اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد نبينا .. للخير ينادينا

محمد نبينا .. للخير ينادينا سيرة الحبيب المصطفى بكل لغات العالم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-12-2016, 06:40 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New صور من طفولة النبي محمد صلى الله عليه وسلم


الحمد لله الذي أطلع للإسلام في شهر ربيعٍ الأول سعدَه، ونظم فيه للهُدى عِقدَه؛ حيث أبرز للوجود نبيَّه وعبدَه، وأفاض عليه من الكمالات ما لا يمكن لحاسب أن يعُدَّه، وحلَّاه بالرسالة فبذل في أدائِها جهدَه، أضاء الوجود بالدعوة إلى الله وحدَه، أحمدُه أن جعل أمَّتنا آخر الأمم وخير أمَّة، وبعث فينا رسولًا منا يتلو علينا آياته ويُزكِّينا ويُعلِّمنا الكتاب والحِكمَة، أحمدُه على نعمِه الجمَّة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تكون لمن اعتصم بها خير عصمَة، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أرسله للعالمين رحمة، فدعا إلى كلمة التوحيد وتوحيد الكلمَة، فكشف الله به الغمَّة، ومحا بنور سُنَّته الظُّلمة، صلى الله عليه صلاة تكون لنا طريقًا إلى الجنة، وسلم تسليمًا كثيرًا على آله وصحبه.

أما بعد، فاتقوا الله عباد الله، وتمسَّكوا بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم، وعَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أما بعد:
فيا أخي المسلم، نعيش مع طفولةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لنُلقي الضوء على بعض منها؛ لنرى عناية الله تعالى بنبيه صلى الله عليه وسلم، ونرى بعض المشاهد التي نتعلَّم من خلالها الدروس والعبر.

حادثة شق الصدر:
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام ذات يوم وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصَرَعه[1]، فشقَّ عن قلبه، فاستخرج القلب، ثم شق القلب فاستخرج منه عَلَقة[2]، فقال: هذا حظُّ الشيطان منك، ثم غسَله في طستٍ من ذهب بماء زمزم، ثم لَأَمَه[3] وأعاده في مكانه، وجعل الغلمان يَسْعَون إلى أمه - يعني ظئره[4] - فقالوا: إن محمدًا قد قُتِل، فجاؤوا وهو منتقعُ اللون، فقال أنسٌ: فلقد كنتُ أرى أثرَ المِخْيَط[5] في صدره[6].
وقالت حليمة: "فبينما هو يلعبُ خلف البيوت هو وأخوه من الرضاعة في بُهْمٍ له (النبي عليه الصلاة والسلام نشأ مع الغنم منذ صغره، يلعب مع البُهْم)؛ إذ أتى أخوه يشتدُّ [جاءنا أخوه الذي كان يلعب معه، وأنا وأبوه في البُدْن (مع الجِمال)]، فقال: إن أخي القُرَشي أتاه رجلانِ عليهما ثيابٌ بِيض، فأخذاه وأضجعاه فشقَّا بطنه، فخرجتُ أنا وأبوه نشتدُّ (لإدراك الغلام الذي شُقَّ بطنه)، فوجدناه قائمًا قد انتقع لونه - تغيَّر - فلما رآنا أجهش إلينا وبكى، قالت: فالتزَمْتُه أنا وأبوه، فضمَمناه إلينا، فقلنا: ما لك بأبي أنتَ؟ فقال: أتاني رجلانِ وأضجعاني فشقَّا بطني وصنعا به شيئًا ثم ردَّاه كما هو، فقال أبوه: والله، ما أرى ابني إلا وقد أُصيب (أي: حدث له شيء مكروه)، الحَقي بأهلِه فرُدِّيه إليهم قبل أن يظهر له ما نتخوَّف منه، قالت: فاحتملناه فقَدِمنا به على أمه، فلما رأَتْنا أنكرَتْ شأنَنا (لأنهم ألحُّوا عليها، وطلبوا منها في البداية ولما سمحت لهم رجعوا بعد ثلاثة أو أربعة أشهر بهذه السرعة)، وقالت: ما أرجعكما به قبل أن أسألَكماه وقد كنتُما حريصينِ على حبسه؟ فقلنا: لا شيء إلا أن قد قضى الله رضاعه وسرَّنا ما نراه، وكنا نؤويه كما تحبون أحب إلينا (فما اقتنعت آمنة)، فقالت: إن لكما شأنًا، فأخبراني ما هو؟ فلم تَدَعْنا حتى أخبرناها (لما رأى الصبي الآخر من قدوم اثنين وشقِّ صدره وبطنه وصنعا به شيئًا وردَّاه كما هو)، فقالت: كلَّا والله، لا يصنع الله ذلك به، إن لابني شأنًا، أفلا أُخبِرُكما خبرَه؟ إني حملتُ به، فوالله ما حملتُ حملًا قط كان أخفَّ عليَّ منه، ولا أيسرَ منه، ثم أُرِيتُ حين حملتُه أنه خرج مني نورٌ أضاء منه أعناق الإبل ببُصْرى (قصور بُصْرى البعيدة عن مكة، نور عظيم أضاء أعناق الإبل ببصرى)، ثم وضعتُه حين وضعتُه، فوالله ما وقع كما يقع الصبيان، لقد وقع معتمدًا بيديه على الأرض، رافعًا رأسه إلى السماء، فدعاه عنكما، فقبضَتْه وانطلقنا"[7].

ما يستفاد من حادثة شق الصدر:
تعد حادثة شق الصدر - التي حصلت له عليه الصلاة والسلام أثناء وجوده في مضارب بني سعد - من إرهاصات النبوة ودلائل اختيار الله إياه لأمر جليل[8].

وقد روى الإمام مسلم في صحيحِه حادثة شق الصدر في صغره، فعن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصَرَعه فشقَّ عن قلبه فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طستٍ من ذهب بماء زمزم، ثم لَأَمه[9]، ثم أعاده في مكانِه، وجاء الغلمان يَسْعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا: إن محمدًا قد قُتل، فاستقبلوه وهو مُنتقِع اللون، قال أنس: وقد كنتُ أرى أثر المِخْيَط في صدره[10].

ولا شك أن التطهير من حظِّ الشيطان هو إرهاصٌ مبكِّر للنبوة، وإعدادٌ للعصمة من الشر وعبادةِ غير الله، فلا يحلُّ في قلبه إلا التوحيدُ الخالص، وقد دلَّت أحداث صباه على تحقُّق ذلك؛ فلم يرتكب إثمًا، ولم يسجد لصنم[11]، رغم انتشار ذلك في قريش[12].

وتحدَّث الدكتور البوطي عن الحكمة في ذلك، فقال: يبدو أن الحكمة في ذلك إعلان أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وتهيؤه للعصمة والوحي منذ صغره بوسائل مادية؛ ليكون ذلك أقرب إلى إيمان الناس به وتصديقهم برسالته، إنها إذًا عملية تطهير معنوي، ولكنها اتخذت هذا الشكل المادي الحسي، ليكون فيه ذلك الإعلان الإلهي بين أسماع الناس وأبصارهم[13].

إن إخراج العَلَقة منه تطهيرٌ للرسول صلى الله عليه وسلم من حالات الصبا اللاهية العابثة المستهترة، واتِّصافه بصفات الجد والحزم والاتزان، وغيرها من صفات الرجولة الصادقة، كما تدلنا على عناية الله به وحفظه له، وأنه ليس للشيطان عليه سبيل[14].

صيانة الله لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو غلام:
روى محمد بن إسحاق قال: حدثني بعض أصحابنا: أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال: ((لقد رأيتُني وأنا غلامٌ يفع بمكة مع غلمان قريش، نحمل حجارة على أعناقنا، وقد حملنا أُزُرَنا فوطأنا على رقابنا؛ إذ دفعني دافع ما أراه، وقال: اشددْ عليك إزارك، فشددت إزاري))، وهذا من نذر الصيانة ليكون عليها ناشئًا، ولها آلفًا[15].

صيانة الله لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو يافع:
وروى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول: ((ما هممتُ بشيء مما كان في الجاهلية يعملون به غير مرتين، كل ذلك يحول الله تعالى بيني وبين ما أريد، فإني قلتُ ليلةً لغلام من قريش كان يرعى معي بأعلى مكة: لو أبصرتَ إلى غنمي حتى أدخل مكة، فأسمر بها ما يسمر الشباب، فقال: أفعَلُ، فخرَجْتُ أريد ذلك حتى إذا جئتُ أولَ دار من دور مكة، سمعت عزفًا بالدفوف والمزامير، فقلت: ما هذا؟ قالوا: فلان بن فلان تزوَّج فلانة ابنة فلان، فجلست أنظر إليهم، فضرب الله على أذني فنمتُ، فما أيقظني إلا مسُّ الشمس، قال: فجئت صاحبي فقال: ما فعلت؟ فقلت: ما صنعت شيئًا، وأخبرته الخبر))، قال: ((ثم قلتُ له ليلة أخرى مثل ذلك، فقال: أفعلُ، فخرجتُ فسمعت حين جئتُ مكة مثل ما سمعت، ودخلت مكة تلك الليلة، فجلست أنظر، فضرب الله على أذني، فوالله ما أيقظني إلا مسُّ الشمس، فرجعت إلى صاحبي فأخبرته الخبر، ثم ما هممتُ بعدهما بسوء حتى أكرمني الله برسالته)).

فهذه أحوال عصمته قبل الرسالة، وصده عن دنس الجهالة، فاقتضى أن يكون بعد الرسالة أعظَمَ، ومن الأدناس أسلَمَ، وكفى بهذه الحالة أن يكون من الأصفياء الخيرة إن أمهل، ومن الأتقياء البررة إن أغفل، ومن أكبر الأنبياء عند الله تعالى من أرسل، مستخلص الفطرة على النظرة، وقد أرسله الله تعالى بعد الاستخلاص، وطهَّره من الأدناس، فانتفت عنه تُهَم الظنون، وسلم من ازدراء العيون؛ ليكون الناس إلى إجابته أسرع، وإلى الانقياد له أطوع[16].

[1] الصرع: السقوط والوقوع.
[2] العلقة: القطعة من الدم الغليظ الجامد.
[3] لأمه: ضمَّ بعضه إلى بعض.
[4] الظئر: المرضعة لغير ولدها، ويطلق على زوجها أيضًا.
[5] المخيط: الإبرة.
[6] مسلم (162).
[7] أبو يعلي كما في مجمع الزوائد (8/ 221)، قال الصلابي في السيرة النبوية، دروس وعبر في تربية الأمة وبناء الدولة: السيرة النبوية بشرح الخشني: (1/ 214) من طريق ابن إسحاق، وقد صرَّح ابن إسحاق بالسماع في رواية السيرة، قال الذهبي في السيرة النبوية ص8: "هذا حديث جيد الإسناد"، وله شواهد تقويها، ولذلك فالحديث حسن لشواهده.
[8] فقه السيرة؛ للبوطي ص47.
[9] جمعه وضم بعضه إلى بعض؛ (شرح النووي على مسلم 2/ 216).
[10] مسلم، كتاب الإيمان، (1/ 45)، رقم 259 (162).
[11] زعم المستشرق نيكلسون أن حديث شق الصدر أسطورةٌ نشأت عن تفسير الآية: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ [الشرح: 1]، وأنه لو كان لها أصلٌ، فعلينا أن نُخمِّن أنها تشير إلى نوع من الصرع، وهذا الذي زعمه نيكلسون سبقه إليه المشركون حين اتهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنون، فنفى الله عنه ذلك: ﴿ وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ﴾ [التكوير: 22].
[12] السيرة النبوية الصحيحة؛ للعمري (1/ 104).
[13] فقه السيرة؛ للبوطي، ص47.
[14] السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث، (ص: 53)، السيرة النبوية؛ لأبي فارس، ص106، 107.
[15] أعلام النبوة، (ص: 240).
[16] أعلام النبوة (ص: 240).


السيد مراد سلامة
__________________
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:50 PM.