مشاهدة النسخة كاملة : السيرة النبوية .. ,,,


~: Zac :~
26-07-2009, 09:08 AM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..........
اعزائي الاعضاء والمشرفين والزائرين ........
لقد احسست باهمية معرفة المسلم بالسيرة النبوية الشريفة ........
لذا نقلت لكم هذا الموضوع عسى الله ان يفيدنا واياكم به ....
والموضوع مجزأ حسب الترتيب الزمني ....
نبدا باذن الله ونتعرف على السيرة النبوية ........ :-

العهد المكي ...:

1 السيرة وبناء الأمة (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.1.1&SectionID=0) : تمثّل السيرة النبوية العطرة أحد الكنوز العظيمة التي يجب الاستفادة منها، وتزداد أهمية دراسة السيرة إذا كان في حساباتنا أنها لا تتناول رجلًا عاديًا بل إنها دراسة لتاريخ أعظم مخلوق وُجد على ظهر هذه الأرض منذ آدم - عليه السلام - وإلى يوم القيامة، وفي هذه الصفحات نطالع قواعد أساسية استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الأمة، ويستطيع المسلمون كذلك الاستفادة منها وتطبيقها إذا أرادوا بناء الأمة من جديد على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، على أننا لن نستطيع في هذا الدراسة الإحاطة الكاملة بكل صغيرة وكبيرة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم نظرًا لكثرتها وتنوعها إلا أننا نختار الأحداث العظيمة ونقف عندها بالتدقيق والتحليل، وذكرنا في عجالة بعض المراجع الأساسية التي يمكن الرجوع إليها في دراسة السيرة النبوية من كتب التفسير والحديث وغيرها، كما ألمحنا كذلك إلى منهجنا العام في دراسة السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام...

2 من الظلمات إلى النور (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.1.2&SectionID=0) : مما أُثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: إنما ينتقض الإسلام إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية، ومن الأهمية بمكان أن يعرف الناس جميعًا والمسلمون خاصة ما كان عليه العالم قبيل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، لقد كان العالم حينئذٍ يعيش حالةً مزرية من التخلف والتمزق والشتات والحروب والكراهية التي تأصلت في قلوب الناس جميعًا تجاه بعضهم البعض، وفي هذه السطور نستعرض أحوال الأمم المختلفة من الفرس والروم والمصريين والصينيين والهنود واليهود وغيرها من الأمم في تلك الحقبة البعيدة من الزمن، نعرف أحوالها الدينية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية، ونخصّ بشيء من التفصيل ما كان عليه العرب في الجزيرة العربية في ذلك الوقت، ثم نعبر الزمان إلى واقعنا المعاصر لنرى ما يعيشه العالم الآن من عنف وكوارث وجرائم متعددة لم يعرفها الناس من قبل، نرى ما عليه أمريكا وأوربا وروسيا وأفريقيا، نرى واقع العالم كله بصفة عامة ثم واقع العالم الإسلامي بصفة خاصة ...

3 من هنا بدأ الإسلام (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.1.3&SectionID=0): من هذه البقعة الطيبة المباركة بدأ الإسلام، وتم الاتصال بين السماء والأرض، وقد كانت هناك مجموعة من العوامل تجعل من الجزيرة العربية ومكة على وجه الخصوص أساسًا للانطلاقة العظيمة التي حققها الإسلام، ومن بين هذه العوامل أنه لم تكن لهذه المنطقة - الجزيرة العربية - مرجعية ثقافية واضحة كما كان للأمم المجاورة لها، فكان التكوين الثقافي التربوي للصحابة على درجة عالية من النقاء، ولم يكن لهذه المنطقة أيضًا جيش موحد بل كانت قبائل متفتتة متشرذمة استطاع الإسلام أن يجمعها، وكان نظام الحكم فيها من العوامل المساعدة للمسلمين أيضًا فقد استفاد النبي صلى الله عليه وسلم من تلك القوانين دون أن يتنازل عن شيء من عقيدته وأخلاقه، وعوامل أخرى متعددة كاللغة العربية وبعض الأخلاق التي كان عليها العرب من الكرم والشجاعة إضافة إلى إيمان هؤلاء العرب بالله وإن كانوا يشركون معه غيره ...

4 بدء الوحي (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.1.4&SectionID=0): إن لحظة اتصال السماء بالأرض لحظة طاهرة مباركة طيبة، بها من العظمة والجلال والمهابة ما يعجز الإنسان عن وصفه، إنها لحظة فارقة في تاريخ الزمان والمكان، فالوحي تكريم عظيم للبشرية كلها، وهو منّة من الله تعالى على عباده قال تعالى: [لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ] {آل عمران:164} وقد سبق نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم مقدماتٍ كتسليم الحجر والشجر عليه وشق صدره صلى الله عليه وسلم وغيرها، ثم كان أول ما نزل من القرآن قول الله تعالى: [اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1) خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ(3) الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ(4) عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ]. {العلق:1: 5} وكان موقفًا عظيمًا مهيبًا رائعا تقول السيدة عائشة في وصف ذلك الموقف: فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ. وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم على الفور الدعوة إلى الله عز وجل فأسلمت السيدة خديجة وأسلم أبو بكر وكذلك اسلم زيد بن حارثة رضي الله عنهم أجمعين ...

5 الدعوة سراً (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.1.5&SectionID=0):كان لا بد للدعوة من مرحلة السرية والتي لم تستمر يومًا أو يومين أو شهرًا أو شهرين؛ وإنما ظلت ثلاث سنوات كاملة وهي مدة طويلة قياسًا بعمر الدعوة النبوية الذي لم يتجاوز ثلاثة وعشرين عامًا، وفي هذا الأمر توجيه وتربية للمسلمين، فربما يحتاج المسلمون في وقت من الأوقات إلى هذا الأسلوب ليس حفاظًا على أنفسهم من الهلاك - وإن كان هذا مطلوبًا - وإنما حماية للإسلام من أن يجتث من جذوره، وقد نشط النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا في الدعوة إلى الله تعالى، فكان يدعو من يلمس فيه العقل والحكمة، وكان للشباب النصيب الأوفر من الدعوة في تلك الفترة، فعلى أكتافهم تقوم الدعوات وبهم تنتصر المبادئ، وكان للصديق أبي بكر رضي الله عنه دورًا بارزًا في تلك الفترة؛ فقد أسلم على يديه الكثير من عمالقة الإسلام، وقد فقه المسلمون هذه المرحلة جيدًا فأخذوا حذرهم واستمروا في الدعوة إلى الله تعالى حتى أذن لهم بأمر آخر ...

6 الدعوة جهراً (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.1.6&SectionID=0): كانت نقلة نوعية للدعوة الإسلامية عندما أمر الله عز وجل بالجهر بدعوة الإسلام بعد سرية استمرّت ثلاث سنوات، ولم تكن قريش لتقف مكتوفة الأيدي أمام أُناس يسفهون عقولهم ويحقّرون آلهتهم المزعومة، وينتزعون منهم خيرة الشباب وعقلائهم ليضمونهم إلى هذا الدين الجديد، ومع يقين قريش التام وعلمها المؤكد بصدق محمد صلى الله عليه وسلم إلا أنهم استمروا في عنادهم وكفرهم وجحودهم كما قال الله تعالى: [وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا] {النمل:14} وقد استخدمت قريش وسائل عديدة في الصد عن سبيل الله في تلك الفترة؛ منها تحييد المساندين، واستخدام سلاح الإعلام في تشويه صورة الدعوة والدعاة وفي شغل الناس عن الإسلام بأي شيءٍ آخر، كما استخدمت قريش سلاح الحرب النفسية ضد المسلمين، وطالبوا بالمعجزات إمعانًا في التحدي والتكذيب والجحود، كما كانوا يسخرون أيضا من المسلمين ويستهزءون بهم. ...


7 تربية الثبات (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.1.7&SectionID=0): كانت محاولات قريش السابقة كلها مع قوتها وتأثيرها لا تخرج عن كونها محاولات سلمية للصد عن الدعوة الجديدة التي غزت مكة، وأمام ازدياد أعداد المسلمين يومًا بعد يوم، كان على قريش أن تتخذ موقفًا أشد حزمًا في مواجهة المسلمين والحد من كثرتهم وقوتهم، فلجأت إلى الأسلوب الذي يستعمله الضعفاء أمام أقوياء العقيدة وجبال الإيمان؛ لقد لجأت قريش إلى أسلوب التعذيب للمسلمين، فعلى كل بطن من بطون قريش أن تلهب بالسياط والنار والحديد ظهر من أسلم منها، حتى يرتد عن دينه أو يهلك، وكان هذا ابتلاءً للمسلمين، وكان فيه تنقيتهم وتزكيتهم وتربيتهم، وكان على النبي صلى الله عليه وسلم أن يزرع في قلوب أصحابه الصبر على البلاء حتى يصمدوا أمام هؤلاء الطغاة من أكابر مجرمي قريش، وقد نجح صلى الله عليه وسلم بالفعل ومن خلال وسائل متعددة في زرع الصبر والثبات في نفوس أصحابه، ومع كل ما تعرض له الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنه من أذى واضطهاد إلا أنهم لم يؤمروا بقتال بعد، وذلك لحِكَمٍ كثيرة نذكرها في ثنايا هذه الصفحات ...

8 هجرة الحبشة الأولى (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.1.8&SectionID=0): لم يكن قرار الهجرة إلى الحبشة قرارًا سهلًا أو هيّنًا، وإنما كان قرارًا صعبًا، فليس من السهل على الإنسان أن يترك وطنه الذي تربى فيه ونشأ به، أو يترك أهله الذين هم جزء منه، ولم تكن الهجرة لأجل مال أو جاه أو راحة وإنما كانت لله تعالى وفي سبيله وابتغاء مرضاته، وكان اختيار الحبشة للهجرة إليها أمرًا في غاية الحكمة فقد كان هناك مجموعة من العوامل تجعل من الهجرة إلى الحبشة أمرًا ناجحًا وعمليًا من هذه العوامل العدل الذي يتصف به حاكم الحبشة، وأن أهل الحبشة إنما هم أهل كتاب، مع كون الحبشة بعيدة عن مكة وهي ملكة مستقلة ليس لأحد عليها سلطان، كما أنها مملكة عظمة وقوية لن تفكر قريش أو غيرها في غزوها وللحبشة أيضا قوة اقتصادية لا يستهان به فهي بلد تجاري كبير، ووصل المسلمون إلى الحبشة واستقبلهم النجاشي خير استقبال، ولكن قريشًا دبرت مكيدة لتعيد المسلمين إلى مكة مرة أخرى خوفًا من انتشار الإسلام خارج الجزيرة العربية أو أن تكون له شوكة ومنعة، وقد عاد المسلمون بالفعل إلى مكة لتدهشهم المفاجأة أن الأمر كان خدعة، وبدأت قريش من جديد في تعذيب المسلمين بل وتنوعت ألوان التعذيب فكان القرار الحكيم والجريء وهو هجرة أكثر من ثمانين مسلما، وهو ما يمثل نصف الطاقة الإسلامية تقريبا في ذلك الوقت ...

9 هجرة الحبشة الثانية (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.1.9&SectionID=0): إذا كان قرار الهجرة الأولى إلى الحبشة صعبًا، فإن هذا القرار بالهجرة مرة أخرى أكثر صعوبة ومشقة ومن الخطورة بمكان، فعدد المهاجرين في هذه المرة ليس باليسير وهم يمثلون ما يقرب من نصف قوة المسلمين في ذلك الوقت، ومما زاد من خطورة الأمر أن المهاجرين هذه المرة من بيوت زعامات قريش كالسيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وأسماء أخرى لامعة في قريش، وبعد وصول الوفد المسلم إلى الحبشة واستقرارهم بها أرسلت قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة في مهمة عاجلة ومحددة هي العودة بهؤلاء المسلمين من الحبشة إلى مكة، وبعد أكثر من محاولة لإرجاع المسلمين من الحبشة فشل الوفد القرشي في مهمته وكان أن اتخذ النجاشي ملك الحبشة العادل قرارات في منتهى الأهمية منها استضافة المسلمين عنده، وقطع العلاقات مع قريش، وأهم هذه القرارات لم يعلنه وهو أنه قد أسلم، ونعود سريعًا إلى مكة لنرى أسد الله حمزة وقد أعلن هو الآخر إسلامه على ملأ من قريش فكان ذلك فتحًا للمسلمين ونصرًا ...

10 إسلام عمر: (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.1.10&SectionID=0) كان تاريخ عمر بن الخطاب قبل الإسلام يمتلأ بالقسوة والغلظة والشدة على المسلمين وإيذائهم بكل ما يستطيع من قوة، وإزاء ما يحدث ي مكة من صراعات بين المسلمين والمشركين كان عمر بن الخطاب يعيش حالة من الصراع النفسي أيضًا، فهو بين أن يكون زعيما قائدا في مكة، وبين أن يكون تابعا في هذا الدين الجديد، يحدثه قلبه بأن هؤلاء الناس قد يكونون على صواب، ويحدثه عقله بأنه سفير قريش، وقائد من قوادها، والإسلام سيضيّع كل هذا، وعلى الفور أخذ قرارًا حاسمًا وخطيرًا؛ لقد قرر أن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم، فحمل سيفه وخرج يبحث عنه، وأمام تطاير الشرر من عيني عمر قابله نعيم بن عبد الله رضي الله عنه وعندما علم بما عزم عليه من قتل النبي صلى الله عليه وسلم قرر نعيم أن يشغله بأمر آخر، فأخبره بإسلام أخته وزوجها، وعلى الفور توجه عمر إلى بيت أخته قاصدًا إيقاع أشد ألوان العذاب بها وبزوجها إن صح ما علم عنهما، وفي بيت أخته وبعد أن سمع بعض الآيات من أول سورة طه تزلزل عمر رضي الله عنه، وقد وجد نفسه خاشعا متصدعا من خشية الله، وانطلق عمر لينضمّ إلى كتيبة المسلمين في دار الأرقم بن أبي الأرقم ...

11 عام الحزن (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.1.11&SectionID=0): توفي أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم وتوفيت بعده السيدة خديجة رضي الله عنها فازداد الإيذاء والجحود من مشركي مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين فخرج صلى الله عليه وسلم إلى الطائف لعله يجد من بين أهلها من يدافع عنه حتى يبلغ رسالة ربه ولكنهم لم يكونوا أقل من قريش كفرًا وعنادًا ورجع صلى الله عليه وسلم إلى مكة مرة أخرى ولم يستطع أن يدخلها إلا في جوار المطعم بن عدي أحد المشركين ...

12 بيعة العقبة الأولى (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.1.12&SectionID=0): كان من اختيار الله تعالى لدعوته هؤلاء الستة نفر من الخزرج والذين جاءوا كغيرهم من الآلاف المؤلفة التي تأتي لتطوف بالكعبة، ولكن الله عز وجل قد اختارهم لدعوته واصطفاهم لصحبة لنبيه صلى الله عليه وسلم، وقد تميّز هذا الرهط المبارك من الأنصار بصفات مؤهلة لتحمّل المسئولية وحمل الدعوة، ومن هذه الصفات الحسم وعدم التردد، والإيجابية العالية، ورقّة القلب، وآمنوا جميعًا ورجعوا إلى المدينة وعاد منهم بعد سنة خمسة ومعهم سبعة آخرين من أهل يثرب قد آمنوا بالله رب العالمين، وعقد الرسول صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء النفر ما سُمّي ببيعة العقبة الأولى والتي عُرفت أيضا ببيعة النساء لأنه لم يفرض فيها حرب ولا قتال، ورجع هذا الوفد إلى المدينة ومعهم سفير الإسلام الأول مصعب بن عمير وذلك حنى يتم التمهيد لتأسيس النواة الأولى للدولة الإسلامية الناشئة، وفي المدينة وعلى يد مصعب الخير اسلم الكثير من رجالات المدينة المنورة كأسيد بن حضير، وسعد بن معاذ، ولم يبق بيت في يثرب إلا وقد سمع بالإسلام ووصلته الدعوة، وكان نجاحًا باهرًا في تلك المهمة الخطيرة التي كُلّف بها مصعب بن عمير رضي الله عنه ...

13 بيعة العقبة الثانية (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.1.13&SectionID=0): جاء موسم الحج في السنة الثالثة عشر من البعثة المباركة وكان الوفد المسلم القادم إلى المدينة في هذه السنة خمسة وسبعين رجلًا وامرأتين، وفي سرية تامة التقى معهم النبي صلى الله عليه وسلم بعيدًا عن أعين قريش، وقد افتتح العباس بن عبد المطلب عمّ النبي صلى الله عليه وسلم تلك المباحثات الهامة والخطيرة مع أنه لم يكن قد أسلم بعد، ثم عرض النبي صلى الله عليه وسلم بنود البيعة على الأنصار وكانت في غاية الوضوح وفي غاية الصراحة واستجاب الأنصار رضي الله عنهم على الفور ورضوا بالجنة ثمنًا لبيعتهم، ومع ما أحاط بالبيعة من كتمان وسرية إلا أن الشيطان قد اكتشف أمر البيعة، وبلغ الخبر قريشا، لكنهم لم يكونوا على يقين من الأمر، وانطلق الوفد عائدًا إلى المدينة بينما تيقنت قريش من أمر الاجتماع فسارعت للإمساك بهم ولم يدركوا منهم غير سعد بن عبادة سيد الخزرج وعادوا به إلى مكة بعد أن شدوا وثاقه، وفي هذا الموقف يخرج بعض مشركي مكة فيجيرانه من أذى قريش ويلحق سعد رضي الله عنه بإخوانه الأنصار إلى المدينة المنورة ...

14 الهجرة إلى المدينة (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.1.14&SectionID=0): لم تكن الهجرة أمرًا سهلًا ميسورًا، ولم تكن كذلك ترك بلد ما إلى بلد آخر ظروفه أفضل، وأمواله أكثر، ليست عقد عمل بأجر أعلى، الهجرة كانت تعني ترك الديار، وترك الأموال، وترك الأعمال، وترك الذكريات، الهجرة كانت ذهابًا للمجهول، لحياة جديدة، لا شك أنها ستكون شاقة، وشاقة جدًا، الهجرة كانت تعني الاستعداد لحرب هائلة، حرب شاملة، ضد كل المشركين في جزيرة العرب، بل ضد كل العالمين، الحرب التي صورها الصحابي الجليل العباس بن عبادة الأنصاري على أنها الاستعدادُ لحرب الأحمر والأسود من الناس ...

~: Zac :~
26-07-2009, 09:09 AM
العهد المدني ...:

1 تأسيس الدولة الإسلامية (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.1&SectionID=0) : كانت الهجرة إلى المدينة المنورة نقلة هائلة في مسيرة الدعوة الإسلامية، وقد كان الأنصار في غاية الفرح والابتهاج بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم مع ما يمثله هذا الأمر من تضحية بالمال والنفس، وكان أول الأعمال التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم بناء المسجد فكان المحضن التربوي الأول والجامعة الإسلامية الأولى التي تخرّج منها أكبر قادة المسلمين وأعظمهم على الإطلاق، ولم يكن المسجد مقرًا للحكم والسياسة والقضاء فحسب، بل كان المسجد أيضًا مكانًا لإعلان أفراح المسلمين، ولتربية الأطفال وللترفيه أيضًا بأدب، وكذلك كان مأوىً للفقراء وعابري السبيل، ومكانًا لمداواة المرضى، وكان المسجد بناءًا في غاية البساطة ومن دون تكلف فالمهم هو الجوهر، وقام النبي صلى الله عليه وسلم بدراسة واقع المدينة المنورة والطوائف التي تسكنها ومن حولها حتى يكون على دراية تامة بما يدور حوله وبما يدبر له ...

2 مجتمع المدينة (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.2&SectionID=0) : كان المجتمع المدني أول قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة متنوعًا ما بين مسلمين من الأنصار والمهاجرين، ومشركين ما زالوا على دينهم، ويهود يعرفون الحق ويجحدونه، وفي هذه السطور نعرف كيف كان تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع المسلمين في داخل المدينة وخارجها، ففي داخل المدينة كان الأنصار وهم من الأوس والخزرج، فقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم ابتداءً، ثم آخى بينهم وبين المهاجرين، وكان حال المهاجرين في أول الأمر من الصعوبة والمشقة بمكان، فقد تركوا ديارهم وأموالهم وأهليهم في مكة، واستطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدمج بين المسلمين جميعًا في بوتقة واحدة، فصار المهاجرون كالأنصار وكان لهم كامل الحرية في المدينة من البيع والشراء والتملّك ...

3 المشركون والدولة الإسلامية (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.3&SectionID=0) : لم تكن قريش لتهدأ أو تكف من عدوانها ضد الدولة الإسلامية الناشئة والتي تبتعد عنها مئات الأميال - حوالي 500 كم - وتبقى السنة الإلهية الواضحة في كتاب رب العالمين سبحانه وتعالى [وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا]{البقرة:217} </SPAN>. فقد استخدمت قريش كل ما تستطيع من وسائل لهدم هذه الدولة الإسلامية التي تطعن في كبريائها وتهدد كيانها، فحاولت قريش إثارة الفتنة الطائفية داخل المدينة مستخدمة في ذلك اليهود والمنافقين، كما استخدمت الحرب النفسية والحصار الاقتصادي متعاونة مع القبائل المحيطة بالمدينة، وكذلك استخدمت أسلوب التهديد العسكري بعد أن قطعت العلاقات الدبلوماسية مع المدينة المنورة ...

4 اليهود والدولة الإسلامية (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.4&SectionID=0) : عندما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة كان يسكن بها ثلاث قبائل كبرى من اليهود هم بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة، وكانوا من القوة والمنعة بمكان، فقد كان اليهود يسيطرون على القوة الاقتصادية بالمدينة وعلى الماء كذلك، وقد بذل النبي صلى الله عليه وسلم جهودًا مضنية في دعوة اليهود إلى الإسلام ، ولكنهم كانوا على العداء التام لدين الله تعالى جحودًا واستكبارًا وكانوا كما وصفهم الله تعالى في كتابه الكريم [لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا] {المائدة:82} . ولم يسلم منهم إلا عدد محدود للغاية، وقد عقد معهم النبي صلى الله عليه وسلم معاهدة استفاد منها المسلمون أعظم استفادة ولم يكن اليهود كما هو معروف عنهم من الغدر والخيانة ليوفوا بالعهود أو المواثيق، كما كان لهم وسائل متعددة في التأثير على المسلمين منها إثارة الشبهات والتأثير الاقتصادي وإثارة الفتنة ومحاولة تفريق الصف المسلم ...

5 الطريق إلى بدر (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.5&SectionID=0) : نعرف أن المهاجرين قد تركوا ديارهم وأموالهم وما يملكون في مكة وقد استولت قريش على ممتلكات المسلمين التي تركوها وأخذتها ظلمًا وعدوانًا، وأذن الله للمسلمين أن يرفعوا هذا الظلم عن كاهلهم، وأن يستردوا بعض ما أخذته منهم قريش، وهذه عير قريش وقوافلها رائحة غادية تمرّ بالمدينة المنورة في طريقها إلى الشام ذهابًا وإيابًا، وأذن الله بالقتال، ولكن كان قبل هذا الإذن التربية العميقة للأنفس على الإيمان وعلى أن هذا القتال في سبيل الله، وقد كوّن النبي صلى الله عليه وسلم السرايا من المهاجرين فقط، وذلك لأن الظلم قد وقع عليهم، وهم الذين سُلبت أموالهم وأُخذت ديارهم، وذاقوا ألوانا متعددة من العذاب على يد أكابر مجرمي قريش، وكان من اشهر السرايا سرية نخلة التي أعقبها حملة إعلامية ضخمة وضجة قرشية هائلة مما يؤكد مبدأ الكيل بمكيالين التي تنتهجه القوى العظمى الظالمة في كل مكان وزمان، وبعد الإذن بالقتال كان فرضه على المسلمين وقد تعددت ردود الأفعال تجاه فرض القتال، ولكن كانت السمة الغالبة هي القبول به والشوق إلى الاستشهاد والجنة ...

6 أهل بدر (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.6&SectionID=0) : كانت قافلة قريش عائدة من الشام بقيادة أبي سفيان الزعيم القرشي المشهور، وكانت فرصة للمسلمين لاسترداد بعض ما سُلب منهم، واستشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه للخروج لهان فخرجوا على الفور، ولكن أبا سفيان أفلت بها، وكانت قريش قد بلغها الخبر فأتت بعددها وعدتها دفاعًا عن أموالها وتجارتها، ولما بلغهم خبر نجاة القافلة والأموال انقسموا في الرأي بين من يريد الرجوع فالأمر الذي قد خرجوا لأجله قد زال وبين من يريد الحرب واستئصال شأفة المسلمين وقد كان يتزعم الرأي الأخير أبو جهل لعنه الله، وكان أبو سفيان ممن بنادي بالرجوع، ومع إصرار أبي جهل على الاستمرار انطلق معه الجيش المكي إلا القليل ممن آثروا السلامة، وعلى الفور عقد النبي صلى الله عليه وسلم مجلسًا استشاريا للحرب استطلع فيه رأي أصحابه وخص منهم الأنصار فكان منهم الإقدام والشوق إلى القتال في سبيل الله ...

7 يوم بدر (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.7&SectionID=0) : لم يكن يوم بدر يومًا عاديًا، بل كان يومًا مشهودًا غيّر من تاريخ العالم كله، ففي صباح يوم بدر وبعد أن قامت المخابرات الإسلامية بدورها في تحديد عدد الجيش المشرك وعتاده وقادته، وحدد النبي صلى الله عليه وسلم مكان المعركة بعد أن استشار أصحابه وأدلى كل بدلوه، بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يجأر إلى الله بالدعاء أن ينصر الله هذه القلة المؤمنة أمام هذه الكثرة الكافرة، وليس من الغريب أن يدعو الرسول صلى الله عليه وسلم ربه، بل إن الغريب حقًا أن يدعو أبو جهل بالنصر لجيشه والهزيمة للمسلمين، والتقى الفريقان في ميدان المعركة، واشتاق الصحابة للجنة تحت ظلال السيوف، ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته ليسمع الجميع: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُقَاتِلُهُمُ الْيَوْمَ رَجُلٌ،فَيُقْتَلُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ إَلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ. وكان النصر حلف المسلمين وولت قريش الأدبار بعد أن قتل منهم من قتل واسر منهم من أسر، وكان فضل الله على المسلمين عظيمًا ...

8 نصر بدر (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.8&SectionID=0): كان نصر الله للمسلمين في غزوة بدر بعد أن استكملوا أسباب هذا النصر، فقد كان الجيش الإسلامي في هذه الغزوة، متصفًا بصفات الجيش المنصور من الإيمان والعمل الصادق والأخذ بالشورى وإعداد العدة وغيرها من الصفات التي ينبغي ألا تنفك عن الجيش المؤمن الذي يريد النصر، وقد ظهر في يوم بدر هذا صورًا متعددة من تغلّب الصحابة رضوان الله عليهم بعقيدتهم على أنسابهم، وظهر بشدة تأييد الله تعالى لعباده المؤمنين بجنود من عنده كالملائكة والمطر والطمأنينة في قلوب المؤمنين والرعب في قلوب المشركين والفرقة في صفوفهم والرؤى المبشرة للمؤمنين بالنصر وللمشركين بالهزيمة، وغير ذلك من جنود الرحمن في معركة الفرقان ...

9 آثار بدر (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.9&SectionID=0) : كان لغزوة بدر الكبرى آثارًا هائلة وثمارًا عظيمة على الدعوة الإسلامية، وكان لها تأثيرًا بالغًا في تغيير الواقع في تلك الفترة الزمنية، ومن بين هذه الآثار؛ الميلاد الحقيقي للدولة، والأثر الإيجابي على المسلمين في المدينة والذين لم يشهدوا الغزوة والأثر السلبي الكبير على المشركين في مكة، كما كان هناك أثرًا سلبيًا على المسلمين الذين شهدوا الغزوة بسبب الغنائم، كما ظهرت قضية الأسرى ونزلت الأحكام توضح الحكم فيها، كما كان من آثار هذه الغزوة تفكير قريش في غزو المدينة المنورة للأخذ بالثأر والخلاص من هؤلاء الذين يعكرون صفو قريش، وقد كان لغزوة بدر أيضًا الأثر الكبير على الأعراب الذين يسكنون حول المدينة المنورة، كما كان لها أثر في تغيير الشرائح التي تسكن داخل المدينة، إلى غير ذلك من الآثار التي سنفصلها في هذه الصفحات ...

10 الطريق إلى أحد (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.10&SectionID=0) : بعد أن عاد الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة بدر منتصرًا، حذر اليهود من مغبة استمرارهم على الكفر والجحود لآيات الله مع يقينهم بصدق نبوته صلى الله عليه وسلم، ولكنهم أبوا إلا أن يظلوا على الكفر والعناد والمكابرة، وقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ لَا يَغُرَّنَّكَ مِنْ نَفْسِكَ أَنَّكَ قَتَلْتَ نَفَرًا مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا أَغْمَارًا لَا يَعْرِفُونَ الْقِتَالَ، إِنَّكَ لَوْ قَاتَلْتَنَا لَعَرَفْتَ أَنَّا نَحْنُ النَّاسُ، وَأَنَّكَ لَمْ تَلْقَ مِثْلَنَا. فكان هذا منهم مخالفة صريحة وواضحة لبنود المعاهدة التي بينهم وبين المسلمين، ولم يكتف اليهود بذلك بل أرادوا كشف وجه امرأة مسلمة، ولما أبت ذلك تحايلوا في الأمر وكشفوا عورتها، ونهض أحد الصحابة فقتل اليهودي الذي قام بهذا الفعل الفاحش، فقتل اليهود هذا المسلم، فتحرّكت الدولة الإسلامية كلها من أجل نصرة تلك المرأة التي أُهينت، ومن أجل هذا المسلم الذي قتله اليهود، وحاصر النبي صلى الله عليه وسلم بني قينقاع حتى أجلاهم عن المدينة وظهر التعاون الواضح بين المنافقين واليهود، وفي تلك الفترة كانت قريش تعد العدة لغزو المدينة ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر بدأ على الفور التأهب للمعركة، واستشار أصحابه في الأمر فكان رأي الغالبية أن يخرجوا إلى المشركين ويقاتلوهم خارج المدينة، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم على رأيهم، وقبيل بدء المعركة انسحب عبد الله بن أبي بن سلول ومعه ثلث الجيش، وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم في تحفيز الجيش المؤمن على الجهاد والاستشهاد، بينما كان أبو سفيان على الجانب الآخر يحفز المشركين على القتال ...

11 يوم أحد (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.11&SectionID=0): بدأ القتال يوم أُحد واحتدم واشتد بين المسلمين والمشركين، وبذل المسلمون جميعًا جهودًا كبيرة وأظهروا قوة عظيمة في قتالهم ودفاعهم وجهادهم إعلاءً لكلمة الله تعالى، وبعد أن قاتل حمزة رضي الله عنه وقتل العديد من عظماء قريش أصابته حربة وحشي الذي ما جاء إلى المعركة إلا لقتله ليعتق نفسه من الرق، فكان هذا الأمر صعبًا على المسلمين، ومع هذا فقد ظل المسلمون يدافعون ويقاتلون في حماسة شديدة، وحاول خالد بن الوليد الالتفاف حول الجيش المسلم وتطويقه أكثر من مرة من خلال الصعود على الجبل الذي يقف عليه الرماة ولكن منعه النبل الذي نضحه عليه وعلى من معه الفرسانُ المكلفون بلزوم الجبل، وظهرت بوادر النصر على المشركين وبدءوا في الفرار وترك الغنائم ورائهم تخففًا منها، وحدث ما لم يتوقعه أحد؛ فمع الأوامر الواضحة الصريحة المشددة بأن يلزم الرماة على الجبل أماكنهم مهما حدث إلا أنهم خالفوا هذا الأمر مخالفة صريحة ونزلوا ليجمعوا الغنائم فكانت المصيبة التي حلت بالمسلمين ...

12 شهداء أحد (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.12&SectionID=0) : من قلب المحنة تأتي المنحة، فبقدر الآلام والمشقات والمتاعب التي لقيها المسلمون يوم أحد بقدر ما تعلموا وتعلمت معهم الأمة كلها منهج الله تعالى وسننه في الخلق، وقد تعددت الحكم من هذه المصيبة التي ألمّت بالمسلمين في هذا اليوم العصيب الشاق على المسلمين ومن هذه الحكم تنقية الصف المؤمن وتصفيته من الشوائب العالقة به، وكذلك معرفة المؤمنين لشؤم المعاصي وأضرارها الجسيمة، وعاقبة الإقبال على الدنيا، وأن المصيبة لا تصيب الذين ظلموا خاصة، وظهر للمسلمين كذلك مع عظِم هذه المصيبة قيمة الشهادة في سبيل الله وفضلها، وفي هذه الصفحات نعيش أيضًا مع بعض شهداء هذه المعركة مثل حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير، وسعد بن الربيع وغيرهم من الشهداء الأبرار رضي الله عنهم جميعًا، ثم نرى كيف عالج القرآن الكريم الهزيمة النفسية العميقة التي أصابت المسلمين بسبب هذه المعركة، ونرى الروح المعنوية العالية التي ظهرت على المسلمين بخروجهم إلى حمراء السد ولم يمر إلا ساعات قلائل على مصيبة أُحد، بل ما زالت جراحهم تنزف ولم تجف أرض المعركة من دماء الشهداء بعد ...

13 بين أحد والأحزاب (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.13&SectionID=0) : بعد مصيبة أُحد العظيمة بدأ أعداء الإسلام يظهرون عداوتهم وشماتتهم بالمسلمين، وكانت قوى الكفر والشرك في ذلك الوقت تتوزع ما بين مشركي مكة، ويهود المدينة، والأعراب حول المدينة، والمنافقين بداخلها، وقد مرّ المسلمون بعد أُحد بأزمات قاسية كان لها الأثر الكبير على المسلمين كأحداث بعث الرجيع وبئر معونة وخيانة بني النضير ومحاولتهم قتل النبي صلى الله عليه وسلم، وفقد المسلمون في عام واحد مائة وخمسين شهيدًا نتيجة هذه الأحداث الدامية، ولكن المسلمين قد استعادوا هيبتهم ومكانتهم في الجزيرة العربية خاصة بعد إخراج بني النضير من المدينة، وعدم قدرة قريش على مواجهة الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين في بدر الصغرى، وقد تضافرت مجموعة من العوامل أدت إلى تكوين تحالف الأحزاب، وخرجت مجموعة من يهود خيبر ويهود بني النضير لتجميع الأحزاب، وتوجه الوفد إلى قريش لإغرائها بحرب المسلمين، وأن هذه فرصة لجمع كل القبائل لقتال المسلمين، وتم تجميع عشرة آلاف مقاتل، [وَلَمَّا رَأَى المُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا] {الأحزاب:22} ...

14 غزوة الأحزاب (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.14&SectionID=0) : تشبه أحداث غزوة الأحزاب ما يدور في واقع المسلمين اليوم من تجمع الأعداء عليهم من كل حدب وصوب لإبادتهم واستئصال شأفتهم، وقد كان ليهود الأمس كما ليهود اليوم دور بارز وخطير في تأليب أعداء الإسلام على المسلمين، واستغلال أي فرصة للغدر بالمسلمين، ولكن المسلمين بدءوا على الفور إعداد أنفسهم لخوض هذه المعركة مع هذه الآلاف من المشركين، وكانت فكرة الخندق التي ألهم الله بها سلمان الفارسي رضي الله عنه، أحد أسباب النصر الذي كتبه الله للمسلمين... ...

15 المسلمون بعد الأحزاب (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.15&SectionID=0) : كان للمسلمين نشاط عسكري عظيم بعد غزوة الأحزاب، وقامت المخابرات العسكرية الإسلامية بدور مهم وخطير في رصد كل ما يجري في الجزيرة العربية شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، وقامت السرايا الإسلامية بتنفيذ المهام الموكلة إليها على أكمل وجه، فتم قتل سلام بن أبي الحقيق أحد قادة اليهود ورءوس الفتنة، وكانت سرية محمد بن مسلمة التي توغلت ما يقرب من ثلاثمائة كيلومترًا في الصحراء لتأديب بعض من شاركوا في حصار المدينة، ثم كانت غزوة بني المصطلق وتبعها أيضًا مجموعة من السرايا، وتحسن الوضع العام للمسلمين أمنيًا وعسكريًا واقتصاديًا... ...

16 الطريق إلى الحديبية (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.16&SectionID=0) : رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه - ورؤيا الأنبياء حق - أنه يدخل المسجد الحرام وأصحابُه معتمرين، وانشرحت صدور الصحابة وقلوبهم لهذا الأمر العظيم مع ما فيه من مخاطر، وانطلق الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه المؤمنون الصادقون، ووصلوا إلى كراع الغميم على مسافة قريبة من مكة، ولم يكن معهم إلا سلاح المسافر، وأعلنوا عن وجهتهم، وأنهم يريدون أداء العمرة فحسب، وكانت المفاجأة أن قريشًا قد علمت بالأمر، وأعدت جيشًا لمواجهة المسلمين... ...

17 صلح الحديبية (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.17&SectionID=0) : بينما عثمان بن عفان رضي الله عنه في مكة يؤدي المهمة التي كلفه بها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أشيع بين المسلمين أنه قد قُتل، وعلى الفور جمع النبي صلى الله عليه وسلم من معه من المؤمنين، وبايعوه جميعًا على ألا يفروا، ومنهم من بايع على الموت، وعلم الله صدق نياتهم فرضي عنهم كما اخبر بذلك في كتابه الكريم، وسُمّيت هذه البيعة بيعة الرضوان، وكانت من الأحداث الهامة والخطيرة في تاريخ الإسلام، وسمعت فريش بها فاهتزت أركان مكة، وازداد الناس رهبة من قوة المسلمين وعظمتهم... ...

18 المؤمنون وصلح الحديبية (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.18&SectionID=0): كان الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا في هم وحزن وضيق مما حدث في صلح الحديبية، وظهرت ملامح هذه الحزن في حوار عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر رضي الله عنه، وعند انصراف المسلمين من صلح الحديبية نزلت سورة الفتح، وبدأت القبائل تدخل في حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل قبيلة خزاعة وغيرها، وفي هذه الصفحات نطالع أيضًا الأسباب التي جعلت من صلح الحديبية فتحًا عظيمًا، كما نطالع الدروس المستفادة من هذا الصلح العظيم... ...

19 عالمية الإسلام (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.19&SectionID=0) : بعد صلح الحديبية أصبحت الأجواء صافية ومناسبة لنشر الإسلام في ربوع الأرض كلها، خاصة بعد أن اعترفت قريش بالدولة الإسلامية من خلال توقيع هذا الصلح معها، وبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم في مراسلة قادة العالم في ذلك الوقت يدعوهم إلى الإسلام ويرغبهم فيه، ويحذرهم من مغبة التمادي في الكفر والجحود، فأرسل صلى الله عليه وسلم رسالة إلى هرقل إمبراطور الروم، وإلى كسرى ملك الفرس، وإلى النجاشي والمقوقس وملك البحرين وإلى صاحب اليمامة وإلى أمير دمشق... ...

20 فتح خيبر (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.20&SectionID=0) : لا يستطيع أحد أن ينسى الدور الخطير الذي قام به اليهود - خاصة يهود خيبر - في تجميع الأحزاب حول المدينة المنورة لاستئصال شأفة المسلمين، والخلاص منهم إلى الأبد، ولكن شاء الله عز وجل أن يرد الذين كفروا بغيظهم، وأن يبطل مكر اليهود، وكان لا بد من عقاب اليهود على فعلتهم هذه، وبعد أن أمِن المسلمون جانب قريش، خرجوا على الفور من المدينة المنورة، ووصلوا إلى حصون خيبر العظيمة، وتم حصارها وإسقاطها حصنًا بعد الآخر، فكان لهذا الفتح آثار عظيمة خاصة على من بقي من اليهود في الجزيرة العربية كلها... ...

21 قوة الإسلام (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.21&SectionID=0) : ازدادت قوة الإسلام وانتشر بشكل واضح وسريع في كل الجزيرة العربية، خاصة بعد صلح الحديبية، وقد كان للرسول صلى الله عليه وسلم أهداف محددة في تلك الفترة منها فتح خيبر وقد تم له ذلك، أما الهدف الآخر الذي حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تحقيقه في ذلك الوقت، فهو تأديب قبائل غطفان التي شاركت في حصار المدينة المنورة في غزوة الأحزاب، ومع بعد مساكنهم وكثرة أعدادهم وقوة عتادهم؛ إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعبأ بذلك كله، وانطلق إليهم، فكانت غزوة ذات الرقاع... ...

22 نصر مؤتة (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.22&SectionID=0) : منذ البدايات الأولى لنشأة الدولة الإسلامية والرسول صلى الله عليه وسلم أحرص ما يكون على حفظ كرامة الأمة الإسلامية، وكانت تلك السمة العظيمة من العوامل التي جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يرسل السرايا والجيوش لتأديب قبائلَ أو أفرادًا أساءوا في حق الدولة الإسلامية، ولإظهار قوة الإسلام وعظمته، وقد كانت بعض القبائل التي تسكن شمال الجزيرة العربية قد اعتدت على بعض رعايا الدولة الإسلامية فكان لا بد من وقفة حاسمة تنهي هذه الأزمات، فكانت معركة مؤتة العظيمة، والتي انتصر فيها ثلاثة آلاف من المؤمنين على مائتي ألف فارس من الروم ومن حالفهم من العرب... ...

23 الطريق إلى مكة (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.23&SectionID=0) : لا بد للأحداث العظيمة من أسباب ومقدمات تمهّدُ الطريق لها، ومن الأحداث العظيمة في تاريخ الجزيرة العربية بل في تاريخ البشرية كلها فتح مكة، وكان من مقدمات هذا الفتح أن أغارت بنو بكر المتحالفة مع قريش على خزاعة المتحالفة مع المسلمين، وباركت قريش هذا الاعتداء من حليفتها، ولم يكن أمام خزاعة إلا أن تستنجد برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين، وكان المسلمون على أتم الاستعداد اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا لقرار الحرب أو قرار الفتح... ...

24 فتح مكة (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.24&SectionID=0) : أدركت قريش مدى الجرم الذي وقعت فيه بوقوفها بجوار بني بكر في اعتدائهم على خزاعة حليفة المسلمين، وأرسلت قريش إلى المدينة أكبر زعمائها أبا سفيان ليسترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطيل الهدنة، ولم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة واحدة، ورجع أبو سفيان إلى مكة بخفي حنين، وأصبح القرشيون على يقين من غزو المسلمين لمكة في القريب العاجل، وفي سرّية تامة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بالتوجه إلى مكة... ...

25 إسلام مكة (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.25&SectionID=0) : بعد أن دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة فاتحًا منتصرًا في عشرة آلاف من أصحابه؛ كان أول ما قام به صلى الله عليه وسلم أن قام بتكسير الأصنام الكثيرة الجاثمة حول الكعبة وفوقها وفي داخلها، وذلك حتى يكون أهل قريش ومن حولهم على يقين من أنها لا تصر ولا تنفع، ولا تغني عنهم شيئًا، ثم صعد بلال بن رباح الحبشي رضي الله عنه فوق الكعبة مؤذنًا ليعلن للعالم كله أن العزة إنما هي بالإسلام لا بالنسب ولا باللون ولا بالمال، وجمع الرسول صلى الله عليه وسلم أهل مكة جميعًا ليعلن العفو عنهم في هذا الموقف العظيم المهيب، ودخل أهل مكة في دين الله أفواجًا... ...

26 يوم حنين (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.26&SectionID=0) : بعد أن تم فتح مكة أكل الحقد قلوب قبيلة هوازن وخافوا على أنفسهم من قوة المسلمين، وبدءوا يعدون العدة لقتالهم، وجهزوا كل ما يستطيعون من عدد وعدة بل وأخذوا معهم نسائهم وأولادهم وأموالهم حتى يكون ذلك محفزًا لهم على التفاني في قتال المسلمين، وخرج المسلمون لقتالهم ولكن البعض منهم أُعجب بكثرة العدد والعدة فقالو: لن نغلب اليوم من قلة إعجابًا بكثرتهم، وانتشر هذا الداء في عموم الجيش، فعلمهم الله تعالى أن النصر إنما يكون من عنده فكانت أحداث يوم حنين... ...

27 بين حنين والطائف (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.27&SectionID=0) : انتصر المسلمون يوم حنين، ولم يَدُر فيه قتال يذكر، ومع ذلك كان له من الآثار ما لا يحصى، وكان من أهم هذه الآثار أن المسلمين فقهوا جيدا حقيقة النصر في الإسلام، وعلموا تمام العلم أن المسلم الذي يعد العدة دون أن يرتبط بالله عز وجل، فإن نصره بعيد، وثباته محال، وكان هذا الدرس من أبلغ الدورس التي تعلمها المسلمون في كل حياتهم السابقة، ورأينا فرار جيش هوازن بكل بطونها من أمام جيش المسلمين، وعندما عاد المسلمون إلى ربهم سبحانه وتعالى وعندما عادوا إلى الفقه السليم، فرت جيوش هوازن، حتى وصلوا في فرارهم إلى مدينة الطائف. ...

28 إسلام هوازان (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.28&SectionID=0): تكلمنا عن توزيع غنائم حنين، وتقسيم أربعة أخماس الغنائم على الجيش بكامله، ثم توزيع الخمس المتبقي على المُؤَلّفة قلوبهم من طلقاء مكة وزعمائها، وكذلك زعماء القبائل العربية المختلفة، وكان توزيعًا سخيًا، فقد بلغ نصيب البعض إلى مائة من الإبل، وتجاوز هذا الرقم للبعض الآخر، وكانت العلة في ذلك هو عمل النبي صلى الله عليه وسلم على استقرار الدولة الإسلامية ...

29 غزوة تبوك (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.29&SectionID=0) : بعد فتح مكة وانتصار حنين دانت قبائل عربية كثيرة للمسلمين، وأصبحت الجزيرة العربية دولة إسلامية لها وضعها وكيانها، ولا شك أن ذلك لفت أنظار الدولة الرومانية العظمى التي تقع في شمال الجزيرة العربية، في الشام وما فوقها، ولنحلل الوضع في نظر الرومان: أولا: الدولة الإسلامية تتنامى قوتها بشكل لافت للنظر، وتتحول من كونها حركة مضطهدة إلى دولة, وستحاصر الدولة الرومانية بالفرس شرقا, والمسلمين جنوبا. يفسر لنا ذلك رعب الدولة الكبرى في العالم من الحركات الإسلامية لأن هذه الحركات عندها القابلية ليس لحكم بلادها فقط، ولكن لحكم العالم. .

30 مسجد الضرار (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.30&SectionID=0) : بمجرد عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من تبوك، جاء إليه بعض المنافقين يطلبون منه الصلاة في مسجد بنوه بالقرب من قباء، ولهذا المسجد قصة مهمة، وهو الذي عرف في التاريخ بمسجد الضرار، وكان المنافقون باتفاق مع أبي عامر الفاسق الذي مرت بنا قصته عند الحديث عن قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة مهاجرًا، والذي كان يَدَّعي أنه على الحنيفية، فلما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة رفض الإسلام، وكره الرسول صلى الله عليه وسلم، وترك المدينة إلى مكة، ثم فر من مكة عند فتحها إلى الشام، ومن الشام راسل المنافقين في المدينة المنورة للقيام بعمل يفسد على المسلمين حياتهم ويفرق صفهم. وكانت الفكرة التي تبناها أبو عامر الفاسق هي بناء مسجد آخر إلى جوار قباء؛ ليجذب إليه مجموعة من المسلمين، فلا يذهبون للصلاة في المسجد النبوي، ولا في مسجد قباء، وبذلك تتشتت قوة المسلمين، بالإضافة إلى الأفكار الهدامة التي من الممكن أن تُبَث من خلال هذا المسجد. ...

31 عام الوفود (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.31&SectionID=0) : من أهم الوفود وفد جاء فيه رجل واحد، ومع أن الوفد هنا رجل واحد إلا أن نفعه، وأثره كان عظيما، ويؤكد على هذا المعنى ما قاله ابن عباس كما في رواية أحمد عن هذا الوفد: فما سمعنا بوافد قدم كان أفضل من هذا الوافد. وهذا الرجل هو ضِمَام بن ثعلبة السعدي رضي الله عنه، من بني سعد بن بكر من هوازن، ويبدو أنه جاء من فرع لم يُسْلم بعد من فروع بني سعد؛ لأن معظم بني سعد آمنت بعد موقعة حنين، وبرغم كونه أعرابيا فيه شيء من الغلظة، والجفاء، إلا أنه كان ذكيا، عاقلا، إيجابيا، على مستوى راق جدا من الفهم، وحسن التصرف. وقد جاءت قصة هذا الوافد في صحيح البخارى، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأحمد، والحاكم، وأبي داود، وابن ماجه، والدارمى, وفي كل رواية إضافة جميلة, وقد حاولت أن أجمع لكم قدر المستطاع تفاصيل قصته من هنا وهناك لتكمل الفائدة. ...

32 الوداع (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.32&SectionID=0) : لكل شيء نهاية، ولكل أجل كتاب، ولكل قصة خاتمة، وكثيرًا ما ينتهي عمر إنسان دون أن يرى حلمه يتحقق، ودون أن يشاهد خطته تنجح، ولكن من سعادة الإنسان حقًا أن يطيل الله عز وجل في عمره حتى يرى ثمار عمله، ونتيجة جهده، فيسعد بذلك أيما سعادة، ويشعر أن تعب السنين لم يذهب هباءً منثورًا، ولا يشترط للإنسان المخلص أن يرى نتيجة كَدِّه وتعبه، لكن لا شك أنها نعمة من الله عز وجل، ومِنّة عظيمة لا تقدر بثمن. ...

33 خاتمة السيرة (http://www.islamstory.com/Article.aspx?ArticleID=1.2.33&SectionID=0) : كم هو صعب على النفس أن نكتب خاتمة السيرة، لأن نفوسنا كانت متعلقة تمام التعلق بالحديث عن رسولنا صلى الله عليه وسلم، فحديثنا عنه أسعد حديث، وتدبرنا في سيرته أجمل تدبر، واستفادتنا من دراسة منهج حياته أعظم استفادة. لكن لا بد من تعليق ختامي على هذه السيرة العظيمة، وعزاؤنا أن هذا لن يكون آخر حديثنا عن حبيبنا صلى الله عليه وسلم، وستتوالى إن شاء الله بعد ذلك دراسات ودراسات تتناول جوانب شتى من حياته صلى الله عليه وسلم. ...