مشاهدة النسخة كاملة : قضية أ/سعيد مدنى(والمعلمين) بأقلام المفكرين الموضوعين


ممدوح مصطفى الانصارى
09-03-2009, 10:20 PM
لما كانت قضية أ/ سعيد مدنى هى قضية المعلمين ،وهى قضية فكرية من الدرجة الاولى فدليل البراءة او الادانة ليس دليلا ماديا .
هل من حق المعلم ان يعير عن رأيه
من خلال عمله ومن خلال ورقة الامتحان ؟؟؟؟ تلك هى القضية .
.................................................
ولما كانت القضية قضية فكرية وتخص المعلمين فاذن لا يصح ان يكون المتهم هو الشاهد ، فالشهادة هنا لاصحاب
الفكر من غير المعلمين .
لتكون شهادة حق اما للمعلم واما عليه ،لتكون شهادة حق باقلام المفكرين الموضوعين امام التاريخ ومن بيده زمام الامور .
محتويات الموضوع :
اولا ) مجموعة مقالات
1- تلخيص للقضية منتدى البشاير
بقلم نشوى عثمان فى 1 فبراير 2009.
2- الاهرام : فى 12/2 (هو والاستاذ حمام )بقلم ا.د /حسام احمد موافى
استاذ طب الحالات الحرجة /قصر العينى.
3-الجمهورية : فى 16/2 (لقطة)
بقلم أ/ناهد المنشاوى .
4- الجمهورية: فى 20/2 (متى يتوقف هذا العبث؟ اهانة مدرسى اللغة العربية فى الدراما المصرية !!)
بقلم أ /بسيونى الحلوانى .
5- الجمهورية : كل سبت (هنيدى واهل العلم ) بقلم أ/ يحيى على .
6- الرياض : 16/2 (هنيدى ابن مجتمعه لا يقبل النقد) بقلم : أ/رجا ساير المطيرى .
7-الاخبار :فى 9/2 (ازمة امتحان هنيدى ) بقلم أ/ فوزى شعبان ولم اتمكن العثور عليه وفيه يطالب الكاتب بانصاف المعلم . ومن يجده من الاخوة الزملاء يتفضل برفعه.
ثانيا) مجموعة برامج للفضائيات
العاشرة مساء /90دقيقة / البيت بيتك
ساقوم برفعها قريبا بامر الله .
ثالثا) نتواصل سويا بكل ما هو جديد
ويهتم بموضوع القضية .

leprince
09-03-2009, 10:32 PM
بارك الله فيك استاذى الفاضل / ممدوح

صاحب الجهد الوافر المتطلع دائما لنصرة اخوانك المعلمين فى كل مكان

ربنا يقويك ويبارك لك فى ذريتك ويجعلهم من حفظة القرآن

ممدوح مصطفى الانصارى
09-03-2009, 10:39 PM
المدرس صاحب سؤال محمد هنيدي :شاهدت الفيلم ثلاث مرات وآلمني جداً أنا وأسرتي

البشاير-نشوى عثمان:
اهتم برنامج " العاشرة مساءً " بالخبر الذي نشرته جريدة الوفد أمس ، والخاص بإمتحان مادة اللغة العربية للصف الأول الثانوى فى إحدى مدارس محافظة البحيرة ، حيث كانت قطعة النحو فى الإمتحان تـُدين فيلم " رمضان مبروك أبو العلمين حمودة " ، وهو الفيلم الأخير لمحمد هنيدى ، نظراً لأن المدرس واضع الامتحان اعتبر أن الفيلم يُـسيء للمدرس ، وجاء ضمن الأسئلة سؤال يقول " إن الممثلين الساخرين من القيم فاشلون"... ضعي فعل رجاء مكان حرف النسخ وغيري ما يلزم ...!

وأجرت منى الشاذلي حواراً هاتفياً مع الأستاذ سعيد مدني ، مدرس أول اللغة العربية وواضع الإمتحان ، والذي أكد على أنه يعمل مدرساً منذ نحو اثنى وعشرون عاماً ، وأنه لم يسب محمد هنيدي وإنما هو فقط عبّـر عن رأيه في هذا الفيلم الذي يُـسيء للمدرس في الوقت الذي تحرص فيه وزارة التربية والتعليم على رفع مستوى المدرس ...

وذكر الأستاذ مدني أنه شاهد فيلم " رمضان مبروك أبو العلمين حمودة " هو وأسرته ثلاث مرات ، وأستاءوا كثيراً وتألموا مما جاء بالفيلم لأنه أساء إساءة بالغة للمدرس ، وأضاف أنه لم يُـخطيء حين قال رأيه في الإمتحان نظراً لأنه الممنوع وروده في الامتحان هو كل ما يمس الدين والسياسة والجنس ، أما ما هو غير ذلك فيمكن أن يأتي وروده داخل الإمتحان ...

وعندما حاولت من الشاذلي تعريفه بدور الفن والطرق المختلفة التي يمكن أن يتبعها لتوصيل رسالة معينة ، مُـدللة على ذلك بالفنان الراحل نجيب الريحاني عندما أد دور المدرس قبل أكثر من نصف قرن ، ذكر لها الأستاذ مدني في المقابل الفنان نور الشريف في مـُسلسله " حضرة المتهم أبي " وكيف أدى دور المدرس المحترم ببراعة ، وهو ما يجب أن يكون من وجهة نظر الأستاذ مدني ...

وذكرت من الشاذلي أن نقابة المهن التمثيلية قد أعربت عن استيائها مما ورد في الإمتحان وصرحت بأنها لن تترك الأمر يمر مرور الكرام وسوف تقوم بمقاضاة وزارة التربية والتعليم على ما جاء بهاذا الإمتحان نظراً لأنه أساء بشكل مباشر للممثلين واصفاً إياهم بالفاشلين ...

ممدوح مصطفى الانصارى
09-03-2009, 10:44 PM
هو‏..‏ والأستاذ حمام‏!‏

حزنت وتألمت بشدة وتأففت جدا ومعي الكثيرون من المعاملة التي عومل بها المدرس الفاضل الذي تجرأ وذكر اسم ممثل وفيلمه الهابط‏,‏ فلقد حزنت من معاملة وزارته ووسائل الإعلام له‏.‏

والسؤال الذي يدور في أذهاننا‏:‏ ما التهمة ـ بالألفاظ والحروف ـ الموجهة إلي هذا المعلم العظيم‏..‏؟ هل هي سب وقذف؟ أعتقد أن الاجابة ستكون بالنفي‏,‏ حيث قرأ الجميع علي الشاشات الصغيرة نص ما جاء في الامتحان‏..‏ أم أن التهمة هي خروج عن المألوف في مثل هذه الظروف؟ وأعتقد أنه لا يوجد نص قانوني يعاقب علي ذلك أم أن المسألة بصراحة كلها مجاملات؟ وإذا كانت هكذا فقل السلام علي هذا المجتمع الذي يتمني البعض فيه أن يقام الحد علي الضعيف فقط‏..‏ لقد قال نقيب الممثلين في برنامج العاشرة أن الامتحان ليس مجالا للتعبير عن رأي شخص وأن ما كتب فيه جرح لمشاعر هذا الفنان‏..‏ وأنا اسأله‏:‏ أين كانت مشاعر آلاف المدرسين حين قام هذا الممثل بهذا الدور غير اللائق لمن يجب أن نقف لهم ونوفيهم التبجيل لأنهم في نظر المثقفين‏.‏ والمثقفون فقط كادوا أن يكونوا رسلا‏..‏ وإذا كان الامتحان ليس مجالا لابداء الرأي فكأن نقيب الممثلين يحرمهم حتي من الاثنين‏..‏ والله لو أن هذا الاستاذ الفاضل يعلم وعلي يقين من أن صوته سوف يصل إلي أذان تفهم القضية لفعل ولكنه لم يجد ما ينير به عقول هؤلاء التلاميذ الذين ـ بالتأكيد ـ شاهدوا وضحكوا علي معلم قضي حاجته بملابسه‏..‏ هؤل
اء الأطفال الأبرياء كيف نصحح لهم هذه المفاهيم الخاطئة وكيف نطالب باحترام أساتذتهم إلا من خلال ما فعله الأستاذ العظيم من خلال ورقة الاسئلة وإذا كانت القصة هي تقليد للاستاذ حمام وما قام به الراحل نجيب الريحاني فكل من شاهد الفيلمين يعرف جيدا الفرق الشاسع بين المواقف والألفاظ والحركات‏..‏ إنني بصفتي من رجال التعليم العالي وغيور علي هذه المهنة أطالب المسئولين بوزارة التربية والتعليم بأن يقدموا وسام شرف لهذا المعلم الجميل الذي غار علي كرامة المهنة قبل كرامته وعبر عن غضبه في إطار تربوي خلوق وأنني أحيي هذا الرجل العظيم وياليته يكون قدوة للجميع‏.‏

د‏.‏ حسام أحمد موافي


أستاذ طب الحالات الحرجة ـ قصر العيني

ممدوح مصطفى الانصارى
09-03-2009, 10:51 PM
لقطة
اللعب أسهل الطرق لكليات القمة
بقلم:ناهد المنشاوي
نصيحة لأولياء أمور الطلاب. علموا أولادكم اللعب.. شجعوهم علي "التنطيط" منذ الصغر أشركوهم في الفرق الرياضية بمدارسهم.. ومن لا تؤهله امكانياته لذلك احجزوا لهم في مراكز الجيم.. ومدارس الألعاب في الأندية. فكل الأندية الآن بها مدارس في جميع أنواع الألعاب بداية من كرة القدم مرورا بالكاراتيه وحتي السباحة والاشتراك فيها بسيط رغم ان اشتراكها الشهري يفوق اشتراك النادي طوال العام.
من يستمع لنصحيتي وينفذها سيوفر الكثير في المقدمة ميزانية الدروس الخصوصية. بعد ذلك سيضمن مكانا في الجامعة لابنه بأبسط السبل.
لقد بشرنا د. يسري الجمل وزير التعليم انه من بين شروط الالتحاق بالجامعة ان يكون التلميذ متفوقا في النشاط.. وهذا سيحب له ضمن المجموع المؤهل للجامعة ولم يعد مجموع درجاته في امتحان الثانوية العامة قاصرا علي ما تلقاه من دروس داخل الفصل وضمن المناهج واجتهاده في التحصيل والمذاكرة.. والتطوير الذي أعلنه السيد الوزير يأتي ضمن قائمة التطوير الذي أدخله علي شروط الالتحاق بالجامعة بالتحديد قال في تصريحه المنشور في الصحف انه تم الاتفاق علي مجموعة من محددات لتطوير المرحلة الثانوية بشقيها العام والفني تشمل وضع آليات لرفع المعاناة عن الطلاب وأولياء الأمور وأوضح ان التطوير يشمل وضع آليات حديثة للتقويم حيث تخصص 50% من الدرجات للأنشطة والاختبارات الشفوية والعملية و50% للاختبارات التحريرية علي مدي العام الدراسي وان نجاح الطالب في التقويم يعد شرطا أساسيا للانتقال من صف دراسي إلي الصف الأعلي!!
المشكلة اننا أصلا ليس لدينا ملاعب في مدارسنا بعد ان تحولت إلي فصول بسبب زيادة اعداد التلاميذ ولم تعد هناك حصص ألعاب هذا بالاضافة إلي أن الالعاب أصبحت في الفسحة.. وتحضرني هنا الجملة التي قالها الكاتب الصحفي الجريء صاحب التعليقات الساخرة أحمد المسلماني في برنامجه الطبعة الأولي ان الاستغماية ستكون هي الطريق الي الجامعة بعد التطوير الجديد!! وهذه هي كارثة التعليم الآن في مصر.
نحن جميعا لا نرضي عن العملية التعليمية الآن ويوميا نجد حوادث إما غش جماعي أو فردي كذلك ال*** في المدارس وشكاوي من كادر المعلمين الذي جعل المدرسين يدخلون الامتحان من أجل إصلاح رواتبهم وأصبح لدينا مدرس ناجح وآخر راسب وثالث عنده ملحق ورابع رفض الامتحان أصلا مع رفضه للزيادة حتي لا يصبح "ملطشة" أمام تلاميذه اذ لا قدر الله ولم ينجح مثل غيره.
هذا التطوير الذي ينادي به السيد الوزير سيصبح الباب الملكي للواسطة والمحسوبية والرشوة ولن يدخل الجامعة الطالب المتفوق بل الطالب اللعبي أو صاحب الحظوة.
طبعا هذا التطوير رغم انه لم يشمل مناهج التعليم نفسها والذي يطالب به الخبراء منذ عقود طويلة لنبعد عن التلقين والصم. ولكن علي الأقل هذا الأسلوب سيكتسب به التلميذ معلومات كثيرة تفيده.. التطوير يدخلنا في متاهة جديدة حقا هو يقضي علي الدروس الخصوصية التي تكوي أولياء الأمور ولكن يقضي علي التلميذ المتفوق الذكي المجتهد ويفتح الباب أمام دروس خصوصية من نوع جديد.. وياسعد من كان مدرس ألعاب رياضية فطاقة السعد مفتوحه أمامه وبعد ان كان يحسد مدرس الرياضيات والكيمياء والانجليزي الذي تجاوزت تسعيرة الحصة لديه مائة جنيه رغم ان كليهما مدرسا رياضة!!
الغريب اننا كنا يجب ان نفكر في تأهيل من يقوم بالتدريس قبل ان تسند اليه هذه المهمة وليس بعد ان أصبح بالفعل مدرسا.
وقد أعجبني أحد المدرسين واسمه وهو مدرس أول لغة عربية بمدرسة كفر الدوار الثانوية للبنات عندما أعد امتحانا في مادة النحو انتقد فيه الفنان محمد هنيدي في فيلمه الأخير رمضان مبروك أبوهنيدي لانه أظهر المدرس بصورة مهينة فقامت الدنيا ولم تقعد لانه اقحم رأيه الشخصي في مادة الامتحان وتم التحقيق معه اداريا ونقله هو ومدير المدرسة.
الحقيقة انني أؤيده لأن موجة الأفلام الجديدة ومعظمها هابط تهين المدرس رغم اننا شاهدنا أفلام زمان وكلها كانت أفلاما محترمة وكوميدية من الدرجة الأولي مثلما نشاهد الآن ونضحك من أعماقنا علي فيلم "غزل البنات" حيث جسد فيه الراحل نجيب الريحاني شخصية المدرس ولم ينتقص هذا من قدر المدرس الذي نجله جميعا ونحترمه ونضع أمامنا بيت الشعر الذي وصف المدرس بانه كاد ان يكون رسولا.
سيادة الوزير الربط بين التعليم وواقع المجتمع ليس جريمة أرتكبها المدرس مطلوب عودة هيبة المدرس الي مجتمعنا.

ممدوح مصطفى الانصارى
09-03-2009, 10:53 PM
لوجه الله
متي يتوقف هذا العبث؟
إهانة مدرسي اللغة العربية في الدراما المصرية!!
بقلم: بسيوني الحلواني
b-haLawany@hotmail. com
بعيداً عن واقعة مدرس اللغة العربية المتميز "سعيد الميداني" الذي حرمته وزارة التربية والتعليم من مواصلة عطائه العلمي لطلابه. وحرمت طلابه من الاستفادة منه داخل فصول مدرسة كفر الدوار الثانوية. ليطاردوه من أجل الموافقة علي إعطائهم دروساً خصوصية.. لابد أن نعترف في شجاعة أن وسائل الإعلام والثقافة والترفيه المصرية قد أسهمت إلي حد كبير في تشويه صورة مدرسي اللغة العربية. بل وأظهرتهم في العديد من المواد الإعلامية والترفيهية في صورة مهينة لا تليق إطلاقاً بعظمة الرسالة التي يؤدونها والدور التربوي والتوجيهي الذي يقومون به.
الصورة التي جسدها محمد هنيدي لمدرس اللغة العربية في فيلم "رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة" منفرة ومهدرة لكرامة كل مدرسي اللغة العربية. فلا يجوز أبداً أن نجسد مدرس لغة القرآن في صورة إنسان بدائي. شكله مضحك. يتصرف بعشوائية وسذاجة طوال ساعتين.. ثم نأتي في الدقائق الأخيرة من الفيلم لنقول للمشاهدين إن هذا الرجل طيب وبسيط ويؤدي رسالة.. لا يجوز أن نُضحِك كل خلق الله علي مدرس اللغة العربية طوال ساعتين أو ثلاث.. ثم نأتي بعد ذلك لنقول للمشاهدين "والله العظيم ده راجل محترم".. هذه آفة تعود عليها كتاب الدراما المصرية وما كان ينبغي أن يقع في هذا الخطأ كاتب متميز مثل يوسف معاطي.
الغريب والعجيب أن هذا النمط المستفز من الدراما يحظي بإعجاب بعض الإعلاميين ويدفعهم حماسهم الفني وإعجابهم الشديد بالفنانين إلي التصدي لكل مَنْ ينتقد هذا العبث أو يعبر عن رأيه الرافض له.. وما فعله الزميل محمود سعد في برنامج "البيت بيتك" من تحامل واضح علي المدرس ومجاملة فجة للفنان "الرقيق الجميل المبدع" محمد هنيدي يحتاج إلي مراجعة إذا كان هدف الإعلام بالفعل هو التقويم والتوجيه والنقد البناء. والدفاع عن الحق والعدل. وإنصاف المظلومين.. وكان هدف "البيت بيتك" إعطاء كل ذي حق حقه.
***
نعود إلي القضية الأساسية هنا وهي صورة المدرسين خاصة مدرسي اللغة العربية في الدراما المصرية.. ونؤكد أن النقاد الموضوعيين وكثيراً من المثقفين والتربويين وعلماء الإسلام قد بحت أصواتهم خلال السنوات الأخيرة للتحذير من الصورة المتدنية لمدرس اللغة العربية في الدراما المصرية. فدائماً ما يظهر هذا المدرس في صورة مضحكة ومثيرة للسخرية.. شكله تحفة.. تصرفاته مضحكة.. سلوكياته بدائية.. يحرص علي جمع المال بأي طريقة. وتناول الطعام "البلوشي" هنا وهناك. علاقته بتلاميذه تقوم علي المنفعة المادية. كثيراً ما يكون حاقداً علي زملائه مدرسي اللغات الأخري والرياضيات الذين يتكسبون من الدروس الخصوصية أكثر منه ويركبون السيارات الحديثة.
هذه الصورة المنفرة لمدرسي اللغة العربية حتي ولو كان لها أساس في الواقع فهي تؤدي في النهاية إلي المزيد من تكريس ثقافة احتقار هذا المدرس والسخرية منه وجعله مادة للاضحاك والتسلية.. في الوقت الذي يظهر فيه مدرس الرياضيات أو اللغة الانجليزية أو الألمانية أو الفرنسية في صورة "شيك" ملابسه جيدة.. تصرفاته وسلوكياته مع الجميع حضارية.
هذا النمط الساخر من مدرسي اللغة العربية في الدراما المصرية لا يعالج خللاً موجوداً في الواقع بقدر ما يجسد صورة منفرة من هذا المدرس. ومن اللغة التي يدرسها. وكله يصب في خانة التغريب اللغوي والثقافي والتربوي الذي تعاني منه مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
***
واقع لغتنا العربية يؤكد أنها في خطر. وقد أطلق أحد عمداء كليات الآداب منذ أيام صيحة تحذير من خطورة تهميش واحتقار لغتنا إلي هذا الحد. وتنبأ بأن استمرار هذا الوضع المؤسف ينذر بانقراض اللغة العربية السليمة من علي ألسنة أبنائنا وبناتنا خلال عشر سنوات.. ولا ينبغي التعامل باستهتار مع هذا التحذير. فكل ما يحيط بنا يؤكد أن اللغة العربية في خطر. وأن الانهيار باللغات الأخري ودفع أبنائنا إلي تعلمها وإجادة التحدث بها وإهمال لغتهم الأصلية هو جريمة في حق العروبة والإسلام. وعدوان صارخ علي كل قيم الانتماء والوطنية والولاء للغة هي عنوان هويتنا ورمز حضارتنا. ودليل ارتباطنا بقرآننا وهدي رسولنا صلي الله عليه وسلم.
استمرار السخرية من مدرسي اللغة العربية أو غيرهم من المدرسين في الدراما المصرية جريمة. ويجب أن يبحث كتاب الدراما عن عناصر أخري لاضحاك الشعوب العربية المهمومة بعيداً عن السخرية من المدرسين والدعاة والمأذونين الذين يضعون العمامة الأزهرية فوق رءوسهم.
***
لقد أصبح مدرس اللغة العربية الذي يجيد عمله ويؤدي رسالته بإخلاص ويربي تلاميذه علي حب لغتهم والارتباط بها.. عملة نادرة. ولا أدري كيف تتأثر وزارة التربية والتعليم بكلمتين قالهما الزميل محمود سعد في التليفزيون المصري. وتنقل مدرساً متميزاً من ساحة عطائه الحقيقية وهي تعليم طلابه داخل الفصول إلي مخزن المدرسين الذين أصابهم الملل أو سيطر عليهم الكسل وفضلوا الجلوس في الإدارات التعليمية ويحملون ألقاباً براقة دون تقديم عطاء تربوي وتعليمي حقيقي.
يجب علي وزير التربية والتعليم إذا كان حريصاً علي القيم التربوية - أن يعيد مدرس اللغة العربية بكفر الدوار إلي طلابه فوراً مادامت هذه هي رغبته. وأن يتصدي هو لكل محاولات تشويه صورة المدرس في الأعمال الفنية.. وأن يتصل بوزير الإعلام فوراً أو بأجهزة الرقابة ويحتج علي عبارة "قم للمعلم وهو ماشي.. كاد المعلم أن يكون غباشي" التي تتردد كل يوم عشرات المرات في إحدي قنوات الكوميديا.. فإما أن يحترم الجميع المدرس ويردد قول الشاعر: "قم للمعلم وفيه التبجيلا.. كان المعلم أن يكون رسولاً" أو أن يصمت.
***
الهموم الكثيرة التي تسيطر علينا تدفعنا إلي البحث عن مصدر للابتسامة ونسيان ما يحيط بنا من أزمات ومشكلات وهموم وكوارث وأمراض وتلوث وفساد للذمم وضياع للأمانات.. لكن لا ينبغي أن تكون ابتسامتنا علي حساب مَنْ علمونا ويعلمون أبناءنا الآن.
مدرسو اللغة العربية لهم منا كل احترام وتقدير. ويجب أن تعيد لهم وزارة التربية والتعليم اعتبارهم.. كما يجب علي وسائل الإعلام والثقافة المصرية والعربية أن تكف عن خطيئة السخرية منهم وتضخيم هفواتهم. فكل فئات المجتمع من أطباء ومهندسين وصحفيين ومحاسبين وغيرهم لهم هفوات وأخطاء وبين صفوفهم من يسيئون إلي مهنهم أكثر من مدرس اللغة العربية.

ممدوح مصطفى الانصارى
09-03-2009, 11:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا المقال للاستاذ/ يحيى على
جريدة الجمهورية فى 12/2 كل سبت

بعنوان (( هنيدى .. وأهل العلم ))
يبدو أنه من الصعب إصلاح بعض المؤسسات الحيوية فى مجتمعنا مثل المؤسسة التعليمية التى أراها العمود الفقرى للتطور والإصلاح
لأنها تؤثر سلبا أو إيجابا فى الفرد منذ صغره حتى صيرورته قيادة مستقبلية .
هذه المؤسسة مازالت تعيش فى جلبات العصور الشمولية والفكر الجامد
والسير تحت مظلة سياسة الخوف من لاشىء وتلك سياسة محكوم عليها بالفشل
لأننا من المفروض دولة ديمقراطية دولة مؤسسات لا تحجر على فكر أو رأى
ومساحة الاختلاف فى الرأى فى أوج عصورها ولا يفسد خلافنا فى وجهات النظر
سبل الاحترام بيننا
لقد أثارنى واستفزنى ما قامت به إدارة
بندر كفر الدوار التعليمية عندما نقلت الموجه
ومدير المدرسة والمدرس واضع امتحان العربى الذى انتقد فيه الممثل محمد هنيدى
خلال قطعة النحو دون أى ادانة شخصية للممثل حيث وصف هنيدى بالممثل الساخر
الذى تعمد اهانه المعلمين من خلال فيلمه الجديد (( مبروك ابو العلمين حمودة ))
ولم يتضمن السؤال اى مساس بالممثل وانما يتضمن على حد قول المدرس تصحيحا
لبعض المفاهيم الخاطئة التى تؤثر سلبا على التلاميذ وعلاقتهم بالمدرس
وقامت الادارة اثر ذلك بنقل المدرس وموجه المادة بدلا من مكافأته
ولان الادارة تعيش فى جلباب الجمود ولا تعرف للحرية طريقا ولا للديمقراطية سبيلا
عاقبت المدرس دون ان تدرك او حتى تتوقف امام الفيلم وحرية الممثل فى انتقاد
المعلم او تناول المعلم باسلوب يؤثر سلبا
على التلاميذ
وكان الاجدر والاولى بالادارة ان تبادر
باستنكار ما جاء بالفيلم وتركز على ضرورة
ان يكون التناول الفنى لاى قضية اجتماعية ايجابيا وليس سلبيا تماما مثلما حدث
ابان عرض مسرحية (( مدرسة المشاغبين )) المنقولة عن مثيلتها الاجنبية التى اثرت
ايجابا هناك وسلبا هنا
كان الاجدر بالادارة ان تواجه نقابة الممثلين بضرورة ان يكون دور العمل الفنى التقويم
والايجاب وليس الهدم والسلب بدلا من عقاب المدرس والموجه فكما أن للممثل حق
التعبير عن رايه ووجهة نظره للمعلم نفس الحق
ولم يعاقب المجتمع ولا النقابة الممثل
بينما عاقبت ادارة بندر كفر الدوار المعلم
.........................................

منقول للافادة وشكرا للستاذة /نداء الجنة (رانيا) لنقلها لنا هذا المقال .
فى امان الله

ممدوح مصطفى الانصارى
09-03-2009, 11:11 PM
هنيدي.. ابن مجتمعه.. لن يقبل النقد



بقلم/رجا ساير المطيري
غضب الممثل المصري محمد هنيدي غضباً شديداً من إقحام اسم فيلمه الأخير (رمضان مبروك أبو العلمين حمودة) في أسئلة الامتحانات في مصر، وأرغد وأزبد ولم يترك فضائية مصرية إلا وصرح لها غاضباً ورافضاً انتقاد فيلمه بهذه الطريقة مؤكداً على نجاح الفيلم ومشدداً على حقه في نقد مؤسسة التعليم في أعماله من منطلق أنه فنان يؤمن بحرية النقد وبأن دور الفن هو تسليط الضوء على عاهات المجتمع.
ومن يستمع لنبرة الغضب في صوت هنيدي سيتساءل عن «حرية النقد» هل هي قضية مبدأية في فكر الفنان العربي يسعى إلى ترسيخها في المجتمع بحيث تصبح حقاً للجميع ويمارسها الجميع أم أنها تكون حكراً على الفنان يستخدمها متى يشاء وضد من يشاء؟. وإذا كان هنيدي مؤمناً إلى هذا الحد بالحرية فلماذا غضب من انتقاد فيلمه؟.
إن حرية النقد مطلب مهم للإصلاح يحتاجها الفنان والناقدُ الفني والاجتماعي والاقتصادي على السواء، وهي لا تقبل التجزئة، فإما أن تأتي كاملة أو أن لا تأتي، والفنان الذي يطالب بحريته في نقد المجتمع إنما يطالب أيضاً بحرية الآخرين في نقد أعماله، ولا يمكن فصل هذه عن الأخرى. ومما يؤسف له أن موقف هنيدي ليس استثناء ولا هو بالغريب وبالذات في علاقة الصحافة مع أهل الفن، فكثيراً ما نواجه اعتراضات الفنانين على ما نكتبه في أعمالهم، حتى أصبحت كلمة «النقد» مرتبطة ب«كسب العداوة». والمواقف كثيرة لا سبيل لحصرها، ولا تفسير لها سوى أن هذا الفنان هو ابن بيئته ونتاج مجتمعه، وما دامت مجتمعاتنا ترفل بالتناقضات وتعاني من ازدواجية المعايير وترفض أن يوجه لها النقد، فإن الفنان، مثله مثل أي فرد عادي، لن يقبل النقد أيضاً، حتى لو ادعى عكس ذلك.

مس رانيا حسن
10-03-2009, 12:15 AM
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
مجهود رائع ومتميز
جعله الله فى ميزان حسناتك
فى امان الله

أمل لاشين
10-03-2009, 12:59 AM
لما كانت قضية أ/ سعيد مدنى هى قضية المعلمين ،وهى قضية فكرية من الدرجة الاولى فدليل البراءة او الادانة ليس دليلا ماديا .
هل من حق المعلم ان يعير عن رأيه
من خلال عمله ومن خلال ورقة الامتحان ؟؟؟؟ تلك هى القضية .
.................................................
ولما كانت القضية قضية فكرية وتخص المعلمين فاذن لا يصح ان يكون المتهم هو الشاهد ، فالشهادة هنا لاصحاب
الفكر من غير المعلمين .
لتكون شهادة حق اما للمعلم واما عليه ،لتكون شهادة حق باقلام المفكرين الموضوعين امام التاريخ ومن بيده زمام الامور .


من حق كل انسان انه يعبر عن رايه....

فما بالك من ان المعلم هو اللي بيعلم الطالب كيفيه التعبير عن رايه ومعرفه حقوقه....

فمن حق كل معلم التعبير عن رايه وليس ابدا في موضع اتهام....

وكل هذه المقالات ان دلت علي شيء .....دلت علي الظلم اللي وقع علي استاذ سعيد من جانب

المسئولين.......

ميرسي جداااااااا استاذ ممدوح علي هذا المجهود الرائع

وربنا يوفقك دائما.....

ممدوح مصطفى الانصارى
10-03-2009, 01:28 PM
جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل
مجهود رائع ومتميز
جعله الله فى ميزان حسناتك
فى امان الله
اللهم امين ....اللهم تقبل
وجزاكم الله خير الجزاء
اســـــــــــتاذة / نداء
وشكرا مروركم الطيب .

ممدوح مصطفى الانصارى
10-03-2009, 01:35 PM
من حق كل انسان انه يعبر عن رايه....

فما بالك من ان المعلم هو اللي بيعلم الطالب كيفيه التعبير عن رايه ومعرفه حقوقه....

فمن حق كل معلم التعبير عن رايه وليس ابدا في موضع اتهام....

وكل هذه المقالات ان دلت علي شيء .....دلت علي الظلم اللي وقع علي استاذ سعيد من جانب

المسئولين.......

ميرسي جداااااااا استاذ ممدوح علي هذا المجهود الرائع

وربنا يوفقك دائما.....
ونعم التحليل والرأى وجزاكم الله كل الخير
واشكر مروركم الطيب .

الاستاذ/توفيق عزت عبدالعزيز
10-03-2009, 02:06 PM
استاذى الفاضل / الاخ الاستاذ الانصارى
اشكر حضرتك على اهتمامك و توجيهى الى هذا الرابط
و لذلك ...و لا تزعل منى ............ اذا كنت انا تسرعت فان المنتدى يقع عليه نصف اللوم على الاقل . كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا لا يتم تجميع مشاركات كل موضوع تحت مظلة واحدة او عنوان واحد؟؟؟؟؟؟؟؟؟لو كان حدث ذلك لوجدت المشاركات السابقة للاخوة الزملاء جاهزة و باب الدخول اليها سهل

اطرف ما جاء فى قراءتى للمشاركات الموجودة اعلاه . هو ان نقابة الممثلين هى التى سوف ترفع دعوى ردشرف و اهانة ضد مدرس العربى الذى تجرأ و انتقد الملاك هنييييييدى رمضان
ضربنى و بكى و سبقنى و اشتكى
ضربنى بوشه على ايدى يا سعادة البيه!!؟
وذكرت من الشاذلي أن نقابة المهن التمثيلية قد أعربت عن استيائها مما ورد في الإمتحان وصرحت بأنها لن تترك الأمر يمر مرور الكرام وسوف تقوم بمقاضاة وزارة التربية والتعليم على ما جاء بهاذا الإمتحان نظراً لأنه أساء بشكل مباشر للممثلين واصفاً إياهم بالفاشلين ...

ممدوح مصطفى الانصارى
10-03-2009, 02:32 PM
استاذى الفاضل / الاخ الاستاذ الانصارى
اشكر حضرتك على اهتمامك و توجيهى الى هذا الرابط
و لذلك ...و لا تزعل منى ............ اذا كنت انا تسرعت فان المنتدى يقع عليه نصف اللوم على الاقل . كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا لا يتم تجميع مشاركات كل موضوع تحت مظلة واحدة او عنوان واحد؟؟؟؟؟؟؟؟؟لو كان حدث ذلك لوجدت المشاركات السابقة للاخوة الزملاء جاهزة و باب الدخول اليها سهل

اطرف ما جاء فى قراءتى للمشاركات الموجودة اعلاه . هو ان نقابة الممثلين هى التى سوف ترفع دعوى ردشرف و اهانة ضد مدرس العربى الذى تجرأ و انتقد الملاك هنييييييدى رمضان
ضربنى و بكى و سبقنى و اشتكى
ضربنى بوشه على ايدى يا سعادة البيه!!؟
وذكرت من الشاذلي أن نقابة المهن التمثيلية قد أعربت عن استيائها مما ورد في الإمتحان وصرحت بأنها لن تترك الأمر يمر مرور الكرام وسوف تقوم بمقاضاة وزارة التربية والتعليم على ما جاء بهاذا الإمتحان نظراً لأنه أساء بشكل مباشر للممثلين واصفاً إياهم بالفاشلين ...
ان شاء الله قريبا ساعرض حلقة العاشرة مساء
وسجال رائع بين أ/منى الشاذلى و أ/ سعيد مدنى
، د/ اشرف نقيب الممثلين.
ساعرض الحلقة من خلال المنتدى لان حوار أ/سعيد كان مشرفا لكل معلم ،ويكشف المزيد من الحقائق الغائبة .
واشكر مروركم الكريم
وخالص الشكر والتحية .

gomaa ashour
11-03-2009, 01:20 PM
بارك الله فيك أستاذى العزيز / ممدوح
جهد عالى الجودة والإتقان

أستاذة غادة
11-03-2009, 03:07 PM
بارك الله لك استاذنا الفاضل

ونشكرك على هذا الجهد والاتقان فى العمل ما شاء الله ولا قوة الا بالله

جعله الله فى ميزان حسناتك ان شاء الله

ممدوح مصطفى الانصارى
11-03-2009, 07:54 PM
بارك الله فيك أستاذى العزيز / ممدوح
جهد عالى الجودة والإتقان
بارك الله فيكم
اخى الاستاذ/ جمعة
حضرتك كلك اتقان وجودة وتفانى
سعيد جدا بمرورك.

ممدوح مصطفى الانصارى
11-03-2009, 08:04 PM
بارك الله لك استاذنا الفاضل

ونشكرك على هذا الجهد والاتقان فى العمل ما شاء الله ولا قوة الا بالله

جعله الله فى ميزان حسناتك ان شاء الله
الله يكرمك استاذة /غادة
والله كلام حضرتك يدفعنى ويشجعنى
الى المزيد .
ربنا يوفقنا جميعا .

ممدوح مصطفى الانصارى
12-04-2009, 12:30 AM
موضوع يتناول مشكلة المعلم العربى والمصرى .
اعجبنى ،وانقله لحضراتكم .

المعلم العربي في المخيلة الشعبية هو «الأستاذ حمام» والتلميذ يدفع الثمن

التعليم التلقيني أدخله الاستعمار وكرّسه الحكام

بيروت: بلال عبد الهادي
يشهد واقع التربية والتعليم في العالم العربي تدهورا وإخفاقات متعددة. فأحلام النهضة لم تستطع ان تثبت رجليها في ارض الواقع. الأميّة بشكلها المعلن أشبه بالعصيّ في دواليب القرن الحادي والعشرين، أمّا الأمية بشكلها المستتر فهي أشبه بسرطان يتسرب خفية إلى جسد عليل. واقع الحال لا يدعو إلى الاستسلام، وها هي مجموعة من الباحثين تقوم بقراءة راهن التعليم على أمل إيجاد سبل الخروج من التدهور التربوي المتمادي، في كتاب صدر حديثا عن «مركز دراسات الوحدة العربية» في بيروت، بعنوان دالّ هو«التربية والتنوير في تنمية المجتمع العربي»، حيث يشترط التربية والتنوير لفعل التنمية الذي ينقذ المجتمعات العربية من ثقافة الرداءة والجمود.
ويعتبر خلدون النقيب في بحثه «المشكل التربوي والثورة الصامتة: دراسة في سوسيولوجيا الثقافة» ان علينا الانصباب على الدراسات الميدانية والتشخيص للأسس الاجتماعية للثقافة. فالكاتب يرى ان المشكل التربوي لا يرتبط بنسب ومعدلات القراءة والكتابة وإنما بوظائفها. ويعتبر ان التعليم الراهن له إيديولوجية خفيّة هي الضبط الاجتماعي، بدلا من تكريس الحرية المترتبة على المعرفة. كما ان مناهج التربية الراهنة تعمد إلى توليد الانصياع لمعايير الجماعة للمحافظة على الوضع القائم بدلا من زرع التمرد المبدع والبنّاء. ثمّ يلفت الباحث إلى أن التعليم القائم على فكرة الانضباط والتلقين بدأ في العالم في كنف شركة الهند الشرقية سنة 1795 وفي بريطانيا على يد «جوزيف لانكستر»، وفي فرنسا على يد «أندريه جندوره»، ويعتبر ان هذا النهج التعليمي هو ابن الاستعمار، وتتمة لاحتلال الارض. ويندد النقيب بالمذهب الوظيفي في التنمية، أي حصر الإنتاج المعرفي بمتطلبات السوق فقط، لأن المسألة تنطوي على تبسيط مخلّ وربط مبتسر وغير مبرر بين التعليم والتوظيف، ثمّ يفصل هذا الأمر من خلال افتراضات، نهاياتها حتما كارثية. يقول الباحث: لنفترض ان اقتصاد مجتمع ما بحاجة إلى أطباء ومهندسين ومبرمجي كومبيوتر وأعداد غير محدودة من المحامين، يصبح من المقبول ان نسأل بحسب منطق التوظيف والتعليم ما حاجة هؤلاء إلى دراسة التاريخ والجغرافيا وعلم النفس والفلسفة؟ إذا كان مجتمع ما بحاجة اكبر إلى متخصصين باللغات الأجنبية بسبب انفتاح المجتمعات في زمن اقتصاد السوق، فما حاجة هؤلاء إلى الفيزياء والكيمياء وعلوم الأحياء؟ يعقّب النقيب بالقول إن المستفيد الوحيد من هذا المنطق التعليمي هو النخب الحاكمة في البلدان، لأنها تكون قد فرغت المجتمع من المثقفين والمفكرين وقادة الرأي، فهذا نمط تعليمي يقود إلى تعزيز الجهل والتعصب والخنوع للسلطة. ويشير النقيب إلى بؤس واقع المعلّم رغم أنه هو الأساس في أي مجتمع متطوّر. إن بؤس المعلّم لا يمكن له إلا أن ينقل بؤسه بالعدوى إلى المتعلّمين. ويقول الباحث ان الصورة الشائعة للمعلم في الثقافة الشعبية هي بلا منازع «الأستاذ حمام»، كما التقطها الممّثل نجيب الريحاني في فيلم «غزل البنات». ويذكّر النقيب بأن هذه المهنة لا تختار، أغلب الأحيان، عن هوى أو رغبة، بل تختار بالنسبة للإناث، لأنها مهنة مفضلة لاعتبارات عائلية، وتختار من قبل الذكور لأنها وسيلة هروب من البطالة لعدم الكفاءة. ويقترح المؤلف تغييرا جذريا لمفهوم هذه المهنة عن طريق توفير الحوافز المادية والمعنوية من ناحية، وعن طريق ربط هذه المسألة ببرامج تدريب واختيار دقيق وصارم للمعلمين من ناحية ثانية. ويلحظ النقيب أن كمّ المعلومات الذي يحصده الطالب على امتداد فترات التعليم كمّ مهمل، غير صالح للتوظيف، فهو سرعان ما ينسى. في حين ان وظيفة التعليم هي تملك «معرفة الصحيح وعمل الصحيح» بحسب عبارة ريموند وليمز. والتعليم على رغم التغيرات الهائلة التي يشهدها العالم لا يزال على ثوابته، وان زحزحت فبشكل لا يغير جذريا من واقع الحال. فالعالم اليوم يعيش، كما يقول الكاتب، ثورة صامتة أنجبت كثيرا من الفتن على عالمنا الراهن. فثمة فقدان الثقة بالدولة ـ الأمّة ذات الخصائص والمصالح المشتركة، لذا أصبح الإنسان يوظف تعليمه لإذكاء النعرات الطائفية والقبلية، كما ان من علامات التناقض الظاهر اليوم الاستكانة للعلاقات الوشائجية لشيخ القبيلة أو الداعية طورا. أو التمرد طورا آخر على المجتمع قاطبة. فنجد إزاء التطرف الديني الإقبال على الرقص في الديسكو.

ان التحديث الذي نراه لم يمس إلا الظاهر، فالأنظمة العربية لا تزال في دوائر التربية العربية تعلن الحرب الخفية ضد اتجاهات القيم الديمقراطية، وما زالت قيم الترويض والتطويع وقمع الإبداع تشكل المحاور الأساسية للتربية العربية. ويذكر تقرير تعليم الأمة العربية في القرن الحادي والعشرين ان التربية أدت دورا مدمرا في الحياة العربية خلال القرن العشرين. ويعتبر الكاتب ان هناك ثلاثية قاتلة في المناهج العربية هي: غياب الفكر العلمي في التعامل مع قضايا الحياة. غياب مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، والمكانة الدونية للمرأة. فالتربية العربية لا تزال تتحرك بسرعة السلحفاة في زمن حركته تقاس بالضوء.

أمّا الكاتب محمد جواد رضا في بحثه «الثقافة الثالثة: الجامعات العربية وتحدي العبور من برزخ الثقافتين» فانه ينتقد الطبيعة المجزئة للعلم. وهي تجزئة تعاند طبيعة الإنسان نفسه. وهذا الانشطار لا بدّ من أن تعاد لََحمته في العمل التربوي. ويعرج على مفهوم العامة والخاصّة الذي شكل محورا من محاور هذا الانشطار في الحضارة العربية، وهو ما أدّى بدوره إلى انشطار على مستوى الخاصة، فأضحت بدورها «نقليّة» و«عقليّة». ويشير الباحث إلى مسار شخصي طريف في حياة العالم الطبيعي والروائي تشارلز برسي سنو. والكاتب سنو بحكم وجوده في مكانين متباينين، عالم العلم وعالم الأدب رصد التمزّقات القائمة بين العالمين، وتبين له عبر رصده لهما المضرة التي تقع على الإنسان. فهما غير قادرين على التواصل الفكري رغم التقارب المادي والمعيشي والاجتماعي، وقال سنو «انه أسهل عليّ عبور المحيط إلى الولايات المتحدة من التحرّك بين كلية العلوم وكلية الآداب». بل كان الأمر كما يقول أكثر من مجرد عدم قدرة على التواصل كان الأمر حالة من العداء والبغضاء. هذا الواقع دفع سنو إلى وضع نظريته حول «الثقافة الثالثة» وهي ان الإنسان غير قابل للقسمة، وعليه فان الثقافة غير قابلة للقسمة. وهذا ما أدركته الجامعات الغربية اليوم، وقاومته بما سمته «بالنهضة الجديدة». و بدأت العمل بهذه النظرية جامعة mit)). ويبرر رئيس الجامعة (بول غراي) هذا التحوّل بقوله «ان المهندس المحترف يعيش ويعمل في نظام اجتماعي، وهو يحتاج ان يفهم القيم الثقافية الإنسانية. إن مقررات الدراسات الإنسانية لا يمكن ان تكون مجرّد غلاف سكري لكعكة العلم». ومن رأي محمد جواد رضا أن تعمد الجامعات العربية إلى إعادة اللحمة بين ما هو أدبي وما هو علمي، وان تصوغ معادلة التكامل بين النفعي والأخلاقي.

اما نادر فرجاني فيتناول «التعليم العالي والتنمية في البلدان العربية»، ويشير إلى أهمية رأس المال البشري. فتدفق رؤوس الأموال المالية في زمن اقتصاد السوق لا يمكن الاستفادة منها على أكمل وجه إلا باستثمار رأس المال البشري. وهذه المعادلة اليوم غير متوفرة في العالم العربي. وعليه ثمة مشاكل كثيرة تطلّ برأسها، منها ما سوف يتولد بسبب التفاوت الحاد في الدخل وما يستتبع ذلك من توترات اجتماعية قد تطيح بهذا الرخاء المصطنع والهشّ. ويشير إلى بعض مواطن الخلل من خلال قراءته لجملة من المؤشرات، منها ان التعليم العالي في البلدان العربية لا يعادل ربع التعليم العالي في البلدان المتطورة، وان زيادة نسبة التعليم العالي لدى الإناث ـ في بعض المجتمعات الخليجية ـ عنها لدى الذكور مؤشر جيد من جهة، إلا أن هذه الزيادة، من جهة ثانية، تقرأ قراءة أخرى وهي نفور الذكور من التعليم العالي في ظل توافر فرص للكسب الضخم والسريع من دون تجشم مشقة التعليم. وهي إمكانيات غير متاحة للإناث من خلال التجارة. أي أن الواقع الاجتماعي المنحاز للرجل هو الذي يشكل هذه النسبة. وهو ما يجعل من هذا المكسب العلمي مكسبا منقوصا.

ويرى الباحث أن التعليم العالي، على ضخامته، يحتضر، ولكن البديل ما زال غير مسموح له ان يولد. ولا بد من هزة كبرى لإصلاح التعليم العالي جذريا. منها مثلا رفع الميزانية لا خفضها، كما نرى في بعض الدول العربية، وتنقية هيئات التدريس من غير الأكفاء أو المتطفلين، ثمّ وضع برامج لترقية قدراتهم. وتتناول نولة درويش دور المجتمع المدني في التعليم وأثره الفاعل على صعيد تغيير الواقع الاجتماعي، فتلتفت إلى ما تقوم به بعض الجمعيات من نشاطات لا تهدف إلى محو الأمية المتعارف عليه فقط، وإنما لمحو أمية العلاقة مع العمل الذي نقوم به، أي التعليم المهني القائم على تنشيط العقل والتفكير لاستثمار العمل على أحسن وجه. وتشير الباحثة إلى ان الحقائب التي وزعت على المشاركين في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، عام 1994، هي من نتاج جمعية «حماية البيئة من التلوث»; وهي جمعية تعلّم الإناث من زوجات وأخوات وبنات حيّ الزبالين في المقطّم على إعادة تدوير القماش المتخلّف من المصانع واستعمالها في منتوجات يدوية فنية وعملية متنوعة.

اما الكاتب محمد بالراشد في بحثه «المدرسة العربية في مطلع قرن جديد: الواقع والتحديات»، فهو يرى ان دخولنا إلى القرن الحادي والعشرين مشابه لدخولنا إلى القرن العشرين. ويرى ان التعليم يجب ان يوفر للإنسان معرفة استخدام خريطة الحياة بكل تعاريجها، وعليه فإن الباحث يشنّ حملة قاسية على مفهوم التلقين، كما يطالب بالمعلم المحترف لا بالمعلم الذي يرى التعليم وسيلة سهلة لتأمين الحد الأدنى من العيش.

ويلحظ صلاح الدين شروخ في بحثه «التربية الإيكولوجية العربية» ان الأهداف التربوية العربية تخلو من اهتمام واضح بالقضايا الإيكولوجية، رغم ان البيئة العربية مهددة بزحف الصحارى، الذي يبتلع الغطاء النباتي. ويقول شروخ ان الواقع المعيشي في واد وتربيتنا في واد، وم*** جهد الإيكولوجيين كان في تجنبهم هذا الربط. فالتربية الإيكولوجية تجعلنا نحسن، على سبيل المثال، استخدام المبيدات الحشرية. ويضيف الكاتب بأسلوب لا يخلو من وجاهة وسخرية معا، ان الاهتمام بالتربية الإيكولوجية يجب ان يكون متكاملا بين الأطراف العربية كلّها، «لأنّ التلّوث نفسه لا يعترف بالحدود العربية، مهما كان إصرار العرب على إغلاقها في وجه إخوانهم. فالتلوّث على خلاف المواطن العربي، لا ينتظر تأشيرة دخول أو خروج وربما كان هذا هو فضله الوحيد».

كلّ الأبحاث تعترف بأن الوضع التربويّ سيئ، والإصلاح ضرورة ليس لأنه مفروض من الخارج بل لأنه حاجة داخلية، إذا كنا نريد فعلا الانتساب إلى هذا القرن الوافد الذي يبدو أننا لا نزال غرباء عنه حتى وان كنا محسوبين عليه.