوجان وصول المولود الأول، لكن ما إن يخرج صاحب الجلالة إلى الوجود حتى تتحول الحياة إلى جحيم لا يطاق، فالصغير المنتظر -شيطان مصور- يبعث في البيت الفساد، ويملأ الدنيا ضجيجاً وعويلاً، ويسلب والديه راحة البال!
كيف تتحول نعمة الذرية إلى نقمة على الآباء؟! هل صحيح أن الصغار –عفاريت- أم أن الآباء ليسوا ملائكة؟! كيف تتحول رابطة الأبوة والبنوة إلى صراع يذهب ضحيته الطرفان؟!
طب الأطفال النفسي ينظر إلى هذه المشكلة الخطيرة الشائعة بعين الجد والاهتمام، لمعرفة أسبابها ووضع أسس العلاج لها، وعلى هذه السطور نمضي مع طب الأطفال النفسي لنرى ماذا يقول في هذه المشكلة·
- ميلاد الصراع:
حيثن يتوقع الوالدان وصول المولود الأول، تكبر أحلامهما وأمانيهما حول الوليد، وينسجان خيوط مستقبله ويرسمان نهج حياته من قبل حتى أن يخرج الصغير إلى نور الحياة، فإذا جاء المولود ذكراً، فيجب إعداده للتاج والعرس، وإذا جاء المولود أنثى، فيجب إعدادها لتكون -ولادة بنت المستكفى- زمانها!
ولا ضير على الوالدين في التمادي في الأحلام والاستنامة إلى الأماني، فتلك فطرة طبيعية تحفز الآباء على حسن السهر على الأبناء، ولكن آفة أحلام الإنسان إذا تمادى فيها أنها تصبغ سلوكه وتهيمن عليه، بحيث تؤدي كثيراً إلى الصدام مع الواقع، فما إن ينمو الصغير ويصل إلى الشهر الثامن عشر من عمره، حين يبدأ في الحركة النشيطة وتعلم الكلام، حتى تنهال عليه الأوامر من كل حدب وصوب وفي كل وقت وحين!
فالصغير المسكين الذي بدأ لتوه يدب على الأرض بعد أن كان يحبو عليها، والذي بدأ مستعيناً بقدرته على الحركة، في استكشاف بيئته بجميع حواسه، بعد أن كان يستكشفها بسمعه وبصره، يفاجأ بالمحظورات والممنوعات! لا تقترب من كذا.. لا تلمس كذا.. لا تفعل كذا..· إلى آخر قائمة الممنوعات!
فإذا كبر الطفل شهوراً أخرى، وزادت قدرته على الحركة والكلام زادت قائمة الممنوعات والمحظورات! إذ لا يليق بطفل يقوم والداه بإعداده للتاج والعرس أن يسقط الطعام من فمه، أو أن يصيح وهو جالس على المائدة، أو أن ينثر الطعام من صحفته على ثيابه! ولا يليق بطفلة يجري إعدادها لأن تكون –ولادة- زمانها، أن تضحك على رأس جدها الصلعاء، أو أن تقذف دمية لا تعجبها وقد أهديت إليها في التو، ولا أن تعبث بشارب أبيها وهو يحملها ليداعبها!
بتعبير آخر فإن الوالدين يعاملان الصغير كبالغ عاقل مكتمل النضج، ويطلبان منه التصرف على النحو اللائق بالشخصية التي صنعها له من أحلامهما، ومن هنا يولد الصراع ناشئاً من صدام التوقعات مع الواقع، فمن المخطئ ومن المصيب؟!
قليل من الآباء من يذكر كيف كان -عفريتاً في طفولته- وأقل من هؤلاء من يسمح لصغاره بتقمص الدور الشيطاني الذي لعبه مئات المرات في سني حياته الأولى!
والغالبية من الآباء تتوقع من الصغار التصرف بحكمة الكبار ورزانة الشيوخ ونبل الأمراء! وغني عن الذكر أن توقعات الآباء في هذه الحالة في غير محلها، ولا يمكن اعتبارها توقعات معقولة بأي مقياس من المقاييس.
لذا تأتي الخطوة الأولى لحل صراع الآباء والأبناء من الوالدين، وذلك بإدراك معنى الطفولة والنزول إلى مفهومها الواقعي، وليس بمطالبة الصغار بالارتفاع إلى مستوى أحلام وأماني آبائهم، وهذه النظرة الواقعية إلى عالم الصغار كفيلة بتغيير الموقف تغييراً جذرياً، فالصغير نبته نامية من حقها استكشاف بيئتها والعالم من حولها، في حرية فطرية لا تعرف قيود الكبار! ثم إن الصغير كائن برئ لا يتقن التمثيل بعد ولا يجيد فن ارتداء الأقنعة، لذلك لا يجب أن تفرض عليه قيود -التمثيل الاجتماعي- التي يتقنها الكبار ويسمونها -إتيكيت-، وإنما يجب أن تترك له حرية التعبير البريء مطلقة من كل قيد.
- اكتساب السلوك:
هناك حقيقة هامة يغفلها كثير من الآباء عند التعامل مع صغارهم، وهي أن الصغير يتعلم بالتقليد أكثر مما يتعلم بالتوجيه، فالصغير يتعلم اللغة بمحاكاة أبوية وليس بدراسة قواعد اللغة! وقل مثل ذلك عن باقي المهارات وأنماط السلوك التي يكتسبها الصغير في سنوات حياته الأولى.
ومن عجب أن كثيراً من الآباء يتصرف بطريقة معينة في مواقف معينة، ولكنه يصر على ألا يتصرف صغاره على نفس المنوال، ويزعم أنه يريد تعليمهم السلوك الأقوم! ومرة أخرى، فإن هذا المسلك من جانب الوالدين يكون مصدراً لصراع من نوع جديد، وواضح في هذه الحالة أن الوالدين نسيا أن صغيرهما مطبوع على التقليد والمحاكاة، هكذا خلق، وهكذا يتعلم في السنوات الأولى من عمره، وطبيعي أن حل هذا النوع من الصراع يكمن في أن يسلك الآباء نفس السلوك الذي يطلبونه من صغارهم.
خذ مثلاً ذلك الأب الذي لا يكف عن استخدام ألفاظ نابية في حديثه، فهي تجرى على لسانه مجرى الدم في عروقه، وصغاره من حوله يتعلمون تلك الألفاظ ويضيفونها إلى قاموس معرفتهم، فإذا ردد الصغار نفس الألفاظ النابية التي تعلموها من رائدهم، جاءهم النهر والزجر، فإذا عادوا إلى مثلها كان التهديد والوعيد، ثم العقاب! فمن المخطئ ومن المصيب؟!
ليس يفيد أن يعطي الآباء أبنائهم عشرات التوجيهات والنصائح والأوامر كل يوم عما يليق وما لا يليق، بقدر ما يفيد أن يكون سلوك الوالدين قدوة لصغارهما، الزوجة التي تكذب على زوجها، تزرع بذور الكذب في صغيرها دون أن تشعر، ولن يفيد بعد ذلك أن يلتقي الصغير عشرات النصائح عن فضيلة الصدق، الوالد غير المنظم في بيته ونفسه وهندامه، يغرس الفوضى في صغاره بسلوكه، ولن يجدي بعد ذلك أن يؤمر الصغير بالنظام وحسن الهندام، لأي نصيحة توجه للصغار من بعد عن أهمية النظافة وضرورة مراعاتها.
سلوك الآباء إذن يدخل عنصراً أساسياً في صراع الآباء والأبناء، ولما كان سلوك الصغار مكتسباً بتقاليد سلوك آبائهم، فيجب أن يكون الآباء قدوة في السلوك القويم، ليست هناك حاجة إلى عشرات التوجيهات اليومية إذا توفر السلوك الفعلي، يكفي أن يفعل الآباء شيئاً فيحاكيهم الصغار، بتعبير أبسط، فإن سلوك الطفل مرآة لسلوك أبوية، وفي هذا ما يكفي لإلغاء حملة التوجيهات التي تجعل الآباء في حالة عصيبة، وتجعل الصغار في حالة تمرد وعصيان.
- الثواب والعقاب:
قد يفهم من الكلام السابق أن الأطفال ملائكة محض وأن الآباء زبانية جهنم! والحقيقة أن دوافع الآباء نبيلة وتصرفات الصغار بريئة، وصراع الآباء والأبناء ليس إلا صداماً بين تلك الدوافع وتلك التصرفات، ومرة أخرى فإن فض النزاع يتوقف على فهم الآباء للطفولة ومراحلها المختلفة، وما يمكن توقعه من الصغير في مراحل نموه المختلفة.
على أي حال، وإقراراً للحق، فإن للصغار شيطنتهم وتصرفاتهم التي تذهب بعقول الكبار، وحين ينظر طب الأطفال النفسي إلى شيطنة الصغار، فإنه يجد لها مبررات كثيرة، على أن أهم مبرر - أو دافع- وراء شيطنة الصغار هو جذب الاهتمام، ولعل أكثر نوبات غضب الصغار وصراخهم راجعة إلى عدم اهتمام الوالدين أو أحدهما بهم، فالصغير في حاجة إلى اهتمام طول الوقت، وإلى مداعبة وملاطفة معظم الوقت، ولا تسمح له سنة الصغيرة باستيعاب حجم المسؤوليات المنوطة بالكبار.
إلا أننا يجب أن نلفت الانتباه هنا إلى الطفل الذي يبكي طول الوقت كوسيلة لجذب الانتباه إليه، في الشهور الثماني عشرة الأولى من العمر يكون بكاء الطفل وسيلته الوحيدة للتعبير، فيبكي عندما يجوع، ويبكي عندما يخاف، ويبكي عندما يحتاج إلى اهتمام أمه، لكن بعد ذلك العمر، يكون البكاء حيلة من الطفل يستخدمها لأغراض كثيرة، على رأسها جذب الاهتمام، والطفل الذي يبكي باستمرار يجب تعليمه وسيلة أخرى لجذب الاهتمام بدلاً من البكاء والصراخ، والطريقة ببساطة هي تجاهل بكاء الصغير حتى يسكت من تلقاء نفسه دون أن يكون في ذلك تعريض الصغير لخطر من أي نوع، وإذا تكرر إهمال الوالدين لبكاء صغيرهما المستمر، فإن ذلك سيكون مدعاة لسكوته عن البكاء، وانتهاج سبيل آخر للتعبير عن رغبته في اهتمام الآخرين به.
والصغير لا يتميز فحسب برغبته القوية في جذب الاهتمام إليه، ولكنه يتميز كذلك بقوة غريزة حب التملك، لذلك ينفجر الصغير غاضباً في نوبة بكاء عنيفة، كلما انتهكت تلك الغريزة بصورة أو بأخرى! فمثلاً: استئثار أخ أو أخت باهتمام الوالدين سيدفع الصغير لا محالة إلى البكاء ب***، وهذا التصرف الذي يوصف بأنه غيرة من الصغير ليس في الواقع إلا تعبيراً عن غريزة حب التملك، ومثل ذلك يقال عن أخذ لعبة أثيرة لدى الصغير من بين يديه، إلى غير ذلك من الأسباب.
هنا يأتي دور الثواب والعقاب لتعليم الصغير كيف يكبح جماع غرائزه ويكتسب سلوكاً مهذباً، فمثلاً: يجب أن يثاب الصغير عندما يقتسم حلواه المفضلة مع شقيقه أو شقيقته، أو عندما يتخلى طائعاً عن لعبته المفضلة ليلعب بها أخوه أو أخته بعض الوقت، والثواب يجب أن يكون فورياً ومن *** شيء يحبه الصغير ويهواه، أحياناً يكفي أن تضم الأم صغيرها إليها وتقبله ليعرف الصغير أنه قام بعمل حميد، والثواب من شأنه أن يرسخ السلوك المراد اكتسابه في نفس الطفل، ويقوي بواعث الصغير لمعاودة السلوك ذاته.
ومما يقال عن الثواب أن دوره أكبر بكثير في تهذيب سلوك الصغار وترويض غرائزهم من دور العقاب، ويكفي أن يثاب الصغير على كل فعل حسن يقوم به حتى تتحول أفعاله وتصرفاته كلها إلى السلوك القويم المراد اكتسابه.
أما العقاب فيمكن أن يحل الحزم محله، وفي أحيان كثيرة يكفي تجاهل الصغير وتجاهل الخطأ الذي ارتكبه ليدرك الطفل من تلقاء نفسه فداحة ما أقدم عليه، أما تصعيد أخطاء الصغير والوقوف له بالمرصاد، ومعاقبته على كل خطأ يبدر منه، فهي سياسة خاطئة بكل تأكيد حسبما يؤكد طب الأطفال النفسي، بل أكثر من ذلك فإن مشاهدات علم السلوك تؤكد أن عقاب الصغار المتكرر يؤدي إلى عنادهم وإصرارهم على معاودة نفس العمل الذي عوقبوا عليه!
وعلى ذلك فيجب أن يكون العقاب حلاً أخيراً يلجأ إليه الآباء عند الضرورة القصوى، وحتى في هذه الحال فيجب أن يكون العقاب معقولاً ومقبولاً ويمكن أن يؤدي إلى النتيجة المطلوبة، أما تخويف الطفل بأنه سيحبس في غرفة مظلمة بمفرده مع الفئران، أو أن أباه سوف يستدعي رجل الشرطة، أو أن أمه ستأخذه إلى الطبيب ليخزه بالإبرة، كل هذا يدخل في إطار العقاب العقيم، إذ سرعان ما سيدرك الصغير أن كل تلك التهديدات غير جادة، وأن شيئاً منها لن يحدث!
فضلاً: عن أن تخويف الطفل بهذه الأشياء يخلق عنده مخاوف وحساسيات تؤثر على حياته في المستقبل. وكثير من البالغين مازال يخاف الفئران ويخشى سطوتها بسبب تخويفه المستمر بها في طفولته الباكرة، كذلك يكره أكثر الأطفال عيادات الأطباء بسبب الخوف من وخز الإبرة!
أقصى عقوبة توقع على الصغير هي الحرمان: الحرمان مما يحبه الصغير ويهواه، إلا أن هذه العقوبة لا يجب اللجوء إليها بين حين وآخر، ولمعاقبة الصغير على أخطاء تافهة، فالحرمان المتكرر له عواقب وخيمة على نمو الطفل النفسي والعقلي! لذلك نعاود التنبيه إلى أن هذه العقوبة لا يجب فرضها على الصغير إلا في الحالات النادرة التي يصعب فيها تقويم سلوك الصغير بالأساليب الأخرى التي سلف بيانها، وأهمها تجاهل الصغير بعض الوقت.
ويأتي الضرب كسبب رئيسي من أسباب عناد الصغار، ومثله مثل الحرمان المتكرر ي*** كرامة الصغير ويؤذي نفسه، لذلك فيجب عدم اللجوء إلى هذا النوع من العقاب إلا لضرورة بالغة، وفي هذه الحال يكفي ضرب الصغير على كف يده مرة أو مرتين برفق، إذ الهدف من الضرب التأديب وليس تكسير عظام الطفل·
ولكي يؤتى الثواب والعقاب ثمرته المطلوبة، يجب ألا يعاقب الطفل على تصرف ثم يثاب عليه في اليوم التالي، أو العكس، إذ يجب أن يكون الاتجاه ثابتاً حتى لا يقع الصغير في حيرة وحتى يستطيع اكتساب السلوك المراد. بعض الآباء يصفق لصغيره ويضمه في فرحة بالغة عندما يسب الصغير أحد أقرانه في اللعب، فإذا عاد الصغير وسب شقيقه، مثلاً فإنه يعاقب بأشد صنوف العقاب، وهذا تصرف لا حكمة ولا إنصاف فيه؛ لأنه كوفئ مرة على سلوك ثم عوقب على نفس السلوك في مرة أخرى.
وخلاصة ما تقدم: أن صراع الآباء والأبناء يرجع في أساسه إلى عجز كثير من الآباء عن فهم أبعاد الطفولة والتعامل معها بما يليق بها، وكثير من أنماط السلوك التي يعاقب عليها الصغير تكون مكتسبة من الكبار! ولا يكون حل الصراع بتجريب كل أنواع العقاب على الصغير، بقدر ما يكون قدوة سلوكية من الوالدين، مع التصرف بحكمة تسمح للصغير أن يعيش طفولته في حرية وبراءة
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:33 PM.