مشاهدة النسخة كاملة : العلماء:المعاهد المتوسطة بالأزهر .. تهديد للعلوم الشرعية


أ/ هشام العيسوى
13-02-2009, 01:38 AM
نور العالمين
يقدمها: فريد ابراهيم
العلماء:المعاهد المتوسطة بالأزهر .. تهديد للعلوم الشرعية
عمر عبدالجواد
المؤشرات التي يمر بها الأزهر في مراحله التعليمية سواء الجامعية أم قبل الجامعية لا تبشر بمستقبل جيد لتلك المؤسسة العلمية حيث اتخذت ادارة التعليم الأزهري قراراً بفتح معاهد لطلاب المرحلة الثانوية هدفها استيعاب الخريجين من المرحلة الإعدادية رغبة في تخفيف الضغط علي المتقدمين للجامعة. وكذلك في نفس السياق افتتاح معاهد متوسطة بالجامعة دون وجود ضوابط وآليات تضمن استمرار العمل داخل تلك المعاهد بدعم الطلاب بجرعات شرعية تضمن عدم انحرافهم عن الغرض الأساسي الذي انشئ له الأزهر.
اعترض بعض الأساتذة داخل الجامعة علي تلك المعاهد معتبرين انها اسلوب فاشل لإدارة الأزمة التي يرددونها. فالحل الأمثل يكمن في افتتاح كليات جديدة وطلب زيادة الدعم من الدولة وقبول التبرعات الخارجية التي تقدر بالمليارات لو ارادوا. كما أن هناك خطوة حذروا منها بشدة وهي تطبيق نظرية التعليم عن بعد التي تقضي علي مستقبل الإسلام في الشرق والغرب حيث تجعل اللغة العربية مفقودة الهوية.
د. أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر قال: الأزهر عند انشائه كان الهدف منه خدمة العلوم الشرعية وقد تخرج من بين جدرانه العلماء الأوائل مسترشدين بالعلوم الشرعية في كافة المجالات الأخري ومايعيب تلك المعاهد أنها مع مثيلاتها مثل التعليم عن بعد للطلاب الوافدين تمثل هدماً في الجدار الأزهري الذي يعد بمثابة حائط الصد للدفاع عن تيارات التغريب الهادفة للقضاء علي الإسلام.
أضاف أن المنصف لا ينكر علي الاطلاق حاجة المجتمع للصانع المسلم والعامل لكن مايعيب الموضوع عدم وجود ضوابط وآليات تضمن التنفيذ. فالأزهر نجد أن الغرب يرصد حركاته بصورة دقيقة ويحاولون التدخل في شئونه دائماً بما يضعف من رسالته. فهل يمكن القبول بأن يتم تعليم الوافدين عن بعد. انهم مع وجودهم بالقاهرة ودراستهم واختلاطهم بالطلاب يجدون صعوبات في اتقان النطق باللغة العربية فهل يمكن حدوث ذلك بأسلوب التعليم عن بعد والمصيبة انه يكون باللغة التي يتحدث بها طلاب تلك البلاد حسبما أعلنت وسائل الإعلام وهذا يمثل محاولة صريحة للقضاء علي اللغة العربية.
أشار د. كريمة إلي أن اللغة العربية هي حصن الإسلام ومنهج معرفة آيات الأحكام وفهم النصوص الشرعية اننا عندما نختبر الطلاب في السنوات الأولي من الجامعة نجدهم ضعافاً في المعارف واللغة العربية وذلك راجع لمستوي التعليم بالأزهر قبل الجامعي والمدرس يبحث عن لقمة عيش نظراً لضآلة راتبه الشهري والمناهج تحتاج إلي اصلاح بما يضمن لها مسايرة العصر. والقضاء علي البيروقراطية مطلوب وأساليب التحديث يجب أن يتدرب عليها التلاميذ ويتم دعم مجانية التعليم الأزهري والارتقاء بمستواه والحفاظ علي المنهج الشرعي الفقه والتفسير والحديث وعلوم القرآن والسنة والمحدثين وأصول اللغة والمذاهب والأديان فهذا مايميز الأزهر ويعرفه به العالم شرقه وغربه وليس بالصناعة والزراعة والتجارة التي اجادت الدنيا كلها معرفتها.
د. رشدي أبو زيد رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة حلوان قال: يجب الالتفات لمستوي التعليم الأزهري خصوصاً والأداء العام في الأزهر بصفة عامة ولا نقبل من أحد الاعتراض علي طالب الإصلاح بالأزهر باعتبار انه مؤسسة لا تخص فرداً بعينه وإنما يشترك الجميع بدول العالم الإسلامي في حقوق الرعاية للأزهر نظراً لارتباط العقيدة الإسلامية به ومايملكه من أصول فكرية تمثل أسهماً مشتركة ومتساوية بين جميع المسلمين.
أضاف في المرحلة الأخيرة وجدنا مراكز لتعليم اللغات الانجليزية داخل الجامعة احدها أمريكي والآخر بريطاني وكلاهما لا يطمئن القلب إلي ادائه نظراً لقصر الأداء به علي طلبة واساتذة الكليات الشرعية مع أن الجامعة لديها كلية اللغات والترجمة كما لا نقبل حجة تخريج الداعية المتقن للغة الانجليزية فهناك قسم متخصص للدراسات الإسلامية باللغة الانجليزية بكلية اللغات.
يضاف لذلك واقعة المعاهد المتوسطة والمعاهد بعد الاعدادية وزيادة المصاريف علي الطلاب الفقراء والمحتاجين وتهميش معلوماتهم الفقهية بتوحيد المنهج إلي غير ذلك مما يمثل القضاء علي الابداع الفقهي الاستنباطي الذي كان يتعلمه الطالب قديماً.
وقال د. رشدي اننا نتوجه بسؤال إلي القائمين علي التعليم الأزهر هل وضعتم ضوابط صارمة تضمن عدم الخروج عن غرض التعليم الأزهري الشرعي أم أن الأمر كان مجرد الخلاص من مشكلة التكدس الطلابي التي يمكن حلها بسهولة وبساطة بعدم قبول أي طالب في الأزهر منذ المرحلة الابتدائية بتوافر شروط قاسية واستبعاده للمدارس العامة إذا فقد هذه الشروط أثناء المراحل التعليمية كما أننا نقيس الأمر علي المدارس الدينية لدي اليهود والنصاري فهل سمعنا عن تحويل نشاطها العلمي الديني إلي زراعة وصناعة وتجارة. تعليم الدين مطلوب ومراعاة الضمير واجبة ولا تقتصر علي أزهري دون غيره وإذا قلنا إن المجتمع بحاجة للصانع والزارع والتاجر المسلم فمعناه تجريد باقي الطوائف من الحق والتزام الصواب وكأننا نلتمس لهم العذر بمفهوم المخالفة في عدم تحري الأمانة والضمير.
http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/nour/detail00.asp