اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > أخبار و سياسة

أخبار و سياسة قسم يختص بعرض الأخبار و المقالات من الصحف يوميا (المصرية والعربية والعالمية )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-12-2012, 06:05 PM
alien2 alien2 غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,569
معدل تقييم المستوى: 17
alien2 is on a distinguished road
افتراضي الخطر الأكبر على الوطن الأجمل

الخطر الأكبر على الوطن الأجمل
د. كمال الهلباوي

2012-12-21


مع نشر هذا المقال، تكون الجولة الثانية من الاستفتاء على مشروع الدستور قد إكتملت في الغالب. وفيها غالب ومغلوب أو منتصر ومهزوم أو ناجح وراسب، هذا في نتيجة عملية التصويت. ولكن في جميع الأحوال، يكون الوطن كله مهزوماً، إذ يخرج منقسماً جريحاً من الصراع البئيس بين أبناء الوطن الواحد والثورة الواحدة، وليس التنافس أو الصراع السياسي.
النتيجة المتوقعة عندي- مع وصول أو تحكم فريق من الفريقين في السلطة في أي وقت، مالم يتوقف الصراع الدامي، ولا يبق إلا التنافس السلمي- ستكون النتيجة في ظني- مفزعة إستناداً إلى حجم الحشد الشعبي الممكن، والأدوات المستخدمة في الصراع، وضعف حرمة الدم الحرام، والرغبة في التغلب والسيطرة، واعتقاد الشيطنة في الآخر، والملائكية في الذات أو النفس، وحشد الأهل والعشيرة والأصحاب.
وفضلاً عن كل ذلك، التشدد في فهم الشريعة وتطبيقها، وخصوصاً من بعض من لا يمكن أن يقبل تطبيق الشريعة على نفسه ولا أهله، ويرى نفسه دائماً على الحق والصواب، وأنه يضمن الجنة لنفسه على الأقل، ولا بأس أن يخالف الحديث الشريف' كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد'. والشريف هنا تعني القويّ أو الوجيه في قومه أو من كان في السلطة أو من سيفسر لحسابه الخاص أو الفهم المعوج أو سيطبق الشريعة في ضوء أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة، وهى المذاهب الأربعة المعروفة، وربما بإضافة الظاهرية أو المذاهب قليلة الأتباع والأنصار، وهو بالتأكيد فقه فيه إختلاف كبير.
هناك في جانب من الجوانب، نرى ضرباً لمساجد بالطوب وربما المولوتوف في المستقبل، وحجز عالم جليل مثل الشيخ المحلاوي في مسجد القائد إبراهيم بالأسكندرية بعد خطبة الجمعة قبل الماضية، وهناك عدة إعتراضات علنية ومستترة، على خطب بعض مشاهير الأئمة والخطباء الذين مالوا إلى جانب السلطة بإعتباره الجانب الذي يرفع شعار الإسلام، رغم ما فيه من شعارات غريبة على الوسطية ومنها: ***انا في الجنة و***اهم في النار أو: يامرسي إدينا إشارة وإحنا حنجيبهم لك في شيكارة'. يقصدون الفلول أو أعضاء المحكمة الدستورية العليا أو الخصوم. أو تحويل المشكلة مع الفريق الآخر، وتصويرها على أنها مواجهة بسبب هجوم على الإسلام من الفلول أو العالمانيين والليبراليين.
وفي هذا الجانب كذلك يقف المكفراتية بأسماء مستحدثة لمؤسساتهم تروق للبسطاء بل البلهاء، وتخفي وراءها شراً كبيراً، حيث أن بعضهم يكفرون بالإسلام فريقاً آخر، حتى ولو كان يجلس في السلطة بإسم الإسلام والديموقراطية. وقد جاء في كتيب:' إمالة القدور على من قال نعم للدستور' الذي وضعه الدكتور أحمد النقيب الداعية الاسلامي المعروف، رئيس الأكاديمية السلفية بالمنصورة، وأستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة المنصورة، أنه يخشى على معالم الدعوة السلفية من الضياع وسط دعوات كالديموقراطية والمليونيات والمظاهرات والاعتصامات والحزبيات والانتخابات والاستفتاءات.
أما الشيخ مصطفى العدوي، عضو مجلس شورى العلماء السلفي، فيرفض الاستفتاء 'بنعم' حتى لو اعطوه ملء الأرض ذهباً. وطبعاً في ظني أن الشيخ الجليل- سيمتنع من باب أولي عن الاستفتاء ب'لا' لو أعطوه ملء الأرض والسماء ذهباً'.
أما الشيخ البيلي فقد أبلى في فتواه البلاء الذي يراه الحسن، إذ إعتبر كل من يذهب للاستفتاء سواء قال 'نعم' أو قال'لا' 'عابد للوثن'. ولم يطلعنا الرجل على أوضاع من لم يذهب للتصويت نتيجة صعوبة المواصلات أو التنقل أو تحت ضغط الأهل والأصحاب أو تحت إكراه المرض أو حتى السجن أو الحبس أو المتهمين المتحفظ عليهم في أحداث الاتحادية. إن حالة الانسداد السياسي والاستقطاب الخطير في المجتمع في ظني، لن تجد حلاً في التردد المعيب لدى أصحاب القرار، ولا الانحياز لفئة من فئات الوطن، ولا طائفة من الطوائف في المجتمع، ولن يحلها مشروع الدستور المعيب، حتى لو حصل على أعلى موافقة.
أما التحديات الكبيرة التي تواجه الوطن، فلن تحلها المليونيات والحشود المليئة بالغيظ والكراهية، وحب الانتقام والأوصاف السيئة لبعضها البعض، متمثلة في الشعارات التي ترفع، ولن يحلها إنقسام القضاة والنيابات بكل تصنيفاتهم- مهما كان ذلك الإنقسام صغيراً أو كبيراً، ولن يحلها النائب العام الجديد بعدما أظهر تدخلاً في التحقيقات مع متهمي أحداث الاتحادية، وبعدما ضغط على المحامي العام الذي ينظر في قضية أولئك المتهمين، بل ونقله بعد أن أفرج عن المتهمين لعدم كفاية الأدلة، وكان النائب العام يريد أن يبقيهم في الحبس تنفيذاً للأوامر العليا التي قد تأتي من الرئاسة أو رئاسات مستترة لا يمكن رؤيتها. ولن يحل تلك المشكلة الحوارات مع النفس أو الأقربين أو المنتفعين مهما بلغ عدد تلك الحوارات التي توفرها الرئاسة، ولا التي دعا إليها مكتب الإرشاد، حيث يرى الفريق الآخر أنه ليس له صفة رسمية ولا قانونية ولم يوفق أوضاعه القانونية حتى بعد سنتين تقريباً من الثورة، ولكن الجميع، ودن من طين وودن من عجين، حسب المثل المصري.
الانقسام والاستقطاب الحاد في المجتمع المصري اليوم، يحتاج إلى علاج قوي، لا يجده الشعب في الممارسات السياسية بما فيها الانتخابات والاستفتاءات والاعلانات الدستورية، ولا حتى مشروع الدستور مالم تتحقق أهداف الثورة بدقة. كما أن انقسام الثوار على أنفسهم بعد أن كانوا صفاً واحداً، أو إيد واحدة ضد النظام السابق، أو إتهام بعضهم بالبلطجة لانحيازهم إلى المعارضة أو جبهة الانقاذ الوطني- كما وصفت نفسها-، وكذلك نقد الحزب الحاكم أو مؤسسة الرئاسة أو الإخوان المسلمين أو غيرهم، إنحيازاً وتعصباً، لن يحل المشكلة بل سيزيدها تعقيداً، فضلاً عن أن ضعف هيبة الدولة أو الاختفاء كلياً حيث تنتشر الفوضى، وتقع جرائم ال*** السياسي وغيره وتدمير المنشآت أو إحراقها، كل ذلك مرده إلى فقدان الثقة بين أخوة وزمالة وصداقة ووحدة الأمس، وتوزعهم إلى فرقاء بل غرماء اليوم، ومرده إلى التنافس غير السلمي، فضلاً عن التعصب والانحياز الأعمى في الغالب، والرغبة في السلطة والتحكم في وقت ضاعت فيه بعض المبادئ والأسس والقيم.
إن الأوضاع في الشارع المصري أصبحت كالأوضاع على المستوى العربي تبين هذا الانقسام، فهناك قوى دينية وقوى مدنية، وهناك قوى ثورية وأخرى فلولية، وهناك مسلمون وأقباط أو مسيحيون أو مسجد وكنيسة، أو أننا نرى اسلاميين وعلمانيين مع ليبراليين، أو مؤمنين أو ملحدين أو 'نعم' للجنة و'لا' للنار، أو هناك مؤيدون للنظام الحاكم ومعارضون له. وقد ظهر ذلك جلياً بل إنعكس بوضوح في شعارات المرحلة الإنتقالية ثم الحالية في المظاهرات والاعتصامات التي سقط فيها شهداء من ناحية و***ى في الناحية الأخرى.
الانقسام ليس فقط إلى قسمين كبيرين، بل إن كل قسم ينقسم بداخله إلى عدة أقسام فرعية، فبين الاسلاميين المتشددين، من يكفر الوسطيين منهم فضلاً عن العالمانيين والليبراليين. وبين القوى الوطنية والمدنية أو جبهة الإنقاذ أقسام فرعية كثيرة وممن إخترقت ساحاتهم مجموعة من الفلول المعروفين. كذلك الاتهامات بين الطرفين أو القسمين الكبيرين، إتهامات يندى لها الجبين، وقد غاب فيها أو معها الإنصاف والموضوعية، بما يذكرنا أحياناً بلغة المدح والهجاء حتى أيام الجاهلية- أي فترة ما قبل الإسلام ودور الشعر العربي الجاهلي فيها، أو لغة الردح البلدي والألفاظ الساقطة وأقلها كلمة'دول شرا...'. ففي طرف ما حسب التقسيمات المريبة، هناك رجعيون متخلفون يتسترون بالدين ***اهم في الجنة، ويجرون مصر إلى مزيد من التخلف والانقسام، وفي طرف آخر هناك علمانيون وليبراليون يدعون للفسق والفجور، منهم كفار وملاحدة ***اهم في النار. نظرات مريبة وغير صحيحة في بعضها على الأقل.
هذا الانقسام الحاد قائم اليوم ومشهود في الميادين العامة، ويظهر في الإعلام على وجه الخصوص. هناك بين الفريقين، فريق ثالث-قليل العدد حالياً- يرى خطورة هذا الانقسام في المجتمع، ويتمنى إزالته حتى تستقر البلاد، وتهدأ الأمور، وتعود اللحمة بين أبناء الوطن الواحد، على ما كانت عليه أيام ثورة يناير أو أشد، لمواجهة التحديات والأخطار الحقيقية ومنها الفقر والمرض والبطالة والهيمنة أو التخلف، وذلك تحقيقاً لأهداف الثورة: العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، تلك التي لم يتحقق منها شئ واضح حتى اليوم ولن يتحقق في ضوء الانقسام والاستقطاب. وهذا الفريق يتمنى أن يبدأ عجلة التلاحم المجتمعي والتنمية، حالما تتوفر امكانات وآليات مناسبة لذلك الأمر الحيوي، ولن تتحقق أهداف الثورة إلا بهذا العمل.
أهمية الحوار وضرورته تكمن في إيجاد حل مناسب لحالة الإنقسام، والاستقطاب الحاد في المجتمع، بل يكاد يكون الحوار هو البديل الوحيد السلمي لتحقيق ذلك الأمر، ولذلك كان من الضروري. دعوة بعض أهم عقلاء القوم وحكماء الوطن إلى جلسات حوار هادئ متواصل يجمع أبناء الوطن الواحد، بأجندة واضحة وأوقات محددة وكافية وبيئة مناسبة، لمناقشة هذا الأمر، وليس إلى جلسة واحدة تنفض دون تصالح حقيقي أو بناء ثقة حقيقية، كالحوار مع النفس والموافقين والأحبة والأهل والعشيرة الذي يدعو إليه الرئيس مرسي أو الذي دعا إليه مكتب الارشاد بغير ذي صفة واضحة يطمئن إليها قسم مهم من الشعب.
يرى هذا الطرف الثالث الوسطي وجزء كبير منه ليس منحازاً ولا طامعاً ولا ساعياً إلى سلطة، يرى ضرورة إشراك الثوار (من الشباب خصوصاً) في الحوار والقيادة واتخاذ القرارات، و بعضهم يرى ضرورة السعي لاحياء الثورة وأهدافها واختيار قيادة لها، والسعي أيضاً لتوثيق الثورة حتى لا يسرقها في المستقبل من لم يقوموا بها، وأن تكون المصلحة الأولى هى مصلحة الوطن، لأننا جميعاً في مركب واحد، والعمل مفتوح أمام الجميع والتنافس بشرط أن يكون سلمياً
وكذلك على الطرف الثالث، عند إنغماس الطرفين الكبيرين في الصراع المؤسف، ألا ينسى دراسة التحديات الحقيقية التي تواجه الوطن داخلياً وخارجياً والتنبيه إليها، فلعل ذلك يجتذب الجميع أو الأغلبية إلى ما هو أهم وأجدى للمصلحة الوطنية.


القدس العربى
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:18 PM.