اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم الأدبى

القسم الأدبى قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباءء والفلاسفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-01-2018, 07:37 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp نعيم الماضي (قصيدة)


لا الشعرُ يُؤنسني لا الصمتُ لا الطربُ
ولا الكتابةُ تُحييني ولا الكُتبُ
فما انتظاري لِمن أحببتُ ذو أملٍ
ولا اغترابي عنِ الأحبابِ يغتربُ
وكلَّما جنَّ ليلٌ قالَ قائلهُ
لمن دموعُكَ من عينيكَ تنسكبُ
أأنتَ تبكي على خلٍّ تفارقُهُ؟
أم أنتَ تبكي ومِن دنياكَ تحتسبُ
لَلحبُّ تُبديهِ في عينيكَ نظرتَها
وكيفَ يُخفيهِ دمعٌ وهوَ يحتجبُ
وكيفَ يسترُ مهموماً وحيرتَهُ
صمتٌ طويلٌ وفكرٌ شاردٌ سَرِبُ
يلهو به زمنٌ كالسيفِ يقطعُهُ
فما الزمانُ بشيبِ الشيخِ يختضبُ
ولا المكانُ لقلبِ الصبِّ متَّسِعٌ
فالأرضُ من شوقهِ أمواجُ تضطربُ
تحوكُ فوق الخدود السمرِ أزمنةٌ
على الجبينِ دروبٌ خطَّها التعبُ
وكلَّما اجتثَ عامٌ عمرَهُ انتفضتْ
فيه المواجعُ والآلامُ والكُرَبُ
فما أنينُكَ إلاَّ شوقُ مغتربٍ
تلتاعُ منهُ سنون العمر والحقبُ
يكفيكَ أنَّكَ وهمٌ كلَّ آخِرُهُ
وكم تطيقُ على البلوى وتنتحبُ
سيانَ عندكَ أنسامٌ وعاصفةٌ
كلاهما من لهيبِ القلبِ يلتهبُ
كم تدّعي الصبرَ كم تُخفي لواعجَهُ
ولستَ من جزعٍ تشكو وتحتربُ
بالله صبرُكَ، ما في غيرهِ أملٌ
عليهِ تصبرُ في برٍّ فتقتربُ
شوقٌ بقلبكَ فيَّاضٌ تُجاذبهُ
أشواق حبٍّ لمن أحببتَ تنجذبُ
ظمآنُ تُظمئه الأشواقُ من ولهٍ
إلى لقاءِ حبيبٍ حبُّهُ عجبُ
ستونَ عاما مضت كالطيفِ مارقةً
وأنتَ تعلمُ أنَّ العمرَ مُنقَلَبُ
فيه الشبابُ بطيشِ اللَّهوِ مغتربٌ
وليس يدرك أن الوقت منتَهبُ
يُصارعُ الشكَّ بالأهواءِ من عُجُبٍ
يسقي اليقينَ سراباً كلُّهُ ريَبُ
في غمرةِ الفرحِ المعتوهِ يُغرقُهُ
حُلمٌ ويسلبُه رأياً وما يجبُ
حتى يخوضَ مع الدنيا ولذَّتِها
كأنَّهُ خالدٌ من نشوةٍ طرِبُ
سبحانَ من صيّر الأهواءَ فاتنةً
تدعو إليها سفيهاً قلبُه تَرِبُ
والناسُ صنفٌ بلا رأيٍ يناصرهم
مثل البهائمِ لا همٌّ ولا غضبُ
يسارعونَ إلى الدنيا وفتنتها
ويعلمونَ بأنَّ الموتَ يقتربُ
لكنَّهم ركنوا للنفسِ واغترفوا
من ذلِّ شهوتها أغراهُمُ الكَذِبُ
وبعضهمْ كغُثاءِ السّيلِ تجرفهم
جرفَ الهشيمِ وللنيرانِ هم حطبُ
والبعضُ في عِلَلِ الآثامِ في غفلٍ
لا يقبل النصحَ وهْو الناصحُ الذرِبُ
مما عجبتُ: رجالٌ كنتُ أحسبهم
للدينِ أعمدةٌ لكنهم خُشُبُ
هذا يناصرُ سلطاناً ويمدحُهُ
يختالُ في زيِّهِ زهواً وينتصِبُ
الكلُّ يدعو إلى سلمٍ ومغفرةٍ
والمسلمونَ مع الشطآنِ قد هربوا
والبحرُ من شِبَعٍ ألقى بهم جُثثاً
مرميّةً في عراءِ الرملِ تغتربُ
وأبحروا وشراعُ الخوفِ يُجبرُهمْ
أن يهجروا وطناً من فقرِه وُهِبوا
صارت مذاهبُنا سيفاً يُقطِّعُنا
والسيفُ في غمدِهِ سكرانُ يضطربُ
يا اُمَّةٌ هي بالقرآنِ قد نُصِرَتْ
وسنَّةٍ من رسول الله تنتسِبُ
بنورهِ أممٌ تَحيى حضارتها
فالقابضون لحبلِ الله هم شهبُ
ونارُ كسرى خبتْ نيرانها كمداً
وفي البحيرةِ لا ماءٌ ولا صببُ
وفي السماءِ على أبراجها حرسٌ
يرمون من أنصتوا دهراً فهم غُلِبوا
لَلأرضُ من درَنِ الإشراك في سقمٍ
ظلمٌ وكفرٌ وإذلالٌ ومُستَلَبُ
حتى أتاها بشيرٌ حيثُ أنقذَها
من آفةِ الشركِ فانصاعتْ لها الحِقبُ
من قبلِ آدَمَ كان النورُ مُؤتلِقا
منهُ الحياةُ وفيهِ السَّعدُ والغَلَب
بأرضِ مكةَ حيثُ الشركُ مُعتَقَدٌ
اَلنورُ يولَدُ، فالإشراكُ مُكتئبُ
مشيئةُ اللهِ تمضي ليسَ يوقفُها
من دونِهِ الجنُّ والإنسانُ والكذِبُ

د. فلاح محمد كنه

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:52 PM.