اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > أخبار و سياسة

أخبار و سياسة قسم يختص بعرض الأخبار و المقالات من الصحف يوميا (المصرية والعربية والعالمية )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-03-2013, 04:41 PM
شابه شابه غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 125
معدل تقييم المستوى: 12
شابه is on a distinguished road
افتراضي خالد عكاشة: رفح.. وحديث الإفك!!

أطل السيد على عبد الفتاح القيادى بجماعة الإخوان المسلمين على مجموعه من أعضاء الجماعه فى محاضرة مسجلة بالصوت والصورة، لينطلق فى حديث انتخابى أراد منه بث الحماسة فى نفوس الأنصار والمريدين ونقلهم من مرحلة الكمون والانزواء جراء الأحداث الاحتجاجية التى تضرب مختلف المحافظات إلى مرحلة السعى والحشد الجماهيرى استعداداً لانتخابات مجلس الشعب القادم.. ولم يجد السيد القيادى الإخوانى من إنجازات حقيقية ملموسة يقوم بتسويقها لأعضاء الجماعة ليقوموا بدورهم بترديدها بالشارع، فلجأ إلى حديث المؤامرة و هو الحديث الأثير لدى جماعة الإخوان المسلمين ومنهج معتمد لديهم فى تفسير جميع الوقائع التى يكونون فيها طرفاً فاعلاً أو مفعول به.

مضى السيد على عبد الفتاح يسبح فى تهويمات أراد لها أن تحمل أكبر قدر من الإثارة لامتلاك أذهان المستمعين فذكر أن انسحاب القوى السياسية والكنيسة من الجمعيه التأسيسية للدستور كان لسبب رفض هذه القوى أن تكون الأسرة هى أصغر وحدة فى المجتمع و رغبتهم فى جعل الفرد هو أصغر وحده مجتمعية وفق المفهوم العلمانى الذى يتيح بذلك تكوين علاقات شاذة بين الرجل و الرجل أو بين المرأة و المرأة.. و حقيقة هو سبب يظهر لأول مرة على لسان القيادى الإخوانى لانسحاب قوى المعارضة و الكنيسة بعد مضى هذه الشهور وطوال احتدام المعركة السياسيه حول اللجنة التأسيسية التى قيل فيها كل شيء من جميع الأطراف فيما عدا هذا السبب التآمرى الذى أخفاه الجميع حول رغبة المنسحبين فى تحويل الوطن إلى مجتمع من الشواذ بتحصينات دستوريه! ومضت التهويمات فى هذا السياق تضرب فى جميع الاتجاهات فدخلت إلى تزوير ممنهج فى انتخابات الرئاسة بمرحلتيها الأولى والثانية وكانت بالطبع ضد الرئيس محمد مرسى، ومنها إلى إنفاق الفريق أحمد شفيق لمبلغ 48 مليار جنيه لشراء أصوات وذلك بإشراف خليجى إسرائيلى وتحت رعاية أمريكية، هكذا سار الحديث بطريقة تجميع أكبر قدر من التوابل على وقائع تجاوزتها الأحداث ووضعت الحقائق بعضها فى سياق مغاير تماماً لما يحاول القيادى الإخوانى تسويقه كفيلم هندى يحمل كل عناصر التشويق و الإثارة والمفارقات الصارخة لضمان حصد أعلى نسبة مشاهدة.

ونصل إلى حدث الذروة الدرامية بالقنبلة التى ألقاها السيد القيادى حول تورط المجلس العسكرى السابق فى التدبير لحادث الهجوم على الضباط والجنود المصريين الستة عشر فى رفح واغتيالهم فى موقعهم العسكرى برمضان الماضى، وأن هذا التورط والتدبير الذى قام به المجلس العسكرى كان فى إطار صنع فخ للرئيس مرسى للإطاحة به وأن الرئيس استفاد من هذا الفخ وحول المحنة إلى منحة وقام بتطهير الجيش! حقيقة تجاوز هذا الطرح مرحلة الإثارة التى تستهدف شد الانتباه وخرجت من سياق حبكة المؤامرة التى يروج لها إلى منطقة ألغام خطرة قد تستهدفه هو والجماعة بشكل مباشر، فرغم عدم معرفتى بمصدر معلومات هذا القيادى ولا أعرف تخصصه لكنى أظنه اقترب بأكثر مما يسمح به حد الأمان فى هذه القضية.. وأظننى أمتلك شهادة تحليلية تستند إلى تواجدى فى مسرح الأحداث بشمال سيناء طوال فترة الثوره ما قبلها وما بعدها وبحكم التخصص الأمنى أطرح تلك الرؤية بوقائع مثبتة عاصرتها جميعاً وتعاملت مع تفصيلاتها عن قرب.. فلم يكن حادث رفح خارجاً عن سياق بدأ مع اندلاع ثورة 25 يناير باستهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين مدينتى (رفح ـ الشيخ زويد) الواقعتان فى نطاق المنطقه (ج) بتقسيم معاهدة كامب ديفيد، وكان هذا الاستهداف من قبل مجموعات مسلحة استغلت حالة استهداف الشرطة بوجه عام فى جميع أنحاء الجمهورية لإخراج هذه القوات من المدينتين تحت وقع الهجمات المسلحه الشرسة من تلك الجماعات طوال أيام الثورة، وبالفعل ما أن بدأت المرحلة الانتقالية حتى صارت المنطقة المتاخمة للشريط الحدودى بعمق 60 كم خالية تماماً من أى قوات ليبقى وجود شاحب لقوات رمزية تدير أعمال المنفذ وتتواجد على الشريط الحدودى وتبدأ تلك المنطقة الممتدة من العريش شرقاً إلى الحدود وبعمق داخلى يمتد إلى منطقة المضايق تتحول بوتيرة متسارعة إلى ملاذ آمن لجماعات مسلحه مارست أعمال هجومية عديدة طوال الفترة الانتقالية التى أدارها المجلس العسكرى، ولكن تلك الحوادث الإرهابية غابت عن التغطية الإعلامية بسبب انشغال الجميع بما كان يدور بالقاهرة من تفاعلات سياسية ساخنة وغابت أيضاً تلك الحوادث عن الملاحقه الأمنية لانشغال قوات الجيش فى عموم الجمهورية بالتأمين بديلاً عن الشرطة الغائبة.. وصنفت تلك العمليات على أنها من أعراض انفلات المرحلة ولعل أشهر تلك الحوادث كمثال تفجير خط الغاز الطبيعى (16 مرة) الموجود بامتداد هذه المنطقة إلى الأردن وإسرائيل وتوالت عمليات تلك المجموعات المسلحة بصورة ممنهجة فى سبيل تفريغ تلك المنطقه من أى تواجد أمنى، وهو ما نجحت فيه طوال عام ونصف تدفق فيه من السلاح والأفراد ما أكسب تلك الجماعات تفوق نوعى واضح تطور بدخول العائدين من الخارج من مناطق الجهاد المسلح ليتواجدوا فى هذا الملاذ الآمن لتنظيم الصفوف والكوادر والعمل كخبراء وأمراء لمجموعات بدأت تتمدد وتكسب أرضاً جديدة كل يوم.. ما يهمنا فى هذا المجال هو حادث رفح الدامى والذى جاء متزامناً مع انتهاء المرحلة الانتقالية وتسلم الرئيس محمد مرسى السلطة وكان المطلوب كهدف لهذه الجماعات المسلحة تكريس وضع على الأرض يؤمن لهم ما حققوه من تواجد وانتشار وتأسيس تنظيمات وشبكات ممتدة إلى الجانب الآخر من الحدود فبدأت المقدمات فى شهر يوليو سابقاً للعملية الدامية بشهر واحد وهو ما تم فيه الكثير.

فى أخر مشهد لشهر يوليو والذى سبق حادث رفح كان هناك اثنين من المجندين يقضون خدمتهم العسكرية فى مدينة الشيخ زويد.. فى يوم 28 شعبان يجمعون من زملاء الوحدة العسكرية نقود محدودة وينزلان إلى سوق المدينة لشراء بعض الأطعمة أظنها لوازم الإفطار والسحور لشهر رمضان.. الاثنين المجندين يفاجئهما وهما بسوق المدينة مجموعة مسلحة من راكبى الدراجات البخارية يفتحون النار عليهما فى غزارة ت***هما فى الحال.. وأدت غزارة النيران إلى بتر يد أحد المجندين و بتر قدم المجند الآخر فضلاً عن الموت الفورى بالطبع!

غادرت المجموعه المسلحة المكان هاربة إلى ملاذها الآمن وسط صدمة وذهول جميع الأهالى الموجودين بالسوق لنفس غرض الجنديين وهو شراء لوازم رمضان القادم فى اليوم التالى.. تم نقل الجثتين فى سيارة دبرت على عجل وكان أكثر ما أوجع أهالى الشيخ زويد أن تتم الجريمة فى سوق مدينتهم ولا يتمكنون من عمل شيء وأن ال***ة لا يعرفان الجنديان وليس بينهما أى ضغائن أو خلفيات سابقة.

لم يكن هذا المشهد العبثى خارج عن السياق فهو الحادث الأخير فى شهر يوليو الذى كانت حصيلته فى شمال سيناء على سبيل الحصر كالآتى: إطلاق الرصاص على مندوب شرطة تابع للحماية المدنية فى مدينة العريش وإصابته بطلقتين نافذتين بالبطن والصدر وأجريت له ثلاث عمليات جراحية لإنقاذ حياته، *** أمين شرطه تابع لإدارة البحث الجنائى بخمس طلقات اثنين فى الرأس و ثلاثة فى البطن وسط مدينة العريش، إصابة رقيب شرطة تابع لقسم شرطة الحسنة بثلاثة طلقات فى الكتف والقدم وحرق سيارة الشرطة التى كان يستقلها وأجريت له عمليتين جراحيتين لإنقاذ حياته، إصابة ضابط شرطة من قوة الأمن المركزى المكلفه بحراسة الحدود بمنطقة رفح بمجموعه من الطلقات والشظايا المتفرقة أثناء مواجهة مع مهربين الأنفاق المدعومين من الجماعات المسلحة أصيب بالعديد من الإصابات أشدها أنه فقد عينه اليمنى تماماً، خطف سائحين أمريكيين ومرشدهما المصرى ومساومة الأجهزة الأمنية للإفراج عن تجار مخدرات يقضون عقوبة بسجن برج العرب والحمد لله تم تحرير المختطفين.

كان أهالى هذه المنطقة موقنين بالحس الرداري الفطرى لديهم بأن الفصل الأول من ترتيب كارثى قد بدأ ودليلهم الأهم فى ذلك أن من يرتكبون هذه الجرائم فى وضح النهار ويستهدفون أجهزة الأمن تحديداً دون غيرها وبأسلحة لم تتوافر بهذا الكم من قبل.. هؤلاء هم من كانوا يحشدون الأتباع لانتخاب التيار الإسلامى فى الانتخابات البرلمانية ومن بعدها الرئيس محمد مرسى فى الرئاسة ويرفعون حتى الآن الشعارات الإسلامية!!

وصدق حدس أهالى سيناء فبعد استهداف متواصل طوال شهر يوليو الدامى وعلى مسافة خمسة أيام فقط من حادث جنديي الشيخ زويد وقعت عملية رفح التى أودت بحياة الجنود المصريين وكانت بمثابة طابع الختم للرسالة الموجهة إلى جميع الأطراف، للأهالى فى البداية ولقوات الأمن المحدودة والمقيدة فى هذا المكان وفى النهاية لقوات الجيش ومن خلفها المجلس العسكرى الذى كان يستعد لترتيبات سياسيه بالقاهرة مع الرئيس المنتخب الجديد.. أداء العملية وتجهيزات المنفذين واتجاه الهروب ناحية الجانب الآخر من الحدود يشير بأصابع واضحة إلى الجماعات المسلحة المتواجدة فى المكان ويشير إلى دعم صريح من جانب قطاع غزة اتخذ أشكال متنوعة ليس آخرها تأمين طريق هروب منفذى العملية، مما دعى الجانب الإسرائيلى للتدخل الفورى بإطلاق النيران على المنفذين بعد سرقتهم لعربة مدرعة بسائقها والاندفاع بها عبر الشريط الحدودى مما أسفر عن مصرع هذه المجموعة من المنفذين.. وفى عودة لما ذكره السيد القيادى الإخوانى الذى حاول المراهنة على ضعف الذاكرة فعمي عن ذكر جزئية الهروب وإتجاهاته التى تنسف بالأساس فرضية تورط المجلس العسكرى وتعيد الإشارة بأصابع الاتهام إلى اتجاهها الصحيح.. فرضية متهالكة وعبثيه بامتياز تحاول جماعة الإخوان ترويجها والضغط بها على المجلس العسكرى الحالى فى حالة الشد والجذب الدائر بينهما الآن وخروج أطراف أخرى من الجماعة لنفى ما ذكره قياديهم وتحميله وحده مسئولية ما صرح به فى محاضرة إخوانية عامة تكتيك إخوانى مكرر لتوزيع الأدوار ولكنى أظنهم هذه المرة قد دخلوا بأقدامهم إلى حقل ألغام يحاولون داخله ممارسة ألعاب خطره.. ولانعدام الخبرة لديهم فى هذا المجال لا يدركون أن اللغم سلاح خبيث المخفى منه أكبر من الظاهر و من أراد أن يصل بيديه إلى هذا المخفى فإنه ينفجر فى الوجه لا محالة.



http://elbadil.com/opinion/2013/03/17/121837
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:17 AM.