Miss_CaR!zma
18-07-2006, 07:46 AM
<div align="center"><span style="font-family:System">
كان ممدا على سريره كالمومياء.لاغرق بينهما سوى فتح العين وغلقها بين الحين والاخر.ومحاولة الكلام
الصعبة كى يثبت للاخرين ولنفسه انه لم يزل حى يتنفس.
حين دخلت من باب الغرفة التى يرقد بها فى المستشفى ونظرت فى وجهه ادركت اننا ذو جذور فرعونية.فلقد كان قريب الشبه من مومياء قد رايتها فى المتحف لاادرى لمن من اجدادنا الفراعنة.
كانت الغرفة صغيرة لحد ما .بها سرير واحد جهة اليسار .فوق السرير نافذة تطل على فناء المستشفى الكبير.
فى الجهة المقابلة للسرير يوجد حوض ماء فوقه صنبور لايعمل.فوق الصنبور مراة .
كانت زوجته وابنته تفترشان ارضية الغرفة.تجلسان فى انتظار المجهول.فالرجل يرقد هكذا داخل المستشفى
فوق ازيد من شهر ولم يتحسن.عيونهم ممتلئة بالقلق والخوف من انتظار الاتى.
دخلت زوجتى العاطفية جدا.جلست زوجتى على كرسى خشبى بلا مسند.بعدما امطرت الرجل وزوجته وابنتهما بكلمات المواساة.جلست انا فى مواجهتها على كرسى خشبى اخر.جلست صامتا.فانا لا اجيد الكلام فى مثل
هذة المواقف.تركت هذا الدور لزوجتى فهى تجيد المجاملات ولاادرى من اين ياتيها هذا الفيض من الكلمات.
جلست صامتا.فقط اتامل هذا الوجه المسجى امامى على سريرالمرض.يعتصرنى الم فى اعماقى على العجز
الانسانى.فلقد كان هذا الوجه مفعما بالنشاط ,يمكنه ان يقضى مائة مشوار فى اليوم الواحد دون كلل او تعب.
تاتى صورته امام عينيا الان.اتذكره قصير القامة .دائما يمشى مسرعا وكأنه ذاهب للقاء هام او فى مهمة
خطيرة.دوما ينتابنى هذا الاحساس كلما شاهدته فى الشارع.كان يدرك ان الحياة كلها تعب.يؤمن بقدره
ونصيبه منها ويركض كثيرا بحثا عن الافضل لاولاده البنات الست.
الان هو جسد,تيبس ممددا على سرير لاحول له ولاقوة.
الالم بداخلى يغطى كل مساحات التفكير والوعى بداخلى.فقط الصمت الحزين ونظرة يملاؤها
الحزن والاسى مصوبة من عينى الى الفضاء من نافذة الغرفة.احاول ان اخترق الاشياء؟,كى ادرك معناها.
ملحوظة:
بعد شهر من زيارتى له.كنت احمله على كتفى بعد صلاة الظهر ومعى ثلاثة اخرون .ذاهبين به الى
مقابر البلدة.</span></div>
كان ممدا على سريره كالمومياء.لاغرق بينهما سوى فتح العين وغلقها بين الحين والاخر.ومحاولة الكلام
الصعبة كى يثبت للاخرين ولنفسه انه لم يزل حى يتنفس.
حين دخلت من باب الغرفة التى يرقد بها فى المستشفى ونظرت فى وجهه ادركت اننا ذو جذور فرعونية.فلقد كان قريب الشبه من مومياء قد رايتها فى المتحف لاادرى لمن من اجدادنا الفراعنة.
كانت الغرفة صغيرة لحد ما .بها سرير واحد جهة اليسار .فوق السرير نافذة تطل على فناء المستشفى الكبير.
فى الجهة المقابلة للسرير يوجد حوض ماء فوقه صنبور لايعمل.فوق الصنبور مراة .
كانت زوجته وابنته تفترشان ارضية الغرفة.تجلسان فى انتظار المجهول.فالرجل يرقد هكذا داخل المستشفى
فوق ازيد من شهر ولم يتحسن.عيونهم ممتلئة بالقلق والخوف من انتظار الاتى.
دخلت زوجتى العاطفية جدا.جلست زوجتى على كرسى خشبى بلا مسند.بعدما امطرت الرجل وزوجته وابنتهما بكلمات المواساة.جلست انا فى مواجهتها على كرسى خشبى اخر.جلست صامتا.فانا لا اجيد الكلام فى مثل
هذة المواقف.تركت هذا الدور لزوجتى فهى تجيد المجاملات ولاادرى من اين ياتيها هذا الفيض من الكلمات.
جلست صامتا.فقط اتامل هذا الوجه المسجى امامى على سريرالمرض.يعتصرنى الم فى اعماقى على العجز
الانسانى.فلقد كان هذا الوجه مفعما بالنشاط ,يمكنه ان يقضى مائة مشوار فى اليوم الواحد دون كلل او تعب.
تاتى صورته امام عينيا الان.اتذكره قصير القامة .دائما يمشى مسرعا وكأنه ذاهب للقاء هام او فى مهمة
خطيرة.دوما ينتابنى هذا الاحساس كلما شاهدته فى الشارع.كان يدرك ان الحياة كلها تعب.يؤمن بقدره
ونصيبه منها ويركض كثيرا بحثا عن الافضل لاولاده البنات الست.
الان هو جسد,تيبس ممددا على سرير لاحول له ولاقوة.
الالم بداخلى يغطى كل مساحات التفكير والوعى بداخلى.فقط الصمت الحزين ونظرة يملاؤها
الحزن والاسى مصوبة من عينى الى الفضاء من نافذة الغرفة.احاول ان اخترق الاشياء؟,كى ادرك معناها.
ملحوظة:
بعد شهر من زيارتى له.كنت احمله على كتفى بعد صلاة الظهر ومعى ثلاثة اخرون .ذاهبين به الى
مقابر البلدة.</span></div>