اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > رمضان كريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 19-08-2010, 02:48 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي


ليلة لبقدر وعلاماتها
الحمد لله رب العالمين ، مفضل الأماكن والأزمان على بعضها بعضا ،الذي أنزل القرآن في الليلة المباركة ، والصلاة والسلام على من شد المئزر في تلك الليالي العظيمة المباركة ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين .. أما بعد
لقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص ، وفضلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها الرسل وأنزل لها الكتاب المبين كتاب الله العظيم ، كلام رب العالمين في ليلة مباركة هي خير الليالي ، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي ، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر ، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر .. ألا وهي ليلة القدر مبيناً لنا إياها في سورتين
قال تعالى في سورة القدر : { إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر }

وقال تعالى في سورة الدخان : { إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم }

سبب تسميتها بليلة القدر

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
أولا : سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف
ثانيا : أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه .
ثالثا : وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه

علامات ليلة القدر

ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة

العلامات المقارنة

قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار
الطمأنينة ، أي طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر من المؤمن ، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي
أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف ، بل بكون الجو مناسبا
أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم .
أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي

العلامات اللاحقة

أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام ، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها ) -رواه مسلم

فضائل ليلة القدر

أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر }
أنها ليلة مباركة ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة }
يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم }
فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ، قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر}
تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر }
ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى { سلام هي حتى مطلع الفجر }
فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) - متفق عليه

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


كتبه الشيخ / يحيى الزهراني

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 19-08-2010, 02:53 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

الحمد لله رب العالمين، مفضل الأماكن والأزمان على بعضها بعضاً، الذي أنزل القرآن في الليلة المباركة، والصلاة والسلام على من شد المئزر في تلك الليالي العظيمة المباركة، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين.. أما بعد:

لقد اختصّ الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص، وفضّلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها الرسل والأنبياء وخاتمهم وآخرهم، وجعلها خير الأمم قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:110].

وقد أنزل لهذه الأمة الكتاب المبين، والصراط المستقيم، كتاب الله العظيم، كلام رب العالمين، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]. وقال تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت:42].

فقد أنزل الله عز وجل القرآن الكريم في ليلة مباركة هي خير الليالي، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر.. ألا وهي ليلة القدر مبيناً لنا إياها في سورتين قال تعالى في سورة القدر: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ(5)} [القدر:1-5].

وقال تعالى في سورة الدخان: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)} [الدخان:3-4]، وسميت بليلة القدر لعظم قدرها وفضلها عند الله تبارك وتعالى، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الآجال والأرزاق وغير ذلك، كما قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان:4].

سبب تسميتها بليلة القدر

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في الشرح الممتع 6494 ما نصه: " أولاً: أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان اتقان صنعه وخلقه..

ثانياً: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم، أي ذو شرف لقوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)} [القدر:2-3] وليلة خير من ألف شهر قدرها عظيم ولا شك.

ثالثاً: وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه]. وهذا لا يحصل إلا لهذه الليلة فقط، فلو أن الإنسان قام ليلة النصف من شعبان، أو ليلة النصف من رجب، أو ليلة النصف من أي شهر، أو في أية ليلة لم يحصل له هذا الأجر ".

وقال الشيخ رحمه الله تعالى: " إن الإنسان ينال أجرها وإن لم يعلم بها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً» ولم يكن عالماً بها، ولو كان العلم شرطاً في حصول هذا الثواب لبيّنه الرسول ". أ هـ.

علامات ليلة القدر

ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات متابعة:

العلامات المقارنة

1- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار.

2- زيادة النور في تلك الليلة.

3- الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي.

4- أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف، بل يكون الجو مناسباً.

5- أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم.

6- أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي.

العلامات اللاحقة

أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها» [رواه مسلم].

وليلة رمضان ليلة مباركة، وهي في ليالي شهر رمضان، ويمكن التماسها في العشر الأواخر منه، وفي الأوتار خاصة، وأرجى ليلة يمكن أن تكون فيها هي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، فكان أبي بن كعب رضي الله عنه يقول: " والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، وهي ليلة سبع وعشرين ". [مسلم].

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر، ويأمر أصحابه بتحريها، وكان يوقظ أهله في ليالي العشر الأواخر من رمضان رجاء أن يدركوا ليلة القدر، وكان يشد المئزر وذلك كناية عن جده واجتهاده عليه الصلاة والسلام في العبادة في تلك الليالي، واعتزاله النساء فيها، وورد عن بعض السلف الاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحرياً لليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها.

ولهذا ينبغي أن يتحرها المؤمن في كل ليالي العشر عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: «التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان» [متفق عليه]، وقد أخفى الله عز وجل علمها حتى يجتهد الناس في العبادة في تلك الليالي، ويجدوا في طلبها بغية الحصول عليها، فيظنون أنها في كل ليلة، فترى الكثير من الناس في تلك الليالي المباركة بين ساجد وقائم وداع وباك، فاللهم وفقنا لقيام ليلة القدر، واجعلها لنا خيراً من ألف شهر، فالناس بقيامهم تلك الليالي يثابون بإذن الله تعالى على قيامهم كل ليلة، كيف لا وهم يرجون ليلة القدر أن تكون في كل ليلة، ولهذا كان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الاعتكاف في ليالي العشر من رمضان.

وليلة القدر لا تختص بليلة معينة في جميع الأعوام بل هي تنتقل، أي قد تكون في عام ليلة خمس وعشرين، وفي عام آخر ليلة ثلاث وعشرين وهكذا فهي غير ثابتة بليلة معينة في كل عام.

فضائل ليلة القدر

1 - أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر:1].

2 - أنها ليلة مباركة، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} [الدخان:3] .

3 - يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام، قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان:4].

4 - فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر:3].

5 - تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة، قال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} [القدر:4].

6 - ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها، قال تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر:5].

7 - فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم : «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].

فليلة هذه فضائلها وخصائصها وهباتها، ينبغي علينا أن نجتهد فيها ونكثر من الدعاء والاستغفار والأعمال الصالحة، فإنها فرصة العمر، والفرص لا تدوم، فأي فضل أعظم من هذا الفضل لمن وفقه الله، فاحرصوا رحمكم الله على طلب هذه الليلة واجتهدوا بالأعمال الصالحة لتفوزوا بثوابها فإن المحروم من حُرم الثواب، ومن تمر عليه مواسم المغفرة ويبقى محملا بذنوبه بسبب غفلته وإعراضه وعدم مبالاته فإنه محروم، أيها العاصي تب الى الله واسأله المغفرة فقد فتح لك باب التوبة، ودعاك إليها وجعل لك مواسم للخير تضاعف فيها الحسنات وتمحى فيها السيئات فخذ لنفسك بأسباب النجاة.

اللهم اجعلنا ممن وفق لقيام ليلة القدر، فأجزلت له المثوبة والأجر، وغفرت له الزلل والوزر، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أعلنا وما أسررنا، وما أنت أعلم به منا، برحمتك يا عزيز يا غفار، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


يحيى بن موسى الزهراني
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 20-08-2010, 12:54 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

قيام ليلة القدر
احرص على قيام العشر الأواخر من رمضان , ولو أن تضطر إلى تأجيل الأعمال الدنيوية , فلعلك تحظى بقيام ليلة القدر , فإن قيامك فيها تجارة عظيمة لاتعوض .

فقيام لياة القدر -وهي إحدى ليالي الوتر من العشر الأخير من رمضان- أفضل عند الله من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر وذلك لقوله تبارك وتعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر } أي ثواب قيامها أفضل من ثواب العبادة لمدة ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريبا . ولو أصاب مسلم ليلة القدر فقامها لمدة عشرين سنة فإنه يكتب له بإذن الله ثواب يزيد على من عبد الله ألفا وستمائة وستة وستين سنة. أليس هذا عمرا إضافيا طويلا يسجل في صحيفتك لا تحلم أن يتحقق لك فتقوم به في الواقع؟
قال الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره ( واعلم أن من أحياها فكأنما عبد الله تعالى نيفا وثمانين سنة , ومن أحياها كل سنة فكأنما رزق أعمارا كثيرة ).

إننا نرى كثيرا من الرجال والنساء قد حرموا أنفسهم من هذا الخير وتقاعسوا عن قيام ليالي رمضان خصوصا العشر الأخيرة منها. فتراهم يمضون ليلهم إما في الأسواق , أو في مجالس سمر , أو أمام الأفلام , أو منهمكين في حل فوازير رمضان , بينما كانت بيوت السلف رحمهم الله تعالى ومساجدهم تحيا في ليالي رمضان بالطاعة والذكر والصلاة . بل وجد من الناس اليوم من أحيوا أسواقهم بالتجول فيها من أول يوم من رمضان إلى نهايته , استعدادا ليوم العيد كما زعموا . فقصر عمرهم الإنتاجي , وقلت حسناتهم , ولاحول ولا قوة إلا بالله .

وتأتي أهمية قيام ليلة القدر أنها ليلة يحدد فيها مصير مستقبلك لعام قادم ففيها تنسخ الآجال , وفيها يفرق كل أمر حكيم. فاحرص أن تكون فيها ذاكرا لله ومسبحا له , أو قارئا للقرآن , أو قانتا لله , تسأله السعادة في الدنيا والآخرة , وإياك أن تكون فيها في مواطن الغفلة , كالأسواق ومدن الملاهي ومجالس اللغو فيفوتك خير كثير.


كتاب كيف تطيل عمرك الإنتاجى
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 20-08-2010, 12:59 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

ليلة القدر والعشر الاواخر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

حبيبي في الله..
ها قد بلغنا آخر المحطات، وآن أوان الجد والاجتهاد، إننا في مرحلة {وَسَارِعُواْ} [سورة آل عمران: 133] و{سَابِقُوا} [سورة الحديد: 21] فأخرج كل ما بوسعك من جهد فالغنيمة عظيمة، والثمرة تستحق بذل الغالي والنفيس للحصول عليها، الثمرة هذه المرة (ليلة القدر) {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [سورة القدر: 2-5].

اجتهد أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قبل موته اجتهادًا شديدًا، فقيل له: "لو أمسكت أو رفقت بنفسك بعض الرفق؟"، فقال: "إنَّ الخيل إذا أُرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها".

فجدَّ واجتهد، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله [متفق عليه]، وكانت أمنا عائشة تقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره" [رواه مسلم]، فإياك أن تكون من المحرومين...

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الشهر قد حضركم، و فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، و لا يحرم خيرها إلا محروم» *[الراوي: سعيد المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2247- خلاصة الدرجة: حسن].

وكيف لا يُحرم الخير كله؟ وهي أعظم ليالي الدهر، ليلة مباركة العمل فيها يضاعف أكثر من العمل في ألف شهر، ليلة تضيق فيها الأرض من كثرة الملائكة، ليلة الشرف من تحرَّاها صارت له المنزلة عند الله، ليلة يباهي الله فيها الملائكة بعباده الصالحين، و فيها يقدر الله تعالى لملائكته جميع ما ينبغي أن يجري على أيديهم من تدبير بني آدم ومحياهم ومماتهم إلى ليلة القدر من السنة القابلة، وهي ليلة سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا ولا يحدث فيها أذى، وهي سبب للسلامة والنجاة من المهالك يوم القيامة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].

حبيبي في الله...
وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحريها في أوتار العشر الأواخر من رمضان، وكان سلفنا الصالح يحتاطون فيتلمسون ليلة القدر في جميع ليال العشر.

والصحيح في علامتها، أنْ تشرق الشمس يومها لا شعاع لها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ليلة القدر ليلة سمحة، طلقة، لا حارة و لا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء» [الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5475- خلاصة الدرجة: صحيح].

وكان صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان وفي العام الذي قبض فيه صلى الله عليه وسلم اعتكف عشرين يوماً طلبًا لهذه المنحة الربانية العظيمة، فالمقصود من الاعتكاف: تحري ليلة القدر، و الخلوة بالله عز وجل، والانقطاع عن الناس ما أمكن حتى يتم الأنس بالله عز وجل وذكره، وإصلاح القلب، فإذا كان بإمكانك الاعتكاف فلا تدعه فإنَّه سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن لم يكن بإمكانك فلا أقل من المكث طيلة الليل في المسجد للصلاة والذكر والدعاء، فعساك توفق لليلة القدر فتجدك الملائكة مقيمًا على طاعة في بيت من بيوت الله، وهذا –لا ريب – أدعى للرحمة.

نصائح العشر:

(1)لا نوم في ليالي العشر:
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحيي ليالي العشر وهذا بالتهجد فيها والصلاة.

(2)أعن الأهل على العمل الصالح:
ففي حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قام بهم ليلة ثلاث وعشرين، وخمس وعشرين ذكر أنه دعا أهله ونساءه ليلة سبع وعشرين خاصة، وهذا يدل على انه يتأكد إيقاظهم في أكد الأوتار التي ترجى فيها ليلة القدر.

قال سفيان الثوري: "أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك".

(3)أكثر من الدعاء فيها:
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة بالدعاء فيها. قالت عائشة - رضي الله عنها - للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو؟"، قال تقولين: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» [الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3119- خلاصة الدرجة: صحيح].

وكان سفيان الثوري يقول: الدعاء في تلك الليلة أحبُّ إليَّ من الصلاة، و إذا كان يقرأ، وهو يدعو، ويرغب إلى الله في الدعاء والمسألة لعله يوافق. فكثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء، وإن قرأ ودعا كان حسناً".

(4)تطهير الظاهر والباطن:
فقد كان السلف يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر، ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر، فلا يصلح لمناجاة الملك في الخلوات إلا من زين ظاهره و باطنه.

(5)ليلها كنهارها لا تغفل عن ذلك:
فقد ذهب بعض السلف إلى اعتبار ليلة القدر كنهارها في لزوم الاجتهاد في العمل الصالح.

قال الإمام الشافعي: "استحب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها". وهذا يقتضي استحباب الاجتهاد في جميع زمان العشر الأواخر ليله ونهاره.

(6) من أشرف العبادات التي تتقرب إلى الله بها في هذا الوقت "التبتل" أي الانقطاع إلى الله:
قال تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً} [المزمل: 8-9] ففرِّغ قلبك له، فلا جدال، لا مناقشات، لا اختلاط فاحش، أغلق الهاتف، وانس همومك، ودع مشاغلك، عليك بالانفراد بنفسك والتحلي بمناجاة ربك وذكره ودعائه.

(7) تحسس قلبك:
راقب نيتك، فنية المرء خير من عمله، فاحتسب وتقرب.

(8) تذكر أنه على قدر اجتهادك ستكون منزلتك:
فلا تدع بابًا للخير إلا طرقته، وتنوع الطاعات علاج لطبيعة الملل عند الإنسان.

(9) عليك بالمجاهدة والمعاناة مع الصبر والاصطبار:
قال بعضهم: "من أراد أن تواتيه نفسه على الخير عفواً فسينتظر طويلاً بل لابد من حمل النفس على الخير قهراً".

(10) قلل من كلامك:
فأحصِ عدد كلماتك في اليوم والليلة فعليك بهذه الأمور، فعليك بالصمت، فمن صمت نجا.

(11) تذكر هذا زمان السباق، فلا ترضَ بالخسارة والدون: قال أحدهم: لو أنَّ رجلاً سمع برجل هو أطوع لله منه فمات ذلك الرجل غمَّا ما كان ذلك بكثير، فهل ترضى بهذا الحرمان، يفوز الناس بالمغفرة والرحمة والعتق وتضاعف أعمالهم، ويبغون الجنة، وأنت في مكانك كبلتك الخطايا"، لا.. لا يمكن أن ترضى، لذلك ستجتهد حتمًا بإذن الله.

(12) أحسن الظن بالله:
فلو فاتك شيء قم واستدرك لعلك تعوضه، فإنَّه يمنع الجود سوء الظن بالمعبود، ولو أحسنت الظن بالله ستحسنُ العمل، لأنك ستحبه حبًا عميقًا. اللهم نسألك حبَّك، وحبَّ من يحبك، وحب كل عمل يقربنا إلى حبِّك.

(13) لتكن لك عبادات في السر، لا يطلع عليها إلا الله، فهذا أدعى للإخلاص.
قال صلى الله عليه وسلم: «صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا وعشرين» [الراوي: صهيب المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 7/423- خلاصة الدرجة: [فيه] أبو صهيب وأبوه لم أعرفهم].

(14) اجمع بين الكم والكيف:
نريد أعمالًا ضخمة فذة كبيرة، لم تصنعها في عمرك، هذا العام ستقوم بها، نعم ستقوم بها، فهي علامة صدقك في طلب رضا الآخرة، وابتغائك ما عنده من الخير العميم، ولن ترضى عن نفسك حتى تصنع أقصى ما تستطيع، وبعدها ستقول: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 20-08-2010, 01:08 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله
أعمال فذة مقترحة للمجتهدين:
ترددت كثيرًا في كتابة هذه الأعمال، لأنَّ كثيرًا من الناس يقول: إنه يستبعد وجودها في زماننا، وأنه كلام يصلح لعصر السلف، وأنه يُحبط عند سماع ذلك، لكن الذي دفعنني إليه، أنّه بفضل الله هناك إخوة وأخوات أشعلوا الحماس فينا جميعًا، استجابوا للبرنامج العملي الذي اقترحناه هذا العام، فهناك – والله الذي لا إله غيره - من ختم القرآن في ركعة الوتر، ومن صلى (300) ركعة، ومن استغفر (20) ألف مرة، هؤلاء لماذا يسبقوك؟ هؤلاء نحسبهم صدقوا الله وأخلصوا – والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدًا – فأنا أهدي هذه الأعمال الفذة لهم ولكل من يريد أن يلحق بهم، هؤلاء نفذوا الوصية ورفعوا الشعار (لأرين الله ما أصنع) – (لن يسبقني إلى الله أحد) (وعجلت إليك ربي لترضى) فهيا الحق بهم ولا تفتر، ولا تثبط، هؤلاء كلهم في أول الطريق، فانظر كيف بلغوا، وأنت أيضًا ستبلغ ذلك وأكثر بإذن الله.

(1) لماذا لا تختم القرآن كل ليلة؟
كما صنعها عثمان وتميم الداري - رضي الله عنهما - في ركعة الوتر، وقرأ منصور بن زاذان القرآن كله في صلاة الضحى، وكان الأسود النخعي وسعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين، وفي مصر بعض المشايخ يصنع ذلك رأيته بعيني رأسي، كان قتادة يختم في سبع، وفي رمضان في ثلاث، وفي العشر كل ليلة، وكان الحافظ ابن عساكر يختم كل جمعة، وفي رمضان كل يوم، وكان الإمام أبو حنيفة والإمام الشافعي يختمان القرآن في كل يوم مرتين، وبلغ بالعبد الصالح أبو العباس بن عطاء أن ختم القرآن في اليوم والليلة ثلاث مرات، وختم الإمام الضبي القرآن أربع مرات في يوم واحد.

(2) لماذا لا تسجد وتقترب؟
سجد سفيان الثوري سجدة بعد صلاة المغرب فما رفعها إلا على آذان العشاء، وكان أبو جعفر الباقر يصلي كل يوم (50) ركعة، وكان عبد الله بن غالب يصلي الضحى (100) ركعة ويقول لهذا خلقنا وبهذا أمرنا، وكان مُرة بن شراحيل الملقب ب (مرة الخير) يصلي كل يوم (200) ركعة، وكان الإمام أحمد يصلي كل يوم وليلة (300) ركعة، وكان الأسود بن يزيد يصلي كل يوم (700) ركعة، وكان عمير بن هانئ يصلي كل يوم (ألف) ركعة ويسبح 100 ألف تسبيحة، وكان بلال بن سعد من العبادة على شيء لم يسمع في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، كان يصلي كل يوم وليلة (ألف) ركعة.

(3) لماذا لا تكون من الذاكرين الله كثيرًا؟
كان أبو هريرة - رضي الله عنه - يسبح ويستغفر في اليوم (12 ألف مرة) - وهذه صنعها الإخوة كثيرًا هذا العام والعام السابق -، وكان خالد بن معدان يسبح (40 ألف تسبيحة) حتى مات وأصبعه على عقد التسبيح، وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يسبح (100ألف مرة).

(4) الصيام والإفطار على التمر والماء:
كما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم شهرين لا يوقد في بيته النار ولا يطعم إلا التمر والماء، وهذا الإمام أحمد يقول ابنه صالح: "جعل أبي يواصل الصوم، ويفطر في كل ثلاث على تمر شهرين، فمكث بذلك خمسة عشر يومًا، يفطر في كل ثلاث، ثمَّ جعل بعد ذلك يُفطر ليلة وليلة، لا يفطر إلا على رغيف".

(5) صدقة عظيمة بشيء عزيز على نفسك:
فلن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، رسول الله يتألف الرجل بغنم بين جبلين (ثروة بالملايين الآن)، وأبو بكر - رضي الله عنه - يتصدق بماله كله، وعمر - رضي الله عنه - بشطر ماله، وأتي بـ (22 ألف درهم) فما قام من مجلسه حتى فرقها وكان إذا أعجبه المال تصدق به، وعثمان يجهز الجيش بعشرة آلاف درهم ويشتري البئر ليشرب المسلمين بـ (40 ألف درهم) ويقول له النبي: ما ضرَّ عثمان ما فعل بعد اليوم، وباع عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه – حديقة ب (400 ألف) وقسَّمها في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وطلحة بن عبيد الله يتصدق في يوم ب (700 ألف)، فمن منا سيسبق في هذا الميدان ويتصدق بشيء نفيس عليه؟

(6) من سيربح ثواب العمرة في رمضان؟
وهناك يعكف على الصلاة والذكر والقرآن والطواف، فيطوف ليلة كاملة، يظل الساعات يطوف حول بيت ربه، كان محمد بن طارق يطوف كل يوم سبعين مرة، كل مرة سبعة أشواط.

(7) من ينشر الخير ويدعو إلى الله؟
من سيستعمله الله ويجعله من خدام دينه؟ من سيفتح الله على يديه هداية قومه وأهل بيته وجيرانه بفضل إخلاصه وصدقه؟، وزِّع أكثر ما تستطيع من الكتيبات النافعة والمطويات والأشرطة التي تحث الناس على عمل الخير، واحتسب أعمالهم في ميزان حسناتك، فالدال على الخير كفاعله، فمن سيحقق الرقم القياسي في ذلك، فتكتب له أعمال آلاف البشر؟

وبعد هذه أعمال فذة تريد رجالا أصحاب همم عالية، أنت منهم إن شاء الله، لا تستثقل العمل، فقط استعن بالله، وانهض وقل: لأرين الله ما أصنع، ستصل بحوله وقوته، بفضله ورحمته، لا بإمكانياتك، لا بتصوراتك لقدراتك، ستكون سنة الخير علينا جميعًا، ونزرق بإذن الله ليلة القدر، فأخلصوا لله واصدقوا في طلب رضاه، وستبلغون مما يرضيه الآمال، فاللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا.

هانى حلمى
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 20-08-2010, 01:13 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

دع البكـاء علـى الأطـلال والـدارواذكر لمن بات من خل ومن جار
وذر الدموع نحيباً وابك من أسفعـلـى فــراق لـيــال ذات أنـــوار
على ليال لشهر الصـوم ماجعلـتإلا لـتـمـحـيــص آثــــــام وأوزار
يالائمي في البكاء زدنـي بـه كلفـاًواسمـع غريـب أحاديـث وأخـبـار
مـا كـان أحسننـا والشمـل مجتمـعمنا المصلي ومنـا القانـت القـاري

وداعاً يا شهر يا رمضان ! وداعاً يا شهر الخيرات والإحسان ! وداعاً يا ضيفنا الراحل ! مضى كثيرك ولم يبق بين أيدينا منك إلا أيام قلائل ، عشر تجاورنا اليوم وهي إلى الرحيل أقرب من البقاء ، ولئن قال ابن رجب في لطائفه عند الفراق : ياشهر رمضان ترفّق ، دموع المحبين تدفّق ، قلوبهم من ألم الفراق تشقّق . عسى وقفة للوداع تطفيء من نار الشوق ما أحرق ، عسى ساعة توبة وإقلاع ترقع من الصيام ماتخرّق ، عسى منقطع من ركب المقبولين يلحق ، عسى أسير الأوزار يُطلق ، عسى من استوجب النار يُعتق . اهـ فما أحرانا بتدبّر قوله ، وفعل يطفيء حرارة الوداع .

أيها الشباب قبل أن تُشيعوا ضيفكم الميمون عودوا إلى أنفسكم حفظكم الله وتأملوا ماذا قدّمتم بين يديه ؟ وما هي الأسرار التي بينكم وبين ربكم في أيام شهركم وسيرحل بها رمضان ؟

هاتفني شاب في رمضان بعد سماع إحدى المواعظ وحدثني في الهاتف حديث طويل أذكر من قوله : أشعر من حديثكم أنكم تشعرون بفقد الشهر ، وتتحسّرون على فوات أيامه ؟ فلماذا أنا لا أشعر بذلك ؟

وبعد حديث طويل عن سر فقد الفرحة في قلب من يحاورني قال لي : عفواً أخي في شهر رمضان أسررت المعصية ، وتجاهلت الطاعة ، وكم هي المرات التي لا أشهد فيها صلاة التراويح ، وإن شهدتها فصورة بلا معنى ، وحركات بلا روح ، القرآن عهدي به من زمن بعيد ، وقد حاولت أن أمد يدي إليه مع جملة الذاكرين لكن نفسي حبستني عن الاستمرار وهاأنا لا زلت في بدايته إلى اليوم .

أما المعصية فتدفعي لها نفسي دفعاً حتى أنني واقعت أنواعاً من المعاصي مراراً في شهر رمضان فعيني تخطّت ستار المعروف واجتالت في حرمات الله تعالى ، وأذني أبت إلا أن تتجاوز حدها الشرعي فانتهكت ماحرم الله ، ونفسي التي بين جنبيّ جاهدتها كثيراً فكابرت ومانعت واستعصت علىّ ، بل ما زالت بي حتى أوقعتني في الفاحشة .....

ومازال يحدّث حتى انهار باكياً ، واستعبر أمامي في البكاء ، وأخذ يردد أثناء حديثه أخشى أن لا أكون ممن غفر الله لهم ، أو تقبّل منهم ، أخشى أن يختم الله لي بخاتمة السوء ! فأصبح أسير أحزاني ! أنا لست وحيداً في طريق اليأس فكثير من الشباب أمثالي ، فما زلت به أخفف عنه هذه الآلام حتى عاد يسمع حديثي من جديد فقلت له أخي الشاب لازال في الأمل فسحة ، وفي الوقت بقية ، والعبرة بالخواتيم . وأنا وإياك نشهد هذه العشر المباركة فهل يمكن أن تضع يدي في يدك وتعاهدني على المسير فقال أي والله مسير يعيد لي الفرحة والبسمة في حياتي من جديد لم لا أقبل به ؟ ولما لا أعيشه وقد عشت كل معاني الحرمان في المعصية والدأب عليها ؟ فقلت له أقبل حفظك الله إلى حديث ، أرعني سمعك ، وجُد علىّ بشيء من وقتك فعندي سر السعادة التي تنتظرها ، عندي لك قول الله تعالى : { قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم }

دواء للمنكسرين من أمثالك لكن بشرطها الوحيد : التوبة الصادقة التي رأيت من آثارها أثر الدموع بين عينيك .

وعندي لك قول رسولك صلى الله عليه وسلم : « لله اشد فرحاً بتوبة عبده عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ، فأتى شجرة قاضطجع في ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح » متفق عليه من حديث أنس .

إذاً لم يبق عليك حفظك الله إلا الإقبال على ما بقي من شهرك إذ هذه الأيام هي الخاتمة ، وهي سر الشهر ، وأفضل أيامه على الإطلاق ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول عنه عائشة رضي الله عنها : « كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجدّ ، وشد المئزر » ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة .

هذه الليلة العظيمة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ماتقدم من ذنبه » متفق عليه من حديث أبي هريرة .

وقد أخبر الله عن هذه الليلة أنها خير من ألف شهر في كتابه المبين فقال تعالى : { إنا أنزلناه في ليلة القدر . وما أدراك ماليلة القدر . ليلة القدر خير من ألف شهر }

وأخبر رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أن هذه الليلة في ليالي العشر حين قال صلى الله عليه وسلم : « تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان »

أقبل على عشر رمضان حفظك الله بكل جهدك وقوتك واحرص على أن يكون ختام شهرك ختاماً حياً مباركاً ، تزوّّد فيها بالطاعات ، احرص على الفريضة مع الإمام والله الله أن يشهد الله عليك أو حتى أحد من خلقه تخلُفاً عن الجماعة بنوم أو كسل ، إلزم النافلة القبلية والبعدية ، واحرص على أداء صلاة التراويح والقيام مع جموع المسلمين ، ولا زم فيها دعاء : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني فهي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين . أكثر من قراءة القرآن ، ونوّّع في القراء مابين حدر وترتيل ، ولتكن عنايتك بالتدبّر لآيات القران الكريم فإن في ذلك خير كثير . قم برعايتك والديك وقبّل رأسهما كل مساء ، والزمهما بالطاعة والبر فإن ذلك من أعظم فرص استغلال شهر رمضان .

صل أرحامك ، وتعاهد جيرانك فإن ذلك من خلق المسلم .

وإنني إذ أدعوك إلى التمعّّّن في هذه الأحاديث إنما أدعوك للتحرر من الكسل واستقبال الآخرة ، والإقبال على عشر رمضان الأخيةر ففيها بإذن الله تعالى سر السعادة المرتقبة التي تبحث عنها ، وإنما حين أقرر لك أن هذا هو طريق السعادة آمل منك أن تجرّب هذا الطريق ولن تجد أجمل منه ولا أسعد على وجه هذه الحياة ، وهؤلاء الذين تراهم في مجتمعك تبرق أسارير وجوههم يالاستقامة هم كانوا مثل ما أنت فيه الآن من الحيرة والاضطراب ، والهم والغم ، وخاضوا هذه التجربة في بداية حياتهم وحينما وجدوا المفقود والسر الغائب في حياتهم قرروا التوبة ، وهم اليوم وكل يوم يرددون قول القائل : والله إنها لتمر بي ساعات يرقص فيها القلب فرحاً من ذكر الله .

ويلهجون بقول الله تعالى : { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون } وفقك الله وسدد خطاك وعلى طريق الخير بإذن الله تعالى نلقاك .


مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 20-08-2010, 01:40 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

رمضان يُنادي: استعدوا يرحمكم الله!!
أسأل الله أنْ يشملنا وإياكم برحمته الواسعة، وأنْ يلطف بنا فيما جَرَتْ به المقادير.
معاشر الإخوة!
إذا كانت أول ليلة من رمضان؛ فإنَّ هناك مناد ينادي: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر! تخيَّلوا أيها الأحبة! إذا كان الخالق جلَّ وعلا يُعِدُّ العدة لنا بكونه وجنته لهذا الشهر المفضال الكريم، ويُهيِّئ الجو للطاعات؛ فتُفتح أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، وتُسلسل الشياطين وتُقيَّد، والخير منتشرٌ بين ربوع الدنيا؛ فكان شهراً عظيماً: شهرٌ للغنى بعد الفقر!!
وللصحة بعد المرض!!
وللعزة والقوة بعد الذلة والضعف!!
شهرُ الخير والحب والودِّ والألفة بين الناس!!
شهرٌ للإنفاق والصدقة والعطاء!!
شهرٌ تمنَّى النبي صلى الله عليه وسلم لقاءه، ومقابلته قبل موعدِ قدومه وموعد ميلاده، قائلاً: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان).
شهرٌ كله خيرات: بكاءٌ ودموعٌ، خضوعٌ وخشوعٌ، تبتلٌ وابتهالٌ، تذكُّرٌ وتدبُّرٌ..
شهرٌ كله نفحاتٌ، ومن أصابته نفحةٌ من نفحات ربه؛ فلا يشقى بعدها أبدا!!
هذا الشهر أيُّها الإخوة:
جعله النبي عليه الصلاة والسلام شهراً لميزان عبدٍ على عبدٍ، وأفضليةِ إنسانٍ على إنسانٍ، فقد روى ابن ماجة -رحمه الله- في سننه -وصحَّحه الشيخ الألباني رحمه الله- كما عن طلحة بن عبيد الله -رحمه الله- وهو يقصُّ علينا خبر رجلين من الصحب الكرام كان إسلامهما جميعاً، فكان أحدهما أشدَّ اجتهاداً من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستُشهِد، ثمَّ مكث الآخر بعدهُ سنةً ثم تُوفِّي.
قال طلحة رضي الله عنه: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة فأذن للذي تُوفِّي الآخِر منهما، ثُمَّ خرج فأذن للذي استُشهِد، ثم رجع إلي فقال: ارجع؛ فإنَّك لم يأنِ لك بعدُ، فأصبح طلحةُ يُحدِّث به الناس؛ فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه بالحديث، فقال: مِنْ أيِّ ذلك تعجبون؟!!
فقالوا: يا رسول الله! هذا كان أشدَّ الرجلين اجتهاداً ثم استُشهِد، ودخل هذا الآخِرُ الجنةَ قبله!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى! قال: وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟! قالوا: بلى!
قال رسول الله -وانظروا أيُّها الإخوة إلى فضل وقيمة من حضر خيراتِ رمضان-: »فما بينهما أبعدُ مما بين السماء والأرض« يا الله!!
الله أكبر..
تخيلوا إخواني!
إنَّ بلوغَ رمضانَ نعمةٌ عظيمةٌ، ومنَّةٌ جليلةٌ، وفضلٌ كبيرٌ من الله تعالى على عبده، حتى إنَّ العبد ببلوغ رمضان وصيامه وقيامه يسبق الشهداء في سبيل الله الذين لم يُدركوا رمضان.
هكذا نوقِن أنَّ بلوغ رمضان نعمةٌ من نعم الله علينا، { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا } [إبراهيم:34] { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ } [النحل:53].
انظروا! كم من قريبٍ كان بجوارنا فارقناه!!
وكم من عزيزٍ بأيدينا في التراب وضعناه ودفناه!!
وكم من مسلمٍ كان يُصلي بصلاتنا، وكان يصوم بصيامنا ويُفطر معنا، ويذكر ويُسبِّح، الآن: هو بين التراب آملاً في رحمة مولاه!! وسيأتي دور كلِّ واحدٍ منَّا -بلا شكٍّ- فلم الغفلة عن هذا الموعد؟!! نأكل ونشرب ونتمتَّع بالدنيا وكأننا فيها مخلَّدون!! ولا حول ولا قوة إلا بالله..
ومِنْ هُنا فإنَّه يلزم على كلِّ واحدٍ منَّا أنْ إذا حضره رمضان أو حضر هو في رمضان أنْ يحمد الله ويشكره، فالحمد لله والشكر لله، ونسأله كما بلَّغنا شعبان وخواتيمه أنْ يبلِّغنا رمضان وخيراته ورحماته.
أيُّها الأحبة:
هذا الضيف الغالي رمضان، يحبُّ منَّا أشياء ويكره أشياء!!
فتعالوا بنا نتعرَّف على ضيفنا مدرسة الصيام!! التي يجب أنْ نتوقَّف عن محطات الدنيا الممتعة اللذيذة الفانية؛ لنأخذ بأيدي أبنائنا وبناتنا وزوجاتنا للالتحاق بهذه المدرسة؛ لنتعلَّم كل خلقٍ قويمٍ فاضلٍ ربَّى عليه ربنا سبحانه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وربَّانا عليه من بعدهم؛ عسانا نفوز في النهاية بالتقديرِ الممتازِ المتميِّزِ!!
رمضان في قلبي هماهمُ نشوةٍ من قبلِ رؤيةِ وجهكَ الوضاءِ
وعلى فمي طعمٌ أُحسُّ بأنهُ من طعمِ تلك الجنةِ الخضراءِ
قالوا بأنََّكَ قادمٌ فتهلَّلتْ بالبشرِ أوجُهنا وبالخيلاءِ
تهفوا إليه وفي القلوب وفي النُهى شوقٌ لمقدمهِ وحسنُ رجاءِ
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 20-08-2010, 01:50 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

هذا الضيف رمضان:
تنادي فيه الحور العين، فتقول: يارب! اجعل لنا من رمضان أزواجاً
وتنادي الجنة فتقول: أي رب! اجعل لنا في رمضان سكاناً..
رمضان: تُفتح فيه أبواب الجنان فلا يُغلق منها بابٌ.
رمضان: تُغلق فيه أبواب النار فلا يُفتح منها بابٌ.
رمضان: تُصفَّد فيه مردة الجن والشياطين، وتُسلسل وتُقيَّد؛ تيسيراً لطاعة الرحمن.
رمضان: فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ (83 عاماً وأربعة أشهر تقريباً).
رمضان: من صامه إيماناً واحتساباً؛ غُفر له ما تقدَّم من ذنبه.
رمضان: من قام ليله إيماناً واحتساباً؛ غُفر له ما تقدَّم من ذنبه.
رمضان: ليلةُ القدر فيه مَنْ قامها ومن حضرها فقد حضر الخير كله، ومن حُرمها فقد حُرم الخير كله.
رمضان: هذا الشهر الكريم، أُعِدَّ فيه بابٌ للصائمين فقط (باب الريان) لا يدخله إلا الصائمون، فإذا دخلوا أُغلق دونهم.
رمضان: خلوفُ ورائحةُ فم الصائم فيه أطيب عند الله من ريح المسك العطر.
رمضان: شهرٌ تتزيَّنُ فيه الجنة، ويُنادي رب العزة عليها ويقول: تزيَّني واستعدِّي لأهل طاعتي وكرامتي؛ فعسى أنْ يستريحوا من دار الدنيا وأعبائها ويأتون إليك يا دار رحمتي!
رمضان: شهر الجود والكرم، الذي كان فيه حبيبنا أجود من الريح المرسلة بالخير، عليه الصلاة والسلام.
رمضان: لا يعلم ثواب الصائم فيه إلا الله؛ دليلاً على عظمة ثواب الصائمين: (كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)، قال العلماء:
يعني: الله وحده هو الذي يعرف ثواب الصائم؛ فالصيام قرين الصبر وأخوه، وقد أكَّد الحقُّ في كتابه أنَّ الصابرين يُوفَّون أُجورهم بغير حسابٍ.
رمضان: يُغفر في آخر ليلةٍ منه للصائمين إيماناً واحتساباً.
رمضان: يُعتق في كلِّ ليلةٍ منه رقاب أُناسٍ من النار استوجبوا واستحقوا النار، فإذا كانت آخر ليلة -وانظروا وتأملوا- تُعتق رقابٌ من النار بقدر ما أعتق الله في رمضان من أوله إلى آخره.
رمضان: دعوةُ الصائم فيه مستجابةٌ عند فطره، ويفرح به.
رمضان: شهر التوبة للعُصاة والمذنبين، نسأل الله أن يتوب علينا جميعاً.
رمضان: شهرٌ وقف النبي صلى الله عليه وسلم ليهنئ في ربوع المدينة حيث كانت البشرى، ففي مدينة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام كانت البشرى تُزَفُّ لأولئك الأطهار، من الصحابة الأخيار رضي الله عنهم، يزفُّها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تُفتَّح فيه أبواب السماء، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر! من حُرِم خيرها فقد حُرِم) »رواه النسائي والبيهقي، وصحَّحه الألباني في صحيح الترغيب«.
قال ابن رجب رحمه الله -كما في لطائف المعارف، وهو يتحدث عن لطائف شهر رمضان-، يقول ناقلاً عن بعض العلماء: »هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضُهمبعضاً بشهر رمضان.
كيف لا يُـبشَّر المؤمن والعاقل بفتح أبواب الجنان؟!
كيف لا يُـبشَّر المذنب بغلق أبواب النيران؟!
كيف لا يُبشَّر العاقل بوقتٍ تُغلُّ فيه الشيطان؟!
نعم! إنَّها البشارة التي عمل لها العاملون، وشمَّر لها المشمِّرون، وفرح بقدومها المؤمنون الصالحون، فأين فرحتك؟! وأين شوقك؟! وأنت ترى الأيام تدنو منك رويداً رويداً؛ لتضع بين يديك فرحةَ كلِّ مسلمٍ.
ومن الحديث السابق أخذ العلماء جواز واستحباب أنْ يُقابل المسلم أخاه قائلاً له: (كل عامٍ أنتم بخير)، أو (تقبَّل الله منَّا ومنكم)، هذه التهنئة بقدوم رمضان!!
وبعد أنْ تعرَّفنا على ضيفنا وعرفنا هداياه لعُشَّاقِ أيامه ولياليه، والسؤال الآن: ما هي الأشياء التي يكرهها رمضان؟ وكيف نستعدُّ له؟
نقول وبالله التوفيق:
إنَّ رمضان المبارك يكره منَّا الآتي:
أولاً: يكره التسويف -مشكلة المشاكل، ومصيبة المصائب في حياة المسلمين؛ فما أهلك الناس هذا الهلاك مثل ما فعل التسويف في الأمة، في الطاعات والأعمال والإنتاج- نسمع: (سوف أختم القرآن - سوف أتصدَّق - سوف أَصِلُ رحمي - سوف أذكر وأسبح - سوف أعمل وأجتهد.. سوف سوف سوف.. إلخ)، فرمضان يكره منَّا أنْ نسوِّف في الأعمال الصالحة.
نسمع في أول رمضان:
· سيكون رمضان هذا العام شيئاًآخر!
· سأختم القرآن ثلاث مراتٍ على الأقل!
· لن أُضيِّع ليلةً منغير تهجُّدٍ!
· سأحصل على أكبر قدرٍ من الحسنات!
· سأزور عدداً كبيراً من أهلي وأصدقائي!
· سأنفق نفقةً لم أنفقها من قبل!
أليست هذه عبارات نردِّدها بحماسٍ قبل رمضان، أو في بدايته، وتمرُّ الأيام وسرعان ما تمرُّ حتى نجد أنفسنا في آخر شهر رمضان؛ فيردِّد الكثير منَّا: (يا ويلتي! ضاع الشهر ولم أفعل شيئاً)، لا زلتُ في الجزء السابع عشر ولم أختم حتى المرة الأولى.. وعباراتٌ كثيرةٌ تُعبِّر عن الندم والحسرة على ما فات من رمضان ولم نغتنمهلماذا؟!!
سؤالٌ يحتاج إلى جوابٍ؛ لأنَّنا لم نضعْ حدًّا لتضييع رمضان!!
كما أنَّ ربنا يكره هذا التسويف المذموم، فالأصل: (وسارعوا – سابقوا - وفي ذلك فليتنافس المتنافسون - فاستبقوا الخيرات)، هذا هو الأصل: المسارعة والمسابقة والإنجاز والإيجابية والجدية والعمل لا الكسل!!
ثانياً: يكره رمضان أنْ نقلب الليل نهاراً والنهار ليلاً:
(الذين يقضون نهار رمضان نوماً -وكأنَّه يقول: أسلي صيامي- هؤلاء الذين يعكسون آية الله في أنْ يكون النهار جهادٌ وعملٌ، والليل نومٌ وراحةٌ للقدرة على مواصلة الأعمال نهاراً -إلا لضرورة ما- فليحذر هؤلاء من ذلك).
يقول علماؤنا: الصائم في رمضان له جهادان: جهاد النهار يكون بالصيام والصبر عليه، وجهاد الليل بالقيام والصبر عليه، فكيف يتسنَّى لمسلمٍ عاقلٍ أنْ يُضيِّع ثواب الجهادين، الصيام والقيام، فيعكس الآية الكونية.
فهذا مما يكرهه رمضان!
ثالثاً: الشحُّ والبخلُ خوفاً من الإنفاق:
رمضان شهر الجود يكره أنْ يكون الإنسان بخيلاً شحيحاً بالخير والإنفاق؛ بحجة: (اللي يعوزه البيت يحرم ع الجامع)، ولماذا تَحْرِمُ نفسك من خيرٍ عميمٍ للمتصدقين والمنفقين، يخلف الله على المتصدِّق خيراً، ويعطيه الجنة ثواباً على ما يبذله، ويجعله في ظلِّ صدقته، وهكذا الثواب كبيرٌ!
فلماذا البخل والشح؟ وقد كان رسول الله في رمضان حالته مع الصدقة أفضل من غير رمضان!!
رابعاً: السهر وإضاعة الوقت فيما لا يُفيد!
في أي شيء يكون ليلك؟ أقول: في أي شيء تستغلُّ ليلكَ في رمضان؟ أتجلس أمام التلفاز تُشاهد المسلسلات والأفلام والتهريج الدائر في الإعلام؛ مما يُضيِّع الصيام والقيم والأخلاق!
والعجيب أنَّهم ينسبون كل شيء مما يفعلونه إلى رمضان: (الخيمة الرمضانية - ألف خيبة وخيبة - المسلسل الرمضاني - الفزورة الرمضانية)، والأعجب أنَّك تسمع عن الشيشة الرمضانية!!! حتى الحرام صار يُنسب إلى رمضان، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
فلنحذر من السهر على الحرام!!
خامساً: يكره النوم عن الصلوات والمكتوبة، وعدم تأدية صلاة التراويح كاملة:
أيُّها الإخوة!
كما تعلمون بأنَّ هذا الشهر شهرٌ تُضاعف فيه الحسنات، حتى أنَّه ورد بأنَّ النافلة تعدل فريضةً، والفريضة تُساوي سبعين فريضة فيما سوى رمضان، فلماذا ننسى ذلك الخير؟!
وتجد من ينام عن الصلوات المكتوبة المفروضة، فإذا كانت في غير رمضان فرضٌ مفروضٌ بمواقيتها، فهي في رمضان أشدُّ إيجاباً وفرضاً وإلزاماً؛ لكثرة الحسنات فيه!!
قال تعالى: { إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً } [النساء:103]، وقال سبحانه: { حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ } [البقرة:238]، وحذَّر المولى من جزاء من يتكاسل عن الصلاة، فأوضح لنا في سورة المدثر جزاء هؤلاء الذين دخلوا سقر، فتساءلوا: { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } [المدثر:42]؛ فكان الرد الأول: { لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ } [المدثر:43]، يعني: متساهيلن في آدائها، فالذي يصوم رمضان ويقول: أنا صائم، ثم يترك الصلوات؛ كأنه يقول: أنا مؤمن بالصيام أما الصلاة فأنا ..... لماذا؟! الذي يصوم رمضان ولا يصلي -أنا أعجب- كيف يُقبَلُ صيامه؟!!
فاحرص يا رعاك الله! على الصلوات المكتوبة على وقتها!! فلا تربط مواعيد نومك بصلاةٍ مفروضةٍ!!
ويمكنكَ أنْ تسعين في وسط النهار على سُنَّةِ القيلولة ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.
ثمَّ إنَّ رمضان ليكره أنْ نترك صلاة التراويح، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غُفر له ما تقدَّم من ذنبه)، وقال عمن صلى خلف إمامه حتى ينصرف: (كُتب له قيام ليلة)، فلماذا نترك كلَّ هذا الخير: مغفرةَ وثوابَ القيام؟!!!
فلماذا تُضيِّعُ ذلك؟
يا أخي الكريم!
هل لك أنْ تستريح بالطاعة لله؟
لا تُضيِّع فرصةَ رمضان!! التي بسببها لمَّا صعد رسول الله ثلاث درجاتٍ على منبره، فقال: آمين!!
فلمَّا سُئل عن ذلك أخبر أصحابه بأنَّ أمين وحي السماء جبريل قال له: خاب وخسر من أدرك رمضان فلم يُغفر له!! فقل: آمين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: فقلت آمين!!
ولكَ أنْ تتخيَّل أمين وحي السماء يدعو، وأمين وحي الله في الأرض يُؤَمِّنُ على الدعاء!!
فخيبةٌ وخسارةٌ لمن فرَّط في خير رمضان!!
خاب وخسر من دخل رمضان ولم يُغفر له!!
الذي يدخل رمضان ولا يُغفر له، فمتى يُغفر له؟!!
الذي يدخل إلى رمضان ولا يختم القرآن -على الأقل مرةً واحدةً- فمتى يختمه؟!!
الذي يدخل رمضان ولا يَصِلُ رحمه فمتى يصلها؟
الذي يدخل رمضان ولا يُصالح من خاصمهم ويعفو ويغفر، فمتى يكون منه ذلك؟!!
الذي يدخل رمضان ولا يتصدَّق، فمتى يُفضِّل حُبَّ الآخرة على الدنيا ويتصدَّق؟!!
رمضان فرصةٌ، أيقظوا قلبوكم وإيمانكم وعقولكم وأفهامكم في رمضان!!
رمضان إذا ضاع فقد ضاعت حياة الإنسان!! { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ } [الزمر:21].
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 20-08-2010, 01:54 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

سادساً: يكره الغيبة والنميمة:
تأتي في سيرة فلان أو علان، تقول: فلانٌ فعل وفلانةٌ صنعت!!
لماذا لا نُطَلِّقُ هذه العادات السيئة -على الأقل- في رمضان!!
لماذا لا نُعوِّد ألسنتنا الذكر بدلاً من هذه الأخلاق المرضيَّة المذمومة؟!!
لماذا لا نتركُ ما ذمَّه رسول الله في أحاديثه، وجعله إفلاساً للعبد يوم القيامة من الحسنات، ويأخذ هذا من حسناته، وذاك من حسناته حتى تفنى حسناته؟
كيف تُضيِّع صومك وطاعاتك وكأنَّك تعمل لغيرك وأنت أحوج إليها: { يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ } { إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }[الشعراء:88-89]؟!!

سابعاً: يكره رمضان إطلاق البصر إلى الحرام:
عينك عينك!!
كيف تقول: أنا صائمٌ عن الطعام والشراب، ولا تصم جوارحك؟
قال جابر بن عبد الله: «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقارٌ وسكينةٌ يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء».
كيف تقول: أنا صائم وقد نَظَرَتْ عينك إلى الحرام؟ وسَمِعَتْ أذنك الحرام؟ ومَشَتْ رجلك إلى الحرام؟ وقد بَطَشَتْ يدك في الحرام؟
ولذا نقول:
إذا كان إطلاق البصر إلى الحرام في غير رمضان حراماً، كما سماع الحرام والمشي إليه؛ فإنَّ كلَّ ذلك في رمضان أشدُّ حرمةً وجُرماً!!

والعجيب أنَّ الناس يُلبون نداء وطلب الفاسقين العصاة، وهم يقولون: (مش هتقدر تغمض عنيك) لماذا لا تسطيع أنْ تغمض عينيك عن الحرام؟
لماذا لا يمكن لك أنْ تعلنها صريحةً ومدويةً تسمع بصوتك الدنيا: أنا أقدر - أنا أستطيع أن أغمض عيني عن الحرام؟!!

ثامناً: يكره رمضان الكسل والخمول وتعطيل الانتاج:
لما تجد الموظف في عمله يجلس على كرسيه ومكتبه ويأتي إليه أحدهم يُريد قضاء مصلحته وليست بدعة أنْ يقضي له مصلحته وهذه وظيفته وذلك عمله، اسمع! يقول له: يا أخي أنا صائم، أما تفهم؟!!
وكأنَّ الصيام صار رخصةً لعدم آداء المهام والأعمال، وصار رخصةً لتعطيل الإنتاج!!
ولو عُدنا بالذاكرة إلى عصر أهل الفهم في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، نُلاحظ معارك وغزوات وفتوحات.. ما هذه الهمة وهم صائمون!! وما العاشر من رمضان عنَّا ببعيد!!

تاسعاً: يكره رمضان التوسُّع الزائد في المباحات:
درسنا في أصول الفقه أنَّ الإسراف في المباح حرام، كمن يُسرف على نفسه في الأكل -وهو حلال-، ثم يجلس عن الطاعة بعد إسرافه في الطعام فلا يستطيع أنْ يقوم رمضان مع الإمام في المسجد؛ فقد أصابته التخمة، وذلك واقعي: فكيف يتحمَّل القيام وقد مُلأت المعدة بما يُقعدها ويُجلسها عن الطاعة للرحيم الرحمن؟!!

فالذين يُسرفون في الطعام والمشروبات، إنَّ الذين يصنعون ذلك لا يُحبُّهم الله، قال تعالى: { وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }[الأنعام:141].

عاشراً: يكره رمضان التعصُّب والتهور والاندفاع بحجة: أنا صائم:
هذا أمرٌ مذمومٌ؛ فالصيام يُعَوِّدُ الإنسان الرحمة والرأفة، ويُعوِّده اللطف في التعامل، لا الشدة وال***، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما كان ال*** في شيء إلا شانه)، فاحذر التعصب والتهور والاندفاع، وتعلَّم أخلاق الصائمين الحقيقية.

حادي عشر: وأخيراً -بالطبع- يكره رمضان من تَرَكَ الصيام لغير عذرٍ مطلقاً، وهذا إثمه أعظم عند الله تعالى.

وما سبق كلُّه قائمةٌ أعددتها لما يكرهه رمضان؛ عسانا أنْ نبتعد عنه، وأن نتحلى بما يحبه ويرضاه!! وهذا نداءٌ رمضاني من رمضان يُعرِّفنا على نفسه فيقول: قد هبَّت نسائم رمضان، وها هو رمضان يُنادي قائلاً:
أنارمضان
أَسْكُب الأنوار فجراً في قلوب مظلمة
أملأ الأرواح طُهراً في نفوسٍ هائمة
أجعل التقوى دليلاً كي تعود إلى الطريق
أمةٌ عَزَّتْ وسادتْ يوم عاشت مسلمة

أنارمضان
دمعةُ العاصي دليل خجله ممن عصاه
سجدة الملهوف للرحمن يستجدي رضاه
موجة الإيمان ألقت نحو شُطْآن النجاة
نفحةٌ من فضل ربي جلَّ ربي فيعلاه

أنارمضان
قوة الإيمان في حربٍ لظاها دائرة
نجدة الأقصى الذي يشكو الجراح الغائرة
دمعة المسكين أمحوها بوعدٍ لن يغيب
نصركم آتٍ قريباً يا قلوباًطاهرة

فهل من يُلبي نداءه ويقول: أهلاً ومرحباً بك يا رمضان، ويجتهد في تحصيل فضائله وخيراته، ويحذر من تضييع أوقاته وهداياه الطيبة؟!!
هذا رمضان يُنادي علينا جميعاً: أنْ استعدُّوا يرحمكم الله!!
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وتوبوا إلى الله جميعاً أيُّها المؤمنون لعلكم تفلحون
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 20-08-2010, 01:57 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

سادساً: يكره الغيبة والنميمة:
تأتي في سيرة فلان أو علان، تقول: فلانٌ فعل وفلانةٌ صنعت!!
لماذا لا نُطَلِّقُ هذه العادات السيئة -على الأقل- في رمضان!!
لماذا لا نُعوِّد ألسنتنا الذكر بدلاً من هذه الأخلاق المرضيَّة المذمومة؟!!
لماذا لا نتركُ ما ذمَّه رسول الله في أحاديثه، وجعله إفلاساً للعبد يوم القيامة من الحسنات، ويأخذ هذا من حسناته، وذاك من حسناته حتى تفنى حسناته؟
كيف تُضيِّع صومك وطاعاتك وكأنَّك تعمل لغيرك وأنت أحوج إليها: { يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ } { إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }[الشعراء:88-89]؟!!

سابعاً: يكره رمضان إطلاق البصر إلى الحرام:
عينك عينك!!
كيف تقول: أنا صائمٌ عن الطعام والشراب، ولا تصم جوارحك؟
قال جابر بن عبد الله: «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقارٌ وسكينةٌ يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء».
كيف تقول: أنا صائم وقد نَظَرَتْ عينك إلى الحرام؟ وسَمِعَتْ أذنك الحرام؟ ومَشَتْ رجلك إلى الحرام؟ وقد بَطَشَتْ يدك في الحرام؟
ولذا نقول:
إذا كان إطلاق البصر إلى الحرام في غير رمضان حراماً، كما سماع الحرام والمشي إليه؛ فإنَّ كلَّ ذلك في رمضان أشدُّ حرمةً وجُرماً!!

والعجيب أنَّ الناس يُلبون نداء وطلب الفاسقين العصاة، وهم يقولون: (مش هتقدر تغمض عنيك) لماذا لا تسطيع أنْ تغمض عينيك عن الحرام؟
لماذا لا يمكن لك أنْ تعلنها صريحةً ومدويةً تسمع بصوتك الدنيا: أنا أقدر - أنا أستطيع أن أغمض عيني عن الحرام؟!!

ثامناً: يكره رمضان الكسل والخمول وتعطيل الانتاج:
لما تجد الموظف في عمله يجلس على كرسيه ومكتبه ويأتي إليه أحدهم يُريد قضاء مصلحته وليست بدعة أنْ يقضي له مصلحته وهذه وظيفته وذلك عمله، اسمع! يقول له: يا أخي أنا صائم، أما تفهم؟!!
وكأنَّ الصيام صار رخصةً لعدم آداء المهام والأعمال، وصار رخصةً لتعطيل الإنتاج!!
ولو عُدنا بالذاكرة إلى عصر أهل الفهم في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، نُلاحظ معارك وغزوات وفتوحات.. ما هذه الهمة وهم صائمون!! وما العاشر من رمضان عنَّا ببعيد!!

تاسعاً: يكره رمضان التوسُّع الزائد في المباحات:
درسنا في أصول الفقه أنَّ الإسراف في المباح حرام، كمن يُسرف على نفسه في الأكل -وهو حلال-، ثم يجلس عن الطاعة بعد إسرافه في الطعام فلا يستطيع أنْ يقوم رمضان مع الإمام في المسجد؛ فقد أصابته التخمة، وذلك واقعي: فكيف يتحمَّل القيام وقد مُلأت المعدة بما يُقعدها ويُجلسها عن الطاعة للرحيم الرحمن؟!!

فالذين يُسرفون في الطعام والمشروبات، إنَّ الذين يصنعون ذلك لا يُحبُّهم الله، قال تعالى: { وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }[الأنعام:141].

عاشراً: يكره رمضان التعصُّب والتهور والاندفاع بحجة: أنا صائم:
هذا أمرٌ مذمومٌ؛ فالصيام يُعَوِّدُ الإنسان الرحمة والرأفة، ويُعوِّده اللطف في التعامل، لا الشدة وال***، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما كان ال*** في شيء إلا شانه)، فاحذر التعصب والتهور والاندفاع، وتعلَّم أخلاق الصائمين الحقيقية.

حادي عشر: وأخيراً -بالطبع- يكره رمضان من تَرَكَ الصيام لغير عذرٍ مطلقاً، وهذا إثمه أعظم عند الله تعالى.

وما سبق كلُّه قائمةٌ أعددتها لما يكرهه رمضان؛ عسانا أنْ نبتعد عنه، وأن نتحلى بما يحبه ويرضاه!! وهذا نداءٌ رمضاني من رمضان يُعرِّفنا على نفسه فيقول: قد هبَّت نسائم رمضان، وها هو رمضان يُنادي قائلاً:
أنارمضان
أَسْكُب الأنوار فجراً في قلوب مظلمة
أملأ الأرواح طُهراً في نفوسٍ هائمة
أجعل التقوى دليلاً كي تعود إلى الطريق
أمةٌ عَزَّتْ وسادتْ يوم عاشت مسلمة

أنارمضان
دمعةُ العاصي دليل خجله ممن عصاه
سجدة الملهوف للرحمن يستجدي رضاه
موجة الإيمان ألقت نحو شُطْآن النجاة
نفحةٌ من فضل ربي جلَّ ربي فيعلاه

أنارمضان
قوة الإيمان في حربٍ لظاها دائرة
نجدة الأقصى الذي يشكو الجراح الغائرة
دمعة المسكين أمحوها بوعدٍ لن يغيب
نصركم آتٍ قريباً يا قلوباًطاهرة

فهل من يُلبي نداءه ويقول: أهلاً ومرحباً بك يا رمضان، ويجتهد في تحصيل فضائله وخيراته، ويحذر من تضييع أوقاته وهداياه الطيبة؟!!
هذا رمضان يُنادي علينا جميعاً: أنْ استعدُّوا يرحمكم الله!!
رد مع اقتباس
  #41  
قديم 20-08-2010, 02:09 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

إنْ شئت من بعدِ الضلالةِ تهتدي صلي على الهادي النبي محمدِ
يا قومنا صلوا عليه لتظفروا بالبشرِ والعيشِ الهنيِّ الأرغدِ
ويخصكم ربُ الأنامِ بفضلهِ والفوزِ بالجنَّاتِ يومَ الموعدِ
صلى عليه اللهُ جلَّ جلالهُ ما لاحَ في الآفاقِ نجمُ الفرقدِ

أيُّها المسلمون!
أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله، وأحذِّركم وأحذِّر نفسي معصيةَ الله، وأسأل الله تعالى أنْ يرزقنا وإياكم خشيته وتقواه في السرِّ والعلن.. اللهم آمين.

أيُّها الإخوة!
باع قومٌ من السلف جاريةً، فلما قَرُبَ شهر رمضان رأتهم يتأهَّبون له ويستعدُّون بالأطعمة وغيرها؛ فسألتهم، فقالوا: نتهيَّأ لصيام رمضان، فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان!! لقد كنت عند قومٍ كلُّ زمانهم رمضان، ردوني عليهم!!! يعني: لا تعرفون الصيام ولا الطاعاتِ إلا في رمضان!!

أيُّها الإخوة!
كيف نستقبل رمضان؟
1. هل نستقبل رمضان بشراء الياميش والمكسَّرات التي يُنفق عليها أهل بلدٍ مسلمةٍ أكثر من 5 ملايين في العام الواحد؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله!! وهناك فقراء ويتامى ومساكين لا يجدون اللقمة الأصلية التي تُقيم صُلبهم!!
2. هل نستقبل رمضان بمعرفةِ مواعيد برامج ومسلسلاتِ وأفلامِ رمضان؟
3. هل نستقبله بالسفر والترحال الكثير، والمضَيِّعِ للحظاتِ الخير فيه؟!
كيف نستقبل رمضان؟
وهذا السؤال نسمعه كلَّ عامٍ في نفس هذا الوقت، وقليلٌ من يهتمُّ بالجواب!!
واستقبال رمضان والاستعداد له أمرٌ مطلوبٌ؛ مخافةَ أنْ يُفاجئنا الموت بغتةً ونحن لا ندري!!

وصدق القائلُ حين قال:
تزود من التقوى فإنَّكَ لا تدري
إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجرِ
فكم من صحيحٍ مات من غير علةٍ
وكم من سقيمٍ عاش حيناً من الدهرِ
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكاً
وقد نُسجتْ أكفانه وهو لا يدري
وكم من عروسٍ زيَّنوها لزوجها
وقد نُسجتْ أكفانها وهي لا تدري
الموت يأتي بغتة والناس في غفلة!!
وتعالوا أيُّها الإخوة! لنتعرَّف طُرُقَ الاستعداد المثلى لرمضان!!
أولاً: بالدعاء:
ما أجمل أنْ يلهج لسانك بالدعاء واللجوء إلى الله، لقد كان رسولنا يدعو ربه: (اللهمَّ بلِّغنا رمضان)، فهذه سنةٌ أنْ ندعوا بمثل هذا الدعاء بُغية بلوغ رمضان، وما فيه من نعمٍ وخيراتٍ!!
وما أحسن قول أحدِ السلف الصالح حين كان يدعو قائلاً: (اللهمَّ سلِّم لنا رمضان، وسلِّمنا إلى رمضان، وتسلَّمه منَّا مُتقبَّلاً مبروراً).
ومن الدعاء: أنْ تدعو بدعاء رؤية هلال رمضان: (الله أكبر! اللهم أهلَّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال خيرٍ ورشدٍ).

ثانياً: اصطحابُ نيَّاتٍ صالحةٍ لاستقباله:
بمعنى: أنْ تصطحب نيةً قلبيةً لا لسانيةً لأعمال الخير والفلاح والصلاح؛ فإنَّ هناك كثيرون يدخلون إلى رمضان ويخرجون منه ولا ينوون النية الصالحة، (التي يمكن أنْ يكسب بها ثواباً كبيراً).
(اصطحب نيَّةَ ختم القرآن.
اصطحب نيَّةَ قيام الليل في رمضان.
نيَّةَ التصدُّق بصدقة لم أتصدَّق بها من قبل.
نيَّةَ التوبة الصادقة.
كسب أكبر قدرٍ من الحسنات.
تصحيح السلوكيات).

ثالثاً: سلامة الصدر مع المسلمين:
كنْ في رمضان سليمَ الصدر مُعافى من الغلِّ والحقدِ والحسدِ للمسلمين، قال تعالى عن الصالحين الكرام: (( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) [الحشر:10].
نَقِّ قلبكَ.
طَهِّرْ فؤادكَ
اتقوا الله أيُّها الأحبة في قلوبكم وأفئدتكم التي يكون النظر إليها من قبل الله، كما قال حبيبنا: (إنَّ الله لا ينظر إلى أجسامكم وصوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم التي في الصدور).

رابعاً: إظهار البهجة والسرور والفرح والتهنئة:
هَنِّئ إخوانك بقدوم رمضان.. وكنْ إيجابيًّا في إسعاد الناس.. قابلْ أخيك المسلم بتهنئةٍ لطيفةٍ.. أرسل رسائل على المحمول، أو بريداً على الإنترنت هنئهم فيها بقدوم رمضان: تقبل الله منَّا ومنكم.
فحريٌّ بنا أيُّها الإخوة أنْ نُظهِر البهجة بقدوم رمضان، فنحن لسنا أقلَّ من غيرنا، نُعلِّق زينة رمضان، فوانيس لإرشاد الناس إلى أخلاقٍ كريمةٍ، وما أكثرها وهي موجودةٌ بفضل الله وجاهزةٌ فقط للشراء والتوزيع؛ وذلك كلَّه حتى لا يكون شهراً عاديًّا كبقية الشهور، فإذا كان الله فضَّله وزيَّن جنته فيه، وأكرمه بفرح الكون؛ فعلينا أن نُكرمه كما كرَّمه ربُّه.
وتلك أبسط حقوق الضيوف إذا أتوا لزيارتِك!!

خامساً: الإنفاق والبذل والتصدُّق في رمضان:
خلقٌ كريمٌ نبويٌ في رمضان وغير رمضان، ولكنْ يُفضَّل ويُعلى قدر صاحبه في رمضان أكثر وأكثر.
لِمَ نتكاسل عن إعداد شنْطةٍ لرمضان نُدخل السعادة على قلوب بعض المسلمين، وقد جُعلت من العبادات الكريمة: أنْ تُدخل السعادة على قلب مسلم، عبادةٌ بسببها يبقى لك مَلَكٌ وأنت في القبر، وتسأله من أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي أدخلته على مسلمٍ يوماً من الأيام!

سادساً: التخطيط والتجهيز لوقت رمضان، وإعداد برنامجٍ يومي واقعي لرمضانَ:
وسنتكلم عنه بعد خطبة الجمعة، وسنرفقه للسادة الكرام على الإنترنت.

سابعاً: قراءة وتعلُّّم أحكام فقه الصيام:
تتعرَّف على ضيفك من خلال كتابِ فقهٍ مُيَسَّرٍ أو ما شابه ذلك، وسنتحدَّث عن بعض أحكام الصيام بعد الجمعة؛ لتعمَّ الفائدة، وسنرفقه أيضاً للإخوة المتصفِّحين لموقع رسالة الإسلام على الإنترنت.

كلُّ ما سبق إنَّما هو من باب تعظيم شعائر الله، والله يقول: (( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ )) [الحج:32].
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 20-08-2010, 02:15 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

برنامج يومي للصائم في رمضان
قبل الفجر:
1. التهجد: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}
2. السحور: «تسحروا؛ فإنَّ في السحور بركة».
3. الاستغفار إلى آذان الفجر: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.
4. أداء سنة الفجر: «ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها».
بعد طلوع الفجر:
1. التبكير لصلاة الصبح: «ولو يعلمون ما في العتمة والصبح؛ لأتوهما ولو حبواً».
2. الاشتغال بالذكر والدعاء حتى إقامة الصلاة: «الدعاء لا يُردُّ بين الأذان والإقامة».
3. الوِرْد القرآني -جزء على الأقل-.
4. الجلوس في المسجد للذكر وقراءة القرآن إلى طلوع الشمس: (أذكار الصباح)، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر تربَّع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء.
5. صلاة ركعتين: «من صلَّى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلَّى ركعتين؛ كانت له كأجر حجةٍ وعمرةٍ تامةٍ تامةٍ تامةٍ».
6. الدعاء بأنْ يُبارك الله في يومك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم: فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شرِّ ما فيه وشرِّ ما بعده».
7. النوم مع الاحتساب فيه: قال معاذ رضي الله عنه: "إني لأحتسب في نومتي كما أحتسب في قومتي".
8. الذهاب إلى العمل أو الوظيفة: «ما أكل أحدٌ طعاماً خيراً من أنْ يأكل من عمل يده، وإنَّ نبي الله داود كان يأكل من عمل يده».
9. الانشغال بذكر الله طوال اليوم: «ليس يتحسَّر أهل الجنة إلا على ساعةٍ مرَّتْ بهم ولم يذكروا الله تعالى فيها».
10. صدقة اليوم، مُستشعراً دعاء الملك: «اللهم أعطِ مُنفقاً خلفاً».
عند الظهر:
1. صلاة الظهر في وقتها جماعة مع التبكير إليها، قال ابن مسعود رضي الله عنه: ((إنَّ رسول الله علَّمنا سُنن الهدى، وإنَّ من سُنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يُؤذَّنُ فيه)).
2. السنة المؤكدة (6 ركعات، 2 قبل الظهر و 4 بعده، أو العكس؛ ليصل في النهاية العدد 6 ركعات).
3. أخذ قسطٍ من الراحة (القيلولة) مع نِيَّةٍ صالحةٍ: ((وإنَّ لبدنك عليك حقًّا)).
عند العصر:
1. صلاة العصر + صلاة أربع ركعاتٍ قبلها: «رحم الله امرءاً صلَّى قبل العصر أربعاً».
2. سماع موعظةِ المسجد: «من غدا إلى المسجد لا يُريد إلا أنْ يتعلَّم خيراً أو يُعلِّمه؛ كان له كأجر حاجٍّ تامةٍ».
3. الجلوس في المسجد: «من توضأ في بيته فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد؛ فهو زائر الله، وحقٌّ على المَزُوْرِ أنْ يُكرم الزائر»، يضاف إلى ذلك إتمام وردكَ القرآني.
4. تحضير طعامِ الإفطار مع الأهل؛ (استناناً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان في مهنةِ أهله).
5. أذكار المساء.
عند المغرب:
1. الانشغال بالدعاء قبل الغروب: «ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم.. ذكر منهم: الصائم حتى يُفطر».
2. تناول وجبة الإفطار -الخفيفة- مع الدعاء: "ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إنْ شاء الله تعالى".
3. أداء صلاة المغرب في جماعة المسجد مع التبكير إليها.
4. الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح.
عند العشاء وبعدها:
1. صلاة العشاء جماعة في المسجد مع التبكير إليها.
2. صلاة التراويح كاملة –احتساباً- مع الإمام: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غُفر له ما تقدَّم من ذنبه».
3. تأخير صلاة الوتر إلى آخر الليل: «اجعلوا آخر صلاتكم وِتْراً».
4. ممارسة أيِّ نشاطٍ اجتماعي أو دعوي.
5. زيارة أو صلة رحمٍ مضبوطةً ومختصرةً.
6. جلسة إيمانية وذكر (مع الأهل)، (مع ورد محاسبة).
7. لا تنم قبل أنْ تُتمَّ وردك القرآني اليومي.
8. النوم على طهارةٍ.
تقبَّل الله منَّا ومنكم، وكلُّ عامٍ أنتم بخيرٍ
كلُّ عامٍ وأنتم إلى الله أقرب، وعلى طاعته أدوم، وعن معصيته وناره أبعد وأبعد.
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 20-08-2010, 02:20 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

أعمال لا تفسد الصيام
إعداد وجمع:
عادل هندي أبو حبيبة
م
عملٌ لا يُفسد الصيام
1
الاحتلام في نهار رمضان، ولكن يستحب الإسراع بالاغتسال منه
2
الحقنة الشرجية لحاجةٍ مرضيةٍ لا تُفسِد الصوم
3
إبرُ الوريد والعضل على أرجح آراء العلماء؛ لأنَّهما لا يُغذِّيان
4
تنظيف الأسنان عند طبيب الأسنان أو حشوها، والأَولى تأجيل ذلك لما بعد الإفطار
5
استخدام معجون الأسنان مع التحفُّظ عن ابتلاع شيء من ذلك
6
البخاخة، والتي تُستخدم عن طريق الفم
7
القيء غير المتعمَّد
8
بلع الريق، أمَّا النخامة والبلغم فيُخشى منهما
9
البخور والطيب والروائح
10
الغيبة والنميمة لا يُفسدان الصيام، ولكنها معاصي على حالٍ يجب الحذر منها؛ لأنَّها تجرح الصوم
11
الأكل أو الشرب ناسياً
12
استخدام السواك عند الوضوء أو في أيِّ وقتٍ من نهار رمضان
13
التبرُّد بالماء من الحرِّ الشديد والاستحمام
14
تذوُّق الطعام لحاجةٍ ضروريَّةٍ
15
قُبلة الرجل لزوجته، ويُنصح لصغير السنِّ (الشاب) أنْ يبتعد عنها؛ خشية الوقوع في الخطأ
16
نزيف الدم أو الرعاف مع الاحتراز منه
17
لمس الرجل للمرأة أو العكس لمساً في مواصلة أو غير ذلك من غير قصدٍ ولا ريبةٍ، إلا إذا قَصَدَ ذلك فهو آثم، ولكنَّه لا يُفسد الصيام على كلِّ حالٍ
18
دخول شيءٍ إلى جوف الصائم رغماً عنه كترابٍ أو ذبابةٍ
19
التريُّض واللعب، حتى لو وصل لحدِّ التعب، ولا يُعرِّض نفسه للتهلكة
20
النوم الكثير في نهار رمضان، لكنَّه يُذْهِب لذَّة رمضان والفائدة الحقيقية من أيامه ولياليه
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 20-08-2010, 02:25 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

مُفْطِرَات الصِّيَام
م
مفطراتٌ مُجْمَعٌ عَليهَا
1
دخول أيِّ شيء إلى الجوف عمداً (أكلاً كان أو شرباً)، وهذا بعكس من سها أو أكل وشرب ناسياً
2
إخراج المني وإنزاله بأي طريقة كانت، سواءٌ كان باليد (العادة السرية = الاستمناء)، أو كان عن طريق الجماع حلالً أو حراماً
3
القيء العمد يُفَطِّرُ ويُبطل الصيام
4
دم الحيض والنفاس
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 20-08-2010, 02:29 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

ضرورياتٌ فقهيةٌ للصائمين:
م
الضرورة الفقهية
1
السفر المُبيح للفطر هو ما يُعَدُّ سفراً عُرفاً
2
السحور بركةٌ شرعيةٌ وبدنيةٌ ووقتيةٌ
3
مَنْ مرض مرضاً لا ينتظر منه الشفاء يُفطِر؛ ويُطعم عن كلِّ يومٍ مسكيناً من عُرْفِ مكانه
4
الفتاة تصوم فرضاً من وقت بلوغها بأماراتِ البلوغ، ولا تُؤخِّر الصيام إلى وقتٍ آخر
5
لو طَهُرت النُفساء قبل أربعين يوماً؛ وجب عليها الغسل والصلاة والصوم
6
ليس لقيام رمضان عددٌ معيَّنٌ واجبٌ على سيبل الإلزام، ولكنْ أفضل صلاةٍ ما كان يقوم به النبي من عددٍ (11) ركعة، أو (13) ركعة كما قالت السيدة عائشة
7
لا تأخذ المرأة حبوباً لتأخير أو منع الدورة الشهرية بحجَّة الصيام؛ وذلك لأنه مخالفة لإرادة الله، إلا إذا أقرَّها الطبيب المسلم الحاذق على ذلك، ولا ضرر ولا ضرار
8
الصغار يُعوَّدون الصيام بالتدريج، حتى يبلغ الصبي سنَّ البلوغ؛ فيجب أنْ يصوم.
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:09 AM.