اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-06-2017, 11:46 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp أبناء العلماء (عمر بن الخطاب وعبدالله بن عمر)


قال صلى الله عليه وسلم: ((إن العلماء ورثةُ الأنبياء، إن الأنبياء لم يُورِّثوا دينارًا ولا دِرهمًا؛ إنما ورَّثوا العلم، فمن أخَذه أخذ بحظ وافرٍ))؛ أخرجه أبو داود 4/ 57، والترمذيُّ 5/ 47، 48، وأحمد 5/ 196، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وقال الشيخ الألبانيُّ: حديث صحيح.
قال قتادة: بابٌ من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه، وصلاح من بعده، أفضل من عبادة حول.
*
وخير ما ورَّثَه علماء هذه الأمة لأبنائهم العلمُ، فمن مآثر الحضارة الإسلامية أجيال العلماء التي توارثت العلم أبًا عن جَدٍّ؛ أُسوةً بنبيِّ الله سليمان عليه السلام الذي وهبه الله العلم هو وأبيه نبيَّ الله داود عليه السلام؛ قال تعالى: ﴿ وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ﴾ [الأنبياء: 78، 79].
*
قال أبو جعفر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار": "فإن قال قائل: فقد قال الله عز وجل: ﴿ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ ﴾ [النمل: 16]، فإن ذلك عندنا - والله أعلم - هو ما كانت الأنبياء تورثه مما هو سوى الأموال، فإن قال: فقد كان سليمان في حياة داود صلى الله عليهما نبيًّا، فما الذي ورثه عنه؟ قيل له: ورِث عنه حكمته وما يُورث عن مثله".
*
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له)).
فكيف إذا ترك العالم ولدًا صالحًا يَنتفع بعلم أبيه ويَنفع به الناس؟!
قال صالح بن أحمد بن حنبل رحِمهما الله: "كان أبي يبعث خلفي إذا جاءَه زاهد أو مُتقشف، لأنظر إليه يحب أن أكون مثله"؛ (سير أعلام النبلاء)، (12/ 530).
*
وفي هذه السلسلة نَذكر طرفًا من العلماء الذين ورِثوا العلم عن آبائهم، فكانوا خير خلف لخير سلف، وحفِظوا علم آبائهم من الضياع بنشره بين الناس، ومنهم مَن أتَمَّ مؤلفات أبيه ونقَّحها وزاد عليها، وذلك قديمًا وحديثًا، وقد حصرتها في أربعة عشر عَلَمًا ممن ورِثوا العلم والرواية عن آبائهم، وهم كالتالي:
1- سيدنا عمر بن الخطاب، وابنه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
2- بيت ابن الحنبلي.
3- أبو داود صاحب السنن وابن أبي داود.
4- أبو حاتم الرازي صاحب العلل وابن أبي حاتم.
5- عبدالغني المقدسي وولداه العز وأبو موسى بن عبدالغني.
6- عبدالرحيم العراقي الأب صاحب ألفية الحديث، وابنه ولي الدين أبو زرعة أحمد بن عبدالرحيم.
7- ابن الجوزي وولده الصاحب ابن الجوزي، وسبط ابن الجوزي.
8- ابن بطة الأب وابن بطة الابن.
9- ابن منده صاحب كتاب الإيمان وأبناؤه أبو القاسم وأبو عمرو ويحيى بن منده.
10- الزريراني فقيه العراق وابن الزريراني.
11- البدر بن فقيه فصة وولده أبو المواهب بن عبدالباقي.
12- ابن البناء وابنه أبو غالب بن البناء.
13- الكلوذاني وابن الكلوذاني.
14- ابن النجار الفتوحي وابنه تقي الدين بن النجار.
*
عمر بن الخطاب وعبدالله بن عمر

من أبناء العلماء والصحابة ممن رَووا عن أبيهم علمًا كثيرًا "عبدالله بن عمر بن الخطاب".
قال مالك: كان إمام الناس عندنا - بعد زيد بن ثابت - عبدالله بن عمر، مكث ستين سنة يُفتي الناس.
*
وقد أسلم عبدالله بن عمر وهو صغير، وهاجر مع أبيه، وغزا هو وأبوه مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ممن بايَع تحت الشجرة.
وأخذ العلم هو وأبوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فعن عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد كان في الأمم مُحدَّثون، فإن يكن في أُمتي أحد، فعمر بن الخطاب))؛ رواه مسلم.
*
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه)).
وقال عبدالله بن مسعود: "إذا ذُكِر الصالحون فَحَيهلا بعمر، إن عمر كان أعلمنا بكتاب الله وأفقهنا في دين الله"؛ (سير أعلام النبلاء)؛ للذهبي (81).
*
قال مسروق: "شاممت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدت علمهم انتهى إلى ستة: إلى عمر وعلي وعبدالله، ومعاذ وأبي الدرداء وزيد بن ثابت، فشاممت هؤلاء الستة، فوجدت علمهم انتهى إلى علي وعبدالله"؛ (الطبقات الكبرى)؛ لابن سعد، (2/ 267).
أما عبدالله بن عمر، فكان من المكثرين من رواية الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى ألفًا وستمائة وثلاثين حديثًا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، تفرَّد البخاريُّ منها بنحو ثمانين حديثًا، ومسلم بنحو واحد وثلاثين حديثًا.
*
وقد ساعده على ذلك قربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وملازمته إياه هو وأبوه، وحِرصهما على تلقِّي العلم منه؛ فعن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من الشجر شجرة لا يَسقط ورقها، وهي مثل المسلم، حدِّثوني ما هي؟))، فوقع الناس في شجر البادية، ووقع في نفسي أنها النخلة، قال عبدالله: فاستحييتُ، فقالوا: يا رسول الله، أخبرنا بها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هي النخلة))، قال عبدالله: فحدَّثت أبي بما وقع في نفسي، فقال: "لأن تكون قلتها أحبُّ إلي من أن يكون لي كذا وكذا"؛ (صحيح البخاري)، (1/ 38).
*
وكان ابن عمر يتبع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثاره وحاله، ويهتم به، حتى إنه كان يقال: إنه أشد الناس اتباعًا له في سُنته في حياته.
وعن جابر عن عامر: "كان علماء هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ستة: عمر وعبدالله وزيد بن ثابت، فإذا قال عمر قولًا وقال هذان قولًا، كان قولهما لقوله تَبعًا، وعلي وأُبي بن كعب وأبو موسى الأشعري، فإذا قال علي قولًا وقال هذان قولًا، كان قولهما لقوله تبعًا".
*
قال ابن حزم: "المكثرون من الفتيا من الصحابة: عمر، وابنه عبدالله، وعليٌّ، وعائشة، وابن مسعود، وابن عباس، وزيد بن ثابت، فهم سبعة فقط يُمكن أن يُجمع من فتيا كل واحد منهم سِفر ضخم"؛ (الإحكام في أصول الأحكام)، (5 / 92).
قال ابن يونس: شهِد ابن عمر فتح مصر، واختط بها، وروى عنه أكثر من أربعين نفسًا من أهلها.
*
وروى مالك عن نافع قال: كان ابن عمر وابن عباس يجلسان للناس عند مقدم الحاج، فكنت أجلس إلى هذا يومًا، وإلى هذا يومًا، فكان ابن عباس يُجيب ويفتي في كل ما سُئل عنه، وكان ابن عمر يرد أكثر مما يفتي.
وكان ابن عمر في فقهه شديد التأثُّر بفقه أبيه، ويقتدي به في فتواه، وهو ما يستدل عليه من رواية زيد بن أسلم عن أبيه، حين قال: "ما ناقة أضلَّت فصيلها في فَلاة من الأرض، بأطلب لأثره من ابن عمر لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما"؛ (حلية الأولياء)؛ لأبي نُعيم، رقم الحديث (1124).
*
قَال الزُّهْريُّ: "لا نعدل برأي ابن عمر، فإنه أقام بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ستين سنة، فلم يَخفَ عليه شيء من أمره، ولا من أمر أصحابه".
وقال مالك: "بلغ ابن عمر ستًّا وثمانين سنة، وافى فِي الإسلام ستين سنة تَقدم عليه وفود الناس"؛ (تهذيب الكمال في أسماء الرجال)، (15/ 339).
*
وكان ابن عمر زاهدًا في الفتوى والقضاء على سَعة علمه، وما له من باع فيهما؛ فعن عبدالله بن موهب: أن عثمان قال لابن عمر: اذهب، فاقضِ بين الناس.
قال: أَوَتُعافيني يا أمير المؤمنين؟
قال: فما تَكره من ذلك وقد كان أبوك يَقضي؟!
*
قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كان قاضيًا، فقضى بالعدل، فبالحري أن ينفلت كفافًا))، فما أرجو بعد ذلك!
وزهِد كذلك في الخلافة بعد م*** أبيه، وفي الفتنة زمن علي رضي الله عنه، وأراد كبار الصحابة مبايعته فأبَى، وما يختلف عليه اثنان.
*
قالت عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت أحدًا ألزم للأمر الأول من ابن عمر".
ومات عبدالله بن عمر سنة 73 هجرية في مكة ودُفِن فيها، قال قتادة: سمِعت ابن المسيِّب يقول: كان ابن عمر يوم مات خيرَ مَن بَقِي.
*
• وقد خلف عبدالله بن عمر ابنه سالم بن عبدالله بن عمر، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، ومفتيها الأول في زمانه؛ حيث اجتمع عنده علم أبيه عبدالله بن عمر، ذكر أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه أن أصح أسانيد أحاديث عبدالله بن عمر، هو ما رواه الزُّهري عن سالم بن عبدالله عن أبيه، وقال عنه ابن سعد: "كان سالم ثِقة، كثير الحديث، عاليًا من الرجال وَرِعًا".
*
وعن نافع قال: كان ابن عمر يُقبِّل سالِمًا ويقول: شيخ يُقبِّل شيخًا.
وعن يحيى بن سعيد: قلت لسالم في حديث: أسمِعتَه من ابن عمر؟ فقال: مرة واحدة أكثر من مائة مرة.
وقد اجتمع الشرف والفضل والعلم في بيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فما زال يخلف بعضهم بعضًا؛ حيث ورِث عقبه العلم ورواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

محمود ثروت أبو الفضل

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:18 AM.