كلام «الرئيس» : محمود خليل

[حمدى حسام]

كلام «الرئيس»

محمود خليل منذ 40 دقيقة
http://elwatannews.com/news/details/720177



كلام الرئيس عن عدم وجود إمكانية لإجراء الانتخابات البرلمانية قبل رمضان واقعى، لكنه يتناقض مع تكليفه السابق للحكومة بتعديل قانون الانتخابات فى مدة لا تزيد على شهر، بعد أن قضت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية بعض بنود قانون تقسيم الدوائر. خطورة التناقض هنا تنبع من أن «السيسى» اعتمد منذ أن انتُخب رئيساً للبلاد على فكرة «التكليفات الزمنية»، حدث هذا عندما كلف رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة بحفر التفريعة الجديدة لقناة السويس خلال عام، منذ ما يقرب من تسعة أشهر، وعندما كلف الفريق أسامة عسكر بعدم تكرار ما حدث فى م***ة رفح الثانية، وحتى مسئولى الشركات الأجنبية لم يتم استثناؤهم من هذه التكليفات التى تتحدّد بسقف زمنى معين، كما حدث مع رئيس شركة «سيمنس» الذى كلّفه الرئيس بالانتهاء من إقامة ثلاث محطات كهرباء، فيما لا يزيد على العام، وقس على ذلك ما حدث فى مشروع العاصمة الجديدة.. وهكذا.
ما معنى أن يكلف الرئيس بالانتهاء من أمر معين، خلال فترة زمنية محدّدة، ثم لا يحدث ذلك فى الواقع؟. المعنى كبير، خصوصاً إذا خرج علينا بعد ذلك، مبرراً عدم إنجاز المستهدَف لسبب أو لآخر. لقد كان الرئيس مطالباً منذ البداية بسؤال الحكومة حول قدرتها على تعديل قانون الانتخابات فى شهر، ودراسة مدى مناسبة الأجواء لإجراء الانتخابات، قبل أن يُعطى التكليف. وصناعة القرار على هذا النحو تحمل أحد أمرين، فإما أن يكون الرئيس واثقاً أن كلمته ماضية، أو يكون واثقاً أشد الثقة فى قدرة حكومته. وبناءً عليه ماذا يمكن أن نستنتج من عدم قدرة المؤسسة التنفيذية على إنجاز ما وعدت به؟. خطورة الإجابة عن هذا السؤال أنها تعطينا مؤشراً عن قدرة هذه المؤسسة على إنجاز ما هو أكبر من مشروعات تنموية، فى ظل واقع يتحمل فيه المواطن المرار، أملاً فى أن يؤدى إنجاز هذه المشروعات إلى «تسهيل الحال»!. ربما قال البعض إن المسألة لا تتعلق بقدرة أو بعجز عن تنفيذ التكليف، قدر ما تعكس تعقيدات مشهد سياسى، وظروف امتحانات، وقرب حلول الشهر الكريم، وأن هذه العوامل كلها من الموضوعية بمكان لتأجيل الانتخابات. قد يكون، لكن ما أفهمه أن التكليف لم يكن بإجراء الانتخابات فى موعد محدّد، رغم أن الرئيس سبق أن وعد بذلك، بل بتعديل قانون «تقسيم الدوائر».
كلام الرئيس عن عدم إجراء الانتخابات البرلمانية بسبب قرب شهر رمضان، يتناقض مع ما سبق وأكده «محلب» من أن الانتخابات ستُجرى قبل رمضان. ولست أدرى هل نُرجّح فى هذا السياق أن رئيس الوزراء كان يفرقع كلاماً فى الهواء، أم أن هذه الخطوة كان يمكن إنجازها، بعد تعديل القانون فى مدة الشهر، لكن الرئيس له وجهة نظر أخرى؟! الأمر محيّر. والحيرة تزداد عندما نسمع الرئيس فى الكلمة نفسها التى حدثنا فيها عن «حدوتة الانتخابات» يدعو الشعب إلى الصبر على الحكومة سنتين. الأرجح أن الرئيس يقصد نفسه وليس الحكومة، لأن من يضمن أن تستمر هذه الحكومة شهرين، وليس سنتين؟ على الشعب أن يصبر سنتين، بعد عشرة أشهر من الصبر فى ظل الرئاسة المنتخبة، وعام مماثل فى عهد الرئاسة المؤقتة. والسؤال: ماذا سيتبقى من فترة حكم «السيسى» بعد ثلاث سنوات؟!

[الفيلسوف]

شكرا على الموضوع

[حمدى حسام]

والحيرة تزداد عندما نسمع الرئيس فى الكلمة نفسها التى حدثنا فيها عن «حدوتة الانتخابات» يدعو الشعب إلى الصبر على الحكومة سنتين. الأرجح أن الرئيس يقصد نفسه وليس الحكومة، لأن من يضمن أن تستمر هذه الحكومة شهرين، وليس سنتين؟ على الشعب أن يصبر سنتين، بعد عشرة أشهر من الصبر فى ظل الرئاسة المنتخبة، وعام مماثل فى عهد الرئاسة المؤقتة. والسؤال: ماذا سيتبقى من فترة حكم «السيسى» بعد ثلاث سنوات؟!