اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-03-2010, 06:11 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,559
معدل تقييم المستوى: 21
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي الجرادة الصفراء فارس بني مروان


بهرتني شخصية هذاالقائد المسلم العظيم فارس بني مروان الجرادة الصفراء مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي.. أبوه أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، وأمه من أمهات الأولاد - ويريدون بكلمة أمهات الأولاد: الجواري والإماء اللواتي ولدن لمواليهنَّ ذكرانًا – وولادة مسلمة كانت حوالي سنة ست وستين من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم 685م. نشأ وترعرع في ظروف مهمة حتى تستكمل متطلبات شخصيته الفكرية والإدارية والسياسية والعسكرية.

فمسلمة من بيت السلطة، بني أمية، وأهله أمراء وقادة وخلفاء، نشأ في دمشق عاصمة الخلافة الأموية، فتعلم القرآن الكريم، ورواية الحديث النبوي الشريف، وأتقن علوم اللغة العربية وفنون الأدب، وتدرب على ركوب الخيل والفروسية والسباحة والرمي بالنبال، والضرب بالسيف، والطعن بالسنان، وتلقى علومه وتدرب في حياة وكنف والده أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان.

ووالده يعد بحق أبرز خلفاء بني أمية في بلاد الشام، فكان حصيفًا عالمًا داهية ذا مقدرة وذكاء، لذا أرسى عبد الملك أسس شخصية ابنه مسلمة وبدت ملامحها واضحة جلية في وقت مبكر من عمره، وكان مسلمة نسخة طبق الأصل من والده حتى توفي والده – رحمه الله تعالى – سنة ست وثمانين من الهجرة النبوية الشريفة 705م.
وكان مسلمة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويعرف واجب الحاكم تجاه المحكومين ولا يرضى للحاكم أن يغمط حقوق المحكومين، وكان يؤدي فريضة الحج ويقصد بيت الله في مكة المكرمة محرمًا، ويشد الرحال إلى مسجد النبي في المدينة النبوية كلما وجد إلى ذلك سبيلاً، وكان مسلمة رضي الله عنه يقوم من الليل فيتوضأ وينتفل حتى يصبح، وكان رحمه الله يثق في ورع عمر بن عبد العزيز وعمر يثق في ورع مسلمة، فدخل مسلمة على عمر في مرضه الذي مات فيه فأوصاه عمر بن عبد العزيز أن يحضر موته، وأن يليَ غسله وتكفينه، وأن يمشيَ معه إلى قبره، وأن يكون ممن يلي إدخاله في لحده، ومن المعلوم أن المرء لا يوصي أحدًا بأن يحضر موته ويلي غسله وتكفينه إلا إذا كان يثق في ورعه وتدينه.


في سنة ست وثمانين من الهجرة غزا مسلمة أرض الروم، وفي سبع وثمانين غزا الروم فأثخن فيهم بناحية "المصيصة" حيث إنها مدينة على شاطئ نهر جيجان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم، وفتح حصونًا كثيرة منها حصن "بولق والأخرم وبولس وقمقيم".

وفي سنة ثمان وثمانين من الهجرة غزا وأخوه بلاد الروم، فهزم الله الروم حتى دخلوا "طوانة". وفتح مسلمة أيضًا حرثومة. وفي تسع وثمانين غزا مسلمة والعباس بن الوليد بن عبد الملك الروم، فافتتح حصن "عمورية" ولقي من الروم جمعًا فهزمهم وافتتح "هرقلة وقمونية".

وغزا مسلمة الترك حتى بلغ مدينة باب الأبواب وهي ميناء كبير على بحر الخزر ومدينة كبيرة محصنة، من ناحية أذربيجان.

وفي سنة اثنتين وتسعين من الهجرة غزا مسلمة أرض الروم ففتح حصونًا ثلاثة وأجلى أهل "سوسنة" إلى بلاد الروم. وفي سنة أربع وتسعين من الهجرة غزا مسلمة أرض الروم فافتتح سندرة، وهي حصن من حصون الروم التي أقامها البيزنطيون للدفاع عن عاصمتهم "القسطنطينية". والقسطنيطينية مدينة معروفة عاصمة الإمبراطورية البيزنطية الشرقية، بناها قسطنطين سنة 330م، وهي مسورة بسور حصين، ارتفاعه ما بين أربعة عشر قدمًا وعشرين، ومحيطها أكثر من اثني عشر ميلاً من الجنوب، ومن هذا الغزو عاد مسلمة إلى الديار المقدسة فحج بالناس في هذه السنة.
وفي سنة سبع وتسعين من الهجرة غزا مسلمة أرض "الوضاحية" وفيها غزا "برجمة" وحصن "ابن عوف" وافتتح حصني "الحديد وسرورا".

في سنة ثمان وتسعين هجرية ولى سليمان أخاه مسلمة قائدًا عامًا للقوات الغازية القسطنطينية، فسار على رأس جيشه المؤلف في البحر، وكانت مدينة "دابق" هي القاعدة المتقدمة لحشد جيش مسلمة، وسلك طريق "مرعش" فافتتح مدينة "الصقالية". وسار مسلمة إلى القسطنطينية حتى نزل "عمورية"، وأحسن مسلمة في قيادته فبقى محاصرًا للقسطنطينية ثلاثين شهرًا، وقد قيل إنه ضاقت بهم الحال وقلت المؤن حتى أكل عسكره الميتة والعظم، فما وهن ولا توانى ولا ضعف عن النهوض بواجبه، فلقد كان حصار القسطنطينية ملحمة رائعة للمسلمين بقيادة مسلمة بن عبد الملك بن مروان.

صفاتة القيادية
ركز أبوه عبد الملك بن مروان عليه، بخاصة في وصية أبنائه وبنيه وهو على فراش الموت، فقال: "أوصيكم بتقوى الله فإنها أزين حلية، وأحصن كهف، ليعطف الكبير منكم على الصغير، وليعرف الصغير حق الكبير، وانظروا مسلمة فاصدروا عن رأيه فإنه نابكم الذي عنه تفترون، ومجنكم "حاميكم" الذي عنه ترمون.." فهذا ثناء عاطر وتقدير بالغ بمسلمة بما يدل على مبلغ ثقته به واعتماده عليه. وحقًّا كان مسلمة من قادة الجهاد الإسلامي بالنسبة لبني أمية لا يخالفون له رأيًا ولا يعصون له رأيًا وأمرًا، ويلجأون إليه في أيام المحن والحروب.ويُذكر في إحدى معاركه أن مسلمة كان يحاصر ذات يوم حصنًا واستعصى فتح الحصن على الجنود فوقف مسلمة يخطب بينهم ويقول: "أما فيكم من أحد يقدم فيحدث لنا نقبًا في هذا الحصن؟!" وبعد قليل تقدَّم جندي ملثَّم وألقى بنفسه على الحصن واحتمل ما احتمل من أخطار وآلام حتى أحدث في الحصن نقبًا كان سببًا في فتح المسلمين له، وعقب ذلك نادى مسلمة جنوده قائلاً: "أين صاحب النقب؟" فلم يجبه أحد، فقال مسلمة: "عزمت على صاحب النقب أن يأتيَ للقائي وقد أمرت الآذان بإدخاله عليَّ ساعة مجيئه"، وبعد حين أقبل نحو الآذان شخص ملثم وقال له: "استأذن لي على الأمير"، فقال: "أأنت صاحب النقب؟" فقال: "أنا أدلكم عليه"، فدخل فقال للقائد: إن صاحب النقب يشترط عليك أمورًا ثلاثة: ألا تبعثوا باسمه في صحيفة إلى الخليفة، وألا تأمروا له بشيء جزاء ما صنع، وألا تسألوه من هو، فقال مسلمة: له ذلك، أين هو؟ فأجاب الجندي في تواضع واستحياء: "أنا صاحب النقب أيها الأمير" ثم سارع بالخروج، فكان مسلمة بعد ذلك لا يصلي صلاةً إلا قال في دعائها: "اللهم اجعلني مع صاحب النقب يوم القيامة".
يقول ابن كثير في البداية والنهاية" في سنة عشر ومائة قاتل مسلمة بن عبد الملك ملك الترك الأعظم خاقان، فزحف إلى مسلمة في جموع عظيمة ، فتوافقوا نحوًا من شهر، ثم هزم الله خاقان ( الروم) في زمن الشتاء، ، ورجع مسلمة سالمًا غانمًا.....
قال ابن عساكر: وداره بدمشق في حجلة القباب عند باب الجامع القبلي، ولي الموسم أيام أخيه الوليد، وغزا الروم غزوات وحاصر القسطنطينية، وولاه أخوه يزيد إمرة العراقيين، ثم عزله وتولى أرمينية.
وروى الحديث عن: عمر بن عبد العزيز، وعنه: عبد الملك بن أبي عثمان، وعبيد الله بن قزعة، وعيينة والد سفيان بن عينية، وابن أبي عمران، ومعاوية بن خديج، ويحيى بن يحيى الغساني.
قال الزبير بن بكار: كان مسلمة من رجال بني أمية، وكان يلقب بالجرادة الصفراء، وله آثار كثيرة، وحروب ونكاية في العدو من الروم وغيرهم.
قلت: وقد فتح حصونا كثيرةً من بلاد الروم.
ولما ولي أرمينية غزا الترك فبلغ باب الأبواب فهدم المدينة التي عنده، ثم أعاد بناءها بعد تسع سنين.
وفي سنة ثمان وتسعين غزا القسطنطينية فحاصرها وافتتح مدينة الصقالبة، وكسر ملكهم البرجان، ثم عاد إلى محاصرة القسطنطينية.
قال الأوزاعي: فأخذه وهو يغازيهم صداع عظيم في رأسه، فبعث ملك الروم إليه بقلنسوة وقال: ضعها على رأسك يذهب صداعك، فخشي أن تكون مكيدة فوضعها على رأس بهيمة فلم ير إلا خيرا، ثم وضعها على رأس بعض أصحابه فلم ير إلا خيرا، فوضعها على رأسه فذهب صداعه، ففتقها فإذا فيها سبعون سطرا هذه الآية: { إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا } [فاطر: 41] الآية مكررة لا غير، رواه ابن عساكر.
وقد لقي مسلمة في حصاره القسطنطينية شدة عظيمة، وجاع المسلمون عندها جوعا شديدا، فلما ولي عمر بن عبد العزيز أرسل إليهم البريد يأمرهم بالرجوع إلى الشام، فحلف مسلمة أن لا يقلع عنهم حتى يبنوا له جامعا كبيرا بالقسطنطينية، فبنوا له جامعا ومنارةً، فهو بها إلى الآن يصلي فيه المسلمون الجمعة والجماعة.
قلت: وهي آخر ما يفتحه المسلمون قبل خروج الدجال في آخر الزمان، كما سنورده في الملاحم والفتن من كتابنا هذا إن شاء الله، ونذكر الأحاديث الواردة في ذلك هناك.
وبالجملة كانت لمسلمة مواقف مشهورة، ومساعي مشكورة، وغزوات متتالية منثورة، وقد افتتح حصونا وقلاعا، وأحيا بعزمه قصوارا وبقاعا، وكان في زمانه في الغزوات نظير خالد بن الوليد في أيامه، في كثرة مغازيه، وكثرة فتوحه، وقوة عزمه، وشدة بأسه، وجودة تصرفه في نقضه وإبرامه، وهذا مع الكرم والفصاحة.
وقال يوما لنصيب الشاعر: سلني.
قال: لا.
قال: ولم؟
قال: لأن كفك بالجزيل أكثر من مسألتي باللسان.
فأعطاه ألف دينار.
وقال أيضا: الأنبياء لا يتنابون كما يتناب الناس، ما ناب نبي قط وقد أوصى بثلث ماله لأهل الأدب، وقال: إنها صنعة جحف أهلها.
وقال الوليد بن مسلم وغيره: توفي يوم الأربعاء لسبع مضين من المحرم سنة إحدى وعشرين ومائة.
وقيل: في سنة عشرين ومائة.
وكانت وفاته بموضع يقال له: الحانوت، وقد رثاه بعضهم، وهو ابن أخيه الوليد بن يزيد بن عبد الملك فقال:
أقول وما البعد إلا الردى * أمسلم لا تبعدن مسلمهْ
فقد كنت نورا لنا في البلاد * مضيئا فقد أصبحت مظلمهْ
ونكتم موتك نخشى اليقين * فأبدى اليقين لنا الجمجهْ --------------------ويقول عنه المؤرخ يوسف بن تغري بردي صاحب كتاب "النجوم الزاهرة" هذه العبارة: "كان شجاعًا صاحب همة وعزيمة، وله غزوات كثيرة"--ويقول عنه صاحب العقد الفريد: "ولم يكن لعبد الملك ابن أسدد رأيًا ولا أزكى عقلاً ولا أشجع قلبًا ولا أسمح نفسًا ولا أسخى كفًّا من مسلمة".--------ومات رحمه الله عن عمر يناهز الرابعة والخمسين وقضي عمره مابين المعارك والسيوف مجاهدا في سبيل الله فرحم الله ابا سعيد وجزاه عن الاسلام خيرا
المصادر/ البداية والنهاية / العقد الفريد

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-03-2010, 12:06 PM
ali75 ali75 غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 168
معدل تقييم المستوى: 15
ali75 is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:33 AM.