اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > أخبار و سياسة

أخبار و سياسة قسم يختص بعرض الأخبار و المقالات من الصحف يوميا (المصرية والعربية والعالمية )

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-02-2014, 11:43 PM
الصورة الرمزية محمد محمود بدر
محمد محمود بدر محمد محمود بدر غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 23,998
معدل تقييم المستوى: 38
محمد محمود بدر is just really nice
افتراضي ماذا فعل الفارس مبارك بسعد الشاذلى؟

يحيى حسين عبدالهادى يكتب : ماذا فعل الفارس مبارك بسعد الشاذلى؟.. حلقة فى سلسلة من الخسة لم يرحم فيها شيبة قامات مثل «المسيرى» وحلمى مراد



الخميس، 13 فبراير 2014 -

13:48



سعد الدين الشاذلى





نقلا عن العدد اليومى

فى الذكرى الثالثة لخلعه، انطلق إعلاميو مبارك بحملة تلميعٍ خائبة ومتبجحة وكاذبة مستغلين أخطاء جماعة الإخوان وبعض من سماهم الإعلام شباب الثورة، لمحو ذاكرتنا القريبة وإقناعنا بأننا كنا نعيش مع رئيس ملاك وولى من أولياء الله الصالحين وفارس نبيل قلّ أن يجود الزمان بمثله، أخطأ الشعب فى حقه عندما ثار عليه.. وهى حملة خائبة لأن الله أراد أن يقوّضها سنويا إلى يوم الدين عندما شاءت مشيئته أن تقترن ذكرى خلع مبارك بذكرى وفاة سعد الدين الشاذلى.. فتتهاوى على الفور ادعاءات النبل والشهامة والفروسية التى يريدون إسباغها على من خلعه الشعب، أمام حقائق الخسة والنطاعة والوضاعة فى التعامل مع واحد من أنبل من أنجبت مصر.. حبيب مصر وقرة عينها وبطلها الأسطورى وابنها المظلوم والرأس المدبر والقائد الميدانى لنصر أكتوبر العظيم.. الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان القوات المسلحة فى حرب أكتوبر وقائد الكل (بمن فيهم مبارك نفسه).

والشاذلى لم يكن بطلاً لمعركة واحدة.. وإنما كانت حياته سلسلةً كاملة من معارك الوطن المقدسة.. انتصر فيها جميعاً بنا ولنا.. وكما كان خالد بن الوليد نموذج العسكرية الإسلامية، فإن سعد الدين الشاذلى كان وسيظل نموذج العسكرية المصرية.. من أهانه فقد أهان الجيش المصرى ومن ظلمه فقد ظلم مصر كلها. هو الضابط المثالى المقاتل عن عقيدة (لا كوظيفة) وكما قال هو عن نفسه فى كتابه الممنوع «لقد أمضيت عمرى كله فى خدمة بلادى».. لم يسرق ولم يزوّر ولم يلعنه شعبه فى يوم من الأيام.


فى ميادين القتال، انتصر الشاذلى فى كل معاركه.. حتى فى 1967 كان أداؤه طاقة نور وسط الظلام الحالك.. وبعد أن أُبعد عن ميادين القتال بعد نصر أكتوبر، خاض معركته الأخيرة الطويلة ضد الخسّة والدناءة والجحود.. وهى قصةٌ تستحق أن تُروى.. فى أواخر عهد السادات وإثر خلافه معه بسبب كامب ديفيد، أراد السادات أن يحاكمه لأى سبب واعتقد أنه وجد ضالته فى اتهامه بأنه أفشى أسراراً عسكريةً فى مذكراته عن حرب أكتوبر، مع أن كل من يقرأ الكتاب لن يجد فيه أى أسرارٍ.. واعتقد الجميع أن الموضوع انتهى باغتيال السادات ومجىء مبارك.. فإذا بمبارك يحاكمه غيابياً بنفس التهمة وقضت المحكمة العسكرية بحبسه ثلاث سنوات وسط اندهاش الجميع من هذا الموقف الخسيس من الرئيس الجديد ضد قائده فى حرب أكتوبر. وبعد ذلك بعشر سنوات أبلغت السيدة الفاضلة حرم الفريق الشاذلى رئاسة الجمهورية بأن الفريق الشاذلى يريد العودة لوطنه بعد 14 سنة فى منفاه الاختيارى ولكنها تخشى عليه من تنفيذ الحكم الغيابى، وتلقت إجابة واضحة بأن يعود ولا خوف عليه.. فلما عاد أُلقى القبض عليه فى المطار وتم ترحيله فوراً إلى السجن الحربى لتنفيذ الحكم الغيابى وجاءه من يساومه على الخروج مقابل تقديم التماس لمبارك.. لكن الشاذلى لم يخذل حُسن ظننا به.. فلم يحْنِ هامتَه إلا لخالقه.. ورفض أن يوقع على هذا الالتماس.. وبقى فى السجن الحربى عاماً ونصف إلى أن خرج بعد قضاء نصف المدة كبقية المساجين (الشاذلى فى السجن الحربى!.. يالهول العبارة.. ويا لعارنا جميعاً إلى يوم الدين.. ويا فرحة إسرائيل الحقيقية!).. وبعد أن خرج من السجن نُزعت صورته من بانوراما حرب أكتوبر وتم إيقاف معاشه المستحق عن نجمة الشرف العسكرية وعاش العشرين عاماً الأخيرة من حياته على إيرادات قطعة أرض ورثها عن أبيه.. ولم يتم تكريمه (طبعاً) فيمن تم تكريمهم فى الذكرى الثلاثين للحرب التى قادها وانتصر فيها.. وظل هذا القائد المصرى الأسطورى الشريف يستمع إلى أكاذيب إعلام الرئيس الخسيس.. وتحمّل بروحه العذبة.. وابتسامته التى تختصر روح مصر الضاربة فى عمق الزمان، تحمّل سفالات ورذالات الصغار وخستهم.. إلى أن صعدت روحه إلى بارئها فى توقيت مدهش وعبقرى (10 فبراير 2011) وشُيعت جنازته يوم 11 فبراير.. وبينما جثمانه الطاهر يُشيّع مصحوبا بدعاء الملايين لله عز وجّل أن يغسل عنه برحمته وفضله كل ما لحق به من ظلم.. كان ظالمه وظالمنا يُشيّع بدعاء نفس الملايين أن يقتص الله منه، وبعد أسبوعين من تحرر الجيش المصرى من قائده الأعلى المزوّر، أعاد للشاذلى (وهو فى رحاب ربه) نجمة الشرف.


لم يكن ما فعله مبارك مع الشاذلى حالةً استثنائيةً وإنما حلقة فى سلسلةٍ من الخسة لم يرحم فيها شيبة قاماتٍ مثل الدكتور عبد الوهاب المسيرى والدكتور محمد حلمى مراد.. ومع هذا فقد كان رأيى ولا زال ألا تتم معاملته بالمثل.. ليس لأنه فارسٌ نبيلٌ كما يستهبل أزلامه.. ولكن لأن مصر دولةٌ كبيرةٌ.. أكبر من أن تطارد كهلاً فى الخامسة والثمانين.. حتى ولو كان مجرماً.. قلت هذا لقيادات فى جماعة الإخوان فى العام الماضى عندما أعادوه إلى سجن طرة بدلاً من مستشفى المعادى وبدا أنهم يتربصون به.. ولا زلت عند رأيى. فلتعد فئران مبارك إلى جحورها ولا تُقلّب علينا المواجع عسى الله أن يغفر له ولهم ويكفّر عنه سيئاته..


وليسامحنا سعد الدين الشاذلى.. فقد جرى له ما جرى دون أن نستطيع أن نرفع عنه فى حياته شيئاً مما لحق به من الظلم.. وصعدت روحه قبل أن يعلم بثورتنا التى أطاحت بظالمه.. ولتهنأ روحه فى سلامٍ بعد رحلة العمر القاسية.. فى مكانها الطبيعى مع النبيين والصديقين والشهداء.. وحسُن أولئك رفيقاً.
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:38 PM.