اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-07-2009, 06:27 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي غدير ... سقيا من خضم الحياة

غدير ... سقيا من خضم الحياة
قد تكون حياتك جدولاً صغر أم كبر ، مؤكد به سقيا لغيرك من البشر . هيا اسكب شربة منه لعابر سبيل و أنا أول من تطلب السقيا .
إليكم شربة من جدولي ، بارك الله فيكم و بلغكم ليلة القدر و اعتق رقابكم و من تحبون من النار .

يحكي زمن مر منذ عشرين عاماً حكايات جميلة ، تحفظها حنايا المخ بعناية فائقة خشية أن تبددها خلايا النسيان. استدعي تلك الملفات لكم .
تبدأ الذاكرة الحكاية بمنظر أرض خلاء أمر بها حيث أسكن . تعج تلك الأرض بالقمامة ثم يسكنها ضعاف النفوس فتكون وكر مخردات و بطالة .
يشتري أحدهم الأرض من الحكومة فينظفها و يبدأ مشروعاً كبيراً ، مدرسة ترتفع أدوارها واحداً تلو الآخر . تجاورها جمعية خيرية تستقطب أهل الحي فيعمرونها بأموالهم و طاقاتهم. باقي الأرض تغمرها الخضرة متعة للناظرين.
ذاك جامع أبي زهرة و جمعيته الخيرية الشهيرة في النزهة ، ليس بعيداً عن مطار القاهرة .
يضع الشيخ قدمه في الجمعية و الجامع فيجعل لهما كياناً جباراً . الشيخ عز ، الإسم هو المسمى ، قوي في الحق، يحج كل عام و يؤم الناس في الجمع و التراويح و يعلم القرآن في الجامع على مدى الزمن رغم مناوشات الأمن و الجماعات الطافية على السطح . يقحمه الناس في خلافاتهم فيكون له سلطة و دعوة مقبولة بإذن رب العالمين . شدته في الحق تشد الناس إليه .
يحضر رمضان جود الزمان فيحث الشيخ المصلين على الصدقة . تنهال التبرعات و أموال الزكاة و الصدقات على الجمعية، فيتراكم بها مليون جنيه سنوياً كساء و طعام و تعليم و سد حاجات لها الله يرسل الخير مقنعاً في صدقات عباده.
ترسل له النساء في رمضان رسائل الهموم يوقّـعنها بحلي الذهب . أحياناً يجد الشيخ في نفسه قوة و في وقته فسحة فيقرأ الرسالة و يدعو لصاحبة الحاجة و يقيم مزاداً للحلية الذهبية بعد التراويح و يلح في الدعاء ، فيشتري أخ فاضل و يدفع الشيخ المال لمندوب الجمعية فيضعه في حاجة الفقراء.
©©©©©©©©©©©©
لي أخ وحيد (لطالما فاخر بتفرده بين النساء ، سداد حاجات) يصغرني بعامين . هو المرح والشباب و الرضا و النور و أنا ما أنا عليه ، بعض طباعنا تتحرك في أفلاك مغايرة . لكن المودة تمحو الفرقة فيحلو فعله في ناظري.
استقر أخي في كندا بعد الدراسة الجامعية و هناك أكمل درجة الماجستير في هندسة الإتصالات بجانب عمله . فضل أخي عليّ عظيم و دينه لا أوفيه و لن أحاول و هو أكرم من أن يطالبني به.
إذ أنني بعد تخرجي من الجامعة اشتاقت نفسي للحج شوقاً عظيماً و شغل الأمر فكري ، ألح طالبة من رب الكعبة أن أزورها حاجة معتمرة . يمر طيف بيت الله الحرام بليالي فأحلم بالصلاة به ، طيف الصلاة كل أحلامي ، يتكرر الحلم، أنا أمام الكعبة ، في المسجد النبوي ، تعجبني الإشارات فاشتد في طلب محبوبي.
اجمع المال من عملي فقد عزمت و الترتيب في يد القدر تدبره على أحسن حال.
اشتري بهذا المال حاسبي الوضيء ، الذي لازمني عمراً مديداً بلا شغب يذكر حتى أبطأ فأبدلته منذ أربعة أعوام .
باقي المال أضعه في مصاريف الحج .
ينوي أخي الحج فيمر بالقاهرة فنبدأ رحلتنا من هناك .
و الحج رحلة شاقة لصحيح بدن فما بالكم بمن يصبغ الوجع كل عصب فيها . لكنني ذاك النوع الكتوم ، كل شيء مدفون بإحكام خلف التصبر . و أنا الضبط طعاماً و شراباً و عادات و هذا ما حفظ علي حياتي في ذاك الوقت العصيب.
اقلب ملفات الذاكرة الخاصة بالحج ، اندثر معظمها ، عفى عليه ركام ثلاثة عشر عاماً . دروس ضاعت مني في خليط البشر و العمل .
لحظة ، ألمح منه درساً قريباً من الوجدان :
أخذني أخي كي نرمي الجمرات بعد أن أصر الشيخ الذي استفتاه أن نرمي الجمرات في موعدها . نذهب سعياً حتى نصل قرب البناء ، هناك يتزاحم المسلمون و تلتهب مشاعرهم نحو الشيطان فيرجمونه بغضب شيطاني و يرجمون من يقف في طريقهم للجمرة .
وقتها كان توازني يختل سريعاً لأقل دفعة فما بالكم بتزاحم الحجيج ، يحفظني الله بطول أخي فيدرأ عني خطر السقوط و أن أتعرض للرجم .
في اليوم التالي أتجهز للمعركة المقبلة . يصبغني اسم المولى ذكراً يلهج به قلبي طلب التيسير . هذه المرة ينزاح الناس من طريقي حتى أقف أمامها تماماً فألقيها بيسر كما هو مطلوب ثم أستن بفعل رسولي صلى الله عليه و سلم فأدعو مطولاً لنفسي و أهلي وأمتي في سكينة نواحي الجمرة بعد الرمي حتى ينغلق شق من الزمان أذن فيه المولى بالدعاء .
©©©©©©©©©©©©
يعدو الزمن أعواماً متراكبة ، أخي يتنقل بسبب عمله و دراسته بين الولايات المتحدة و كندا بينما تستقر العائلة و أنا معهم في القاهرة .
يذكرني رمضان الحالي بأخ له مضى منذ أعوام و نقص الطعام في رمضان يعطل قوتي البدنية بشكل كبير، الكلمة تعافر من دماغي لأحبالي الصوتية ، فما بالكم بنطقها . وحدها الصلاة الفعل ، حتى تلك تحفها المشقة . لا يحضر الفطر تحسناً. تضعف القوة توشك الحياة بالمغادرة فتسندني قوى لا علم لي بها، تشد أزري فأتجلد . هنا يخلص حدسي إخلاصاً بيناً فأصدقه.
الحدس هذه المرة يستشعر قلقاً بل فزعاً على أخي و رفقته في بلاد غريبة . يحلق القلق في الأفق فيلمح خطراً و أذى لا أعرف له مصدراً.
تعتريني هموم كثر اعتدت درأها بالصدقة ، قبس من حكمة حديث رسول رب العالمين صلى الله عليه و سلم . فإذا نفد المال استخرجت أثمن ما في صندوق حليي ثم بعته و تصدقت . و الذهب للمرأة أخلص ألوان المال .
هذه المرة لا مال أدرأ به هذا الهم ، أطالع صندوقي فيغل التردد خطوتي . يزعم الشح أن المال أوشك على النفاد، لأن الصندوق شبه خاو . (حالياً ليس لدي خاتم أو حتى نية شراء واحد أو ارتدائه) . أقاومه بشدة و انتزع من الصندوق إسورتين ثمنهما أربعة آلاف جنيه .
إذ ننتهي من صلاة التراويح في جامع أبي زهرة خلف الشيخ عز اخلع من يدي الإسورتين و أضعهما في مغلف به رسالة و اطلب من الشيخ أن يدعو لشباب المسلمين في بلاد الغربة . ارسل الظرف بما يحويه للشيخ و أسأل الله ذو الألطاف أن لا يضعهما الشيخ مع مندوب الجمعية بزعم الإجهاد أو غياب الوقت .
يـ(ت)ـبهر فعلـ(أساور)ـي الشيخ فيعلو منه التكبير و يطيل الدعاء في جو مهيب و يزايد عليهما حتى يدفع فيهما أخ كريم ستة آلاف جنيه .
يبالغ السرور في احتوائي ، أتأمل يدين لطالما باهيت بعملهما سابقاً . أبان عزهما لم أزينهما بخاتم أو اسورة . عظام معصم ناتئة و عضلة ساعد هزيل و جلد تشوبه سمرة أهدته إياها الشمس فأنا أشمر عن معصمي كي أعمل بيدي ، أفخر بهذا أتيه به على البشر .
يباهيني أحدهم بدرجته الجامعية (و أنا لي درجة علمية جامعية) فتقول نفسي ، أنت أفضل بما حباك الله من يدين تفعلان . خير خلق الله (صلوات المولى عليهم دائماً أبداً) عملوا و أكلوا صنع أيديهم .
لكن حالهما وقت صدقتي تلك كان قد تبدل إلى العجز يطبق على فعلهما فلا يبقى منه إلا اللمم .
©©©©©©©©©©©©
يجر الزمن عدة أشهر بعدما غادرنا رمضان الذي تصدقت فيه بالإسورتين . الصورة التالية في سبتمبر 2001.
تركني سفرهم وحيدة أطالع التلفاز و برجي التجارة الأمريكيين يتهاويان محترقين . 11 سبتمبر تحضر مزيجاً من التشفي في الأمريكان يخلطه القلق على الجالية المسلمة في الولايات المتحدة . نتصل بأخي للإطمئنان على سلامته و ينصحه الناصحون بمغادرة الولايات المتحدة إلى كندا أو مصر ، بينما يصر هو أن الأمور عنده أكثر أماناً مما هي عندنا !
هذه أيضاً مرت بسلام .
©©©©©©©©©©©©
  #2  
قديم 22-07-2009, 07:20 PM
الصورة الرمزية دموع السماء2
دموع السماء2 دموع السماء2 غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 33
معدل تقييم المستوى: 0
دموع السماء2 is on a distinguished road
افتراضي

الموضوع جااااااااااااااااااااااااااااااامد يسلمووووووووووووووووووووو
  #3  
قديم 23-07-2009, 05:15 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي لازال هناك المزيد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دموع السماء2 مشاهدة المشاركة
الموضوع جااااااااااااااااااااااااااااااامد يسلمووووووووووووووووووووو
بارك الله فيك و أمطرنا الله غيثاً جميداً ، لازال في غديري مزيد سقيا .
  #4  
قديم 23-07-2009, 09:23 PM
الصورة الرمزية I promise you
I promise you I promise you غير متواجد حالياً
طالب جامعى ( كلية التجارة جامعة الاسكندرية )
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 473
معدل تقييم المستوى: 15
I promise you is on a distinguished road
افتراضي

جزاك ِ الله خيراً أختى الكريمة ..
جعلنا الله ممن يستمع الى القول فيتبع أحسنة ..
اللهم حفظ من فى الغربة من ابناء المسلمين
وطمئن قلوب الاهل عليهم ..
دمتى فى رعاية الله وحفظة ..
بالتوفيق دائما ..
__________________
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

حــــــــداد
عليكى
يا مصــــر !
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


آخر تعديل بواسطة I promise you ، 23-07-2009 الساعة 09:25 PM
  #5  
قديم 24-07-2009, 08:38 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي شكر و تقدير

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة i promise you مشاهدة المشاركة
جزاك ِ الله خيراً أختى الكريمة ..
جعلنا الله ممن يستمع الى القول فيتبع أحسنة ..
اللهم حفظ من فى الغربة من ابناء المسلمين
وطمئن قلوب الاهل عليهم ..
دمتى فى رعاية الله وحفظة ..
بالتوفيق دائما ..
جزاكم الله خيراً و تابعونا .
  #6  
قديم 24-07-2009, 08:42 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي سوق خيري

يحل بي ضيفاً ثقيلاً فيسلبني إرادة الحركة . يمتص طاقتي فتخمد حيوية الجسد. تتيقظ الروح فتحلق بالأرجاء تستطلع الحياة . أتأمل ما لدي فلا قوة لإكتساب جديد. أهم بالتخلص من كيس به بقايا أقمشة في ركن بخزانتي فيلومني الحنين لوقت كانت يداي تشكل الخيوط و الأقمشة هدية جمال و مودة لمن أعرف .
يطل في نفسي حدس يقول لها وقتها و فعلها فدعيها . أطاوع ما لا يسكن حتى ينفذ أمره.
تتحمس زميلاتي للمشاركة في سوق خيري يقام قريباً. يمر ببالي أن لو لي بعض الحيوية التي لهن لأتيت بأحسن مما يفعلن . أيمكنني المشاركة؟ أيأذن الكريم بذلك..و بما أشارك يا ترى؟
استخرج كيسي و اقلبه حتى اهتدي إلى كيف امزج الألوان و الخيوط فتتحول البقايا إلى حقائب صغيرة و كبيرة و محافظ مبهجة قدمتها في المعرض الخيري فلاقت الاستحسان . ما هو منه نكهته مختلفة.
بيعت كلها و عادت بخمسمائة جنيه. و جمع السوق في هذا اليوم أربعة عشر ألف جنيه. قسّم المبلغ في غرضين أحدهما يذهب لمؤسسة خيرية إسلامية في فلسطين و الآخر يساهم في بناء مستشفى خيري للأطفال في مصر.
لا لزوم لهذا القديم على حاله ، فقط إذ يجدده عقلي ويداي فيذهب هدية لمن أحب .
©©©©©©©©©©©©©


بعد نشر مقالتي تلك اتصلت بي غالية تذكرني بمحفظة صنعتها لها منذ سنين .

_ أجل أذكرها حقيبة صغيرة تفننت في اتقانها فجاءت كجمال من تملكتها .
_ فإنني اعتمرت فأخذتها معي ، أضع بها أشيائي و أحملها معي كلما صليت في الحرم ، حفاظاً على المال من السرقة في الزحام.
(تلك الخيوط التي هممت بالتخلص منها) اعتمرت عني!
لشد ما تمنيت زيارة بيت الله الحرام فحال بيننا ما لا أقدر على دفعه . أمر احتسبه عند الله و سد أتمنى زواله عما قريب.
©©©©©©©©©©©©©
  #7  
قديم 25-07-2009, 03:47 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي كل من عليها فان

قال لي أحد الأصدقاء في لحظة صفا :
المفكرة:
اسمك يكفي، ويبدو أنها مفكرة كبيرة تحتوي كل ما وقعت عليه عينك من جمالوحزن!
هادئة، أشعر بمرورك كموجة خفيفة
راسخة، قوية الحجة والبرهان..عقل يحتويقلبا، وقلب يحتوي عقلا
أغناكِ الله بالرضا وأشيائك البسيطة..
ولا تنسي :
الإنسان يعيش مرة واحدة...
*******************
هذا ما فتحه الله علي رداً على مجاملته المهذبة (ما يلي وقع تماماً كما أحكي بلا زيادة أو نقصان) :
و لأن النهر يؤوي إليه ما يؤوي
و لأن الذاكرة بها مناطق لا أحب أن يمر بها السيال العصبي
و لأن النفس بها تلك الأنحاء و التعرجات
و لأن عابراً ألقى بحجر في النهر فماج بالآتي :
وحده الموت أهدأ مني و لأن صداقتي به عميقة و تجمعني به عشرة عمر (رغم أن الشيخ مهيب جليل حد الموت) فإنه لن يعترض إذ يقترن اسمانا و إذ أحكي إحدى حكاياته .
يصغي للحكاية الحساب ، عصب أساسي في بنيتي ، ليتأكد من الضبط . مرت بي المسألة التالية فوكلت أمرها لرب العالمين :
كائناً مـ(ن)ــا كان هذا الذي مر ناحيتي فسلبني جزءاً جزءاً ، أخذ ذائقتي للطعام ، فلم أبال ِ كثيراً . أما حس الإتجاه فهذا بكيته حين تاه مني ، يميني تختلط بيساري ، بعدها لن يستطيع الحيز المادي أن يخطو خطوة واحدة إلا بإذن خالقه .
الجلد الذي يغلفني صار يحتج طويلاً أن لا مبررات كافية لبقائه حياً . يرسل الألم رسائل شقاء لشبابي ثم لم يعبأ بي كثيراً وشرع في الرحيل مع من رحلوا . الشعور و الحس الرهيف يحزمان حقائبهما بينما يسكن المرض الألم المكان وحده.
الأحلام و الطموح كانا أول من اختلقا الأعذار كي يتركاني و شأني .
البشر وجدوا أعذاراً بالغة الأهمية كي يغادروا على عجل .
المال لا يعرف من لا يد لها و لا قدم .
كل ذلك لا اعتبار له عندي إذا ما قورن بتلك البئر. يدفعني إليها فأتشبث بحافتها ، انزلق فيها مرغمة .
في موضع بين الحياة و الموت . لا أعرف لأيهما أنا أقرب ، يأتيني قائلاً : أترين هذا الذي تحبين كيف يعذبك على هذا النحو، لا يدعك تصلين له . أي دين لمثلك ؟ ألا ترين أهل الكفر و النصرانية ، هم أحسن منك حالاً ، أمرهم الحق ، أمرك فناء و عدم !
أهب دفاعاً عن وجودي بجلاء لا لبس فيه : ربي الله الواحد الأحد ، مؤمنة به على شرعة نبيي محمد صلى الله عليه و سلم. اللهم زدني عقلاً حافظاً و قلباً راضياً بما أنعمت علي حتى أقيم شرعك كما أمرتني و لا تجعل ما عندي من حجة و برهان آخر حظي من تلك الكنوز.
يتداخل الموت و الحياة فلا يتمايزان . ينكشف الوجع فأتسلق البئر صعوداً إلى عالمي مرة أخرى . أتساءل طويلاً عمـّا اعتراني ! حتى شيخي لم يجد لأسئلتي إجابة ! يحسب العقل حساباته فيقول الأمر كله لله .
©©©©©©©©©©©©©©©©©
  #8  
قديم 26-07-2009, 08:13 PM
الصورة الرمزية I promise you
I promise you I promise you غير متواجد حالياً
طالب جامعى ( كلية التجارة جامعة الاسكندرية )
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 473
معدل تقييم المستوى: 15
I promise you is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيراً أختى الفاضلة ..
ومنتظر إذا ما كان فى الموضوع بقية ..
دمتى فى رعاية الله وحفظة ..
__________________
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

حــــــــداد
عليكى
يا مصــــر !
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

  #9  
قديم 27-07-2009, 11:34 AM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي لم ينضب الماء بعد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة i promise you مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيراً أختى الفاضلة ..
ومنتظر إذا ما كان فى الموضوع بقية ..
دمتى فى رعاية الله وحفظة ..
بارك الله جهدك و علمك و قلمك .
لازال في البئر معين . تابعوا معي .
  #10  
قديم 27-07-2009, 07:11 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي درس بالغ الصعوبة

علم الكيمياء الحيوية موضوع دراستي الجامعية : علم يظهر لك خلايا الجسم كائنات فاعلة ذات إرادة و وجود مستقل عن تلك الإرادة التي تأتي الخير و الشر . استوعب أن يدين اللسان صاحبه يوم القيامة و أن تنكر اليد أفعال صاحبها.
العلوم الحيوية حيث الخلية كائن أصغر منقطع النظير فقهاً و جمالاً و كمالاً بعض صنعة الخالق الباريء المصور.
منطقة تتكامل بها الصورة بحيث يذهب فصل مكوناتها بالحياة فلا جمال و لا كمال .
تمتزج دراستي بوجداني فتشكلني بشراً أكثر انضباطاً مع قوانين الدين فقوانين العلم و الدين ينبعان من رب عليم فعال لما يريد فأسجد له منبهرة بفعله الذي هو بعض كياني .
أما عملي في تدريس العلوم للصفوف الإبتدائية بعد الجامعة فنقيض ذاك الجمال و الإنضباط . و ما أدراكم ما هذا الهم و قد عملت في ثماني مدارس لها توجهات فكرية مختلفة يجمعها أن أقسام العلوم هي أضعف الأقسام و أقلها حظاً في عدد الحصص المخصصة في الجدول و عدد هيئة التدريس . المنهج نفسه هزيل، لا يبني عقل يفكر بمنهج علمي كنظيره الغربي .
أنوي التغيير . كأنه الصوديوم ألقيه في ماء العادة و التكرار: انفجار و دوي فرقعة ، يستعر اللهب . يزداد حرصي على التغيير فيتمسك من حولي بما بين أيديهم ، يزداد التفاعل قوة إلى ما يشاء الله ، تنطفىء الشرارة إذ أعلن تركي عملي !
تنطلق حكايتي التالية من تلك المسافة بين أنني أعمل وفق القوانين السائدة و أنني أتركهم لأنني لم استطع إصلاحاً. هنا حيث ابتكر طرقاً غير مألوفة كي أصل للمراد بإذن الله .
المعطيات : فصل يختنق بخمسين صبي يناهزون العاشرة ، زحام و سوء أدب و رغبة تتكرر في ترك الفصل لأجل شرب الماء فالحرارة لا تقل عن الأربعين معظم شهور السنة ، أمر يعطلنا تكراراً .
الإبتكار : قسمت أشبالي ثلاثة أقسام و أقمت بينهم مسابقة لشرب الحليب. يحضر كل منهم ما يطيب له من نكهات اللبن المعلب ثم اجمع أول كل حصة عدد العلب التي أحضرها كل قسم ، فيحظى العدد الأكبر بنقطة ثم آذن لهم بشربها و التنقل في الفصل لإلقاء الفوارغ في السلة ، مما يسعدهم أكثر .
أسجل في لوحة نتيجة كل طائفة و أعلق اللوح في الفصل . سباق يمتد شهراً بحيث يربح من يحرز عشر نقاط أولاً . يتراجع فريق ثم يسبق في جو من الإثارة و الهدوء البالغ (أساس كل الشروط) بحيث يعد الإخلال بطرفة عين من أصول الآداب خطوة للخلف .
الفريق الفائز يقف في الفصل ، يهتفون لأنفسهم في تحد واضح للباقي ، بينما قبضاتهم تشق الهواء : نحن الفائزون ، نحن الأفضل .
غاية تستحق السعي و الإنضباط لأجلها . لكنني قرنت الفوز بما يثير الشهية أكثر مما مضى.
يختار كل نفر من الفرقة الفائزة مجلة علمية مصورة (أشبالي مثلي ، شغفتهم القراءة حباً) اشتريها من مالي الخاص أو نموذج جمجمة بشرية مجسمة أصنعه لهم من الورق المقوى يعجبهم فيضبطون أنفسهم لنيله . (تصف غيري من المدرسات من أفعالهم العجب . ليس ناحيتي و للمولى الحمد .)
يطول ابتكاري عاماً، و تتوالى له أخوات عدة في أعوام متتالية مسابقات على كل شكل و لون أكرّم فيه انجاز كل منهم .
قضيت برفقة أشبالي ثلاثة أعوام حتى انتقلوا إلى المدرسة الإعدادية ، هنا يغرقنا سيل الخلاف ، أرذل فيلم لا يصف بعض ما يحصل على الأرض إذ تسوء الأمور ، أعفيكم من ذكره . يشتد المرض فيشدني لكهفي مرة أخرى تطبق على صخرته فانتقل لتدريس الفتيات في وظيفة جزئية ، اذهب فيها لعملي ساعتين ثم أعود للبيت ، أجر رجلاي كي أنهي روتين عمل بسيط ثم أترك العالم لأنام باقي اليوم لا يعنيني من أمر الدنيا شيئ . استمر مع الفتيات و أنهي عملي إذ ينهين دراستهن الإعدادية ، أترك المدرسة معهن .
ترى كيف حالهن و أشكالهن ؟ التقيت فتاة منهن منذ أعوام صدفة في معرض الكتاب . تغيرت تماماً ، تعرفت علي بينما أنكرتها . فتلك الوسيمة اللطيفة لا تشبه تلك التي حفظتها الذاكرة طفلة يتقافز في عينيها المرح و الحيوية .
خاتمة : أنهى أشبالي العام الأول من كليات الطب و الهندسة و يستعدون لبدء العام الثاني .
©©©©©©©©©©©©©©©©
  #11  
قديم 27-07-2009, 09:17 PM
الصورة الرمزية I promise you
I promise you I promise you غير متواجد حالياً
طالب جامعى ( كلية التجارة جامعة الاسكندرية )
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 473
معدل تقييم المستوى: 15
I promise you is on a distinguished road
افتراضي

هذا هو حال التعليم فى مصر ..
ونتمنى ان لا يستمر على هذا المنوال ..
أكثر الله من أمثالك ِ أختى الفاضلة
وأعانك على ماهو خير لك ِ ولمجتمعنا ..
فى متابعة مستمرة معك ِ بإذن الله ..
دمتى فى رعاية الله وحفظة ..
__________________
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

حــــــــداد
عليكى
يا مصــــر !
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

  #12  
قديم 28-07-2009, 03:51 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة i promise you مشاهدة المشاركة
هذا هو حال التعليم فى مصر ..
ونتمنى ان لا يستمر على هذا المنوال ..
أكثر الله من أمثالك ِ أختى الفاضلة
وأعانك على ماهو خير لك ِ ولمجتمعنا ..
فى متابعة مستمرة معك ِ بإذن الله ..
دمتى فى رعاية الله وحفظة ..
رب السماوات و الأرض ، أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، و إذا سألت به أعطيت و إذا استرحمت به رحمت ، و إذا استفرجت به فرجت : اصلح لنا شأننا كله و لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
اللهم صلِ على أعلم خلقك محمد صلى الله عليه و سلم ، سيد الثقلين و آله و صحبهأجمعين و أصبرهم على أذى و أعلاهم جهاداً و جهداً في نوال مرضاتك ، عدد ما خلقته منخلق يسبح بحمدك و يرجو مرضاتك .

رب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، علمنا ما جهلنا و ذكرنا ما نسينا و زدنا علما و حلماً و جملنابالستر و آتنا من حكمة رسولك و علمه عليه أفضل الصلاة و التسليم .
إلهي رب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، صل قلبي بقبسمن نور نبيك محمد صلى الله عليه و سلم حتى ألقاك و أنت راض عنّـي .
اللهم صلِّ و سلم و بارك على سيدنا محمد أثبت البشر فينزال و أقواهم حجة في إيمان ، عدد ما خلقت من سدم في كون لا حصر و لاعدد.
اللهم صل ِ على نبينا محمد أحلم الخلق أجمعين و أعلمهم صلاة و سلاماً أبداً دائمين عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك ، حيث لا حصر و لا أول و لاآخر.
يا رب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، هب لي من علمه و حلمه مايقربني إليك و من نفاذ البصيرة ما يرشدني في دربي ، تاهت خطوتي بين الدروب و أنتواحد أحد ، نورت الوجود بسيد الثقلين ، نوّر حياتي بالصلاة عليه عدد ما في السماواتمن نجم و كوكب يدور في أفلاك . اللهم آمين .
اللهم ارحمنا بالصلاة على نبيك خير خلق الله و أعبدهم لك . اللهم انفعنا بالصلاة عليه و احفظ بتلك الصلاة صلاتنا من الضياع ، تبددها أهواء البشر . اللهم صل ِ على خير خلقك أجمعين عدد ما في السماء من ملك هو لك ساجد عابد متذلل.
***********************
يا رب الكون و الأفلاك و الزمن ، يا رب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، نوّر الأرض بذكر اسمه في أرجائها مقروناً بالحق و العلم و كل خير .
اللهم أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه .

**************************
اللهم أزل الغشاوة عن بصيرتي فأدرك سبيلك و أعن نفساً الضعف ماؤها كي تسلك .
آمين عدد ما خلقت من خلق لك حامدين شاكرين بربوبيتك مقرين و بألوهيتك معترفين .
اللهم صل ِ على سيد الثقلين خير خلقك أجمعين و أعرفهملحق الأم و الإبنة و المرأة و ارفع عن اسمه و أمهات المؤمنين ما لا قبل لي برفعه
اللهم ارزقنا شفاعته يوم الهلع الأعظم و آمن به روعاتنا اليوم و كليوم.
ربالنور و الرضا و الصدقة و الإيمان صل ِ على نبي النور و الرضا و الصدقة و الإيمان وعلى آله الكرام خير بشر على وجه الأرض رغم إفتراءات المفترين , اللهم عطر سيرهم الكريمة في كل مجلس من مجالس أهل السماوات و الأرض . و عطّر بذكرهم كل مجلس عددخلقك و رضا نفسك و زنة عرشك ومداد كلماتك .

آخر تعديل بواسطة المفكرة ، 28-07-2009 الساعة 03:55 PM
  #13  
قديم 28-07-2009, 11:15 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي تمرد

ذات حكاية ، أتمرد على العادي و المعتاد و أقرر أن أعدل نصاب الأمور . أقول للولدين : أتريدان أن تصبحا مثل هؤلاء الأبطال الذين ترونهما في التلفاز ، يجيدون فنون القتال ، ينتصرون على الأعداء ؟
إليكم الخطة : نصلي المغرب في المصلى المجاور للبيت و ندعو لأهل غزة أن يدمر الله دبابات أعدائهم، دعوتنا تجمع قوة كافية كي تضرب الدبابة ، تتعطل أجهزتها برهة فيستغل مجاهد سريع البديهة تلك اللحظة ، ينقض على اليهودي الذي بداخلها و يقطعه إرباً .
أريهما إيصالاً دفعت فيه مبلغاً باسمهما للجنة خيرية تبعث المال لأهل فلسطين .
أقول : أنتما بطلين فعلاً ، على الأرض عند الواقع الذي يتحقق .
أتلو بصوت مرتفع ، أعطى الولدين مالاًً لإتحاد الأطباء العرب لإيصالهما لأهل غزة ، مال يضع طعاماً على موائد و كساء على أجساد ، يعين من انقطعت بهم السبل على البقاء و الصمود و المواصلة ، ربما حاسب في يد من يوجهه إلى عدو في مستقبل .
تأخذ الصغير الحماسة . أما الكبير ، لا أعرف إن كنت أقنعته أم لا .
أضع طرحتي بينما هما عند الباب بانتظار أن نذهب للمصلى نصلي المغرب و ننفذ الخطة .
يصل سمعي المرح في الحديقة . أسرع متتبعة مصدر الصوت فيفاجأني منظر البلل يغرقهما و الثياب . مشروع بدأ بنية الوضوء و انتهى بالإستحمام تحت رشاشات الحديقة !
أسأل : من الفاعل ؟
يداري كل منهما خطأه بأن يجد له شريك جرم . يتفرق الدم في القبائل ، ثم يطمس الجدل الجرم أبعد .
نغرق في جدل يبعد عنّـا صلاة الجماعة بينما يغيران ثيابهما .
لنصل ِ إذاً في البيت ، يروغ مني الكبير مرة تلو الأخرى ، عادته هذه الأيام .
إذاً أصلي مع صغيري ابتغاء رضا المولى .
يقف الكبير أمامنا (كما يفعلون في المدرسة ، لا يجدون من يردعهم) ، يهرج ، يعطلنا عن الصلاة ، يضايقني نوعاً ما ، انصرف عنه ، فقد اعتدت أن أصلي بينما يلعبون حولي على نحو مماثل و إن كانوا أكبر سناً و أثبت تكليفاً .
نجلس للدعاء فيرتفع صوت السخرية عالياً .
الآن ألقي القنبلة ، أي صغيري لك عشر نقاط في مسابقة التحدي ، ترشحك لهدية و المزيد من التقدم .
تصدر عنه أصوات الرضا ، حبيبي يستجيب للتشجيع بشكل مرضي ، يظهر الكبير عدم اكتراثه .
استعدوا : سأضرب ضربتي . أعرض عليه نماذج من خشب الأركيت المقطع لديناصور و حشرة عملاقة ، تقطع ثم تركب بحسب خارطة موجودة معها ، وحده الصغير ذو الحق في الإختيار .
بالطبع يعجبه الديناصور ، كائن مخيف .
الآن يستبد الغضب بالكبير ، ينتظر قليلاً حتى ابتعد ، يلحق بأخيه ليلحق به الأذى ، يستنجد بي الصغير ، أحمل الكبير و أثبته على الأريكة و أجلس جواره ، أصمم ان لا ينال أخاه ، يثور هيجاناً و يقاوم يداي يقول بغضب أن في صك الأخوة بند يسمح بالضرب !
أناقش هذه المسألة و سلطتي عليه بينما يداي تثبتانه في مكانه فهو لم يهدأ بعد .
ألينُ قليلاً ، أحايله حتى يصلي المغرب . يفعل فيهدأ و ينصلح حاله .
ما هذا العطب الذي ينسج حباله حولنا ؟
هذا نتاج التلفزيون : عالم أوهام نسجه كارتون الفضائيات العربية ، بينما سذاجة طفل تحسب ذلك حقيقة و يحاول تحقيقه على الأرض بينما الكبار في عوالمهم المغلقة . أظن الكبار سعداء بهذا التلفاز ، يريحهم من عبء الصحبة و رعاية الأطفال .
أفكر : تحتاج لتحدي تعمل فيه عقلك و يداك يا صغيري .
المشهد التالي : آخذ الأولاد و نزور أمي فنجد يداها غارقتين في بحور المطبخ بينما دوامة المحشي تسرق قوت يومها طاقة و وقتاً .
نشمر عن سواعدنا ، فكل أوقاتنا فداء محشي أمي !
للأولاد قدرة عالية على استخدام أيديهم . تحل بنا السعادة إذ يستفيدون من هذه الأيدي الصغيرة .
أعين الكبير قائد المهام .
الإجتماع الأول في المطبخ بينما يشرح لنا القائد أول مهامنا : مساعدة الجدة في حشي المحشي. (طبعاً تنال أيديهم الصغيرة من المهام ما يستطيعونها ، المهام الأثقل أتولاها أنا و أمي) .
قائد المهام ينجح و يصيب الفلاح كل ما يلمسه حين يجتهد .(و العكس بالعكس ، و لعلنا جميعاً على هذا النحو) .
يؤذن الآذان فنقرر أن نصلي في المصلى ، هذه المرة قائدي الملهم الجدية الفائقة . يفتح لنا بوابة العالم الإفتراضي بمفتاح فيغا و أشعة الليزر !
يلقي قنابل حارقة على كل تنانين الفضاء التي يلقاها في طريقه (بعض الصخور التي تعترض طريقنا) . و بالطبع هناك فجوة الفضاء السوداء (بالوعة مغطاة بإحكام في الطريق) هذه لها نصيبها من كروت شنايدر الخارق !
ننتهي من الصلاة و أتركهم يلعبون في حديقة البيت حتى المساء . (أفضل بكثير من الإستلقاء على الأريكة أمام التلفزيون) .

جولة رابحة ، و التالية ؟!!

قصة خطتها أنامل الحياة بخط الضنى . و قد قدمت شكوى عريضة ضد هذا الضنى فرفع عنيالمولى منه حملاً كاد ينقض ظهري ، فما كان إلا أن نضب معين القصص . لحظة ، الذاكرة تحوي منها حملاً ، تسكبه وقتما تشاء . لكن رمضان في الأجواء يشغلنا عن كل ما عداه .
  #14  
قديم 29-07-2009, 06:23 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي أيهما أرقى : الإلف أم المغايرة؟

البارحة أضفت إلى الغدير (تمرد) و إذا بالنت تنقطع فظننت أنها ضاعت و لم تثبت . لذلك أعدت إثباتها مرة أخرى . اليوم لفت الخطأ انتباهي فأبدلت التكرار بالفقرة التالية :
ذات مجلس سامرني الإلف و المغايرة ، أما ما قاله الإلف فأثار ومضات سرت بأعصابي إلى مكتبة المعلومات المخبوءة بمخي . يفتح قيم المكتبة السجلات و يراجع ما بها ، يطابقه مع ما يخبر به الإلف . يتثاءب القيم : أجل أعرف ، ألديك جديد ؟
يحتار الإلف فيما يجيب . يغلق القيم سجلاته و يمضي .
أما المغايرة فترسل أحاديثها نبضات بأعصابي فيقوم لها القيم باهتمام و ينحني على السجلات ، يسجل ما ورده من نبضات جديدة ، يضغط كل الأزرار : شبكة السمع ، شبكة البصر و غيرها من شبكاته المتلاحمة فيسجل هذه النبضات و يحتفي بها .
تتسع ابتسامة المغايرة ، تتيه فخراً بذاتها .

آخر تعديل بواسطة المفكرة ، 29-07-2009 الساعة 09:15 PM
  #15  
قديم 29-07-2009, 07:01 PM
الصورة الرمزية احمد رضا
احمد رضا احمد رضا غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 5,483
معدل تقييم المستوى: 0
احمد رضا is an unknown quantity at this point
افتراضي

الأخت الفاضلة < مُفكرة >
أجلسُ هُنا أُراقب أفكارك
اتأرجح معها بين المؤلم واللذيذ
نسجك للواقع نسجٌ خُرافى مُمتع
يُجسد حال بلادنا
سأكتفي بتسجيل مُتابعتي
والاستمتاع بما فيه جعبة ذاكرتك
دمتِ بمعاني الود ومرادفاته
تقبلي مرورى
__________________
استعيدي نفسي مني
إنني قدْ تُُــهتُ فـــىّ ..
إنْ جَرحَتُكْ .... إعْفِ عنى
واهْرَبي مني ... إلىّ !
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:11 PM.