اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم العلمى و الصحى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-04-2015, 11:32 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي حوار عن السمنة

حوار عن السمنة

تعد السمنة من المشاكل العالمية التي لها تبعاتها السلبية على الأفراد والدول، ولذا حرصنا ... أن يكون لنا إسهام في التوعية بها عبر هذا الحوار مع سعادة الدكتورة (تغريد بنت محمد عبدالله) مدرس الأمراض الباطنية والمتوطنة واستشارية طب المناطق الحارة من جامعة الزقازيق بجمهورية مصر العربية (1).

والتي نشكرها على المعلومات التي زودتنا بها... فإلى الحوار:
- متى نقول: إن الشخص لديه وزن زائد أو سمنة أو سمنة مفرطة، وما هي طريقة حساب ذلك؟
تعتبر نسبة وزن الجسم بالكيلو جرام إلى مربع طوله بالمتر.. هي أدق المقاييس لمعرفة وجود السمنة ودرجاتها أو وجود النحافة أو مثالية وزن الجسم. فإذا كانت هذه النسبة تساوي:
v من 20 إلى 25 فالشخص يكون صاحب وزن مثالي.
v ومن 26 إلى 30 فهذه بداية زيادة الوزن.
v ومن 31 إلى 40 فذلك يعني بدانة شديدة تحتاج ضبط الوزن.
v أما أكثر من 40 فهذا يعني سمنة خطيرة تحتاج سرعة التدخل.
أما إذا كانت القيمة أقل من 20 فهذا يعني نقص الوزن عن المعدل الطبيعي.
- بالنظر إلى الإحصاءات نجد تنوع في نسبة الإصابة بين الأعراق المختلفة وحتى بين العرق الواحد بين ذكوره وإناثه... فما التفسير العلمي لذلك؟
تختلف نسبة السمنة بين الشعوب المختلفة ويرجع ذلك اختلاف الثقافات والحالات الاجتماعية والاقتصادية لكل شعب، وكذلك إلى أسباب وراثية تتحكم في سلوك الفرد بما يؤدي إلى توارث السمنة... مثل توارث عادات الميل إلى الأطعمة الدسمة وكراهية الرياضة والنشاط الجسماني وما إلى ذلك.
ويتضح هذا في شعوب أمريكا الشمالية... فنجد أن السكان من أصول إسبانية وإفريقية تزيد بهم نسبة البدانة أكثر من أولئك الذين من أصول بيضاء، وفي منطقة البحر المتوسط... نجد أن نسبة البدانة أيضاً تزيد وبخاصة في منطقة الخصر لدى النساء.
وكما تختلف نسبة البدانة من شعب لآخر فإنها أيضاً تزيد عند النساء عن الرجال في كل شعب في معظم الأحوال... وبخاصة في الشعوب التي يتقيد فيها نشاط المرأة وتقل حركتها؛ مما يخلق أوقاتاً للفراغ لا تجد فيها معظم السيدات إلا الطعام لملء هذا الفراغ، كذلك فهناك بعض الشعوب التي تقبل فيها المرأة على الأطعمة الدسمة كنوع من الطقوس التقليدية وربما الدينية مثل بعض الشعوب في أفريقيا و أسيا، هذا إلى جانب طبيعة المرأة الفسيولوجية من تعرضها للحمل والولادة والإرضاع وما يتبع ذلك من تغيرات هرمونية وكذلك تغيرات في نمط الغذاء نفسه الذي تقبل عليه السيدات في مثل هذه المناسبات بغرض تقوية الجسم وإدرار اللبن.
- هل ذلك يفسر الزيادة في نسب الإصابة؟
ربما يفسر ما سبق زيادة نسبة الإصابة بالسمنة بين الشعوب عامة وبين النساء خاصة.
- مع عام 1952م عرفت جمعية القلب الأمريكية السمنة كعامل خطورة يمكن تلافيه... فهل للسمنة آثار صحية أخرى هامة غير ذلك؟
السمنة هي مرض العصر، ولا يقتصر آثرها على الناحية الجمالية والظاهرية فقط... ولكنها تؤثر بشكل سلبي على جميع أجهزة الجسم تقريباً وتزيد من أمراض القلب والأوعية الدموية وصعوبات التنفس وكذلك أمراض العمود الفقري والمفاصل وأمراض الكبد والسكري وارتفاع ضغط الدم وبعض الأمراض الجلدية واضطرابات الهضم وحصوات المرارة، هذا إلى جانب الأمراض النفسية والعصبية وغيرها.
- داء السكري من الأمور المنتشرة في مجتمعنا... فهل أبنتم علاقة السمنة به من ناحية الإصابة والعلاج؟
يعتبر داء السكري من الأمراض ذات العلاقة المباشرة بالسمنة وترتفع نسبة الإصابة بالسكري بين البدناء وبخاصة أولئك الذين هم من عائلات ذات تاريخ مرضي للإصابة بالسكري... خاصة مع تقدم السن وزيادة الوزن، وبالنسبة للشق الآخر من السؤال فاتباع الحمية يكون في معظم الأحيان خطوة أولى وأساسية لعلاج السكري.
- للوقاية من زيادة الوزن والسمنة، ما هي الإجراءات المثلى التي تنصحون بها؟
للوقاية من السمنة ننصح بالاعتدال في الطعام وزيادة النشاط البدني من رياضة وغيرها ومحاولة ملء الفراغ بالأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية المفيدة.
- هل صحيح أن معالجة زيادة الوزن تعني حل المسائلة الرياضية... التي تنظر نحو هذه الزيادة إلى أنها محصلة للطاقة المكتسبة ناقصاً منها الطاقة المخرجة، أم تشمل أمور أخرى؟
صحيح أن الوزن محصلة الطاقة المكتسبة من الغذاء مطروحاً منها الطاقة المخرجة في صورة النشاط، إلا أن هناك عوامل قد تتدخل في بعض الأحيان... مثل الاضطرابات الهرمونية التي تخل بهذه المعادلة تماماً كقصور خمول - الغدة الدرقية (Hypothyroidism)، أو فرط نشاط الغدة الكظرية فوق الكلية وهو ما يعرف بمتلازمة كوشينغ (Cushing's syndrome).
- هل تؤيدين النظرة القائلة أن السمنة من الأمور المزمنة التي ينبغي معالجتها على طول الحياة، وكيف يكون ذلك؟
في معظم الأحيان تكون السمنة مشكلة مزمنة يجب معها تنظيم طريقة التغذية وتنظيم النشاط الجسدي بطريقة مستمرة تصبح نمطاً للحياة فيما بعد وليس مجرد حمية لبعض الأيام أو الأسابيع تنتهي ليعود كل شيء كما كان، إلا أن بعض أنواع السمنة يكون وقتياً خاصة تلك الأنواع المرتبطة بالحالات المرضية مثل الخلل الهرموني والاضطراب النفسي... والتي بمجرد معالجة المسبب تتحسن السمنة ويتضح ذلك في بعض حالات قصور الغدة الدرقية وكذلك بعض الأمراض النفسية الحادة الغير مزمنة وفي المرضى الذين يتعاطون بعض الهرمونات مثل الكورتيزون، إلا أن هذه الحالات قليلة بالنسبة لمجمل حالات البدانة.
- يتوافر في فضاء الشبكة العنكبوتية ومن خلال وسائل الإعلام الأخرى عدد من برامج الحمية المعدة لإنقاص الوزن... فما هي المعايير التي ينبغي مراعاتها عند تتبع هذه البرامج؟
برامج الحمية كثيرة منها ما هو كيميائي وما هو معتمد على السعرات الحرارية، وتعتمد الأنظمة الكيميائية على تراكيب الغذاء وليس كمية الغذاء وتعطي نتيجة سريعة في إنقاص الوزن إلا أنها لا تُطَبْق إلا لفترات قصيرة حيث أنها لا تؤمّن غذاءً متوازناً للجسم، أما أنظمة السعرات الحرارية فتعتمد على الغذاء المتوازن ولكن بكميات قليلة مع الإكثار من الأطعمة ذات السعرات القليلة كالخضراوات والفاكهة.
وعلى أي حال يجب أن تكون الأنظمة الغذائية متوازنة وتحتوي على أطعمة مألوفة للإنسان وفي حدود إمكانياته بحيث لا يشعر معها أنه مقيد لفترة من الوقت بل إنه يعيش نمطاً حياتياً مختلفاً وصحياً مدى الحياة.
- يتجه بعض المرضى إلى سلوك شتى الوسائل لإنقاص أوزانهم بأسرع وقت، فهل هذه رؤية صحيحة وما آثارها عليهم؟
لإنقاص الوزن بسرعة مخاطر عديدة لا تقل شأناً عن زيادة الوزن بسرعة، فعند إنقاص الوزن بسرعة تتراكم الدهون في الدم والكبد مما لا يتيح الوقت الكافي للجسم للتخلص منها... مما يعرض الكبد للتدهن ويزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية هذا إلى جانب أن نقص الوزن بسرعة غالباً لا يكون مستقراً في معظم الأحوال بل إن الوزن المفقود يعود بسرعة عند انتهاء الحمية.
- ما آثار الرضاعة الطبيعية للطفل على وزن أمه؟
تعتبر الرضاعة من مخارج الطاقة للمرأة وبالتالي فإنه من المنطقي أن تساعد على خفض الوزن بعد الولادة، ولكن ما يحدث في معظم الحالات هو أن الوزن يزيد في الحمل ويستمر في الزيادة بعد الولادة وخلال الإرضاع...

- هل يوجد ما تفسرين به هذا التحول؟
يرجع ذلك إلى العادات الغذائية المفرطة والاعتماد على أغذية دسمة وعالية الطاقة في حين أن كل ما يلزم للمرأة المرضع هو زيادة كمية السوائل والفيتامينات والبروتينات والمعادن مع زيادة مناسبة في كمية الكربوهيدرات والدهون بلا إفراط.
- من الخيارات المطروحة لمعالجة السمنة استخدام العقاقير... فمتى يلجأ لها؟
يلجأ للعقاقير لحل مشكلة السمنة في نطاق محدود عند أولئك الذين لا يحتملون التقيد بأنظمة الحمية مهما كانت مقبولة ومريحة للشخص، كما يلجأ لها كعامل مساعد مع أنظمة الحمية في بعض حالات السمنة المفرطة... بشرط أن تكون هذه العقاقير مأمونة وبلا آثار جانبية، ومعظم المتوفر من هذه العقاقير مستخرج من مصادر طبيعية.
- من المتلازمات التي تضع السمنة كأحد عناصرها... المتلازمة الاستقلالية (****bolic syndrome)، فهل بالإمكان تعريفها وإلقاء الضوء نحو الخطة العلاجية لها؟
هذه المتلازمة (****bolic syndrome) على علاقة وثيقة بالسمنة وتضم إلى جانب السمنة ارتفاع ضغط الدم وداء السكري وزيادة نسبة الدهون في الدم وارتفاع نسبة الأنسولين في الدم مع عدم استجابة الجسم له، ليس هذا فقط بل إنها على علاقة وثيقة ببعض الأمراض مثل أمراض الكبد كـداء الكبد الدهنية اللاكحولي (Nonalcoholic Fatty Liver) وأمراض تجلط الدم وبعض الأمراض الجلدية كالشواك الأسود (Acanthosis Nigricans ) وغيرها...
وتسري هذه المتلازمة في بعض العائلات سريان السمنة والنوع الثاني من داء السكري وذلك ربما بسبب تشابه الظروف الاجتماعية والغذائية والثقافية داخل الأسرة... وكما يعتمد علاج السمنة على إصلاح المعادلة بين الطاقة الداخلة والطاقة الخارجة، فإن هذه المتلازمة أيضاً تعتمد على تقليل نسبة الطاقة الداخلة في صورة غذاء وذلك باتباع نظام حمية مناسب مع زيادة الطاقة المخرجة في صورة حركة ونشاط رياضي وغيره.
- ما نصيحتكم لمن زاد وزنه بعد انقطاعه عن التدخين؟
من المعروف أن التدخين يُفقد الشهية ويكون مصحوباً عادةً بنقص في الوزن يتحسن بعد التوقف عن التدخين بل قد يتجه بعد ذلك إلى الزيادة... وننصح في هذه الحالة بالاتجاه إلى تنظيم كميات الغذاء وزيادة النشاط الرياضي ومحاولة ملء الفراغ بالأنشطة الثقافية والعلمية والاجتماعية الهادفة خوفاً من العودة إلى التدخين مرةً أخرى.
- في الطرف الآخر هنالك من يمتلك وزناً منخفضاً، فهل لذلك ضرر صحي؟
أصحاب الأوزان المنخفضة هم أولئك الذين تقل فيم نسبة الوزن بالكيلو جرام إلى مربع الطول بالمتر عن 20 ولأصحاب الأوزان المنخفضة بعض المشكلات فهذا النقص في الوزن يصاحبه بالتأكيد نقصاً غذائياً أو سوء تغذية مما يعرض الجسم للضعف أمام المشكلات الصحية كالالتهابات والعدوى الميكروبية وعدم تحمل الجو البارد وضعف النشاط الجسماني، بالإضافة إلى أن نقص الوزن قد يعود إلى خلل هرموني مثل أمراض زيادة نشاط الغدة الدرقية... وفي هذه الحالة فإن المريض لا يطيق الجو الحار بل على العكس يستريح في الجو البارد، كما أن داء السكري المتقدم قد يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في وزن الجسم. ولايجب أن ننسى أن للدهون أيضاً وظائف مهمة للجسم مثل تثبيت الأعضاء الداخلية في مكانها والمشاركة في بعض العمليات الكيميائية الحيوية في الجسم.
- ختاماً، هل لديكِ إضافة تودين طرحها؟
في النهاية أقول ليس هناك أفضل من اتباع الهدي النبوي الشريف في حياتنا... فقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان ولا بد فاعلاً فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه " (2)
· تنبيه:
للمهتمين بالتدخل الجراحي لمعالجة السمنة... قريباً سينشر في هذه الزاوية بإذن الله حوار موسع مع أحد ((رواد)) هذه العمليات، فترقبوه.

__________________
(1) تعمل حالياً في مستوصف (بسمة اللؤلؤ) بمدينة الرياض..
(2) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني - رحمهم الله
اللهم اغفر لكاتبها وناقلها,وقارئها واهلهم وذريتهم واحشرهم معا سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:57 AM.