اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد نبينا .. للخير ينادينا

محمد نبينا .. للخير ينادينا سيرة الحبيب المصطفى بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-01-2018, 08:37 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
Impp رد على شبهات الطاعنين في شخصية عبدالله بن عباس رضي الله عنه وعدد رواياته


كانت وما تزال دراسات المستشرقين وكتاباتهم تسعى إلى التشكيك في السُّنة النبوية وناقليها، خاصة الطعن في كبار الصحابة وحفَّاظهم؛ ظنًّا منهم أنَّ هذا سوف يهدم الدين، ويُشكِّك المسلمين في دينهم وصَحابتهم.
*
ومن شُبهاتهم التي يُروِّج لها بعضُ المسلمين بدعوى التحرُّر والبحث العلميِّ: ما يقوله أمثال المستشرق الألماني سبرنجر والمستشرق كلود جيليو[1]: "إنَّ شخصية ابن عباس مُفتعلة وغير موجودة أصلًا"[2]، وحاول بعض المستشرقين الطعن في مرويات الصحابة الشباب كأمثال ابن عباس؛ لأنها أكثر عددًا من مرويات الصحابة الذين لازموا النبيَّ صلى الله عليه وسلم خلال أيامه الأولى، فمثلًا إنَّ عدد الأحاديث التي رُويت عن الخلفاء الأربعة هي أقلُّ بكثير من الأحاديث التي رواها أبو هريرة وابن عباس، ولم يتوقَّف طعن هؤلاء المغرضين بالصحابة الكرام واتهامهم بوضْع الأحاديث؛ بل تجاوَزَه إلى العلماء المسلمين قاطبةً من الصحابة ومَن بعدهم؛ ولهذا يقول جولدزيهر: "ولا نستطيع أن نعزوَ الأحاديث الموضوعة للأجيال المتأخِّرة وحدَها؛ بل هناك أحاديث عليها طابع القدم، وهذه إمَّا قالها الرسول، أو هي من عمل رجال الإسلام القُدامى"[3].
*
وفي زمننا يُشكِّك بعضُ الطاعنين ممن يقلِّد المستشرقين - إما عن علم أو عن جهل - في عدد روايات عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في كتب السُّنة؛ حيث يقولون: "لم يثبُت عن ابن عباس سوى ثلاثة أحاديث، بينما المرويُّ عنه 1660 حديثًا؛ منها في الصحيحين 234 حديثًا، وروى الإمام أحمد 1696 حديثًا في مسند ابن عباس، مع أن ابن عباس لم يُشاهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلا في سِنِّ الثامنة، وعزا السيوطيُّ الكثير من الأحاديث المنسوبة لابن عباس لصالح الدولة العباسية".
*
أقول: بدايةً هذه المقولاتُ غير دقيقة، ولم تأتِ عن بحث بأدلَّة علمية؛ إنما هي تكهُّنات، ومَن يعرف علم الحديث وقواعده، يعلم أنَّ التعميم دون أدلة، فيه إجحافٌ وادِّعاء واسع، وما أثبته المحدِّثون ضمن قواعد النقد والتثبُّت لا نردُّها إلا بأدلة تماثلها في الدقة والتثبُّت، وإذا كان القائل لهذه المقولة المذكورة قد بحث في الرِّوايات وجمعها، فليقدِّم لنا دراسته، وإلا فهي مقولة نضمُّها لمقالات جولدزيهر وشاخت ودوزي الذين قالوا بمثلها[4].
*
وسوف أذكر هنا بعض القواعد المعلومة عند كلِّ متخصص في علم الحديث، خاصة في روايات ابن عباس في كتب السنة، وسوف أبدأ بسيرة ابن عباس رضي الله عنهما وأسباب إكثاره من الحديث، ثم أختم بعدد رواياته في الصحيحين وغيرهما، خاصة في صحيح البخاري:
1- اتَّفقت كتب التاريخ والسِّيَر جميعها على وجود شخصية ابن عباس، وثبت وجوده بالتواتر في كل طبقة من طبقات الأمَّة، فلا ندَعُ التواتر لأجل مقولة دون أدلة تنقض هذا التواتر.
*
2- عاش ابن عباس مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين شهرًا بالتمام والكمال، وكانت خالته ميمونةُ زوجةَ النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ابن عباس مُتفرِّغًا للعلم، يُصلي معه خمسة فروض، وأحيانًا ينام عنده في بيت خالته ميمونة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم كما توجد عدة أحاديث في البخاري وغيره لقصة مبيته عند النبي صلى الله عليه وسلم.[5]
*
3- كما هو ثابت سَمِع ابن عباس من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، ثم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم سمِع من أغلب الصحابة وروى عنهم، وكثير من رواياته عن الصحابة كما هي مثبتة في كتب الصحاح والتراجم، ويمكن للباحث أن ينظر في كتاب تهذيب الكمال في ترجمة ابن عباس؛ حيث يذكر الإمام المزيُّ روايته عن كل صحابي، وأين وردت هذه الروايات في الكتب الستة.[6]
*
4- كان ابن عباس مشهورًا بالفطنة والحفظ، كما هي عادة العرب، خاصة قريش، وزِدْ عليها دعاءَ النبي صلى الله عليه وسلم له: ((اللهم علِّمْه الكتاب))[7]، وعندما لقيه كان عُمره قرابة عشر سنوات، وهو قد قارب البلوغ، ويمكنه الحفظ والتثبُّت، وفي واقعنا من حالات النبوغ والحفظ في مثل هذا العمر كثير، وأبناء العرب في ذلك الزمان يشتهر عنهم النبوغُ والحفظ.
*
5- روى ابن سعد في الطبقات أن ابن عباس رضي الله عنه كان يكتب الحديث، وقد ورث أبناؤه عنه كتبه، وكان عنده حِمْلُ بعير من الكتب، فقد روى ابن سعد (ت230هـ) بإسناده إلى عبيدالله بن علي، عن جدته سلمى قالت: رأيت عبدالله بن عباس معه ألواحٌ يكتب عليها عن أبي رافع شيئًا من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم[8]، وذكر ابن سعد بإسناده أنها حِمْل بَعير[9].
*
6- ذكر المحدِّثون من أسباب إكثار بعض الصحابة من الرواية والتحديث:
تفرُّغه للعلم والجلوس للتحديث، ثم وجود طلاب له يسمعون منه وينشرون علمه، ثمَّ تأخُّر وفاته حتى سمِع وأسمع الحديث؛ فكما هو معلوم أنَّ بعض الصحابة لم يتفرَّغ للعلم، أو لم يكن صاحب علم، أو الوفاة القريبة له، وفي هذا المقام: ابن عباس له تلاميذ كُثر، فقد ذكر المزي وابن حجر له 197 راويًا[10]، ثم تأخَّرت وفاة ابن عباس (توفي 68 هـ) حتى سمِع من أغلب الصحابة وجَمَع العلم منهم، وقد نقلت كتب السنة قصصَ ذَهابه إلى بيوت الصحابة والسماع منهم.
*
7- ثم مَن يقول بأنَّ أحاديثه ضعيفة: يريد بهذا التشكيك بمن أخرج له من أصحاب الكتب، ثم التشكيك بقواعد نقد الحديث وتنقية الروايات وبيان المقبول منها من غير المقبول.
*
8- ثم حول روايات ابن عباس في البخاري وغيره وعدد أحاديثه المذكورة:
أقول: في صحيح البخاري لابن عباس 217 حديثًا تشمل: الحديث المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والموقوف على ابن عباس من قوله أو فعله، فكلُّ هذا إن رُوي بإسناد يُعدُّ حديثًا مستقلًّا[11]، ومن قرأ في صحيح البخاري وكتب السنة يعرف ماذا يقصد المحدِّثون بهذا؛ فالمحدِّثون يعدُّون كلَّ حديث جاء بإسنادٍ جديد من شيخ المصنِّف أو مَنْ فوقه مع اتحاد المَخرَج (الصحابي) حديثًا جديدًا.
*
على سبيل المثال لا الحصر: حديث ابن عباس في صحيح البخاري في بيان اسم صاحب سيدنا موسى وأنه الخضر، كرَّر البخاريُّ هذا الحديث في صحيحه 12 مرة، وفي الأصل هو متن واحد، ولكن سمِعه من ابن عباس مرة سعيدُ بن جبير (كما في حديث رقم 122)[12] ورواه عنه مرة أخرى عبيدُالله بن عبدالله (كما في حديث 78) وغيرُهم، وأرقام هذا الحديث المكرر هي: [ 78 ، 122، 2147 ، 2578 ، 3104 ، 3219 ، 3220 ، 4448 - 4450، 6295 ، 7040]، ومثاله: حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري: (أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج مع بلال فَوَعظ النساء...الحديث) فكرَّر البخاري الحديث 15 مرة[13]، ومثاله: حديث ابن عباس في البخاري في الحج: ((ولا حرَجَ)) كرَّره البخاري خمس مرات، وهلم جرًّا في باقي الروايات، ومثله صحيح مسلم، ومسند الإمام أحمد وباقي المحدِّثين.
*
9- البخاري يكرر الحديث حسب الحاجة في كلِّ مكان جديد يذكره فيه، ومن هنا عند الإحصاء يكون كل طريق جديد لهذا المتن هو حديثًا جديدًا، وهكذا خرج لابن عباس هذا العدد من الأحاديث، فإن حذفنا المكرَّر قد لا تبلغ الأحاديث الصحيحة عنه قرابة 300 حديث (من رواياته عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، أو مِن خلال واسطة بروايته عن الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم)، وتشمل المرفوع والموقوف.
*
10- وما نُقل عن الإمام السيوطي بوجود أحاديث كثيرة موضوعة في فضل العباسيين تُنسب إلى ابن عباس؛ أقول: هناك أحاديث كثيرة نسبها البعض لابن عباس رضي الله عنهما، ومنها ما اخترعها بعض الرُّواة الكذَّابين للتقرُّب من الحكام، وأحاديث أكثر منها في التفسير وفضائل السور، وغيرها كثير، فإذا قام راوٍ ضعيف أو كذَّاب باختلاق إسناد، أو اختلط في حفظه ثم نسب هذا الحديث إلى ابن عباس: فهل نتَّهم ابن عباس؟!
*
فقصد السيوطي: هناك أحاديث كثيرة منسوبة إلى ابن عباس وهو منها بريء، ومنها ما نُسب إليه وجاء موافقًا للعباسيين، وأسباب الوضع وأهداف الوضَّاعين كثيرة، منها التقرُّب إلى الحُكَّام.
*
وأخيرًا أقول: مثل هذه الادِّعاءات والأقوال التي يطلقونها ويُردِّدونها بقصد التشكيك في أصول السنة النبوية، ومَنْ ينقُلُها إلينا من الصحابة والمصنِّفين، دون معرفة بقواعد علم الحديث ونقد الرِّوايات - يلزمه إنْ كان يدَّعي العلم: أن يبحث وفق منهج علميٍّ منضبط، ويأتي بالأدلة على ادِّعاءاته، فدينُنا ولله الحمد ثابتٌ، والمحدِّثون لا يُحابون أحدًا ولو كان ذا قُربى، فقد كان يقول أبو داود صاحب السنن: "لا تأخذوا عن ابني"، ومثله كثيرٌ في المحدِّثين.
*

[1] وهو مستشرق فرنسي، وحسب بحث له نشره بعنوان: (Le portrait mythique d'Ibn Abbas)،in ARABICA N 32- 1985 -p 62-67.
[2] يُنظر: مناهج المستشرقين البحثية في القرآن الكريم؛ د. حسن عزوزي، ص43.
[3] إجناتس جولدزيهر؛ العقيدة والشريعة في الإسلام، ترجمة محمد يوسف موسى، وعبدالعزيز عبدالحق، وعلي حسين عبدالقادر، (القاهرة: دار الكتب الحديثة، 1959م)، ط1، ص: 49-50، ويُنظر: المستشرقون والحديث النبوي؛ د. محمد بهاء الدين، دار النفائس، ص209.
[4] للمزيد من أقوالهم في السنة النبوية يُنظر: المستشرقون والحديث النبوي؛ محمد بهاء الدين، دار النفائس.
[5] صحيح البخاري، كتاب: العلم، باب: السمر في العلم، حديث 117، (والحديث مكرر في البخاري 15 مرة).
[6] تهذيب الكمال في أسماء الرجال؛ جمال الدين يوسف المزي، ج15، ص154إلى ص162.
[7] رواه البخاري، كتاب: العلم، باب: دعاء النبي ((اللهم علِّمه الكتاب))، حديث 75، وفي رواية: ((اللهم فقِّهْهُ في الدِّين)) صحيح البخاري، كتاب: الوضوء، باب: وضع الماء عند الخلاء، حديث 143.
[8] الطبقات الكبرى؛ محمد بن سعد، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت، ج2/ص371.
[9] قال ابن سعد بإسناده إلى موسى بن عقبة قال: وضع عندنا كريبٌ حِمْل بعير أو عدل بعير من كتب ابن عباس، قال: فكان علي بن عبدالله بن عباس إذا أراد الكتاب كتب إليه: ابعث إليَّ بصحيفة كذا وكذا/ كان تلميذه سعيد بن جبير (95هـ) يكتب عنه ما يُملي عليه، فإذا نفد القرطاس كتب على لباسه ونعله، وربما على كفِّه ثم نسَخَه.
[10] تهذيب الكمال؛ المزي، ج15، ص154-155.
[11] يوجد إحصائيات ذكرها ابن حجر في مقدمة فتح الباري لكل صحابي.
[12] صحيح البخاري، كتاب: العلم، باب: ذهاب موسى إلى البحر مع الخضر.
[13] وأرقام الأحاديث هي: [825، 921، 932، 936، 945، 1364، 1381، 4613، 4951، 5541، 5542، 5544، 6894].

د. ثامر عبدالمهدي محمود حتاملة

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-01-2018, 10:26 AM
الصورة الرمزية العشرى1020
العشرى1020 العشرى1020 غير متواجد حالياً
مسئول الأقسام العامة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 18,483
معدل تقييم المستوى: 34
العشرى1020 has a spectacular aura about
افتراضي

جزاكم الله كل خير وبارك الله فيكم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-03-2018, 05:53 PM
sky5555 sky5555 غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 30
معدل تقييم المستوى: 0
sky5555 is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك وجزاك كل خير
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-03-2018, 09:26 AM
عادل مصطفى الدخميسى عادل مصطفى الدخميسى غير متواجد حالياً
معلم لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 32
معدل تقييم المستوى: 0
عادل مصطفى الدخميسى is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خيراااااا
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:13 PM.