مشاهدة النسخة كاملة : رجـال حـول الرسـول (صلى الله عليه وسلم)


حلمى محمد
23-07-2009, 06:52 PM
سوف اقدم لكم رجال ليسوا كالرجال ,بل هم مصابيح الهدى و مشاعل تنير لنا عتمة طريقنا في هذه الحياة , نجوم ضوئها يملأ فضاءات الكون الفسيح ، كانوا رجالاً حول رسولنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم بهم ارتفعت رايات الحق و سطروا لمن بعدهم أروع الأمثلة في الإخلاص و العمل و العزم و القوة في الحق , باعوا انفسهم لله فربحوا البيع فكان حقا على من بعدهم ان يهتدي بهديهم و يسير على أثرهم و يتتبع خطاهم صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم رضوان الله عليهم أجمعين لكل منهم تجليات يجب ان نسلط الضوء عليها و اضاءات يجب ان نستنير بها

هم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

حلمى محمد
23-07-2009, 07:09 PM
سعيد بن زيد
عاشر العشرة
رضي الله عنهوأرضاه




وقف زيد بن عمرو بن نفيل بعيداَ عن زحمة الناس يشهد قريشاً وهيتحتفل بعيد من أعيادها , فرأى الرجال يلفون العمائم السندسية الغالية , و يختالونبالبرود اليمانية الثمينة , و أبصر النساء والولدان وقد لبسوا زاهي الثياب وبديعالحلل , ونظر إلى الأنعام يقودها الموسرون , بعد أن حلوها بأنواع الزينة , ليذبحوهابين أيدي الأوثان .

فوقف مسنداً ظهره إلى جدار الكعبة وقال :
يا معشرقريش ... الشاة خلقها الله , وهو الذي أنزل لها المطر من السماء فرويت , وأنبت لهاالعشب من الأرض فشبعت , ثم تذبحونها على غير اسمه, إني أراكم قوماً تجلهون !!

فقام إليه عمه الخطاب والد عمر بن الخطاب , فلطمه , و قال :
تباً لك , مازلنا نسمع منك هذا الكلام السفيه ونحتمله , حتى نفد صبرنا, ثم أغرى به سفهاء قومهفآذوه, ولجوا في إيذائه , حتى نزح عن مكة و التجأ إلى جبل (( حراء )), فوكل بهالخطاب طائفة من شباب قريش, ليحولوا بينه وبين دخول مكة, فكان لا يدخلها إلا سراً .


***


ثم إن زيد بن عمرو بن نفيل اجتمع في غفلة من قريش إلىكل من ورقة بن نوفل , وعبدالله بن جحش, وعثمان بن الحارث, و أميمة بنت عبد المطلبعمة محمد بن عبدالله, وجعلوا يتذكرون ما غرقت فيه العرب من الضلال؛ فقال زيدلأصحابه :
إنكم والله لتعلمون أن قومكم ليسوا على شيء, و أنهم أخطأوا دينإبراهيم وخالفوه, فابتغوا لأنفسكم ديناً تدينون به, إن كنتم ترومونالنجاة.

فهب الرجال الأربعة إلى الأحبار من اليهود والنصارى وغيرهم من أصحابالملل,يلتمسون عندهم الحنيفية دين إبراهيم .
أما ورقة بن نوفل فتنصَّر .
وأماعبدالله بن جحش, وعثمان بن الحارث فلم يصلا إلى شيء .
وأما زيد ين عمرو بن نفيلفكانت له قصة, فلندع له الكلام ليرويها لنا ...


***


قال زيدبن عمرو : وقفت على اليهودية والنصرانية, فأعرضت عنهما إذ لم أجد فيهما ما أطمئنإليه , وجعلت أضرب في الآفاق بحثاً عن ملة إبراهيم حتى صرت إلى بلاد الشام فذكر ليراهب عنده علم من الكتاب, فأتيته فقصصت عليه أمري, فقال :
أراك تريد دين إبراهيميا أخا مكة .
قلت : نعم, ذلك ما أبغي, فقال:
إنك تطلب ديناً لا يوجد اليوم, ولكن الحق ببلدك فإن الله يبعث من قومك من يجدد دين إبراهيم, فإذا أدركته فالتزمه .

فقفل زيد راجعاً إلى مكة يحث الخطى التماساً للنبي الموعود.

ولماكان في بعض طريقه بعث الله نبيه محمداً بدين الهدى والحق ؛ لكن زيداً لم يدركه إذخرجت عليه جماعة من الأعراب فقتلته قبل أن يبلغ مكة, وتكتحل عيناه برؤية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .

وفيما كان زيدٌ يلفظ أنفاسه الأخيرة رفع بصرة إلىالسماء وقال :
اللهم إن كنتَ حرمتني من هذا الخير فلا تحرم منه ابني (( سعيداً )) .


***


وشاء الله سبحانه أن يستجيب دعوة زيد, فما إن قامالرسول عليه الصلاة والسلام يدعو الناس إلى الإسلام حتى كان سعيد بن زيد في طليعةمن آمنوا بالله, و صدقوا رسالة نبيه .
ولاغرو ؛ فقد نشاء سعيد في بيت يستنكر ماكانت عليه قريش من الضلال, ورُبِّيَ في حجر أبٍ عاش حياته وهو يبحث عن الحق ...
ومات وهو يركض لاهثاً وراء الحق ...
ولم يسلم سعيدٌ وحده, وإنما أسلمتمعه زوجته فاطمة بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب.

وقد لقي الفتى القرشي من أذىقومه ما كان خليقاً أن يفتنه عن دينه ؛ ولكن قريشاً بدلاً من أن تصرفه عن الإسلاماستطاع هو وزوجه أن ينتزعا منها رجلاً من أثقل رجالها وزناً, وأجلهم خطراً ...

حيث كانا سببا في إسلام عمر بن الخطاب .


***


وضعسعيد بن زيد طاقاته الفتية كلها في خدمة الإسلام إذ أنه أسلم و سنه لم تجاوزالعشرين بعد, فشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المشاهد كلها إلا (( بدراً )) , فقد غاب عن ذلك اليوم لأنه كان في مهمة كلفه إياها النبي عليه الصلاةوالسلام.

وأسهم مع المسلمي في استلال عرش (( كسرى )) وتقويض ملك (( قيصر )), وكانت له في كل موقعة خاض غمارها المسلمون مواقفُ غرٌّ مشهودةٌّ , وأياد بيض محمودة .

ولعل أروع بطولاته, تلك التي سجلها يوم (( اليرموك )), فلنترك له الكلامليقص علينا طرفاً من خبر ذلك اليوم .


***


قال سعيد بن زيد :
لما كان يوم (( اليرموك )) كنا أربعاً وعشرين ألفاً أو نحواً من ذلك, فخرجتلنا (( الروم )) بعشرين ومائة ألف , وأقبلوا علينا بخطى ثقيلة كأنهم الجبال تحركهاأيدٍ خفيةٌ, وسار أمامهم الأساقفة والبطارقة والقسِّيسون يحملون الصلبان وهم يجهرونبالصلوات ؛ فيرددها الجيش من ورائهم وله هزيم كهزيم الرعد .

فلما رآهمالمسلمون على حالهم هذه, هالتهم كثرتهم, وخالط قلوبهم شيءٌ من خوفهم.
عند ذلكقام أبو عبيدة بن الجراح يحض المسلمين على القتال , فقال :
عباد الله, انصرواالله ينصركم ويثبت أقدامكم ...
عباد الله, اصبروا فإن الصبر منجاة من الكفر, ومرضاة للرب ومدحضة للعار وأشرعوا الرماح, واستتروا بالتروس, والزموا الصمت إلا منذكر الله عز وجل في أنفسكم, حتى آمركم إن شاء الله.
قال سعيد :
عند ذلك, خرجرجل من صفوف المسلمين وقال لأبي عبيدة:
إني أزمعت على أن أقضي أمري الساعة, فهللك من رسالة تبعث بها إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟!
فقال أبو عبيدة : نعم, تقرئه مني ومن المسلمين السلام , وتقول له:
يا رسول الله, إنا وجدنا ماوعدنا ربنا حقاً .

قال سعيد : فما إن سمعت كلامه ورأيته يمتشق حسامه, و يمضيإلى لقاء أعداء الله, حتى اقتحمت إلى الأرض,

وجثوت على ركبتي, و أشرعت رمحيوطعنت أول فارس أقبل علينا, ثم وثبت على العدو وقد انتزع الله كل ما في قلبي منالخوف فثار الناس في وجوه (( الروم )) وما زالوا يقاتلونهم حتى كتب الله للمؤمنينالنصر.


***


شهد سعيد بن زيد بعد ذلك فتح (( دمشق )), فلمادانت للمسلمين بالطاعة, جعله أبو عبيدة بن الجراح والياً عليها ,

فكان أولمن ولي إمرة (( دمشق )) من المسلمين .


***

وفي زمن بني أمية وقعتلسعيد بن زيد حادثة ظل أهل (( يثرب )) يتحدثون بها زمناً طويلاً.
ذلك أن ((أروىبنت أويس )) زعمت أن سعيداً بن زيد قد غصب شيئاً من أرضها وضمها إلى أرضه, وجعلتتلوك ذلك بين المسلمين وتتحدث به, ثم رفعت أمرها إلى (( مروان بن الحكم )) واليالمدينة المنورة, فأرسل إليه مرواناً أناساً يكلمونه في ذلك, فصعب الأمر على صاحبرسول الله وقال:
يرونني أظلمها !! كيف أظلمها ؟! وقد سمعت رسول الله (صلى اللهعليه وسلم) يقول :
(من ظلم شبراً من الأرض طوقه يوم القيامة من سبعأرضين)...
اللهم إنها قد زعمت أني ظلمتها, فإن كانت كاذبةً, فأعم بصرها, و القهافي بئرها الذي تنازعني فيه , وأظهر من حقي نوراً يبين للمسلمين أني لم أظلمها .


***


لم يمض على ذلك غير قليل, حتى سال وادي العقيق فيالمدينة بسيل لم يسل مثله قط, فكشف عن الحد الذي كانا يختلفان فيه, وظهر للمسلمينأن سعيداً كان صادقاً. ولم تلبث المرأو بعد ذلك إلا شهراً حتى عميت, وبينما هي تطوففي أرضها تلك, سقطت في بئرها .

ولاعجب في ذلك, فالرسول عليه الصلاة والسلاميقول :
( اتقوا دعوة المظلوم, فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ).

فكيف إذاكان المظلوم سعيدَ بن زيد, أحد العشرة المبشرين بالجنة ؟!

المسلمة الرقيقة
23-07-2009, 08:39 PM
موضوع رااااااااااااااااااااااائع
جزاك الله خيرا