مشاهدة النسخة كاملة : توم وجيري.. الصراع الأبدي اللذيذ!!


محمد صفوت
31-08-2006, 10:35 AM
للأسف لم نعد نرى "توم وجيري" على شاشة التليفزيون كالسابق. أتذكر مرة أنني كنت أجلس عند الحلاق في انتظار دوري للحلاقة حين كانت الشاشة الصغيرة تعرض إحدى حلقات "توم وجيري"، وكان الحلاق (يكَرْكَع) من الضّحك مع الحلقة، حتى إن الزبون الجالس خشي أن يجزّ الحلاق رقبته بالمقصّ دون أن يشعر! يومها قال الحلاق جملة غريبة: "اللّي اخترع توم وجيري ده أحسن من اللي اخترع التليفزيون!". وبغض النظر عن لا منطقية الجملة، فلولا التليفزيون ما رأينا "توم" أو غيره، إلا أنها تعكس مدى شعبية هذه الحلقات التليفزيونية القصيرة، التي مازالت تثبت أنها صالحة للعرض في كل وقت رغم أن معظمها يعود إلى الأربعينيات!

توم وجيري

"توم وجيري" هي سلسلة كارتونية هائلة النجاح عن المشاكل التي يمكن أن تنتج بين قط وفأر. القط هو "توم" طبعا والفأر هو "جيري". الشخصيات والمسلسل من ابتكار كل من "وليم حنا" و"جوزيف باربرا". أنتجت ستوديوهات مترو جولدن ماير الحلقات في الفترة من 1940 وحتى 1958. بعدها انتقل الإنتاج إلى ستوديوهات أخرى، فأنتج ستوديو Rembrandt Films الحلقات من 1961 وحتى 1962، ثم Sib Tower من 1963 وحتى 1969، ثم أسس المبتكران شركتهما الخاصة التي تحمل اسم Hanna-Barbera Productions وأنتجا حلقات جديدة في الفترة من 1975 إلى 1977، ثم من 1990 إلى 1993. وهناك ستوديو آخر هو Filmation Studios وأنتج الحلقات من 1980 وحتى 1982.

لماذا يجري "توم" خلف "جيري"؟

تعتمد الحلقات على محاولات "توم" المحمومة للإمساك بـ"جيري"، والمشاكل والدمار الذي ينجم عن هذه المحاولات. غالبا ما تفسر أسباب محاولات "توم" للإمساك بـ"جيري" بأحد هذه الأسباب:

• الجوع، حيث يمثل الفأر الطعام التقليدي للقط (كما الأمر بين القرد والموز!).
• أداء الواجب، حيث إن الإمساك بالفئران هو أحد واجبات "توم" كقط منزلي.
• الانتقام، من أفعال "جيري" الحالية أو السابقة.
• سوء التفاهم بينهما كجنسين مختلفين وعدوين طبيعيين.
• التضارب الذي يحدث عندما يريد الاثنان شيئا واحدا.
• حاجة "توم" لإبعاد "جيري" عن طريقه.

لا ينجح "توم" أبدا في الإمساك بـ"جيري"، ويرجع هذا في معظم الأحيان إلى ذكاء "جيري" وسعة حيلته، وفي أحيان أخرى إلى غباء "توم". السلسلة مشهورة باستخدام مجموعة من أعنف الحيل الممكن رؤيتها في مسلسل كارتوني. "توم" يستخدم كل الأسلحة الممكنة ضد "جيري": مسدسات – فئوس – بنادق – ديناميت – سموم، بينما "جيري" لا يتورع عن ارتكاب الفظائع في "توم"، فيمكن أن ترى "جيري" وهو يقطع "توم" إلى شرائح، أو وهو يشوي ذيله في الفرن وهكذا.

بالرغم من كثير من الشخصيات الثانوية في المسلسل تتحدث، فإن "توم" و"جيري" لا يتحدثان أبدا في الحلقات، إلا أن هناك استثناءات نادرة جدا لهذه القاعدة. وغالبا لا نسمع أصواتهما سوى في صرخات الألم! يتم التعبير عن مشاعر الشخصيات ونواياها بتعبيرات الوجه فقط، والتي غالبا ما تكون كافية جدا.

تلعب الموسيقى دورا جوهريا في الحلقات، بإضافة الجو النفسي المناسب لكل مشهد. وقد ابتكر مخرج الموسيقى "سكوت برادلي" تيمات معقدة تجمع بين موسيقى الجاز والموسيقى الكلاسيكية وأغنيات البوب.



القط والفأر

"توم" هو قط منزلي رمادي اللون يعيش حياة مدللة في المنزل، بينما "جيري" هو فأر بني يعيش دائما بالقرب من "توم". "توم" عصبي وسريع الغضب، بينما "جيري" انتهازي ومعتمد على نفسه. ورغم أن "توم" نشيط وسريع الحركة، إلا أنه ليس ندا لحيل "جيري". غالبا ما تنتهي الحلقة بـ"جيري" في حالة انتصار بينما "توم" في حالة سيئة. في حالات نادرة جدا يفوز "توم" على "جيري"، وفي حالات أخرى يخسر الاثنان. وفي حلقات الكريسماس غالبا ما يصطلح "توم" مع "جيري" ويتبادل معه الهدايا.

تظهر الشخصيتان ميولا سادية، حيث يتلذذ كل منهما بتعذيب الآخر، لكن يبدو أن "توم" لديه ضمير مستيقظ إذ دائما ما يصاب بالذعر إذا أصيب "جيري" أو تعرض للأذى، بعكس "جيري" الذي قد يستغل إصابة "توم" لصالحه.

من شخصيات السلسلة الأخرى كلب البولدوج، الذي دائما ما يسعى "جيري" إلى إيقاع "توم" في مشاكل معه، والسيدة السمراء صاحبة المنزل ومالكة "توم"، والتي لا نرى منها أبداً سوى ساقيها السمراوين، والتي دائما ما تضربه بالمقشة عندما يسيء التصرف.

المسلسل الكارتوني

رُشّحَت أفلام "توم وجيري" لجائزة أوسكار 13 مرة، وقد حَصَلَت الأفلام على الجائزة 7 مرّات، ولم تحصُل أيّة سِلسِلة كارتونية أخرى على نفس هذا العدد من جوائِز الأوسكار، مما يجعلها تتفوّق على "ميكي" نفسه.

بعد أن انتشرت أجهزة التليفزيون وأصبَحَت منتَجا رَخيصا وشعبيّا، أثّر هذا بشدّة على الإيرادات السينمائية، حتّى إنّ مترو جولدن ماير قررت إغلاق ستوديو الرسوم المتحركة وإيقاف سلسلة "توم وجيري" عام 1957. صدر الفيلم الأخير لـ"توم وجيري" عن ستوديو مترو في الأول من أغسطس 1958، وهو الفيلم رقم 115.

عام 1960 قررت مترو صُنع حلقات جديدة من "توم وجيري"، فعهدت بالمشروع إلى ستوديو Rembrandt Films الذي أنتج 13 حلقة كانت من أسوأ ما يمكن. بعدها أنتج ستوديو Sib Tower 34 حلقة أخرى تراوَحت بين الجيّد والسيّء.

بداية من 1965، بدأت حلقات "توم وجيري" الأصليّة تعرض في التليفزيون بكثافة. إلا أنّ السيّدة السمينة السمراء قد استُبعِدَتْ وحلّتْ مَحلّها أُخرى رفيعة بيْضاء وذات لكنة أيرلندية، كما تمّ حذف الكثير من المشاهد العنيفة في الحلقات. إلا أن الحلقات حين عرضت في إنجلترا عرضت بحالتها الأصليّة دون تغيير.

عاد كل من "حنا" و"باربرا" إلى إنتاج حلقات جديدة من "توم وجيري" عام 1975، فأنتجا 48 حلقة طول كل منها 7 دقائق (وهي الحلقات التي يظهر فيها "توم" و"جيري" بالبابيونة)، وبعد أن ظل "توم" و"جيري" عدوّين كل السّنين الماضية، فإنهما –في هذه الحلقات– أصبحا صديقين يخوضان المغامرات سويّا. كانت الحلقات خالية تماما من العنف لتتناسب والعرض التليفزيوني.

عام 1980 بدأ ستوديو Filmation Studios في إنتاج حلقات جديدة بعنوان The Tom and Jerry Comedy Show. عادت الحلقات الجديدة إلى علاقة العداوة القديمة، لكن الحلقات كانت أقل جودة من حلقات "حنا" و"باربرا".
في التسعينيات تم إنتاج حلقات جديدة بعنوان "أبناء توم وجيري Tom and Jerry Kids Show" يقوم ببطولتها نسختان أصغر سنا من "توم" و"جيري" الأصليّين.

وبعيدا عن حلقات الكارتون، فإن قصص "توم" و"جيري" تظهر في مجلات القصص المصوّرة منذ عام 1942 واستمرّت طوال القرن العشرين، ويظهر الثنائي أيضا في ثماني ألعاب فيديو، بين نينتيندو وجيم بوي وسيجا وبلاي ستيشن. وقد قامت مؤخرا مؤسسة دار الهلال بإصدار مجلّة تحوي مغامرات "توم" و"جيري" وتحمل اسميهما.

لايزال "توم" و"جيري" بنفس الشعبية التي ظهرا بها للمرّة الأولى في الأربعينيات، ومن المؤكّد أنّ هذه الشّعبية ستستمر، لأن الأعمال المُتقنة تَعيش طَويلا.

موقع توم وجيري:
http://www.tomandjerryonline.com