مكاسبنا.. كيف نحافظ عليها؟!

[abomokhtar]

مما لايكاد يخفى أن ثورة 25 يناير تدبير إلهى ما كان يتوقعه أحد فى هذا التوقيت.. صحيح أننا كنا نوقن بأن للظالم نهاية وأن الإمهال هو استدراج من الله وأن العقوبة كانت آتية لاريب فيها, ولكننا كنا لا نتوقع هذا التاريخ، الذى تحتفل فيه الشرطة بعيدها, وبعد أن أمسك النظام بمقاليد الأمور فى البلاد على نحو غير مسبوق, وأخذ بتلابيب قوى المعارضة, وألقى بها خارج السلطة التشريعية فى انتخابات غير مسبوقة فى التزوير وتزييف الإرادة الجماهيرية.

إننا نعيش مرحلة جنى الثمار بعد أن روينا الأشجار بدماء الشهداء والمصابين وكفاح رجال ظلوا صامدين فى محراب الصحافة يكتبون ويفضحون النظام, وتضحيات من صمدوا فى السجون تحت قهر السجان وقسوة الجلاد, ودعاء المستضعفين من الآباء والأمهات والزوجات ودموع الأطفال على فقد الآباء ونحو ذلك من تضحيات عديدة.

لقد عادت إلينا بلادنا وتنفسنا نسيم الحرية ولكننا مازلنا أمامنا الكثير من العقبات لابد أن نتجاوزها, وكثير من المحطات لابد وأن نصل إليها.

إن الذى يأتى فى مقدمة الحفاظ على المكاسب هو شكر الله تعالى على هذه النعمة, والاعتراف له بالفضل حتى لا تزول من أيدينا, ثم لابد من الاستمرار فى تطهير الجسد الذى سقط رأسه بانتزاع البؤر المفسدة التى مازالت تتواجد فى قطاع الإعلام والداخلية وغيرها من المؤسسات الحكومية, وأن نتيقظ للمؤامرات. الخارجية التى تستهدف مصر وتريد بها شراً وتسعى, إلى عودة مصر إلى ذلك النظام المستبد وتلك الحقبة الكئيبة من التبعية التى أفقدتنا الهوية وأخضعتنا للأعادى, وعلينا أن نُحكم السيطرة على كل من يتلاعب فى الداخل بأمن المواطنين أو أقواتهم وأرزاقهم فلا تتاح لهم الفرصة للعمل بحرية بل تتخذ كافة الإجراءات القانونية لشل حركتهم وسرعة محاسبتهم على تجاوزاتهم..

إننا نريد أن نبنى وننمى قدرات هذا البلد وهو ما يجعلنا نحافظ على المكاسب كأساس يُبنى عليه الصرح, ولهذا فلابد من التعاون فيما بيننا وترك التنازع لأنه فى الاتحاد قوة وفى التنازع فشل أكيد قال الله تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم..)

ومن بين ما يمكن التعاون فيه هو المجالس التشريعية التى منّ الله علينا بها فنفسح المجال أمام الرأى والرأى الآخر ونحترم ما نتوصل إليه من قرارات الأغلبية وننظر إلى المنصة باحترام ونعاونها على أداء مهامها ولانطيل الحديث بلا مبرر فلم يعد فتحى سرور أو صفوت الشريف جاثماً على المنصة.

إننا كى نحافظ على مكاسبنا يلزم أن نعيد هيكلة وزارة الداخلية فلسنا بحاجة إلى جهاز أمن دولة يخدم النظام على النحو الذى شاهدناه, بل نحتاج إلى أمن الوطن مع عودة الشرطى إلى مكانه الحقيقى كخادم للشعب وليس سيداً له وعلينا أيضاً أن نطهر جهاز الإعلام من الذين لا يزالون يمارسون أساليب الإثارة والفتن لنشر الفوضى من أجل عودة النظام السابق, وكذلك فإن هناك عقولاً تشغل مواقع كثيرة فى المصالح الحكومية ومازالت متعلقة بالنظام البائد لكونها تحب أن تحيا فى المناخ الفاسد, وتكره ما جاءت به الثورة, فهذه الثلة لابد وأن تُستبعد من وظائفها لكونها مصدر خطر وقلق على الثورة وإنجازاتها, وهؤلاء هم الذين أعطوا الانطباع لدى الجماهير بأن الأوضاع فى مصر لم تتغير وأن الأمور ستعود إلى ما كانت عليه!!

إننا بصدد المرحلة النهائية للقضاء على فلول الحزب الوطنى التى لايزال لديها بعض الأمل فى تخريب البلاد, ولكننا والحمد لله تيقظنا إلى محاولتهم للإيقاع بين الجيش والشعب وبين المسلمين والأقباط وتم احتواء الأزمات بالعقل والحكمة وجهود أصحاب الخير من الدعاة والمفكرين وقادة الرأى فى البلاد, ويبقى أمامنا كى يتم حصار هذه الفلول أن نُغلق الأبواب أمام المؤامرات الخارجية التى تديرها بعض الدول المتصلة بالفلول، والتى تكره أن تلفحها رياح التغيير أو نسيم الحرية فتضغط من أجل إفشال الثورة المباركة.

إن المشهد الختامى فى موضوع الحفاظ على المكاسب هو فى انتهاء مرحلة اختيار رئيس الجمهورية بسلام وإقرار الدستور الجديد الذى تصان فيه الحقوق وتتضح فيه الواجبات ويعرف الجميع حدود واختصاص السلطات المختلفة ونظام الحكم المعتمد.

وختاماً فإن سرعة التقدم نحو البناء والتنمية وفتح المجال أمام الاستثمار هى من أهم ما نصبو إليه فى المستقبل كى تتحقق أهداف الثورة بعد أن نكون قد استجمعنا عناصر الثبات والصمود والتحدى.
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=108547

[aymaan noor]

جزاك الله خيرا