قراءة هادئة لوطن يحترق للدكتور شعيب

[مستر كمال عبد رب النبى]

هذه المقالة وصلتى من الأستاذ الدكتور شعيب أستاذ الاقتصاد . وبصراحة أعجبت بتحليله للمشهد السياسى الواقعى الحالى الذى نراه فى مصر لذلك أحببت أن انشرها معكم اخوانى الاحباء . وصراحة طلب من الرجل التعليق فالرجاء تعليقاتكم .

قراءة هادئة لوطن يحترق

إن المراقب للصورة الحالية التي عليها الوطن لا يري فيها سوي ماضي يحترق في معظمه وحاضر يتم الإجهاص عليه في شتي ربوعه ومستقبل يغتال بأيدي صفق لها الجميع حينما قاموا بالثورة ثم نظفوا الشوارع التي إحتفظتهم طوال ثمانية عشرة يوما .
هذه هي الأبعاد الكاملة للصورة التي تلتقط لمصر..وإذا كان لكل مشهد أبطاله فمن أبطال المشهد الحلي الذي عليه الوطن؟
من خلال القراءة المتأنية والمحايدة يمكن القول أن الأبطال الأساسيين هم:
أولا: الأخوان:
وهؤلاء لن نتحدث عنهم كثيرا سواء عن ماضيهم وما واجهوه او مكمن فكرهم منذ العشرينات من القرن الماضي ولكن أشير فقط أن هؤلاء وإن كانوا قد واجهوا الكثيرا من المصاعب فقد حصلوا مقابل ذلك علي سعادة داخلية تتمثل في أنهم يعانون من أجل مبدأ مقتنعون به والمقتنع بتوجه معين أو بفكرة ميعنه لا يعبأ أبدا بما يلاقيه من عناء في سبيل ذلك .
ليس هذا فحسب بل إن عناصرهم علي قناعة أن ماواجهوه من مصاعب هي في ميزان حسناتهم وأن الله سبحانه وتعالي سيوفيهم أجورهم يوم القيامة.
وإنطلاقا من هذا يجب ألا يفكر الأخوان في السلطة كمقابل علي ما واجهوه منذ نشأتهم وحتي اليوم ان كانوا صادقين مع الله ومع أنفسهم لانهم وأكرر مرة ثانية يكفيهم أنهم عاشوا من أجل مبدأ معين وعانوا من أجله وان حسابهم عند ربهم يكافئهم بما عملوا .
ثانيا: عناصر النظام السابق:
هؤلاء لا يشك عاقل في انهم متواجدون في شتي مناحي الحياة في مصر ولديهم:
1- أموال طائلة نهبوها من خزائن مصر طوال عقود من الزمان,وسوف يستخدمونها لتحقيق أهدافهم في العودة من جديد.
2-رغبة في عودة الزمان مرة ثانية حتي تستمر روافد الفساد تغذي خزائنهم بأموال المصريين المنهوبه,لأنهم يرون أنهم أحق بها من غيرهم .
3- أعدادهم ليست بالقليلة لأنهم كونوا عصابتهم علي مداد عقود من الزمان كانت كافية لجعلهم الأغلبية المؤثرة في الشارع المصري طوال الزمن الماضي وهم علي قناعة تجعلهم مصممون علي التواجد في المشهد أيا كان الثمن.
ثالثا:القادمون من الصفوف الخلفية:
وهؤلاء يغلب عليهم الرغبة في الظهور في المشهد ويغلب عليهم الحماس ويتراجع كثيرا لديهم الإحتكام إلي العقل وتنقصهم الخبرة,لكنهم هم الوقود الذي حرك الثورة ولذلك يرون أنهم أصحاب الحق في أن يكون المشهد اغلبه لهم,خاصة وأن الجميع يمتدح فيهم المبادرة بأشعال شرارة الأحداث التي بدأت في يناير سنة 2011 .
رابعا:الهواه:
وهؤلاء أيا كانت المناصب التي تبوؤها وأيا كانت أدوارهم خارج الوطن,أو داخل الوطن وهي محدودة ,كان السبب الرئيسي في ظهورهم في المشهد هو رفض الشعب للأخرين فلم يبقي سواهم,وما لاقاه هؤلاء من أهتمام إعلامي وصل لحد فرض هؤلاء علي المشهد الحالي للوطن,فأصبحوا من خلال التواجد الإعلامي علي قناعة بأنهم لابد وان يكون تواجدهم في المشهد المصري بنفس المقدار.
ويتميز هؤلاء بأنهم:
1-يرفضون الأخوان ويكرهون عناصر النظام السابق ويجعلون في خلفيتهم بعض من القادمون من الخلف .
2-ليس لديهم ثقافة أو أجنده محددة لبناء الوطن ولكنهم ينتقدون كل شيئ,ويرفعون شعار إنقاذ الوطن من الإخوان ولكنهم لم يحددوا لنا كيفية الإنقاذ,ومن ماذا تحديدا سوف ينقذونا؟ومن وكلهم في هذه المهمة؟
3-ليس لهم قائد فهم جميعا يرون أنهم مادة والقائم المشترك الأكبر بينهم أنهم خسرواانتخابات الرئاسة ,وإن كان احدهم قد حصل علي عدد كبير من الأصوات فهي كانت نتاج الأختيار السلبي الذي حدث والذي تمثل في رفض هؤلاء المصوتيين للأخوان والفلول.
خامسا:الإعلام:
وهذه المؤسسة تحديدا الهدف الأوحد لدي القائمين عليها والعاملين بها (هو الربح المالي)فقط ولذلك هم علي إستعداد لمصارعة أي إنسان يبعدهم عن المشهد لأنهم يرون في ذلك حفاظا علي مورد رزقهم الذي أوصلهم الي المصاف الأولي في المجتمع طوال فترة العهد البائد وهم يعلمون أن الهدوء والأستقرار في الوطن لن يمكنهم من التواجد المستمر وبنفس الأسلوب في المشهد الوطني,ولذلك هم لا يرون الصورة سوداء أو يسودها وليس لديهم ثقافة البناء ,بل هي ثقافة الهدم حتي يظلوا متواجدون في المشهد, وحينما تشتد بهم الأنتقادات يقومون بعمل غسيل مخ للمشاهدين ثم يأتون ليسألوهم فيكون المشاهد نسخة مكررة منهم,فيخيل المتابع أن الاعلام صادق أن لهم اتباعه ومؤيدوه رغم أنهم في الحقيقة أتباع تم تسييرهم معصوبي العينين وليس لمعصوب العينيين أختيار سوي مايراه صاحبه .
ولعلي لا أبالغ إذا ما قلت أن هذا العنصر هو من أخطر العناصر في المشهد الحالي لأنه يري مورد رزقه يتضاعف عائده كلما أزدادت أشلاء الوطن ونزفت دماء أبناءه وخربت مرافقة وإ***عت أشجار مستقبله .
سادسا:العاطليين:
وهم يكثرون وينتمي معظمهم إلي الطبقة الوسطي,وهم علي درجات مختلفة من الوعي الثقافي,وبعضهم يعمل فعلا ولكن لديه الوقت والجهد الكافيين ليزيد دخله حتي يستطيع مواجهة نفقات أسرته ,وبعضهم لا يعمل نهائيا او يعمل عملا موسميا او غير منتظم ,هؤلاء هدفهم من التواجد في المشهد المطالبة بحقوقهم في العمل والرزق والأمن وهم الأكثر عددية في المشهد,ولكنهم امام ضغوط الحياة وامام اللاعبون الكثر في المشهد ,أخطئوا السبيل فرأو أن زيادة دخلهم تأتي من التظاهر ومن المطالب الفئوية ومن الاعتراض السلمي,ولكنهم أوجدوا الفرصة للأخرين للأندساس فيما بينهم ,فتم تشويههم ولم يحققوا شيئا من متطلباتهم حتي الأن,فهم أشبه بمن يضع الحصان خلف العربه ثم يشتكي من عدم التحرك,إذا كيف يوقفون الأنتاج ثم يطلبون زيادة الدخل؟!!
سابعا:الخارجون عن القانون:
وهؤلاء أيضا كثيرون نتيجة:
1- الأنفلات الأمني
2- الجهل وعدم معرفتهم بحقوق الوطن
3- تراجع قدرة الدولة علي تلبيه أدني مستوي من طلباتهم التي تحقق أدني مستوي للمعيشة
4- إستخدامهم من جانب جميع الفرقاء السابقيين بلا استثناء,فهؤلاء هم الأداة التي يستطيع كل فريق ان يحقق أهدافه طالما هؤلاء باقون في الشارع يهدمون ويحرقون ويسرقون ويروعون ,فبهم يؤكد كل فريق أنه علي صوابه والدليل علي ذلك ما هو حادث في الشارع.
ثامنا:العنصر المعدوم والمهم:
وأقصد به الطرف الأجنبي أيا كان عربي (يخشي من إمتداد ثورة الأحرار)أو أجنبي يخشي من وطن إذا تنعم بالأستقرار,فلن يقف أمام تقدمه حاجزا أو سدا وهذا الطرف من الأهمية بمكان .ولكنه والعدم سواء إذا أتحد أبناء الوطن نحو هدف واحد وهو أمن وطنهم,ففي هذه الحالة لن يكون لهذا العنصر تواجد أيا كانت قدرتة المالية والإعلامية والمخابرتية والتخريبية.
إذا كان هؤلاء هم عناصر المشهد الحالي للوطن المكلوم في أبنائه والجريح من أبنائه أيضا فمن الضحية.
لأول وهلة فإن البعض يري أن هناك فريق ضحية والأخر الجاني,ولكن الحقيقة أن الوطن كله ضحية بكل حاضره وبكل ماضيه ومستقبله.
إن الصورة الحقيقية الأن لمصر أشبه ما تكون بجدار يقع كاملا ولن يسلم من أثار الإنهيار إحدي لبنائه أيا كان تماسكها ولن يكون هناك أحدا رابحا ولن ينجوا من أثار الإنهيار,حتي ذلك الذي يقول إنه أخر من يخرج من مصر ويطفئ الأنوار ,لأنه عندما يطفئ الأنوار سيعيش في ظلام,كان هو وغيره أحد عناصر تحققه .
ولذلك أوجه نداء إلي كل عنصر من هذه العناصر.
أولا: إلي الأخوان أتيتم إلي السلطة ولم يكن الطريق ممهدا لتركة سيئة,ولكنكم حتي الأن تسخرون أقدار أمة لخدمة هدف خاص وهذا خطأ جسيم ومضاعف ,جسيم لأنه يأتي علي أقدار وطن ومضاعف لأنكم أستخدمتم رايه الإسلام,من أجل تحقيق هدف طائفة مسلمة
ثانيا:إلي عناصر النظام السابق:
لو تجرعنا العذاب ليلا ونهارا فلن تعودوا بإذن الله أيا كان الثمن إلي سدة الحكم,وأيا كانت الأموال التي معكم والأجهزة المعاونة لكم ومن كفروا به من الفقراء .
ثالثا: إلي القادمون من الصفوف الخلفية:
إنكم خيرة أبناء هذا الوطن,لا تجعلوا قياداتكم لمن لا يعنيه هذا الوطن ,هذا الوطن جزءا من حاضره لكم ومستقبله كله لكم,فأصبروا علي هذا الوطن أيا كان ربان سفينة,حتي لا يموت الربان وتغرق السفينة بمن فيها ولا تصل ولا تصلوا للهدف المنشود.
رابعا:الهواه:
لا تلعبوا بمشاعر شعب وانتم تمسكون مشاعل الحرائق وليس النور,إذا لم يكن لديكم ماضي وطني تخشون عليه فأحفظوا لأولادكم مستقبل وطنهم حتي ولو كانوا يحملون ***يات دول أخري.
خامسا: إلي الإعلام:
مصر تستحق أن نفتديها بقلوبنا واعناقنا ,فهل كثيرا عليها أن تفتدوها بعدم تحريك السنتكم ولو لمدة سنة,فما لديكم من أموال هنا وهناك سيكفيكم حتي لو كنتم تحرقون الاموال وليس تنفقونها وأسألوا الكثيريين من ذوي الأيادي المعطاءة لكم.
سادسا:الي العاطلين:
كيف تنتظرون ثمرة من شجرة لا ترونها ولا تعتنوا بها بل إنكم تقطعونها ,إن مصر أصبحت من تصرفاتكم أشبه بشجرة يائسسة لن تؤتي بثمار وقد لا تستخدم إلا كفحم لن يحقق التدفئة بقدر ما سيحقق الإحتراق والدخان .
سابعا: الي الخارجين عن القانون:
كلمة العدل مادامت علي طول الزمان سدي ومصر دائما ارضها أرض عدل وسماؤها سماء حرير فأتقوا يوما تعود كلمة العدل صراحة في أرجائها وعلي يد جيل جديد من أبنائها,عرف الطريق الي الميزان بالميزان ويشعله العلم أخيرا الي مصر
يا وطني صبرا فالجميع يقطع فيك بأسم الحب والجميع يحرق فيك بأسم الحرية والجميع يهدم فيك بأسم الرغبة في البناء والجميع سيبكي علي أنه أبكاك يا وطني سيبكون لأنهم أسالوا دمك وهم يضحكون ,أحرقوك وهم يقبضون الثمن فصبرا يا وطني صبرا يا وطني .

الدكتور شعيب

[مستر كمال عبد رب النبى]

ارجو تعليقاتكم

[محمد محمود بدر]

جزاكم الله خيرا استاذنا الفاضل

[youssef darwish]

سلمت يداك

جزاك الله خيراً