aly almasry
20-01-2009, 09:37 PM
أطفال ومسعفون وعائلات.. هكذا أعدمتهم إسرائيل
غزة - "قذائفهم وصواريخهم تنهال على المنزل.. وعلى أشلاء الأهل التي تناثرت في أرجائه تطأ أقدام الجنود الصهاينة في قسوة وهم يقتحمونه مشرعين راشاشاتهم الآلية مطلقين نيرانها بكثافة.. وما إن أدركوا أن هناك أحياء.. والذين لم يكونوا سواي أنا وابن شقيقي الذي أصيب في قدميه.. حتى حجزونا في إحدى الغرف وغطوا رأسي بكيس بلاستيكي وسكبوا عليّ الوقود وهموا بإشعال النار...".
كلمات دامية قالها لـ"إسلام أون لاين.نت" عماد السموني (35 عاما) بعد أن نجا بأعجوبة من إعدام ميداني على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي، مستطردا: "صرخت في وجوههم أن يعدموني رميا بالرصاص بدل إحراقي، فانهالوا عليّ بأعقاب البنادق، وراحوا يقربوا مني النار مهددين.. وقتها شعرت بدنو الموت مني، وأخذت أردد الشهادتين".
واستمر احتجاز الجنود للسموني وابن شقيقه وسط جثث وأشلاء أفراد عائلتهم الذي قتلوا أمام أعينهم، ثلاثة أيام كاملة دون طعام أو شراب، فيما جروحهم لم تتوقف عن النزف، بحسب السموني.
وإن كانت قصة السموني لم تنته بموته، فإنها واحدة من مئات عمليات الإعدام الميداني التي أكد شهود عيان قيام جيش الاحتلال بها خلال 22 يوما من العدوان على غزة انتهت صباح الأحد الماضي؛ مخلفة 1315 شهيدا ونحو 5400 جريح، نصفهم من النساء والأطفال، فضلا عن الدمار الواسع.
الإعدام بالكلاب
ما يرويه أبو يعقوب عن حصار الاحتلال له ولعائلته عشرة أيام متواصلة في منزلهم ليس مختلفا كثيرا عن رواية السموني.
إلا أن "أبو يعقوب" يضيف بعدا آخر من الألم للحكاية عندما تابع: "بعد أن نفد الطعام والشراب غامرنا بحياتنا، وخرجنا وسط الدبابات رافعين الرايات البيضاء حتى لا يطلقوا علينا نيرانهم".
واستطرد بصوت ملؤه المرارة: "مشينا ورعبنا من أن يطلقوا علينا النار في أي وقت، لم يتلاشَ.. وبعد أقل من 10 أمتار فوجئنا بشابين أصابت عدة أعيرة نارية ساقيهما، وكبلت أيديهما من الخلف، بينما أطلق عليهم الجنود كلابهم البوليسية لتنهش جسديهما أحياءً، والجنود يقهقهون في مرح دموي".
"كان مشهدًا لا يحتمل.. راح الشابان يستغيثان بنا يتوسلون لننقذهم، ولكن الجنود منعونا، وهددوا بقتلنا لو اقتربنا منهما.. قلوبنا تفطرت لمشهدهم، وبكينا؛ لأننا تركناهما وراءنا دون أن نفعل شيئًا لهما سوى الدعاء".
ولم يسلم رجال الإسعاف أيضا من القتل عمدا على أيدي جنود الاحتلال، بحسب رواية المسعف خالد حرارة، الذي يقول لـ"إسلام أون لاين.نت": "كنا متوجهين للمستشفى بسيارة الإسعاف وبرفقتنا عدد من الجرحى.. فأوقفنا ثلة من الجنود وفتشونا نحن والسيارة والجرحى، وراحوا يسبوننا بأقذع الألفاظ.. قبل أن يطلقوا علينا النار بدم بارد فأصبت في قدمي واستشهد زميلي".
أطفال في مرمى النار
"كانوا خمسة عشر طفلا تتراوح أعمارهم بين 12- 17 عاما.. مصفوفين على الجدار.. معصوبي العينين.. أجسادهم تنتفض خوفا من مصير مجهول.. بدأ الجنود في إطلاق الرصاص على أقدامهم بتلذذ.. وراحوا يتمايلون على وقع صراخهم وكأنها موسيقى تطربهم".
التقط أحمد رجب، أحد سكان بلدة القرار شرق خان يونس جنوب القطاع، والذي كان شاهد عيان على الواقعة، أنفاسه بصعوبة وهو يستطرد: "ملأت دماء الأطفال وصراخهم المكان.. وبعد أن هدَّ الألم أجسادهم الصغيرة سحبهم الجنود بوحشية وراحوا يطلقون النار على صدورهم ورءوسهم ويتقاذفون جثامينهم بالأقدام لعدة ساعات".
فاطمة حجي (27 عاما)، أم لطفلين استشهد أحدهما بعد أن أطلق الاحتلال قذائفه عليهم عمدا أمام عينيها، تقص فاجعتها لـ"إسلام أون لاين.نت" قائلة: "بعد اشتداد القصف على مدينة الزهراء غرب غزة قررت التوجه إلى منزل أبي في خان يونس.. وعلى الطريق الساحلي وقفت بانتظار سيارة تقلني ممسكة بيديّ طفليّ (شهد 4 سنوات، وأحمد 10 سنوات).. شددت على يديهما فور رؤيتي جنود الاحتلال يقتربون.. وخشيت أن أعود أدراجي فيشكوا بي ويطلقوا النار علينا".
وبارتجافة خلفتها الذكرى الأليمة تابعت: "صوبوا إلينا رشاشاتهم ففزع صغيريَّ وأخذوا يصرخون ويبكون.. فأخبرت الجند أني أريد التوجه لخان يونس ولا يوجد معي أي سلاح.. وبعد أن فتشونا بدقة سمحوا لنا بالعبور من بين الدبابات".
أردفت: "تنفست الصعداء وهمست لطفليّ أننا أصبحنا بأمان، وسنصل لبيت جدهما بسرعة.. وبعد بضعة أمتار فتحوا علينا نيران أسلحتهم الثقيلة فأصيبت شهد بعدة أعيرة نارية في صدرها وقدميها، وأصبت أنا وأحمد بقدمينا.. تركونا ننزف أمامهم عدة ساعات وهم يسخرون منا ويضربوننا بأقدامهم.. ثم رحلوا وتركونا غارقين في دمائنا.. فاستشهدت شهد وتم إسعافي أنا وأحمد".
إعدام جماعي
ميساء السموني (19 عاما) كانت شاهدة على إعدام الجنود عائلتها القاطنة في حي الزيتون شرق مدينة غزة بشكل جماعي.
وهو ما حكته لـ"إسلام أون لاين.نت" قائلة: "كنا نحو 40 شخصا بيننا العديد من الأطفال والرضع، احتجزنا الجنود في مكان واحد لا يتجاوز 20 مترا لمدة يومين بلا طعام ولا شراب، وفي تمام السادسة صباح اليوم الثالث سمعنا إطلاق نار مكثف حول المكان، ثم بدأت القذائف تنهال علينا.. فرميت جسدي على طفلتي الصغيرة حتى لا تصاب بأذى".
ومن بين نوبة بكاء حادة اعترتها تردف: "انتشر الدخان الأسود والنار والشظايا في كل مكان حولنا.. النار التهمت كل من وصلت إليه.. الصراخ والبكاء والدماء كانت كل ما يحيط بنا.. بعدها فقدت الوعي.. ولم أستفق إلا على صراخ طفلتي.. حينها كان الدخان قد تبدد كاشفا عن أشلاء وجثامين 30 شهيدا مبعثرة من حولي.. وأنين الجرحى يصم الآذان".
وتختتم ميساء فجيعتها بالقول: "فقدت في هذه المذبحة زوجي ووالديّ وأشقائي وأعمامي.. وبترت بعض أصابع طفلتي.. لا أعرف كيف سأكمل حياتي وحيدة بلا سند أو رفيق".
رواية ميساء يؤكدها رائد السموني (36 عاما)، الذي نجا من المذبحة بأعجوبة بعد أن فقد زوجته وأطفاله ووالديه وأشقاءه، قائلا: "إنه كابوس لم أستيقظ منه بعد.. لم أتخيل للحظة واحدة أن أفقد كل عائلتي في لمح البصر.. لو أنهم قتلوني معهم لخففوا ألمي".
ويتابع بصوت خنقته الدموع: "بعد ثلاثة أيام بلا طعام أو شراب خرج شقيقي وابن عمي ليجلبوا بعض الماء للأطفال فباغتتهم قوات الاحتلال بقذيفة مدفعية قتلت شقيقي وجرحت ابن عمي الذي سارعت بالخروج لإنقاذه وتبعتني زوجتي حاملة ابنتي التي لم تتعدَ شهرها الخامس ووقفت على باب المنزل الذي احتجزونا فيه تتابع ما يجري.. فقنص جندي طفلتي في رأسها فماتت على الفور".
ويختتم رواية المأساة قائلا: "لم يمهلنا الاحتلال طويلا، وانهالت علينا القذائف والصواريخ من كل حدب وصوب.. فاستشهدت زوجتي ووالدي وأعمامي وأشقائي وكل العائلة.. لا أعرف كيف ستصبح حياتي من بعدهم.. حسبي الله ونعم الوكيل".
غزة - "قذائفهم وصواريخهم تنهال على المنزل.. وعلى أشلاء الأهل التي تناثرت في أرجائه تطأ أقدام الجنود الصهاينة في قسوة وهم يقتحمونه مشرعين راشاشاتهم الآلية مطلقين نيرانها بكثافة.. وما إن أدركوا أن هناك أحياء.. والذين لم يكونوا سواي أنا وابن شقيقي الذي أصيب في قدميه.. حتى حجزونا في إحدى الغرف وغطوا رأسي بكيس بلاستيكي وسكبوا عليّ الوقود وهموا بإشعال النار...".
كلمات دامية قالها لـ"إسلام أون لاين.نت" عماد السموني (35 عاما) بعد أن نجا بأعجوبة من إعدام ميداني على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي، مستطردا: "صرخت في وجوههم أن يعدموني رميا بالرصاص بدل إحراقي، فانهالوا عليّ بأعقاب البنادق، وراحوا يقربوا مني النار مهددين.. وقتها شعرت بدنو الموت مني، وأخذت أردد الشهادتين".
واستمر احتجاز الجنود للسموني وابن شقيقه وسط جثث وأشلاء أفراد عائلتهم الذي قتلوا أمام أعينهم، ثلاثة أيام كاملة دون طعام أو شراب، فيما جروحهم لم تتوقف عن النزف، بحسب السموني.
وإن كانت قصة السموني لم تنته بموته، فإنها واحدة من مئات عمليات الإعدام الميداني التي أكد شهود عيان قيام جيش الاحتلال بها خلال 22 يوما من العدوان على غزة انتهت صباح الأحد الماضي؛ مخلفة 1315 شهيدا ونحو 5400 جريح، نصفهم من النساء والأطفال، فضلا عن الدمار الواسع.
الإعدام بالكلاب
ما يرويه أبو يعقوب عن حصار الاحتلال له ولعائلته عشرة أيام متواصلة في منزلهم ليس مختلفا كثيرا عن رواية السموني.
إلا أن "أبو يعقوب" يضيف بعدا آخر من الألم للحكاية عندما تابع: "بعد أن نفد الطعام والشراب غامرنا بحياتنا، وخرجنا وسط الدبابات رافعين الرايات البيضاء حتى لا يطلقوا علينا نيرانهم".
واستطرد بصوت ملؤه المرارة: "مشينا ورعبنا من أن يطلقوا علينا النار في أي وقت، لم يتلاشَ.. وبعد أقل من 10 أمتار فوجئنا بشابين أصابت عدة أعيرة نارية ساقيهما، وكبلت أيديهما من الخلف، بينما أطلق عليهم الجنود كلابهم البوليسية لتنهش جسديهما أحياءً، والجنود يقهقهون في مرح دموي".
"كان مشهدًا لا يحتمل.. راح الشابان يستغيثان بنا يتوسلون لننقذهم، ولكن الجنود منعونا، وهددوا بقتلنا لو اقتربنا منهما.. قلوبنا تفطرت لمشهدهم، وبكينا؛ لأننا تركناهما وراءنا دون أن نفعل شيئًا لهما سوى الدعاء".
ولم يسلم رجال الإسعاف أيضا من القتل عمدا على أيدي جنود الاحتلال، بحسب رواية المسعف خالد حرارة، الذي يقول لـ"إسلام أون لاين.نت": "كنا متوجهين للمستشفى بسيارة الإسعاف وبرفقتنا عدد من الجرحى.. فأوقفنا ثلة من الجنود وفتشونا نحن والسيارة والجرحى، وراحوا يسبوننا بأقذع الألفاظ.. قبل أن يطلقوا علينا النار بدم بارد فأصبت في قدمي واستشهد زميلي".
أطفال في مرمى النار
"كانوا خمسة عشر طفلا تتراوح أعمارهم بين 12- 17 عاما.. مصفوفين على الجدار.. معصوبي العينين.. أجسادهم تنتفض خوفا من مصير مجهول.. بدأ الجنود في إطلاق الرصاص على أقدامهم بتلذذ.. وراحوا يتمايلون على وقع صراخهم وكأنها موسيقى تطربهم".
التقط أحمد رجب، أحد سكان بلدة القرار شرق خان يونس جنوب القطاع، والذي كان شاهد عيان على الواقعة، أنفاسه بصعوبة وهو يستطرد: "ملأت دماء الأطفال وصراخهم المكان.. وبعد أن هدَّ الألم أجسادهم الصغيرة سحبهم الجنود بوحشية وراحوا يطلقون النار على صدورهم ورءوسهم ويتقاذفون جثامينهم بالأقدام لعدة ساعات".
فاطمة حجي (27 عاما)، أم لطفلين استشهد أحدهما بعد أن أطلق الاحتلال قذائفه عليهم عمدا أمام عينيها، تقص فاجعتها لـ"إسلام أون لاين.نت" قائلة: "بعد اشتداد القصف على مدينة الزهراء غرب غزة قررت التوجه إلى منزل أبي في خان يونس.. وعلى الطريق الساحلي وقفت بانتظار سيارة تقلني ممسكة بيديّ طفليّ (شهد 4 سنوات، وأحمد 10 سنوات).. شددت على يديهما فور رؤيتي جنود الاحتلال يقتربون.. وخشيت أن أعود أدراجي فيشكوا بي ويطلقوا النار علينا".
وبارتجافة خلفتها الذكرى الأليمة تابعت: "صوبوا إلينا رشاشاتهم ففزع صغيريَّ وأخذوا يصرخون ويبكون.. فأخبرت الجند أني أريد التوجه لخان يونس ولا يوجد معي أي سلاح.. وبعد أن فتشونا بدقة سمحوا لنا بالعبور من بين الدبابات".
أردفت: "تنفست الصعداء وهمست لطفليّ أننا أصبحنا بأمان، وسنصل لبيت جدهما بسرعة.. وبعد بضعة أمتار فتحوا علينا نيران أسلحتهم الثقيلة فأصيبت شهد بعدة أعيرة نارية في صدرها وقدميها، وأصبت أنا وأحمد بقدمينا.. تركونا ننزف أمامهم عدة ساعات وهم يسخرون منا ويضربوننا بأقدامهم.. ثم رحلوا وتركونا غارقين في دمائنا.. فاستشهدت شهد وتم إسعافي أنا وأحمد".
إعدام جماعي
ميساء السموني (19 عاما) كانت شاهدة على إعدام الجنود عائلتها القاطنة في حي الزيتون شرق مدينة غزة بشكل جماعي.
وهو ما حكته لـ"إسلام أون لاين.نت" قائلة: "كنا نحو 40 شخصا بيننا العديد من الأطفال والرضع، احتجزنا الجنود في مكان واحد لا يتجاوز 20 مترا لمدة يومين بلا طعام ولا شراب، وفي تمام السادسة صباح اليوم الثالث سمعنا إطلاق نار مكثف حول المكان، ثم بدأت القذائف تنهال علينا.. فرميت جسدي على طفلتي الصغيرة حتى لا تصاب بأذى".
ومن بين نوبة بكاء حادة اعترتها تردف: "انتشر الدخان الأسود والنار والشظايا في كل مكان حولنا.. النار التهمت كل من وصلت إليه.. الصراخ والبكاء والدماء كانت كل ما يحيط بنا.. بعدها فقدت الوعي.. ولم أستفق إلا على صراخ طفلتي.. حينها كان الدخان قد تبدد كاشفا عن أشلاء وجثامين 30 شهيدا مبعثرة من حولي.. وأنين الجرحى يصم الآذان".
وتختتم ميساء فجيعتها بالقول: "فقدت في هذه المذبحة زوجي ووالديّ وأشقائي وأعمامي.. وبترت بعض أصابع طفلتي.. لا أعرف كيف سأكمل حياتي وحيدة بلا سند أو رفيق".
رواية ميساء يؤكدها رائد السموني (36 عاما)، الذي نجا من المذبحة بأعجوبة بعد أن فقد زوجته وأطفاله ووالديه وأشقاءه، قائلا: "إنه كابوس لم أستيقظ منه بعد.. لم أتخيل للحظة واحدة أن أفقد كل عائلتي في لمح البصر.. لو أنهم قتلوني معهم لخففوا ألمي".
ويتابع بصوت خنقته الدموع: "بعد ثلاثة أيام بلا طعام أو شراب خرج شقيقي وابن عمي ليجلبوا بعض الماء للأطفال فباغتتهم قوات الاحتلال بقذيفة مدفعية قتلت شقيقي وجرحت ابن عمي الذي سارعت بالخروج لإنقاذه وتبعتني زوجتي حاملة ابنتي التي لم تتعدَ شهرها الخامس ووقفت على باب المنزل الذي احتجزونا فيه تتابع ما يجري.. فقنص جندي طفلتي في رأسها فماتت على الفور".
ويختتم رواية المأساة قائلا: "لم يمهلنا الاحتلال طويلا، وانهالت علينا القذائف والصواريخ من كل حدب وصوب.. فاستشهدت زوجتي ووالدي وأعمامي وأشقائي وكل العائلة.. لا أعرف كيف ستصبح حياتي من بعدهم.. حسبي الله ونعم الوكيل".