مشاهدة النسخة كاملة : التبرع بالدم


المفكرة
04-06-2009, 01:41 PM
توطئة : لا تشغلوا مشاعركم بالتعاطف معها ، لاشيء منه تبقى في الأنحاء ، لعله تأبين لها ما أكتبه هنا ، أو لعله إجابة سؤال تكرر ممن أعرف : لماذا تكثرين التبرع بالدم؟

تبرعت بالدم على مدى حياتي تسعة عشر مرة منها 14 مرة على مدى ثلاثة أعوام.

إذ أنني قضيت معظم شبابي مريضة في فراش ، تعصف الحمى بمعظم يومي و تتركني أسترجع ما حدث في ما بقي . فلا أصدق ما يحدث ؟ أن ينقلب حالي ، يتبدل على هذا النحو . تختفي معالم الحياة من ليل و نهار و بشر و أماكن و مهام و واجبات.
يحاول الألم إزهاق روحي جاهداً ، فيفشل حتى يحين موعدها . تقول له ذلك فلا يكف عن المحاولة .. دأب أبحث عن أصله ، أنوي اجتثاثه بيداي إن استطعت .
أتهاوى عن عرشي ... حلمي أن أكون كائناً نافعاً في عالمي الأنيس . تتضاءل الأماني فأغترف منها أن أؤدي الصلاة في كل يوم خمساً و أن أطعم نفسي بيدي ، لا أكره مثل التعكز على من حولي ، مهام تشق حد الإستحالة في أرض ٍ الزمن فيها الأبد .

و أنا كنت الإيثار إنساناً . لم أبق شيئاً ينفع بشر إلا أعطيته من أنا أكثر منه حاجة و عوز و لم أبال ِ و لله الفضل و المنة ، أعاد ذلك أضعافاً مضاعفة . قصص الصوفيين و الزهـّاد و النساك كانت زاد عقلي .

أحبتي أو هكذا حسبتهم ، تمنوا أن يهلكني أي من الغيلان الموجودة كي لا يروا وجه العجز . قبلها ظنوا النجوم بأيديهم .

أبقى على هذا النحو ما شاء الله ، يتراءى لي الشفاء فأرى معه الأثرة توأما روح . يمر ببالي حلم مثير عن إنسان يهلك في بئر . و عن ذهن له قوة خارقة بوسعه أن ينقذه في لمحة فكر فاستمتع بإغراقه مراراً بلا ندم . (استغفر المولى العظيم و أتوب إليه أنني أثبت هكذا خواطر . رجاء : تحلوا بالصبر ، ننتهي منها على عجل)
فقرة اعتراضية :
أرأيتم للدنياً حالاً غير ما وصفت ؟
يبدأ السباق ، فيشقى المرضى و الضعفاء لإيجاد موطىء قدم بينما يرفع الأصحاء الناجحون كؤوس النصر مترعة بخمر الزهو ، ابتلاء أراده مولاه على هذا النحو ، جعل له جائزة تستحق الكد .
أهل الكهف ، هؤلاء قومي و عشيرتي . يقولون أنهم معجزة لا تتكرر ، ماذا عني؟!

و أي فرصة منحتني الحياة ؟ لا شيء أكثر من تجديد إيماني بربي على شريعة محمد صلى الله عليه و سلم باختياري أوسط مراهقتي قبل مرضي بقليل . (فيض يفوق الترف.)
أصعب أسئلتي حينها كان : ما ذنبي ، كي تختار لي امتحاناً بالغ الصعوبة ؟ (فقط أكتب ذلك لمن لم يبصر بعد ، فلا عليكم . فقط تابعوا معي مسار الحياة)

كنت أعشق التسبيح ، أجد فيه حياة ، أعجبني ما ألقاه لحبيبه عليه الصلاة و السلام فنطق به عن مولاه "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين."
أأطلب الشفاء ؟ لا لم يشغل بالي الدعاء و لا طلب الشفاء . مؤكد بوسعي تحمل الألم ، جمل المحامل أنا .
أتدرون ما الذي كدر بالي من مرضي اللصيق ؟
ليس يسيراً أن استجمع التسبيح فقوة ذهني تغيب في أرض الوهن . هذا طلبته و ألححت : إئذن بذكرك ، لا تحرمني منه ، تحرمني ما بقي لي من عقل فأهلك . فوديان الهلاك هناك على مشارف البصر .
و الله يحكم لا معقب لحكمه .. يعلم ما لا أعلمه . أشهر درعي في وجه أرض الجنون فينتشر منها وهج يضيء وجودي : (لا يُـفسد ما صنع بيديه) .
أول رحمة ألقاها في طريقي كانت فكرة جهنمية لكاتب استطلع النصوص فرأى أن جهنم قرب الأبد و ليست الأبد كله ، يتعذب فيها من يتعذب فتنطفىء .
نزلت بي بلسماً حينها . تنفست بعمق و أيقنت أنني أنجو .
يغمرني فضله نوراً فأعقد العزم : إن شفاني الله أن لا احفظ شيئاً عن محتاج .
أظنها كانت ليلة القدر ، إذ أن حالها كان جديداً على الزمان . قدر ضئيل من يقظة و بقايا وعي تنادي : اشفني و مرضى المسلمين . اللهم آمين .
يطلع علي النهار و أنا أتصفح شبكة المعلومات في الحاسب . أجد ....
بل أتوقف هنا ، أكمل لاحقاً . نداء المطبخ يغمرني فلا يسعني إلا أن أجيب .
حقاً لم أقصد الإساءة لنبل قلوبكم . لكنهم حولكم .. لن يمكنهم أن يلجوا حتى تفتحوا لهم الأبواب .

المفكرة
06-06-2009, 02:57 PM
من حولي أصروا أن أحاول كما يفعلون و أن الشغف ينقص حياتي كي يكتمل فعلي . أصدقهم و لا آلو جهداً فيغلق عجزي كل باب .
مفتاح آخر ملقى في طريقي ... أتناوله فافتح باباً ، أرى طريقاً جديداً فاسلك . طبيب نبيه، أدرك أن ما بي مرض و أنني حقاً أعجز .
كلمة تداوي داء الحيرة . وسيلة مواصلات إلى أرض الواقع ، ما هو بالإمكان حقاً .
سيقول : تلك أعراض متلازمة العياء المزمن تتراوح بين العجز الجزئي و الكلي بلا دواء أو شفاء فيما يعرفون حالياً من علوم . لكن تحسين حياة المريض وارد . عليك بتنظيم التفكير و مطالبة الجسم بما هو في حدوده .
الآن ألقي خلفي ما سبق ، نمط التصق بي ، اخلعه غير آسفة عليه و استبدله بحياة أكثر تواضعاً تناسب صديقي الجديد :(مرضي) . هكذا ، ألمس أرضاً ، نعمة نورتني . ينقشع ضباب فكر سكنته فأعماني ، لا أعرف أين أنا و لا من أكون لأنني لا أعرف ما أقدر عليه .
يغير طبيبي النابه منظوري فيتغير إدراكي لما حولي .
التالي أحد التدريبات العقلية التي علمنيها :
أسجل في ورقة حسنات يومي و مساوءه . افصل نفسي مما حولى ، تجرد يلزمني لإعادة التقييم .
و سأجيد هذا التدريب ، فتكون لي أوراق بها مساويء و محاسن عملي و أحبتي و الحي الذي أسكنه و العصر الذي أحياه و المرض الذي ابتليت به .... الخ .
تدريب بنى لي بعض ما أخذه المرض، لا بل أشياء جديدة لم التفت لها قبلاً .
تلك تسعينات القرن الماضي ، حيث النت تدخل البيوت عن طريق المودم و خط التليفون .
أبواب مشرعة على العالمين . أطبع ما أشاء في المتصفح ثم أقرأ آراء الأطباء و المرضى و النظريات المحتملة ، و أنقد و أحلل ما وسعني و أقارن المعلومات . تمضي أعواماً في هذا العالم الجديد .
نعود لليلة القدر تلك ، التي أعقبها يوم رمضاني أقضي بعضه أتصفح النت .
ها هو ذا منحى جديد للعديد ممن عانوا أعراضاً مماثلة على درجات متفاوتة من الشدة امتنعوا عن الكربوهيدرات المعقدة (الخبز و المعكرونة و الأرز و البطاطس و السكر) فتحققت لهم درجات عالية من الشفاء و إذ لم يكن لي دواء بعد تجربة العشرات منها دون نجاح ، رأيته اتجاهاً هو اليسر مسلكه، لعلي أصل إلى ما وصلوا إليه .
أفطر على الماء و اتبعه القليل من اللحم فقط و انتظر ساعة أو نحوها ... كأنما هبطت من أرضي إلى أرض الأحياء ، فأنا اسمع و أرى ، لا أختلف عنهم كثيراً .
قبل ذلك مضى معظم شهري الكريم بلا تراويح و لا قرآن . عملي هجرته إلى غير رجعة .
الآن صار بوسعي أن أصلي فأكثر و اخرج للتراويح و اسمع القرآن فاختمه في ما بقي من الشهر . و سأحظى بوظيفة غير الأولى بعد رمضان الكريم .
تحكي لي شبكة المعلومات أن علوم التغذية تتغير . و أنهم لا يحبذون استهلاك الإنسان للكثير من الكربوهيدرات المكررّة ( يقومون الآن بتقشير حبوب الأرز و القمح و غيرها عدة مرات و استخلاص النشا منها أو المواد التي تعطي هشاشة و رقة عند الخبز) . يرون ذلك سبباً للتوتر النفسي والقلق و مشاكل الذاكرة و آلام الأعصاب و المفاصل و الحمى المتواصلة و متاعب جهاز الهضم التي تشّكل متلازمة مشتركة من الأعراض تطول الأشهر و الأعوام حيث لا رد على مُـسكـّن أو دواء و لا حل و لا علاج سوى قطع جذر المرض بإلغاء هذه الأطعمة من أسلوب التغذية و استبدالها بالبروتين و الخضروات .
و قد وضع مختص أمريكي يدعى أتكنز نظاماً غذائياًَ يتجنب فيه المريض الحبوب و السكر و النشويات تماماً و يعتمد على البروتين كلياً من الألبان و البيض و الأسماك و الدواجن و اللحم ، فيكون طعام يومي بيضتين فقط أو كوباً من اللبن كامل الدسم . نظام اتبعته فوضع دعائم حياة تقارب العادي و المألوف .
لم أنته بعد . المزيد حين نلتقي مجدداً .

المفكرة
07-06-2009, 09:49 PM
تتبدل الأفكار و تتغير مذاهب العلوم كما تبرز الموضة حتى تنفد فتخبو، تفسح المكان لعلم جديد.
آخر صيحات علوم التغذية هي تناول الدهون و بالذات الحيوانية و الإكثار من اللحوم بما تحويه من شحوم تتعلق بها .
فيتامين ب 12 الموجود باللحوم و المنتجات الحيوانية يلزم لعمل الأعصاب و لا بديل له من نبات و الحديد الذي يدخل الجسم من اللحم يرحب به الدم ثلاث أضعاف ما يرحب بما يأتي من نبات.
أما دسم الحليب فبه فيتامين "د" الذي يفسح الطريق للكالسيوم و الفسفور فينتقلان من الأمعاء إلى الدم فالعظام و الخلايا . و بدون هذا المفتاح يكون نصيب الكالسيوم الطرد خارج الجسم .
لا يدعم الكالسيوم العظم فقط بل يساعد على نقل الإشارات العصبية بين الخلايا العصبية .
ما جدوى فصل الدسم عن اللبن إذاًَ ؟
يستخدم مصنعو الألبان حمض البنزويك السام لفصل الدسم من اللبن قبل تصنيعه . ثم يعيدون القليل منه للبن و يستخدمون الباقي في صناعة القشطة و الأيس كريم و غيره من المنتجات . و لا يغركم مصطلح كامل الدسم الذي ترونه على العلب فهو يعني كامل كمية الدسم المشار إليها في الجداول الصناعية !
يؤذينا نقص الحبوب الكاملة و البروتين فينتشر الاكتئاب في أعصاب اختل نقلها للإشارة العصبية حتى يتباطأ نشاط سائر أعضاء الجسم فتثقله الحركة و يعجزه التفكير و التدبير و يحوطه الألم بلا مـُسكـّن فلا يجد ذهن المريض حلاً سوى تصور الخلاص من الحياة .
دسم اللبن يقتل كثيراً من ميكروبات الأمعاء و به فيتامين أ الذي يبني الخلايا الطلائية التي تغطي سطح الجلد خارجاً و جهاز التنفس و الهضم داخلاً . حاجز منيع من ميكروبات تنتشر حولنا بلا هوادة.
قبل ذلك تجنبت تلك الأطعمة لا أدري لماذا ، لكن شهيتي للطعام معتلة و كذا أختها للحياة بما فيها . الآن أعيد الدهن لطعامي فأرى فرقاً عجيباً في جسمي ... بل في نفسي .

أتذكر ما تعلمته قبلاً : الإنسان جسد وضيع و روح سامقة فأتساءل : أيكون للروح معنى بغير الجسد ؟ و إلا فيم يغير الطعام الإحساس فينشر السكينة في النفس أو يسلبها إياها ؟
نماذج عقلية زالت و مبان تهدمت أمام سيل العلم الذي بين أيدينا اليوم ، لا أعرف لماذا يصرون على حفظها ؟ مؤكد مكانها أرشيف الزمن لا عقول البشر .

اختصر الزمن التالي فاهبط في زمن لي به قدر من الصحة يكفيني أن تكون لي فيه إرادة الفعل. احدد هدفاً و وسيلة تنجزه ، يخرج من رحم التصور إلى فضاء الملموس .
أتراني نسيت عهدي الذي ألزمت به نفسي ؟ بل أحاول فيه كما أحاول في كل شيء.. أتعثر فأقف ... إلى أن أكبو مجدداً .

تالياً : أصلُ إلى ما ذكرته في عنوان الموضوع . بارك الله عقولكم و أنفسكم .

المفكرة
09-06-2009, 08:37 PM
فصيلة دمي O– فصيلة المتبرع العام ، من يمنح الدم لأي من الفصائل الأخرى دون أن يتعرض أصحابها لتلزن الدم (التصاقه على نحو يفسده). و صاحب تلك الفصيلة لا يستقبل الدم من أي متبرع سوى فصيلته.
فتلك الفصيلة ميزة لغير صاحبها يفيد بتبرعه بالدم غيره . فإذا احتاج الدم في جراحة أو مرض فإنه قد يعاني من قلة المتبرعين من هذه الفصيلة و أنه لا يستقبل من عداها .
يغطي سطح خلايا الدم الحمراء مجموعة معقدة من المواد السكرية التي تحدد هوية الخلية و تعرّف الجسم بها فيدرك أنها تابعة له. و تدعى Antigens (محفّزات إنتاج الأجسام المضادة إذ أن كلمة Anti تعني مضاد و كلمة genتعني يصنع أو يحفّز) ، كلمة أجنبية لم تترجم لذلك استخدمها كما هي.
يوجد في بلازما الدم (المادة السائلة بالدم من ماء و أملاح و بروتينات) أجسام مضادةAntibodies .
و عند نقل الدم بين شخصين من فصيلتين مختلفتين تلتصق الأجسام المضادة في البلازما بالأنتيجينات الغريبة في خلايا الدم المنقولة ، إلتصاق يقال له تلزن فتتلف الخلايا المنقولة و إذ يمر الدم بالكليتين تسد الأجسام المتلزنة أنابيب التصفية بالكليتين فتتلفها فتعجز عن أداء مهمتها الحيوية التي لا يستغني عنها الجسم لحظة . لذلك يشكل نقل دم من فصيلة مغايرة خطراً على حياة الشخص المنقول إليه هذا الدم.
و خلايا دم فصيلتي ليس بها تلك الأجسام المعادية Antigen. لذلك يمكن نقلها إلى أي فصيلة.
تغرس الممرضة الإبرة في وريد دموي بذراعي فيتدفق الدم عبر انبوبة إلى كيس متصل بآخرين. و يمتلىء أحد الأكياس بنصف لتر من دمي خلال خمس دقائق .
يضع أخصائي المعمل الدم في ماكينة تفصل مكوناته إلى ثلاثة أجزاء : أولها البلازما و ثانيها الصفائح و هي أجسام صغيرة تكـّون الجلطات عند النزف ، و ثالثها خلايا الدم الحمراء. و يملأ بهذه المكونات الكيسين الباقيين. و بذلك يستفيد ثلاثة مرضى من تبرع شخص واحد.
تتكسر صفائح الدم عند الإصابة بجرح و تنتج إنزيمات تكون جلطة تغلق الأوعية الدموية المتهتكة لتمنع استمرار فقدان الدم.
أما مرضى الهيموفيليا فلديهم جين معيب لا يكّون الإنزيمات اللازمة للتجلط . أي أمل لهؤلاء إن نزفوا في حادث أو جراحة ؟
هؤلاء معفون من دخول الجيش و عند الجراحة يلزمهم نقل صفائح من المتبرع لسد الجرح بالجلطة و إغلاق موضع النزف.
يحمي الجلد الجسم من الجفاف ، إذ يمنع تبخر الماء في الخلايا و الدم . أما من احترق جلده فيفقد بلازما الدم التي تتبخر بسرعة تاركة المريض على شفا وادي الموت . لذلك يجب إمدادهم بأكياس البلازما .
و يمكن فصل العديد من المكونات من الدم _ لا يحضرني ذكرها _ تعطى للعديد من الأمراض .
يضخ القلب الدم بقوة في شرايين جسمي ، قوة نسميها ضغط الدم ، تعتمد أساساً على كمية الدم العائدة للقلب . و إذ تنقص هذه ينخفض الضغط و لو انخفض نتيجة خسارة كمية كبيرة من الدم يتوقف نبض القلب .
للرجل خمسة ليترات من الدم في شرايينه و أوردته و تنقص عنه المرأة بنصف لتر تقريباً .
يزيد قلب المتبرع دقاته دافعاً الدم بقوة أعلى للمخ ، و يشرب المتبرع عصيراً فيمتص الدم الماء من الأمعاء بسرعة فائقة لتعويض الفاقد من الدم . الأولوية الآن لاستعادة حجم الدم و ذاك ما يعيد الضغط لطبيعته .
لا يسد التبرع حاجة بنوك الدم هنا في مصر . قالت لي إحدى مسؤولات بنك الدم أن بنوك الدم يصلها 10 ألف كيس من المتبرعين بينما تصل حاجات المستشفيات الفعلية لثلاثمائة و خمسين ألف كيس ، مما يضطر البنوك لشراء الدم من دول أخرى ينتشر بها الإيدز و أمراض ماحقة ينقلها الدم الملوث .
يبدو لي شراء الدم من تلك الدول خطر ساحق بوسعنا تجنبه إذ يزيد عدد المتبرعين ، فتحليل الدم من كل متبرع للتأكد من خلوه من فيروسات كالإيدز و فيروس سي المسبب لإلتهاب الكبد غير وارد . أمراض لا علاج لها سوى توقي الإصابة ما وسعنا ذلك .
مشكلتي مع التبرع هي الأنيميا (نقص كفاءة الدم في حمل الأكسجين) . خلل تتعدد أسبابه و يخل بوظائف الجسم . الهيموجلوبين بروتين في خلايا الدم الحمراء يقتنص الأكسجين و يفرغ حمولته عند خلايا الجسم .
و الطبيعي أن يحتوي الدم على 12 – 15 جرام لكل ديسيلتر من الدم . كلما قمت بهذا التحليل ، لا يتجاوز الهيموجلوبين لدي 9 إلى 10 .
و إذ يؤخذ مني الدم أفقد الحيوية و يعتريني النعاس و يبرد جسمي في عز صيف القاهرة الحارق . عندها أطهو الكبد ، ذاك الدم المتجمد لدقائق معدودة حتى يذهب عنه لون الحمرة . فإنه مخزن للحديد و كل مكونات الدم الأخرى، أثره سحر في إزالة الأنيميا تجهزاً لتبرع آخر .
************************************************

الطفله السعيده
10-06-2009, 01:40 PM
حلو الموضوع

شكري الخالص للمجهود الرائع

وتحياتي

المفكرة
10-06-2009, 02:10 PM
حلو الموضوع

شكري الخالص للمجهود الرائع

وتحياتي

بارك الله فيك .

المقال يشير لقضية لا يلتفت إليها كثر هي :
لا يسد التبرع حاجة بنوك الدم هنا في مصر . قالت لي إحدى مسؤولات بنك الدم أن بنوك الدم يصلها 10 ألف كيس من المتبرعين بينما تصل حاجات المستشفيات الفعلية لثلاثمائة و خمسين ألف كيس ، مما يضطر البنوك لشراء الدم من دول أخرى ينتشر بها الإيدز و أمراض ماحقة ينقلها الدم الملوث .

أتمنى لو يساعد مقالي على نشر ثقافة التبرع بالدم فيقبل مزيد بشر على تنظيم الحملات و التبرع و توعية الآخرين بأهمية الموضوع .

المفكرة
10-06-2009, 09:26 PM
منذ عامين مضيا ...
أخرجت مقالتي السابقة و نقحتها ثم نشرتها مجدداً و إذا بها تثمر فاكهة طيبة المذاق!
.. الحلقة الثالثة عشر
دق هاتفي الجوال بعد لحظة من إتمامي وتر العشاء .
على الطرف الآخر : مسؤولة التبرع بالدم في مؤسسة خيرية تطوعت بها:
تخبرني أن أباً يبحث عن متبرع من فصيلة أو السالبة لابنه الوليد ، صمتت برهة أفكر ، أعطتني رقم جوّال الأب ثم أغلقت الخط على عجل .
تلك فصيلتي ، يعيي البعض إيجاد متبرع بالدم من هذه الفصيلة لأمر عاجل .
اتصلت بالرجل أستطلع الأمر فأنا لا أعرفه و كلنا نتعامل مع المؤسسة بلا معرفة سابقة .

_ الوليد مصاب بالصفراء و يحتاج الدم عاجلاً و لا يوجد في بنك الدم في المستشفى الخاص دم يشتريه (من عدة سنوات كان كيس الدم يُباع بمئة جنيه . يقلقني أن يباع الدم و يشترى . الأصل التطوع تائه ) .
_ سأحضر للمستشفى في صباح اليوم التالي للتبرع للوليد بإذن المولى .

كل ما شغل بالي قبل تلك المكالمة كان التبرع بالدم . أدعو مالك الملك أن ييسره ، فقد انتقلت للحياة في القاهرة الجديدة في مكان يبعد عن المواصلات و العمران الغزير الذي اعتدته . يشق علي الطريق، يبدو كالسفر .
أما الآن فالهم يملأني و البكاء يرافق صفحة وجهي . لا أدري ما الذي انتابني ، أ مسني من المتصل شيء أم من وليده أم هي نفسي تلك المتقلبة التي أتمنى لها أن تثبت على حال فتراوغني ؟
و ما حكمي فيم لا أملك ؟ يراودني حلم السيطرة على جموحها ثم يبتعد فلا ألمح طيفه.
مشاعري كدقات قلبي ملك لمن خلق فسوى ، حيث إرادتي سراب يتراءى من بعيد ، لكنني الآن أعرف كذبه .
و لقد أفنيت عمراً أمد البصر و أطقطق السمع كي أفهم و أدرك ، قلت أصون المصالح فلا أضيع منها مليم ، فلم أجن ِ سوى ضياع وقت جم فيما لا يُدرك .
ترى لماذا تنفر النفس من شيء و تميل لآخر تراه خير لها ؟
حتى حساب العقل و المصلحة الظاهرة لا يحسم الحساب . ألا من سهم واضح الدلالة تغمره الإنارة فلا أضل ؟!
يا الله ، يا مالك الملك ، يا ذا الجلال و الإكرام ، ارحم ضعف قوتنا و قلة حيلتنا .
يا كريم لا تقطعنا .
يا سميع يا بصير، أرن ِ العقل و الحكمة و البصيرة في هذا الأمر وغيره مما يعجزني ولا يعجزك .
يا قادر هب لي من قدرتك و ابسط علي من بركات اسمائك الحسنى فيكون لي علم و عقل و حكمة و بصيرة.
... صليت ركعتين و لم أطل و ختمتها :
ممن تحبك على قدر ما تقدر
بانتظار ردك .
التوقيع دموعي ، لا يتركني لنفسي إذ يراها .

يهرول الصباح ، إلى المستشفى إذاً .
_ لا انتظري .
_ لا أرغب في التلكؤ.
_ اصبري قليلاً .
رنين الهاتف ، أجل هذا رقم الأب الملهوف .
_ لا عليك ، لا تأتي . قرر الطبيب أن يجري تحليلاً للدم ، يرى الوليد في تحسن و يظنه لن يحتاج لنقل الدم أصلاً. سأتصل إن احتجت للدم .

له الفضل و المنة . ليست أول مرة ندعوه فيفرج البلاء بلا سبب .
يمر يومي اليسر بناؤه و البركة نور فعله . كل ما كان عالقاً في أمسي ، انفعل ليداي و استجاب لطاقتي الواهنة و طاوعني . إرادة ، الضعف يسخر منها .
أنوي أن اتوقع الأسوأ فيفاجئني الخير على جناح السرعة فيملأني الرضا انشراحاً.
سبحان رب العزة ملأ البر و ملأ البحر و ملأ ما شاء من شيء بعد
أأخبركم بما تبع ؟
أخبرهم أم لا أخبرهم ؟ ...
أدخره ليوم آخر فقد تلى ذلك أمر آخر في اليوم التالي .
سلمكم الله و أبناءكم من كل سوء .
*******************************

Mr. Medhat Salah
11-06-2009, 12:38 AM
بارك الله فيك

المفكرة
11-06-2009, 04:59 PM
بارك الله فيك

جزاك الله خيراً و برجاء أن تصبروا على طول أنفاسي ، خط المقال زمناً طال عاماً يجتر ذكريات أعوام . لعل الذكرى تنفع المؤمنين .

المفكرة
11-06-2009, 05:03 PM
لعل بعضكم يتساءل ما هذا الخلل الذي ألم بوليد حضر إلى الدنيا منذ يومين فقط .
تقوم كرات الدم بوظيفتها على مدي أسابيع و أثناء عملها الدؤوب تتكسر أطرافها و تشيخ و تتلف فتنتقل بعد موتها للطحال الذي يبدأ أول مراحل تحطيمها و يرسل بقاياها للكبد ، هنا يتحول الهيموجلوبين حامل الأكسجين مادة الحياة إلى سم قاتل يدعى البيليروبين.
يحمل الدم السم الناقع إلى الكليتين فيمر في مصفاتها الدقيقة و يذاب في الماء ثم يطرد خارج الجسم .
يولد عدد كبير من الأطفال و هم يعانون من مرض الصفرا لأن الكبد لم يكتمل نموه و لم يعمل بكامل كفاءته . كما أن دم الوليد به كمية عالية من خلايا الدم الحمراء لإقتناص أكبر كمية من الأكسجين من المشيمة . فله الأولوية في غذاء الأم و هوائها عنها ، يخصه بهما جسم الأم و يفضله عن نفسها حباً و كرامة.
و عند الولادة يعجز كبد الوليد عن تنظيم التخلص من هذا السم و نقله للكليتين ، فيملأ البيليروبين الأصفر الدم و الخلايا فيذوب في دهون الجلد و أنسجة العين مخبراً الطبيب بوجود العلة و الخلل . يوضع هؤلاء الأطفال تحت مصباح خاص يطلق أشعة فوق بنفسجية تكسّر الصفرا لتسهل على الكليتين إخراجها ريثما يزاول الكبد نشاطه بكفاءة أعلى.
و قد يتسبب فيروس هاجم الكبد في هذه العلة فيعجز المسكين عن أداء وظيفته فينطلق البيليروبين في الدم . و عندها يلزم تغيير دم الوليد باستبداله بدم شخص سليم من نفس الفصيلة.
ثم ...
لثم بقية ، ما دام الدم لوناً ورائحة لا يؤذي أنفسكم ....

المفكرة
12-06-2009, 08:01 PM
لم يتصل الرجل مجدداً .
ينتهي يومي و أنا أرجو ربي أن أتيقظ لصلاة الليل . فنفسي تسكن جسد مكدود يرى النوم راحة له من كل شر . الفجر له يقظة بفضل الله أما قبل ذلك فالمشقة و العسر و الندرة على كثرة أجراس المنبهات حولي .
يوقظني رنين الهاتف في الثالثة فجراً .
_ وليدي مصاب بالصفرا و بحاجة لكيس دم عاجلاً. أيمكنك أن تحضري حالاً .
_ هذا رجل آخر أخذ رقم هاتفي من الأول إذ استغنى عن الدم .
حسناً ، ساعات و تشرق الشمس و أحضر .
_ لا أجد دم على مدى عدة أيام هي عمر ابني .
يغمر النشيج صوته . لكنني أصمم على رأيي .
_ هي ساعات معدودة ثم اتصل بك ثانية .
على مدى الأعوام تعلمت درساً حفره الزمن في أعصابي ، يبرز كلما احتجته . يغافلني فيتصرف دون وعيي .
درسي يقول لا تؤجلي صلاتك لأي شيء ، لو قالوا لك العالم كله يتهدم ، لا تلفتي ، صليها ثم انظري فيم يحدث .
هذا بالضبط ما فعلته .
قمت أصلي حتى أشرقت الشمس فاتصلت صلاة الليل بأختها الفجر و ابنتها الضحى .
يفتح مساراً أدركه بشيء من أعصابي إذ يقول اطلبي فأدعو .
هذه المرة كان للوليد بالشفاء ثم لنفسي بالقدرة ثم لسائر مرضى المسلمين .
اتصل بالرجل فيخبرني أنه لا حاجة لتبرعي فقد زوّد الطبيب الوليد بالدم فعلاً فانخفضت الصفرا الآن . سيتصل فقط إن احتاج لكيس آخر .
اتصل به مساء فأجد الصفرا تتلاشى و الوليد معافى .
له الحمد و المنة .

قال رسول الله صلي الله عليه و سلم "لا يغني حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وان البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان (يتصارعان ويتدافعان) الي يوم القيامة"رواه الطبراني
*******************
صبراً ،هكذا لا تكتمل القصة . أحب الحكايات المثيرة منذ الصغر بالذات حين تكتمل الحبكة في النهاية بإعطاء كل ذي حق حقه . ما مضى لا يصلح خاتمة . بعد ذلك ..
بل لاحقاً بإذن الله.
سبحان من تعطف بالعز و قال به، سبحان من لبس المجد و تكرم به، سبحان ذي الفضل و النعم، سبحان ذي المجد و الكرم، سبحان الذي أحصى كل شئ علمه.
سبحان الله ملء البر، سبحان الله ملء البحر، سبحان الله ملء السموات و الأرض، سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر و لا حول و لاقوة إلا بالله عدد ما خلق و عدد ما هو خالق و زنة ما خلق و زنة ما هو خالق و ملء ما خلق و ملء ما هو خالق و زنة عرشه و منتهى رحمته و مداد كلماته و مبلغ رضاه و حتى يرضى و إذا رضى. سبحان الله عدد ما ذكره به خلقه أبد الدنيا و الآخرة تسبيح لا ينقطع أولاه و لا ينفد أخراه.

المفكرة
13-06-2009, 02:46 PM
تمضي ثلاثة أسابيع و أنا كلما حاولت التبرع أنشغل أو أمرض أو ....
ثم أتلقى مكالمة ثالثة من رجل يطلب التبرع لأخته التي توشك على الموت بعد بحث يستغرق أياماً عن تلك الفصيلة المراوغة .
تبرعت لتلك المرأة .
أ ذاك ما حفظ الدم بداخلي سابقاًً ، حتى تأخذه صاحبته مني في وقته ؟!
أحد ألغاز أيامي ... أحد الحلول المقترحة .
وقتها كتبت : تمت الحلقة الثالثة عشر و البقية تأتي .
********************

مستر محمود صادق
14-06-2009, 01:49 AM
والله دايما بخاف من التبرع بالدم
شكرا على الموضوع

المفكرة
14-06-2009, 04:17 PM
والله دايما بخاف من التبرع بالدم
شكرا على الموضوع

لم ؟ المشي في الشارع أخطر من التبرع بالدم ، فمحاولات الإغتيال المستميتة لا تنتهي , صدقني . كل خطوة في الحياة محفوفة بالمخاطر . فقط أن ابن آدم إذ يطلب الهداية من الذي خلقه يجد من المساعدة ما يجعله يمر عبر المهالك فينجو و يصيبه الفلاح دنيا و أخرى .
شكراً على المرور و الرد .

المفكرة
14-06-2009, 04:21 PM
ذات تبرع
انقل لكم هذا المشهد من قلب معهد السرطان لولا التبرع ما علمت به.
أذهـ(ل)ــب إليه زائرة فأمر بمن أحجامهم نصف المعتاد . بشر يزحف السرطان على أعضائهم فتستأصلهم مباضع الجراحين عضواً عضواً .
لا يسعني أن أطيل ، لا أجيد التربيت على جراحات البشر. أمر داعية المولى بالشفاء لهم و لي.
أدلف إلى بنك الدم متبرعة .
يخبرني فني المعمل عن جراحة اليوم ، عن شابة لها اسمي ، يعج جسدها بالسرطان
تشق المباضع جسدها بحثاً عن الورم الخبيث ، يزيلونه باستئصال مرارتها و كليتها و ما لا أذكر . تثعب جراحها دماً فيضخون بها غيره ، كيس تلو الآخر حتى تكتمل الأكياس العشرين.
ينفث الدم حياة دقائق في جسدها فتلفظه الجراح النازفة تحملها إلى شفا أرض الأموات.
فجأة يتلاشى كل وجع مر بي عبر الأعوام أشكر لربي جميل حفظه لجسد ممن يقطعه بلا هيبة.
يتلاشى خلاف لطالما كاد يزهق نفس لا تتفق مع الجسد الذي يحويها . الآن يتعانقان بحرارة ، يقدر كل منهما الآخر .
تشكر النفس صبر جسد اشتد ألمه على طلبات كانت تغالي فيها . يشكر الجسد كبرياء نفس حفظته من التلف و عبث العابثين.
يتدفق الدم في الكيس فتمتلأ الأوردة رضا بالقدَر ، يلازمني الرضا زمناً حتى أبعثره في ما لا يستحق.
********************

محمد على ابوزياد
14-06-2009, 06:15 PM
جزاكم الله خيرا وجعلة الله فى ميزان حسناتكم ان شاء الله

المفكرة
15-06-2009, 09:57 AM
.. و ذات تمنع
مستهترة ! أقل ما توصفين به ، و أولئك الذي يتكئون عليك ،ألفوا عاداتك ! يخسرون و أنت السبب . ألم يسعك أن تطلبي منه اليقظة في الليلة السابقة ؟ و متى رد طلبك؟ حقاً مستهترة.

أتيقظ و الخيط الأبيض يلقي بالخيط الأسود بعيداً . أخرت صلاة الفجر ، لطفك يا مولى ، أصليه على وجل .
نهار عزمت على التبرع في يومه .
يستقبلني الطريق في يوم يستقبل فيه عظيم يمر بالزحام فيقف له الزحام . يتكدس البشر أكثر من العادة و يتعاطف معهم الدخان فيؤنس رئاتهم .
يسكن الزحام أنفاسي فيشقيني حمله .
أصل بنك الدم و هم يهمون بإغلاقه ، أطلب التبرع بالدم لله فلا يلتفت أحد ،على غير العادة . يعتريني الزهق حتى يقارب الفوران .
تأتي ممرضة بفتور فتربط رباطاً مطاطياً حول ذراعي كي يتجمع به الدم ، فيصيب ذراعي الخدر. تضج الأعصاب بالألم و لا من مجيب . أفكه قليلاً فيظل يطبق على أعصابي، يضخ الألم بها .
تخز الممرضة ذراعي بحثاً عن وريد يقبل التبرع ، فيرفض ثلاثة ، ثم يقبل آخر على مضض. يطول الأمر نصف ساعة و كل عصب في ذراعي يضج ألماً و هذا الدم يبطىء النزول ، لا ليس إلفه .
تكتفي ببعض كيس لم يكتمل تأخذه و تسحب الإبرة بعيداً و أنا أتحسر ، بينما ذراعي يعلن الألم و يلتزم بإضراب عن العمل سيتمه أسبوعاً .
في الشارع ، ينازع الزحام الحركة فيغلبها . يستغرقني اليوم كي أصل بيتي !

ربي إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً و لا يغفر الذنوب إلا أنت .
******************

المفكرة
16-06-2009, 01:49 PM
جزاكم الله خيرا وجعلة الله فى ميزان حسناتكم ان شاء الله
جزانا و إياكم و بارك الله قلمك و علمك .

المفكرة
16-06-2009, 01:52 PM
الغضب مُـر أيامي :
ينهي الجرس يوم عملي في نهاية الإسبوع معلناً نهاية جهدي و طاقتي . يرسلني إلى بيتي فتستقبلني أكداس الشغل بحرارة و لهف ، أعدها خيراً .
تحكي أمي عن مكالمة أنهتها منذ قليل مع شابة تعمل في المؤسسسة الخيرية التي تطوعتُ للعمل بها و سجلت اسمي في خانة بنك الدم .
تخبرني أمي كلمات الموظفة : تحتاجني على عجل فلديها حالة طوارئ .

أزيح بعيداً كل ما نويت فعله و اتصل بالمؤسسة كي أتمم باقي القصة المبتورة كي أفهم.
مشغول هاتفهم ما لا أحصي من العدد .
أفتش عن أرقام كثيرة أعرفها لمن يعملن في الدار فأجربها واحدة تلو الأخرى . تختفي الأدلة ، تتبدد الإشارات .
أصل إلى موظفة الإستقبال فتحيلني لأخرى ، فترسلني لمن تبحث لي عن مسؤولة بنك الدم .
تتسرب ساعات اليوم في أفق المساء القادم ... تنحل روابط الأفكار .. يضعف الأمل ، فتهرب النوايا بعيداً .
ينقطع الخط مجدداً.
يتصل الخط معلنا أن مسؤولة البنك وصلت بيتها فيندرس أمل الوصول إليها !
يحضر الغد الجمعة الإجازة بأمر رسمي ، يخفي آثار ما حصل البارحة ببراعة .
يموج الغضب داخلي ، لا أطيق نفساً تسكنني على حرف ، أغرق في زوابعه فيغرق جثماني .
تالياً : لا انتظر أن يطلب مني أحد ما دماً لظرف ما . أبادر بالتبرع في موعد محدد كل شهر أو عدة بحسب القوة و الوقت و غيرهما و ما يستجد.
********************

المفكرة
17-06-2009, 03:05 PM
اليوم فوق العادي :
لا أؤمن بالصدف ، كل ما نقول له غير حي ، له حياة و إدراك و وعي ما ، لكن إدراكنا العالي يطمس ذاك الدنو . تقود الأرض خطاي حيث ينتظرني قدري .
اليوم يقودني قدري للقاء حبيبة عند كل منحنى من ممرات المدرسة . و إذ تتلقاني تعرب لي عن خالص مودتها . ليس بصدفة أن يمتلىء يومي بكل هذه المحبة . معظم أيامي لا تدنو من العادي أصلاً.
ثم يزيدني قارىء من الود حملاً .
أحمد المولى الذي رزقني هذا كله ، أتقبله باعتزاز و تقدير لمن تغمرني صداقتهم على الأرض و في هذا العالم الإفتراضي .
*************************

المفكرة
17-06-2009, 03:14 PM
أهم بمسح هذه القطعة من ملفاتي ، يدهشني كيف كانت الأمور ، كيف غيرتني الحياة ! سأريكم الجرأة في الخلاف مع الأنا ... إلى النشر .
راتبي
أتراه يوماً عادياً ، أم أن أحداثه تؤهله لدخول سجلات بعض أفضل الأيام؟ لتكونوا الحكام .

ذهبت لمدرستي السابقة لأقبض مرتب شهر يوليو ، أمر أجلته مراراً . أتلكأ بزعم النسيان ثم بزعم أن المدرسة مغلقة ثم بزعم انشغالي بعملي الجديد ...ثم ، كفي يا متخاذلة ، تقبض العزيمة بزمام أمري فأنوي أن استطلع إن كان لي راتب أم لا !
فقد طلبت إلينا المديرة أن نخبرها إن كنا نستمر في المدرسة العام المقبل مسبقاً في إبريل. و عادة ما يخفي المدرسون نواياهم بترك أعمالهم في العام المقبل مخافة ضياع أجر الصيف و مكافأة الإمتحانات.
فالغدر أيسر الطرق كي يلقى المرتب حتفه و مديرتي تلك لم يعجبها مظهري . قالت عنه أنه أخطأ الستايل! ليس عصرياً و لا عالمانياً كفاية ، ميزة تميز المكان .
و أنا من جيل أقدم ، من حقي قدر أعلى من الحشمة عن بنات هذه الأيام مع أني لم ألفت انتباه النوع الخشن من البشر حين كنت في أول شبابي ، لم يعجبهم الستايل أيضاً .
و أنا لا يلزمني هذا الإعلان البارز عن التواجد ، تكفي قناعتي بانسانيتي و وجودي رغم أنف من لا يعجبهم الستايل.
حيرني قرار البقاء في عملي ذاك فالصراع بين البشر فيه لا يبقي للبال هناءة و قد أديته بفضل المولى أما أن أبقى به ف...
أكثر الإستخارة فتنسكب مني (لا) بيسر على ورقة الخيارات فتزعج مديرتي تلك ، بعدها يختنق مكاني بي و تسقط بقايا مجاملات كانت تجمعنا فتتبدى المشاعر الخشنة بجلاء لا تأويل معه . لكنها كلمة حق رأيت قولها و توكلت على الذي هو حسب المتوكلين. و بقيت متوجسة بشأن راتب الصيف .
أسقطت هذا المال من حساباتي كما استغنيت من قبل عن الكثير ، يكفيني أن أكون عالة على رجل ، أمر مسل ٍ جداً .
تزورني العزيمة اليوم فتعد إفطاري و تدفعه لولد صغير ينظف شارعنا ثم تدفعني إلى المدرسة.
و إذ أوشك على سؤال المحاسب عن المرتب ، تدخل مديرتي و توجه له الكلام: أريدك في عمل هام ... و شرَعت في الحديث عن تفاصيل هذا العمل الهام و لم تراع ِ أنني أقف قبلها. لو تأخرت ثلاث دقائق عداً و نقداً . فهي إمرأة تسترسل و تسترسل و أنا العياء إذا ما انتظرت . يا ربي يا حبيبي همومي تكفيني و لا أحب أن أنتظرها.
تلحق دعوتي تلك زميلة غابت إسبوعاً و هي الآن تسلم على المديرة ، و تلك تشتاط في وجهها تحاسبها ثم تسترسل . و هو المراد .
يفتح الرجل دفتره فيجد اسمي و أمامه مبلغ من المال فيناولنيه و أنا له من الشاكرين بينما هي لازالت تكيل العتب و العتاب لزميلتي .
مال أي اختيار مهما تكن ضآلته . أشكل العالم للحظات أصبغه كيفما أشاء ، تغيير عن الملل و المعتاد ، فالصيف فصل اعتكاف في البيت ، حيث يشح المال و الأصحاب و الجو اللطيف ، بيات صيفي يحسبه من حولي زهداً ، لكنه حكم عقل يتصرف ضمن المتاح .
حان الآن موعد حلقة جديدة من سلسلة التبرع بالدم . افتتحها بنداء مالك الملك رب العالمين : عزمت فرتب لي ربي أين و متى و كيف يصل لمحتاج على عجل . هدايتك يا من تعرف الحاجات و أصحابها.
الآن يبقى دوري الثانوي يكمل الحبكة بحسن التدبير .
أبدأ بالأيسر ، الصدقة بالمال . الراتب على حاله يتبدد بيسر قبل أن أفعل به شيء فاستثمره قبل أن أقسم فيه حظ نفسي . يكفيني ريعه على هذا النحو . أفضل ما أحب أن أنفق فيه صندوق يعطي أيتام أهل فلسطين و آخر يجمع من المال ما يشتري جاموسة عشر لأرملة من أهل مصر. عسى أن يهديني ربي سواء السبيل .
التغيير الذي يعتريني كلما تصدقت ، هو أكثر ما أحبه في هذه الصدقة . يجمل الحزم مزاجاً طبعه شديد لا يطيق من الهزل اللمم . مزاج لا يعجب من يلتصق حالهم بحالي، لكنهم الآن من سيطاوعوا أمري .
+
قوة تفرض اختياراتي
=
أنجز الكثير اليوم بإذنه .
أسرع متجهة لمستشفى قريب لأتبرع فيسيطر على أمري ما لا أفهمه فيهدىء من روعي.
أضع رجلي في البنك بينما يأتي من يطلب دماً من فصيلتي الغالية لنقصها في البنك . يحتاجون الدم طازجاً لأجل عملية جراحية . (أي من متبرع حالاً) . ينتهي التبرع فأجد في النفس قوة كي أمر بالسوق فاشتري بعض ما احتاجه كي لا أكون بين الناس غداً.
_لا تسرفي ما أسرع ما تقبل العجاف يأكلن ما قدمت لهن.
_لا على القلق إن غاب اليوم فلي من الإنضباط ما يجعلني أصوب نحو الحاجة لا غير .
ينتهي يوم ، اليسر حركته ، حتى المرور سلك حد تجاوز سرعتي المعتادة ، شيء منعش ، قطرة إثارة في خضم المعتاد و المضجر .
تالياً صرت أكثر حدة فلقد أزعجني المراء صبرت عليه طويلاً و اليوم طردته من العمل . خرجت بشيء بإذنه . أعلم غداً يبددونه ، لا يهم ، المهم أن اليوم انتهى .
**********************

صوت الامة
17-06-2009, 10:08 PM
السلام عليكم
بارك الله فيكى
بجد موضوع شيق وراااااااائع
جزاكى الله خيرااااااااااااااا
اختى المفكرة ومتابع بعون الله
فى رعاية الله
تقبلى تحياتى

المفكرة
18-06-2009, 03:10 PM
السلام عليكم
بارك الله فيكى
بجد موضوع شيق وراااااااائع
جزاكى الله خيرااااااااااااااا
اختى المفكرة ومتابع بعون الله
فى رعاية الله
تقبلى تحياتى

بارك الله فيك أخي الكريم و جزاك عن أهل هذا المنتدى العامر خير الجزاء

المفكرة
18-06-2009, 03:12 PM
تمهيد :أنوي التبرع دونما تحديد لمن .. يأتي شاب يطلب دم يلزم لوالده في عملية قلب مفتوح بعد ثلاثة أيام فليس لديه من يكفي من المتبرعين (تسعة) . يرغب الشاب في دمي فهو الفصيلة المطلوبة ، على أن يكون طازجاً (يوم الجراحة) .
إن شاء الله . استطلع الأمر داخلي فلا أرى شيئاً .
يلح الرجل و يؤكد الوقت بعد 3 أيام ، بينما أسأل المولى عمّـا ينبغي فعله .
(ستتأجل الجراحة أكثر من مرة).
شيء ما يثقلني الآن ، كيف تغيرني كلمة التزام غير واضحة المعالم تجاه انسان !
مـ(ن)ـا حولي سراب يتراءى لا أتأكد من وجوده . تحفظ أعصابي النبضات و الخطوات و كم الطاقة الذي تناوله الأيدي كي تأتي أفعالها كالمحفوظات التي اعتادتها فلا يفتقدني أحد و لا يتفقدني .
يستدعي مخي ملفاً مميزاً فيجعل إليه مركز الوعي بينما الملفات السابقة مفتوحة في خلفية الإدراك .
أجرد التسبيح من العدد و أمزجه بذكر اسم المولى ، أوراداً مزجتها فلها مذاق خاص عندي . أقربها تأثيراً : سبحان الله الحي القيوم يحيي موات نفسي و يحفظها .
أطفىء حاسبك ذات فجأة ثم أعد تشغيله و انظر كيف يزعجه التعرف على مكونات ذاكرته مجدداً ... أطفئه قبل أن يتم عمله ذاك و شغله من جديد كل جزء من الثانية إن أدركت وجود زمان كهذا ! هكذا كان إدراكي .. يعتق الألم الأعصاب .. ينسج حكاية عن يداي قطعهما شيء و المكان و الطريقة ، يلقيها بسمعي فانصت . يتداخل النسج مع صوت نفسي فلا يتباينان .
آسفة أشغلكم ثانية بما لا يخصكم ، لكنهم أكثروا لومي وسموني بالتخوف و القلق قلت لعل أحد ما يتفهم .
أصب اسمه ذا الجلال و الإكرام في ملفات نظامي فيثبت الذهن فأتراءى كمن حولي (أمر يشغلني حد الأرق أن لا يلحظ أحدهم ضعفي ).
تتحمل الأعصاب الخلل و العطب حتى يأذن المولى بتغييره في وقته.
يتصل بي الذي يخطب ود دمي فيخبرني بتأجيل العملية عدة أيام ...
يوم الجراحة :
انتظر في بنك الدم . أكمل ورد ذكري حتى تطيب نفسي قليلاً ، أحد أنفع أدويتي حتى الآن. يعوض نقص إدراكي بل يزيد الوعي أضعافاً . أدرك ما حولي بشكل جديد أسرع من المألوف .
يتحرك الإبن فيتحدث مع البشر و يستطلع التفاصيل و يتساءل عن الطبيب، يقترب مني ينوي شكري ، يخبره حالي أن يتركني و شأني فيفعل . لازالت أبواب الغيب مشرعة (لا تغلق أبداً) و احتمال التغيير وارد.
أؤدي المطلوب ثم أتركهم مسرعة إلى حياتي .
تغيض كل ذكرى لما حصل لا يبقى منها سوى ضعفي الذي تضاعف بخسارة ما لا يلزمني .
لولا أنني أسجل بعض ما وقع لخطفه النسيان لأرض العدم . قلت أتأسى بحبيبي صلى الله عليه و سلم إذ جعل من كتاب أفعاله عرضاً حياً للعمل الصالح .
*************************

المفكرة
20-06-2009, 05:29 PM
يوم صيفي ، العمل فيه شحيح ، يعلوه الزبد : جدل مع رئيستي التي حضرت من أمريكا تعلمنا كيف يكون العمل ، تشغل نفسها بما يدعى تنمية الموارد البشرية .
القوم في الولايات المتحدة استقرت لديهم الأحوال المعيشة و المرتبات و القوانين التي تحكم ما بين الرئيس و المرؤوس . أما نحن فكلمة وشاية تمحو لقب الوظيفة المعتبر يسبق أسماءنا .
تصطدم رئيستي بالبشر و التقاليد فتندب تخلف البلد و البشر عن ركاب الحضارة و تسترسل في ذلك الساعات غير ذات العدد كل يوم بينما الوقت يفر من المكان مسرعاً إلى غير رجعة.
يقع كلامها علي نفسي الخبط على الجسم . لا أستوعب كيف يهون عليهم أمر البلد و أهليهم حتى يلوكوا الجسد الحي على هذا النحو ! جريمة أمحو بموجبها ذكر مرتكبها من نفسي . لا ليس لرئيستي عندي ابتسامة .

لعملنا قواعده ، فاليوم الطويل حد القيد تكسره عدة أذونات ثم ندخل في خانة الخصم مما يعفيني من مسؤليتي تجاه المكان . بما يقيدني من لا يدفع لي ؟
أما هي فتنزعج ممن تطلب إذناً لأمر يعنيها . تصب الغضب فوق رأس الجميع .
يطلب مني أحدهم التبرع بالدم على عجل بسبب عملية جراحية و يتحدث عن أول النهار في يوم بلا ملامح عمل محددة . لو طلبت إذناً لاخترعت لي عملاً (جدل حول العمل لا أكثر) ، أتغيب عن العمل دون اعتبار لإذنها.
اتصل بها عند العاشرة بعد أن تبرعت لأخفف وطأة ما فعلت ، تصرخ بوجهي و تسترسل . لا لن ادفع ثمن غضبها علي مالاً و أعصاباً . أنهي المكالمة بكلمة خشنة تحسم الوضع.
يقضي الجميع اسبوعاً حشوه الضنك بسبب موقفي ذلك و (سوء الإتصال) الذي بيننا . ثم تكلفني بما قال المدير أنه عملها فأنجزه بعقلي ! وامصيبتاه ارتكبت جريمة التفكير مجدداً !
يحضر رمضان و أنا أخبر نفسي أن وجودي في المكان خطأ بحاجة لتغيير .
غداً أقدم استقالتي ففيض المهانة يملأ الأنحاء بينما العمل لا يعرف طريق الأرض.
لكن اليوم إجازة و التفكير في العمل يوم الإجازة ممنوع . لأنام حتى تضيع ملامح النهار جزئياً.
تداهمني مكالمة و أنا نائمة فأرد قبل أن يداهمني كامل وعيي .
على الطرف الآخر مدير مدرستي يكل إلى أمر الإمتحانات و المدرسات (عمل رئيس القسم) . فأعده خيراً دون أن أعي تماماً ما يحصل .
يطلب مني الحضور لإكمال ما ينقص من عمل .
_ إن شاء الله .
هنا حيث نشكر الله لأجل تلك الشبكة التي تتقطع فتنهي الإتصال .
أغرق في النوم فلا أمر يعنيني عندما أنام ثم أتيقظ عند العاشرة و أنا أتساءل عما حصل .

يحضُر يوم العمل التالي الأخبار ، اختلفت رئيستي مع المدير و أرته شيئاً من نرفذتها و فيما يقولون أن أحدهما أطلق سراح الآخر و فيم يقولون أيضاً أن الخلافات كانت توقف سير العمل .
يستمر اليوم رمضان الوقور ، أنا إلى مكتبــ(ي)ـها أتفحص أكداس الورق تختفي خلفها الحياة و يضيع في زحامها العمل . أراغمها على النظام كي أخرج بكتاب به اسئلة لا يثير زوابع بل يكون أمره اليسر على الجميع ( و قد فعلت ) . يسود الهدوء المكان فقد مرت العاصفة هذه المرة أيضاً .
********************

صوت الامة
20-06-2009, 11:24 PM
بارك الله فيكى
وجزاكى خيرا ان شاء الله
ها يلى الباقى
متابع ان شاء الله

المفكرة
21-06-2009, 04:51 PM
بارك الله فيكى
وجزاكى خيرا ان شاء الله
ها يلى الباقى
متابع ان شاء الله



السلام عليكم
تسرني متابعتك ، جزاك الله خيراً .
على التغيير أن يمر عبري ، يكاد يخرق الروح فلا أطيقه فألجأ إلى ربي ليرفعه فيتغير ، لا يبقى منه شيء ، حتى لأتساءل لماذا لم أعجل بالدعاء سابقاً .
الله الواحد الأحد أناديك ربي أن ترفع عنّـا جميعاً هذا الضنى ، حال بيننا و بين ذكرك . يا من يقول للشيء كن فيكون فك كرب المكروبين . اللهم آمين .
يُـكثر الشباب الشكوى في المنتديات ، يرسمون من الأحزان لوحات بارعة الجمال . بينما الحزن يكهرب كل عصب فتعجز النفس عن تخيل الفعل فما بالك بتحقيقه . يختزن وعيي ذلك كله ثم يخلطه بما أرانيه الزمن إذ توقف حيالي أطول مما فعل حيالهم . مقالي هذا رد ذلك كله ، احتفالية بحياة خلطها الألم و عجنتها الأنواء ، عسى أن تناسب النكهة الذائقة .

مقالتي هذه شاركني الضنك فيها الكتابة . الله وحده يعلم من أين يأتي هذا المر و كيف يزول . اليوم يغمرني ود من حولي حتى أتمنى أن ادخر بعضه ليوم لاحق .

المفكرة
21-06-2009, 04:57 PM
هذه الفقرة أهديها لأيامي التي كنت أتبرع فيها لأنني أريد أمراً من المولى ، لا يخطر ببالكم شيء مادي كالمال و غيره . فقط أردت أن يصلح المولى ذات البيـ(ن)ـت و أن يسلل سخائم الصدور فأكون تلك الإبنة و الأخت و الأم التي يتوقون لها في الروايات و القصص بينما هي جوارهم واقعاً تتمنى رضاهم فلا تنال منهم نظرة لطف.
يسيل الدم فيحفر إخدوداً فلا يصل أحدنا للآخر . سيسيل الدم بغزارة حتى يكاد يجف قبل أن يلتئم الشمل مؤخراً .
بعض الأشياء عزيزة المنال لا يستلمها الشاري إلا حين يوفي أقساطها .
********************
ذات حكاية
أثقل حملها ، ينقص الزمن بعض شهر ليخرج جنينها للحياة . جنين يتشبث بأمه حتى آخر وقت، لا يتخذ وضعه الطبيعي ليخرج بنفسه .
تحدثنا الطبيبة عن احتمال إجراء عملية لإخراج الجنين . الجراحة تعني النزف و فقدان الدم و هي مثلي أسيرة فصيلة يشح منها التبرع فيخشى على أصحابها عند الحاجة.
يتصل بي غريب يحتاج الدم حالاً فيلحقه التردد فيتعاركان داخلي :
الشح يزعم أن نبض القلب أولى بهذا الدم من غريب لا يعنيني أمره .
العقل يقول أن هناك من يحتاجه عاجلاً أما هي فقد لا تحتاجه أصلاً .
و هناك الأمل يزعم أنها لن تحتاج الدم لو أنا تبرعت لهذا المحتاج فوراً .

أطردهم جميعاً من حضرتي و تحضرني الصلاة و الإستخارة حتى أعي شيئاً .
ما هو لمالك الملك و الجبروت ، لا يحق لي التصرف فيه إلا بإذنه .
يمر بخاطري ما يوحي إلى أن يأخذ من يحتاج حالاً قبل غيره . أما هي فلها المولى الحافظ يتولاها و يتولاني برحمته .
أسُـد حاجة محتاج لدم لا حاجة لي إليه فالحاجة لرب العالمين . أضع معه آخر ما لدي من مال صدقة رجاء سلامتها و ابنها من كل حاجة .
تحين ساعة الوضع و ذاك الذي بها لا يهم بالخروج . تعجبه الظلمة و العزلة بالداخل.

تشتد الحاجة فيشتد الدعاء ينادي مالك الملك .
تدخل الطبيبة المستشفى لإخراج هذا المتشبث بأمه .
يأخذ وضعه المعتاد و يخرج بشكل طبيعي بلا حاجة لعملية أو نقل دم ، نصف ساعة بين القلق و الفلاح + ليلة بيات في المستشفى .
يعيد الصباح الإثنين للبيت بين سعادة الجميع و بهجتهم بالقادم الجديد .

********************

المفكرة
22-06-2009, 01:50 PM
أزعم أن ما لدي من علم قطرة و أكاد أجزم أنه قطرة غيث لمحتاج .
يحتفل الفكر العربي بكل صاحب فكر على نحو مبالغ فيه ، يصبغه بألقاب عظام فهو بحر العلم و كوكب الفهم . فكر أعمانا ضبابه لا نرى ما حولنا على وضوحه.
يحضرنا الزمن الحالي في مكانة ترى المعرفة الإنسانية متغيرات قابلة للتعديل و هذا بعض ما أشار إليه مقالي . أخبرني طبيب شاب أن منهج العلم الآن يقتضي أن يشارك الطبيب مريضه في تخطيط العلاج ، يرون ذلك أدعى للفلاح . و أخبرني أيضاً أن لكل علاج مفاسد و مصالح في الجسم ، و على الطبيب أن يزن مع المريض الطرفين بهدف تحسين حياة المريض . الآن لا أحد ينصب نفسه عالم زمانه مهما كان إنجازه فالحياة أعمق و أكثر فعلاً من البشر مجتمعين فما بالك إذا انفردوا .
********************

المفكرة
23-06-2009, 03:06 PM
فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يبهرني . أفتش الكتب بحثاً عن كل نظرة عين و خاطرة مرت بباله كي أكون مثله . أجرب ما قاله و ما فعله ، أتـأسى به .
يشغلني فعله صلى الله عليه خير صلاة في التضحية بنفسه في سبيل الله زمناً . دم يغير معالم الأرض والبشر . نور الله يغمر الأنحاء عدلاً و صلاة .
أسأل المولى :
كيف يكون مثل فعله هذه الأيام ؟
أقلب الفكر ما شاء الله من الزمان .
يغمرني من قبسه فيض نور : فعله أساس وضعه و ثبتّـه دمه الشريف . ناحيتي ، أضع لبنات الطوب حتى يكتمل بنائي الخاص . و أي بيت صلح للسكنى حتى علا البناء الأساس؟
يمر الزمان ما شاء له مولاه أن يمر حتى يصل زماني ، أتبرع فيه بالدم ، بنائي في عصري و جهادي بالنفس و تضحيتي رضاء المولى .

المفكرة
24-06-2009, 11:53 AM
_ 7 فقط ، لا لا يصلح . لو أخذت منك دماً فستحتاجين لنقل دم كي تبقي على قيد الحياة .
هذه ثالث مرة أحاول فيها التبرع بالدم على مدى ثلاثة أشهر ، فتجد الممرضة هيموجلوبين الدم منخفض (لا تقبل دماً ممن يملكون أقل من 12 جرام لكل ديسيلتر من الدم ) . في الواقع يلفت شحوبي نظر من حولي فيستوقفونني ليطمأنوا على صحتي .
تنصحني بأكل الكبدة و العسل الأسود و البلح و السبانخ.
الكبدة أكلتها أشهراً يومياً حتى امتلأت ، لم أستفد كثيراً . العسل الأسود و السبانخ ، لا ، لم يصادقوا شهيتي .
حسناً هذه المرة سأجرب التمر (أكثرت من البلح الرطب) ....
بعد شهر: أفضل كثيراً ، في الواقع تنصلح به أمر أنوثتي ، تلك التي ضريبتها تهد الكيان هداً .
ربما أحاول في أمر الدم مجدداً .
****************

صوت الامة
24-06-2009, 06:23 PM
شكراااااااااااا ليكى حقيقى معلومات هائلة تسلم الايادى
هيا اكملى
متااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااابع

المفكرة
25-06-2009, 02:10 PM
شكراااااااااااا ليكى حقيقى معلومات هائلة تسلم الايادى
هيا اكملى
متااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااابع

اللهم صل ِ على سيد الخلق أجمعين ، عبدك و رسولك محمد نبي الرحمة و المغفرة ، سيد الصابرين و خير الشاكرين و أعرف الذاكرين و أجمل البشر و أكملهم و النور الذي لايزال شعاعه يشفي العالمين . اللهم آمين عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك .
اللهم رب النبي محمد صلى الله عليه و سلم فرج كرب المكروبين ، إلهي ، رب النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، سخر لي من العالمين مما تملك ما أنال به شرف صحبة نبيك ، و يصيبني من خلقه نصيب ، و جملنا بالستر ، و يسر لنا أعمالنا .
اللهم يا مقلب القلوب ، قلب قلبي حتى يصل إلى الحق بقبس من نور محمد و زد قلباً واهناً قوة حتى يقوم بالمهام التي اضطلع بها حتى نلقاك و أنت راض عنا .
ألا يا ربي هذا لي و لوالداي و أهل بيتي و لمن سألني الدعاء من صالح المسلمين . اللهم آمين عدد خلقك رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك .
****************

المفكرة
25-06-2009, 02:18 PM
يتملكني القلق ، أتململ في جلستي ، ترى يطول انتظاري ؟
أرهف سمعي ، خطواتها قادمة إلي ، بشرتني : معدل الهيموجلوبين في دمك طبيعي ، تفاءلت ،
أصلح الخبر من النفس ما أفسده القلق فشكرت لها بصدق .
سأتبرع بالدم هذه المرة ، انفرج عني الهم أخيراً و عن شخص آخر .
****************

Mr. Medhat Salah
25-06-2009, 05:28 PM
بارك الله فيك

المفكرة
26-06-2009, 06:46 PM
بارك الله فيك


جزانا وإياكم .
أعوذ بعزة الله و عظمته، و بعزة الله و قدرته، و بعزة الله و سلطانه، و بعز جلال الله، من شر ما خلق و ذرأ و برأ ، و من شر ما تحت الثرى، و من شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم، ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم، ملجأ كل هارب، و مأوى كل خائف، لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم،أقي بها نفسي و ديني و مالي و جميع نعم إلهي و سيدي عندي.

المفكرة
26-06-2009, 08:35 PM
لا مجال للركوب فاضطر للمشي ، أغذ الخطى ، في زحام يخنق المكان . تعطل خطواتنا بعضها نلغي وجود بعضنا . تقطع عربته خطواتي، بائع ما . أسرع ثانية فتمر من تبيع مناديل ، تستوقفني ، فأخبرها : مستعجلة والله . ينفخ الجميع دخان سجائرهم في وجهي فأراوغه ، لا أحب أن يملأ رئتاي فلن يتركهما بسهولة . و تلك السيارات ، لماذا لا يلتزمون برهة ريثما أعبر ؟!
وصلت الدور الثالث أخيراً ..... مغلق ... أكاد أخسر قلبي ، أهدرت تعبي بتلكؤي .
بل أخطأت ، هو الدور التالي ، يستقبلني طبيبان شابان .
_ أرغب في التبرع بالدم .
_ غير ممكن ، لو تقدمت خمس دقائق ، المسؤول انصرف ، و الأكياس مغلق عليها بمفتاح و هي مسؤوليته على أي حال .
_ إنه لله ، ألا يمكنكم التصرف ؟ يلقون الكرة في ملعبي كعادتهم ،
_ ارجعي غداً .
_ بل الآن و إلا لا يتيسر ، الوصول للمستشفى يستغرق ساعتين ، ثقل عجيب لمن لا تهوى الخروج .
يعرضان عني ، فيعلوني الهم ، يملأ مسارب النفس . أقول لعل حكايتك يا دم لم تُـحبك فصولها بعد .
****************

المفكرة
27-06-2009, 11:18 AM
أقرأ المقال ثانية ، أتأمل الفكر الذي أملى و اللغة التي خلطت الألوان و الواقع الذي حدد معالم الصورة. أتساءل : ألا تكفي كلمتان عوض ذلك ؟
(تبرعوا بالدم ) فقط بدلاً من ملف يملأ 29 صفحة في حاسبي ؟
أحقاً مر كل ذلك ؟
هو ما وقع بلا تجميل أو زيادة . اللغـ(الفكر)ـة اقتطعـ(ت) المشاهد المهمة ، رسمت صورة أكثر تماسك و أشد تكثيف مما وقع كي تبدو الصورة منمقة ، عادة شخصية لا فكاك منها .
**********************

المفكرة
28-06-2009, 02:00 PM
أين أتوقف ؟
لعلكم لاحظتم إلحاحي رغم ضعف الهمة و قلة الطاقة و ضعف الحجة و ضآلة الثقافة و غياب المعين .
لكن الإستعانة بالله تنقض كل ضعف و تعوض كل نقص و تجبر كل عجز .
السؤال هو الحد الذي أتوقف فيه عن متابعة أمر يعنيني لكنه لا ينفعني مباشرة . يشغلني لكنه ليس إلي .
هل أكتفي بالتفكير به حين تتجاوز القراءات الألف بواحد ؟ رقم سحري ...
لا ، رقم بلا دلالة.
حل أولى من سابقه ، أن يتسبب المقال في تبرع ما .

المفكرة
30-06-2009, 03:20 PM
جريدة الأهرام المصرية 16/ 5/2006 :
البديل الوحيد بقلم د. علي كمال- خبير اقتصادي
يواجه نقل الدم الطبيعي مشاكل نقص كميته و فساده في 7 أسابيع من خروجه من الجسم بالرغم من حفظه في ثلاجات. كما أنه ناقل للعدوى و الأمراض الخطيرة مثل الإيدز و الالتهاب الكبدي الوبائي و عدم توفر فحص الدم الشامل في الدول النامية. البديل الآمن هو الدم الصناعي الذي يحتفظ بالقدرة على حمل الأكسجين لمدة 8 سنين و يتم تخزينه بدون تبريد.
يتوافق الدم الصناعي مع كل فصائل الدم و لا تعيش فيه الطفيليات و لا الميكروبات عكس الدم الطبيعي الذي يمكن أن ينقل الطفيليات و الأمراض.
لا يحتاج إلى فحص قبل استخدامه و يمكن توفيره بكميات كبيرة و يمتاز بصغر حجم كرات الدم عن الدم الطبيعي فيصل إلى الشعيرات الدموية الضيقة.
لذلك لابد أن تقوم بنوك الدم بإنتاج مخزون وافر منه لمواجهة الكوارث و الحروب.
********************

المفكرة
11-07-2009, 03:50 PM
لماذا عليك التفكير جدياً في التبرع بالدم ؟
- هناك من يحتاج إلى نقل الدم كل لحظة.
- واحد من كل عشرة مرضى يدخلون المستشفى يحتاجون دم منقول.
- تفصل مكونات الدم و قد يعطى لأربعة أشخاص .
- يجدد التبرع بالدم حيوية جسم المتبرع عند تجدد دمه.
من يستطيع التبرع بالدم؟
- يجب أن يتمتع المتبرع بصحة جيدة.
- عمره بين 18-60 سنة.
- أن يخلو المتبرع من أي أمراض تتعارض مع عملية التبرع.
- أن تكون نسبة الهيموجلوبين بين 13-17,5 جم في الرجال، وبين 12-14,5 جم في السيدات.
- أن يحمل المتبرع بطاقته الشخصية.

المفكرة
21-07-2009, 06:38 PM
ما الأسباب التي تتعارض مع التبرع بالدم؟
- التبرع بالدم خلال الثلاثة أشهر الماضية.
- جميع أنواع الأنيميا عدا أنيميا نقص الحديد.
- أمراض القلب والحمى الروماتيزمية.
- الأمراض الصدرية المزمنة.
- ارتفاع الضغط المزمن.
- الالتهاب الكبدي الفيروسي.
- مرض البول السكري.
- حالات تضخم الكبد.
- حالات الفشل الكلوي.
- حالات التشنجات والصرع والإغماء المتكرر.
- زيادة أو نقص إفرازات الغدة الدرقية.
- الحمل.
- أمراض نزف الدم.
- الأمراض النفسية.
- أي عمليات خلال فترة ثلاثة أشهر.
إذا كان المتبرع يعانى من الأعراض التالية:
- فقدان غير متوقع للوزن والشهية.
- عرق ليلي.
- سخونة ليلية.
هل توجد أي خطورة في التبرع بالدم؟
- التبرع بالدم لا يعرض المتبرع لأي خطر؛ من الإصابة بأي مرض.
- الأدوات التي تستخدم في عملية سحب الدم معقمة ولا تستخدم لشخص آخر، ويتم التخلص منها بعد عملية التبرع بالدم.
المصدر : موقع إسلام أون لاين .

المفكرة
01-08-2009, 07:37 PM
ما مدى استفادة المرضى من تبرعك بالدم؟
يمكن أن يستخدم التبرع بالدم لمساعدة مختلف المرضى؛ حيث يمكن فصل عبوة الدم الواحدة إلى مكونات مختلفة، وهذه المكونات تقدم للمرضى الذين يعانون من الأنيميا
واختلالات التجلط، ضحايا الحوادث، والذين يجرى لهم عمليات جراحية… إلخ.
ودائمًا تتجاوز الحاجة للدم ما هو متوافر، ولذا بإمكانك التأكد من عدم إهداره.

ما الوقت المستغرق للتبرع بالدم؟
يستغرق الوقت الفعلي للتبرع بالدم من 8 -10 دقائق، ولكن تستغرق الزيارة بأكملها مدة تتراوح بين 15-20 دقيقة.

المفكرة
03-08-2009, 07:06 PM
ما معدل مرات التبرع بالدم؟
يمكنك التبرع كل ثلاثة أشهر، ويبدأ الجسم بتعويض الدم الذي تم فقده فور التبرع بالدم.

ما كمية الدم التي يتم أخذها من المتبرع في المرة الواحدة؟
- يتم أخذ من 400 إلى 450 مليلترا، وهو ما يمثل حوالي 1/12 من حجم الدم الموجود داخل جسم كل إنسان، والذي يتراوح بين 5 إلى 6 لترات.

هل التبرع من المهام السهلة، وما الخطوات؟
- "نعم"، فهو من المهام السهلة، ولا تعتبر الخطوات شيئًا صعبًا، ولكن يجب مراعاة ما يلي:
- يجب ملئ استمارة التبرع بعد قراءة ورقة الأسئلة.
- ثم يتم إجراء بعض القياسات من أجل سلامة المتبرع:
- وزن الجسم.
- ضغط الدم.
- الهيموجلوبين.
- ثم سحب الدم.

ماذا أفعل قبل التبرع بالدم؟
- احصل على قسط كاف من النوم ليلة التبرع.
-تناول وجبة متوازنة قبل التبرع بحوالي ساعتين.
- عليك شرب سوائل (خالية من الكافيين) أكثر من المعتاد بقليل.

ماذا أفعل بعد التبرع بالدم؟
- زاول نشاطك المعتاد بعد التبرع، مع تجنب المجهود البدني الزائد.
- اشرب كمية من السوائل أكثر بقليل من المعتاد خلال الساعتين التاليتين للتبرع.
- تجنب ممارسة رياضة عنيفة خلال 24 ساعة بعد التبرع.
- إذا كنت مدخنا لا تدخن لمدة ساعتين بعد التبرع؛ لأن استنشاق الدخان يحفز الدم للذهاب للرئتين مسببًا حالة من الدوار والشحوب.

المفكرة
13-08-2009, 07:34 PM
اللهم اقدره لي و يسره لي و بارك لي به ..
أتيقظ تدريجياً بينما النوم لازال يسرق من وعيي الكثير .. يشاركه العناء في الغنيمة . أعلم للعلة دواء فأعالجها به ، أتوضأ و أصلي سنن العصر ثم أسأل المولى الذي يعلم و لا أعلم من فضله العظيم .
(اللهم إن كنت تعلم أن في قولي و فعلي و تصرفي على أي نحو من الأنحاء خير لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري فاقدره لي و يسره لي ثم بارك لي فيه . )
لا ترسو سفينة اختياري على بر حتى يقضي المولى ما يشاء و لله الأمر من قبل و من بعد .
أهم بالإحرام لصلاة العصر . تقطع استعدادي رنات هاتف.

***********

تباغت المكالمة وعياً لا يكتمل حتى يكتمل فرضي .
تحمل موجات الإتصال لهفة شاب على صديق له أصابه حادث بنزيف و خطر يتوعد الحياة بنذير سوء.
يخبر عن حاجة الصديق لدم من فصيلة أو السالبة. هل بإمكاني التبرع بالدم حالاً لصديقه الذي يرقد في المستشفى ؟
يخترق التردد صوته و تتقطع الشبكة مراراً بينما يعرض حاجته ..
_ ألديك مانع في التبرع له حالاً ؟
تلك الواقعية التي تحتل تلافيف مخي تسأل : أين و متى ؟
_ مستشفى عين شمس التخصصي حتى الساعة التاسعة مساء .
_ لكنني أشكو فقر الدم كثيراً و بنوك الدم لم تقبل مني دم على مدى شهر منذ ثلاث أشهر ..
يصمت الرجل .. تنقطع الشبكة ، يعاودني الفكر .. يتصل مجدداً ..
يتساءل ، ألازال الأمر كذلك ؟
يحتد صوتي و أنا أخبره بجهلي ، فأنا لم أحلل نسبة الهيموجلوبين في دمي منذ فترة ، في الحقيقة ضعف دمي صرف فكري عن التبرع مؤخراً .
يسمع عقلي الحيرة ملأ صوته ، فأعزم الأمر و أتولى القيادة : بوسعك أن تجرب متبرعين أخر و بانتظار مكالمة أخرى منك خلال ساعة ، يستجيب الرجل لحزمي .
أصلي العصر ثم أصلي صلاة الإستخارة ، هنا حيث يكتمل وعيي مرة أخرى ، تدركني المروءة مرة أخرى ، أقول ، أذهب على أي حال .
يبدأ عقلي في الترتيب ، أي ثوب ألبس و أي طريق أسلك و من سآخذ معي ..
أختي على سفر و الأخرى ابنها مريض و لن يصلح ، أمي قد تعطل حركتي بطء خطوتها ...
يخشى العقل أن يؤذيه تبرعي أو تفصلنا طول المسافة زمناً غير مطلوب و هناك نصيب دمي المتكرر من الرفض ...
_ بل أنتظر ، هي ساعة .
يوحي في صدري ما يوحي أنني رسول الموت لهذا الشاب .
ترتعد أعصابي فتذم ذاك التردد يغل خطوتي كثيراً هذه الأيام ، أسترجع وقتاً لم أتردد فيه أو أحسب حتى لو عدتُ بسراب الفعل لكنني لم أكن أبالي أو أحسب .
أود لو أترك الزمام لمزاجي أو مزاج الآخرين يأخذونني حيثما اتفق.
يشدني وهم لعالم عجيب فأقطع الحبل السري و أعزم أن يخرج جنين الوهم لأرض الواقع.
يتولى القدر الزمام مجدداً .
اتصل بالرجل مجدداً فمركب الصبر تغرقه لهفة رغبة في انقاذ مخلوق آدمي من قدره ، ذاك الذي سيلحقه رغم أي شيء .
يصلني صوت صديقه مسترخ متصل غير منقطع يطمأنني و يشكر لي اتصالي و يخبرني أن الله عوضه بعدة متبرعين . وأنه على ما يرام .
لا يهنأ لي بال حتى أخبركم :
_ إلى من يود إنقاذ البشر في أراض لا علامات معلومة لديه تدله إلى طرقها ، اتبعوا وصفي :
تبرعوا بالدم عمّـا قريب ، بلا سبب و لمن لا تصل المعرفة بينكم و لا تشغلوا بالكم بتتبع ما يتلو ذلك.