اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم

علوم القرآن الكريم هنا أن شاء الله كل حاجة عن القرآن الكريم من مسموع ومرئي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-08-2011, 01:16 AM
الصورة الرمزية صوت الامة
صوت الامة صوت الامة غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,280
معدل تقييم المستوى: 22
صوت الامة has a spectacular aura about
Impp ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا﴾



بقلم: الإمام حسن البنا


﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا﴾ (إبراهيم: من الآية 34).

نحن المسلمين نملك كثيرًا من نعم الله التي أنعم بها علينا، والتي نحن أحوج ما نكون اليوم إلى تذكرها وتعرفها، والقيام بحق شكره- تبارك وتعالى- عليها بالعمل. نملك نعمة هذا الدين القيم الذي أوضح مناهج الخير، وكشف للناس سبل الرشاد، ونظم المجتمع الإنساني على أكرم القواعد، وأدق الأصول العمرانية التي تجمع بين العدل والرحمة، والعلم والحكمة، وطمأنينة النفوس، وتعزيز الأخوة، وإعلان السلام العام، وتنظم العلائق بين الإنسان ونفسه، وبين الإنسان وبيته، وبين الفرد وقومه، وبين الطبقات مهما اختلفت، وبين الأمم مهما تباينت؛ ليعيش الجميع في ظل وارف من الهناءة والإسعاد.

ونملك نعمة هذا الأثر العجيب الذي انطبعت بها نفوسنا التي أشربت عقائد الإسلام القوية النفاذة المهيمنة من حب الجهاد، وتمني الاستشهاد، واحتقار الدنيا بمتعها الزائلة، ومظاهرها الفانية، وزخرفها الزائف، وخداعها الباطل، وفتنتها التي لا تبقى ولا تدوم، وإيثار الآخرة بثوابها الجميل، وظلها الظليل، وبقائها الطويل: ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ﴾ (النحل: من الآية 96).

ولن يكمل لمؤمن إيمانه حتى تكون هذه المشاعر جزءًا من نفسه، يتمثلها في صبحه ومسائه، ويحلم بها في يقظته ومنامه، ويرى أنه لها خلق وبها يعيش، وأنه ليس له من نفسه وماله نصيب إلا بقدر ما يقدم من ذلك في سبيل العلي الكبير ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)﴾ (التوبة).

ونملك نعمة هذه الأوطان التي تمتد من المحيط إلى المحيط، أعدل ما تكون البلدان جوًّا وهواءً، وأعذبها شرابًا وماءً، وأكثرها خيرًا وبرًّا، وأغناها ثروةً ومالاً، ففي بطنها الثروات المذخورة، وعلى ظهرها الثمرات المنشورة، وفي كل مكان منها أثر من آثار رحمة الله وبره، ونعمته وخيره، فنحن في غنى عن الدنيا وهي في حاجة إلينا، ولا ينقصنا من الموارد الأولية والخامات الطبيعية شيء، وإنما ينقصنا الرأس المفكر، والعقل المدبر، واليد الصناع، والدُّرْبَة والانطباع، ثم نحن بعد ذلك أسبق الناس في كل ميدان من هذه الميادين الجديدة، وأوْلاهم بالحياة الرضية السعيدة.

ونملك هذه الوحدة العجيبة، والعقيدة الحبيبة، التي ربط الله بها بين هذه القلوب مهما شط مزارها، وتناءت ديارها، رباطًا محكمًا عجيبًا، دونها كل رباط، في القوة والثبات، فهذا المغربي على شط الأطلسي يشعر بمشاعر هذا الأخ الإندونيسي، فإذا تأوه في أقصى الشرق رد عليه من في أقصى المغرب آهته، وإذا دعا من في أقصى المغرب أجاب هذا الذي في أقصى المشرق دعوته، وصدق الله العظيم: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات: من الآية 10)، وصدق رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد".

أيها المسلمون في أقطار الأرض، لقد نسينا نعمة الله علينا فلم نتميز، وخدعنا خصومنا عن كل هذه الثروة الضخمة التي في أيدينا فلم نتحفظ، وأصغينا إلى دعايتهم الباطلة فتردينا في الحفرة التي حفرت لنا، والتي حذرنا الله منها من قبل، فلم نصغ إلى تحذيره: ﴿لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾ (آل عمران: من الآية 118)، وسرنا على الطريق التي رسموها لنا فلم تؤد بنا إلا إلى دمار وخسارة ﴿يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾ (آل عمران: من الآية 149 ).

أهملنا مناهج الإسلام واستبدلنا بها هذه المناهج الاجتماعية الغربية، فتحلل مجتمعنا وضعف أثر الإسلام في أنفسنا، فنِمْنا عن الجهاد في سبيل حقوقنا وحريتنا، وانخدعنا بالدعوة العصبية فتمزقت وحدتنا، وذهبت ريحنا، وضعفت قوتنا، وآثرنا الراحة والدعة، على الكد والتعب في سبيل العلم والعمل، وتواكلنا واتكلنا على ما يرد إلينا منهم، فاستبدوا بخيرات بلادنا، واستأثروا بمنتجات أرضنا وصرنا نستورد كل شيء حتى الدقيق.

والآن وقد برح الخفاء، وانكشف الغطاء بعد حربين طاحنتين وكربتين قاسيتين، ورأيتم بأعينكم أن معسكر الغرب معسكر واحد إذا انقسم على نفسه أحيانًا في سبيل المطامع والمغانم، فهو أمامكم معسكر واحد، لا يهمه إلا أن يستولي على أرضكم، وينقص من حقوقكم، ويمزق وحدتكم، ويحول ما استطاع دون إخوانكم.. فماذا أنتم فاعلون؟

يا قوم، إني لكم ناصح أمين، حَسْبكم ما فات من وقت، وما ضاع من مجهود، وما خاب من أمل، واعتمدوا- بعد الله- على أنفسكم، ونظموا صفَّكم، ووحدوا رأيكم وعملكم، واذكروا نعمة الله عليكم، واشكروه عليها بالعمل بها، ولكم بعد ذلك النصر، والعاقبة للمتقين ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)﴾ (آل عمران).


__________________

قلب لايحتوي حُبَّ الجهاد ، قلبٌ فارغ .!
فبالجهاد كنا أعزة .. حتى ولو كنا لانحمل سيوفا ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:53 PM.