اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

  #1  
قديم 30-05-2015, 10:01 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي وادي النمل

وادي النمل

حامد شاكر العاني

أكد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وأيدهما ما أثبته العلم الحديث، أن للنمل قرى مبنية وفق مقاييس معمارية في منتهى الدقة والإتقان على شكل ممالك يتوفر فيها كل متطلبات العيش من حماية ورعاية وأمن واستقرار، وقد بني معظمها تحت الأرض وعلى شكل وديان وتشغل مساحات واسعة من الأرض يقدرها العلماء بثلاثين فداناً حسب آخر اكتشاف علمي لهم وبعمق (10) أمتار، حيث تكون درجة الحرارة مناسبة له طيلة أيام السنة، وقد زود الله النمل بمهارة فائقة لصيانة أعشاشه من كل ضار، وأعطاه خلقه وشكله وزوده بالأجهزة المناسبة ثم هداه إلى العمل الذي يتناسب وحياته دون ملل أو كلل، قال تعالى: ﴿ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾[1].

فقد ذكر الله عز وجل في سورة النمل أن للنمل وادٍ يتعايشون فيه وهو مستقرهم ومستودعهم، قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي ٱلنَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾، وهذا الوادي لا يمكن أن يكون لهم مستقر ومستودع حتى تتوفر فيه أسباب العيش بكل تفاصيلها، قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾[2].

وأما السنة النبوية فقد ورد فيها عبارة (قرية النمل) كما في حديث أبي هريرة رضي الله عليه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قرصت نملة نبياً من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح))[3].

والقرية هي الأخرى يتوفر فيها كل أسباب العيش من حماية وأمن وطعام ومسكن، فالقرية والوادي مترادفان لمعنى واحد. وكذلك ما أثبته العلم الحديث من أن النمل يعيش ضمن مستعمرات يقوم ببنائها مكوناً وادياً له، فهذا مِن آخر ما تم اكتشافه، ففي جبال (بنسلفانيا) إحدى الولايات الأمريكية أكتشف أحد العلماء أحد أكبر مدن النمل في العالم وقد بني معظمها تحت الأرض وتشغل مساحات واسعة منها، حفر النمل فيها منازله تتخللها الشوارع والمعابر والطرق، وكل نملة تعرف طريقها إلى بيتها بإحساس غريب وتتكون كل مستعمرة من المرافق الحيوية الآتية لديمومتها، والمرافق هي[4]:

مواضع دخول النمل وخروجه:
وفي هذه المواضع تقوم مجموعة من النمل بحراسة هذه المداخل، ولا يسمح بدخول أي جسم غريب إلاَّ أعضاء المملكة، حيث يتم التعرف عليهم بمواد كيميائية تختص بها فقط أعضاء المملكة وتختلف من مملكة إلى أخرى، ومن العجيب أن النمل رفع مدخل العش فوق مستوى سطح الأرض خوفاً من الأمطار والمياه، مع العلم أن العش تحت سطح التراب.


نظام المرور عند النمل:
يقول عبد الدائم الكحيل: ﴿ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ إن هذه الآية تدل على أن النمل يتمتع بنظام جيد للمرور، حيث نجد إحدى النملات تعمل شرطي مرور تنظم السير وتوجه الإنذارات لدى وجود أي خطر)[5].

لقد أمضى الباحث (Graham Currie) السنتين الماضيتين في دراسة ظاهرة تنظيم المرور عند النمل وكيف يستطيع مجتمع النمل تنظيم حركته لتجنب الفوضى أو الهلاك، وقال بعد هذه الأبحاث: (إن النمل يتفوق على البشر في تنظيم حركة المرور لديه، وهو يعمل بكفاءة عالية حتى أثناء الزحام، بل إن النمل يستطيع التحرك في مجموعات كبيرة والتوجه إلى مساكنه خلال لحظات دون حدوث أي حادث أو اصطدام أو خلل) [6].

والنملة التي تنظم المرور لها طريق خاص بها (طرق سريعة) لا تسلكه بقية النملات، وهذا الطريق تستخدمه النملة لتوجيه بقية النملات، وهناك طريق في الوسط تسلكه النملات المحملة بالغذاء والحبوب والمواد القابلة للتخزين، أما النملات الفارغة فلها طريق على الجوانب (طرق سريعة) لأن حركتها تكون أسرع من النملات المحملة [7].

مكان حفظ البيض للنمو:
يتميز هذا المكان بحرارة لا تتعدى (38) درجة، وهي درجة الحرارة المناسبة التي يفقس فيها البيض، فتنتج ملكة النمل عدداً كبيراً من البيوض يقدر بالملايين، ومن رحمة الله بهذه البيوض الضعيفة والصغيرة والتي لا يكاد يشعر بوجودها أنه سبحانه وتعالى زود النملة بالقدرة على إفراز مواد مطهرة ومعقمة تخرج من قنوات دقيقة، لتحفظ هذه البيوض سليمة من أي بكتيريا، أو أي عدو آخر.

مكان الدفاع الجوي:
تتخصص مجموعة من النمل بوظيفة حراسة وحماية مملكة النمل من الحشرات الطائرة المضرة، وتتخذ مواقع عالية تكون على قمة المملكة - أي أعلى مرتفع - فيقوم الحرس في هذه المواقع عند شعوره بأي خطر جوي ممكن بإطلاق مادة كيميائية حمضية خاصة على تلك الحشرات المهاجمة على المملكة، وهذه المادة أطلق عليها العلماء: (d'ecide formique) يحتفظ بها النمل في داخل بطنه لاستعمالها عند أي خطر تتعرض له المملكة من الجو.

غرف الحراسة الأرضية:
تقوم مجموعة من النمل ببناء غرف الحراسة بالقرب من ممرات الدخول، وذلك حتى يكون النمل الحرس على قرب واستعداد لأي خطر مفاجئ يهدد كيان المملكة، وتتصرف تلكم النمل كتصرف الحكومات بوضع نقاط حراسة على حدود دولها منعاً من تسلل المتسللين إلى داخل أراضيها بغرض التخريب والعمالة، فهذا نوع من الذكاء الذي وهبه الله عز وجل للنمل.

غلاف خارجي لحماية المملكة من الأعداء:
يقوم النمل بوضع غلاف يحيط بالمملكة من الخارج مهمته المحافظة على هذه المملكة من تسرب المواد الضارة أو الحشرات الصغيرة إلى داخل المملكة وتعكر صفو رعاياها.

إسطبل لحلب البقر:
يكون مكان الإسطبل على شكل غرف يتم بناؤها من قبل مجموعة من النمل العاملات بحلب نوع من اليرقات الخاصة التي جلبتها إلى المملكة من الخارج لاستخراج نوع خاص من العسل يسمى (عسل النمل)، ويطلق العلماء على هذه اليرقات: (البقر)، لأن النمل تقوم بجلب هذا البقر.

ومن هذه اليرقات (بق النبات) تلك الحشرة الصغيرة التي تعيش على النبات، ويصعب استئصالها لأن أجناسها كثيرة، فيرسل النمل الرسل لتجمع له بيوض البق حيث تعتني به وترعاه حتى يفقس ويخرج الصغار، وعندما تكبر تدر هذه اليرقات سائلاً حلواً يتألف من مواد سكرية يسمى عسل النمل ويقوم على حلبه جماعة من النمل لا عمل لها إلاَّ حلب هذه الحشرات بمسها بقرونها، وتنتج هذه الحشرة (48) قطرة عسل كل يوم، وهذا ما يزيد على مائة ضعف عما تنتجه البقرة إذا قارنا حجم الحشرة بحجم البقرة.

مخزن ادخار اللحوم:
في هذا المخزن يتخصص قسم من النمل العاملات لتخزين وجمع وادخار الحشرات التي يتم اصطيادها لغرض أكلها فيما بعد.

مخزن ادخار الحبوب:
في هذا المخزن يتخصص بعض النمل العاملات بجمع الحبوب وطحنها لاستخراج الدقيق لخبزه فيما بعد. وعملية تخزين الحبوب في مملكة النمل يتصف بعلمية واختصاص قل نظيرهما في عالم الحيوان. وتفصيل ذلك:
أن لأعضاء مجتمع النمل طرق فريدة في جمع المواد الغذائية وتخزينها والمحافظة عليها، فإذا لم تستطع النملة حمل ما جمعته في فمها كعادتها لكبر حجمه حركته برجليها الخلفيتين ورفعته بذراعيها، ومن عادتها أن تقضم البذور قبل تخزينها حتى لا تعود إلى الإنبات مرة أخرى، وكي يسهل عليها إدخالها في مستودعها، وهناك بعض البذور التي إذا كسرت إلى فلقتين فإن كل فلقة يمكن أن تنبت من جديد كما عليه بذور (الكزبرة) لذلك فإن النمل يقوم بتقطيع بذرة الكزبرة إلى أربع قطع كي لا تنبت، وإذا ما ابتلت البذور بسبب مطر أو غيره أخرجتها إلى الهواء والشمس لتجف.

إن هذا الفعل الدقيق في تخزين الحبوب إنما هو من ذكائها المفرط الذي وهبها الله عز وجل إياها.

ويضيف لنا الدكتور رويال دينكسون (ROYIL DEENKCON) الذي ظل يدرس مدن النمل حوالي عشرين عاماً في بقاع مختلفة من العالم، فوجد نظاماً لا يمكن أن يراه أحد في مدن النمل، فقد رأى النمل وهو يرعى أبقاره، وما هذه الأبقار إلاَّ خنافس صغيرة رباها النمل في جوف الأرض زمناً طويلاً حتى فقدت بصرها بسبب الظلام، هذه الأبقار سيكون لها طعاماً في يوم من الأيام.


[1] سورة طه الآية (50).

[2] سورة هود الآية (6).

[3] صحيح البخاري 3 /1099 برقم (2856)، وصحيح مسلم 4 /1759 برقم (148).

[4] موقع منتدى الأستاذ عمرو خالد، المنتديات العلمية والأدبية، وموقع منتديات الديار العربية.

[5] موقع عبدالدائم الكحيل للإعجاز العلمي في القرآن والسنة - نظام المرور عند النمل ص 2.

[6] موقع عبدالدائم الكحيل للإعجاز العلمي في القرآن والسنة - نظام المرور عند النمل ص 2.


[7] موقع عبدالدائم الكحيل للإعجاز العلمي في القرآن والسنة - نظام المرور عند النمل ص 2.




رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:57 PM.