اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-02-2013, 08:29 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New نجيب الكيلاني والرواية الإسلامية


نجيب الكيلاني (محرم 1350 هـ -2 شوال 1415 هـ / 1 يونيو 19317 مارس 1995م) أديب إسلامي مصري. ولد في قرية شرشابة التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية بجمهورية مصر العربية وكان مولده في شهر المحرم 1350 هـ، في اليوم الأول من شهر يونيو 1931م, وكان أول مولود يولد لأبيه وأمه, وعلى غرار عادة أهل الريف في هذا الوقت التحق نجيب الكيلاني بكُتَاب القرية, وعمره أربع سنوات, وظل به حتى السابعة من عمره حيث حفظ معظم أجزاء القرآن وبعد أن أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية طب القصر العيني تخرج فيها سنة 1960 م. سافر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1968 م وعمل بها كطبيب ثم كمدير للثقافة الصحية ثم رجع إلي موطنه (طنطا)؛ ليخوض معركة شرسة مع مرض سرطان البنكرياس, الذي لم يستمر معه أكثر من ستة أشهر, لقي بعدها ربه بعد عيد الفطر المبارك بيوم واحد, في شوال 1415 هـمارس 1995م.أعمال

روايات

قصص

  • عند الرحيل
  • موعدنا غداً
  • العالم الضيق
  • رجال الله
  • فارس هوازن
  • حكايات طبيب
  • الكابوس.
مؤلفاته

  • المجتمع المرضي
  • الإسلام والقوى المضادة
  • الطريق إلى اتحاد إسلامي
  • مدخل إلى الأدب الإسلامي
  • الإسلامية والمذاهب الأدبية
  • آفاق الأدب الإسلامي،
  • الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق
  • تجربتي الذاتية في القصة الإسلامية".
  • لمحات من حياتي، سيرة ذاتية
  • إقبال الشاعر الثائر
  • شوقي في ركاب الخالدين
  • في رحاب الطب النبوي
جوائز حصل عليها

  • حصل على جائزة الرواية 1958 والقصة القصيرة
  • ميدالية طه حسين الذهبية من نادي القصة 1959،
  • المجلس الأعلى للفنون والآداب 1960،
  • جائزة مجمع اللغة العربية 1972،
  • الميدالية الذهبية من الرئيس الباكستاني 1978.
سمات مؤلفاته

استطاع الأديب الراحل نجيب الكيلاني أن يقدم صورة للأدب الإسلامي المنشود، وأثبت أنه وثيق الصلة بواقع الحياة، ويقف شامخا في مواجهة الآداب الأخرى، ويرد علميًّا على الإبداعات التافهة، عبر حياة جادة كانت حافلة بالعطاءات الأدبية كما قال العلامّة "أبو الحسن الندوي".
معروف عنه أنه الأديب الوحيد الذي خرج بالرواية خارج حدود بلده، وطاف بها ومعها بلدانا أخرى كثيرة، متفاعلا مع بيئاتها المختلفة، فكان مع ثوار نيجيريا في "عمالقة الشمال" وفى أثيوبيا في "الظل الأسودودمشق في "دم لفطير صهيون"، و"على أسوار دمشق"، وفي فلسطين "عمر يظهر في القدسوإندونيسيا في "عذراء جاكرتاوتركستان في "ليالي تركستان" والتي تنبأ فيها بسقوط الشيوعية منذ أكثر من ثلاثين عاما. والأديب عامة إن لم يملك تلك القدرة على الاستشراف والتنبؤ بجوار الرؤية الفنية فلا خير في كثير من أعماله.
آراء الأدباء فيه

يرى د. جابر قميحة أن الكيلاني لديه إحساس عميق بتكثيف الجمال الفني المرتبط بالغموض أحيانًا في بعض أعماله، إلا أنه لا ينسى مسئوليته تجاه القارئ، وخوفه من أن يقع في براثن الفهم الخاطئ، فتراه في كل أعماله ينبض بخيوط الوعي المتيقظ، التي تجعل من كتاباته الروائية متعة خاصة وقتًا مكتملاً.
كما يؤكد د. حلمي القاعود على أن نجيب الكيلاني كان فريدًا في فك الفضاءات المكانية والمجالات الزمانية في أعماله عبر احترافه وحفاوته بالتحليل الدقيق والمنمنمات، واستطاع أن يملأ الساحة بالبديل الصحيح؛ حيث يعتبر أغزر الكتاب إنتاجًا على الإطلاق، بينما يأتي "نجيب محفوظ" والسحار في المرتبة الثانية من حيث الكم!
حيث قال عنه نجيب محفوظ في عدد أكتوبر عام 1989: "إن نجيب الكيلاني هو منظّر الأدب الإسلامي الآن"؛ ذلك لأن مقولاته النقدية، وأعماله الروائية والقصصية تشكل ملامح نظرية أدبية لها حجمها وشواهدها القوية، التي عززتها دراساته حول "آفاق الأدب الإسلامي" و"الإسلامية والمذاهب الأدبية"، و"الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق" و"مدخل إلى الأدب الإسلامي"، و"تجربتي الذاتية في القصة الإسلامية".
النغم في شعره

يرى د. محمد حسن عبد الله أن كل إنتاج الكيلاني ذو هادفية مؤمنة، وعمق وشفافية متصوفة تبدو كومض الخاطر بين السطور، وهو جاد وعميق ومؤثر، ومتصل أوثق الاتصال بروح هذا الشعب، ويملك التأثير في حياة قومه التي كان واحدًا من أفذاذها المتفردين.
الكيلاني في شعره لا يقل منزلة عن قصصه ورواياته، فهو شاعر "الأمل الطريد"، الذي يمتلك ناصية الإيقاع والإبداع عبر دواوينه الثمانية، التي تنطق بالفن الأصيل، ذي الضوابط والغايات، عبر اللفظة الموحية، والنغمة الربانية، والتلمس الراهف لقواعد الفن الجميل حيث يقول:

أنا لست أرضى أن أعيش
بشاطئ الدنيا غريب في معقل الصمت الكئيب
على ثرى واد رهيب الحزن أغنيتي وأحلامي
يوشيها الشحوب أنا لست أرضى أن أكون
صدى هزيلاً في الدروب إن الحياة على الغريب
أشق من هول الممات مضجوعة النجوى معذبة
الخواطر والسمات وشروقها مثل الغروب
وشدوها لحن النعاة فهي الفراغ المدلهم
ومدفن للأمنيات القصص الشعري

استطاع الكيلاني ـ رحمة الله ـ أن يوظف كثيرًا من آليات الفن القصصي في شعره، فاستخدم الرمز والقناع والحوار والسرد والتعبير المتلاحق، والارتداد (بالإنكليزية: flashback) (تذكّر الماضي والرجوع للوراء) والمفارقة، واللقطات المقتطعة من خلال الأشكال والمضامين التعبيرية المتفردة، كما يرى د. جابر قميحة أول دواوين "نحو العلا" عام 1950 وهو طالب بالمرحلة الثانوية، وآخرها "لؤلؤة الخليج" وهو الديوان الذي لم يكتمل، مرورًا بـ "كيف ألقاك" و"عصر الشهداء" و"أغنيات الغرباء" و"مدينة الكبائر"، و"مهاجر"، و"أغنيات الليل الطويل".
نشر أول مجموعة شعرية وهو في السنة الرابعة الثانوية، تحت عنوان: نحو العلا، ووالى النشر بعد ذلك.
دواوينه الشعرية

  • أغاني الغرباء 1963
  • عصر الشهداء
  • كيف ألقاك 1978
  • مهاجر 1986
  • مدينة الكبائر 1988
  • أغنيات الليل الطويل 1990.
حياته الاجتماعية

تزوج د. نجيب الكيلاني عام 1960 من الأديبة الإسلامية كريمة شاهين شقيقة الأديبة الإذاعية المصرية نفيسة شاهين ورزق بثلاثة ذكور هم الدكتور جلال، والمهندس حسام، ومحمود المحامي، كما رزق بأنثى واحدة هي د. عزة.
الكيلاني والإعلام

آخر إبداعاته الروائية ملكة العنب، واعترافات عبد المتجلي وحكاية جاد الله، وقبل رحيله ترك ثلاثين فكرة لثلاثين رواية إسلامية، ودونها في مفكرة صغيرة عن مشكلات المجتمع المسلم. في أيام الرحيل أبدع مسرحية "حبيبتي سراييفوا" التي لم ينتبه إليها القرّاء والنقّاد، فلم يذكرها كاتب أو ناقد حتى الآن وهي تعالج الأوضاع المأساوية في البوسنة والهرسك، وتقدم الأمل من خلال رسالة التبشير والتطهير التي يحملها الفن الإسلامي.
تحول الكثير من أعماله الروائية إلى أعمال فنية، حيث فاز فيلم ليل وقضبان عن روايته ليل العبيد بالجائزة الأولى لمهرجان طشقند السينمائي عام 1964، كما تحولت رواية الليل الموعود إلى مسلسل إذاعي وتليفزيوني إنتاج مصري ليبي مشترك قدّم في شهر رمضان باسم (ياقوتة ملحمة الحب والسلام) عام 1973.
ترجم الكثير من أعماله إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والأردية والفارسية والصينية والإندونيسية والإيطالية والسويدية.
دراسات عنه

الترابط النصي في رواية النداء الخالد لنجيب الكيلاني , تأليف :عيدة العمري
وفاته

توفي عن 64 عاما في 2 شوال 1415 هـ الموافق 7 مارس عام 1995.
المصادر


__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-02-2013, 08:30 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

قليلٌ من فَطِن الغاية التي من أجلها خُلِق، وطبيعة الكون وخالقه، ومن ثم لا تجد كثيرين يدركون حقيقة الحياة ولا كيف يخططون لها، خاصة ممن نال بعض الشهرة في مجال معين، لكن قليلٌ من أدرك ذلك وأدرك حقيقة الوجود فسار على نهج ديني وبفهم واسع لهذه الحقيقة في الحياة فلم يفرّق بين مجال هواياته وعمله وطبيعة المجتمع.
والدكتور نجيب الكيلاني واحدٌ من الذين أدركوا غايتهم وبرزت موهبته في فن الراوية فطبعها بطابع الفهم الوسطي للإسلام فكان أديبًا متميزًا وسفيرًا للإسلام بقلمه في أكثر بلدان العالم.
مولد نجيب الكيلاني
وُلِدَ الدكتور نجيب عبد اللطيف إبراهيم الكيلاني في أول يونيو عام 1931م، الموافق المحرم من عام 1350هـ، في قرية شرشابة التابعة لمركز زفتي بمحافظة الغربية بمصر، وكان أول مولود يولد لأبيه وأمه, وعلى غرار عادة أهل الريف في هذا الوقت؛ التحق نجيب الكيلاني بكُتّاب القرية في سن الرابعة؛ حيث تعلّم القراءة والكتابة والحساب وقدرًا من الأحاديث النبوية الشريفة وسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وقصص الأنبياء وقصص القرآن، وكانت أسرته تعمل بالزراعة، وكان منذ صغره يمارس العمل مع أبناء الأسرة في الحقول.

والتحق بالمدرسة الأولية ثم مدرسة الإرسالية الأمريكية الابتدائية بقرية سنباط، ثمّ قضى الثانوية في مدينة طنطا، وأخيرًا التحق بكلية الطب بالقاهرة عام 1951م، وبعد تخرّجه عمل بوظيفة (طبيب امتياز) في مستشفى (أم المصريين) بالجيزة عام (1961م), ثم طبيبًا ممارسًا بقريته (شرشابة) ثم انتقل ليعمل في وزارة النقل والمواصلات, وتسلّم عمله في القسم الطبي بهيئة السكك الحديدية, ثم سافر إلى دولة (الكويت) ليعمل طبيبًا هناك, وذلك في اليوم الحادي والثلاثين من شهر مارس (1968م), ثمّ انتقل منها إلى دولة (الإمارات العربية), وقضى بها ما يقرب من ستة عشر عامًا.
تزوج الكيلاني عام 1960 من الأديبة الإسلامية "كريمة شاهين"، شقيقة الأديبة الإذاعية المصرية "نفيسة شاهين"، ورزق بثلاثة ذكور هم الدكتور جلال، والمهندس حسام، ومحمود المحامي، كما رزق بأنثى واحدة هي د. عزة.
ولقد اتصف ببشاشة الوجه وروح الدعابة والتواضع الجم، وهو الخطيب المفوّه صاحب الفكر المتفتح، يقول عنه أحد أبنائه: "تشعر بأن خُلًُقه القرآن، يرى الخالق في كل معاملاته، يتحامل على نفسه من أجل إسعاد أهله وذويه، ولم تكن طموحاته كبيرة في الدني لأنه كان يحمل قوة إيمان عميقة وتواضعًا جمًّ".
ولقد تحمّل الكيلاني آلام مرضه دون أن يبث همه وألمه لأحد حتى أقرب الناس إليه، فقد صبر على آلام الكبد الوبائي (C) ثم آلام السرطان، مستمسكًا بحبل الله وأنّى له أن ييأس أو يخنع وهو الراضي بقضاءه أيًّا كان إلا لله.
نجيب الكيلاني والإخوان
انضم نجيب الكيلاني لدعوة الإخوان في وقتٍ مبّكرٍ من حياته، حيث أثّرت في أفكاره, ومعتقداته, وزودته بالكثير من المعارف, والعلوم الدينية, والدنيوية, وكان لها أبلغ الأثر في تكوين عقليته السياسية.

وبدأ الكيلانى التعرف على جماعة الإخوان المسلمين في مدينة (زفتي), من خلال الاحتفال الذي أُقيم (بميت غمر) احتفالاً بمناسبة الهجرة النبوية, وذلك عام (1948 م), وكان سبب التفافه حول هذه الجماعة؛ أنة وجد فيهم أسلوبًا جديدًا في الخطابة والاحتفال بالمناسبات الدينية, فتفتّح قلبه وعقله لما سمعه منهم, وكان مما لفت نظره الهتافات التي يرددونها، حيث كان من المألوف -في ذلك الوقت- أن أغلب الأحزاب يهتفون بحياة الزعماء والأشخاص البارزين عندهم, ولكنّه سمع في تلك الليلة هتافًا من نوع آخر؛ سمع (الله اكبر ولله الحمد, الله غايتنا, الرسول زعيمنا, القرآن دستورنا, الجهاد سبيلنا, الموت في سبيل الله أسمى أمانينا).
وكانت هذه المحاضرات التي يعقدها (الإخوان المسلمون) -على حد قوله-: "أثرى وأقوى هذه المراكز في العطاء الفكري, والثقافي الموجه, فلقد كان الإخوان المسلمون يضعون برنامجًا حافلاً بالمحاضرات المختلفة, التي تضمّ الفكر,والأدب, والتاريخ, والسياسة, والاقتصاد, والتوعية الصحية، وكانوا يربطون بين هذه الموضوعات كلها برباط الإسلام, كما كانوا يقيمون المهرجانات الشعرية, والمسرح الإسلامي, والألعاب الرياضية".
حتى إنّه تعرّض للاعتقال أكثر من مرة، فبعد حادثة المنشية في 26 أكتوبر 1954م اعتقل عبد الناصر كثير من الإخوان المسلمين وقدّمهم للمحاكمة وحكم عليهم بأحكام متفاوتة، وترك أسرهم دون عائل، فقام بعض الإخوة بجمع التبرعات من بعضهم وتقديمها لأسر الإخوان المعتقلين في المحافظات ومساعدتهم في المعيشة، فعلم نظام عبدالناصر بذلك فقام باعتقال كل من ساعد هذه الأسر وقدّمهم للمحاكمة تحت مسمّى تنظيم التمويل، وكان نجيب الكيلاني أحد هؤلاء الذين اعتقلوا في يوم 7 من شهر أغسطس 1955م,؛ حيث سيق إلى السجن الحربي وحُكِم عليه بالسجن لمدة عشرة أعوام إلا أنه حصل على عفو صحي وخرج بعد أن قضى بعد قضاءه بالسجن 40 شهرًا.
ويصوّر -في كتابة لمحات من حياتي- اعتقاله لحظة وصوله إلى قريته في سيارة أجرة من(زفتى)، وينقل إلى (التخشيبة) في قسم طنطا، ليحجز مع اللصوص والمجرمين، ثم ينقلونه في حراسة مشددة، إلى السجن الحربي بالعباسية أو البوابة السوداء؛ حيث حفلة الاستقبال! الاستقبال الدموي بضرب بالسياط على الرؤوس والوجوه، ثم الفصل الأخير عن المحاكمة، وهي محاكمة صورية، بتحقيقات سريعة تنتزع الاعترافات تحت ال***** الوحشي، وعقدت المحاكمة برئاسة (اللواء صلاح حتاتة) بتهمة جمع تبرعات لمساعدة أسر المعتقلين في أغسطس 1955م، ويصوّر أهوال السجن الحربي الذي قضى فيه ما يقرب من ثلاثة أشهر، من أغسطس 1955 إلى أواخر أكتوبر من العام نفسه، ثم ترحيله إلى سجن القاهرة (قرة ميدان) ومنه إلى سجن أسيوط وفي هذا السجن أنشأ الكيلاني مجلة حائط؛ ليكتب فيها (الإخوان المسلمون) عمّا يعتلج صدورهم من أفكار, وآراء, وأحكام, وأطلق عليها (مجلة الشروق) وكانت هذه المجلة بمثابة المتنفس الرئيس للإخوان المسلمين,؛ حيث كتبوا فيها عن السياسة العالمية, والفكر الإسلامي, والآداب, والفنون المختلفة.
ومن المواقف يقول الدكتور رشاد البيومي: "إنه كان ونجيب الكيلاني في سجن أسيوط، حتى إنّهما رفضا الدخول على مأمور السجن بعد أن أمرهما بخلع حذائهما"، ثمّ أُعيد اعتقاله صبيحة اليوم السادس من شهر سبتمبر 1965م الموافق سنة 1385هـ, ولم يكن هذه المرة علي ذمة قضية, بل مجرد معتقل لا تحقيق معه, وسيق إلى مركز شرطة (الخانكة), التابع لمحافظة (القليوبية), لترحيله إلى سجن (أوردي أبي زعبل), ثم نُقِل منه في شهر نوفمبر 1965م إلى سجن (أبي زعبل الجديد), ثم انتقل منه إلى سجن (مزرعة طرة) 1966م, وأُفرج عنه في أحد أيام الثلث الأخير من شهر نوفمبر 1966 م,؛ حيث قضى عامًا وبضعة أشهر في هذه المرة.
نجيب الكيلاني في أحضان الأدب
ظهرت بوادر موهبته الشعرية في أواخر دراسته الابتدائية، وكانت أولى قصائده بين أيدينا التي نشرها عام 1948م عن فلسطين، منفعلاً بأحداث تلك الفترة، يقول: "عندما رأيتُ أفواج المتطوعين، تجوب شوارع طنطا وهم يرددون هتافاتهم قبل سفرهم للجهاد في أرض فلسطين، وعندما رأيت الصدام المروع بينهم وبين حكام تلك الفترة".

لم يعرف اليأس طريقًا لقلب الكيلاني فاستغل فترة وجوده بالسجن فنظَم عددًا من القصائد، حتى أصدر ديوانه الأول أغاني الغرباء، وفي السجن ترامي لمسامعه أنباء عن مسابقة تقيمها وزارة الثقافة والإرشاد (وزارة التربية حاليًّا)، فكتب روايته الأولى والأقرب لقلبه (الطريق الطويل) والتي جعل أحداثها تدور في قرية مصرية، فيقول الكيلاني عنها: "استطعت بحمد الله إنجاز الرواية في فترة لا تزيد عن ثلاثة أسابيع"، ويقر الكيلاني بأنها كانت بدايتي الحقيقية مع القصة برواية الطريق الطويل وذلك بدون معرفتي بالمذاهب الأدبية، وكانت الرواية تلك أولى البشائر وليس آخرها، فقد حصلت على الجائزة الأولى في المسابقة عام 1957، ثم قًرِّرت على طلبة الثانوية عام 1959م بعد أن قدّمها الوزير "فتحي رضوان"، ومن الطريف أن إدارة السجن سمحت لنجيب بالخروج لبضع ساعات لتسلّم جائزته ثم يعود أدراجه للسجن مرة أخرى.
ويقول الكيلاني عن بداياته مع الأدب الإسلامي: "على الرغم من أنّني لم أعرف شيئًا عن الأدب الإسلامي أو المذاهب الأدبية إلا أنك إذا رجعت إلى الإنتاج الأدبي الأول بالنسبة لي تجده بعيدًا عن الإسفاف وال*****ة والعُري، بل هو أدب نابع من فكر رجل قروي بسيط، متمسك بأعراف القرية وتقاليدها التي هي أقرب ما تكون إلى الإسلام الصحيح.. لهذا فقد كانت أعمالي الأولى تمثّل الأدب الإسلامي، ولكن بدون قصد أو تعمّد مني، وإنما مرت بتلقائية عفوية، وبدأت أتجه إلى المذاهب، فقرأت فيها الكثير، وخاصة كتاب (الأدب ومذاهبه) للدكتور محمد مندور، وبعدها بدأت تتضح الرؤية بالنسبة لي".
وكان من أهم إنجازاته: الدعوة إلى قيام أدب إسلامي منذ أواخر الخمسينيات، في إطار من الإدراك الواعي والفهم المستنير لماهية هذا الأدب ورسالته وأهدافه البناءة، في خدمة الأمة الإسلامية والعالم أجمع، دون تعصب أو جمود، مع الحفاظ على القيم الجمالية والإنسانية الصحيحة.
يقول محمد شاهين: "جاءت مؤلّفاته التي بلغت نحو سبعين كتابًا في غاية الإتقان الفني والأدبي، ووجدت هذه المؤلّفات قبولاً عند القارئ العربي وترجمت إلى العديد من اللغات".
بدأ كتابة الرواية الإسلاميّة عندما ألّف: (ليالي تركستان)، و(عمالقة الشمال)، و(عذراء جاكرتا)، و(الظل الأسود)، ومزج التاريخ الإسلامي بالخيال الأدبي في رواية (عمر يظهر في القدس)، وظهر تأثّره بالثقافة الإسلاميّة في رواية (الطريق الطويل)، و(أرض الأنبياء)، و(نور الله)، و(قاتل حمزة)، و(نابليون في الأزهر)، و(النداء الخالد)، و(رحلة إلى الله)، و(مواكب الأحرار)، و(اليوم الموعود)، و(أرض الأشواق)، و(حارة اليهود)، و(دم الفطير صهيون).
وبدا تأثره بالبيئة المصريّة في رواياته: (اعترافات عبد المتجلي)، و(أقوال أبو الفتوح الشرقاوي)، و(ملكة العنب)، و(مملكة البلعوطي)، و(أهل الحميديّة)، و(الرجل الذي آمن)، وبرز في الرواية التاريخية من خلال: (على أسوار دمشق)؛ وعبّر عن معاناة أمّته خلال حكم الفرد في دواوينه الشعريّة: (أغاني الغرباء)، و(عصر الشهداء)، و(كيف ألقاك)، و(نحو العلا)، وكتب في النقد والأدب الإسلامي: (الإسلاميّة والمذاهب الأدبيّة)، و(آفاق الأدب الإسلامي)، و(مدخل في الأدب الإسلامي)، و(نظريّة الأدب الإسلامي وتصوّراته)، و(المسرح الإسلامي)، وكتب في الثقافة الإسلاميّة: (الطريق إلى اتحاد إسلامي)، و(الإسلام والقوى المضادّة)، و(نحن والإسلام)، و(تحت راية الإسلام)، و(حول الدين والدولة)، و(أعداء الإسلاميّة)؛ وكتب في الطب: (في رحاب الطب النبوي)، و(الدواء سلاح ذو حدّين)، و(الصوم والصحّة)، و(الغذاء والصحة)؛ وله نحو عشر مجموعات قصصيّة منها: (موعدنا غداً)، و(العالم الضيّق)، و(عند الرحيل)، و(دموع الأمير)، و(فارس هوازن)، و(حكايات طبيب)، وفي التراجم كتب: (إقبال الشاعر الناثر)؛ وكتب سيرته الذاتية في (لمحات من حياتي)؛ وكتب العريني في أدبه (الاتجاه الإسلامي في أعمال نجيب الكيلاني القصصيّة).
جوائز نجيب الكيلاني:
ولقد حصل نجيب الكيلاني على عدد من الجوائز منها:-

- جائزة وزارة التربية والتعليم في مجال التراجم والسير عن كتابه إقبال الشاعر الثائر عام 1957.
- جائزة وزارة التربية والتعليم في مجال الدراسات النفسية والاجتماعية عن كتابه المجتمع المريض.
- جائزة وزارة التربية والتعليم في مجال التراجم والسير عن كتاب شوقي في ركاب الخالدين.
- جائزة وزارة التربية والتعليم في مجال الرواية عن رواية في الظلام.
- جائزة مجلة الشبان المسلمين في مسابقة القصة القصيرة عام 1959.
- جائزة الميدالية الذهبية المهداة من دكتور طه حسين.
- جائزة المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب عن روايته اليوم الموعود.
- جائزة مجمع اللغة العربية في أوائل السبعينات عن رواية قاتل حمزة.
- جائزة ميدالية الفيلسوف الشاعر محمد إقبال الذهبية مهداة من الرئيس الشهيد ضياء الحق الرئيس الباكستاني 1978م.

وترجمت الكثير من أعماله إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والأردية والفارسية والصينية والإندونيسية والإيطالية والسويدية.
نجيب الكيلاني وشهادات حق
لقد كتب عن نجيب الكيلاني كبار الأدباء بكلمات بينت مكانة نجيب الكيلاني وسط الأدباء؛ فقد كتب الأديب نجيب محفوظ في مجلة المصور -عدد أكتوبر 1989م: "إنّ نجيب الكيلاني هو منظّر الأدب الإسلامي الآن" ذلك لأن مقولاته النقدية، وأعماله الروائية والقصصية تشكل ملامح نظرية أدبية لها حجمها وشواهدها القوية، التي عززتها دراساته حول "آفاق الأدب الإسلامي" و"الإسلامية والمذاهب الأدبية"، و"الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق" و"مدخل إلى الأدب الإسلامي"، و"تجربتي الذاتية في القصة الإسلامية"".

ويؤكد د. حلمي القاعود على أنّ نجيب الكيلاني كان فريدًا في فلك الفضاءات المكانية والمجالات الزمانية في أعماله، عبر احترافه وحفاوته بالتحليل الدقيق والمنمنمات، واستطاع أن يملأ الساحة بالبديل الصحيح؛ حيث يعتبر أغزر الكتاب إنتاجًا على الإطلاق، بينما يأتي "نجيب محفوظ" و"السحار" في المرتبة الثانية من حيث الكم!.
ويرى الدكتور جابر قميحة أنّ الكيلاني لديه إحساس عميق بتكثيف الجمال الفني المرتبط بالغموض أحيانًا في بعض أعماله، إلا أنّه لا ينسى مسئوليته تجاه القارئ، وخوفه من أن يقع في براثن الفهم الخاطئ، فتراه في كل أعماله ينبض بخيوط الوعي المتيقظ، التي تجعل من كتاباته الروائية متعة خاصة وقتًا مكتملاً.
وفاة نجيب الكيلاني
أصيب بسرطان الكبد، الذي لازمه لفترة، وكان طوال هذه الفترة صابرًا محتسبًا، وكان لا يشعر أحد ممن حوله بمعاناته، وكان أمله في الله قويًّا جدًّا حتى آخر لحظة، وقد كان مستعدًّا للقاء الله راضيًا بقضائه، ذاكرًا لله في كل لحظة حتى آخر رمق في حياته، وكان يرتل القرآن في غيبوبته.

وفي يوم الإثنين 4 شوال 1415 هـ الموافق 6/3/1995م تُوفِّي بعد مرض عضال عانى منه أشد المعاناة، وكان في أثناء مرضه مثال المؤمن المحتسب، بعدما خلف تراثًا أدبيًّا ضخمًا.
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28-02-2013, 07:30 PM
الصورة الرمزية hishmet
hishmet hishmet غير متواجد حالياً
مشرف سوبر متميز ركن القرية الذكية سابقا
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,817
معدل تقييم المستوى: 17
hishmet will become famous soon enough
افتراضي

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:42 PM.