الاخوان المسلمون والتعليم

[حاتم تاج الدين]

. أيمن عبد الحليم: إعادة تأهيل المعلم وتعديل المناهج ضرورة

- د. إلهام الميرغني: لا بد من تغيير سياسات التعليم في مصر
- د. جيهان كمال: لا بد من تغيير النظرة المجتمعية للمعلم
- د. صالح سلطان: التعليم أساس النهضة في دول الربيع العربي

تحقيق: أحمد هزاع
تحتل مشكلة التعليم في مصر رأس أولويات المصريين للنهوض بمصر؛ حيث إن التعليم يمثل حجر الزاوية لتقدم أي دولة تريد أن تتبوأ مكانة رفيعة بين الأمم.

ولكن التعليم في مصر معقد؛ حيث إن أركانه الثلاثة "الطالب، المدرس، المجتمع" تعمل بدون خطة واضحة، فالمدرس غير مؤهل علميًّا ولا ينال مكافأة، وسلوك الطالب بات أزمة ملحة في ظل مجتمع اهتزت فيه قيم كثيرة، والمجتمع يعامل المدرس كموظف ليس أكثر.

(إخوان أون لاين) يناقش الخبراء حول كيفية إعادة هيبة المعلم كخطوة مهمة من خطوات تطوير التعليم في سياق التحقيق التالي:
يقول الدكتور أيمن عبد الحليم أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بجامعة قناة السويس أنه لا يمكننا علاج المرض إلا بعد تشخيص الأعراض، لذا ينبغي علينا عندما نعالج مرض فشل التعليم أن نحدد ونحصر الأسباب التي أدت إلى تدني مستوى التعليم إلى هذه الدرجة التي نحن علينا.

ويضيف أن العملية التعليمية في مصر متهالكة، مؤكدًا أن المعلم منذ أن كان طالبًا في كليات التربية لم يُعَد بطريقة علمية على النحو المطلوب؛ حيث إنه لم يُدرب على أحدث الأساليب والطرق العلمية، مشيرًا إلى أن مادة التربية العملية لا تؤتي ثمارها؛ بسبب عدم استغلالها بصورة أفضل.

ويؤكد أن المعلم غير مؤهل منذ البداية لحمل راية التعليم التي تعد الوظيفة الأهم في المجتمع التي تحدد مستقبل البلاد خلال العقود القادمة، مضيفًا أن هناك فصلاً واضحًا بين العمل الميداني وبين ما يدرسه المعلم أثناء المرحلة الجامعية، فضلاً عن أن المعلم لا يعرف طريقة التعامل مع الطلاب على مختلف أفكارهم وقدرتهم العقلية.

ويرى أن المعلم ينبغي أن يكون "لماحًا" ويعرف الطالب النجيب لينمي قدراته، ويساعده على إخراج طاقاته؛ ليصبح عالمًا في المستقبل، كما يحدث في جميع دول العالم المتقدم.ويشدد على ضرورة رفع قدر المعلم ماديًّا ومعنويًّا، وأن يعي الطالب ورب الأسرة أن للمعلم هيبة يجب أن تحترم، وأنه ذو شأن يعلو شأن الوالدين؛ لأنه الذي يعلم ويربي الطالب على احترام وبر الوالدين.

ويستطرد: "لا يمكن لدولة أن تختصر الطريق للتنمية"، موضحًا أن التغيرات المهمة في مصر تتطلب رؤية وإرادة سياسية على أعلى مستويات الدولة، وفي أمس الحاجة للنهضة المبنية على أساس التعليم الحديث والقاعدة العلمية بأركانها الثلاثة، وهم: "البحث الأساسي، ونقل التكنولوجيا، والمشاركة المجتمعية".

كرامة

يقول الدكتور إلهام الميرغني عضو اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية: إن كرامة المعلم مهدرة منذ عقود، خاصة في عهد النظام البائد الذي قضى على كلِّ حقوق الشعب المصري وفي مقدمتهم المعلم، الذي يمثل حجر الزاوية للنهوض بالتعليم، ومن ثم تقدم المجتمع ككل.

ويضيف أن المدرسة كمكان لتلقي العلم له احترامه وقدسيته تفتقد لمعايير الجودة التي لا تصلح لجلوس الطالب ومشاركته الفعلية لاستيعاب الدروس؛ ما يجعله يذهب للدروس الخصوصية رغم العبء المادي على أسرته، نظرًا لعدم وجود إفادة من وجهة نظر الطالب من المدرس الذي يبحث بدوره عن طلاب لإعطائهم الدروس الخصوصية لقلة راتبه.

ويرى أن المناهج الدراسية لا ترقى لأساليب التعليم في الدول المتقدمة، ولا تدخل في أي منافسة مع مناهج الدول المتقدمة التي توفر للعلم كل أركانه بداية من المعلم والطالب والمدرسة، وصولاً إلى المناهج التي تشكل وعي الطالب وتحدد طريقة تفكيره، مشيرًا إلى أن تدني مستوى المناهج يجعلنا لا نستبشر بخير في تقدم مصر.

ويبرر لجوء المعلم للدروس الخصوصية قائلاً: "المعلم ضلع في المثلث التعليمي الذي فقد هيبته مع تيار الدروس الخصوصية، وانهار أجره، وأصبح مضطرًّا للبحث عن عمل آخر لاستكمال ضرورة معيشته هو وأسرته".

ويوضح أن إصلاح منظومة الأجور للمعلمين لن تجدي وحدها في إصلاح المعلمين وإصلاح العملية التعليمية التي وصلت لمرحلة خطيرة من التدهور، وتحتاج لإصلاح جذري شامل، مؤكدًا أن الإصلاح لا بد أن يشمل كل جوانب العملية التعليمية، وسياسات التعليم، وفي القلب منها المعلم حامل رسالة التعليم، وأداة توصيل السياسات التعليمية والطلاب، وبدون ذلك لم يتقدم التعليم.

التخطيط

وترى الدكتورة جيهان كمال مديرة مركز البحوث التربوية أن عملية التعليم عملية معقدة تحتاج لسنوات لإصلاحها، مضيفة أنه لن يستطيع شخص بعينه مهما كانت إمكانياته تطوير التعليم بمفرده، بل يجب التكاتف والتخطيط العلمي من قبل كل المتخصصين لرسم خريطة تطوير التعليم من حيث تطوير المناهج وتحسين أحوال المعلم.

وتضيف أن المعلم يجب أن يكون معدًّا جيدًا وعلى اقتناع تام بالدور المكلف به، ويغير أسلوبه مع الطلاب من حين لآخر؛ لاستيعاب الدروس بشكل مبسط دون تعقيد، قائلة: "على المعلم تغيير أسلوبه، وأن يختار الأسلوب الذي يفهمه الطالب نظرًا لاختلاف القدرات من طالب لآخر.

وتطالب الحكومة بتوفير مستوى مادي طيب له يمنعه من اللجوء إلى الدروس الخصوصية أو التهاون في التدريس مع مراقبته من قبل الإدارة التعليمية باستمرار بشكل يضمن منعه من التهاون في أداء رسالته المقدسة.

وتؤكد أن الطالب هو الهدف الرئيسي الذي من أجله قامت العملية التعليمية، لذا يجب أن نعده الإعداد الجيد منذ المراحل الأولى للتعليم، من الروضة وحتى الثانوية العامة وصولاً للمرحلة الجامعية؛ ليتخرج الطالب مواكبًا لسوق العمل، وذا كفاءة علمية تأهله أن يمارس عمله بمهارة، داعية إلى الاهتمام بالنابغين، وأن تكون لهم الأولوية في قيادة المجتمع، ومنحهم مكافآت مادية لتشجيعهم على صقل مواهبهم وتنميتها كما يحدث في دول العالم المتقدم.

وتوضح أن المعلم يعامل في المجتمع المصري على أنه خريج كلية من كليات القاع، وأنه فشل في الثانوية العامة وعلى إثره دخل كلية التربية؛ لأنه لم يستطع دخول كليات القمة قائلة: "هذا يعد من التخلف"؛ لأنه من المفترض أن يكون المدرس أعلى منصب في المجتمع؛ لأنه مربي للأجيال التي ستحمل راية الوطن في المستقبل، وأنه هو الذي يرسم خريطة الوطن، ويشكل فكر الأجيال، فعلى يده يتخرج الطبيب والمهندس والكيميائي والشرطي والعالم والعامل وكل أطياف المجتمع.

وتتابع قائلة: ينبغي أن يكون المعلم بمثابة المربي للطالب في مختلف المراحل التعليمية المختلفة، مع احترام الطالب له وإعطائه مكانته التي يستحقها؛ حتى يستقبل الطالب المعلومة وينمي مواهب الطلاب المتميزين.

التعامل المجتمعي

وينتقد الدكتور صالح سلطان الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس مستوى المعلم المتدنية ماليًّا واجتماعيًّا قائلاً: "إن المجتمع يجهل دور المعلم الرائد والمتميز، لذلك لن يكون هناك أمل في تقدم مصر حتى بعد ثورة يناير دون الرفع المعنوي والمادي من شأن وقدر المعلم".

ويضيف أن التعليم هو أساس أي نهضة في دول الربيع العربي وفي مقدمتهم مصر، مؤكدًا ضرورة الدفع بالتعليم لمكانة أعلى ضمن الأولويات القومية للنهوض بالبلاد.

ويرى أن إعادة هيبة المعلم تكمن في تطوير ممارسة مهنة التعليم، ويتطلب دورًا أكبر من النقابة باعتبارها صاحبة الحق الأصيل في إعطاء التراخيص وليس أي جهة أخرى، مؤكدًا أهمية استعادة فكرة النقابية بين المعلمين، ووضع برنامج شامل لإصلاح التعليم، وفي مقدمتهم إصلاح منظومة الأجور، وإلغاء الدروس الخصوصية.

ويؤكد أن الطالب يجب أن يتعلم أولاً كيف يتعامل ويحترم معلمه؛ لأنه يتعامل مع المعلم وكأنه عبد مملوك يأخذ أجرًا من الدولة ليعطيه الدروس بالمدرسة حتى سار المعلم ينال جزاءه من الطالب قائلاً: "آباؤنا علمونا أن الأدب فضلوه على العلم"، أما ما يحدث الآن فهو "مسخرة" لا يقبلها إنسان، فكيف يقبلها معلم محترم؟!.

ويدعو كل الآباء وأولياء الأمور إلى احترام المعلم، كما عليهم تعليم أبنائهم أن للمعلم شأنًا ويجب وضع ذلك في الحسبان، مطالبًا وزارة التربية والتعليم لوضع قوانين تجبر الطالب على احترام معلميه، ومن يتطاول على حق المعلم يعاقب؛ حتى إن وصل لفصله من العملية التعليمية ككل.

http://www.ikhwanonline.com/new/Arti...3254&SecID=271

[محمد حسين الشربينى]

هذا ما قلناه كثيراً
هم لم يضيفوا اى جديد
حصلوا على النقابة
لكن خسروا المعلمين لانهم خذلوهم

[الوردة الوحيدة]

أتمني أن يتحقق هذا فعلا علي أرض الواقع

[ملاك وعيونه هلااك]

يارب حاجه من ده تتحقق