المخلص الي الابد
15-08-2006, 10:41 AM
<div align="center">مع الله
الذي من تقرب إليه شبراً تقرب إليه ذراعاً، ومن تقرب إليه ذراعاً تقرب إليه
باعاً، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة، فالباب مفتوح ولكن من يلج؟ والمجال مفسوح
ولكن من يُقبل؟ والحبل ممدود ولكن من يتشبث به؟ والخير مبذول ولكن من يتعرض
له؟ فأين الباحثون عن الأرباح؟ وأين خطّاب الملاح؟ أين عشّاق العرائس؟ وطلاّب
النفائس؟!
من أقبل إليه، تلقاه من بعيد، ومن أعرض عنه، ناداه من قريب، ومن ترك من أجله
أعطاه فوق المزيد، ومن أراد رضاه، أراد ما يريد، ومن تصرف بحوله وقوته، ألان
له الحديد، أهل ذكره هم أهل مجالسته، وأهل شكره هم أهل زيادته، وأهل طاعته هم
أهل كرامته، وأهل معصيته لا يقنطهم من رحمته إن تابوا إليه فهو حبيبهم، وإن لم
يتوبوا فهو رحيم بهم، يبتليهم بالمصائب ليطهرهم من المعايب، الحسنة عنده بعشر
أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، والسيئة عنده بواحدة، فإن ندم
عليها واستغفر غفرها له، يشكر اليسير من العمل، ويغفر الكثير من الزلل.
يا نفس توبي فإن الموت قد حانا *** واعصي الهوى فالهوى ما زال فتّانا
أمـا ترين المنايـا كيف تلقطنا *** لقطـاً وتُلحـق أُخـرانـا بأولانا
في كـل يوم لنـا ميـت نشيعه *** نـرى بمصرعـه آثـار موتـانـا
يا نفس ما لي وللأموال أتركهـا *** خلفـي وأخـرج من دنياي عريانا
ما بالنـا نتعامـى عن مصائرنـا *** ننسـى بغفلتنـا من ليـس ينسانا
أين الملوك وأبناء الملـوك ومـن *** كـانت تخـرّ لـه الأذقان إذعانـا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا *** مستبدلين مـن الأوطـان أوطانـا
خلـوا مـدائن كان العز مفرشها *** واستفرشـوا حفـراً غُبراً وقيعانـا
يا راكضاً في ميادين الهوى مرحاً *** ورافـلاً في ثيـاب الغـيّ نشوانـا
مضى الزمان وولى العمر في لعبٍ *** يكفيك ما قد مضى قد كان ما كانا
إذا حل الهم، وخيم الغم، واشتد الكرب، وعظم الخطب، وضاقت السبل وبارت الحيل.
نادى المنادي: يا اللهُ يا الله (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا
الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش
الكريم) فيفرّج الهم، وينفّس الكرب، ويذلل الصعب
((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَـاهُ مِنَ الْغَمّ وَكَذالِكَ نُنجِـى الْمُؤْمِنِينَ))الأنبياء:88
</div>
منقوول
الذي من تقرب إليه شبراً تقرب إليه ذراعاً، ومن تقرب إليه ذراعاً تقرب إليه
باعاً، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة، فالباب مفتوح ولكن من يلج؟ والمجال مفسوح
ولكن من يُقبل؟ والحبل ممدود ولكن من يتشبث به؟ والخير مبذول ولكن من يتعرض
له؟ فأين الباحثون عن الأرباح؟ وأين خطّاب الملاح؟ أين عشّاق العرائس؟ وطلاّب
النفائس؟!
من أقبل إليه، تلقاه من بعيد، ومن أعرض عنه، ناداه من قريب، ومن ترك من أجله
أعطاه فوق المزيد، ومن أراد رضاه، أراد ما يريد، ومن تصرف بحوله وقوته، ألان
له الحديد، أهل ذكره هم أهل مجالسته، وأهل شكره هم أهل زيادته، وأهل طاعته هم
أهل كرامته، وأهل معصيته لا يقنطهم من رحمته إن تابوا إليه فهو حبيبهم، وإن لم
يتوبوا فهو رحيم بهم، يبتليهم بالمصائب ليطهرهم من المعايب، الحسنة عنده بعشر
أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، والسيئة عنده بواحدة، فإن ندم
عليها واستغفر غفرها له، يشكر اليسير من العمل، ويغفر الكثير من الزلل.
يا نفس توبي فإن الموت قد حانا *** واعصي الهوى فالهوى ما زال فتّانا
أمـا ترين المنايـا كيف تلقطنا *** لقطـاً وتُلحـق أُخـرانـا بأولانا
في كـل يوم لنـا ميـت نشيعه *** نـرى بمصرعـه آثـار موتـانـا
يا نفس ما لي وللأموال أتركهـا *** خلفـي وأخـرج من دنياي عريانا
ما بالنـا نتعامـى عن مصائرنـا *** ننسـى بغفلتنـا من ليـس ينسانا
أين الملوك وأبناء الملـوك ومـن *** كـانت تخـرّ لـه الأذقان إذعانـا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا *** مستبدلين مـن الأوطـان أوطانـا
خلـوا مـدائن كان العز مفرشها *** واستفرشـوا حفـراً غُبراً وقيعانـا
يا راكضاً في ميادين الهوى مرحاً *** ورافـلاً في ثيـاب الغـيّ نشوانـا
مضى الزمان وولى العمر في لعبٍ *** يكفيك ما قد مضى قد كان ما كانا
إذا حل الهم، وخيم الغم، واشتد الكرب، وعظم الخطب، وضاقت السبل وبارت الحيل.
نادى المنادي: يا اللهُ يا الله (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا
الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش
الكريم) فيفرّج الهم، وينفّس الكرب، ويذلل الصعب
((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَـاهُ مِنَ الْغَمّ وَكَذالِكَ نُنجِـى الْمُؤْمِنِينَ))الأنبياء:88
</div>
منقوول