اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > رمضان كريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-07-2011, 01:00 PM
الصورة الرمزية أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى
أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى غير متواجد حالياً
مستشار اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 12,514
معدل تقييم المستوى: 28
أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى is a jewel in the rough
افتراضي دروس رمضانية " كل يوم درس خفيف "


الخطبة الأولى
عباد الله : بشراكم جميعاً بشهر الصيام ، أهله الله علينا وعليكم بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، وجعله الله علينا وعلى المسلمين شهر بركة وخير ومغفرة للسيئات ورفعة في الدرجات ، ولقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان ، يقول أبو هريرة رضي الله عنه ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه ويقول : قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنان،وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم .. أخرجه أحمد والنسائي ، يقول ابن رجب رحمه الله: يقول بعض العلماء : هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان .ا.هـ .
أهلاً وسهلاً بالصيام *** يا حبيباً زارنا في كل عام
قد لقيناك بحب مفعم *** كل حب في سوى المولى حرام
فأقبل اللهم ربي صومنا *** ثم زدنا من عطاياك الجسام
لا تعاقبنا فقد عاقبنا *** قلق أسهرنا جنح الظلام
عباد الله : شهر رمضان موسم عظيم للمحاسبة ، وميدان فسيح للمنافسة ، تصفو فيه النفوس من دواخلها ، وتقترب فيه القلوب من خالقها ، تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق أبواب النار ، وتصفد الشياطين ، وتكثر دواعي الخير وأسباب المثوبة ، فيأيها المتقون الصائمون : فتشوا عن المحتاجين من أقربائكم ، والمساكين من جيرانكم ، والغرباء من أخوانكم ، أشركوهم معكم في رزق ربكم ولا تنسوا برهم وإسعادهم ، يقول الشافعي رحمه الله : أحب للصائم الزيادة في الجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ولتشاغل كثير منهم فيه بالعبادة عن مكاسبهم .

عباد الله : رمضان فرصة للتنويع بين العبادات ، واستذكار العديد من الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم والدعوات ، وما على راج الهداية ، وطالب الرشد والسعادة إلا أن يعقد العزم على طرق عبادات لم يعتد على أدائها في رمضانات سابقة .
أيها المسلمون : اعتاد بعضنا في رمضان على أداء عبادات معينة كالصيام والقيام وقراءة القرآن ، وهناك عبادات أخرى قد تفضل عليها في الأجر إما لمكانتها أو لهجر الناس لها ، وإتيان تلك الطاعات في مثل هذه الأيام إحياء لها وتذكير للناس بتنوع العبادات وتعددها لمن أراد الزلفى من الله سبحانه ، ومن تلك العبادات : عيادة المرضى ، وزيارة المقابر ، والصلاة على الجنائز ، والعبادات المتعدية كإطعام الطعام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم الناس الخير .
أيها المسلمون : في شهر رمضان يكثر المؤدون للصلاة وبخاصة صلاة النوافل كالرواتب والتراويح والقيام ، وهذا الإقبال فرصة للتنويع بين الأدعية والآثار والصفات الواردة في الصلاة ، فهناك العديد من أدعية الاستفتاح وهناك أنواع للتشهدات ، هذا فضلاً عن الأدعية الواردة في الركوع والسجود وختام الصلاة ومن اطلع على سبيل المثال على كتاب حصن المسلم وهو كتاب معروف ومتداول وجد مصداق ما ذكر آنفاً ، يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى : العبادات الواردة على وجوه متنوعة تفعل مرة على وجه ، ومرة على الوجه الآخر ، فهنا الرفع ورد إلى حذو المنكبين ، وورد إلى فروع الأذنين ، وكل سنة ، والأفضل أن تفعل هذا مرة وهذا مرة ليتحقق فعل السنة على الوجهين ، ولبقاء السنة حية ، لأنك لو أخذت بوجه وتركت الآخر مات الوجه الآخر ، فلا يمكن أن تبقى السنة حية إلا إذا كنا نعمل بهذا مرة وبهذا مرة ، ولأن الإنسان إذا عمل بهذا مرة ، وبهذا مرة صار قلبه حاضراً عند أداء السنة بخلاف ما إذا اعتاد الشيء دائماً فإنه يكون فاعلاً له كفعل الآلة عادة ، وهذا الشيء مشاهد ، ولهذا من لزم الاستفتاح بقوله " سبحانك الله وبحمدك " دائماً تجده من أول ما يكبر يشرع .. "سبحانك الله وبحمدك" من غير شعور لأنه اعتاد ذلك لكن لو كان يقول هذا مرة ، والثاني مرة صار منتبهاً ، ففي فعل العبادات الواردة على وجوه متنوعة فوائد :
1/ إتباع السنة ،، 2/ إحياء السنة ، 3 / حضور القلب .
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا يا رب العالمين .
الخطبة الثانية :
عباد الله : يقول الحسن البصري رحمه الله : إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه ، يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته ، فسبق قوم ففازوا ، وتخلف آخرون فخابوا ، فالعجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون

أيها المسلمون : إذا كان الأمر كذلك فلماذا نخسر رمضان؟ لماذا يمر علينا ولا نتزود منه بالتقوى ؟ لماذا يدخل ويخرج ولا نقاوم فيه الهوى ؟ ألم نعلم مزياه وندرك فضائله ؟ ألم نعلم أنه شهر التوبة والمغفرة ومحو السيئات ؟ ألم ندرك أنه شهر العتق من النار وموسم الخيرات ؟ ألم نعلم أن أوله شهر رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ؟ ألم نعلم أن فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ؟ فما بالنا عباد الله ترغم منا الأنوف ونخسر ولا نستفيد ؟ ما بالنا نصر على الإضاعة والتقصير والتفريط ؟
أيها المؤمنون : إننا على أبواب هذا الشهر الكريم فاستعد اخى الحبيب فما تزرعه اليوم تحصده غدا بما أودعناه من خير أو شر ، ، فلنر الله من أنفسنا خيرا ، والله الله أن يتكرر شريط التهاون والتسويف ، أو تستمر دواعي الكسل والتفريط ، فلقيا الشهر مرة أخرى غير مؤكدة ، ورحيل الإنسان منتظر في أية لحظة .
من يرد تلك الجنان *** فليدع عنه التوان
وليقم في ظلمة الليل *** إلى نور القرآن
وليصل صوماً بصوم *** إن هذا العيش فان
إنما العيش جوار الله *** في دار الأمان
عباد الله صلوا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه .
أشكركم اخوتى
ولكم تحياتى
ابوبسملة

__________________
كنتَ كبيرا
فصرتَ أصغر مما كنت أتوقع
هذا قدرك الحقيقى


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-07-2011, 01:11 PM
أحمد علي أحمد علي غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 2,325
معدل تقييم المستوى: 16
أحمد علي is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله كل خير يا أستاذ أبوبسملة علي الموضوع الرائع وجعله الله في ميزان حسناتك ولاتنسانا بدعواتك الكريمة
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-07-2011, 01:17 PM
الصورة الرمزية أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى
أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى غير متواجد حالياً
مستشار اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 12,514
معدل تقييم المستوى: 28
أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى is a jewel in the rough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد علي مشاهدة المشاركة
جزاك الله كل خير يا أستاذ أبوبسملة علي الموضوع الرائع وجعله الله في ميزان حسناتك ولاتنسانا بدعواتك الكريمة
شكرا جزيلا يا استاذ احمد
دايما منورنى ومنور مشاركاتى
لك كل تقدير واحترام
اخوك ابوبسملة
يسر الله امرك
وحقق لك ما تبغيه
ورزقك حسن الخاتمة
__________________
كنتَ كبيرا
فصرتَ أصغر مما كنت أتوقع
هذا قدرك الحقيقى


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26-07-2011, 06:09 PM
الصورة الرمزية لوجين20
لوجين20 لوجين20 غير متواجد حالياً
☆دراسات عليا☆
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
المشاركات: 4,386
معدل تقييم المستوى: 17
لوجين20 will become famous soon enough
افتراضي

ابو بسملة
سلمت يمينك

__________________
ان صمتي لا يعني جهلي بما يدور حولي
ولكن ما يدور حولي لا يستحق كلامي
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27-07-2011, 11:05 AM
أحمد علي أحمد علي غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 2,325
معدل تقييم المستوى: 16
أحمد علي is on a distinguished road
افتراضي

فين درس النهاردة يا أستاذ أبو بسملة . أنا متابعك
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27-07-2011, 12:03 PM
الصورة الرمزية مـــــلك
مـــــلك مـــــلك غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 4,231
معدل تقييم المستوى: 17
مـــــلك has a spectacular aura about
Icon111

موضوع هااااااااااااااااااااايل
ياأسطورة المنتدى
__________________
النار لاتحرق الا رجل واطيها
اللهم انى اشكو اليك ضعف قوتى و قلة حيلتى و هوانى على الناس انت رب المستضعفين و انت ربى
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27-07-2011, 03:02 PM
الصورة الرمزية أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى
أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى غير متواجد حالياً
مستشار اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 12,514
معدل تقييم المستوى: 28
أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى is a jewel in the rough
افتراضي دروس رمضانية الحلقة الثانية " 10 وسائل لاستقبال رمضان "

عشر وسائل لإستقبال رمضان

كيف نستقبل رمضان ؟ و ما هي الطرق السليمةلاستقبال هذا الشهر الكريم ؟ للاجابة على هذين السؤالين نقول إنه ينبغي للمسلم أنلا يفرط في مواسم الطاعات , وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها , قالالله تعالى : { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} الآية ( المطففين : 26 )
فاحرص أخي المسلم على استقبال رمضان بالطرق السليمة التالية :
1 الطريقة الأولى : الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان وأنت في صحةوعافية , حتى تنشط في عبادة الله تعالى , من صيام وقيام وذكر , فقد روي عن أنس بنمالك – رضي الله عنه – أنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ( رواه أحمد والطبراني ) . لطائفالمعارف . وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان , ثم يدعونه أن يتقبلهمنهم .
**
فإذا أهل هلال رمضان فادع الله وقل ( الله أكبر اللهم أهله علينابالأمن والإيمان والسلامة والإسلام , والتوفيق لما تحب وترضى ربي وربك الله ) [ رواه الترمذي , والدارمي , وصححه ابن حيان ]
2 الطريقة الثانية : الحمدوالشكر على بلوغه , قال النووي – رحمه الله – في كتاب الأذكار : ( اعلم أنه يستحبلمن تجددت له نعمة ظاهرة , أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكراً لله تعالى , أويثني بما هو أهله ) وإن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة , والعبادة فمجرددخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة هي نعمة عظيمة , تستحق الشكر والثناءعلى الله المنعم المتفضل بها , فالحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيمسلطانه .
3الطريقةالثالثة: الفرح والابتهاج , ثبت عن رسول الله صلى اللهعليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجئ شهر رمضان فيقول : ( جاءكم شهر رمضان , شهررمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبوابالجحيم ... الحديث . ( أخرجه أحمد ) .
وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول اللهصلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان , ويفرحون بقدومه , وأيفرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات , وتنزل الرحمات .
4الطريقةالرابعة : العزم والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضان , الكثيرون من الناس وللأسفالشديد حتى الملتزمين بهذا الدين يخططون تخطيطاً دقيقاً لأمور الدنيا , ولكن قليلونهم الذين يخططون لأمور الآخرة , وهذا ناتج عن عدم الإدراك لمهمة المؤمن في هذهالحياة, ونسيان أو تناسى أن للمسلم فرصاً كثيرة مع الله ومواعيد مهمة لتربية نفسهحتى تثبت على هذا الأمر ومن أمثلة هذا التخطيط للآخرة , التخطيط لاستغلال رمضان فيالطاعات والعبادات , فيضع المسلم له برنامجاً عملياً لاغتنام أيام وليالي رمضان فيطاعة الله تعالى , وهذه الرسالة التي بين يديك تساعدك على اغتنام رمضان في طاعةالله تعالى إن شاء الله تعالى
5الطريقة الخامسة : عقد العزم الصادق علىاغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة , فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعةويسر له سبل الخير , قال الله عز وجل : { فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراًلَهُمْ } [ محمد : 21}
6 الطريقة السادسة : العلم والفقه بأحكام رمضان , فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم , ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله علىالعباد , ومن ذلك صوم رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه قبل مجيئه , ليكون صومه صحيحاً مقبولاً عند الله تعالى : { فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْكُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } [ الأنبياء :7}
7الطريقةالسابعة : علينا أننستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب , والإقلاععنها وعدم العودة إليها , فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب ؟" قال اللهتعالى : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْتُفْلِحُونَ } [ النور : 31].
8 الطريقة الثامنة : التهيئة النفسية والروحيةمن خلال القراءة والاطلاع على الكتب والرسائل , وسماع الأشرطة الإسلامية من { المحاضرات والدروس } التي تبين فضائل الصوم وأحكامه حتى تتهيأ النفس للطاعة فيهفكان النبي صلى الله عليه وسلم يهيء نفوس أصحابه لاستغلال هذا الشهر , فيقول في آخريوم من شعبان : جاءكم شهر رمضان ... إلخ الحديث أخرجه أحمد والنسائي ( لطائفالمعارف ).
9الطريقة التاسعة : الإعداد الجيد للدعوة إلى الله فيه , منخلال :
1-
تحضير بعض الكلمات والتوجيهات تحضيراً جيداً لألقائها في مسجد الحي .
2-
توزيع الكتيبات والرسائل الوعظية والفقهية المتعلقة برمضان على المصلينوأهل الحي .
3-
إعداد ( هدية رمضان) وبإمكانك أن تستخدم في ذلك ( الظرف) بأن تضعفيه شريطين وكتيب , وتكتب عليه (هدية رمضان) .
4-
التذكير بالفقراء والمساكين , وبذل الصدقات والزكاة لهم .
10 الطريقة العاشرة : نستقبل رمضان بفتح صفحةبيضاء مشرقة مع
أ‌- الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة .
ب‌- الرسول صلىالله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر .
ج- مع الوالدينوالأقارب , والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة .
د- مع المجتمع الذي تعيشفيه حتى تكون عبداً صالحاً ونافعاً قال صلى الله عليه وسلم أفضل الناس أنفعهم للناس ) .
**
هكذا يستقبل المسلم رمضان استقبال الأرض العطشى للمطر واستقبالالمريض للطبيب المداوي , واستقبال الحبيب للغائب المنتظر. فاللهم بلغنا رمضانوتقبله منا إنك أنت السميع العليم .
__________________
كنتَ كبيرا
فصرتَ أصغر مما كنت أتوقع
هذا قدرك الحقيقى


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27-07-2011, 04:26 PM
أحمد علي أحمد علي غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 2,325
معدل تقييم المستوى: 16
أحمد علي is on a distinguished road
افتراضي

لك مني أجمل باقة ورد معطرة بالياسمين علي ذلك الموضوع المتميز . تحياتي لك
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27-07-2011, 04:43 PM
الصورة الرمزية سعاد اقتصاد منزلى
سعاد اقتصاد منزلى سعاد اقتصاد منزلى غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 564
معدل تقييم المستوى: 14
سعاد اقتصاد منزلى is on a distinguished road
افتراضي

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 27-07-2011, 07:47 PM
الصورة الرمزية أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى
أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى غير متواجد حالياً
مستشار اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 12,514
معدل تقييم المستوى: 28
أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى is a jewel in the rough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لوجين20 مشاهدة المشاركة
ابو بسملة

سلمت يمينك




أشكر بومبونية المنتدى
ههههههههههههههههههه
وجزاكى الله خيرا على مرورك العطر
ودايما منورانى فى صفحتى
لك تحياتى اخيك
ابوبسملة
__________________
كنتَ كبيرا
فصرتَ أصغر مما كنت أتوقع
هذا قدرك الحقيقى


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 27-07-2011, 07:49 PM
الصورة الرمزية أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى
أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى غير متواجد حالياً
مستشار اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 12,514
معدل تقييم المستوى: 28
أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى is a jewel in the rough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كنارة الحب الحزينة مشاهدة المشاركة
موضوع هااااااااااااااااااااايل


ياأسطورة المنتدى

كناريا وسندريلا كمان مرة تانى
بالفعل شكرا جزيلا على مروركم الذى يزيد صفحتى اشراقاااااااااااا
دمتى بخير
ودمتى مبدعة
وتسلم يداكى
وتسلمى انتى من كل سوء
وشكرا على هذا اللقب الجديد الذى اعتز به
تقبلى تحياتى
ابوبسملة
__________________
كنتَ كبيرا
فصرتَ أصغر مما كنت أتوقع
هذا قدرك الحقيقى


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 27-07-2011, 07:51 PM
الصورة الرمزية أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى
أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى غير متواجد حالياً
مستشار اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 12,514
معدل تقييم المستوى: 28
أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى is a jewel in the rough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد علي مشاهدة المشاركة
لك مني أجمل باقة ورد معطرة بالياسمين علي ذلك الموضوع المتميز . تحياتي لك
الأستاذ احمد
بارك الله فيك
وشكرا على مرورك الدائم معى
بارك الله فيك
واسف فى تأخير درس اليوم
دمت فى حفظ الرحمن وكنفه
ولك منى كل تقدير
__________________
كنتَ كبيرا
فصرتَ أصغر مما كنت أتوقع
هذا قدرك الحقيقى


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 27-07-2011, 07:52 PM
الصورة الرمزية أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى
أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى غير متواجد حالياً
مستشار اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 12,514
معدل تقييم المستوى: 28
أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى is a jewel in the rough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد اقتصاد منزلى مشاهدة المشاركة

شكرا أختى الفاضلة على مرورك الكريم
وجزاكى الله خيرا
ولك منى كل تقدير واحترام
__________________
كنتَ كبيرا
فصرتَ أصغر مما كنت أتوقع
هذا قدرك الحقيقى


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 28-07-2011, 01:15 PM
الصورة الرمزية أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى
أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى غير متواجد حالياً
مستشار اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 12,514
معدل تقييم المستوى: 28
أبوبسملة ياسر خليفة الطحاوى is a jewel in the rough
افتراضي دروس رمضانية " الحلقة الثالثة " رمضان شهر القرآن

رمضان شهر القرآن



رمضان شهر القرآن، ولذا تعظم في هذه الأيام الصلة بكتاب الله - جلَّ علا- تلاوةً واستماعاً وتدبُّراً وانتفاعاً، ونجد أن من المناسب أن نتحدث في هذا الموضوع العظيم، الذي نحتاج فيه إلى تأملٍ وتدبُّر، وإلى محاسبةٍ ومراجعة .


لأن هذا القرآن العظيم دستور الأمة ، الذي جعله الله - عز وجل - ضياءً لها يبدد لها كل الظلمات ، وجعله منهجاً لها يعصمها عن الانحرافات ، وجعله حياةً لقلوبها ، ونوراً لعقلوها ، وتقويماً لسلوكها ، وجعل فيه خير الدنيا ، ويكون به نعيم الآخرة بإذن الله –عزوجل -... يقول الحق - جلَّ وعلا - في هذه النعمة العظيمة والمنة الكبيرة { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيرا }.

إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم على إطلاق هذا اللفظ ، فهو يهدي للتي هي أقوم في شأن الفرد ، وفي شأن المجتمع والأمة، يهدي للتي هي أقوم في شأن الاقتصاد ، وفي شأن الحكم ، وفي شأن الحياة الاجتماعية ، وفي شأن الحياة التعليمية ، وفي كل ضربٍ من ضروب الحياة، يهدي للتي هي أقوم فيما يتصل بالقلوب ، وفيما يتصل بالعقول، وفيما يتصل بالألفاظ والكلمات، وفيما يتصل بالحركات والسَكَنَات، يهدي للتي هي أقوم في كل شيءٍ يتصل بالإنسان في هذه الحياة، يهدي للتي هي أقوم في التصورات التي يدرك بها المؤمنون قيمة الحياة وما وراء الحياة فهو كتاب هدايةٍ كاملةٍ شاملةٍ تامة تتناول أعماق القلوب ، وخفايا النفوس ، وواقع الحياة ومستقبل الأيام وما بعد هذه الحياة الدنيا كلها .
ويقول الحق - جل وعلا - في سياق المنة على هذه الأمة المحمدية : { وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين } هو شفاءٌ للأمراض والأسقام الحسيَّة المادية ، وهو شفاءٌ لأمراض القلوب وعلل النفوس وأخطاء الأهواء .
فهكذا جعله الله سبحانه وتعالى لمن آمن به واتصل به وتدبَّر معانيه وأخذ بأحكامه، وهو رحمة الله - سبحانه وتعالى - لهذه الأمة ، بل لهذه البشرية كلها لأنه - سبحانه وتعالى - هو العليم بخلقه { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } فهو العليم بخلقه ، أنزل لهم ما يصلح حياتهم من شرعه ، ولذلك كانت الرحمة العظمى بهذا القرآن العظيم كما أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فقال : ( ما من نبيٍ إلاَّ وأوتي ما على مثله آمن قومه وكان الذي أوتيته وحياً يُتلى إلى يوم القيامة ) .

معجزةٌ خالدةٌ على مدى الأزمان ، معجزةٌ محفوظةٌ بحفظ ربنا الرحمن : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } ويقول الحق - جلَّ وعلا - : { يا أيها الناس قد جاءكم برهانٌ من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبينا } .
القرآن هو النور والضياء الذي يكشف ظلمات الشبهات ، والذي يبدد بهرج الشهوات ، هو النور الذي تعرف به مقياس هذه الحياة ، وتعرف به القيم الربانية التي جعلها الله - عز وجل - في هذا الكتاب العظيم { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } . به تزن الناس، وبه تعرف تقويم الأشخاص ، والعمل به ينير لك كل أمرٍ يخفى عليك بعضه أو كله ، به تعرف أمر الله - جل وعلا - وحكمته في كل ما تحتاج إليه وقال الله -سبحانه وتعالى -: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء } .
هذا القرآن هو روح الأجساد .. فما قيمة الجسد إذا سُلبت منه الروح ، إن الجسد إذا فارقته الروح أنتن وأصبح جيفةً تعافها النفوس، وتوقف فلا حركة ولا انطلاق ولا عمل ولا إنتاج والقرآن حقيقةً هو حياة القلوب، إذا سُلب القرآن من القلب فإن الإنسان يغدوا ميتاً وإن كان يدبُّ دبيب الأحياء ، ويفتقد الحركة البصيرة .. لأنه حينئذٍ يخبط خبط عشواء ويتردى في الظلمات ، ويوغل في الشهوات والمحرمات ، ويغرق في الانحرافات ،ويغوص في الملذات ، فيُغشي ذلك على قلبه، ويعمي بصيرته ، ويطفئ نور الإيمان في نفسه ، فيغدوا حينئذٍ كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( قلبه كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلاَّ ما أُشرب من هواه ) .

إذاً هذا هو القرآن العظيم، في بعض ما وصف الله - جل وعلا - لنا فهو الهداية ، وهو كما أخبر - عز وجل – الشفاء ، وهو الرحمة ،وهو النور ، وهو الحياة .. فكيف يمكن لنا أن نحيا في هذه الدنيا بلا حياةٍ وبلا نورٍ وبلا رحمةٍ وبلا هدايةٍ وبلا شفاء ؟! إننا حينئذٍ نحكم على أنفسنا وعلى حياتنا بالتعاسة والشقاء ونحكم على واقعنا بالظلم والظَلْماء ، وهذا هو سر ما يتخبَّط فيه المسلمون بقدر ابتعادهم عن كتاب الله - جلَّ وعلا - .

لننظر أيها الاخوة الكرام - ونحن في شهر القرآن - إلى المصطفى – صلى الله عليه وسلم - كيف تلقَّى هذا القرآن ! وكيف كانت صلته به ! وكيف نقل ذلك إلى أصحابه الكرام - رضوان الله عليهم - أجمعين .
في صحيح البخاري ما يخبرنا به النبي - عليه الصلاة والسلام -عن أول نزول الوحي، عن اللحظة التي اتصلت فيها الأرض بالسماء ،عن أول شعاعٍ لتبديد الظَلْماء .
يخبرنا النبي - عليه الصلاة والسلام - أن جبريل جاءه وهو في غار حراء ، حيث كان يخلوا بنفسه يتأمل في ملكوت الله - جلَّ وعلا - حيث كان يخلوا بنفسه ، يتحنَّث الليالي ذوات العدد ، كما في حديث عائشة - رضي الله عنها - فجاءه جبريل - عليه الصلاة والسلام – فقال له : " اقرأ " فقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : ما أنا بقارئ - أي لا أعرف القراءة –قال: فأخذني فضمني فَغطَني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني أي أطلقني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ قال : فأخذني فغطني ثانيةً حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال لي اقرأ قلت ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: { اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم * الذي علَّم بالقلم * علم الإنسان مالم يعلم } .

فكان إشراق النور القرآني الرباني ،من كلام الله - سبحانه وتعالى - وهذا النزول الأول يدل على عظمة ما في هذا القرآن من رسالة ، وعلى عظمة ما فيه من دستور ، وعلى عظمة ما فيه من آدابٍ وأحكامٍ وتعليماتٍ وإرشادات ، ولذلك نزل على هذه الصورة من الشدة والقوة حتى يتهيأ قلب المصطفى – صلى الله عليه وسلم - لحمل هذا الكلام الرباني العظيم .. لحمل هذه الرسالة الخالدة التي يخالف بها الخلق أجمعين ، والتي يواجه بها جميعاً الكفار والمعتدين ، هكذا كان كما قال الله -عز وجل - :{ يا يحيى خذ الكتاب بقوة } فليس أمر القرآن هيناً سهلاً حتى نتهاون فيه .
هكذا بذرت البذرة الأولى في رسول الله – صلى الله عليه وسلم - مَن قَدَح في قلبه التعلق بالقرآن فإذا به من شدة لهفته ، ومن عظيم حرصه عليه الصلاة والسلام إذا نزل عليه الوحي ، ونزل عليه جبريل بالقرآن يسابق الوحي بتَرداد الآيات رغبةً في حفظه وضبطه ، وتعلقاً به من أعماق قلبه ، حتى نزل قوله -جل وعلا -: { لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه } ثم إن النبي – صلى الله عليه وسلم - لم يكتفي بذلك التلَقِّي ، وإنما كان ينشر هذا القرآن فيتلوه في الصلوات ، ويعلمه للصحابة ، كما قال ابن مسعودٍ - رضي الله عنه – " حفظت من فم رسول الله – صلى الله عليه وسلم - سبعين سورةً من القرآن " .

النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام - قائد الأمة والذي كانت عنده المهمات العظيمة . كان يجعل من وقته جزءاً يعلم فيه أصحابه كتاب الله - جل وعلا - ثم إن تعلقه العظيم بهذا القرآن لم يقتصر فيه على هذا ، وإنما كان يحب أن يستمع القرآن، لقد امتلاء به قلبه ونطق به لسانه فأراد أن يشنِّف به آذانه - عليه الصلاة والسلام - .

روى أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم - لقيه وقال له : ( لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود ) كان يأتي وينصت إلى قراءة أبي موسى ، لأنه كان حسن الصوت ، جيد التلاوة . وفي بعض الروايات قال أبو موسى : " أما إني لو علمت أنك تسمعني لحبَّرته لك تحبيرا " - أي لزدت في الإتقان وفي حسن الصوت وجمال التلاوة - .
ثم هاهو النبي – صلى الله عليه وسلم - يلقى ابن مسعود فيقول له : ( اقرأ عليَّ القرآن ) فيقول : أقرأ عليك وعليك أُنزل يا رسول الله ؟ قال : (نعم فإني أحب أن أسمعه من غيري ) فقرأ عليه ابن مسعود من أول النساء حتى إذا بلغ قول الحق - جل وعـلا- { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا * يومئذٍ يودُ الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوَّى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا } قال ابن مسعود : فقال لي : ( حسبك .. حسبك ) فنظرت فإذا عيناه – صلى الله عليه وسلم - تذرفان بالدموع . وفي حديثٍ آخر أن النبي – صلى الله عليه وسلم - لقي أبيَّ ابن كعبٍ فقال له : إني أمرت أن أقرأ عليك قل يا أيها الكافرون . قال أو قد سمَّاني الله لك . قـال : نعم فبكى أبيّ ابن كعب من هذه الفضيلة العظيمة ، وهذا الشرف العظيم الذي كان له بفضل الله - جل وعلا - ثم بفضل ما حمل من القرآن وأتقن منه .

هكذا كان النبي – صلى الله عليه وسلم -متعلقاً في التلقي ، يعلِّم أصحابه .. يسمع منهم ، يتدارسه معهم ، يحيي به هذه الحياة كلها. ثم إن النبي - عليه الصلاة والسلام - ربط أصحابه والأمة من بعدهم بهذا القرآن ربطاً وثيقاً قويا، حتى لا تنفصم عرى صلتهم به ، وحتى لا يضعف تلقِّيهم له ، فلذلك جعل الخيرية المطلقة في هذه الأمة مرتبطةً بكتاب الله - عز وجل- كما في صحيح البخاري من حديث عثمان ابن عفان – رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال : ( خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه ) .
خير هذه الأمة من كان مشتغلاً بالقرآن، وإن كان عظيما، وإن كان ذا جاهٍ أو سلطان ، فسنذكر من سيرة الأصحاب - رضوان الله عليهم - أن شرف هذه الخيرية ما شغلهم عنه شاغل، ولا صرفهم عنه صارف ، وإن قادوا الجيوش، وإن حكموا الديار والبلاد فإن ارتباطهم بالقرآن ، وحرصهم على هذه الفضيلة العظيمة ، ما قعد بهم عنها شيءٌ مطلقـا، ثم إن النبي – صلى الله عليه وسلم - جعل التقديم في أعظم أمرٍ من أمور هذا الدين مرتبطاً بالقرآن العظيم، أعظم ركنٍ بعد الشهادتين ركن إقام الصلاة قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله ) ولذلك جُعلت هذه الفضيلة شرفاً، وجُعلت خصيصةً ، وجُعلت حكماً فقهياً يُقدَّم به الأولى في حفظ كتاب الله - جل وعلا - حتى ترتبط الأمة بكل ما يتعلق به الأجر والثواب ، وكل ما يتعلق به الشرف في هذه الحياة الدنيا بالنسبة لهذا الدين، ثم إن النبي – صلى الله عليه وسلم- ربط الأمر في أعظم أمور الدنيا وهي أمور الولايات أيضا بالقرآن وفَهمه وتلقِّيه .

ورد في صحيح مسلم أن عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه- لقي أميره أو واليه على مكة في موسم الحج فقال: من خلَّفت على أهل مكة ؟ قال: خلَّفتُ فيهم ابن أبزا . قال: ومن ابن أبزا هذا؟ قال : مولى من موالينا- أي كان أصله من العبيد والرقيق - فقال عمر – رضي الله عنه - : خلَّفت على أمر مكة مولى - أي ما وجدت غيره كأنه لم يرضى ذلك أول الأمر - فقال له : يا أمير المؤمنين إنه ... وبدأ يسرد له قائمة المؤهِلات والشهادات ، فلم يذكر إلاَّ شيئاً واحدا أنه قارئٌ لكتاب الله تعالى . فقال عمر - مؤيِداً ومؤكداً ومدللاً على صحة هذا النهج - : أما إني سمعت نبيكم – صلى الله عليه وسلم- يقول : ( إن هذا الله يرفع بهذا القرآن أقواماً ويضع به آخرين ) .
فالرفعة في الحياة الدنيا، والرفعة في أمور الدين مرتبطة بهذا القرآن العظيم .

ثم إن النبي – صلى الله عليه وسلم- في أمور الحياة العادية التي مرَّت به بين أصحابه بيَّن لهم الفضيلة والعظمة في هذا القرآن، ففي الحياة الاجتماعية يأتينا المثل الذي ورد في الصحيحين وغيرهما عن المرأة التي جاءت تهب نفسها للنبي – صلى الله عليه وسلم- ليتزوجها والنبي جالسٌ في بعض أصحابه ، ولم يكن للنبي - عليه الصلاة والسلام - بها حاجة فظلَّت المرأة واقفة والنبي – صلى الله عليه وسلم- ساكتٌ .ثم قام رجلٌ من الناس وقال : يا رسول الله زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجة ، فقال - عليه الصلاة والسلام - : التمس شيئاً - يعني تقدِّمه مهراً لهذه المرأة - فذهب فقال: يا رسول الله لا أجد شيئاً فقال له - عليه الصلاة والسلام - : التمس ولو خاتماً من حديد قال : يا رسول الله ولا خاتماً من حديد - ليس عنده شيءٌ - أبدا فسكت النبي – صلى الله عليه وسلم - حتى انصرف الرجل ثم قـال : ردُّوه عليَّ فقال : هل معك شيءٌ من القرآن قال: نعم معي سورة كذا وكذا . فقال -عليه الصلاة والسلام- : زوجتكها على ما معك من القرآن . فكان مهرها أن يعلمها كتاب الله - جل وعلا -.
وحتى عند الوفاة والموت كان النبي يعلِّم الأمة التقديم بهذا القرآن فقد ورد أنه - عليه الصلاة والسلام -عندما انجلت معركة أحد وجاء يدفن شهداء الصحابة، كان يضع الرجلين والثلاثة في القبر الواحد . فإذا جيء بهم سأل: أيهم كان أقرأ للقرآن؟ فإذا دُلَّ عليه قدَّمه في اللحد والقبر، ليُعلِّم الأمة ويربطها بهذا القرآن وفضيلته وشرفه .فأي شيءٍ انعكس على الصحابة حينئذٍ ! وأي أمرٍ ظهر في حياتهم من أثر القدوة في سيرته - عليه الصلاة والسلام - ومن أثر هذه التوجيهات التي تشدُّ القلوب ، وتربطها بالقرآن، وتجعل مسيرة الحياة كلها تبعٌ لهذا القرآن.

انظر إلى صحب محمد – صلى الله عليه وسلم- كيف كانت صلتهم به في ملامح سريعة، وفي ومضات قليلة، هذا عبد الرحمن السُلَمي يحكي سيرة الأصحاب - رضوان الله عليهم - يقول : كان الذين يعلموننا القرآن من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لا يتجاوزون بنا العشر من الآيات حتى نعلم ما فيها من العلم والعمل فتعلَّمنا العلم والعمل جميعا .

هذه المنهجية التي تربَّى عليها الأصحاب الكرام، والتي نقلوها للتابعين من بعدهم آياتٌ تُتلى ، وتفسيرٌ يُروى ، وعملٌ يُحكى في واقع الحياة . هكذا كانوا ولذلك يقول أنس – رضي الله عنه - : كان الرجل إذا حفظ البقرة وآل عمران جدَّ في أعيننا - أي صار في أعيننا عظيماً شريفاً- لا لجاهٍ ولا لمالٍ ولا لسلطانٍ وإنما بما يجمع من كتاب الله عز وجل بما يتقدَّم في هذا الشرف العظيم .

ولذلك أيضاً كان من سيرة الصحابة أنهم طبَّقوا هذا المنهج ، فهذا أبو موسى الأشعري أحد كبار الولاة الذين ولاَّهم عمر – رضي الله عنه - على البصرة وفي بلاد العراق . يروي عنه أصحابه وهو أميرٌ يمارس الحكم والقضاء بين الناس أنه كان يجلس في مسجد المدينة يُقرأ القرآن أربعين سنة، أربعون سنة والحاكم معلِّمٌ لكتاب الله عز وجل ! أربعون سنة والصحابي الجليل ما نسي قولـة النـــبي – صلى الله عليه وسلم- : ( إنك أوتيت مزماراً من مزامير آل داود ) . ما شغلهم عن ذلك شاغل، ولذلك كانوا وقَّافين عند حدود الله عز وجل فهذا عيينة ابن حِسنٍ الفزاري يأتي إلى ابن أخيه الحُرِ بن قيس ويقول له : إن لك عند هذا الرجل - أي عمر- رضي الله عنه مكاناً فاستأذن لي عليه ، فيستأذن له على عمر وكان عيينة شديداً جافياً غليظا فدخل على عمر وقال هيه يا ابن الخطَّاب والله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل، كلماتٍ قاسية جافية مُباعدةٍ للحق، فغضب عمر - رضي الله عنه - وهمَّ أن يبطش به ، وحسبك ببطش عمر بطشا فقال الحر بن قيس : يا أمير المؤمنين إن الله أمر نبيه – صلى الله عليه وسلم- فقال: { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } وإن هذا من الجاهلين . قال الحر بن قيس : فوا الله ما تجاوزها عمر – رضي الله عنه - وكان وقاَّفاً عند حدود كتاب الله -جل وعلا- هكذا كانت الآية تردُّهم عن الفعل الذي يُقدمون عليه وتنهضهم عن الفعل الذي يُقصِّرون فيه . كان القرآن يحدو حياتهم ويسيِّر مسيرتهم ولذلك انطلقوا بهذا القرآن أعظم انطلاق كما ورد في الحديث عن البراء – رضي الله عنه - أنه قال: - لنرى كيف كانت قلوب الصحابة وتعلُّقهم بالقرآن - كان رجلٌ يقرأ سورة الكهف، وفرسه إلى جواره مربوطةٌ ، فلما قرأ القرآن نزلت سحابة فتغشته وأضلته - أي اقتربت منه - فجعل فَرَسُه ينفر منها فسكت ، ثم أخـبر النبي – صلى الله عليه وسلم- فقال : ( تلك الملائكة تنـزَّلت تستمع لقراءتك ) وفي غير الصحيح - أي في غير صحيح البخاري - أن هذا القارئ كان أسيد ابن حضير – رضي الله عنه - وأنه سكت فسكنت ، ثم قرأ فتحرَّكت ثم سكت فسكنت فقال النبي – صلى الله عليه وسلم- : ( تلك الملائكة تنزلت تستمع لقراءتك ولو قرأت لأصبحت والناس يرونها في الطرقات ) . هكذا كان صحب النبي – صلى الله عليه وسلم- .

وانظر إلى الصور العظيمة ، التي تبين لك أن القرآن كان هو روح هذه الحياة في عصر الصحابة - رضوان الله عليهم - هذا الخبر في صحيح البخاري عن الأشعريين قومِ أبي موسى - رضي الله عنه - قومِ الذي أوتي مزماراً من مزامير آل داود ، يخبر عنهم الراوي أنهم كانوا إذا نزلوا المدينة ، علم الناس الذين لم يرون قدومهم . قال : إني أعلم قدوم الأشعريين ومنازلهم بالمدينة ولمَّا أرهم، كيف يعرف أنهم جاءوا ولم يرهم ولم يسمع بذلك ؟ قـال : كانوا يدوّوُن بالقرآن كدويِّ النحل في الليل . فعلامتهم التي يعرف الناس قدومهم بها إذا جاءوا من بلادهم اليمن ونزلوا المدينة ليلقوا النبي – صلى الله عليه وسلم- يعرف الناس قدومهم بهذه التلاوات التي يضجون بها في الليل يحيون بها ليلهم ويعبدون بها ربهم .

وجاء المبعوث من سعد ابن أبي وقَّاصٍ - رضي الله عنه - إلى عمر الفاروق يبشِّره بفتح القادسية وجاء له بخطابٍ من سعد يقول له -في شأن من استشهد من المسلمين- : مات فلانٌ وفلانٌ من الناس ممن لا تعلمهم ، والله بهم عالم كانوا يدوّوُن بالقرآن في الليل كدويِّ النحل، أين هذا ؟! في أوقات المعارك عند اهتدام القتال وعند تلاحم الصفوف !
كانت حياتهم بالقرآن واستعانتهم به بعد الله -جل وعلا - ليَنْشَطوا وليتذكروا كلام الله -جل وعلا - وكان قوَّاد جيوش المسلمين يجعلون لكل كتيبةٍ قارئا، فإذا حمي الوطيس كان يقرأ سورة الأنفال لتحيا معاني الإيمان في القلوب ولتشتدَّ الحمية لهذا الدين في النفوس .

هذه صورةٌ لِما كان عليه مجتمع الصحابة - رضوان الله عليهم - لنرى ما نحن فيه وما كانوا عليه ونٍسأل الله - عز وجل- أن يلحقنا بهم، وأن يجعلنا مقتدين على آثارهم ونسأله أن يجعلنا ممن يرتبطون بالقرآن تلاوةً وتدبراً وعملاً ودعوة إليه أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية
أما بعد أيها الاخوة المؤمنون :
أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله ؛ فإن تقوى الله أعظم زادٍ يقبل به العبد على مولاه وأن منبع التقوى كتاب الله جل وعلا فتزودوا منه فإن خير الزاد التقوى .
لننظر - أيها الاخوة - في هذه الوقفة الوجيزة عن صلتنا وواقعنا مع كتاب ربنا في هذه الأوقات .
لننظر ما خاطبنا الله -عز وجل - به وما أمرنا به وكيف حالنا مع كتاب ربنا ، وإنها لفرصةٌ أن نتذاكر هذه المعاني في هذه الأوقات الفاضلة في شهر رمضان ، شهر القرآن لنؤكد هذه المعاني في واقع حياتنا العملية ، علَّها أن تكون عوناً لنا على أن نثبت عليها وأن نمضي في إثرها لا نرجع عنها ولا نتوقف فيها بإذن الله عزوجل .
هذا الأمر القرآني الرباني للرسول الكريم ولأمته من بعده { وأمرت أن أكون من المسلمين * وأن أتلو القرآن } أول أمرٍ تلاوة هذا القرآن، وقد يقول بعض الناس إنهم لا يحسنون التلاوة فنقول إن الله -جل وعل-ا قال : { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدَّكر } ثم ما عليك - يا أخي - ألست تُفرِّغ جزءً من وقتك لعملك الذي تكسب به رزقك ؟ ألست تفرِّغ جزءً من وقتك لأهلك لتقضي حوائجهم ؟ ألست تفرِّغ جزءً من وقتك لأصحابك لتزورهم وتأنس بهم ؟ ألست تفرِّغ جزءً من وقتك لأشياء وأشياء وأشياء كثيرة ؟! أفتفريغ الوقت لتلاوة القرآن الكريم ولتعلمه يكون أهون عليك من كل هذه الأمور العارضة ؟ استمع إلى حديث النبي – صلى الله عليه وسلم- الذي يرويه عقبة ابن عامر يقول فيه:جاء إلينا النبي – صلى الله عليه وسلم - ونحن في الصفَّة - أهل الصفَّة الذين كانوا يلازمون مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم- وكانوا من الفقراء - فأراد النبي – صلى الله عليه وسلم- أن يبين لهم الغنى ، وأن يدلهم على طريق الغنائم ، فقال لهم النبي – صلى الله عليه وسلم- : ( أيكم يحب أن يغدوا كل يومٍ إلى بُطحان - وهو واديٍ في طرف المدينة - أو العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين من غير إثمٍ ولا قطيعة رحم ) .
أيكم يحب أن يذهب مسافة قصيرة ويأخذ ناقتين سمينتين عظيمتين من غير إثم ؟ فلا هو سارق ولا قطيعة رحم . ليست لغيره ولا شيء وكانت الإبل هي رأس مال العرب مَن كانت تقدَّر ثرواتهم بعدد ما يملكون من الإبل، وهؤلاء فقراء ( أيكم يحب أن يغدوا إلى بُطحان أو العقيق فيأخذ ناقتين كوماوين من غير إثمٍ ولا قطيعة رحم ) قالوا : كلنا يحب ذلك يا رسول الله - من لا يحب هذا الثواب وهذه الغنائم - قال : ( فلأن يغدوا أحدكم إلى المسجد كل يومٍ فيتعلم آيتين من كتاب الله عز وجل خيرٌ له من ناقتين كوماوين وثلاثٌ خيرٌ من ثلاث وأربعٌ خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل ) . انظر إلى هذا فكيف تضيع هذا الأجر وتفوِّت تحقيق الأمر الذي أُمرت به كما أُمر به النبي – صلى الله عليه وسلم- وهو أمر تلاوة القرآن . هل تلقى في ذلك مشقَّة ؟هل تجد فيه صعوبة ؟ خذ بشارة النبي – صلى الله عليه وسلم- في حديث عائشة في الصحيح ( الذي يقرأ القرآن وهو ماهرٌ به - أي متقنٌ له - مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) .

فأنت في غنيمة هنا أو هناك كيفما كان الحال، فينبغي أن تحرص على أن تؤدي هذا الأمر وهو أمر الصلة بكتاب الله عز وجل بتلاوة القرآن . واستمع الى الحديث الذي رواه الترمذي في سننه عن النــبي – صلى الله عليه وسلم- : ( من قرأ القرآن فله بكل حرفٍ يقرأه حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن ألفٌ حرف ولامٌ حرف وميم حرف ) فأي آيةٍ تقرأها فعدَّ ما فيها من الحروف واحسب الحسنات وضاعفها إلى العشرات بل لا تحسب شياً فإن الله -عز وجل - يعطي عطاءً عظيماً.

والأمر الثاني يقول الله - جل وعلا – { وهذا كتاب أنزلنه مباركٌ ليدَّبَّروا آياته وليتذكَّر أولـوا الألبـاب } فما نزل هذا القرآن لنهذَّ به هذَّاء الشعر ، كما قال ابن مسعود في صحيح مسلم : " لا تهذُّوا القرآن هذَّاء كهذِّ الشعر، ولا يكن همُّ أحدكم آخر السورة " كما قد نفعل اليوم فنقرأ حتى تختلط الحروف ونسرع حتى ننتهي في أقلِّ وقت، كلا ! بل لا بدَّ أن يكون لنا حظٌ من التدبُّر فإن الله - جل وعلا - أنزل هذا الكتاب للتدبُّر ونعى على من لا يتدبَّرُ فيه فقال جل وعلا : { أفلا يتدبَّرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها } { أفلا يتدبَّرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا } وبعد التدبُّر - الذي هو التفَّهم وإدراك المعاني ومعرفة الأحكام والوقوف على الآداب - يأتي الأمر الأهم وهو العمل بهذا القرآن ، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو داود في سننه : ( من قرأ القرآن وعمل بما فيه أُلبس والده تاجاً يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيهم ) فما ظنُّكم بالذي عمل بهذا ! .


وأهل الله هم أهل القرآن الذي كانوا يعملون به في الدنيا كما ورد في الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم- فإنما جاء هذا القرآن ليُطبَّق ولينفَّذ في واقع الحياة ، وكانت عائشة قد أوجزت إيجازاً بليغاً عظيماً عندما قالت عن النبي – صلى الله عليه وسلم- : "كان خلقه القرآن " كنت ترى القرآن في حياته كلها بألفاظه، وكلماته ، وأفعاله ، وجهاده ، ومعاملته لأهله ، وفي كل شيءٍ من الشؤون.

وهكذا ينبغي أن يكون المؤمنون عاملون بكتاب الله سبحانه وتعالى ومَن كان على هذا فإنه بإذن الله -عز وجل - ينال الطمأنينة والسكينة واللذَّة والسعادة في هذه الحياة الدنيا، فيشرق قلبه بأنوار الإيمان، ويشيع في نفسه أثر القرآن ، وهكذا ينال هذه السكينة في هذه الحياة الدنيا ، ثم يكون مآله يوم القيامة كما ورد في الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم- : ( يقال للقارئ القرآن يوم القيامة اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر تقرؤها ) رواه الترمذي بسندٍ صحيح .
وكذلك يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- في جمعٍ نحتاج إلى تذكُّره في هذه الأيام يقول : ( الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما يوم القيامة يقول القرآن أسهرته في الليالي ويقول الصيام أظمأته في الهواجر ) فكيف بنا لا نجمع بين هذين الخيرين !نريد أن نبقى مع القرآن في رمضان على هذا النحو ، وكذلك بعد رمضان أن نديم التلاوة وأن نجتهد في الفهم والتدبُّر ومعرفة معاني الآيات وتفسيرها وأن نحرص غاية الحرص على العمل بموجب كتاب الله عز وجل .

إنه لا ينبغي أن يكون بين حياتنا وبين هذا الكتاب الكريم تصادمٌ ، ولا معارضةٌ ، ولا مخالفة كما هو حال كثيرٍ من المسلمين - إلاَّ مَن رحم الله - في كل الأمور نجد أن القرآن ينادي وأن الآيــات تتلى { قل للمؤمنين يغضُّوا من أبصارهم } { وقرن في بيوتكن ولا تبرَّجن تبرُّج الجاهلية الأولى } فأين هذا في واقع الحياة ؟ انظر إلى الأوامر القرآنية ، انظر إلى التوجيهات الربَّانية ، وانظر إلى واقع الأمة الإسلامية . فكلما كان البون شاسعاً فكلما كان الاختلاف كبيراً كلما كانت البلايا والرزايا والمشكلات والمعضلات وكلما كان الأمر هيناً ، وكلما كان التقارب عظيماً والانطباق كاملاً وتاماً كلما تحققت أسباب النصر وتنـزَّل الخير من عند الله عز وجـل .

ولنحذر مما قال الله - عز وجل - على لسان رسوله – صلى الله عليه وسلم- { وقال الرسول يا ربِ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا } هجران القرآن خرابٌ للقلوب ، والنبي – صلى الله عليه وسلم- قد قال : ( إن الذي ليس في جوفه شيءٌ من القرآن كالبيت الخرب ) ، كبيت الخرابة لا نفع فيها، ولا نظر إليها، ولا اهتمام بها ولا فائدة منها مطلقاً ، ولذلك يخبرنا النبي – صلى الله عليه وسلم- عن حال ما يقع بعده كما في حديث عمران ابن حصين – رضي الله عنه - أن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال : ( مَن قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيأتي أقوامٌ يقرءون القرآن يسألون به الناس ) . رواه الترمذي وقال حديث حسن،
فلم يعد القرآن مبتغاهم به معرفة أمر الله وطلب رضوان الله والحرص على ثواب الله ، بل صرفوا ذلك إلى أشياء أخرى وإلى تبريرات ، وإلى جعل القرآن مطـيَّةً للأهواء ومطـيَّةً لما يُراد من الأحكام ذلك كل هو أعظم انحرافٍ عن كتاب الله عز وجل .

فالله الله في كتاب الله ، والله الله في القرآن الله الله في هذه الأيام المباركة والليالي العاطرة أن نحيي قلوبنا بالقرآن أن نديم التلاوة ، وأن نحرص على التدبُّر وأن نجتهد في العمل ، وأن نُشيع أخلاق القرآن فيما بيننا وأن نتواصى ونتعاهد أن نجدِّدَّ سيرة أسلافنا، وأن نحكي ما كان عليه الصحابة - رضوان الله عليهم - فنقدِّم مَن قُـدِّم بالقرآن ونُجلَّ مَن أُجلَّ بالقرآن ونجعل لأهل القرآن منـزلتهم ونسعى إلى أن نحقق حياة القرآن ، وحكم القرآن ، وأخلاق القرآن ، وآداب القرآن في نفوسنا وفي أسرنا أولاً ، ثم بعد ذلك أن نُشيع ذلك فيمن حولنا من جيراننا وأقربائنا وسائر مجتمعنا .

__________________
كنتَ كبيرا
فصرتَ أصغر مما كنت أتوقع
هذا قدرك الحقيقى


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 28-07-2011, 01:48 PM
أحمد علي أحمد علي غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 2,325
معدل تقييم المستوى: 16
أحمد علي is on a distinguished road
افتراضي

أنا لما بأدخل صفحتك يا أستاذ أبو بسملة بأستنشق رائحة المسك والعنبر فيها وبأتعطر منها . بارك الله فيك . تقبل تحياتي
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:16 AM.