اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد نبينا .. للخير ينادينا

محمد نبينا .. للخير ينادينا سيرة الحبيب المصطفى بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-03-2017, 06:45 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New شرح حديث: إنك ستأتي قوما أهل كتاب


عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: ((إنك ستأتي قومًا أهل كتاب، فإذا جئتَهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتُرَدُّ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائمَ أموالهم، واتقِ دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينه وبين الله حجابٌ))؛ متفق عليه[1].
*
يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: أول الواجبات الشرعية هو توحيد الله تعالى، ونفي الشريك عنه، ومعنى التوحيد: إفراد الله تعالى بالعبادة، فلا يُدعى إلا اللهُ وحده لا شريك له، ولا يستغاث إلا بالله وحده لا شريك له، ولا يُذبَح إلا لله وحده لا شريك له، ولا ينذر إلا لله وحده لا شريك له، ولا يتوكل إلا على الله وحده لا شريك له، ولا يخاف خوفَ السرِّ إلا من الله وحده لا شريك له[2]، وهكذا جميع أنواع العبادة، لا تُصرَف إلا لله وحده لا شريك له، وهذا هو معنى كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)؛ ولهذا جاء في رواية للحديث عند البخاري: ((فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحِّدوا الله تعالى))[3]، وفي رواية لهما: ((فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله))[4].
*
الفائدة الثانية: دل الحديث على بطلان قول المتكلمين: إن أول الواجبات معرفة الله تعالى المعرفة المجردة[5]، أو النظر في معرفة الله، أو القصد إلى ذلك النظر، أو الشك، على الاختلاف المشهور فيما بينهم؛ حيث لم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من ذلك، بل بدأ بأمرهم بالتوحيد، وقولُهُم هذا مخالفٌ لما جاء به الكتاب والسنة، وما بُعِث به الرسل عليهم الصلاة والسلام، ولما أجمع عليه سلف الأمة[6]، قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله: الصحيح أن أول واجب يجب على المكلف: شهادة أن لا إله إلا الله، لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك؛ كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم، بل أئمة السلف كلهم متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد الشَّهادتان[7].
*
الفائدة الثالثة: لقد كانت مهمة الأنبياء عليهم السلام الأولى هي: الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، وما بعَث الله نبيًّا إلا أمره بدعوة قومه إلى التوحيد، ونهيهم عن الشرك؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]؛ ولهذا يجب على العلماء والدعاة إلى الله تعالى الحرص على الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك، وبخاصة في المناطق التي يكثر فيها الشرك بالله تعالى؛ فليس من الحكمة ولا من منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام دعوةُ أناس إلى فروع الشريعة وتفاصيلها، وإهمالُ دعوتهم إلى التوحيد ونبذ الشرك، وهم واقعون في الشرك الأكبر المخرج عن ملة الإسلام.

[1] رواه البخاري في كتاب الزكاة، باب أخذ الصدقة من الأغنياء وترد في الفقراء حيث كانوا 2/ 544 (1425)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام 1/ 50 (19).
[2] خوف السر هو: أن يخاف العبد من غير الله تعالى أن يصيبه مكروه بمشيئته وقدرته وإن لم يباشره، فهذا شرك أكبر؛ لأنه اعتقاد للنفع والضر في غير الله؛ قال الله تعالى: ﴿ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [النحل: 51]، وقال تعالى: ﴿ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ﴾ [المائدة: 44]؛ (ينظر: تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ص24).
[3] رواه البخاري في كتاب التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمتَه إلى توحيد الله تبارك وتعالى 6/ 2685 (6937).
[4] رواه البخاري في كتاب الزكاة، باب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة 2/ 529 (1389)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام 1/ 50 (19).
[5] هذه المعرفة فطرية، يقرُّ بها عامة الناس من جميع الأديان والمِلَل، ولا ينكرها إلا جاحد، فهي لا تُدخل أحدًا في الإسلام، ولا تنجيه من النار.
[6] ينظر: التفسير الكبير للفخر الرازي 32/ 16، وتفسير القرطبي 7/ 331، وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 16/ 331، ودرء تعارض العقل والنقل 8/3 - 37، و7/ 353 - 355، والاستقامة 1/ 142 كلاهما لابن تيمية، ومدارج السالكين 3/ 443 وما بعدها لابن القيم، وفتح الباري 13/ 349 - 355، و1/ 70 - 71، وشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي ص75، وتيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ص101.
[7] شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي ص75.

الشيخ عبدالرحمن بن فهد الودعان الدوسري

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:35 AM.