حسن حجازى
05-02-2009, 09:08 PM
لماذا نترجم؟ ولمَن؟
كتاب يضم سيرا ذاتية مختصرة لشعراء إنجليز وأهم أعمالهم ونبذة مختصرة عن حياتهم وترجمة بعض أشعارهم.
ميدل ايست اونلاين
بقلم: إبراهيم عطية
تأتي أهمية الترجمة للتعرف على الآخر، ومعرفة كيف يفكر وكيف يكتب. ماذا يقرأ. كيف يبدع؟ وبالتالي كيف ينظر إلينا؟ نتواصل مع إبداعه، مع نبضه، خلفيته الثقافية، نترجم، لنعرف، لنقرأ، نتواصل، نتحاور، نختلف، نتفق، نتذوق، نؤثر، نتأثر.
عندما هجم علينا التتار حرقوا المكتبات، أقاموا جسرا من الكتب من المخطوطات من أدبنا من إبداعنا من تراجمنا من دمنا، ليعبروا عليه, لا للحضارة، ولكن لسفك الدم، للجهل. هم حرقوا تراث وتاريخ أمة في بغداد. خربوا الثقافة. اجتثوا الإبداع. ولعل التاريخ يعيد نفسه عندما رأينا متاحف ومكتبات تُنهب في وضح النهار فما أشبه اليوم بالبارحة.
لم يعد العالم كما كان. لا مكان لضيق الأفق. ولا للتشرذم ولا التعنت. نعم للإنفتاح بوعي بحذر وبضمير، مسلحين بالعلم، بالمعرفة والإيمان.
لمًن نترجم.؟
شتى الميادين متاحة في العلم في الثقافة في المجتمع. التراث الإنساني. الأدب. من أجل الحاضر. من أجل المستقبل. أمتنا العربية .. شعوبنا العظيمة .. لمَن نترجم؟ للنماذج الرائعة التي أثرت الحياة الإنسانية بفنها وشعرها وبعلمها .. من منا لم يسمع عن شكسبير. عن كيتس. عن وردزورث. عن طاغور وغيرهم من المبدعين والمفكرين.
بالتأكيد الترجمة محاولة لإشعال شمعة تنير الطريق. كل شاعر من هؤلاء الشعراء لم يكن طريقه أبداً ممهداً بالزهور بل صنع اسمه بالكفاح والإصرار على الاحتفاظ بموهبته ورعايتها، وضحوا بالكثير، بذلوا من الوقت والجهد لإيمانهم برسالة الشعر، منهم من لم يأخذ حقه إلا بعد وفاته أو في خريف عمره في كل قصيدة في كل بيت بل في كل حرف قصة إبداع تميز معاناة. خطوة على درب الإنسانية.
هذا ما حاول المترجم حسن حجازي إضفاءه بهذه الأحاسيس وتلك المشاعر إلى لغتنا العربية. تعامل مع النص الشعري بحس الشاعر المبدع وليس مجرد الترجمة الحرفية للنصوص، بل بذل جهداً في استحضار الحالة الشعرية للنصوص وروح الشاعر.
يضمن هذا الكتاب سيرا ذاتية مختصرة لنماذج من الشعراء الإنجليز. وأهم أعمالهم، بالإضافة إلي نبذة مختصرة عن حياتهم وترجمة بعض أشعارهم، وحاول المحافظة على روح القصيدة مع بساطة اللغة والإبتعاد عن غريب اللفظ وحرص بقدر الإمكان على عدم الابتعاد عن النص الأصلي وروح الشاعر، منتقياً بعض النماذج المتنوعة من الشعر الإنجليزي متعددة الأغراض في الرومانسية والوصف, ووفقا للغرض الشعري السائد في القصيدة.
لا شك أن حركة الترجمة في بلادنا العربية ضعيفة في ظل المناخ الثقافي الفاسد والذي لا يشجع على تكريس الجهد لهذه المهمة الشاقة، ويحتاج إلي تسليط الضوء على أهمية القراءة والإبداع بصفة خاصة والثقافة بصفة عامة، وأهميتها ودورها الرائد في سبيل التحضر والتمدن للشعوب ليأخذ المبدع المكانة التي تليق به.
وإذا حاولنا المقارنة بيننا وبين أية دويلة صغيرة نجدها تترجم أضعاف ما يترجمه العالم العربي أجمع. النهضة تبدأ إلى حدٍّ كبير, بالمعرفة التي تعتمد عليها بالترجمة.
هناك جهود في الترجمة تُبذَل، لكننا نريدُ مشروعات جماعية ضخمة، تُحَدد أهدافها وتشرف عليها هيئات متخصصة, مثل جمعية المترجمين واللغويين المصريين التي ينتمي لها المترجم، وأحسب أن اتجاه المؤسسات الثقافية في مصر الآن تسير في الاتجاه الصحيح، حيث تولي الدولة ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة اهتماماً كبيراً بالترجمة، ونظراً لأهميتها الفائقة ودورها الفاعل في النهوض بالمجتمع، عقد اتحاد كتاب مصر مؤتمراً هاماً للترجمة.
وكذلك هناك مشاريع لترجمة بعض النماذج الحية للمبدعين العرب والمصريين في مجال القصة القصيرة والرواية والشعر العربي ينوي كتاب الأجيال إصدارها قريباً مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، ثمرة تعاون بين جمعية المترجمين واللغويين المصريين والأجيال المصرية، حيث يعكف الشاعر والمترجم حسن حجازي عليها متطوعاً وعلى وشك الإتتهاء من ترجمتها، ندعو له التوفيق لتظهر تلك الأعمال في أبهى وأفضل صورة تليق بنا.
وأقتطف من هذا الكتاب شاعرين بدأ بهما المترجم الشاعر كتابه وهما:
Sir Thomas Wyatt
سير توماس وايت
( 1503 -1542)
كان وايت, سير توماس شاعراً وسياسياً من الطراز الأول, والد شاعرنا عمل في قطاعات مختلفة تحت قيادة الملك هنري الثامن وحاز على لقب فارس.
من المتفق عليه على نطاق واسع أنه كان عاشقاً ومحباً للسيدة آني بوليين قبل زواجها من الملك هنري الثامن. تاثر كثيراً بأعمال الشعراء من إيطاليا وخاصة في شعر الحب, ورأت أول مجموعة شعرية له النور من السونيتات متخذاً من شعر بترارك مثالاً ونوذجاً يُحتذى به. بالإضافة إلى السونيتات كتب في الشعر الغنائي, وفي التهكم والسخرية. كما قام بترجمة العديد من قصائد بترارك، وتأثر بشعر تشاسر، كما تأثر بالكثير من موضوعاته ومفرداته.
كان له كما يقال تأثير واضح على ظهور الشعر الميتافيزيقي في القرن التالي له.
وُلِد توماس وايت في ألينجيتون كاستيل, بالقرب من ميدستون, كنت, في 1503.
يُعرَف القليل عن التعليم الذي تلقاه في طفولته. في عام 1516 حيث التحق بكلية سانت جونز وجامعة كامبردج.
حوالي 1520 تزوج من إليزابيث برووك ابنة لورد كوبهام. أنجبت له ابناً, وأصبح معروفاً في البلاط الملكي وقام بالعديد من المهام الخارجية للملك هنري الثامن0
كان وايت من أوائل من قدموا السونيتة للأدب الإنجليزي بسماتها وخاصة الخاتمة النهائية للسونيتة, وكتب الكثير من النماذج المميزة والرائعة على غرار سونيتات الشاعر الإيطالي الشهير بترارك.
يقال, على نطاقٍ واسع, بأن الشاعر "توماس وايت"، والشاعر "سيري" يشتركان دائماً في لقب "أبو السونيتة الإنجليزية".
(1)- توسلٌ ورجاء An Appeal
(رجاء حار لحبيبته القاسية بألا تفارقه)
وهل سترحلين هكذا عني!
قولي لا , قولي لا , يا لعاري وذلي!
لأرفعَ عنكِ عناءَ ملامتي
من شقوتي وحزني
وهل سترحلينَ هكذا عني؟
قولي لا! قولي لا! لا ترحلي عني!
وهل سترحلينَ هكذا عني,
ذاكَ الذي هامَ في هواكِ من زمن
أيامَ المسرةِ وأيامَ الشجن:
هل قلبك بتلكَ القسوة لترحلي هكذا عني؟
قولي لا ! قولي لا! لا ترحلي عني!
وهل سترحلينَ هكذا عني,
ذاك الذي وهبكِ نبضَ الفؤاد
وأقسمَ بألا يفارقكِ في هناءِ ولا في سهاد:
وهل سترحلين هكذا عني؟
قولي لا ! قولي لا ! لا ترحلي عني!
وهل سترحلين هكذا عني, بلا أي شعور من شفقة
لذاكَ الذي وهبكِ من العمر نبضه
يا إلهي على تلك القسوة! وهل سترحلين هكذا عني؟
قولي لا ! قولي لا! لا ترحلي عني!
Edmond Spenser
إيدموند سبنسر
إيدموند سبنسر (1552-1599) من أهم وأعظم الشعراء الإنجليز في القرن السادس عشر بل وفي تاريخ الأدب، وأحد العظماء الأربعة في ذلك الوقت مع جيفري تشاسر ووليام شكسبير وجون ميلتون.
ويعرف عنه أيضاً أكثر بأنه مؤلف أول ملحمة إنجليزية في عصر النهضة "ملكة الجن الساحرة" حيث قيل عنها بأنها أكبر وأهم ملحمة إنجليزية في عصر النهضة.
وهو أيضاً مؤلف أول قصيدة تهتم بالرعاة باللغة الإنجليزية والشعر الخاص بالزواج والخطوبة والمراسم المرتبطة به. كان من شعراء البلاط الملكي وحصل على لقب شاعر البلاط.
ولد سبنسر حوالي عام 1552. تلقي تعليمه في لندن في مدرسة تاليور ثم التحق بكلية بيمبروك, كامبردج.
عام 1570 ذهب لإيرلندا، وفي عام 1679 خدم بالقوات البريطانية، وبعد هزيمة المتمردين نال مكافأة قطعة أرض. وكافح من أجل الحصول على مكانة في البلاط الملكي، ونال مكافأة عن قصيدته ملكة الجن. طُرد سبنسر من بيته (قلعته) على يد المتمردين خلال حرب الأعوام التسعة.
نال إعجاب الكثير من الشعراء المرموقين وليام وردث ورث, جون كيتس, لورد بيرون، والفريد تينسون. فلغته الشعرية تميل للغة القديمة إلى حد ما وتذكرنا بأعمال جيفري تشاسر خاصة حكايات كانترى بيرى.
بحق كان اديموند سبنسر من العلامات المضيئة والبارزة في تاريخ الأدب الإنجليزي عامة والشعر بصفة خاصة.
One day I wrote her name (2) كتبتُ اسمكِ يوما
كتبتُ اسمكِ يوماً على رمال الشط,
لكنَ الموجَ أتى وأخذ من جهدي ما كتبت:
فعدتُ لأكتبهُ ثانيةً بغيرِ ذاتِ اليد,
لكنَ المد أتى وافترس من جهدي ما بذلت.
قالت : مغرور, لا جدوى مما تبذلُ من عناء
أتحاولُ تخليدَ ما هو فانٍ؛
فأنا نفسي سيعتريني هذا الفناء,
وتخليد اسمي مصيره إلى زوال.
ليس كما تدعين (قلتُ لها)؛ دعي الأشياء الوضيعة
تتوارى في التراب, وأنتِ بالشهرة سوف تبقين؛
سيجعلكِ شعري بحسنِ الخصالِ تُخلدين:
وفي السماء سيبقى اسمك مضيئاً لأبدِ الآبدين.
وحينما يجتاحُ الموتُ العالمَ ويطويه
سيبقى حبنا متجدداً, وإلى حياة جديدة سيبقيه.
***
إبراهيم عطية
رئيس مجلس إدارة 'جريدة الأجيال'
قاص وصحفي, عضو اتحاد كتاب مصر
كتاب يضم سيرا ذاتية مختصرة لشعراء إنجليز وأهم أعمالهم ونبذة مختصرة عن حياتهم وترجمة بعض أشعارهم.
ميدل ايست اونلاين
بقلم: إبراهيم عطية
تأتي أهمية الترجمة للتعرف على الآخر، ومعرفة كيف يفكر وكيف يكتب. ماذا يقرأ. كيف يبدع؟ وبالتالي كيف ينظر إلينا؟ نتواصل مع إبداعه، مع نبضه، خلفيته الثقافية، نترجم، لنعرف، لنقرأ، نتواصل، نتحاور، نختلف، نتفق، نتذوق، نؤثر، نتأثر.
عندما هجم علينا التتار حرقوا المكتبات، أقاموا جسرا من الكتب من المخطوطات من أدبنا من إبداعنا من تراجمنا من دمنا، ليعبروا عليه, لا للحضارة، ولكن لسفك الدم، للجهل. هم حرقوا تراث وتاريخ أمة في بغداد. خربوا الثقافة. اجتثوا الإبداع. ولعل التاريخ يعيد نفسه عندما رأينا متاحف ومكتبات تُنهب في وضح النهار فما أشبه اليوم بالبارحة.
لم يعد العالم كما كان. لا مكان لضيق الأفق. ولا للتشرذم ولا التعنت. نعم للإنفتاح بوعي بحذر وبضمير، مسلحين بالعلم، بالمعرفة والإيمان.
لمًن نترجم.؟
شتى الميادين متاحة في العلم في الثقافة في المجتمع. التراث الإنساني. الأدب. من أجل الحاضر. من أجل المستقبل. أمتنا العربية .. شعوبنا العظيمة .. لمَن نترجم؟ للنماذج الرائعة التي أثرت الحياة الإنسانية بفنها وشعرها وبعلمها .. من منا لم يسمع عن شكسبير. عن كيتس. عن وردزورث. عن طاغور وغيرهم من المبدعين والمفكرين.
بالتأكيد الترجمة محاولة لإشعال شمعة تنير الطريق. كل شاعر من هؤلاء الشعراء لم يكن طريقه أبداً ممهداً بالزهور بل صنع اسمه بالكفاح والإصرار على الاحتفاظ بموهبته ورعايتها، وضحوا بالكثير، بذلوا من الوقت والجهد لإيمانهم برسالة الشعر، منهم من لم يأخذ حقه إلا بعد وفاته أو في خريف عمره في كل قصيدة في كل بيت بل في كل حرف قصة إبداع تميز معاناة. خطوة على درب الإنسانية.
هذا ما حاول المترجم حسن حجازي إضفاءه بهذه الأحاسيس وتلك المشاعر إلى لغتنا العربية. تعامل مع النص الشعري بحس الشاعر المبدع وليس مجرد الترجمة الحرفية للنصوص، بل بذل جهداً في استحضار الحالة الشعرية للنصوص وروح الشاعر.
يضمن هذا الكتاب سيرا ذاتية مختصرة لنماذج من الشعراء الإنجليز. وأهم أعمالهم، بالإضافة إلي نبذة مختصرة عن حياتهم وترجمة بعض أشعارهم، وحاول المحافظة على روح القصيدة مع بساطة اللغة والإبتعاد عن غريب اللفظ وحرص بقدر الإمكان على عدم الابتعاد عن النص الأصلي وروح الشاعر، منتقياً بعض النماذج المتنوعة من الشعر الإنجليزي متعددة الأغراض في الرومانسية والوصف, ووفقا للغرض الشعري السائد في القصيدة.
لا شك أن حركة الترجمة في بلادنا العربية ضعيفة في ظل المناخ الثقافي الفاسد والذي لا يشجع على تكريس الجهد لهذه المهمة الشاقة، ويحتاج إلي تسليط الضوء على أهمية القراءة والإبداع بصفة خاصة والثقافة بصفة عامة، وأهميتها ودورها الرائد في سبيل التحضر والتمدن للشعوب ليأخذ المبدع المكانة التي تليق به.
وإذا حاولنا المقارنة بيننا وبين أية دويلة صغيرة نجدها تترجم أضعاف ما يترجمه العالم العربي أجمع. النهضة تبدأ إلى حدٍّ كبير, بالمعرفة التي تعتمد عليها بالترجمة.
هناك جهود في الترجمة تُبذَل، لكننا نريدُ مشروعات جماعية ضخمة، تُحَدد أهدافها وتشرف عليها هيئات متخصصة, مثل جمعية المترجمين واللغويين المصريين التي ينتمي لها المترجم، وأحسب أن اتجاه المؤسسات الثقافية في مصر الآن تسير في الاتجاه الصحيح، حيث تولي الدولة ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة اهتماماً كبيراً بالترجمة، ونظراً لأهميتها الفائقة ودورها الفاعل في النهوض بالمجتمع، عقد اتحاد كتاب مصر مؤتمراً هاماً للترجمة.
وكذلك هناك مشاريع لترجمة بعض النماذج الحية للمبدعين العرب والمصريين في مجال القصة القصيرة والرواية والشعر العربي ينوي كتاب الأجيال إصدارها قريباً مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، ثمرة تعاون بين جمعية المترجمين واللغويين المصريين والأجيال المصرية، حيث يعكف الشاعر والمترجم حسن حجازي عليها متطوعاً وعلى وشك الإتتهاء من ترجمتها، ندعو له التوفيق لتظهر تلك الأعمال في أبهى وأفضل صورة تليق بنا.
وأقتطف من هذا الكتاب شاعرين بدأ بهما المترجم الشاعر كتابه وهما:
Sir Thomas Wyatt
سير توماس وايت
( 1503 -1542)
كان وايت, سير توماس شاعراً وسياسياً من الطراز الأول, والد شاعرنا عمل في قطاعات مختلفة تحت قيادة الملك هنري الثامن وحاز على لقب فارس.
من المتفق عليه على نطاق واسع أنه كان عاشقاً ومحباً للسيدة آني بوليين قبل زواجها من الملك هنري الثامن. تاثر كثيراً بأعمال الشعراء من إيطاليا وخاصة في شعر الحب, ورأت أول مجموعة شعرية له النور من السونيتات متخذاً من شعر بترارك مثالاً ونوذجاً يُحتذى به. بالإضافة إلى السونيتات كتب في الشعر الغنائي, وفي التهكم والسخرية. كما قام بترجمة العديد من قصائد بترارك، وتأثر بشعر تشاسر، كما تأثر بالكثير من موضوعاته ومفرداته.
كان له كما يقال تأثير واضح على ظهور الشعر الميتافيزيقي في القرن التالي له.
وُلِد توماس وايت في ألينجيتون كاستيل, بالقرب من ميدستون, كنت, في 1503.
يُعرَف القليل عن التعليم الذي تلقاه في طفولته. في عام 1516 حيث التحق بكلية سانت جونز وجامعة كامبردج.
حوالي 1520 تزوج من إليزابيث برووك ابنة لورد كوبهام. أنجبت له ابناً, وأصبح معروفاً في البلاط الملكي وقام بالعديد من المهام الخارجية للملك هنري الثامن0
كان وايت من أوائل من قدموا السونيتة للأدب الإنجليزي بسماتها وخاصة الخاتمة النهائية للسونيتة, وكتب الكثير من النماذج المميزة والرائعة على غرار سونيتات الشاعر الإيطالي الشهير بترارك.
يقال, على نطاقٍ واسع, بأن الشاعر "توماس وايت"، والشاعر "سيري" يشتركان دائماً في لقب "أبو السونيتة الإنجليزية".
(1)- توسلٌ ورجاء An Appeal
(رجاء حار لحبيبته القاسية بألا تفارقه)
وهل سترحلين هكذا عني!
قولي لا , قولي لا , يا لعاري وذلي!
لأرفعَ عنكِ عناءَ ملامتي
من شقوتي وحزني
وهل سترحلينَ هكذا عني؟
قولي لا! قولي لا! لا ترحلي عني!
وهل سترحلينَ هكذا عني,
ذاكَ الذي هامَ في هواكِ من زمن
أيامَ المسرةِ وأيامَ الشجن:
هل قلبك بتلكَ القسوة لترحلي هكذا عني؟
قولي لا ! قولي لا! لا ترحلي عني!
وهل سترحلينَ هكذا عني,
ذاك الذي وهبكِ نبضَ الفؤاد
وأقسمَ بألا يفارقكِ في هناءِ ولا في سهاد:
وهل سترحلين هكذا عني؟
قولي لا ! قولي لا ! لا ترحلي عني!
وهل سترحلين هكذا عني, بلا أي شعور من شفقة
لذاكَ الذي وهبكِ من العمر نبضه
يا إلهي على تلك القسوة! وهل سترحلين هكذا عني؟
قولي لا ! قولي لا! لا ترحلي عني!
Edmond Spenser
إيدموند سبنسر
إيدموند سبنسر (1552-1599) من أهم وأعظم الشعراء الإنجليز في القرن السادس عشر بل وفي تاريخ الأدب، وأحد العظماء الأربعة في ذلك الوقت مع جيفري تشاسر ووليام شكسبير وجون ميلتون.
ويعرف عنه أيضاً أكثر بأنه مؤلف أول ملحمة إنجليزية في عصر النهضة "ملكة الجن الساحرة" حيث قيل عنها بأنها أكبر وأهم ملحمة إنجليزية في عصر النهضة.
وهو أيضاً مؤلف أول قصيدة تهتم بالرعاة باللغة الإنجليزية والشعر الخاص بالزواج والخطوبة والمراسم المرتبطة به. كان من شعراء البلاط الملكي وحصل على لقب شاعر البلاط.
ولد سبنسر حوالي عام 1552. تلقي تعليمه في لندن في مدرسة تاليور ثم التحق بكلية بيمبروك, كامبردج.
عام 1570 ذهب لإيرلندا، وفي عام 1679 خدم بالقوات البريطانية، وبعد هزيمة المتمردين نال مكافأة قطعة أرض. وكافح من أجل الحصول على مكانة في البلاط الملكي، ونال مكافأة عن قصيدته ملكة الجن. طُرد سبنسر من بيته (قلعته) على يد المتمردين خلال حرب الأعوام التسعة.
نال إعجاب الكثير من الشعراء المرموقين وليام وردث ورث, جون كيتس, لورد بيرون، والفريد تينسون. فلغته الشعرية تميل للغة القديمة إلى حد ما وتذكرنا بأعمال جيفري تشاسر خاصة حكايات كانترى بيرى.
بحق كان اديموند سبنسر من العلامات المضيئة والبارزة في تاريخ الأدب الإنجليزي عامة والشعر بصفة خاصة.
One day I wrote her name (2) كتبتُ اسمكِ يوما
كتبتُ اسمكِ يوماً على رمال الشط,
لكنَ الموجَ أتى وأخذ من جهدي ما كتبت:
فعدتُ لأكتبهُ ثانيةً بغيرِ ذاتِ اليد,
لكنَ المد أتى وافترس من جهدي ما بذلت.
قالت : مغرور, لا جدوى مما تبذلُ من عناء
أتحاولُ تخليدَ ما هو فانٍ؛
فأنا نفسي سيعتريني هذا الفناء,
وتخليد اسمي مصيره إلى زوال.
ليس كما تدعين (قلتُ لها)؛ دعي الأشياء الوضيعة
تتوارى في التراب, وأنتِ بالشهرة سوف تبقين؛
سيجعلكِ شعري بحسنِ الخصالِ تُخلدين:
وفي السماء سيبقى اسمك مضيئاً لأبدِ الآبدين.
وحينما يجتاحُ الموتُ العالمَ ويطويه
سيبقى حبنا متجدداً, وإلى حياة جديدة سيبقيه.
***
إبراهيم عطية
رئيس مجلس إدارة 'جريدة الأجيال'
قاص وصحفي, عضو اتحاد كتاب مصر