أفنان أحمد
27-01-2009, 04:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هل أتاكم نبأ نِسوةٍ ارتقَين في سلّم الإنسانيّة والكرامة فسطع وهجهنّ على ضحالة سيلٍ من الرجال؟!
أساطير خططنها لكلّ راغبٍ في تذوّق معاني الصبر والصمود والعزّ والفخار والتضحية والإيثار والإيمان والثبات والإصرار.. ليس في قصورٍ فارهة.. بل على خطوط المواجهة والنار!
مليون ونصف إنسان يعيشون في غزّة فيهم الشيخ والشاب والمرأة والطفل.. ونواتهم: امرأة!
هي الأمّ التي أنجبَتْ وأنبَتَتْ وأرضَعَت مع الحليب حبّ الله تعالى والأرض.. وربّتْ على نهج المقاومة والالتزام بالثوابت وكره الظلم..
وهي الأخت التي آزرَتْ ودعمَت.. وهي الزوجة التي صبرَتْ ورَضَتْ.. وهي المناضلة التي شاركت في الجهاد والمقاومة.. وهي الأرملة التي أعالَت وزوجة الأسير التي واجهت الحياة بكل عزيمة ورضا.. وهي النائب والداعية والأسيرة والاستشهادية...!
فتنَتْني نساء غزّة..
كيف تحدَّيْنَ الحصار.. واستطعن بأقل القليل من مقوِّمات الحياة أن يعِشن ويُحسِنَّ التعاطي مع الوضع فيقوى أطفالهنّ بثباتهنّ ويرضخوا – راضين – لواقع الحال.. أتقنَّ بامتياز سياسة التأقلم وتسخير الموجود للعيش الكريم ولو بكفاف وتقبّلنَ كلّ ما يجري لأن القلب قد تعلّق بالله جلّ في علاه وعرفنَ أن هذه الدنيا عرضٌ زائل وأنّ الجائزة عند اللهِ.. والقرار!
في أول أيام "الرصاص المصبوب" تخرج من المستشفى حيث يرقدُ ابنها الشهيد وهي تردِّد من الأدعية ما يبرِّد قلبها وتقول بكل ثباتٍ وإيمان راسخ كالجبال: اللهمّ أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها.. الحمد لله.. والله مذ تزوجت في عام خمسٍ وثمانين دعوتُ أن يرزقني الله جل وعلا بستٍّ من الأولاد ويرزقهم الشهادة في سبيله وهذه أول دعوةٍ تُستجاب.. اللهمّ وحِّد الأمّة على كتاب الله وسُنّة رسوله..
أيُّ عقيدةٍ أثمرَت هذا الموقف المُشرِّف لامرأةٍ فقدَت للتو فلذة كبدها؟! هي واللهِ نفسها العقيدة التي أنتَجَت أم نضال فرحات التي كانت تُعطي السلاح لأبنائها المجاهدين وتطلب منهم الثبات عند لقاء العدو وتستقبل أجسادهم الممزقة وتحمد الله جل وعلا أن منَّ الله عليها باستشهادهم.. خاطئ من يظنّ أن أم نضال هي الخنساء الوحيدة في غزة! فغزّة كلها خنساوات تعلّقن بالأرض فربطن أولادهنّ بتربها فبات العشق يجري في الدماء والتحرير حلمٌ لا بد قادم..
يجتمعوا على ضوء الشموع تحت سقف البيت الذي يهزّ في كل لحظة وأصوات القصف تتعالى في سماء غزّة.. ومع كل قذيفة تنفجر تبلغ القلوب الحناجر ويصرخ الأطفال من الهلع.. ويقدِّر الله جل وعلا أن يحصد الموت بناتها الخمس في نفس الوقت.. وتحمد الله جل وعلا أن تبقّى لها أربع!
أيُّ رضىً قد مُزِج مع دمائهنّ؟ ألسنَ من لحمٍ ودم؟ ألسن بشرا؟ بل وربي هنّ الأصل وما دونهم نسخ متكرّرة!
ألم تكن أم موسى عليه السلام أُمّ؟ أوحى إليها الله جل وعلا أن تضع ابنها في الصندوق وترميه في اليمّ وهو بعدُ وليد.. فاستجابت لوحي الله جل وعلا لأن يقينها به أقوى من أي عاطفة بشريّة قد تردعها عن الامتناع عن الاستجابة.. فحريٌ أن نفقه ما يحدث مع نساء غزّة إن نظرنا بنفس العين التي تفهّمت موقف أم موسى.. فهؤلاء غلبَ تمسكهنّ بالشرع الربّاني على رضوخهنّ للطبع الإنساني.. فطوبى لهنّ وحسن مآب!
هل أتاكم نبأ نِسوةٍ ارتقَين في سلّم الإنسانيّة والكرامة فسطع وهجهنّ على ضحالة سيلٍ من الرجال؟!
أساطير خططنها لكلّ راغبٍ في تذوّق معاني الصبر والصمود والعزّ والفخار والتضحية والإيثار والإيمان والثبات والإصرار.. ليس في قصورٍ فارهة.. بل على خطوط المواجهة والنار!
مليون ونصف إنسان يعيشون في غزّة فيهم الشيخ والشاب والمرأة والطفل.. ونواتهم: امرأة!
هي الأمّ التي أنجبَتْ وأنبَتَتْ وأرضَعَت مع الحليب حبّ الله تعالى والأرض.. وربّتْ على نهج المقاومة والالتزام بالثوابت وكره الظلم..
وهي الأخت التي آزرَتْ ودعمَت.. وهي الزوجة التي صبرَتْ ورَضَتْ.. وهي المناضلة التي شاركت في الجهاد والمقاومة.. وهي الأرملة التي أعالَت وزوجة الأسير التي واجهت الحياة بكل عزيمة ورضا.. وهي النائب والداعية والأسيرة والاستشهادية...!
فتنَتْني نساء غزّة..
كيف تحدَّيْنَ الحصار.. واستطعن بأقل القليل من مقوِّمات الحياة أن يعِشن ويُحسِنَّ التعاطي مع الوضع فيقوى أطفالهنّ بثباتهنّ ويرضخوا – راضين – لواقع الحال.. أتقنَّ بامتياز سياسة التأقلم وتسخير الموجود للعيش الكريم ولو بكفاف وتقبّلنَ كلّ ما يجري لأن القلب قد تعلّق بالله جلّ في علاه وعرفنَ أن هذه الدنيا عرضٌ زائل وأنّ الجائزة عند اللهِ.. والقرار!
في أول أيام "الرصاص المصبوب" تخرج من المستشفى حيث يرقدُ ابنها الشهيد وهي تردِّد من الأدعية ما يبرِّد قلبها وتقول بكل ثباتٍ وإيمان راسخ كالجبال: اللهمّ أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها.. الحمد لله.. والله مذ تزوجت في عام خمسٍ وثمانين دعوتُ أن يرزقني الله جل وعلا بستٍّ من الأولاد ويرزقهم الشهادة في سبيله وهذه أول دعوةٍ تُستجاب.. اللهمّ وحِّد الأمّة على كتاب الله وسُنّة رسوله..
أيُّ عقيدةٍ أثمرَت هذا الموقف المُشرِّف لامرأةٍ فقدَت للتو فلذة كبدها؟! هي واللهِ نفسها العقيدة التي أنتَجَت أم نضال فرحات التي كانت تُعطي السلاح لأبنائها المجاهدين وتطلب منهم الثبات عند لقاء العدو وتستقبل أجسادهم الممزقة وتحمد الله جل وعلا أن منَّ الله عليها باستشهادهم.. خاطئ من يظنّ أن أم نضال هي الخنساء الوحيدة في غزة! فغزّة كلها خنساوات تعلّقن بالأرض فربطن أولادهنّ بتربها فبات العشق يجري في الدماء والتحرير حلمٌ لا بد قادم..
يجتمعوا على ضوء الشموع تحت سقف البيت الذي يهزّ في كل لحظة وأصوات القصف تتعالى في سماء غزّة.. ومع كل قذيفة تنفجر تبلغ القلوب الحناجر ويصرخ الأطفال من الهلع.. ويقدِّر الله جل وعلا أن يحصد الموت بناتها الخمس في نفس الوقت.. وتحمد الله جل وعلا أن تبقّى لها أربع!
أيُّ رضىً قد مُزِج مع دمائهنّ؟ ألسنَ من لحمٍ ودم؟ ألسن بشرا؟ بل وربي هنّ الأصل وما دونهم نسخ متكرّرة!
ألم تكن أم موسى عليه السلام أُمّ؟ أوحى إليها الله جل وعلا أن تضع ابنها في الصندوق وترميه في اليمّ وهو بعدُ وليد.. فاستجابت لوحي الله جل وعلا لأن يقينها به أقوى من أي عاطفة بشريّة قد تردعها عن الامتناع عن الاستجابة.. فحريٌ أن نفقه ما يحدث مع نساء غزّة إن نظرنا بنفس العين التي تفهّمت موقف أم موسى.. فهؤلاء غلبَ تمسكهنّ بالشرع الربّاني على رضوخهنّ للطبع الإنساني.. فطوبى لهنّ وحسن مآب!