FRANKENSTEIN
28-08-2006, 02:15 PM
حصار التاريخ
مقال للدكتور \ نبيل فاروق
متى ذهبت إلى المتحف المصرى لآخر مرة؟!..
لو أن هذا منذ زمن طويل ، فدعنى أقدم لك المتحف المصرى الجديد ، وضع عشرة خطوط تحت كلمة المصرى هذه …
فالمفترض أن هذا المتحف الموجود فى ميدان التحرير بالعاصمة، هو جزء من تاريخ (مصر) ، سواء كمبنى أو كمعروضات أثرية هى تاريخ بلد، ينبغى أن يعرفه كل مصرى ،ويفترض أن تحثنا الدولة على هذا ، وتدعونا إليه ، بل وتدفعنا دفعاً نحوه ، فمن العار أن نجد كل الأجانب أكثر دراية منا بتاريخنا …
ولكن ما تفعله الدولة هو-كالمعتاد- العكس تماماً ، وعلى نحو فج ومستفز ، وسخيف أيضاً ..
إلى أقصى حد …
فعند مدخل الشارع ، الذى يقود إلى المتحف المصرى ، ومرّة أخرى ضع ألف خط ، تحت كلمة المصرى هذه ، يقف بعض رجال الشرطة المسلحين ، مع حاجز طريق ، ومهمتهم-كما رأيت بنفسى- هى استيقاف المصريين - والمصريين فقط - ومعاملتهم بمنتهى الصلف والغرور والسخافة ، إذا ما جرؤ أحدهم ، وتجاوز حدوده ، وفكّر أن يزور المتحف المصرى ..
ومرّة ثالثة ، ضع مليون خط ، تحت كلمة المصرى هذه …
أما السادة الأجانب ، فمن يجرؤ على استيقافهم ، وسؤالهم عن أى شىء …
الأجانب هم الخير ، ووالسياحة ، والاقتصاد ، والسياسة ، والعملة الحرّة ، والإنترنت ، والإعلام ، وبابا ، وماما ، و(أنور وجدى كمان) ..
أما المواطن المصرى الوحش ، ولا تضع هنا أى خط ، لأنه مايستاهلش ، فهو مجرّد عبء على الدولة ، وإضافة لمشاكلها ( التى صنعتها هى ) ، واستنزاف لاقتصادها ، ولعملتها الحرّة ..
ثم أن البيه الأجنبى لديه سفارة ، ستغضب وتثور وتحتج وتعترض ، وربما تثير أزمة ديبلوماسية أيضاً لو استوقفه أحد ، أو أساء إليه بحرف واحد ، لذا فمن حقه أن يشاهد الآثار المصرية ، وأن يعرف تاريخ (مصر ) …
أما نحن المواطنين المصرييّن ، فليست لنا سفارة ، وبناء عليه قررّت الدولة أن تحاصر التاريخ ، حماية للأجنبى ، حتى ولو كان إسرائيلياً ، يطالب بحرق العرب كلهم ، كل صباح ومساء ، ورات أن هذه الحماية تحتم إهانة المواطن المصرى ، وإذلاله ، إذا ما فكّر أن يصطحب أولاده يوماً ، ليطالعوا تاريخهم ، فى متحفهم (المصرى)…
ولقد درست الأمر ، ووجدت أن أفضل ماأفعله ، حتى أحصل على نفس الامتيازات الأجنبية ، هى أن أطلب حق اللجوء السياسى لسفارة (مصر) …فى ) القاهرة
مقال للدكتور \ نبيل فاروق
متى ذهبت إلى المتحف المصرى لآخر مرة؟!..
لو أن هذا منذ زمن طويل ، فدعنى أقدم لك المتحف المصرى الجديد ، وضع عشرة خطوط تحت كلمة المصرى هذه …
فالمفترض أن هذا المتحف الموجود فى ميدان التحرير بالعاصمة، هو جزء من تاريخ (مصر) ، سواء كمبنى أو كمعروضات أثرية هى تاريخ بلد، ينبغى أن يعرفه كل مصرى ،ويفترض أن تحثنا الدولة على هذا ، وتدعونا إليه ، بل وتدفعنا دفعاً نحوه ، فمن العار أن نجد كل الأجانب أكثر دراية منا بتاريخنا …
ولكن ما تفعله الدولة هو-كالمعتاد- العكس تماماً ، وعلى نحو فج ومستفز ، وسخيف أيضاً ..
إلى أقصى حد …
فعند مدخل الشارع ، الذى يقود إلى المتحف المصرى ، ومرّة أخرى ضع ألف خط ، تحت كلمة المصرى هذه ، يقف بعض رجال الشرطة المسلحين ، مع حاجز طريق ، ومهمتهم-كما رأيت بنفسى- هى استيقاف المصريين - والمصريين فقط - ومعاملتهم بمنتهى الصلف والغرور والسخافة ، إذا ما جرؤ أحدهم ، وتجاوز حدوده ، وفكّر أن يزور المتحف المصرى ..
ومرّة ثالثة ، ضع مليون خط ، تحت كلمة المصرى هذه …
أما السادة الأجانب ، فمن يجرؤ على استيقافهم ، وسؤالهم عن أى شىء …
الأجانب هم الخير ، ووالسياحة ، والاقتصاد ، والسياسة ، والعملة الحرّة ، والإنترنت ، والإعلام ، وبابا ، وماما ، و(أنور وجدى كمان) ..
أما المواطن المصرى الوحش ، ولا تضع هنا أى خط ، لأنه مايستاهلش ، فهو مجرّد عبء على الدولة ، وإضافة لمشاكلها ( التى صنعتها هى ) ، واستنزاف لاقتصادها ، ولعملتها الحرّة ..
ثم أن البيه الأجنبى لديه سفارة ، ستغضب وتثور وتحتج وتعترض ، وربما تثير أزمة ديبلوماسية أيضاً لو استوقفه أحد ، أو أساء إليه بحرف واحد ، لذا فمن حقه أن يشاهد الآثار المصرية ، وأن يعرف تاريخ (مصر ) …
أما نحن المواطنين المصرييّن ، فليست لنا سفارة ، وبناء عليه قررّت الدولة أن تحاصر التاريخ ، حماية للأجنبى ، حتى ولو كان إسرائيلياً ، يطالب بحرق العرب كلهم ، كل صباح ومساء ، ورات أن هذه الحماية تحتم إهانة المواطن المصرى ، وإذلاله ، إذا ما فكّر أن يصطحب أولاده يوماً ، ليطالعوا تاريخهم ، فى متحفهم (المصرى)…
ولقد درست الأمر ، ووجدت أن أفضل ماأفعله ، حتى أحصل على نفس الامتيازات الأجنبية ، هى أن أطلب حق اللجوء السياسى لسفارة (مصر) …فى ) القاهرة