مهندس عبدالعال نوفل
24-07-2009, 05:51 PM
سعادة الرئيس
فى مصرنا العزيزه لكل عمل رئيس هو الآمر وهو الناهى .. هو صاحب كل الافكار ومٌن لا يخطئ له قرار .. هو صاحب الرأى السديد والعمر المديد .. هو صانع المعجزات وصاحب المنجزات .. عندما يتحدث يصمت الجميع .. الكل يشيد بحكمة الرئيس , وفكر الرئيس وعبقرية الرئيس .. فهو المانح والمانع والكل يتمنى بعض رضاه .. نرفعه فوق كل الرؤوس بالنفاق وبحالة ذل لا يطاق .. لهذه الاسباب يلتصق كل رئيس عمل بكرسيه متوهما انه الوحيد الذى يستطيع شغل هذا المنصب وبدونه ستتوقف الدنيا عن الدوران .. رغم ان سن المعاش أتيا لا محالة وسيتم نزعه عن كرسيه فى هذه الحالة.. وبعدها يصبح وحيدا شارد البال ولايجد من مجدوه الا كل اهمال.
أما فى حالة الوظائف العليا والغير مقيدة بالمعاش .. فأصحابها يتوهمون انهم يملكون الدنيا ومافيها مٌن مات ومٌن عاش .. رغم علمهم ان للعمر نهاية ننتظرها وان الكفن ليس له جيوب .. فلماذا يتكالبون على المناصب وهى اساس كل المصائب ؟!!.
هل آن الأوان ان يتعظ كل رئيس ولايطمع فى المزيد ويكتفى بسنوات خدمته .. ويترك مٌن يستحق حتى يأخذ فرصته وينفض تراب تعب سنوات قضاها فى منصبه والذى لم يجنى منه الا الارهاق وضغط الدم وحرق الاعصاب.
ان سعادة الرئيس هى ترك السعادة الزائفة فى جمع المال وحب السلطة والتسلط والتطلع الى حياة ينشد فيها الراحة بعد ان كبر السن ووهن العظم .. حياة يبحث فيها عن الاحباب والاصدقاء ويسترجع معهم ذكريات الماضى الجميل .. حياة يستمتع فيها بالحرية بعيدا عن ضغط العمل وقيود المنصب .. حياة جديدة يتمناها وينتظرها كل عاقل يصبوا الى الراحة بعد سنوات التعب .. حياة يختم بها مشوار الدنيا الزائلة والزائفة وهو راضى النفس قرير العين مطمئن البال سيرته ناصعة ويده بيضاء خالية من كل اثم .. يارب اسعد كل رئيس .. آمين آمين.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تم نشر هذه المقالة بجريدة المصرى اليوم بتاريخ 15/5/2009 وذلك بعنوان ( هل آن الأوان ان يتعظ ؟ )
فى مصرنا العزيزه لكل عمل رئيس هو الآمر وهو الناهى .. هو صاحب كل الافكار ومٌن لا يخطئ له قرار .. هو صاحب الرأى السديد والعمر المديد .. هو صانع المعجزات وصاحب المنجزات .. عندما يتحدث يصمت الجميع .. الكل يشيد بحكمة الرئيس , وفكر الرئيس وعبقرية الرئيس .. فهو المانح والمانع والكل يتمنى بعض رضاه .. نرفعه فوق كل الرؤوس بالنفاق وبحالة ذل لا يطاق .. لهذه الاسباب يلتصق كل رئيس عمل بكرسيه متوهما انه الوحيد الذى يستطيع شغل هذا المنصب وبدونه ستتوقف الدنيا عن الدوران .. رغم ان سن المعاش أتيا لا محالة وسيتم نزعه عن كرسيه فى هذه الحالة.. وبعدها يصبح وحيدا شارد البال ولايجد من مجدوه الا كل اهمال.
أما فى حالة الوظائف العليا والغير مقيدة بالمعاش .. فأصحابها يتوهمون انهم يملكون الدنيا ومافيها مٌن مات ومٌن عاش .. رغم علمهم ان للعمر نهاية ننتظرها وان الكفن ليس له جيوب .. فلماذا يتكالبون على المناصب وهى اساس كل المصائب ؟!!.
هل آن الأوان ان يتعظ كل رئيس ولايطمع فى المزيد ويكتفى بسنوات خدمته .. ويترك مٌن يستحق حتى يأخذ فرصته وينفض تراب تعب سنوات قضاها فى منصبه والذى لم يجنى منه الا الارهاق وضغط الدم وحرق الاعصاب.
ان سعادة الرئيس هى ترك السعادة الزائفة فى جمع المال وحب السلطة والتسلط والتطلع الى حياة ينشد فيها الراحة بعد ان كبر السن ووهن العظم .. حياة يبحث فيها عن الاحباب والاصدقاء ويسترجع معهم ذكريات الماضى الجميل .. حياة يستمتع فيها بالحرية بعيدا عن ضغط العمل وقيود المنصب .. حياة جديدة يتمناها وينتظرها كل عاقل يصبوا الى الراحة بعد سنوات التعب .. حياة يختم بها مشوار الدنيا الزائلة والزائفة وهو راضى النفس قرير العين مطمئن البال سيرته ناصعة ويده بيضاء خالية من كل اثم .. يارب اسعد كل رئيس .. آمين آمين.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تم نشر هذه المقالة بجريدة المصرى اليوم بتاريخ 15/5/2009 وذلك بعنوان ( هل آن الأوان ان يتعظ ؟ )