مشاهدة النسخة كاملة : حزم الأمومة


المفكرة
09-06-2009, 10:06 PM
محاضرة يلقيها دكتور في أمر ما عن التربية . يقضي ساعة و نصف يهيؤنا لما ينوي الحديث عنه . يزعم أن مشاكل الآباء مع أبنائهم مجرد قصور في الرؤية من الوالدين ، لعل المخطىء هو ولي الأمر و ليس الإبن و الإبنة ! يسكب مسك الختام حكاية شاب يطيل التأخر في الليل بين أصحابه رغم أنف والديه يزعم أنه اللهو البرىء هذا الذي يجمعهم . يزعم المحاضر أن الأم تكون من الذكاء بحيث تبرم معه صفقة تأذن له بالتأخر خارج البيت مقابل أن يصلي الفجر و العشاء في جماعة و تنجح ؟!!
المحاضرة تقع على آذان الأمهات نفياً و استنكاراً ، فعلياً نعرف عن التربية الكثير . أما أن أحدهم هذا الذي هو جريء جداً لأنه قضى الوقت يطالع الكتب أو يتفرج من الشاطىء على من يغرقون فقط أن صوته مرتفع جداً و إصراره على منطقه شديد ، أقول أن يعلّـم شخصاً كهذا (كائناً ما كان موقعه من الإعراب) نساء أفنين أعمارهن خدمة لأبنائهن تربية و تعليماً أمر يدهشني ، لكن هكذا هم الرجال يأخذون كل الأمور غلاباً!
بعض اعتراضات المربيات الفضليات على تفاصيل القصة :
1. الشباب إذ يسهرون لا يحسنون حتماً يشاركهم الشيطان لهوهم (البرىء جداً) .
2. ذاك الذي يسهر لن يصلي الفجر حاضراً و احتمال أن لا يلحق صلاة الظهر أيضاَ .
3. جميع الأمهات على ثقة كبيرة أنه ببساطة سيستلم البضاعة المطلوبة دون أن يؤدي الثمن الذي اتفقا عليه لإتمام الصفقة .
الحل برأيهن هو قدر من الحزم من جانب الأم و الأب و موقف واحد بعدم قبول سهر الإبن خارج البيت مع أصحابه طوال الليل .
أتذكر ليلة الأمس ، ابن أختي الذي أتم لتوه العام ، لا يعجبه أننا نطفىء النور و نقول نم إذ صارت الساعة إلى الحادية عشر مساء . يواصل لعبه و يرهق أمه و جدته و يصر على مواصلة اللعب . تناديه جدته ، تقول سأحكي لك حكاية فقط تعالى نم في حضني . يوحي له صوتها الودود باستمراء ما هو فيه من لعب . تطول المفاوضات الزمن يكتمل نصف ساعة .
كفى . أعصابي لا تحتمل أكثر من ذلك .
_ أمي ، لا تحدثيه ثانية ، ذاك ما سيخبره أنك حقاً تودين لو ينام .
تصمت أمي ، يبكي دقائق محاولاً مواصلة المفاوضات و إتمام صفقة لصالحه ... لا يزيد الأمر عن دقائق ، يأخذ النوم بيده لأرض الأحلام بعيداً في نوم عميق .

rana_dreams
11-06-2009, 04:20 PM
مهم جدا موضوع تربيه الاباء للابناء واشكرك على التحدث فيه وتناوله انا من رايى ان العلاقه بين الابناء والاباء يجب ان تقوم على الثقه والاحترام المتبادل وعلى الصداقه والديمقراطيه والتفاهم والحوار والتوجيه غير المباشر لان غير ذلك سوف تتعقد امور الابناء للاسوء دائما وسوف يتلاشى او ينعدم تاثير الاباء عن الابناء لو سوف يكون لهم دور هدام وليس فعال

المفكرة
11-06-2009, 04:55 PM
مهم جدا موضوع تربيه الاباء للابناء واشكرك على التحدث فيه وتناوله انا من رايى ان العلاقه بين الابناء والاباء يجب ان تقوم على الثقه والاحترام المتبادل وعلى الصداقه والديمقراطيه والتفاهم والحوار والتوجيه غير المباشر لان غير ذلك سوف تتعقد امور الابناء للاسوء دائما وسوف يتلاشى او ينعدم تاثير الاباء عن الابناء لو سوف يكون لهم دور هدام وليس فعال




السلام عليكم و رحمة الله
الأخت الكريمة رنا ، كل الأمور نسبية ، كلنا نرى الواقع من وجهة نظرنا لا غير . كل منا بحاجة أن ينصت للآخر و يعي ما يقول و يفكر قبل أن يرد ، كي ينا سب رده الحالة التي بين يديه بالضبط أم العموميات اللطيفة التي نسمعها في المحاضرات من الأساتذة الأفاضل سواء منهم من رأى الأبناء مظاليم أو ظلمة فإنها كلام فضفاض بحاجة لقص و تفصيل .
بارك الله قلمك و زادك علماً و نوراً .
حقاً إدارة دفة البيت تحتاج ملىء الأبحر توفيق المولى .

Observer
12-06-2009, 11:59 PM
أعتقد أن البيت أصل كل شئ

كل شئ

مستر محمود صادق
13-06-2009, 12:54 AM
شكرا على عرض الموضوع ... لك تقديرى

صوت الامة
13-06-2009, 03:16 AM
السلام عليكم
موضوع راااااااااااااائع بجد
بارك الله فيكى ع الموضوع وننتظر المزيد ان شاء الله
تقبلى تحياتى

المفكرة
17-06-2009, 06:03 PM
السلام عليكم
الأخوة الكرام : الكوماندة ، محمود صادق و صوت الأمة جزاكم الله خيراً و وفقكم لما يحب و يرضى .
شكراً على المرور و التعليق ، أعطاكم الله البنين و البنات و أعانك في توجيههم ، فإدارة الدفة تحتاج ملء الأبحر من توفيق المولى .

المفكرة
17-06-2009, 06:09 PM
السلام عليكم
موضوع راااااااااااااائع بجد
بارك الله فيكى ع الموضوع وننتظر المزيد ان شاء الله
تقبلى تحياتى

السلام عليكم
الأخ الكريم صوت الأمة جزاك الله خيراً و وفقك لما يحب و يرضى .
شكراً على المرور و التعليق ، أعطاك الله البنين و البنات و أعانك في توجيههم ، فإدارة الدفة تحتاج ملء الأبحر من توفيق المولى .
المزيد :
المهمة المستحيلة
آخر أيام الإجازة ، منذ الغد تنسل تلك الوديعة الطيبة من أحشائي و تتركني مع تلك المتنمرة ، تحاسب بالكلمة و تجازي المحسن بالإحسان و تعاقب المسيء إن استطاعت.
كيف أقضي آخر لحظات مع نفسي الغالية أودعها ، أستودعها الله ؟
كتاب جميل أعيد قراءته فلا قبل لي بقراءة جديد ، بل هناك الكثير من المشتروات لم تقض َ و كل تلك المشاوير و الزيارات ، عزمت فلم أمض ِ فيما عزمت ، أجلس إلى ورقة صغيرة أخطط ، أهم بالنية ، لا تكتمل .... يقطعها رنين جرس ، تلك أختي ، أيمكن أن تترك لي الولدين بينما تمضي في حاجاتها ؟
لا أتردد ، بالطبع . و لم لا ، هذا قدري منذ الصغر ، يتركون الصغار في رعايتي و يمضون ، ثم يعودون آخر اليوم فيجدون الأمور على أحسن حال ، بل أكثر ، اشتقت لهم ، رجوته أن يحضرهم، أتوشح رداء الأمومة في وجودهم يتلون بالصداقة و اللعب ، يزخرفه المرح ، شيء من فرح و سعادة تحضر إذ يتواجدون ، تترك المكان إذ يغادرون.
حان موعد صلاة الظهر ، و حضر الشيطان ، ربنا يستر ، يا كريم سندك ، أكبر الولدين في الثامنة من عمره و للشيطان في نفسه حظ تصعب معه المجاهدة ، أما الصغير فلازال في الخامسة ، لين العريكة ، ابن أمه ، أحياناً إذ أحمله يتخذ وضع الرضاعة ، يعجبه الحضن الدافيء ، لم تفطمه المشقات بعد.
توضأت و توضأ معي مصطفى الصغير ، أما يوسف و هو المقصود بهذه الدعوة فلا حياة لمن تنادي ، حسناً أشحذ سلاحي و استعد للمعركة ، أكيل المديح للصغير دون الكبير ، ما أروعك يا صغيري ، كم أنت مميز ، مكانك في قلبي يزداد يوماً بعد يوم ، يا بطلي المفضل ، روح الحياة و سكـّرها ... الكلام لك كي تسمعي يا جارة .
امتلأت عينا يوسف جدية و قرر أن يراقبنا إذ نصلي ، يعطينا درجات و يحكم بيننا في مسابقة "من الأكثر اتقاناً للصلاة" ، حسناً نحن نتحرك نحو الهدف ، سنصل بإذنه ....
لكن صغيري صغير ، و عقله يطلب منه أن يتصرف تصرفات عجيبة أثناء الصلاة فتراه يلتفت يمنة و يسرة و يخرج منها ليعود إليها و قد ينام قليلاً على الأرض عوضاً عن السجود ، أما ركوعه فهو الأغرب ، إذ يمد كفاه يمس بهما قدماه فيثني جسماً غضاً لم يقيده المرض أو العجز .
اليوم غير مسموح بكل ذلك اللعب ، فالمراقب العام حاسم و لا يتسامح في غلطة ، ربنا يستر، فقد يقلب هذا إلى شجار لا تحمد عقباه ....
أسلم في التشهد على عباد الله الصالحين ثم أسلم على من حولي من كيانات ، ثم ألتفت إلى قائدي المبجل ،
_ أتحسبون تلك صلاة ، سأريكم كيف تكون الصلاة كأحسن ما يكون .
(الحمد لله وقع في حبلي ، اصطدته ، أشجع صيادة رأيتموها ، خضت في وحل الصبيان هذا للركب)
الآن نجلس نتعلم من قائدنا الملهم ، طفل له عقل مدير ، يعطي أوامر ، لا يقبل منها شيئاً ، يلقيها في وجهي ، يصفعني بها ، حدة طبع ، لكنه لا يستعصي علي بإذنه ، عندي مفاتيح كثيرة .
منافسة إذاً و أنا الحكم ، طبعاً يوسف عاقل و متزن و عقله لا يحركه في تصرفات غريبة . لكن الصغير صغير ، يجب مراعاة فروق التوقيت ، كما أنه ودود و سريع الإستجابة ، الأول في كل شيء منذ زمن بعيد ، كما أنه مستقل ، و يجيد ارتداء ثيابه بنفسه !
و إذ لمس الصغير تقدم الكبير، سبق بخطوة ، سأل : هذه الصلاة التي أديناها ، ما رقمها ؟
قلت : اثنان ، فوراً وجدته يصلي الفجر .
الآن حان موعد إعلان الحكم (ربنا يستر) فما أقوله الآن قد يتسبب في أزمة دولية تستلزم تحكيم أجنبي و هلما جرا ، و أنا لا أرص كلمات كي أسل ِ قارىء ، بل هو لب الحق ، ما يحصل كما يحصل على الأرض مأوى البشر .
الأول هو يوسف لأنه صلى باتقان ، لكن مصطفى هو الأول أيضاً لأنه صلى قبل يوسف كما أنه صلى الفجر بعد الظهر .
الآن الأكبر يدخل المنافسة على واسع ، قام فصلى الفجر . آه وقعت في مأزق ! هات حلاً يا ربي الحليم . ما سأقوله قد يجر علينا النكد لساعة مثلاً و قد تعقبه أعمال انتقامية تؤدي لتخريب أجهزة و قطيعة بين الأسرتين ، و بالطبع سأكون أول من يتم إلغائه من قائمة الأقارب ، ناولني حكمة يا حكيم .
احضر يا جدل و ناولني لساناً لنصف ساعة : ثلاثين دقيقة ، و أنت يا قلب و أنت يا رعاية لكما موقعكما من الإعراب فأفصحا .
نطقت الحكيمة ، انظروا نور وجهها : يوسف الأول في اتقان الصلاة بينما مصطفى الأول على مرتبة سرعة الاستجابة ، لكل حكم معايير جمة ، و لكل مسابقة مستويات عمرية متنوعة، حسناً مرت هذه بسلام ، له الحمد ، طبعاً أعلن يوسف أن خالتو تأتي في المكانة الأخيرة! مكافأة كل منهما 100 جنيه زيادة عند بدء لعبة بنك الحظ .
الصبيان الجشع في بشر ، و عوضاً عن اللعب بنقود حقيقية ، وقعا بسببها في متاعب خطيرة ، اخترع لنا شخص نابه بنك الحظ ، نمتلك العالم بأوراق مزيفة (العالم الحقيقي لا يختلف عن ذلك البتة) ، ساعة و أنا في هذا العته ، احكم بينهما فأنفذ أحكاماً يجدان منها ألف مخرج ، نزلا على حكمي بصعوبة ، فألزمت كلاهما بدفع ما عليه للآخر .
يوشك الصغير على الإفلاس بينما الكبير يحكم نصف العالم ، رأسمالي مخضرم ، يشتري و يبني ، ثم وقع المحظور ، أدار النرد فوقعت قسمته في بلد لأخيه به سوق ، أيدفع له 300 جنيه ؟ لا لن يفعل ، بل يفسد اللعبة كلها يبعثر كل شيء يهدد بالأذى (تهديد ينفذ ، كم أتلف مما غلى ثمنه عن عمد انتقاماً ممن لم يطاوعه فيما يريد) .
أحطته بذراعي ، احتويته ، لأمنعه من إيذاء أخيه و حينها سيعاقب في بدنه ، أمر لا تطيقه أعصابي ، أن تمسه شعرة حزن ، أحجز عنه المشاكل ، يصمم أن يواقعها .
لا بأس بغضبه ، أعرف أنه لا يقدر عليه ، جزء من كيان الذكور ، أتحمله إذ أكون قربهم ، وراثة مؤكد ، كما أنه صغير لم يحكم نفسه بعد .
قلت لصغيري ، لنلعب وحدنا دونه ، لكنه مصمم على المضي في هذا الطريق ، لا لن يهدأ ، بل لن يتوقف حتى يدمر اللعبة ثم بعدها سينظر فيما يستحق التدمير ، يسحق به أعصابنا كي نعترف أننا أخطأنا في حقه .
أرتب اللعبة ، أعيدها لصندوقها ، بينما الجدل على أشده ، لابد أن ينتزع اعترافاً مني أنني من أخطأت ، لا أعرف لماذا ، لكن هذا زر الخطر و الإنذار في كياني ، يضغطه أحدهم فيستفز مني رداً لم أحب أن يخرج ، لكن أعصابي اليوم هادئة ، أوفرها للغد ، أقول : لو انتظر لوجدت له مصرفاً ، فهذا دأبي للحفاظ على ماء وجه كليهما مع دفع الغرامات و المخالفات دون أن أطرد العدالة من المكان ، للأسف فقد كنت على وشك إعلانه فائزاً و ملك العالم ، لكنه تسرع ، لازال يجادل ، لكن فورة غضبه تهدأ .
يغادر الصبر ، يقول: أنت بحاجة لمن أقوى مني ، أرسل لك الأخ قدر ، يمسك الزمام منذ الآن ، دق جرس ، من يا ترى ، لنتسابق نحوه ، المنقذ اللذيذ ، لبن و قشطة و زبادي طبيعي ، النجدة وصلت .
دعوا عنكم اللعب ، كلمة السر : أرز بلبن ، أضع القدر على النار و أقلب ، أطهو بينما يوسف يعد بتناول طعام أعرض عنه منذ الصباح ، يعرض عنه أياماً حتى يهزل جسمه و يسوء مزاجه ، بينما مصطفى أكل أكله و أكل أخيه و خبأنا باقي الطعام منه لأنه على حد تعبيره عندما يشوف اللحمة ينط عليها نط ! الكبير يعد بتناول الطعام ، فينكث في وعده ، شهية مختلطة قليلاً ، مضخمة بالنكد و الشعور بالقرف من المعتاد .
يوسف يختفي في فراغ بين الخزائن العلوية يأكل الزبادي. بينما أقلب اللبن على النار و مصطفى يناقش أمور الحياة و الشغل (المدرسة) و الإقتصاد و غيره ، وجهة نظر الصغير ، أنقلها لكم على لساني هي الآتي : لا بأس بالصغار ، قلوبهم خضراء ، و هم يحسنون فيم يوكل إليهم، لكن من فضلكم ، أفسحوا لهم المزيد من المجال للحركة ، و رجاء حار لا تنهروهم بصوت عالي، فهم يخافون من ذلك جدا ً ، (و الله حتى أنا يفزعني الصوت العالي و لو كان في تلفزيون) أختم على ذلك الإعلان ، أصدق على البيان الرسمي .
أمر آخر يقلقه ، فمدرسته تنهر الأولاد بشدة فيخيفه صوتها العالي و يستوحش منها رغم أن الكلام غير موجه إليه ،لم تحل شكوى أختي للمدير أي أمر ، قلت : لو أظهرت لها حباً يا صغير فستتحمل مدرستك مناوشات الصبيان بصدر رحب ، أعرف قلب النساء الأخضر تجاه الأطفال ، اقتنع بطلي الصغير و اقترح أن نرسم لها كارت به قلب و عبارات حب ، أضاء وجهه السرور ، و هو المطلوب و للمولى الحمد.
رحلت سورة الغضب عن الكبير إذ سكن الطعام في معدته ،أيمكن أن نعيد اللعبة مرة أخرى؟ مرفوض تماماً فهذا عقاب فركشة اللعبة بسخف ، إذاً لنلعب لعبة أخرى ..... حسناً الشطرنج، لعبة مناسبة له فهو يعرفها دون أخيه ، فرصته في الفوز مضمونة !
المسرح الجديد فوق رف في المطبخ ، بينهما رقعة الشطرنج ، و مصطفى يتصرف في لعبة العقل كأحد أفلام الأكشن ، على وجه التحديد (Power Rangers) التي يعشقها و يتوه به الخيال
فلا يعرف أي شخصياتها يكون ، يرتفع الجندي الأبيض ثم يلطم الملك الأسود بينما صيحة Power Rangers تتردد في الأرجاء فتهوي نصف قطع اللعبة ،
_ يا خالتووو ... الحقي ! تصلني الإستغاثة فأترك التقليب كي أنجد المستغيث ، لا يا فتافيت السكر ، حركة الجندي على هذا النحو ، رويداً فهو صغير ، أول مرة يرى هذه اللعبة ، لكنه يتعلمها والله ، ألم أقل لكم كم يبدع الصغار !
فوز الكبير ساحق و لله الحمد ، فهذا طعامه ، تزهق روحه بدونه ، لكن النتيجة لصالح الصغير في مسابقة الطعام : يوسف نصف طبق من الأرز باللبن و مصطفى طبقين كاملين (هذا غير طبقي أرز بالخضار و طبقي سلطة و نصف اللحم في الطبق و علبتي زبادي في الغداء منذ أقل من ساعة!)
و إذ شبعا ، حان وقت الصوصوة ( غناء العصافير ) ، أمي تفرض حظر التجول في الشقة فهي تنوي استضافة أشخاص مهمين و قد انتهى الجميع من أعمال النظافة ، و لن يقلب لها أحد نظام البيت ، و منعاً للمشاكل حبستهما في حجرتي ، و شغلتهما بحل مسابقات المجلات ، استقطع مكاناً بينهما ، أكاد انعصر ، احتلا كل المكان و تركا لي فتفوتة (تلك أصغر وحدة لقياس الحجم ، يستخدمها مصطفى)، كلما خطر ببالي شاغل ، فهممت ، بدّدت أصواتهما كل نية و محت كل عزيمة ، يتسلقان كتفي و حجري صعوداً وهبوطاً بحثاً عن شيء و أخيه و لاشيء و ابن عمه ، جرس الباب يدق معلناً انتهاء المهمة ، بعد أن صلينا المغرب في جماعة و له الحمد عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته .
الآن وقت العقل ، أهدأ كثيراً ، فللكبار قوانين أخرى ، يغمرنا القادمون بفيض حلوى لذيذة جاتوه يذوب في الفم ، فأصعد بنصيب وافر لأخي و أختي فسكناهما فوقنا .
رحبت بي زوجة أخي بطبق من فطائر ساخنة شهية محشوة بالأطايب ، جبن نابلسي من نابلس الجميلة و السبانخ و الزعتر الطازج من أرض الفداء ، و تناولت مني الجاتوه ، اشتهيتها ، لذيذة والله ، و إذ دخلت عند أختي أعطيها الجاتوه ، استولى الأولاد على الفطائر و الجاتوه ، بالهناء و الشفاء .

عاشقة الموج
17-06-2009, 06:33 PM
أرى سرداً لقصص و قاصة واعية
أهنئك على ذلك الرابط الجميل بين ذلك الصراع
و هذين البطلين الصغيرين مصطفى و يوسف


وشكراً مائدة عامرة بالأطايب و خاتمة جميلة من الفطائر
و الجاتوه
بين قوسين هى حلوى غربية
أرجو الله أن يمن عليك بكرمه
و تتحفينا كل يوم بجزء من قصصك الجميلة

ذات الرقى العالى فى العرض
و السبق الرصين
تقبلى مرورى

صوت الامة
17-06-2009, 09:59 PM
السلام عليكم
الاخت العزيزة المفكرة
حقيقى موضوع رائع بارك الله فيكى
نتمنى منكى ايضا المزيد والمزيد
ومواضيع اكثر وةاكثر
حتى نرتقى بهذا المنتدى الى الامام دائما
بارك الله فيكى وجزاكى خيرااااااااا
ومرة اخرى اهناك على الموضوع الرائع
تقبلى تحياتى

مستر محمود صادق
17-06-2009, 11:00 PM
ان ارتباط التربية بالدين هو افضل الحلول التى تساعد فى توجيه الدفة فى المنزل والشارع والعمل
ونحن نعرف دائما ان الشخص الذى يكون والداه ملتزمين فان نتاجه يكون شهدا
وانظرى الى قوله سبحانه تعالى ( وكان ابوهما صالحا )
شكرا جزيلا لكى اختى المفكرة فهو موضوع يستحق الاهتمام

Mr. Medhat Salah
17-06-2009, 11:11 PM
بارك الله فيك