مشاهدة النسخة كاملة : " المسايرة" و تخلف النظام التعليمى


Samir Elamir
08-07-2009, 11:01 PM
" المسايرة" و تخلف النظام التعليمى
بقلم/ سمير الأمير
فى صيف 1998 أرسلتنى وزارة التربية والتعليم ضمن بعثة المعلمين المصريين للمملكة المتحدة، و كان برنامج البعثة ينقسم إلى شقين: الأول هو تلقى تدريب نظرى فى جامعة ادنبره للوقوف على أحدث طرق تدريس اللغة الإنجليزية، والشق الثانى قضاء ما يقارب شهرا كاملا فى المدارس الاسكتلندية لمشاهدة كيف تطبق تلك النظريات التربوية فى الواقع العملى وهنا شعرت بالحسرة على أولادنا ومعلمينا، ليس بسبب الصدمة الحضارية التى حذرونا منها ومن تأثيراتها المحبطة علينا قبل سفرنا ولكن لأنى فوجئت حين زرت المدارس الاسكتلاندية أن أبناءنا ومعلمينا أكثر ذكاء وخبرة, ولعل تلك البعثة مكنتنى أيضاً من إدراك بعض الأسباب الحقيقية لفشل برامجنا التعليمية وأهمها أن النظام system هناك يسمح للطفل متدنى الذكاء بالوصول إلى نتائج أكثر أهمية لنضجه ونموه مما تسمح به النظم التعليمية فى أوطاننا السعيدة للطفل بالغ الذكاء، ولا يحتاج الأمر للشرح فالطفل هناك يتم مساعدته على الوصول بإمكانياته إلى أقصى مدى يمكن الوصول أليه، وكذا يسمح النظام هناك للمعلمين بإبداء الرأى في الموضوعات التى يدرسونها وبانتقاد السياسات التعليمية، أما هنا فيصبح الذكاء تهمة قد تؤدى بالطفل العربى الذكى إلى الشعور بالعزلة وعدم القدرة على التكيف مع نظم تشبه خطوط السكك الحديدية من حيث صرامتها غير المبررة، فاختباراتها التى تحدد مصائر الطلاب لا تقيس سوى القدرة على الاستظهار دون مناقشة أو نقد، وقد يؤدى انتقاد المدرس لمديره أو لموجهه إلى نقله لمجرد أن يكتب المدير فى تقريره كلمة " غير متعاون" التى لا تعنى سوى أن المدرس متميز ومحترم ويريد أن يتفاعل ويتعاون مع النظام التعليمى ويطوره وقد كان الزملاء الدارسون فى البعثة خير مثال لنتائج نظمنا التعليمية فقد أزعجهم اعتراضى على بعض برامج التدريب وقالوا لى " لو سمحت اسكت لأنك حتودينا فى داهية" وعندما استفسرت عن ماهية تلك الداهية ونحن فى بلاد الحرية التى تقل فيها نسبة " المصائب" والدواهى بدرجة ملحوظة، أخبرونى أن إدارة جامعة ادنبره يمكن أن تخبر الملحق الثقافى بما يثيره الطلاب المصريون من انتقاد لبرامج التدريب ومن ثم نحاسب عند عودتنا للقاهرة وبلغ الأمر ذروته حين جاءوا لنا بأستاذ يهودى يتحدث العربية بطلاقة لكونه عاش فى بيروت مدة طويلة وبدلا من أن يحدثنا فى التربية ونظريات التعلم راح يتطاول على الزعيم جمال عبد الناصر معتبرا وجودنا فى بريطانيا لتلقى العلم أحد نتائج انتهاء حالة العداء بين مصر والغرب التى تسبب فيها ناصر " بغبائه "( بحسب وصفه) وهنا لم استطع أن أتحمل وصف البروفيسير اليهودى لناصر بالغباء فوقفت معترضا ومحدثا زملائى بالعربية طالبا منهم مغادرة القاعة ومن حسن حظى أن اغلبهم كانوا من صعيد مصر فاستثرت فيهم نخوة الصعيد مذكرهم أن " ناصر صعيدى مثلهم" فخرجوا معى ورفعت صوتى فى ردهات الجامعة مدعيا أنى سأكتب تقريرا لوزير التعليم المصرى عن تطاول البروفيسير اليهودى على رمز عظيم من رموز مصر العظيمة، وطبعا كنت أكذب لأنى لا اعرف الوزير ولا أعرف كيف اكتب له تقريرا، ولكن تهديدى أصاب المنسقة " روث ريد" المسئولة عن الطلاب المصريين بالرعب لأنها كانت تخشى أن تفقد وظيفتها إن توقف البرنامج الذى كانت مصر تموله وحاول البروفيسور الاعتذار ولكننا اكتشفنا أن محاضرته لم تكن جزءا من البرنامج المتفق عليه مع مصر وأن غضبنا كشف لنا أن هناك من ينتظر مبعوثينا ببرامج أخرى تخص إسرائيل، وبعدها جاء الملحق الثقافى المصرى أو ربما كان أحد ممثلى الملحقية فشكى له أحد الزملاء من طريقتى لكى يبرأ نفسه منها و أخبره بأنى يسارى وكثير الاعتراض فأخبرته بما حدث ففوجئت بأن الرجل يطالبهم باليقظة ويشيد بما فعلته وينتقد زميلى عضو الحزب الوطنى ويقول له بالحرف الواحد " أن الطلاب والمبعوثين المصريين يتم استهدافهم واستهداف عقولهم وأن ما فعله زميلكم يستحق التحية وعليكم ألا تتعاملوا مع بعضكم كيساريين أو يمينيين ولكن كمصريين، بل ذهب إلى القول" أن دفاعكم وشرحكم للقضية الفلسطينية لزملائكم البريطانيين هو واجب عليكم كعرب، وهنا شعرت بالعزة وشعرت بعظمة الخارجية المصرية كمؤسسة وطنية وعربية لم تجعلها معاهدة السلام تغمض عينيها عن المخاطر التى تستهدف عقول مبعوثينا، وطبعا تغيرت معاملة الزملاء وأصبحوا أكثر قربا منى، ليس اقتناعا بأفكارى ولكن لحصولهم على تصريح رسمى من الملحق الثقافى أو ممثله( لم أشغل بالى بالأمر حينها) بأنى مصرى ووطنى مثلهم تماما و أن ما فعلته يلقى دعما من السفارة التى لم يكن يرد ذكرها فى حديثهم سوى عندما يقولون " السفارة ممكن ترحلنا مصر " وفى ظنى أنه لو كانت جاءتهم تعليمات أخرى بعدم التحدث معى ومقاطعتى لفعلوها وتلك هى الكارثة!! و انتهت البعثة بحصولى على المركز الأول وبإشادة عميد معهد مورى هاوس للتربيةMoray House بالمدرس المصري الذى انتقد برامج التدريس للطلاب الأجانب ومن ثم ساهم فى تطويرها بمقترحاته ومنحت خطاب خاص يسمى " commendation" قالوا لى هناك أنه يجب أن أسلمه لوزارة التربية فى مصر، بالإضافة إلى شهادة تشيد بأدائى كمعلم لغة انجليزية وعندما عدت إلى مصر بالخطاب الذى جاء فيه أنى كنت ممثلا ممتازا لمهنة التدريس المصرية وللشعب المصرى وجدت معمل اللغات الذى كنت أشرف عليه يسند لمدرسة استطاعت الحصول على واسطة ولم استطع دخول المعمل حتى الآن واضطررت للهرب للقطاع الخاص تاركا مدرستى الحكومية التى قضيت فيها ربع قرن ولكنى احتفظ بشهادة التفوق الاسكتلندية كدليل فقط أمام زوجتى وأبنائى على أنى قد أكون مدرسا صالحا ولكن فى سياق نظام تعليمى آخر يحتفى بمن يكتشف عيوبه من أجل إصلاحها، وللحقيقة أيضا فقد استخدمت تلك الشهادة للدفاع عن نفسى أمام انتقادات الأهل الذين انتظرونى فى المطار فوجدونى أحمل كراتين الكتب، وحين لمحت فى أعينهم الاستغراب ، أخرجت خطاب الجدارة وقلت لهم لم يحصل على هذا الخطاب سوى واحد فقط من كل تخصص ، ولكن ما فعلته لم يفلح سوى فى تحويل نظرات الاستغراب إلى نظرات شفقة لم تدم طويلا إذ سرعان ما أصبحت موضوعاًً لنكاتهم وسخريتهم و قبل أن يصيبنى الإحباط تذكرت مطار إدنبره و " موراج بلاك" المسئولة الإدارية عن المتدربين المصريين وهى تنظر لزملائى المسافرين إلى مصر بينما يجرون أحمالهم من الملابس والأحذية والأجهزة الكهربائية المستعملة وكل ما وجدوه رخيصا فى " إدنبره"، ثم تنظر موراج إلى المدرس شاعر العامية النحيف فلا تجد معه سو ى الكتب فتقول بالإنجليزية" You are an angel, Mr. Samir"" فأبتسم طبعاً لكونى أعرف أننى كنت الشيطان الوحيد بين مدرسين موهوبين ولكن النظام التعليمى شوهم وحولهم إلى مجرد موظفين ينتظرون صدور التعليمات! k

Observer
08-07-2009, 11:19 PM
هل يوجد بالفعل أحد مثل الأستاذ سمير الأمير

هل يوجد انسان بقدر عظمة هذا الرجل وثقافته ووطنيته

دعنى اقول اننى منبهر بشخصيتك وانا الذى لا اعرفك ولم ارك من قبل

اتعرف ماهى مشكلتك يا استاذى العزيز

أنك رجل تحطم الأصنام فى عصر عادت فيه عبادة الأصنام من جديد

ولكن بشكل آخر وصورة مختلفة !!

تلك الأصنام الجاهلة المستبدة

تلك الأصنام الحمقاء الجاهلة

تلك الأصنام الكاذبة الصدئة الغبية

التى بفضلها رجعنا الى الوراء قروناً عديدة

ودخلنا فى نفق مظلم ليس له نهاية !!

وعباد هذه الأصنام هم من ينافقونهم ويصلون لهم ويمدحون غباءهم بالليل والنهار !!

أنا فخور بك وبفكرك وعقليتك النادرة وسط جحافل المهمشين

أكتب يا أستاذ سمير وتكلم ولا تذهب بعيداً ولا تيأس

فربما يأتى زمن تنهار فيه جميع الأصنام !!

Mr.Hani
08-07-2009, 11:58 PM
" المسايرة" و تخلف النظام التعليمى




بقلم/ سمير الأمير
فى صيف 1998 أرسلتنى وزارة التربية والتعليم ضمن بعثة المعلمين المصريين للمملكة المتحدة، و كان برنامج البعثة ينقسم إلى شقين: الأول هو تلقى تدريب نظرى فى جامعة ادنبره للوقوف على أحدث طرق تدريس اللغة الإنجليزية، والشق الثانى قضاء ما يقارب شهرا كاملا فى المدارس الاسكتلندية لمشاهدة كيف تطبق تلك النظريات التربوية فى الواقع العملى وهنا شعرت بالحسرة على أولادنا ومعلمينا، ليس بسبب الصدمة الحضارية التى حذرونا منها ومن تأثيراتها المحبطة علينا قبل سفرنا ولكن لأنى فوجئت حين زرت المدارس الاسكتلاندية أن أبناءنا ومعلمينا أكثر ذكاء وخبرة, ولعل تلك البعثة مكنتنى أيضاً من إدراك بعض الأسباب الحقيقية لفشل برامجنا التعليمية وأهمها أن النظام system هناك يسمح للطفل متدنى الذكاء بالوصول إلى نتائج أكثر أهمية لنضجه ونموه مما تسمح به النظم التعليمية فى أوطاننا السعيدة للطفل بالغ الذكاء، ولا يحتاج الأمر للشرح فالطفل هناك يتم مساعدته على الوصول بإمكانياته إلى أقصى مدى يمكن الوصول أليه، وكذا يسمح النظام هناك للمعلمين بإبداء الرأى في الموضوعات التى يدرسونها وبانتقاد السياسات التعليمية، أما هنا فيصبح الذكاء تهمة قد تؤدى بالطفل العربى الذكى إلى الشعور بالعزلة وعدم القدرة على التكيف مع نظم تشبه خطوط السكك الحديدية من حيث صرامتها غير المبررة، فاختباراتها التى تحدد مصائر الطلاب لا تقيس سوى القدرة على الاستظهار دون مناقشة أو نقد، وقد يؤدى انتقاد المدرس لمديره أو لموجهه إلى نقله لمجرد أن يكتب المدير فى تقريره كلمة " غير متعاون" التى لا تعنى سوى أن المدرس متميز ومحترم ويريد أن يتفاعل ويتعاون مع النظام التعليمى ويطوره وقد كان الزملاء الدارسون فى البعثة خير مثال لنتائج نظمنا التعليمية فقد أزعجهم اعتراضى على بعض برامج التدريب وقالوا لى " لو سمحت اسكت لأنك حتودينا فى داهية" وعندما استفسرت عن ماهية تلك الداهية ونحن فى بلاد الحرية التى تقل فيها نسبة " المصائب" والدواهى بدرجة ملحوظة، أخبرونى أن إدارة جامعة ادنبره يمكن أن تخبر الملحق الثقافى بما يثيره الطلاب المصريون من انتقاد لبرامج التدريب ومن ثم نحاسب عند عودتنا للقاهرة وبلغ الأمر ذروته حين جاءوا لنا بأستاذ يهودى يتحدث العربية بطلاقة لكونه عاش فى بيروت مدة طويلة وبدلا من أن يحدثنا فى التربية ونظريات التعلم راح يتطاول على الزعيم جمال عبد الناصر معتبرا وجودنا فى بريطانيا لتلقى العلم أحد نتائج انتهاء حالة العداء بين مصر والغرب التى تسبب فيها ناصر " بغبائه "( بحسب وصفه) وهنا لم استطع أن أتحمل وصف البروفيسير اليهودى لناصر بالغباء فوقفت معترضا ومحدثا زملائى بالعربية طالبا منهم مغادرة القاعة ومن حسن حظى أن اغلبهم كانوا من صعيد مصر فاستثرت فيهم نخوة الصعيد مذكرهم أن " ناصر صعيدى مثلهم" فخرجوا معى ورفعت صوتى فى ردهات الجامعة مدعيا أنى سأكتب تقريرا لوزير التعليم المصرى عن تطاول البروفيسير اليهودى على رمز عظيم من رموز مصر العظيمة، وطبعا كنت أكذب لأنى لا اعرف الوزير ولا أعرف كيف اكتب له تقريرا، ولكن تهديدى أصاب المنسقة " روث ريد" المسئولة عن الطلاب المصريين بالرعب لأنها كانت تخشى أن تفقد وظيفتها إن توقف البرنامج الذى كانت مصر تموله وحاول البروفيسور الاعتذار ولكننا اكتشفنا أن محاضرته لم تكن جزءا من البرنامج المتفق عليه مع مصر وأن غضبنا كشف لنا أن هناك من ينتظر مبعوثينا ببرامج أخرى تخص إسرائيل، وبعدها جاء الملحق الثقافى المصرى أو ربما كان أحد ممثلى الملحقية فشكى له أحد الزملاء من طريقتى لكى يبرأ نفسه منها و أخبره بأنى يسارى وكثير الاعتراض فأخبرته بما حدث ففوجئت بأن الرجل يطالبهم باليقظة ويشيد بما فعلته وينتقد زميلى عضو الحزب الوطنى ويقول له بالحرف الواحد " أن الطلاب والمبعوثين المصريين يتم استهدافهم واستهداف عقولهم وأن ما فعله زميلكم يستحق التحية وعليكم ألا تتعاملوا مع بعضكم كيساريين أو يمينيين ولكن كمصريين، بل ذهب إلى القول" أن دفاعكم وشرحكم للقضية الفلسطينية لزملائكم البريطانيين هو واجب عليكم كعرب، وهنا شعرت بالعزة وشعرت بعظمة الخارجية المصرية كمؤسسة وطنية وعربية لم تجعلها معاهدة السلام تغمض عينيها عن المخاطر التى تستهدف عقول مبعوثينا، وطبعا تغيرت معاملة الزملاء وأصبحوا أكثر قربا منى، ليس اقتناعا بأفكارى ولكن لحصولهم على تصريح رسمى من الملحق الثقافى أو ممثله( لم أشغل بالى بالأمر حينها) بأنى مصرى ووطنى مثلهم تماما و أن ما فعلته يلقى دعما من السفارة التى لم يكن يرد ذكرها فى حديثهم سوى عندما يقولون " السفارة ممكن ترحلنا مصر " وفى ظنى أنه لو كانت جاءتهم تعليمات أخرى بعدم التحدث معى ومقاطعتى لفعلوها وتلك هى الكارثة!! و انتهت البعثة بحصولى على المركز الأول وبإشادة عميد معهد مورى هاوس للتربيةmoray house بالمدرس المصري الذى انتقد برامج التدريس للطلاب الأجانب ومن ثم ساهم فى تطويرها بمقترحاته ومنحت خطاب خاص يسمى " commendation" قالوا لى هناك أنه يجب أن أسلمه لوزارة التربية فى مصر، بالإضافة إلى شهادة تشيد بأدائى كمعلم لغة انجليزية وعندما عدت إلى مصر بالخطاب الذى جاء فيه أنى كنت ممثلا ممتازا لمهنة التدريس المصرية وللشعب المصرى وجدت معمل اللغات الذى كنت أشرف عليه يسند لمدرسة استطاعت الحصول على واسطة ولم استطع دخول المعمل حتى الآن واضطررت للهرب للقطاع الخاص تاركا مدرستى الحكومية التى قضيت فيها ربع قرن ولكنى احتفظ بشهادة التفوق الاسكتلندية كدليل فقط أمام زوجتى وأبنائى على أنى قد أكون مدرسا صالحا ولكن فى سياق نظام تعليمى آخر يحتفى بمن يكتشف عيوبه من أجل إصلاحها، وللحقيقة أيضا فقد استخدمت تلك الشهادة للدفاع عن نفسى أمام انتقادات الأهل الذين انتظرونى فى المطار فوجدونى أحمل كراتين الكتب، وحين لمحت فى أعينهم الاستغراب ، أخرجت خطاب الجدارة وقلت لهم لم يحصل على هذا الخطاب سوى واحد فقط من كل تخصص ، ولكن ما فعلته لم يفلح سوى فى تحويل نظرات الاستغراب إلى نظرات شفقة لم تدم طويلا إذ سرعان ما أصبحت موضوعاًً لنكاتهم وسخريتهم و قبل أن يصيبنى الإحباط تذكرت مطار إدنبره و " موراج بلاك" المسئولة الإدارية عن المتدربين المصريين وهى تنظر لزملائى المسافرين إلى مصر بينما يجرون أحمالهم من الملابس والأحذية والأجهزة الكهربائية المستعملة وكل ما وجدوه رخيصا فى " إدنبره"، ثم تنظر موراج إلى المدرس شاعر العامية النحيف فلا تجد معه سو ى الكتب فتقول بالإنجليزية" you are an angel, mr. Samir""فأبتسم طبعاً لكونى أعرف أننى كنت الشيطان الوحيد بين مدرسين موهوبين ولكن النظام التعليمى شوهم وحولهم إلى مجرد موظفين ينتظرون صدور التعليمات! k

هكذا الحال في مصر اخى الكريم

لا كرامة لنبي فى وطنه

يحاولون القضاء على كل الكفاءات التى سترفع من شأن

بلدنا الحبيبة مصر لمصلحتهم الشخصية

حسبي الله ونعم الوكيل

فعلا

محمد على ابوزياد
09-07-2009, 07:53 AM
لقد تعلمنا أن الأمم تنهض بالعلم وحده، وأن من يسلك طريق يلتمس فيه العلم يسهل الله طريقه إلى الجنة، وأنه بالعلم يتبدل الظلام بالنور، وأن كافة الأديان السماوية تأمرنا وتحثنا على العلم، وإذا أردنا التحدث عن أهمية و فوائد العلم للبشرية فلن نجد من أقلام وأوراق ما يكفى لتوضيح ذلك.. وإذا كانت الدول المتقدمة تعطى للعلم الأولوية القصوى.. فما بالنا بأهمية ناقل هذا العلم..؟!

فئران التجارب!‍‍‍!

بالنظر إلى حالة التعليم فى مصر سنجد أنها من وجهة نظر الكثير تعانى أشد المعاناة وارجعوا ذلك إلى العديد من الأسباب أهمها على الاطلاق "اللاتخطيط"ومحاولات التغيير الفاشلة والمستمرة للعملية التعليمية، ولقد أطلق عليها فاشلة لأنها محاولات ناجمة عن قرارات عشوائية غير مدروسة، وغير مسئولة أيضا وهو ما أثر بالسلب على أجيال عدة، والغريب أنه عندما يتم اكتشاف قصور وسوء تلك القرارات تكون النتيجة الغائها وبمنتهى البساطة دون النظر إلى المتضرر الوحيد من جراء هذه القرارات، وهو الطالب الذى يخوض مراحل تعليمه دون أن يدرى أنها لا تعد سوى (تجربة)من وجهة نظر السادة المسئولين فإما أن تكلل بالنجاح فتحسب لهم، وإما أن تفشل ويكون الضحية جيل بأسره ‍!! مما جعل الجميع يتساءل هل أبناء هذه الأمة ممن يتعلمون طلابا للعمل أم فئرانا للتجارب؟!!!

وإذا نظرنا إلى الأمثلة التى توضح مدى التضارب والعشوائية فى قرارات المسئولين عن التعليم فى مصر فسنجد أنها ذاخرة وعديدة، فمنها القرار الذى اتخذ فى أواخر الثمانينات من القرن الماضى بإلغاء الصف السادس الابتدائى، وقصر المرحلة الابتدائية على خمس سنوات فقط وبالفعل تم تنفيذ ذلك القرار دون تأهيل طلبة الصف المنافس ليصبحوا على نفس مستوى طلبة الصف السادس، ودون تطوير المناهج الخاصة بهم مما جعل النتيجة أجيالا انتقلوا إلى المرحلة الاعدادية ولديهم نقص حاد وظاهرى فى المعلومات والنمو.. وهو ما أثر بالسلب على المراحل المتتالية من التعليم سواء الثانوى أو الجامعى.. وعندما اكتشف المسئولون النتائج المخذلة لهذا القرار تم صدور قرار آخر بعودة الصف السادس الابتدائى من جديد..!!



لوغاريتمات السياسة التعليمية..



ولأن الكثير من الأهالى والمعلمين أيضا يروا أن السياسة التعليمية فى مصر متضاربة وغير معنية بالصالح العام كان من الضرورى التعرف على رأى أحد القائمين على تنفيذ تلك السياسة وذلك لتوضيح الرؤية حول كيفية وضع السياسة التعليمية فى مصر، والأسباب الفعلية التى أدت إلى اتخاذ بعض القرارات التى يراها الكثير من الأهالى والمعلمين معوقة لسير العملية التعليمية فأوضح السيد مصطفى عابدين مدير عام إدارة شمال الجيزة التعليمية أن سياسة التعليم جزء لا يتجزأ من سياسة الدولة، وأن التقدم فى مستوى التعليم يرتبط بمدى التقدم الاقتصادى للدولة.. ففى الماضى كانت ميزانية التعليم لا تتناسب مع مواجهة الزيادة السكانية وكان ذلك لضعف الحالة الاقتصادية للدراسة، وهذا ما دفعنا إلى قصر مرحلة التعليم الابتدائى على خمس سنوات فقط وذلك لأن إمكانيات الدولة كانت تقتضى ذلك، أما الآن وفى ظل الرعاية الكبيرة من الدولة للتعليم، ونظرا لأن الرئيس مبارك جعل قضية التعليم من أولى اهتماماته قامت الحكومة برصد ميزانية مخصصة للتعليم تتعدى 22مليار جنيه، وهذا المبلغ يفوق ميزانيات كثير من الدول.. وأضاف عابدين أن هذا الاهتمام من قبل القيادة العليا جعلنا نقوم بانشاء الكثير من المدارس مما ساهم فى ظهور مدارس اليوم الكامل، وللعلم أصبحت الآن أكثر من 60% من المدارس فترة واحدة، هذا بجانب التطوير المستمر للمناهج وإدخال مستحدثات تعليمية جديدة..

Huda Mohammed 2010
10-07-2009, 04:41 AM
هل يوجد بالفعل أحد مثل الأستاذ سمير الأمير

هل يوجد انسان بقدر عظمة هذا الرجل وثقافته ووطنيته

دعنى اقول اننى منبهر بشخصيتك وانا الذى لا اعرفك ولم ارك من قبل

اتعرف ماهى مشكلتك يا استاذى العزيز

أنك رجل تحطم الأصنام فى عصر عادت فيه عبادة الأصنام من جديد

ولكن بشكل آخر وصورة مختلفة !!

تلك الأصنام الجاهلة المستبدة

تلك الأصنام الحمقاء الجاهلة

تلك الأصنام الكاذبة الصدئة الغبية

التى بفضلها رجعنا الى الوراء قروناً عديدة

ودخلنا فى نفق مظلم ليس له نهاية !!

وعباد هذه الأصنام هم من ينافقونهم ويصلون لهم ويمدحون غباءهم بالليل والنهار !!

أنا فخور بك وبفكرك وعقليتك النادرة وسط جحافل المهمشين

أكتب يا أستاذ سمير وتكلم ولا تذهب بعيداً ولا تيأس

فربما يأتى زمن تنهار فيه جميع الأصنام !!
عند حضرتك حق
فالأستاذ سمير حقا شخصية عظيمة أعتز به كأستاذى وزميلى

Huda Mohammed 2010
26-07-2009, 08:03 PM
شرقاوى أصيل