mo7iey
29-04-2009, 08:00 PM
file:///C:/DOCUME%7E1/H&M/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif
file:///C:/DOCUME%7E1/H&M/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.jpg
http://www.ikhwanonline.com/Data/2008/1/13/ikh26.jpg
حالة من الترقب والحذر والخوف اجتاحت الأوساط الطبية البشرية والبيطرية مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس أنفلونزا الطيور إلى 68، ووفاة 26 مواطنًا معلن عنهم حتى الآن، واحتلال مصر المرتبة الأولى بين الدول الأكثر إصابة بالمرض خلال العام الجاري، والثالثة بين الدول خلال السنوات الماضية، ويتزامن ذلك الترقب مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية من تزايد احتمال إصابة بعض المصريين بالفيروس شديد العدوى، دون أن تظهر عليهم أعراض الإصابة، وهو ما قد يمكن الفيروس من التحور إلى سلالة يمكنها الانتشار بسهولة بين البشر.
وحذرت من أن وجود حاملين للفيروس لا تظهر عليهم الأعراض سيمثل تطورًا مقلقًا، قد يتيح للفيروس مزيدًا من الوقت للتحور داخل الجسم البشرى، متسائلةً عن أسباب تزايد الحالات بين الأطفال دون ظهور إصابات مماثلة بين البالغين، وقالت: "هناك شيء غريب يحدث في مصر".
ومن زاوية أخرى كان الدكتور حسين منصور رئيس جهاز سلامة الغذاء قد كشف عن تغير سلالة مرض أنفلونزا الطيور من دولة إلى أخرى، وأن جينات الفيروس في مصر مختلفة تمامًا عنها في أي دولة، لذا فإن اللقاحات المستخدمة في تطعيم الطيور لا تكون مؤثرةً؛ مما أدَّى إلى انتشار المرض بشكل كبير.
عرض الأزمة على الخبراء وأساتذة الجامعات والبيطريين، متسائلاً: هل مصر مقبلة على كارثة إنسانية، بطلها تحور فيروس أنفلونزا الطيور، وهل بالفعل هناك حلول جذرية، وأيادٍ خفية تحاول تعطيلها، وتأزم الوضع الحالي لأهداف منها ما هو معلوم وآخر مجهول؟!!
تخبط حكومي
بداية يؤكد الدكتور مصطفى بسطامي استشاري الدواجن، وعميد كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة أن الحديث عن إمكانية تحور فيروس أنفلونزا الطيور وارد جدًّا في ظل ارتفاع وتيرة العشوائية في التعامل معه، واستمرار التخبط الحكومي والجهات المعنية، مضيفًا أنه رغم تلك التخوفات والتخبطات إلا أن الحديث عن تحور المرض بعيد قائلاً: "تحور جديد تاني ممكن؛ لكن في الظروف الحالية صعب للغاية، وإن كانت لا تزال حظائر الخنازير الوسيط الرئيسي للفيروس بين الدواجن والإنسان منتشرة في مناطق كأرض اللواء وناهيا و15 مايو والأوتوستراد، وبعض المناطق الصحراوية بالفيوم.
وأوضح أن سبب انتشار الفيروس بتلك الصورة المخيفة في الفترة الأخيرة يعود إلى طبيعة الفيروس الذي ينشط بقوة في الفترة ما بين "مفاصل السنة" بين الشتاء والربيع، وبين الربيع والصيف، وليس الشتاء فقط، كما يظن كثير من الجمهور، وتستمر تلك الحالة النشطة إلى نهاية "الخماسين" 10 مايو تقريبًا.
ويؤكد بسطامي أنه رغم التطور الدائم في اللقاحات المقاومة للمرض، والتي يتم تحصين الطيور والدواجن بها إلا أن فيروس أنفلونزا الطيور "ذكي وقوي" للغاية فهو بطبيعته الشرسة يتأقلم مع المناخ والظروف، وأيضًا اللقاحات المختلفة، بل يصل الأمر إلى التحور من أجل غريزة البقاء، وهو الأمر الذي لا بد معه أن يدفعنا إلى تطوير جهودنا المقاومة له باستمرار.
file:///C:/DOCUME%7E1/H&M/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image005.jpg
http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/2/26/Pic436.jpg
أمن قومي
وشن الدكتور مصطفي عبد العزيز نقيب الأطباء البيطريين هجومًا شرسًا على تقصير الدولة في مواجهة فيروس أنفلونزا الطيور قائلاً: "تصرفات الحكومة، ووزارة الزراعة، والهيئة العامة للخدمات البيطرية غير المسئولة دفعت بالأمور للهاوية".
file:///C:/DOCUME%7E1/H&M/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image007.jpg
http://www.ikhwanonline.com/Data/200...6665544410.jpg (http://www.ikhwanonline.com/Data/2007/3/4/6665544410.jpg)
وعدَّد نقيب البيطريين مظاهر الفشل الحكومي في التعامل مع أزمة أنفلونزا الطيور، بداية من تعامل المحافظين مع تجار الدواجن، وآخرها قرار محافظ أسوان باعتقال من يثبت اتجاره في الدواجن؛ رغم توقف مشروع التعويضات الحكومية التي كانت تمنحها لمن يثبت إصابة مزرعته أو دواجنه، وهو الأمر الذي دفع بالتجار إلى إخفاء الدواجن المصابة خوفًا على لقمة عيشهم.
وكشف د. عبد العزيز عن فضيحة بطلتها الهيئة العامة للخدمات البيطرية؛ حيث ضبطت شحنة من 750 ألف كتكوت، أثبتت التحليلات المعملية إصابتها بفيروس H5N1، وعلى مدار 3 أسابيع من البرقيات والأعمال الإدارية والبيروقراطية استطاع التاجر الهرب بشحنته الموبوءة، وبيعها في الأسواق دون محاسبة أو عقاب "والناس هم الضحية".
واتهم عبد العزيز الدكتور بطرس غالي وزير المالية بالعبث بـ"الأمن القومي المصري" برفضه تنفيذ قرار رئيس الوزراء بتعيين 1500 طبيب بيطري بعقود مؤقتة للمساعدة على محاصرة الفيروس القاتل بحجة "أن الميزانية لا تسمح"!.
مؤامرة برلمانية
من جانبه كشف الدكتور أحمد الخولاني نقيب الأطباء البيطريين ببورسعيد وعضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين أن هناك مؤامرةً تتم داخل مجلس الشعب على مشروع قانون الإشراف البيطري على التجمعات الحيوانية والداجنة، الذي تقدم به هو والدكتور ياسر حمود، والدكتور حمدي إسماعيل- أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، وأعضاء لجنة الزراعة والبيئة- يلاقى تعنتًا شديدًا من عبد الرحيم الغول رئيس اللجنة، متحججًا باللوائح والقوانين، أو انتظاره للوقت الملائم لعرضه؛ رغم عرضه على لجنة المقترحات والموافقة عليه من الناحية المبدئية.
واتهم النائب قرارات الحكومة المقاومة للمرض القاتل بـ"الغباء"، مؤكدًا أن الأطباء البيطريين سقطوا من ذاكرة الحزب الحاكم وحكومته قائلاً: "منذ عام 94، والتكليف متوقف والأطباء يزيدون كل عام، و"يركنون على الرف"، ويتم الزج بهم على نقاط التفتيش بين المحافظات مع أمناء الشرطة والعساكر معرضين للإصابة بالمرض للكشف عن الشحنات المهربة، والكشف عن مدى سلامتها وخلوها من الفيروس".
وتساءل النائب عن مدى إدراك عقلية الحكومة لقرارها بتعيين 1500 طبيب بيطري على أكثر من 4 آلاف وحدة بيطرية منتشرة داخل القطر المصري قائلاً: "على أساس أن كل ربع طبيب بيطري لكل وحدة "، بالإضافة إلى اتجاه السلطات التنفيذية إلى اتخاذ قرارات رادعة ضد تجار الدواجن، منها الاعتقال والغرامات المالية الباهظة؛ رغم عدم إثبات أي وحدة بيطرية بأي مديرية بيطرية بالمحافظات منذ ظهور المرض 2006م وحتى الآن إصابة أي "فرخة أو كتكوت" بفيروس أنفلونزا الطيور، الأمر الذي سيؤدي إلى ضرب صناعة الدواجن من جديد.
صمت مريب
file:///C:/DOCUME%7E1/H&M/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image009.jpg
http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/4/11/Pic1153.jpg
د. سامي طه
ويضيف الدكتور سامي طه عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين ومنسق تجمع "بيطريون بلا حدود" أن السبب في حالة الذعر التي انتابت المصريين، والكثير من المؤسسات العاملة في القطاع الصحي من خطورة تفشي المرض، واحتمالية انتقاله بين البشر بعضهم البعض، نتيجة التقارير الدولية، وخاصةً تقرير المكتب التابع لمنظمة الصحة العالمية الذي أرجع حالات الإصابة الأخيرة بين الأطفال، خاصةً دون البالغين إلى احتمالية ظهور سلالات جديدة من "H5N1" في ظل الصمت الحكومي المريب على تلك التقارير.
وأشار إلى أن هناك تجارًا حكوميين هدفهم استمرار حالة الذعر لضرب صناعة الدواجن التي بدأت في الانتعاش في الفترة الأخيرة بعد مرحلة "ضياع" عقب الإعلان عن ظهور المرض في يناير 2006م ، بالإضافة إلى تجار الأدوية الذين اعتبروا تلك التقارير طوق نجاة لهم، بعد الاتهامات التي وجهت للأدوية المستوردة من الصين بأنها غير مطابقة للمواصفات، وعدم معايرتها وفاعليتها ضد سلالة الفيروس المتوطنة في مصر.
كما أرجع طه تفشي المرض إلى رد الفعل العدواني من قبل الحكومة إزاء منتجي الدواجن، وعدم إكمال مشروع التعويضات، الأمر جعل هؤلاء التجار يتخوفون من الإبلاغ عن إصابات دواجنهم وضياع لقمة عيشهم، محذرًا أننا في المشهد الأخير من تراجيديا أنفلونزا الطيور، و"يارب استر".
إحراج
file:///C:/DOCUME%7E1/H&M/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image011.jpg
http://www.ikhwanonline.com/Data/2006/4/2/001yy.jpg
من جهته اتهم الدكتور عبد الرحمن شاهين- المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة- وزارة الزراعة، ووزارة التنمية المحلية، والشرطة، والهيئة العامة للخدمات البيطرية بتعمد إحراج وزارة الصحة منذ ظهور كارثة أنفلونزا الطيور في يناير 2006م، بتحميلها "الشيلة"؛ رغم أنها الحلقة الأخيرة في دائرة الإصابة بالمرض؛ حيث إنها المسئولة عن علاج المصابين من المرض فقط.
ويضيف شاهين قائلاً: "أغلب الوزارات المعنية بالأزمة رغم خطورتها، تعاني بطأً في التعامل معها، مشيرًا إلى أن وزارة البيئة لم تكن على مستوى الحدث في متابعتها لأسراب الطيور المهاجرة حاملة الفيروس، ووزارة الزراعة والهيئة العامة للخدمات البيطرية في تحصين الدواجن، وتوعية المواطنين، وقلة عدد الأطباء البيطريين الذين هم خط الدفاع الأول عن السلامة الإنسانية، مرورًا بأخطاء وزارة التنمية المحلية في متابعة تجار الدواجن ومنتجيها والرقابة الشرطية.
سلالات جديدة
وأعرب الدكتور أحمد السنوسي أستاذ الفيروسات بجامعة القاهرة عن تخوفه من انتشار سلالات جديدة من الفيروس، وخاصة بعد الحديث عن وجود سلالات جديدة من فيروس أنفلونزا الطيور، تحمل اسم" H7N1" ,"H7N7",H9N1,H9N9" في فصيل من الطيور المهاجرة من شرق أوروبا إلى مصر، وفي إحدى البرك بمحافظة الشرقية، محذرًا من انتشار الفيروس في أيام الجو المعتدلة بعكس أيام الصيف الحارة التي لا تساعد على انتشار الفيروس.
وشنَّ السنوسي هجومًا حادًّا على ساكني المناطق الريفية قائلاً: "للأسف لا يستطيعون أن يقدروا حجم المصيبة المقبلة مصر عليها في الفترة القادمة، فلا يستمعون لنصح أو يخافون من عقاب، وفى النهاية ليسوا هم الضحايا فقط، بل ملايين، مضيفًا أن أكثر من 50% من سكان مصر معرضون بشكل مباشر في حال تحور الفيروس "لا قدر الله" للموت.. نعم الموت دون مبالغة".
التكليف
file:///C:/DOCUME%7E1/H&M/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image013.jpg
http://www.ikhwanonline.com/Data/200...ddddd100dd.jpg (http://www.ikhwanonline.com/Data/2007/1/9/8dddddd100dd.jpg)
د. محمد سيف
ويتوقع الدكتور محمد سيف الأستاذ بكلية الطب البيطري جامعة بني سويف زيادة احتمالات تحور مرض أنفلونزا الطيور، وأن هناك شكوكًا كبيرةً في مسألة بدء تحور الفيروس لعدة اعتبارات، أهمها أن الأنفلونزا من الأمراض سريعة التحور في الأساس، وبأشكال متعددة، وفي مناخ مختلفة وظروف متباينة.
وأكَّد سيف أن مكافحة المرض القاتل مرهون بإرادة ورغبة الدولة من عدمه، من خلال تطبيق وإقرار قانون الإشراف الطبي على التجمعات والمزارع الحيوانية، وخاصةً الداجنة في الوقت الحالي، وهو الأمر الذي يتطلب عودة نظام تكليف الأطباء البيطريين؛ حتى تستطيع السلطات المعنية تغطية أكثر من 40 ألف مزرعة وتجمع داجني منتشرة في أكثر من 4 آلاف قرية مصرية.
وشدَّد على ضرورة زيادة الميزانية المخصصة للتحصين، والمتابعة، وتطبيق نظام الآمان الحيوي، والإشراف الطبي على المزارع، وصنع اللقاحات المضادة للمرض، بالإضافة لتشكيل شرطة تابعة لمديريات الطب البيطري بالمحافظات تكون تابعة بدورها للهيئة العامة للخدمات البيطرية.
مكاسب رخيصة
كما أكد الدكتور هشام سلطان رئيس قسم أمراض الدواجن بجامعة القاهرة أن هناك مجموعةً استفادت من انتشار وباء أنفلونزا الطيور في مصر، واعتبرتها فرصة لتحقيق مكاسب لن تتكرر، منهم مسئولون كبار، ومجموعة من مستوردي اللقاحات عديمة الفاعلية العلاجية وصانعيها، مشيرًا إلى أن عدم وجود خريطة وبائية جعل المرض يصل إلى مناطق صحراوية لم يصل إليها منذ ظهوره في 2006م.
وقال سلطان: "إن اللقاحات المستخدمة في تحصين الدواجن ضد أنفلونزا الطيور غير مطابقة للمواصفات القياسية، بالإضافة إلى ضآلة المادة الفعالة فيها"، مضيفًا أن هناك استسهالاً حكوميًّا في التعامل مع الأزمة، وهو الذي دفعها لحافة الخطر.
وأضاف أن قرار التحصين من المفترض أن يكون فنيًّا، وهو الأمر الذي تتبعه جميع الدول المصابة بمرض أنفلونزا الطيور، مستغربًا العشوائية والتسرع في اتخاذ القرارات الحكومية دون أية أدلة علمية،الأمر الذي وضع مصر، وبكل أسف في المرتبة الأولى عالميًّا في الإصابة بالمرض القاتل.
ومن المتوقع إذا لم تتخذ الحكومة المصرية أي إجراءات وقائية ضد هذا الفيرس اللعين أن يتم عمل حجز صحي وعزل دولي لمصر في الأشهر القليلة القادمة
لك الله يامصر
file:///C:/DOCUME%7E1/H&M/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.jpg
http://www.ikhwanonline.com/Data/2008/1/13/ikh26.jpg
حالة من الترقب والحذر والخوف اجتاحت الأوساط الطبية البشرية والبيطرية مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس أنفلونزا الطيور إلى 68، ووفاة 26 مواطنًا معلن عنهم حتى الآن، واحتلال مصر المرتبة الأولى بين الدول الأكثر إصابة بالمرض خلال العام الجاري، والثالثة بين الدول خلال السنوات الماضية، ويتزامن ذلك الترقب مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية من تزايد احتمال إصابة بعض المصريين بالفيروس شديد العدوى، دون أن تظهر عليهم أعراض الإصابة، وهو ما قد يمكن الفيروس من التحور إلى سلالة يمكنها الانتشار بسهولة بين البشر.
وحذرت من أن وجود حاملين للفيروس لا تظهر عليهم الأعراض سيمثل تطورًا مقلقًا، قد يتيح للفيروس مزيدًا من الوقت للتحور داخل الجسم البشرى، متسائلةً عن أسباب تزايد الحالات بين الأطفال دون ظهور إصابات مماثلة بين البالغين، وقالت: "هناك شيء غريب يحدث في مصر".
ومن زاوية أخرى كان الدكتور حسين منصور رئيس جهاز سلامة الغذاء قد كشف عن تغير سلالة مرض أنفلونزا الطيور من دولة إلى أخرى، وأن جينات الفيروس في مصر مختلفة تمامًا عنها في أي دولة، لذا فإن اللقاحات المستخدمة في تطعيم الطيور لا تكون مؤثرةً؛ مما أدَّى إلى انتشار المرض بشكل كبير.
عرض الأزمة على الخبراء وأساتذة الجامعات والبيطريين، متسائلاً: هل مصر مقبلة على كارثة إنسانية، بطلها تحور فيروس أنفلونزا الطيور، وهل بالفعل هناك حلول جذرية، وأيادٍ خفية تحاول تعطيلها، وتأزم الوضع الحالي لأهداف منها ما هو معلوم وآخر مجهول؟!!
تخبط حكومي
بداية يؤكد الدكتور مصطفى بسطامي استشاري الدواجن، وعميد كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة أن الحديث عن إمكانية تحور فيروس أنفلونزا الطيور وارد جدًّا في ظل ارتفاع وتيرة العشوائية في التعامل معه، واستمرار التخبط الحكومي والجهات المعنية، مضيفًا أنه رغم تلك التخوفات والتخبطات إلا أن الحديث عن تحور المرض بعيد قائلاً: "تحور جديد تاني ممكن؛ لكن في الظروف الحالية صعب للغاية، وإن كانت لا تزال حظائر الخنازير الوسيط الرئيسي للفيروس بين الدواجن والإنسان منتشرة في مناطق كأرض اللواء وناهيا و15 مايو والأوتوستراد، وبعض المناطق الصحراوية بالفيوم.
وأوضح أن سبب انتشار الفيروس بتلك الصورة المخيفة في الفترة الأخيرة يعود إلى طبيعة الفيروس الذي ينشط بقوة في الفترة ما بين "مفاصل السنة" بين الشتاء والربيع، وبين الربيع والصيف، وليس الشتاء فقط، كما يظن كثير من الجمهور، وتستمر تلك الحالة النشطة إلى نهاية "الخماسين" 10 مايو تقريبًا.
ويؤكد بسطامي أنه رغم التطور الدائم في اللقاحات المقاومة للمرض، والتي يتم تحصين الطيور والدواجن بها إلا أن فيروس أنفلونزا الطيور "ذكي وقوي" للغاية فهو بطبيعته الشرسة يتأقلم مع المناخ والظروف، وأيضًا اللقاحات المختلفة، بل يصل الأمر إلى التحور من أجل غريزة البقاء، وهو الأمر الذي لا بد معه أن يدفعنا إلى تطوير جهودنا المقاومة له باستمرار.
file:///C:/DOCUME%7E1/H&M/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image005.jpg
http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/2/26/Pic436.jpg
أمن قومي
وشن الدكتور مصطفي عبد العزيز نقيب الأطباء البيطريين هجومًا شرسًا على تقصير الدولة في مواجهة فيروس أنفلونزا الطيور قائلاً: "تصرفات الحكومة، ووزارة الزراعة، والهيئة العامة للخدمات البيطرية غير المسئولة دفعت بالأمور للهاوية".
file:///C:/DOCUME%7E1/H&M/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image007.jpg
http://www.ikhwanonline.com/Data/200...6665544410.jpg (http://www.ikhwanonline.com/Data/2007/3/4/6665544410.jpg)
وعدَّد نقيب البيطريين مظاهر الفشل الحكومي في التعامل مع أزمة أنفلونزا الطيور، بداية من تعامل المحافظين مع تجار الدواجن، وآخرها قرار محافظ أسوان باعتقال من يثبت اتجاره في الدواجن؛ رغم توقف مشروع التعويضات الحكومية التي كانت تمنحها لمن يثبت إصابة مزرعته أو دواجنه، وهو الأمر الذي دفع بالتجار إلى إخفاء الدواجن المصابة خوفًا على لقمة عيشهم.
وكشف د. عبد العزيز عن فضيحة بطلتها الهيئة العامة للخدمات البيطرية؛ حيث ضبطت شحنة من 750 ألف كتكوت، أثبتت التحليلات المعملية إصابتها بفيروس H5N1، وعلى مدار 3 أسابيع من البرقيات والأعمال الإدارية والبيروقراطية استطاع التاجر الهرب بشحنته الموبوءة، وبيعها في الأسواق دون محاسبة أو عقاب "والناس هم الضحية".
واتهم عبد العزيز الدكتور بطرس غالي وزير المالية بالعبث بـ"الأمن القومي المصري" برفضه تنفيذ قرار رئيس الوزراء بتعيين 1500 طبيب بيطري بعقود مؤقتة للمساعدة على محاصرة الفيروس القاتل بحجة "أن الميزانية لا تسمح"!.
مؤامرة برلمانية
من جانبه كشف الدكتور أحمد الخولاني نقيب الأطباء البيطريين ببورسعيد وعضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين أن هناك مؤامرةً تتم داخل مجلس الشعب على مشروع قانون الإشراف البيطري على التجمعات الحيوانية والداجنة، الذي تقدم به هو والدكتور ياسر حمود، والدكتور حمدي إسماعيل- أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، وأعضاء لجنة الزراعة والبيئة- يلاقى تعنتًا شديدًا من عبد الرحيم الغول رئيس اللجنة، متحججًا باللوائح والقوانين، أو انتظاره للوقت الملائم لعرضه؛ رغم عرضه على لجنة المقترحات والموافقة عليه من الناحية المبدئية.
واتهم النائب قرارات الحكومة المقاومة للمرض القاتل بـ"الغباء"، مؤكدًا أن الأطباء البيطريين سقطوا من ذاكرة الحزب الحاكم وحكومته قائلاً: "منذ عام 94، والتكليف متوقف والأطباء يزيدون كل عام، و"يركنون على الرف"، ويتم الزج بهم على نقاط التفتيش بين المحافظات مع أمناء الشرطة والعساكر معرضين للإصابة بالمرض للكشف عن الشحنات المهربة، والكشف عن مدى سلامتها وخلوها من الفيروس".
وتساءل النائب عن مدى إدراك عقلية الحكومة لقرارها بتعيين 1500 طبيب بيطري على أكثر من 4 آلاف وحدة بيطرية منتشرة داخل القطر المصري قائلاً: "على أساس أن كل ربع طبيب بيطري لكل وحدة "، بالإضافة إلى اتجاه السلطات التنفيذية إلى اتخاذ قرارات رادعة ضد تجار الدواجن، منها الاعتقال والغرامات المالية الباهظة؛ رغم عدم إثبات أي وحدة بيطرية بأي مديرية بيطرية بالمحافظات منذ ظهور المرض 2006م وحتى الآن إصابة أي "فرخة أو كتكوت" بفيروس أنفلونزا الطيور، الأمر الذي سيؤدي إلى ضرب صناعة الدواجن من جديد.
صمت مريب
file:///C:/DOCUME%7E1/H&M/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image009.jpg
http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/4/11/Pic1153.jpg
د. سامي طه
ويضيف الدكتور سامي طه عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين ومنسق تجمع "بيطريون بلا حدود" أن السبب في حالة الذعر التي انتابت المصريين، والكثير من المؤسسات العاملة في القطاع الصحي من خطورة تفشي المرض، واحتمالية انتقاله بين البشر بعضهم البعض، نتيجة التقارير الدولية، وخاصةً تقرير المكتب التابع لمنظمة الصحة العالمية الذي أرجع حالات الإصابة الأخيرة بين الأطفال، خاصةً دون البالغين إلى احتمالية ظهور سلالات جديدة من "H5N1" في ظل الصمت الحكومي المريب على تلك التقارير.
وأشار إلى أن هناك تجارًا حكوميين هدفهم استمرار حالة الذعر لضرب صناعة الدواجن التي بدأت في الانتعاش في الفترة الأخيرة بعد مرحلة "ضياع" عقب الإعلان عن ظهور المرض في يناير 2006م ، بالإضافة إلى تجار الأدوية الذين اعتبروا تلك التقارير طوق نجاة لهم، بعد الاتهامات التي وجهت للأدوية المستوردة من الصين بأنها غير مطابقة للمواصفات، وعدم معايرتها وفاعليتها ضد سلالة الفيروس المتوطنة في مصر.
كما أرجع طه تفشي المرض إلى رد الفعل العدواني من قبل الحكومة إزاء منتجي الدواجن، وعدم إكمال مشروع التعويضات، الأمر جعل هؤلاء التجار يتخوفون من الإبلاغ عن إصابات دواجنهم وضياع لقمة عيشهم، محذرًا أننا في المشهد الأخير من تراجيديا أنفلونزا الطيور، و"يارب استر".
إحراج
file:///C:/DOCUME%7E1/H&M/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image011.jpg
http://www.ikhwanonline.com/Data/2006/4/2/001yy.jpg
من جهته اتهم الدكتور عبد الرحمن شاهين- المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة- وزارة الزراعة، ووزارة التنمية المحلية، والشرطة، والهيئة العامة للخدمات البيطرية بتعمد إحراج وزارة الصحة منذ ظهور كارثة أنفلونزا الطيور في يناير 2006م، بتحميلها "الشيلة"؛ رغم أنها الحلقة الأخيرة في دائرة الإصابة بالمرض؛ حيث إنها المسئولة عن علاج المصابين من المرض فقط.
ويضيف شاهين قائلاً: "أغلب الوزارات المعنية بالأزمة رغم خطورتها، تعاني بطأً في التعامل معها، مشيرًا إلى أن وزارة البيئة لم تكن على مستوى الحدث في متابعتها لأسراب الطيور المهاجرة حاملة الفيروس، ووزارة الزراعة والهيئة العامة للخدمات البيطرية في تحصين الدواجن، وتوعية المواطنين، وقلة عدد الأطباء البيطريين الذين هم خط الدفاع الأول عن السلامة الإنسانية، مرورًا بأخطاء وزارة التنمية المحلية في متابعة تجار الدواجن ومنتجيها والرقابة الشرطية.
سلالات جديدة
وأعرب الدكتور أحمد السنوسي أستاذ الفيروسات بجامعة القاهرة عن تخوفه من انتشار سلالات جديدة من الفيروس، وخاصة بعد الحديث عن وجود سلالات جديدة من فيروس أنفلونزا الطيور، تحمل اسم" H7N1" ,"H7N7",H9N1,H9N9" في فصيل من الطيور المهاجرة من شرق أوروبا إلى مصر، وفي إحدى البرك بمحافظة الشرقية، محذرًا من انتشار الفيروس في أيام الجو المعتدلة بعكس أيام الصيف الحارة التي لا تساعد على انتشار الفيروس.
وشنَّ السنوسي هجومًا حادًّا على ساكني المناطق الريفية قائلاً: "للأسف لا يستطيعون أن يقدروا حجم المصيبة المقبلة مصر عليها في الفترة القادمة، فلا يستمعون لنصح أو يخافون من عقاب، وفى النهاية ليسوا هم الضحايا فقط، بل ملايين، مضيفًا أن أكثر من 50% من سكان مصر معرضون بشكل مباشر في حال تحور الفيروس "لا قدر الله" للموت.. نعم الموت دون مبالغة".
التكليف
file:///C:/DOCUME%7E1/H&M/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image013.jpg
http://www.ikhwanonline.com/Data/200...ddddd100dd.jpg (http://www.ikhwanonline.com/Data/2007/1/9/8dddddd100dd.jpg)
د. محمد سيف
ويتوقع الدكتور محمد سيف الأستاذ بكلية الطب البيطري جامعة بني سويف زيادة احتمالات تحور مرض أنفلونزا الطيور، وأن هناك شكوكًا كبيرةً في مسألة بدء تحور الفيروس لعدة اعتبارات، أهمها أن الأنفلونزا من الأمراض سريعة التحور في الأساس، وبأشكال متعددة، وفي مناخ مختلفة وظروف متباينة.
وأكَّد سيف أن مكافحة المرض القاتل مرهون بإرادة ورغبة الدولة من عدمه، من خلال تطبيق وإقرار قانون الإشراف الطبي على التجمعات والمزارع الحيوانية، وخاصةً الداجنة في الوقت الحالي، وهو الأمر الذي يتطلب عودة نظام تكليف الأطباء البيطريين؛ حتى تستطيع السلطات المعنية تغطية أكثر من 40 ألف مزرعة وتجمع داجني منتشرة في أكثر من 4 آلاف قرية مصرية.
وشدَّد على ضرورة زيادة الميزانية المخصصة للتحصين، والمتابعة، وتطبيق نظام الآمان الحيوي، والإشراف الطبي على المزارع، وصنع اللقاحات المضادة للمرض، بالإضافة لتشكيل شرطة تابعة لمديريات الطب البيطري بالمحافظات تكون تابعة بدورها للهيئة العامة للخدمات البيطرية.
مكاسب رخيصة
كما أكد الدكتور هشام سلطان رئيس قسم أمراض الدواجن بجامعة القاهرة أن هناك مجموعةً استفادت من انتشار وباء أنفلونزا الطيور في مصر، واعتبرتها فرصة لتحقيق مكاسب لن تتكرر، منهم مسئولون كبار، ومجموعة من مستوردي اللقاحات عديمة الفاعلية العلاجية وصانعيها، مشيرًا إلى أن عدم وجود خريطة وبائية جعل المرض يصل إلى مناطق صحراوية لم يصل إليها منذ ظهوره في 2006م.
وقال سلطان: "إن اللقاحات المستخدمة في تحصين الدواجن ضد أنفلونزا الطيور غير مطابقة للمواصفات القياسية، بالإضافة إلى ضآلة المادة الفعالة فيها"، مضيفًا أن هناك استسهالاً حكوميًّا في التعامل مع الأزمة، وهو الذي دفعها لحافة الخطر.
وأضاف أن قرار التحصين من المفترض أن يكون فنيًّا، وهو الأمر الذي تتبعه جميع الدول المصابة بمرض أنفلونزا الطيور، مستغربًا العشوائية والتسرع في اتخاذ القرارات الحكومية دون أية أدلة علمية،الأمر الذي وضع مصر، وبكل أسف في المرتبة الأولى عالميًّا في الإصابة بالمرض القاتل.
ومن المتوقع إذا لم تتخذ الحكومة المصرية أي إجراءات وقائية ضد هذا الفيرس اللعين أن يتم عمل حجز صحي وعزل دولي لمصر في الأشهر القليلة القادمة
لك الله يامصر