Mr.Hani
17-07-2009, 09:13 PM
معلش إحنا بنتبهدل
عجائب ردود المسئولين على إزهاق أرواح المصريين
http://www.moheet.com/image/66/225-300/660931.jpg
مروة الشربيني شهيدة الحجاب مع ابنها
ظاهرة غريبة ينفرد بها المصري خلال العقود الأخيرة دون باقي البشر من كافة الجنسيات، فلا يكاد هذا المواطن سيء الحظ أن يتخلص من الهموم داخل بلده حتى تطاره لعنات الإهانة والتعذيب وإهدار الكرامة بل والقتل أحيانا خارج بلاده، وما يبعث على البكاء والرثاء أنه لن يجد من يلملم له بقايا كرامته التي تحطمت ولا من يطالب بحقه، وإن أحس به أحد فلن يحصل إلا على اعتذار رسمي من أحد مسئولي الدولة التي أهين على أرضها، وفي حالات أخرى لن ينتبه له أحد.
وفي حالة تعرض أحد المصريين في الخارج للأذي تتحفنا وتدهشنا الردود الرسمية للدولة المصرية، ويأتي عتابها رقيق ناعم هادئ متأني لا يقدم ولا يأخر .. وتنتهي القصة بمأساة تسهيل مهمة الاعتداء على المصريين دائما وأبدا دون رادع؛ لأنهم للأسف "ليس لهم ظهر فأشبعت بطونهم ضربا".
أما السبب وراء هذا الجمود الرسمي فلا أحد يعرفه ولعله حل غير مباشر للقضاء على الزيادة السكانية، فمن تضيع حياته على يد الغير لا يؤثر فلدي مصر الكثير - 80 مليون نسمة - وكأن فشل الحكومات في تطبيق خطط "تنظيم الأسرة" تدفعها لعدم البكاء على من ضاع في بلاد الغربة أو حتى قُتل على أراضيه بيد الأعداء، كما يحدث دائما من قتل للمصريين على الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة بنيران إسرائيلية.
مصالح مع الألمان
ولم يعد الرد الرسمي الهش الهزيل يفاجئ المصريين ورغم غليان دمائهم في العروق إلا أن المسئولين كفيلين بتحويل هذا الغليان إلى ألواح ثلج، وإليكم بعض هذه الردود "الرشيدة".
في قضية المصرية مروه الشربينى الشهيرة باسم "شهيدة الحجاب"، والتي تعرضت فيها للقتل بـ 18 طعنة في ساحة المحكمة الألمانية على يد ألماني من أصل روسي، علق وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط على الحادث الأليم كالآتي: "قلبى يأسى لما حدث لشهيدة الحجاب، أنا لا أرضى بالظلم، ويجب أن نضع الأشياء فى حجمها الطبيعى، القضية معقدة، تربطنا مصالح مع الألمان، فضلنا الدبلوماسية وطلبنا الإعتذار الرسمى".
يذكر أن المجرم الألماني قد اعتاد التعرض للضحية المصرية ونزع الحجاب عنها وسبها واتهامها بالارهاب، فتوجهت إلى ساحة القضاء الذي حكم لها بغرامه 750 يورو وهو ما استفز المتهم، وقام باستئناف الحكم وتربص لها في المحكمة، حيث اخرج سكينا وقام بطعنها عده طعنات.
ودائما ما يتحلى وزير خارجية مصر أبو الغيط بالصبر القاتل في مثل هذه المواقف، فبعد بشاعة ما حدث لهذه المواطنة المصرية يتريث ويفضل الدبلوماسية ويكتفي بالحصول على الإعتذار الرسمي، والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة ماذا لو أن العكس هو ما حدث، أي قتل أحد المصريين ألمانية بهذه البشاعة، هل كانت ستكتفي ألمانيا بالدبلوماسية وتنتظر الإعتذار الرسمي ؟
وكمبرر لما فعله المجرم الألماني .. وأوضح أبو الغيط في حديث لبرنامج "البيت بيتك" أن المشاحنات متواجدة فى الدول الأوروبية على مدى التاريخ ويتعرض المسلمون بها للكثير من المضايقات، قائلا :" أعداء المسليمن يرفضون الملابس الدينية وكذلك التعامل معهم، يوجهون إليهم اتهامات حتى أنه إذا دخل المسلم سوبر ماركت اتهموه بسرقة قالب زبدة".. وكأن التعرض لمسلم في هذه الدول وقتله بل تلقيه الطعنات المتتالية أصبح من الأمور اليومية العادية التي يجب علينا تقبلها بصدر رحب !!
وناشد وزير الخارجية المصري حكومات الدول الغربية حماية المسلمين، مشيرا إلى أن مصر دائماً ما نبهت الدول الغربية إلى خطورة التطرف والإرهاب وأن الدائرة ستدور عليهم، لكنهم للأسف لم ينصتوا وعانوا أشد المعاناة من الإرهاب .. وهنا لم يصبح لنا دور سوى أن نناشد حكومات الدول الغربية مع أبو الغيط لحماية المسلمين على أراضيها !
قانون سلبي
وكان رد الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب المصري هو الأقوى بخصوص هذه الجريمة البشعة حيث حمل الحكومة الألمانية المسئولية المدنية كاملة عن استشهاد مروة الشربينى وذلك لعجزها عن حماية ساحة المحكمة التى شهدت الحادث وتقصيرها الواضح الذى أدى إلى ذلك الحادث الإرهابى أمام القضاة.
وقال سرور إن هذا الحادث الإرهابى يلفت النظر إلى وجود نقص فى قانون العقوبات المصرى لأنه يمتد فقط إلى معاقبة المصرى إذا ما ارتكب جريمة فى الخارج، ولكنه لا يمتد إلى من ارتكب جريمة ضد مصرى فى الخارج، وهو مايسمى بمبدأ "الشخصية السلبية" فى تطبيق قانون العقوبات، داعيا الحكومة إلى تقديم تعديل عاجل لاعتناق مبدأ "الشخصية السلبية" حماية للمصريين فى الخارج أسوة بما فعلت قوانين العقوبات فى الدول الأوروبية.
حكاية المصري والقرصان
أما الكوميديا السوداء والهم الذي يضحك فيتمثل فما يعانيه البحارة المصريين ومعهم القراصنة الصوماليين الذي أوشكوا على الصلع من كثرة شد شعورهم بسبب البرود الرسمي المصري، ولنقرأ تصريحات السفير أحمد رزق، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج، التى قال فيها لأهالى المختطفين: "الدولة لن تدفع الفدية ولن تتحرك إلا بعد أن تجمعوا المبلغ، والقراصنة لن يقتلوا المختطفين، حتى لو قعدوا عندهم سنة، وهم بيهددوا فقط".. وهذا ما يطلق عليه الثقل الدبلوماسي والثقة بالنفس وسياسة التعامل مع الأزمات، فقط تأملوا المعاني في هذا
المقطع :"والقراصنة لن يقتلوا المختطفين، حتى لو قعدوا عندهم سنة، وهم بيهددوا فقط" .. وهو حديث يدل على اليأس، من جانب المسئول المصري من قتل هؤلاء المختطفين واليأس من جانب الخاطفين في أن يحصلوا على شيء مقابل هؤلاء الذين ليس لهم دولة تؤثر سلامتهم !!
ومن جانبه أكد أحمد زكى عابدين، محافظ كفر الشيخ، كما جاء بجريدة المصري اليوم، بدء حملة شعبية فى البرلس لجمع الفدية، مؤكداً أن الفدية المطلوبة تم تخفيضها إلى 800 ألف دولار، وأضاف المحافظ أن الدولة لن تتفاوض مع القراصنة لأن ذلك فيه إساءة لهيبتها ... وهذا هو المفيد، عندما تتفاوض مصر مع القراصنة تضيع هيبتها، ولكن عندما يجوع رعاياها ويعذبوا وعندما يموتون كل يوم ألف مرة من الخوف فلا تضيع هيبتها !!
يذكر أن القراصنة الصوماليين قد اختطفوا 38 صياداً مصريا منذ 27 مارس الماضى وطالبوا بفدية ولكن لم الاستجابة لمطالبهم حتى رفعوا مبلغ الفدية من 5 إلى 6 ملايين دولار مؤخرا. وتطبق الحكومة المصرية في هذه القضية سياسة "النفس الطويل" التي تنافس فيه العالم كله، وليس فقط القراصنة الصوماليين، وبداخل بطنها "بطيخة صيفي".
http://www.moheet.com/image/65/225-300/651343.jpgاحمد ابو الغيط وزير الخارجية المصري
وعلى نار يجلس أهالي المختطفين يناشدون الحكومة ورجال الدولة ورجال الأعمال لانقاذ ذويهم من بين براثن القراصنة. وفي أبريل الماضي ناشد صاحب السفينتين المختطفتين الرئيس مبارك بالتدخل لانقاذ ارواح المصريين المخطتفين وطالب الحكومة بدفع الفدية والتفاوض مع القراصنة بعد أن تلقي اتصالا هاتفيا من القراصنة يهددونه فيه بقتل البحارة المصريين اذا لم يحصلوا علي فدية 5 ملايين دولار خلال اسبوع.
ولأن الحكومة أعلنت عدم دفعها للفدية، فسوف يقدم صاحب السفيتين جزء منها، حيث أبدى استعداده لسداد مبلغ مائة ألف دولار، بزيادة خمسين ألف دولار عن المبلغ الذي عرضه في السابق، باعتبار العرض الأخير "أقصى ما يمكنه تدبيره لإطلاق سراح الصيادين"، بجانب تبرعات الأهالي في البرلس لتجميع الفدية حيث أعلن محافظ كفر الشيخ عن بدء حملة شعبية فى البرلس لجمع الفدية. يذكر أن غالبية الصيادين المصريين المختطفين يعيشون مع ذويهم في أحياء فقيرة بـ"عزبة البرج" التابعة لمدينة دمياط، شمال القاهرة.
شجب وإدانة .. وبشدة
أما الحدث الذي وقع على رأس كل مصري كالصاعقة ولا يكاد يفارق ذاكرته هو ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي في نوفمبر 2004 حيث أقدمت على قتل 3 من مجندين مصريين في منطقة تل السلطان على الحدود المصرية - الإسرائيلية.
وردا على هذا الحادث الذي مس كرامة وسيادة مصر كلها، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط: "إن مصر إذ تدين وتحتج بشدة على هذا الحادث المؤسف، وتطالب السلطات الإسرائيلية بإجراء تحقيق فوري وواف وشامل حول الظروف والملابسات التي أدت لهذا الحادث وتقديم تفسير له".
ودعا البيان الحكومة الإسرائيلية إلى "عدم تكرار" مثل هذه الحوادث، وأكد أن "مثل هذه الأعمال من الخطورة بما يتطلب من الحكومة الإسرائيلية التصرف بدرجة عالية من المسئولية لتجنبها وعدم تكرارها".
وما أصاب المصريون بخيية أمل كبرى هو إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام بعد هذا الحادث بشهر في مقابل إطلاق إسرائيل لسراح ستة طلاب مصريين كانوا اعتقلوا في الأراضي الفلسطينية المحتلة بتهمة الدخول غير الشرعي والتحضير لعمليات فدائية. وكان الاعتقاد السائد أن إسرائيل ستطلق سراحهم للتعويض عن قيامها بقتل الثلاثة جنود المصريين على الحدود. وقد وصفت هذه الصفقة بالهزيلة وكأن السياسة المصرية لا تكفي برد الفعل الضعيف على حادث قتل جنودها ولكن تعطي مجرمي إسرائيل هدية على طبق من فضة.
ونعود لقصة الاعتداءات الإسرائيلية .. في يناير 2009 وقعت حادثة أخرى على الحدود، حيث أصيب ضابطان مصريان من قوات الأمن وثلاثة مجندين آخرين من جراء غارة إسرائيلية مفاجئة على الحدود المصرية بمدينة رفح، قامت بها ثلاث طائرات "f 16" أطلقت خلالها 9 صواريخ على منطقة البرازيل، ولكن عدوى الهدوء الدبلوماسي انتقلت أيضا إلى وسائل الإعلام التي لم تولي ما وقع أي اهتمام وكأن شيئا لم يحدث.
أما عن رد الفعل من جانب المسئولين فقد نقلت جريدة اليوم السابع تصريح مصدر فى الأمن المصرى بشمال سيناء، حيث قال إن مصر ستوجه إنذاراً شديد اللهجة لإسرائيل لمنع تكرار ذلك مستقبلاً، وعدم اقتراب الصواريخ والقنابل من المناطق المصرية بعد تصدع عشرات المنازل فى مناطق البرازيل والبراهمة وصلاح الدين. وهو نفس رد الفعل على الحادث السابق حيث دعا أحمد أبو الغيط الحكومة الإسرائيلية إلى "عدم تكرار مثل هذه الحوادث" .. ولكنها كررتها !
جرائم الحدود
ولإسرائيل تاريخ عريض في الاعتداءات على المصريين داخل أراضيهم ففي 12 نوفمبر 2000، أصيب مواطن مصري يدعى سليمان قمبيز وعمته بالرصاص الاسرائيلي حيث كانا يجمعان محصول الزيتون بالقرب من شارع صلاح الدين، كما ورد بجريدة الشرق الأوسط.
وفي 15 أبريل 2001، أصيبت سيدة مصرية من قبيلة البراهمة بطلق ناري اسرائيلي أثناء وجودها بفناء منزلها القريب من الحدود مع غزة. وفي الشهر التالي أصيب مجند مصري يدعى أحمد عيسى وهو في العشرينات من عمره بطلق ناري أثناء وجوده بمنطقة خدمته على الحدود وفي نهاية الشهر أصيب مواطن مصري يدعى زامل أحمد سليمان 28 عاماً بطلق ناري في ركبته أثناء جلوسه بمنزله في حي الامام علي بمدينة رفح المصرية.
بينما قتل مجند يدعى السيد الغريب محمد أحمد بعدة أعيرة نارية في المنطقة الفاصلة بين مصر واسرائيل نهاية يونيو 2001. وأصيب ضابط شرطة مصري يدعى الرائد محمد أحمد سلامة أثناء دورية له في منطقة الحدود نوفمبر 2001، بالإضافة إلى إصابة محمد جمعة البراهمة 17 عاماً في كتفه بطلق ناري اسرائيلي في نهاية العام نفسه.
وحتى الأطفال لم يسلموا من هذا الاعتداء السافر، حيث أصيب الطفل فارس القمبيز، 5 سنوات، بشظية في فخذه أثناء لعبه وحده بفناء منزله وذلك في فبراير 2002.
وكل هذه الاعتداءات والرد الرسمي غائب بل يغط في ثبات عميق !
علقة أخوية !
ولا توجه الإهانة والاعتداء فقط من الدول الغربية أو من الأعداء، بل يأبى الأشقاء أن يكون لهم دورا في إهدار كرامة المصريين، حيث تعرض صحفي مصري بداية هذا الشهر لاعتداء على يد ضابط شرطة في دولة الكويت الشقيقة أثناء ممارسته لمهام عمله، حيث تلقى الصحفي المصري "علقة ساخنة " من ضابط الشرطة الذي لم يكتف بذلك بل قام بتحرير محضر ضد الصحفي المصري وتم اقتياده الي قسم الشرطة حيث نال هناك الجرعة الثانية من الاعتداء والشتائم النابية ضده وضد مصر ومن بينها "يا مصري يا خايس" وهي جملة تحمل قدرا كبيرا من الاهانة.
http://www.moheet.com/image/60/225-300/608246.jpgمعاناة المصريين لا تنتهى
و داخل القسم تعرض الصحفي المصري للتعذيب بأشكال عدة، حيث أمره ملازم بالوقوف والجلوس مرات عدة ومنعه من الجلوس لفترات طويلة فضلا عن عدم السماح لأقاربه بزيارته أو تقديم أي طعام أو مشروبات له وحجز هاتفه النقال ومنعه من استخدامه. كما تبارى شرطيو القسم في توجيه الشتائم الجارحة الى الصحفي المصري والسخرية منه ومن مصر ومن مهنة الصحافة والصحفيين .
وقد أثار الحادث غضب الصحفيين المصريين العاملين بالكويت والذين يشكلون النسبة الكبري بها ويحتلون مناصب مرموقة حيث طالبوا جمعية الصحفيين الكويتين بالتدخل ومنع الاعتداء علي الصحافيين العاملين بالصحف الكويتية كما طالبوا نقابة الصحفيين المصريين بتوفير الحماية اللازمة تجاه اعضائها العاملين بالصحف العربية وخاصة الخليجية.
إهانة دبلوماسي
ومن أرض الكويت أيضا يروى لنا الكاتب المصري مصطفى بكري هذه الواقعة، في أبريل 2007 اقيم افتتاح معرض السياحة العربية الذي تنظمه الحكومة الكويتية، وتم توجيه الدعوة إلى عدد من كبار المسئولين العرب ورؤساء البعثات الدبلوماسية وعدد من المستشارين بالسفارات العربية والأجنبية بالكويت.
وقد لبى الدعوة السيد وزير السياحة السوري الذي جاء إلى المعرض لافتتاح جناح بلاده. وكان ضمن الحضور في هذا الوقت الوزير المفوض التجاري المصري محمد السيد حافظ الذي تم تكليفه من قبل السفير المصري بالكويت بالحضور والمشاركة تمثيلا لمصر في هذا المعرض الهام.
بدأ الوزير السوري جولته داخل المعرض وبرفقته أعضاء البعثات الدبلوماسية والذين كان من بينهم الوزير المفوض المصري، وفجأة وعلى غير توقع أو انتظار قام أحد أفراد الحراسة الكويتية المكلف بحماية السيد وزير السياحة السوري بجذب المسئول المصري من يده بعنف شديد، طالبا منه الابتعاد، وعندما بدت الدهشة واضحة على الوزير المصري المفوض قام الحارس الكويتي بشده من قفاه ونحٌاه جانبا..
ساعتها شعر الدبلوماسي المصري بأنه قد أهين أمام زملائه، بل إن مصر ذاتها تعرضت للإهانة لأنه يمثل هذا البلد في الكويت، فدار بينه وبين الجندي الكويتي هذا الحوار الذي أنقله عن شهود عيان كانوا حاضرين:
الدبلوماسي المصري: إيه اللي انت بتعمله ده؟! أنا دبلوماسي مصري.
الجندي الكويتي: قلت لك ابعد.
الدبلوماسي المصري: انت إزاي تزقني وتهيني أمام الناس؟
الجندي الكويتي: وإيش تسوي انت؟
الدبلوماسي المصري: أنا دبلوماسي مصري.. وآدي بطاقتي، وأنا لن أتركك، وسأشتكيك لأعلى المستويات.
في هذه اللحظة بادره الجندي علي الفور بضربة عاجلة أمام الجميع. وقال له: قلت لك اخرس وابعد.
http://www.moheet.com/image/64/225-300/649431.jpgقراصنة الصومال وكوميديا الموقف مع المصريين
في هذه اللحظة التفت الكثير من الحاضرين إلى ما يحدث.. وعندما حاول الدبلوماسي المصري حماية نفسه والتصدي للكمات القادمة إليه من الجندي الكويتي، تدخل عدد آخر من الجنود، وهات يا ضرب، فين تأكل، فين تشرب.
وبسرعة البرق تقدم جنديان آخران وأمسكا به من الخلف، بينما راح الجندي الأول يدفعه بكلتا يديه على صدره جانبا، وراحوا يمزقون سترته ويكسرون نظارته وسقطت زرارير قميصه وراحوا يدفعونه لبعضهم البعض وكأنه كرة قدم يتبادلونها وهم يسبونه بأقذع الألفاظ ويسخرون منه..
لقد جرت وقائع هذا المشهد المؤسف أمام العديد من الدبلوماسيين والمواطنين وأصحاب المعارض الذين لم يصدقوا ما رأوه أمام أعينهم.
بعد انتهاء وصلة الضرب والاهانة والشتائم المقززة التي طالت مصر ودبلوماسييها وكبار المسئولين فيها، تدخل بعض المسئولين الكويتيين وخلصوا الدبلوماسي المصري من بين أيدي الجنود بصعوبة ودفعوه إلى سيارته ليمضي إلى منزله..
في هذا الوقت لم يصدق الدبلوماسي المصري نفسه، لقد شعر بأن كرامته قد أهينت وبأن اسم مصر قد أصبح في الحضيض، فاتصل بالسفارة وبمراسلي الصحافة المصرية بالكويت الذين شهد بعضهم هذا الحادث، وطلب منهم أن يفعلوا شيئا.. وقد أرسلت السفارة المصرية في الكويت برسالة عاجلة إلى السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية تطالبه فيها باتخاذ موقف يرد للدبلوماسي المصري كرامته، خاصة أنه أصبح غير قادر على مواجهة الدبلوماسيين والعاملين والمواطنين في الكويت بعد انتشار خبر الاعتداء عليه وإهانته.
وانتظر الدبلوماسي المصري تحركا واسعا، وظن لبعض الوقت أن أقل شيء سوف تفعله الحكومة المصرية أن تستدعي السفير الكويتي بالقاهرة وأن تبلغه احتجاجا شديد اللهجة وأن تطلب منه أن يبلغ حكومته بضرورة القبض على الجناة ومحاسبتهم.. غير أن كل ذلك لم يحدث.. فلا السفير استدعي، ولا مصر تقدمت باحتجاج، ولا حكومة الكويت اتخذت اجراء.
لقد عهدت الخارجية المصرية فقط للسفارة المصرية أن تبذل جهدها وأن تحيط الحكومة الكويتية علما بهذا الحادث الذي وصفته الخارجية المصرية بأنه تصرف فردي غير لائق!!
تصرف فردي غير لائق !! ولا تعليق
عجائب ردود المسئولين على إزهاق أرواح المصريين
http://www.moheet.com/image/66/225-300/660931.jpg
مروة الشربيني شهيدة الحجاب مع ابنها
ظاهرة غريبة ينفرد بها المصري خلال العقود الأخيرة دون باقي البشر من كافة الجنسيات، فلا يكاد هذا المواطن سيء الحظ أن يتخلص من الهموم داخل بلده حتى تطاره لعنات الإهانة والتعذيب وإهدار الكرامة بل والقتل أحيانا خارج بلاده، وما يبعث على البكاء والرثاء أنه لن يجد من يلملم له بقايا كرامته التي تحطمت ولا من يطالب بحقه، وإن أحس به أحد فلن يحصل إلا على اعتذار رسمي من أحد مسئولي الدولة التي أهين على أرضها، وفي حالات أخرى لن ينتبه له أحد.
وفي حالة تعرض أحد المصريين في الخارج للأذي تتحفنا وتدهشنا الردود الرسمية للدولة المصرية، ويأتي عتابها رقيق ناعم هادئ متأني لا يقدم ولا يأخر .. وتنتهي القصة بمأساة تسهيل مهمة الاعتداء على المصريين دائما وأبدا دون رادع؛ لأنهم للأسف "ليس لهم ظهر فأشبعت بطونهم ضربا".
أما السبب وراء هذا الجمود الرسمي فلا أحد يعرفه ولعله حل غير مباشر للقضاء على الزيادة السكانية، فمن تضيع حياته على يد الغير لا يؤثر فلدي مصر الكثير - 80 مليون نسمة - وكأن فشل الحكومات في تطبيق خطط "تنظيم الأسرة" تدفعها لعدم البكاء على من ضاع في بلاد الغربة أو حتى قُتل على أراضيه بيد الأعداء، كما يحدث دائما من قتل للمصريين على الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة بنيران إسرائيلية.
مصالح مع الألمان
ولم يعد الرد الرسمي الهش الهزيل يفاجئ المصريين ورغم غليان دمائهم في العروق إلا أن المسئولين كفيلين بتحويل هذا الغليان إلى ألواح ثلج، وإليكم بعض هذه الردود "الرشيدة".
في قضية المصرية مروه الشربينى الشهيرة باسم "شهيدة الحجاب"، والتي تعرضت فيها للقتل بـ 18 طعنة في ساحة المحكمة الألمانية على يد ألماني من أصل روسي، علق وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط على الحادث الأليم كالآتي: "قلبى يأسى لما حدث لشهيدة الحجاب، أنا لا أرضى بالظلم، ويجب أن نضع الأشياء فى حجمها الطبيعى، القضية معقدة، تربطنا مصالح مع الألمان، فضلنا الدبلوماسية وطلبنا الإعتذار الرسمى".
يذكر أن المجرم الألماني قد اعتاد التعرض للضحية المصرية ونزع الحجاب عنها وسبها واتهامها بالارهاب، فتوجهت إلى ساحة القضاء الذي حكم لها بغرامه 750 يورو وهو ما استفز المتهم، وقام باستئناف الحكم وتربص لها في المحكمة، حيث اخرج سكينا وقام بطعنها عده طعنات.
ودائما ما يتحلى وزير خارجية مصر أبو الغيط بالصبر القاتل في مثل هذه المواقف، فبعد بشاعة ما حدث لهذه المواطنة المصرية يتريث ويفضل الدبلوماسية ويكتفي بالحصول على الإعتذار الرسمي، والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة ماذا لو أن العكس هو ما حدث، أي قتل أحد المصريين ألمانية بهذه البشاعة، هل كانت ستكتفي ألمانيا بالدبلوماسية وتنتظر الإعتذار الرسمي ؟
وكمبرر لما فعله المجرم الألماني .. وأوضح أبو الغيط في حديث لبرنامج "البيت بيتك" أن المشاحنات متواجدة فى الدول الأوروبية على مدى التاريخ ويتعرض المسلمون بها للكثير من المضايقات، قائلا :" أعداء المسليمن يرفضون الملابس الدينية وكذلك التعامل معهم، يوجهون إليهم اتهامات حتى أنه إذا دخل المسلم سوبر ماركت اتهموه بسرقة قالب زبدة".. وكأن التعرض لمسلم في هذه الدول وقتله بل تلقيه الطعنات المتتالية أصبح من الأمور اليومية العادية التي يجب علينا تقبلها بصدر رحب !!
وناشد وزير الخارجية المصري حكومات الدول الغربية حماية المسلمين، مشيرا إلى أن مصر دائماً ما نبهت الدول الغربية إلى خطورة التطرف والإرهاب وأن الدائرة ستدور عليهم، لكنهم للأسف لم ينصتوا وعانوا أشد المعاناة من الإرهاب .. وهنا لم يصبح لنا دور سوى أن نناشد حكومات الدول الغربية مع أبو الغيط لحماية المسلمين على أراضيها !
قانون سلبي
وكان رد الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب المصري هو الأقوى بخصوص هذه الجريمة البشعة حيث حمل الحكومة الألمانية المسئولية المدنية كاملة عن استشهاد مروة الشربينى وذلك لعجزها عن حماية ساحة المحكمة التى شهدت الحادث وتقصيرها الواضح الذى أدى إلى ذلك الحادث الإرهابى أمام القضاة.
وقال سرور إن هذا الحادث الإرهابى يلفت النظر إلى وجود نقص فى قانون العقوبات المصرى لأنه يمتد فقط إلى معاقبة المصرى إذا ما ارتكب جريمة فى الخارج، ولكنه لا يمتد إلى من ارتكب جريمة ضد مصرى فى الخارج، وهو مايسمى بمبدأ "الشخصية السلبية" فى تطبيق قانون العقوبات، داعيا الحكومة إلى تقديم تعديل عاجل لاعتناق مبدأ "الشخصية السلبية" حماية للمصريين فى الخارج أسوة بما فعلت قوانين العقوبات فى الدول الأوروبية.
حكاية المصري والقرصان
أما الكوميديا السوداء والهم الذي يضحك فيتمثل فما يعانيه البحارة المصريين ومعهم القراصنة الصوماليين الذي أوشكوا على الصلع من كثرة شد شعورهم بسبب البرود الرسمي المصري، ولنقرأ تصريحات السفير أحمد رزق، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج، التى قال فيها لأهالى المختطفين: "الدولة لن تدفع الفدية ولن تتحرك إلا بعد أن تجمعوا المبلغ، والقراصنة لن يقتلوا المختطفين، حتى لو قعدوا عندهم سنة، وهم بيهددوا فقط".. وهذا ما يطلق عليه الثقل الدبلوماسي والثقة بالنفس وسياسة التعامل مع الأزمات، فقط تأملوا المعاني في هذا
المقطع :"والقراصنة لن يقتلوا المختطفين، حتى لو قعدوا عندهم سنة، وهم بيهددوا فقط" .. وهو حديث يدل على اليأس، من جانب المسئول المصري من قتل هؤلاء المختطفين واليأس من جانب الخاطفين في أن يحصلوا على شيء مقابل هؤلاء الذين ليس لهم دولة تؤثر سلامتهم !!
ومن جانبه أكد أحمد زكى عابدين، محافظ كفر الشيخ، كما جاء بجريدة المصري اليوم، بدء حملة شعبية فى البرلس لجمع الفدية، مؤكداً أن الفدية المطلوبة تم تخفيضها إلى 800 ألف دولار، وأضاف المحافظ أن الدولة لن تتفاوض مع القراصنة لأن ذلك فيه إساءة لهيبتها ... وهذا هو المفيد، عندما تتفاوض مصر مع القراصنة تضيع هيبتها، ولكن عندما يجوع رعاياها ويعذبوا وعندما يموتون كل يوم ألف مرة من الخوف فلا تضيع هيبتها !!
يذكر أن القراصنة الصوماليين قد اختطفوا 38 صياداً مصريا منذ 27 مارس الماضى وطالبوا بفدية ولكن لم الاستجابة لمطالبهم حتى رفعوا مبلغ الفدية من 5 إلى 6 ملايين دولار مؤخرا. وتطبق الحكومة المصرية في هذه القضية سياسة "النفس الطويل" التي تنافس فيه العالم كله، وليس فقط القراصنة الصوماليين، وبداخل بطنها "بطيخة صيفي".
http://www.moheet.com/image/65/225-300/651343.jpgاحمد ابو الغيط وزير الخارجية المصري
وعلى نار يجلس أهالي المختطفين يناشدون الحكومة ورجال الدولة ورجال الأعمال لانقاذ ذويهم من بين براثن القراصنة. وفي أبريل الماضي ناشد صاحب السفينتين المختطفتين الرئيس مبارك بالتدخل لانقاذ ارواح المصريين المخطتفين وطالب الحكومة بدفع الفدية والتفاوض مع القراصنة بعد أن تلقي اتصالا هاتفيا من القراصنة يهددونه فيه بقتل البحارة المصريين اذا لم يحصلوا علي فدية 5 ملايين دولار خلال اسبوع.
ولأن الحكومة أعلنت عدم دفعها للفدية، فسوف يقدم صاحب السفيتين جزء منها، حيث أبدى استعداده لسداد مبلغ مائة ألف دولار، بزيادة خمسين ألف دولار عن المبلغ الذي عرضه في السابق، باعتبار العرض الأخير "أقصى ما يمكنه تدبيره لإطلاق سراح الصيادين"، بجانب تبرعات الأهالي في البرلس لتجميع الفدية حيث أعلن محافظ كفر الشيخ عن بدء حملة شعبية فى البرلس لجمع الفدية. يذكر أن غالبية الصيادين المصريين المختطفين يعيشون مع ذويهم في أحياء فقيرة بـ"عزبة البرج" التابعة لمدينة دمياط، شمال القاهرة.
شجب وإدانة .. وبشدة
أما الحدث الذي وقع على رأس كل مصري كالصاعقة ولا يكاد يفارق ذاكرته هو ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي في نوفمبر 2004 حيث أقدمت على قتل 3 من مجندين مصريين في منطقة تل السلطان على الحدود المصرية - الإسرائيلية.
وردا على هذا الحادث الذي مس كرامة وسيادة مصر كلها، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط: "إن مصر إذ تدين وتحتج بشدة على هذا الحادث المؤسف، وتطالب السلطات الإسرائيلية بإجراء تحقيق فوري وواف وشامل حول الظروف والملابسات التي أدت لهذا الحادث وتقديم تفسير له".
ودعا البيان الحكومة الإسرائيلية إلى "عدم تكرار" مثل هذه الحوادث، وأكد أن "مثل هذه الأعمال من الخطورة بما يتطلب من الحكومة الإسرائيلية التصرف بدرجة عالية من المسئولية لتجنبها وعدم تكرارها".
وما أصاب المصريون بخيية أمل كبرى هو إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام بعد هذا الحادث بشهر في مقابل إطلاق إسرائيل لسراح ستة طلاب مصريين كانوا اعتقلوا في الأراضي الفلسطينية المحتلة بتهمة الدخول غير الشرعي والتحضير لعمليات فدائية. وكان الاعتقاد السائد أن إسرائيل ستطلق سراحهم للتعويض عن قيامها بقتل الثلاثة جنود المصريين على الحدود. وقد وصفت هذه الصفقة بالهزيلة وكأن السياسة المصرية لا تكفي برد الفعل الضعيف على حادث قتل جنودها ولكن تعطي مجرمي إسرائيل هدية على طبق من فضة.
ونعود لقصة الاعتداءات الإسرائيلية .. في يناير 2009 وقعت حادثة أخرى على الحدود، حيث أصيب ضابطان مصريان من قوات الأمن وثلاثة مجندين آخرين من جراء غارة إسرائيلية مفاجئة على الحدود المصرية بمدينة رفح، قامت بها ثلاث طائرات "f 16" أطلقت خلالها 9 صواريخ على منطقة البرازيل، ولكن عدوى الهدوء الدبلوماسي انتقلت أيضا إلى وسائل الإعلام التي لم تولي ما وقع أي اهتمام وكأن شيئا لم يحدث.
أما عن رد الفعل من جانب المسئولين فقد نقلت جريدة اليوم السابع تصريح مصدر فى الأمن المصرى بشمال سيناء، حيث قال إن مصر ستوجه إنذاراً شديد اللهجة لإسرائيل لمنع تكرار ذلك مستقبلاً، وعدم اقتراب الصواريخ والقنابل من المناطق المصرية بعد تصدع عشرات المنازل فى مناطق البرازيل والبراهمة وصلاح الدين. وهو نفس رد الفعل على الحادث السابق حيث دعا أحمد أبو الغيط الحكومة الإسرائيلية إلى "عدم تكرار مثل هذه الحوادث" .. ولكنها كررتها !
جرائم الحدود
ولإسرائيل تاريخ عريض في الاعتداءات على المصريين داخل أراضيهم ففي 12 نوفمبر 2000، أصيب مواطن مصري يدعى سليمان قمبيز وعمته بالرصاص الاسرائيلي حيث كانا يجمعان محصول الزيتون بالقرب من شارع صلاح الدين، كما ورد بجريدة الشرق الأوسط.
وفي 15 أبريل 2001، أصيبت سيدة مصرية من قبيلة البراهمة بطلق ناري اسرائيلي أثناء وجودها بفناء منزلها القريب من الحدود مع غزة. وفي الشهر التالي أصيب مجند مصري يدعى أحمد عيسى وهو في العشرينات من عمره بطلق ناري أثناء وجوده بمنطقة خدمته على الحدود وفي نهاية الشهر أصيب مواطن مصري يدعى زامل أحمد سليمان 28 عاماً بطلق ناري في ركبته أثناء جلوسه بمنزله في حي الامام علي بمدينة رفح المصرية.
بينما قتل مجند يدعى السيد الغريب محمد أحمد بعدة أعيرة نارية في المنطقة الفاصلة بين مصر واسرائيل نهاية يونيو 2001. وأصيب ضابط شرطة مصري يدعى الرائد محمد أحمد سلامة أثناء دورية له في منطقة الحدود نوفمبر 2001، بالإضافة إلى إصابة محمد جمعة البراهمة 17 عاماً في كتفه بطلق ناري اسرائيلي في نهاية العام نفسه.
وحتى الأطفال لم يسلموا من هذا الاعتداء السافر، حيث أصيب الطفل فارس القمبيز، 5 سنوات، بشظية في فخذه أثناء لعبه وحده بفناء منزله وذلك في فبراير 2002.
وكل هذه الاعتداءات والرد الرسمي غائب بل يغط في ثبات عميق !
علقة أخوية !
ولا توجه الإهانة والاعتداء فقط من الدول الغربية أو من الأعداء، بل يأبى الأشقاء أن يكون لهم دورا في إهدار كرامة المصريين، حيث تعرض صحفي مصري بداية هذا الشهر لاعتداء على يد ضابط شرطة في دولة الكويت الشقيقة أثناء ممارسته لمهام عمله، حيث تلقى الصحفي المصري "علقة ساخنة " من ضابط الشرطة الذي لم يكتف بذلك بل قام بتحرير محضر ضد الصحفي المصري وتم اقتياده الي قسم الشرطة حيث نال هناك الجرعة الثانية من الاعتداء والشتائم النابية ضده وضد مصر ومن بينها "يا مصري يا خايس" وهي جملة تحمل قدرا كبيرا من الاهانة.
http://www.moheet.com/image/60/225-300/608246.jpgمعاناة المصريين لا تنتهى
و داخل القسم تعرض الصحفي المصري للتعذيب بأشكال عدة، حيث أمره ملازم بالوقوف والجلوس مرات عدة ومنعه من الجلوس لفترات طويلة فضلا عن عدم السماح لأقاربه بزيارته أو تقديم أي طعام أو مشروبات له وحجز هاتفه النقال ومنعه من استخدامه. كما تبارى شرطيو القسم في توجيه الشتائم الجارحة الى الصحفي المصري والسخرية منه ومن مصر ومن مهنة الصحافة والصحفيين .
وقد أثار الحادث غضب الصحفيين المصريين العاملين بالكويت والذين يشكلون النسبة الكبري بها ويحتلون مناصب مرموقة حيث طالبوا جمعية الصحفيين الكويتين بالتدخل ومنع الاعتداء علي الصحافيين العاملين بالصحف الكويتية كما طالبوا نقابة الصحفيين المصريين بتوفير الحماية اللازمة تجاه اعضائها العاملين بالصحف العربية وخاصة الخليجية.
إهانة دبلوماسي
ومن أرض الكويت أيضا يروى لنا الكاتب المصري مصطفى بكري هذه الواقعة، في أبريل 2007 اقيم افتتاح معرض السياحة العربية الذي تنظمه الحكومة الكويتية، وتم توجيه الدعوة إلى عدد من كبار المسئولين العرب ورؤساء البعثات الدبلوماسية وعدد من المستشارين بالسفارات العربية والأجنبية بالكويت.
وقد لبى الدعوة السيد وزير السياحة السوري الذي جاء إلى المعرض لافتتاح جناح بلاده. وكان ضمن الحضور في هذا الوقت الوزير المفوض التجاري المصري محمد السيد حافظ الذي تم تكليفه من قبل السفير المصري بالكويت بالحضور والمشاركة تمثيلا لمصر في هذا المعرض الهام.
بدأ الوزير السوري جولته داخل المعرض وبرفقته أعضاء البعثات الدبلوماسية والذين كان من بينهم الوزير المفوض المصري، وفجأة وعلى غير توقع أو انتظار قام أحد أفراد الحراسة الكويتية المكلف بحماية السيد وزير السياحة السوري بجذب المسئول المصري من يده بعنف شديد، طالبا منه الابتعاد، وعندما بدت الدهشة واضحة على الوزير المصري المفوض قام الحارس الكويتي بشده من قفاه ونحٌاه جانبا..
ساعتها شعر الدبلوماسي المصري بأنه قد أهين أمام زملائه، بل إن مصر ذاتها تعرضت للإهانة لأنه يمثل هذا البلد في الكويت، فدار بينه وبين الجندي الكويتي هذا الحوار الذي أنقله عن شهود عيان كانوا حاضرين:
الدبلوماسي المصري: إيه اللي انت بتعمله ده؟! أنا دبلوماسي مصري.
الجندي الكويتي: قلت لك ابعد.
الدبلوماسي المصري: انت إزاي تزقني وتهيني أمام الناس؟
الجندي الكويتي: وإيش تسوي انت؟
الدبلوماسي المصري: أنا دبلوماسي مصري.. وآدي بطاقتي، وأنا لن أتركك، وسأشتكيك لأعلى المستويات.
في هذه اللحظة بادره الجندي علي الفور بضربة عاجلة أمام الجميع. وقال له: قلت لك اخرس وابعد.
http://www.moheet.com/image/64/225-300/649431.jpgقراصنة الصومال وكوميديا الموقف مع المصريين
في هذه اللحظة التفت الكثير من الحاضرين إلى ما يحدث.. وعندما حاول الدبلوماسي المصري حماية نفسه والتصدي للكمات القادمة إليه من الجندي الكويتي، تدخل عدد آخر من الجنود، وهات يا ضرب، فين تأكل، فين تشرب.
وبسرعة البرق تقدم جنديان آخران وأمسكا به من الخلف، بينما راح الجندي الأول يدفعه بكلتا يديه على صدره جانبا، وراحوا يمزقون سترته ويكسرون نظارته وسقطت زرارير قميصه وراحوا يدفعونه لبعضهم البعض وكأنه كرة قدم يتبادلونها وهم يسبونه بأقذع الألفاظ ويسخرون منه..
لقد جرت وقائع هذا المشهد المؤسف أمام العديد من الدبلوماسيين والمواطنين وأصحاب المعارض الذين لم يصدقوا ما رأوه أمام أعينهم.
بعد انتهاء وصلة الضرب والاهانة والشتائم المقززة التي طالت مصر ودبلوماسييها وكبار المسئولين فيها، تدخل بعض المسئولين الكويتيين وخلصوا الدبلوماسي المصري من بين أيدي الجنود بصعوبة ودفعوه إلى سيارته ليمضي إلى منزله..
في هذا الوقت لم يصدق الدبلوماسي المصري نفسه، لقد شعر بأن كرامته قد أهينت وبأن اسم مصر قد أصبح في الحضيض، فاتصل بالسفارة وبمراسلي الصحافة المصرية بالكويت الذين شهد بعضهم هذا الحادث، وطلب منهم أن يفعلوا شيئا.. وقد أرسلت السفارة المصرية في الكويت برسالة عاجلة إلى السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية تطالبه فيها باتخاذ موقف يرد للدبلوماسي المصري كرامته، خاصة أنه أصبح غير قادر على مواجهة الدبلوماسيين والعاملين والمواطنين في الكويت بعد انتشار خبر الاعتداء عليه وإهانته.
وانتظر الدبلوماسي المصري تحركا واسعا، وظن لبعض الوقت أن أقل شيء سوف تفعله الحكومة المصرية أن تستدعي السفير الكويتي بالقاهرة وأن تبلغه احتجاجا شديد اللهجة وأن تطلب منه أن يبلغ حكومته بضرورة القبض على الجناة ومحاسبتهم.. غير أن كل ذلك لم يحدث.. فلا السفير استدعي، ولا مصر تقدمت باحتجاج، ولا حكومة الكويت اتخذت اجراء.
لقد عهدت الخارجية المصرية فقط للسفارة المصرية أن تبذل جهدها وأن تحيط الحكومة الكويتية علما بهذا الحادث الذي وصفته الخارجية المصرية بأنه تصرف فردي غير لائق!!
تصرف فردي غير لائق !! ولا تعليق