مشاهدة النسخة كاملة : إلى الذي علمني معنى الحب..


التائبة الى ربها
24-05-2009, 09:27 AM
إلى الذي علمني معنى الحب.. أخبروني أنّ الحب عنوان
الأمل ... دفء وحنان ... وشعور وهيمان ... دقات قلب لا يسمعها

طبيب.

وصفه أهل التحقيق بأنه (نار تحرق من القلب ما سوى مراد المحبوب ، أو ذكر المحبوب على عدد الأنفاس ... أو ميلك إلى المحبوب بكليتك ثم إيثارك له على نفسك وروحك(

هو جنة وقد يكون دمعة .. وهو حقيقة وقد يكون سراباً لا تغسله الدموع..

أسهل ما يكون وأصعب ما يدوم.

هكذا أخبروني عن الحب ..

لكني منذ وقفت بباب حبك عرفت حباً لا كحب الآخرين .. حبٌ تطايرت أمامه كل المعاني... معين فيّاض .. لا يزيده الأخذ منه إلا عمقاً واتساعاً ..

عجبت منك أيها العظيم .. كيف قلبت لي موازين الحب؟ كيف طرت بقلبي إلى عالم ماله حدود.

مع خديجة ... عرفت فيك الحب الصادق ..أحببتها وأحبتك .. وأنست إليها وآنست إليك .. لكن الموت نهاية كل حي ... فارقتك خديجة لكن ذكراها ما فارقتك ... وضُيّّقت عليك الأرض ... أراك متجهاً إلى الطائف ... وحيداً غريباً.

ما من يد حانية تمسح ألمك ... ومن نفس تستشعر في هذه اللحظات مرارتك.

يا لهذا القلب .. كم أثقلته الأحزان .. لكنه مع ذلك قادر على أن يحب وأن يدلّ على الحب.

وفي الطائف .. رأيت قوماً أُشربوا في قلوبهم البغضاء .. تقاذفتك الحجارة من يمين وشمال .. ورماك السفهاء بأوقح العبارة ... وخرجت دامي القدمين كسير الفؤاد ... حزيناً على أناس رفضوا رسالة الرحمن.

يا محمد .. أتريد أن أطبق عليهم الأخشبين؟ ... فتجيب: لا ... بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله. أردت حياتهم ... وأرادوا قتلك .. سعيت لحبهم وسعوا بجنودهم لخذلانكم.

تعود من جديد ... لكن لبيت ليس فيه خديجة ... ويشدو صوتك بالتوحيد .. ثم تغرّب عن أرضك ... ولا يزيدك ذلك إلا إيماناً بمعنى الحب ..

ويشاء الرحمن أن ترى زوج ابنتك الذي خرج لقتالك .. أسيراً كسيراً ... وترقب عيناك قلادة قد جيء بها إليك ... إنها قلادة خديجة ... زينب ابنتك أرسلتها لتفتدي بها الأسير .. أُترى قلادة كهذه لا تُحرّك في نفسك حباً يسري في عروقك؟ طواك التراب يا خديجة لكن حبك في القلب لم تطوه الأيام.

فتقول لأصحابك: إذا رأيتم أن تطلقوه فأطلقوه ... وكيف لهم وقد قرأوا ما في عينيك أن لا يُطلقوه ... ردّوا على زينب قلادتها وأطلقوا الرجل.

وحين تقترن بأخريات من بعدها .. يبقى حبها كامن في نفسك لا يتزلزل ..

وحبك لابنك ابراهيم هزّ مشاعري ... لا زلت أتذكر دموعاً لم أراها ... لكني أدركت عظمتها بما علمتني من معاني الحب.

فرحت بمولودك الجديد ... وتمنيت لهذا المولود عمراً مديداً ونسلاً حميداً فسمّيته ابراهيم ... ولعل نفسك عادت بك إلى أبيك إبراهيم وتمنيت في نفسك أن يكون عقبك كذلك.

لكنك أمام اختبار جديد لهذا الحب ... يوم قُبض ابراهيم .. ورأيت نفسه تُنتزع أمامك ... ذرفت عيناك ... ونبض قلبك بالبكاء على فقده ... ولسانك يردد (تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضى ربنا والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون(.

مئات الأبناء لك الفداء .. فدموعك تعني لنا الكثير .. وغلاءها فاق غلاء دماءنا وأرواحنا.

ها أنت قد أحببتنا ولم نرك .. تقول ( ليتني أرى إخواني ) فيُقال لك ( أو لسنا إخوانك؟ ) فتجيب ( أنتم أصحابي .. إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني ) .. اشتقت إلينا وأيّنا لا يشتاق إليك... أحببتنا وأي جفاء منا أن لا نحبك.

وفي صلاتك ... في جنح الظلام ... تبكي مردداً (أمتي أمتي) .. وأيّنا يطيق هذه الدموع ...

أُتراك بكيت على حالنا أم خشية على مصيرنا من بعدك؟

إن كان مثلي ليجهل الإجابة على هذا السؤال فإنّ ما لا أجهله أنّ قلبك اتسع لحب من لم تره يوماً في حياتك.

ما أعظم هذا القلب .. وأجّل هذا الحب.

وحبك لخالقك أسمى من كل ذلك .. لو كنت متخذاً أحداً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن صاحبكم خليل الرحمن. الخلّة .. أسمى معاني الحب وأصفاه ... حب تتخلله معاني العبودية ... إنه الخضوع للمحبوب .. لا يُتصور لبشر ... وأي مخلوق يستحق أن يُهدى له هذا الحب؟!

إلهي ... لك المحبة الخالصة .. فاض دمعي تذللاً إليك ... وسكنت جوارحي هيبة لك وتعظيماً لك ...... إن كان قلبي قد عرف حباً لمخلوق ، فأي حب ذاك الذي يستطيع الصمود أمام عظيم حبك؟

لقد علمتني يا محمد معنى الحب .. وإنّ قلمي ليعجز عن تسطير معانيه التي عرفتها منك .. لقد علمتني أن أُحب وأن أُحبّ .. وعلى هذا الدرب سأسير.

المجاهد فى سبيل الله
28-05-2009, 10:23 AM
يالله
بجد كلماتك فى غاية الروعة
بارك الله فيكى اختى الكريمة
صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

زهرة الاسلام
28-05-2009, 09:00 PM
جزاكم اللـه خيرا كثيرا يا أخيتى
كلماتك تستحق الشكر والتقدير
فشكرا جزيلا لك ونفعنا الله بك
فحقا هذا هو الحب....

التائبة الى ربها
29-05-2009, 07:09 AM
جزاناو ايكم جميعا

شهدالجنة
29-05-2009, 03:44 PM
بارك الله فيكى حبيبتى التائبة الى ربها وتقبل منكى

وزاداكى

التائبة الى ربها
30-05-2009, 01:07 AM
جزانا وايكى اختى شهد الجنة

ندا صلاح
30-05-2009, 10:04 AM
جزاكى الله الف خير
على هذه الكلمات الرئعه
وجعله فى ميزان حسناتك

التائبة الى ربها
30-05-2009, 01:42 PM
جزانا وايكم ندا

Mr. Medhat Salah
30-05-2009, 02:34 PM
كلماتك فى غاية الجمال

التائبة الى ربها
28-09-2009, 01:38 PM
جزاكم الله خيرا me5050

بنت دمنهور
28-09-2009, 02:07 PM
جزاااكي الله خير الجزاااء

كلمات راائعة

صوت الامة
29-09-2009, 12:17 AM
ما شاء الله على الجمال
ما اروع الكلمات
صلوات ربى وسلامة عليك سيدى يا رسول الله
جزاكم الله خيرا اختنا الكريمة
وبارك الله فيكم

looody
22-11-2009, 06:46 PM
بارك الله فيكى

looody
22-11-2009, 06:48 PM
جزاكى الله خيرا

التائبة الى ربها
19-03-2010, 04:14 PM
جزانا وايكم جميعا كل اللى اهتم وقرأ الموضوع

محمد عماد1
19-03-2010, 09:20 PM
يارب يجعل حياتك نورها القراءن

التائبة الى ربها
31-03-2010, 10:36 AM
جزاك الله خيرا محمد

سمير الجابرى
31-03-2010, 12:42 PM
http://www10.0zz0.com/2010/02/17/00/458785421.jpg

التائبة الى ربها
02-04-2010, 10:56 AM
جزانا وايكم استاذ سمير

ابراهيم حافظ
08-06-2010, 07:09 PM
شكرا جزيلا يا أبتى الغالية.........بارك اللة فيكى.

tarek elhamy
08-06-2010, 07:33 PM
جزاك الله خيرا

عاشقة الطفولة
09-06-2010, 02:49 AM
جزاكي الله كل خير


http://safeena.org/vb/images/smilies/salimat.gif

نور36
16-06-2010, 02:22 PM
جزاكى الله كل الخير كلمات بجد جميلة ما شاء الله عليكى

التائبة الى ربها
03-07-2010, 11:37 PM
جزانا وايكم جميعا

mahmoudasus
04-07-2010, 02:46 AM
http://www.3mda.org/uploads/images/3mda-com2d207da4d7.gif (http://www.3mda.org)

http://www.3mda.org/uploads/images/3mda-com7d19c3b279.gif (http://www.3mda.org)

التائبة الى ربها
04-07-2010, 10:29 PM
http://www.3mda.org/uploads/images/3mda-com2d207da4d7.gif (http://www.3mda.org)



http://www.3mda.org/uploads/images/3mda-com7d19c3b279.gif (http://www.3mda.org)

شكرا على المرور

سـلـمـى
30-08-2010, 08:58 PM
بارك الله فيك

مسلمة متفائلة
31-08-2010, 09:35 PM
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/26978/31670/395836.gif

التائبة الى ربها
02-09-2010, 10:15 PM
بارك الله فيك

جزاك الله خيرا على المرور والرد