اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-05-2015, 11:05 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي ابدا ابدا لن ننساكى يا اندلس


ابدا ابدا لن ننساكى يا اندلس

تمر علينا هذه الايام ذكرى مرور 1300 سنة على فتح الاندلس

فقد دخل المسلمون بلاد الأندلس فاتحين بقيادة القائد طارق بن زياد رحمه الله، بعد معركة بوادي التي كانت في رمضان سنة 92هـ الموافق 19يوليو سنة 711م، وخرجوا منها بعد سقوط غرناطة في أيدي الصليبيين من الأسبان وغيرهم سنة 897هـ الموافق 1492م، أي أن حكم المسلمين للأندلس قد استمر ثمانية قرون.


فتح الاندلس




مسجد قرطبة

نتحدث عن انتصار من تلك الانتصارات العظيمة، وهو فتح الأندلس الذي بدأ في العشر الأواخر من رمضان سنة 92هـ.
يُعَدُّ فتحُ الأندلس من الانتصارات الكبرى، ليس للمسلمين فقط، لكن للعالم بأسره؛ وهذا لأن طريق العالم كله اختلف بعد فتح الأندلس الذي يمثل أكثر الأماكن التي انتشرت فيها الحركة العلمية الإسلامية، وظهر فيها علماء في كل مجالات الشريعة والحياة، مثل ابن خلدون، والزهراوي، وابن رشد، وعلماء آخرون في الجغرافيا، والفلك، والهندسة. فكل هذه العلوم نمت في الأندلس بشكل بارز جدًّا، وانتقلت من الأندلس إلى أوروبا، وعلى أكتاف هذه العلوم قامت الحضارة الأوروبية الحديثة في القرنين: السادس والسابع عشر.
يذكر المؤرخ الفرنسي رينو حال أوربا قبل الإسلام، فيقول : طفحت أوربا في ذلك الزمان بالعيوب والآثام، وهربت من النظافة والعناية بالإنسان والمكان، وزخرت بالجهل والفوضى والتأخر، وشيوع الظلم والاضطهاد، وفشت فيها الأمية. ويصف البكري بعض أصناف الصقالبة سكان المناطق الشمالية في أوربا، فيقول: لهم أفعال مثل أفعال الهند، فيحرقون الميت عند موته، وتأتي نساء الميت يقطعن أيديهن ووجوههن بالسكاكين، وبعض النساء المحبات لأزواجهن يشنقن أنفسهن على الملأ، ثم تُحرق الجثة بعد الموت، وتوضع مع الميت.
كان فتح الأندلس ودخول الإسلام خيرًا كثيرًا للعالم؛ لأنه أحدث تغيرًا كبيرًا في مسيرة العالم كله نحو العلوم ونحو الأخلاق والسلوك العام

قصر الحمراء في التعامل؛ فقد علَّم المسلمون في الأندلس الأوربيين مبادئ السلوك الراقي، ويكفي أن أضرب مثلاً بأن الأوروبيين الموجودين في شمال إسبانيا قبل دخول الإسلام كانوا لا يغتسلون إلا مرة أو اثنتين في السنة لا يغتسل ويعتبر ذلك من البركة! إلى أن وجد المسلم يتوضأ خمس مرات في اليوم ويغتسل في مناسبات عديدة تبلغ أكثر من 18 غُسلاً.

انتقلت هذه النظافة إلى أوروبا وغيرت سلوكيات الأوروبيين، كما انتقل التعامل بالرحمة بين أفراد الأسرة إلى أوروبا، وبدأت الأسرة الأوروبية تتأثر بالجو الإسلامي، وحتى النظام والإضاءة في الشوارع ونظام الري والصرف في الزراعة. انتقلت الحياة اليومية للمسلمين إلى أوروبا بعد دخول الإسلام لأرض الأندلس.
إسبانيا تحتفل بعبد الرحمن الناصر

تغيرت قصة الأندلس بعد دخول الإسلام، فأصبح الأندلس بلدًا راقيًا متحضِّرًا، وبعد حوالي مائتي سنة أصبح الأندلس الدولة الأولى في العالم في عهد عبد الرحمن الناصر رحمه الله والذي أعلن الخلافة الأموية في الأندلس، وأصبح أعظم ملوك أوروبا في القرون الوسطى بلا منازع لدرجة أن الأسبان سنة 1961م احتفلوا بمرور ألف سنة على وفاته اعترافًا بفضله على الحضارة الإسبانية والأوربية.


رواق باحة الأسود بقصر الحمراء ومع هذا الخلق كان هناك نشر للعلم الحياتي من طب وفلك وجغرافيا وكيمياء. لقد تغيرت الدنيا كثيرًا بعد رمضان سنة 92هـ، ومن أهم الأشياء التي يذكرها التاريخ مكتبة قرطبة ثم بعد ذلك المكتبة الأموية. وقد كانت مكتبة قرطبة المكتبة الثالثة على مستوى العالم تضم نصف مليون كتاب في وقت لم تكن فيه طباعة، وبهذا فالرقم مذهل ، ولو بحثنا عن المكتبة الأولى والثانية في العالم لوجدنا أن الأولى كانت مكتبة بغداد التي أغرقها التتار في نهر دجلة، والثانية مكتبة دار الحكمة في القاهرة، والثالثة مكتبة قرطبة التي اختفى ذكرها في التاريخ؛ لأنه عندما أُسقِطت قرطبة بواسطة الصليبيين سنة 636 من الهجرة قبل سقوط بغداد بعشرين سنة فقط أحرق الصليبيون كل الكتب الموجودة في مكتبة قرطبة لدرجة أن كمبيس - وهو أحد القساوسة في الجيش الصليبي - أحرق في يوم واحد ثمانين ألف كتابٍ في أحد ميادين قرطبة، وعندما أسقطوا أشبيلية سنة 646 هـ بعد قرطبة بعشر سنوات أحرقوا كل الكتب في أشبيلية، لاعتقادهم الجازم أن نشأة هذه الأمة وصدارتها وقوتها تكمن في علومها سواء كانت علوم الشرع أو علوم الحياة، ومادام الاثنان موجودين فستظل هذه الأمة قوية وعندما أحرق الصليبيون هذه الكتب وأغرقوها أرادوا قطع تلك الأمة عن جذورها، ولكنهم جهلوا أن تلك الأمة لا يمكن أن تموت.
لقد كان فتح الأندلس هو بداية عهد النهضة والعلم والمعرفة والحضارة الغربية، ولو لم يتم لكانت أوربا ما تزال تعيش في دركات الجهل والتخلُّف؛ لذا لابد أن يعرف المسلمون قيمة ما قدَّموه للدنيا، وأهمية أن يعودوا للعب دورهم الحضاري. أسأل الله عز وجل أن يعيد للأمة عزتها ونهضتها.
د. راغب السرجاني بتصرف يسير

سقوط الأندلس دروس وعبر





أثر المعاصي والغفلة على واقع المسلمين في الأندلس :
أيضا من العبر والعظات، أثر المعاصي والغفلة على واقع المسلمين في الأندلس.
المعاصي ما وقعت في بلد وفى أمة إلا فتكت بها. اسمعوا إلى قصة أبي الدرداء عندما فتح المسلمون قبرص، وبدءوا يتقاسمون الغنائم، ويجمعون الغنائم، بكى أبو الدرداء فجاءه أحد المشاركين في هذه المعركة، وقال له: يا أبا الدرداء هذا يوم فرح فكيف تبكي؟ قال له ويحك! ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره، هذه روما التي نقتسم أموالها الآن. الروم عندما عصوا الله، انظر كيف حل بهم، ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره !. ولذلك قلت لكم ما قاله كوندي يبين عن مأساة المسلمين: العرب هووا، عندما نسوا فضائلهم، التي جاءوا بها، وأصبحوا على قلب متقلب يميل إلى الخفة والمرح والاسترسال في الشهوات، ولذلك قال المتوكل بن الأفطس أحد ملوك الأندلس: أما ما وهى المسلمين من ضعف أحوالهم، فبسبب الذنوب المركوبة " من عصاني وهو يعرفني، سلطت عليه من لا يعرفني" يقول الشاعر البسطي وهو من شعراء ابن الأحمر في الأندلس:
تقوى الإله ودان بالعصيان هـذا جـزاء مخالف مثلي أبى
وقال المرابط كاتب ابن الأحمر:
وجها للقيا الله غير مسود سودت وجهك بالمعاصي تلتمس أو يقتـدي بنبيه أو يهتدي مـن ذا يتوب لربه مـن ذنبـه
من الدروس المشرفة، وهو درس موقف ابن عباد، جاءه يهودي، فأغلظ له القول، وسب المسلمين، فقام ابن عباد و***ه رحمه الله، ومن مواقف ابن عباد الشجاعة أنه عندما أراد النصارى حصار أشبيلية، وكان واليا عليها جاء واستنجد بابن تاشفين من المغرب، فجاءه بعض ملوك الطوائف، وقالوا يا ابن عباد: كيف تستنجد بابن تاشفين؟! قال: وماذا في ذلك. قالوا: إنه إذا جاء ونصرك، سيحتل ملكك قال ما أفعل؟ قالوا: لو استنجدت بأحد ملوك النصارى، كما يفعلون هم لقتال هذا الملك.
قال لهم كلمة خالدة تكتب بماء الذهب: "رعي الجمال خير من رعي الخنازير" لأن أكون راعيا للجمال عند ابن تاشفين، وهو مسلم أحسن من النهاية التي ستكون، سأكون راعيا للخنازير عند هذا النصراني الذي سيأتي ويساعدني " رعي الجمال خير من رعي الخنازير" رحمه الله، وفعلا استنجد بابن تاشفين، ونصره نصرا مؤزرا مكرما.

أهمية التعاون بين المسلمين :

أيضا من الأشياء المفيدة، دور المغرب في مساعدة أهل الأندلس، وأهمية التعاون بين المسلمين (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) هنا أقف أمام درس فيه عبرة وعظة، من خلال دراستنا لواقع الأندلس، وجدت أن العوامل الداخلية أشد تأثيرا من العوامل الخارجية. كيف ذلك؟
الآن الناس عندهم.. دائما يلقي اللوم على أعدائه، أنا قصدت عندما ذكرت الأسباب، أن أبدأ بالأسباب التي جاءت من المسلمين أنفسهم، وأخرت موضوع النصارى وعداوة النصارى، لأنه لولا أن المسلمين مكنوا للنصارى لما استطاع النصارى أن يفعلوا شيئا.

من الملاحظ سرعة سقوط الأندلس، سقطت الأندلس في بعض الفترات بسرعة، تصوروا أنه في ثلاثين سنة فقط، من عام سبعة وعشرين وستمائة إلى خمسة وخمسين وستمائة هجرية سقط معظم قواعد الأندلس، في قرابة ثلاثين سنة سقطت معظم قواعد الأندلس بسبب ماذا؟ بسبب الأسباب التي ذكرنا لكم.
في لحظات تحولت هذه المملكة الأندلسية، البلاد الإسلامية الضخمة إلى بلاد نصرانية ، خلال سنوات معدودة، هذا فيه عبرة وعظة وذكرى، إذا لا يغتر المسلمون على الحال، التي هم فيها، قد يقول بعض المسلمين نحن في حالة - والحمد لله - من الصعب أن تتغير، لا إذا وجدت الأسباب، حدثت النتائج، هذا ما يتعلق بهذا الدرس. وسنختصر بقية الدروس.


من الصور المحزنة، التي أذكرها للعبرة مما أسقط الأندلس، كما قلنا لكم أبو عبد الله الزغل، أحد ملوك بني الأحمر من آخرهم، أصاب النصارى في معركة و*** منهم م***ة عظيمة، وهي من المعارك القليلة، التي نجح فيها فقام ابن أخيه ملك غرناطة، وبعث يعتذر إلى ملك النصارى مما فعل عمه نعم. ومن الصور الأخرى أنه لما سقطت مالقة، وحول مسجدها الأعظم إلى كنيسة أرسل أبو عبد الله الصغير، وهو صغير فعلا، لأنه هو الذي سلم غرناطة آخر ممالك الأندلس، أقول: أرسل إلى ملك النصارى يهنئه بذلك، يهنئه بتحويل المسجد إلى كنيسة، لماذا؟ لعداوة شخصية بينه وبين ملك مالقة سابقا، ففرح أنها سقطت مالقة، وحول مسجدها إلى كنيسة، فأرسل يهنئه، وسبحان الله بعد سنوات معدودة، يسقط ابن الأحمر عبد الله الصغير، وتكون نهايته، المأساة التي نشير إليها الآن.

طرد من الأندلس، وجلس في المغرب ذليلا مهانا، ثم بقيت ذريته هناك حتى يقول المقري، وعهدي بذريته بفاس يأخذون من أوقاف الفقراء والمساكين، ويعدون من جملة الشحاذين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، نهاية محزنة لابن الأحمر، لأنه عصى الله سبحانه وتعالى وسلم غرناطة. أولاده إلى فترة قريبة، يعدون من جملة الشحاذين والمساكين في المغرب، عبرة عظة أين المعتبر؟ أين المتعظ؟.

دور النساء في الأندلس :

هنا الدرس - وخاصة للأخوات الكريمات، ولكم جميعا - وهو دور النساء في الأندلس، أذكر دور أم عبد الله الصغير، الذي سلم الأندلس، كانت امرأة شجاعة وكانت لها مواقف فيها بطولة عجيبة، ولا يتسع المقام لذكر بطولتها، ولذلك يقول أحد المؤرخين: وتحتل شخصية عائشة الحرة في حوادث سقوط غرناطة مكانة بارزة، وليس ثمة في تاريخ تلك الفترة شخصية تثير من الإعجاب والاحترام ومن الأسى والشجن، قدر ما يثير ذكر هذه الأميرة النبيلة من شجاعة وإقدام، عندما بكى ابنها عندما سلم ابنها الأندلس وبكى جلس على صخرة يبكي، أبو عبد الله الصغير تدرون ماذا قالت له؟ قالت له: لأنها بذلت محاولات جبارة للمحافظة على الأندلس، وحاولت أن تبذل المستحيل، وقامت بأدوار قوية للحفاظ على الأندلس، لا يستطيع أن يقوم بها أكابر الرجال.

لما جاء ابنها وسلم الأندلس، ثم جلس يبكي قالت له{ ابكِ مثل النساء ملكا مضاعا، لم تحافظ عليه مثل الرجال }.
" ولذلك صور الشاعر كلماتها بهذه الأبيات على لسان عائشة الحرة، أم عبد الله الصغير، تخاطب ابنها بعد تسليم الأندلس فتقول:
مجدا ثوى وعارا أقامـا تذكر الله باكيا هل يرد الدمع ......................... هدني فـوق خطبنا أنك ابني تقول مأساتي إنك ابني يا لأم تسـقى العذاب تؤاما هـدني فـوق خطبنـا أنك ابني ركنه آنذاك فابكه كالأيـامى لم تصن كالرجال ملكا فأمسـى
أبيات محزنة، تصور هذه الحالة، إن للنساء دور، إنني أخاطب الأمهات والبنات والأخوات، أخاطب الزوجات، إننا ننتظر منهن الشيء الكثير في مجتمعنا، إنني - والله - أخشى وأرى أن يأتينا عن طريق النساء شرا كثير، كما حذر الرسول أمته، يخاف على أمته من أين؟ خاف على أمته من الدنيا، ومن النساء، وها نسمع أحيانا من المصائب والمشكلات، سببها الرجال والنساء الله الله يا أمهات المسلمين! الله الله في أبنائنا!! الله الله في رجالنا!! الله الله في أمتنا!! احمين البيوت، أخرجن لنا الرجال، ربين لنا الأبطال كأمهات المؤمنين وكنساء الصحابة وسلف المؤمنين، إننا ننتظر من المرأة شيئا كثيرا، الله الله أن تنخدع بمحاولات الأعداء وبأساليبهم وبإغرائهم وبإغوائهم!! .
وقد استمعتم قبل قليل إلى حالة النساء في الأندلس، كيف وصلت من الشهوات والمشي في الأسواق، ولبس الذهب والتفاخر فسقطت الأندلس:
أعددت شعبا طيب الأعراق الأم مدرسة إذا أعددتها

إنني آمل من كل أم، ومن كل أخت أن تكون داعية في بيتها، وفى مجتمعها مصلحة لزوجها ولإخوانها ولأبيها ولأبنائها، هذا أملنا فيها بإذن الله، وتتحطم مكائد الأعداء على هذه الصخرة الفذة القوية والحصن المنيع.

شمس تغرب وشمس تشرق :

لا نريد الإطالة، فنختم هذه الدروس، وهذه العبر أن النصارى كما قلت: نقضوا المعاهدة، عندما سلم ابن الأحمر الأندلس عقدت معاهدة فيها سبعة وستين شرطا، كلها في صالح المسلمين، وصدق عليها البابا، وأقسم عليها ملك النصارى بأغلظ الأيمان، أنه سيوفي بها، وبعد سبع سنوات فقط بدأ بنقض المعاهدة، و*** المسلمين، وحول المساجد إلى كنائس، وأتيت النساء في الطرقات و*** الأطفال وشردوا، وهذا جزاء الركون إلى أعداء الله والوثوق بهم، وأشرت لكم إلى مأساة الموريسكيين.

ونختم هذه الدروس فنقول: شمس تغرب، وشمس تشرق، في الوقت الذي سقطت فيه الأندلس، وسلمت فيه الأندلس على صحفة من ذهب، كان محمد الفاتح قد افتتح القسطنطينية، وبزغ نور الإسلام في تركيا، وفى الوقت الذي تصورت أوروبا أنها محت الإسلام من الغرب، جاءها الإسلام من الشرق عن طريق تركيا وهذا دين الله سبحانه وتعالى.


الأمل الأمل!! هذا دين الله، ولكن أين العاملون؟ في الوقت الذي تصور أعداء الله، أنهم قضوا على الجهاد في فلسطين يخرج الجهاد في أفغانستان، وها نحن نرى معالم الجهاد في إريتريا، والحمد لله، وفى الفليبين آمال مشرقة مفرحة.


أيها الأحباب: نقول هذا درس من دروس الأندلس، دين الله (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) نعم هذا دين الله، لكن نحن، وهو دين للبشر، النجاة النجاة وإلا (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم)






رثاء الأندلس
لأبي البقاء الرندي

قبل المضي إلى القصيدة كان لابد من تعريف بسيط للشاعر وهو أبو البقاء صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف الرندي الأندلسي (601 هـ -684 هـ الموافق: 1204 - 1285 م) هو من أبناء (رندة) قرب الجزيرة الخضراء بالأندلس وإليها نسبته. وهو من حفظة الحديث والفقهاء. وقد كان بارعا في نظم الكلام ونثره. وكذلك أجاد في المدح والغزل والوصف والزهد. إلا أن شهرته تعود إلى قصيدة نظمها بعد سقوط عدد من المدن الأندلسية. وفي قصيدته التي نظمها ليستنصر أهل العدوة الإفريقية من المرينيين عندما أخذ ابن الأحمر محمد بن يوسف أول سلاطين غرناطة في التنازل للإسبان عن عدد من القلاع والمدن إرضاء لهم وأملا في أن يبقى ذلك على حكمه غير المستقر في غرناطة وتعرف قصيدته بمرثية الأندلس. ومطلع قصيدته:




لكل شـيء إذا مـا تـم نقصـان فلا يغر بطيب العيـش إنسـان
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ ومن سره زمن سائتـه ازمـانُ

من قصائده هذه الرائعة في رثاء الأندلس، فقد اعجبتني كثيرا بما تحمله من جمال وجمالية وتنوع لفظي وتفصيل وسرد تاريخي وأرجو أن تنال إعجابكم




لكل شيء إذا ما تــم نقصــان

فلا يُغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دول

من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد

ولا يدوم على حال لها شان
أين الملوك ذو التيجان من يمن

وأين منهم أكاليل وتيجان
وأين ما شاده شداد في إرم

وأين ما ساسه في الفرس ساسان
أتى على الكل أمر لا مرد له

حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من ملك ومن ملك

كما حكى عن خيال الطيف وسنان
كأنما الصعب لم يسهل له

سبب يوماً ولا ملك الدنيا سليمان
فجائع الدنيا أنواع منوعة

و للزمان مسرات وأحزان
وللحوادث سلوان يسهلها

وما لم حل بالإسلام سلوان
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له

هوى له أحد وانهد ثهلان
أصابها العين في الإسلام فارتزأت

حتى خلت منه أقطار و بلدان
فاسأل بلنسية ما شأن مرسية

وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم

من عالم قد سما فيها له شان
وأين حمص وما تحويه من نزه

ونهرها العذب فياض وملآن
قواعد كن أركان البلاد فما

عسى البقاء إذ لم تبق أركان
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف

كما بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الإسلام خالية

قد أقفرت ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد صارت كنائس

ما فيها إلا نواقيس وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة

حتى المنابر تبكي وهي عيدان
يا غافلاً وله في الدهر موعظة

إن كنت في سنة فالدهر يقظان
وماشياً مرحاً يلهيه موطنه

أبعد حمص تغر المرء أوطان
تلك المصيبة أنست ما تقدمها

وما لها من طول الدهر نسيان
يا راكبين عتاق الخيل ضامرة

كأنها في مجال السبق عقبان
وحاملين سيوف الهند مرهفة

كأنها في ظلام النقع نيران
وراتعين وراء البحر في دعة

لهم بأوطانهم عز وسلطان
أعند كم نبأ من أهل أندلس


فقد سرى بحديث القوم ركبان
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم

***ى وأسرى فما يهتز إنسان
لماذا التقاطع في الإسلام بينكم

وأنتم يا عباد الله أخوان
يا من لذلة قوم بعد عزتهم

أحال حالهم جور وطغيان
بالأمس كانوا ملوكا في منازلهم

واليوم هم في بلاد الكفر عبدان
فلو تراهم حيارى لا دليل لهم

عليهم في ثياب الذل ألوان
يا رب أم وطفل حيل بينهما

كما تفرق أرواح وأبدان
وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعت

كأنما هي ياقوت و مرجان
يقودها العلج للمكروه مكرهة

والعين باكية والقلب حيران
لمثل هذا يبكي القلب من كمد

إن كان في القلب إسلام وإيمان



واخير اسال الله ان يرد الينا اندلسنا الحبيبة من الاسر

بارك الله فى كل من ساعد فى هذا الموضوع















































رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:03 PM.