اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-11-2017, 06:57 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp إلى كل معلمة : تجودي واصنعي الفرق في قيادتك


تجَوَّدَ: فعل، تجَوَّدَ في العمل: تأنَّق فيه، وتجوَّد الشيءَ: تخيَّره وطلب أن يكون جيِّدًا.
*
إن الجودة من المفاهيم المتأصِّلة في الإسلام، وليست معنًى مستحدثًا؛ فالدِّين الإسلاميُّ يحثُّ على الجودة وإتقان العمل، والعبرة بالإتقان لا بالكثرة؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وإن أحبَّ الأعمال إلى اللَّه ما دام وإنْ قلَّ))، وقال أيضًا: ((ورُبَّ قائمٍ ليس له حَظٌّ من قيامه إلَّا السَّهَرُ وَالنَّصَبُ)).
*
ولكنَّ الجودة سلوك؛ لأن الحياة كلٌّ متكاملٌ، لا نستطيع الفصل بين أجزائه؛ فالأمرُ الذي يُؤثِّر في جزء، فإنه سيُؤثِّر في البقية إن لم نتدارك الأمرَ بتقوية الحصون، وبالمناعة ضد انتقال الضَّرر من الجزء إلى الكل.
*
لذلك أقول: إن المعلمة هي امرأة تمارس عدة أدوار في حياتها وعدة مهامَّ؛ فهي البنت، وهي الأخت، وهي الزوجة، وهي الأمُّ، وهي الصَّديقة والمعلِّمة والطالبة، فلها مهامُّ متعددةٌ، ولها مشاغلُ وهمومٌ متناثرة، فهي قائدةٌ في بيتها، وقائدةٌ في عملها، ومن الخطأ أن نقول لها: لا شأن للعمل بمشاغلك خارجه، ومن الخطأ أيضًا أن نقول: لا شأن لأسرتك بمشاغل عملك؛ فهي كُتلةٌ واحدةٌ، ولها قلبٌ واحدٌ، وعقلٌ واحدٌ، وقد خلقها الله بعاطفة قوية جيَّاشة؛ حتى تستوعب العديد من المشاغل والوظائف التربوية التي خلَقَها الله من أجلها.
*
وفي الحديث في صحيح مسلم عن النُّعمان بن بَشيرٍ، قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم: ((مثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتَراحُمِهم وتَعاطُفِهم: مَثَلُ الجسد؛ إذا اشْتَكى منه عُضْوٌ، تَداعى له سائرُ الجسد بالسَّهرِ والحُمَّى))، فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم يُشبِّه المؤمنين بالجسد الواحد في تراحُمهم وتعاطُفهم وتشاركهم المشاعرَ، فما بالك بالجسد الواحد والقلب الواحد، هل نُطالبه بعزل نفسه عن نفسه؟!
ولكن مع هذا فلا بد للمعلمة المربِّية أن تُربِّي نفسها على الزيادة من مناعة حصونها، فلا يطغى بعضها على الآخر.
*
• فالمعلمة القائدة لا تخجل من عدم معرفتها ببعض الأمور، بل إن تشخيص الداء نصف الدواء، فهي تَزيد من ثقافتها وعلمها، ولا تتوقَّف عن التعلُّم، بل تطلب الاستزادة من العلم ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]، فإن الجهل كلَّ الجهل أن يظنَّ الإنسان نفسَه أنه عالم، وأنه بلغ من العلم أقصاه.
*
كما قال الشاعر:
لَمَّا جَهِلْتَ جهلْتَ أنَّك جاهلٌ ♦♦♦ جهْلًا وجهْلُ الجهلِ داءٌ مُعضِلُ
لأن العلم بحرٌ لا ساحلَ له، ومهما اجتهد الإنسان، فلن يأخذ منه إلا كالقطرة من ماء البحر.
*
• المعلِّمة القائدة هي التي تقود نفسَها بالإيمان والصبر، والأخلاق الحسنة، وتُقوِّي علاقتها بربِّها.
*
• المعلِّمة القائدة تُنمِّي ثقتها بنفسها، وتُقوِّي شخصيتها، وتُقوِّي قلبها؛ حتى لا تطغى جوانب العاطفة بعضها على بعض، وتحرص على الاستزادة من اكتساب المهارات الجديدة التي تُعينها على أداء رسالتها في حياتها، وفي عملها.
*
• المعلِّمة القائدة تحرص على وقتها؛ فتبدأ يومها بالتفاؤل وبالاستعانة بربِّها؛ فتقول كما كان يقول نبيُّها: ((اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملًا مُتقبَّلًا)).
*
• المعلِّمة القائدة تتمثَّل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في مفاتيح الجودة لكل عمل: ((المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعُك، واستعن بالله ولا تَعجِزْ، وإن أصابك شيء فلا تقُلْ: لو أنِّي فعلتُ كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَرُ الله وما شاء فعل؛ فإنَّ (لو) تفتح عمل الشيطان))؛ رواه مسلم.
*
"احرص على ما ينفعك" توجيهٌ للإرادة، "واستعن بالله" تصحيحٌ للفعل، فتمسَّك بما أمرك، واجتنب ما نهاك، "ولا تعجز" منعٌ للعوائق، فلا تتكاسل عن فعل ما ينفعُك.
*
يقول ابن رجب: "وأما الاستعانة بالله عز وجل دون غيره من الخلق، فلأن العبد عاجزٌ عن الاستقلال بجلب مَصالحِه، ودفع مَضارِّه، ولا مُعين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل، فمن أعانه الله فهو المُعان، فالعبد محتاجٌ إلى الاستعانة بالله في فعل المأمورات، وترك المحظورات".
*
المعلِّمة القائدة هي التي تقود أسرتها بنظام ونجاح؛ فتُربِّي أبناءها، وتحرص على طاعة زوجها، وتُعطي كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، هي الأمُّ الراعية التي أمرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها، ومسؤولةٌ عن رعيَّتها)).
*
فقيادتك لبيتك وأسرتك تقودُك لقيادتك المتقنة في عملك، والعكس بالعكس، فتربيتُك وتعليمُك لطالباتِك ستَرين ثمارَهما على أبنائك وأسرتك، وتقصيرُك في عملك ينعكس سلبًا على حياتك؛ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]، ويعفو الله عن كثيرٍ.
*
يقول السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: "وهذه الآية فيها غايةُ الترغيب في فعل الخير ولو قليلًا، والترهيب من فعل الشرِّ ولو حقيرًا".
*
أخيرًا: نُبشِّر المعلِّمة بهذه البشارة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملةَ في جحرها، وحتى الحوتَ في جوف البحر - لَيُصلُّونَ على معلِّم الناس الخيرَ))، وفي حديث أبي الدرداء مرفوعًا: ((وإن العالم لَيستغفرُ له من في السماوات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء))؛ وصححه ابن حبان.
هنيئًا لك هذه الدعوات.

محاسن الشرهان

__________________

آخر تعديل بواسطة abomokhtar ، 16-11-2017 الساعة 07:02 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:55 AM.