أنا هشكرك على الموضع الرائع ده وأقولك جزاكم الله خيرا
بس الشكر لوحدة مش كفايالازم نعرف راي الدين في المسائل دي
وأنا ساحضر لكم بعض الفتاوي لكبار العلماء ومصادرها
<div align="center">مصدر الفتوى </div> </span>
<span style="color:#660000">الخطبة الثانية من صلاة الجمعة والتي ألقاها سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي في مدينة
المحرق – مملكة البحرين – جامع الحياك – 27 شوال 1425هـ - 10/12/2004 م.
الأختلاط في الجامعات الدراسية
ثم أيها الإخوة المؤمنون و الأخوات المؤمنات:
إن من القضايا المثارة في ساحتنا الداخلية فعلاً هي قضية الإختلاط الموجود بين الجنسين في الجامعات، إن في القاعات الدراسية و ان في الحرم الجامعي، و إن في غير ذلك، و السؤال المثار انه: ما موقف الشرع من ذلك؟
و للجواب على ذلك نشير الى ان الإسلام ينظر الى الامور بنظرة شاملة متوازنة، فهو يهتم بصيانة الاسرة و حفظها و يهتم بصيانة و حفظ الشابة و الشاب من ان تستهدفهما الأطماع و الأهواء و الأغراض الشريرة و من ان تقع فريسة للفاسدين، الإسلام يريد ان تكون هناك حدوداً و حرماً بين الرجل الأجنبي و المرأة الأجنبية كي لا يتعرض المجتمع البشري للإنحلال الخلقي، و ليس المقصود فعلاً الحديث عن فلسفة الإسلام في ذلك و إنما الإشارة الى مجمل الأهداف التشريعية للدين في هذا الحقل.
و كما ينظر الإسلام الى جانب التربية الأخلاقية للمجتمع فكذلك هو ينظر الى بقية مصالح المجتمع، من بنائه إقتصادياً و تقسيم الثروة فيه بشكل عادل و منصف بين أفراد المجتمع و بالنحو الذي يزيل الفقر و الإختلاف الطبقي الفاحش من المجتمع.
و كذلك يهتم بعمران البلاد و حيويتها و نشاطها التجاري و الحضاري و ما الى ذلك، و كذلك يهتم الإسلام براحة الناس و عدم إيقاعهم في العسر و الحرج الشديد من خلال أحكامه و تشريعاته، و من هنا جاء في الكتاب العزيز عن حكم الصوم للمريض و المسافر: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، و من كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام اخر، يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر). البقرة/185.
فالإسلام يريد للإنسان كل خير دنيوي و أخروي.
و من ناحية اخرى لقد فرض الإسلام حدوداً بين الجنسين الأجنبيين في النظر و العلاقة و المحادثة و ما الى ذلك من أنحاء التعاطي بينهما، حدوداً لا يجوز تعديها.
و الإختلاط بين الجنسين في حدّ نفسه ليس بحرام إذا لم يؤد الى الإضرار برعاية الحدود الواجب رعايتها بين الجنسين، لكنه إذا كان يؤدي الى تجاوز الحدود فلابّد من منع ذلك الإختلاط، فكل إختلاط يخاف منه ان يؤدي الى تجاوز الحدود الشرعية يكون حراماً و على أولياء الامور منع ذلك و إتخاذ التدابير اللازمة بشان ذلك.
فالإسلام الذي قرر الأحكام التي تقرر نمط العلاقة بين الجنسين يريد ان تكون هذه الأحكام محفوظة مطبقة، و لا يرضى بكل ما يؤدي الى الإضرار برعاية تلك الأحكام، و الإختلاط إذا كان يهدد المحافظة على الحدود الشرعية بين الجنسين فهو مرفوض شرعاً.
و من هنا حكم الفقهاء بحرمة الخلوة بين الأجنبي و الأجنبية إذا كان يخاف من تلك الخلوة ان تؤدي الى وقوع الفعل الحرام بينهما، و ليس ذلك إلاّ لأن الدين يريد المحافظة على حدوده و أحكامه لإسعاد الإنسان و المجتمع، فإذا خيف من الخلوة أن تضر بذلك كانت الخلوة محرمة.
و لا ينبغي ان يشك أحد في أن الإختلاط في الجامعات بالشكل الموجود في البلد يتسبب في هتك الحدود الإلهية و تجاوزها بين الجنسين و في تسببها في حدوث العلاقات المحرمة، و إذا كان كذلك فكيف لا يكون هذا الإختلاط حراماً؟!
و قد تسأل: انه إذا كان الأمر كذلك فلابد و أن يكون الإختلاط في الأسواق و المجمعات التجارية و الشوارع و الطرقات و الداوائر الرسمية و المؤسسات و الشركات و المصانع و غيرها من أماكن الإختلاط بين الجنسين، أن يكون الأختلاط في جميع تلك الأماكن حراماً لأن الإختلاط فيها لا يقل عن الإختلاط في الجامعات من حيث التسبب لحدوث العلاقات المحرمة بين الجنسين، بل الإختلاط في كثير من تلك المواقع أقوى فاعلية في حدوث العلاقات المحرمة، فالنظروا الى الأسواق و المجمعات التجارية ماذا يحصل فيها، فلماذا لا تحكمون بحرمة الإختلاط فيها؟
و الجواب: أن الإختلاط أينما كان يتسبب في حدوث العلاقات المحرمة كان حراماً، بمعنى ان من لا يثق من نفسه بعدم الوقوع في الحرام من الدخول في الأماكن المختلطة يكون الدخول حراماً عليه.
هذا من ناحية التكليف الشخصي لكل فرد مسلم و مسلمة، لكن نحن في الجامعة قد نطالب بالفصل بين الجنسين لأن ذلك لا يكلف الدولة ميزانية ضخمة لا يصح صرفها في مثل هذا الغرض المهم، فالدولة يمكنها ان تبني سياساتها و تخطط في مجال الدراسة الجامعية على أساس الوصول الى واقع الفصل و لو بشكل تدريجي، كما هو الحال في المدارس الإبتدائية و الإعدادية و الثانوية.
لكن الفصل في ما عدى مرافق الجامعة و المؤسسات التعليمية من الأسواق و الشوارع و غيرها لا يمكن ان يتبناه الدين:
أولاً: لأنه يكلف بيت المال ميزاينة لا تتحمل، و لا يكون منطقياً صرفها في ذلك.
ثانياً: لأنه يتسبب في الحرج الكبير للعوائل و الاسر و الأشخاص إذا ما قرر الفصل بين الجنسين – على الأقل - في أكثرية مواقع الإختلاط ممّا عدى المراكز الدراسية و ما أشبهها، و الإسلام لا يقرر حكماً حرجياً، حيث أنه (و ما جعل عليكم في الدين من حرج). سورة الحج/78. و (يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر). البقرة / 185.
و من هنا لا تمكن المطالبة بالفصل ما عدى المراكز الدراسية من منطلق ديني رعاية للملاحظتين المذكورتين.
و كما أن المحافظة على دين الله و حدوده و أحكامه من مسؤلية أولياء المجتمع و علمائه و مفكريه و قادته، كذلك هي من مسؤلية عامة الناس فعلى الكل ان يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر، و لكن بالأساليب الصحيحة غير المضرة بالدين.
و لكن لتكن الدعوة و المطالبة بذلك بالأساليب الهادئة المنطقية. و لقد سأل مني بعض طلبة الجامعة عن المشاركة في المسيرات التي تسير في الجامعة لغرض المطالبة بذلك؟
فأجبت: بأنه لا حاجة و لا مصلحة فعلاً في تسيير المسيرات في الجامعة لغرض المطالبة بذلك، و لتكن المطالبة بأساليب أكثر هدوءاً و إنضباطاً و انسجاماً مع الأجواء التعليمية و الجامعية.
أقول قولي هذا، و أستغفر الله لي و لكم، فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم، و ادعوه يستجب لكم.
عبادالله : ( ان الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى، و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي، يعظكم لعلكم تذكرون). النحل / 90.