Mr.Hani
02-08-2009, 06:06 PM
عم سيد
رحلة الذهاب والعودة بين الدنيا والآخرة
عم سيد عبد الدائم
هو إنسان بسيط، عفوي، تلقائي، لا يبتغي مالا أو عرضا دنيويا، فقط يبتغى الثواب من الله جراء خدمة الموتى وتوصيلهم حتى محطتهم الأخيرة ألا وهي القبر، زالت من قلبه رهبة الموت لأنه علم أنه المصير المؤكد، وبات يجد سعادته في تجهيز الأموات لملاقاة ربهم على أطهر ما يكونون، انه عم سيد عبد الدائم الذي قضى ثلاثون عاما من عمره فى خدمة اموات المسلمين يحملهم ويغسلهم ويكفنهم ويدفنهم دون انتظار مقابل الا الثواب فقط والتقينا به لكي نسمع منه بعض فصول حياته في خدمة الأموات.</STRONG>
يقول عم سيد أنا واحد من آلاف البشر الذين يهبون حياتهم لخدمة الأموات، كنت اعمل ضابطا بالقوات المسلحة ثم استقلت منها وتفرغت لهذا العمل طوال تلك الفترة من حياتى " ثلاثون عاما " لم اتوان فيها لحظة عن خدمة متوفى واكرامه حتى مثواه الاخير واكرمنى الله وساهمت مع اخرين فى انشاء جمعية شرعية تكون قائمة على خدمة فقراء المسلمين فى كل ما يخص شئون حياتهم ومماتهم من الانفاق على الايتام حتى دفن الفقير واكرامه .
وهدف عم سيد هو اكرام الفقير قبل الغني ، ووجهة نظره الغنى لا يحتاج لاحد واموره مدبره كافة اما الفقير فلا احد له الا الله عز وجل.
ويكمل عم سيد بالقول " وفقنى الله لانشاء 28 مقبرة لخدمة اموات فقراء المسلمين بلا اى اجر بداية من الكفن المجانى والغسل المجانى والدفن وسيارة الموتى بل ويصل الامر الى مساعدة اهل الميت فى محنتهم ماليا .
http://www.moheet.com/image/66/225-300/663151.jpgاعداد الكفن للمتوفى
ويحكى عم سيد ويقول فى احدى الليالى حضر الى شخص يبدو من مظهره انه فقير جدا وحضر الى وانا استعد لصلاة الفجر وقال ان زوجته توفيت منذ ساعات فى المستشفى وهو مغترب وليس معه ما " يستر " به زوجته فى اخرتها فاحضرت له المغسلة واعددت له الكفن وحكته بيدي واخذت السيارة وانطلقنا الى المستشفى وكان يبدو فعلا من وجوده وحيدا انه ليس له احد وقال انه يتمنى لو اكرمها الله بدفنها فى بلدتهم فانهينا اجراءات الغسل والتكفين وانطلقنا انا وهو واثنين اخرين الى بلدتهم وتم الدفن فى حضور جمع قليل من الناس الى المقابر ، وكان يبدو انه فى حال سيئ فاعطيته نقودا من اموال المسلمين حتى يعمل ويردهم الى الجمعية والى الان لا يزال حينما يرانى يشكرنى .
قصة اخرى يرويها لنا عم سيد ويقول : " فى يوم ما جاء لى احد المقاولين الاثرياء وابلغنى ان غفيرا يعمل لديه قد توفى وانه يود دفنه فى مقابر الصدقات وانطلقنا انا وهو الى محل سكن الغفير وكنا ثلاثة افراد فقط وكان مكانا يستحيل على ادمى العيش فيه من شدة فقره مما اضطرنى الى عمل ستائر قماشية حول الميت حتى لا يراه المارة وغسلناه وكفناه وذهبنا به الى المسجد نحن الثلاثة وكان لحسن الحظ يصلى فى المسجد البعض من ذوى المراكز فلما رأوا قلة عدد المشيعين نحن الثلاثة اخبرونا بان ننتظر قليلا وفوجئنا بأكثر من ثلاثين سيارة فارهة بها الكثير من الاشخاص يشيعون معنا هذا الشخص الفقير " .
وعن المواقف الخاصة التى مر بها عم سيد يقول فى يوم ما كان هناك سيدة فى منطقتنا كثيرة الشكوى من زوجها للمارة وكثيرة السب له دائما امام الناس وتوفي هذا الرجل فجأة وملأت هذه المراة الدنيا صراخا وعويلا ولم املك نفسي فى تلك اللحظة الا ان انفجر من الضحك على موقف تلك السيدة المتناقض .
ويحكى : " فى يوم ما طلب منى احدهم ان اذهب لتغسيل احد الصحفيين المشهورين وكان يسكن فى منطقة فاخرة جدا وصعدت الى منزله وكان يعيش معه ابنته وزوجها وكان زوجها فى مركز مرموق فطلبت منهم رفع السجاد حتى اتمكن من تغسيل المتوفى ففوجئت بالزوج يتشاجر معى ويطلب منى ان اغسله فى دورة المياه وهذا مكروه شرعا فرفضت وانتهى الامر الى وضعه فى طرقة ضيقة وكنت اضطر للمرور اسفل خشبة الغسل ومياه الغسل تتساقط فوق رأسي " .
ويتذكر عم سيد اشد المواقف حزنا عليه ويقول : " توفيت ابنه عم احد الفنانين المشهورين وكانت حاملا وتوفيت وهى تضع المولود ولم املك نفسي من البكاء والحزن ونحن نشيعها الى مثواها الاخير وطفلها عمره ساعات " .
http://www.moheet.com/image/66/225-300/663156.jpgالسيارة فى خدمة الفقراء
وعم سيد حريص جدا على ستر الميت تماما ولهذا يكون حريصا عند الدفن ان يفصل قميص يشبه الجلباب دون اكمام يصل حتى اسفل عورة الميت حتى اذا انتفخت بطنه فمن الممكن ان تنكشف عورته فيستر هذا القميص العورة تماما وربما يكون هناك دفنة اخرى لانه يمكن فتح القبر قبل مرور اربعون يوما على الوفاة فلهذا يكون حريصا على ستر الميت تماما وفى حال لو كانت امراة يضع "ستارة" على باب القبر حتى لا يري احد اى عورة او هيكل لمتوفاة فى الداخل من اجل حرمة الميت .
وسألناه هل يشعرك هذا العمل بالحزن او الاكتئاب فنفى تماما وقال انه يريحه نفسيا جدا وبسبب هذا العمل رفع الله عنه الكثير من المصائب الصعاب ويجد فيه متعته ويفضله على اى عمل اخر .
ويتحدث سيد عبد الدايم عن مرحلة تحلل جسد الميت ويقول : " الميت عندما يموت تبدأ بطنه فى الانتفاخ وتنفجر من اضعف منطقة الا وهى السرة ويبدأ الدود فى الخروج منها ويأكل الدود جزء واحد فقط من الانسان الا وهو المعدة فقط ويموت الدود بعدها ويظل الجسد كما هو حتى يجف تماما ويتحول الى ما يشبه الاوراق الجافة ثم يتحول الى تراب ".
وعن المواقف الصعبة يضيف انه فى احد المرات حضر اليه رجلان وطلبا منه دفن متوفى لهم وكانا يتحدثان بشيئ من الريبة فطلبت منهم الذهاب معهم لرؤية منزل المتوفى حتى اعرف المكان وبالفعل اعطونى العنوان وذهبت وسالت حتى علمت ان المتوفى مقتول بضربة من ابن عمه وانهم يريدون تعتيم الامر فاتصلت على الفور بطبيبة الصحة واخبرتها بالامر قبل ان تذهب وابلغت الشرطة وبالفعل تم نقل المتوفى الى المشرحة والطب الشرعى وتسلمته من هناك بعد انتهاء الاجراءات القانونية . http://www.moheet.com/image/66/225-300/663157.jpgصندوق نقل الموتى
ويعتمد عم سيد على النظام التام فهو يعد سجلات لكل حالة وفاة باليوم والتاريخ والساعة والعمر ورقم القبر لو تم دفنه فى مقابر الصدقة الخاصة ويقول انه يستمتع بذلك جدا ويسهل على رجال الشرطة كثيرا فى حال التقصي عن اسباب وفاة احدهم ، ويقول ان التوثيق افاده كثيرا فى حفظ حقوق اهل المتوفى مثل ان يكون المتوفى متزوج اثنتين ويتم عمل اعلام الوراثة بزوجة واحدة فقط فتاتى الى الزوجة الاخرى وتطلب الاوراق وتقيم دعوى وراثة اخرى حفظا لحق ابنائها .
ويحكى عم سيد عن اصدقاؤه من ذوى المراكز المرموقه وهو يتمازح معهم بالقول انهم من الممكن ان يتكبروا على كل الناس الا هو لانه هو من سيحملهم بعد وفاتهم .
ويختم عم سيد بالقول ان العمل الصالح هو من ينفع الانسان فى اخرته ودعاء الاخرين له فقط
---------------------------------------------------------
جزاك الله خيرا يا عم سيد وجعله الله في ميزان حسناتك
رحلة الذهاب والعودة بين الدنيا والآخرة
عم سيد عبد الدائم
هو إنسان بسيط، عفوي، تلقائي، لا يبتغي مالا أو عرضا دنيويا، فقط يبتغى الثواب من الله جراء خدمة الموتى وتوصيلهم حتى محطتهم الأخيرة ألا وهي القبر، زالت من قلبه رهبة الموت لأنه علم أنه المصير المؤكد، وبات يجد سعادته في تجهيز الأموات لملاقاة ربهم على أطهر ما يكونون، انه عم سيد عبد الدائم الذي قضى ثلاثون عاما من عمره فى خدمة اموات المسلمين يحملهم ويغسلهم ويكفنهم ويدفنهم دون انتظار مقابل الا الثواب فقط والتقينا به لكي نسمع منه بعض فصول حياته في خدمة الأموات.</STRONG>
يقول عم سيد أنا واحد من آلاف البشر الذين يهبون حياتهم لخدمة الأموات، كنت اعمل ضابطا بالقوات المسلحة ثم استقلت منها وتفرغت لهذا العمل طوال تلك الفترة من حياتى " ثلاثون عاما " لم اتوان فيها لحظة عن خدمة متوفى واكرامه حتى مثواه الاخير واكرمنى الله وساهمت مع اخرين فى انشاء جمعية شرعية تكون قائمة على خدمة فقراء المسلمين فى كل ما يخص شئون حياتهم ومماتهم من الانفاق على الايتام حتى دفن الفقير واكرامه .
وهدف عم سيد هو اكرام الفقير قبل الغني ، ووجهة نظره الغنى لا يحتاج لاحد واموره مدبره كافة اما الفقير فلا احد له الا الله عز وجل.
ويكمل عم سيد بالقول " وفقنى الله لانشاء 28 مقبرة لخدمة اموات فقراء المسلمين بلا اى اجر بداية من الكفن المجانى والغسل المجانى والدفن وسيارة الموتى بل ويصل الامر الى مساعدة اهل الميت فى محنتهم ماليا .
http://www.moheet.com/image/66/225-300/663151.jpgاعداد الكفن للمتوفى
ويحكى عم سيد ويقول فى احدى الليالى حضر الى شخص يبدو من مظهره انه فقير جدا وحضر الى وانا استعد لصلاة الفجر وقال ان زوجته توفيت منذ ساعات فى المستشفى وهو مغترب وليس معه ما " يستر " به زوجته فى اخرتها فاحضرت له المغسلة واعددت له الكفن وحكته بيدي واخذت السيارة وانطلقنا الى المستشفى وكان يبدو فعلا من وجوده وحيدا انه ليس له احد وقال انه يتمنى لو اكرمها الله بدفنها فى بلدتهم فانهينا اجراءات الغسل والتكفين وانطلقنا انا وهو واثنين اخرين الى بلدتهم وتم الدفن فى حضور جمع قليل من الناس الى المقابر ، وكان يبدو انه فى حال سيئ فاعطيته نقودا من اموال المسلمين حتى يعمل ويردهم الى الجمعية والى الان لا يزال حينما يرانى يشكرنى .
قصة اخرى يرويها لنا عم سيد ويقول : " فى يوم ما جاء لى احد المقاولين الاثرياء وابلغنى ان غفيرا يعمل لديه قد توفى وانه يود دفنه فى مقابر الصدقات وانطلقنا انا وهو الى محل سكن الغفير وكنا ثلاثة افراد فقط وكان مكانا يستحيل على ادمى العيش فيه من شدة فقره مما اضطرنى الى عمل ستائر قماشية حول الميت حتى لا يراه المارة وغسلناه وكفناه وذهبنا به الى المسجد نحن الثلاثة وكان لحسن الحظ يصلى فى المسجد البعض من ذوى المراكز فلما رأوا قلة عدد المشيعين نحن الثلاثة اخبرونا بان ننتظر قليلا وفوجئنا بأكثر من ثلاثين سيارة فارهة بها الكثير من الاشخاص يشيعون معنا هذا الشخص الفقير " .
وعن المواقف الخاصة التى مر بها عم سيد يقول فى يوم ما كان هناك سيدة فى منطقتنا كثيرة الشكوى من زوجها للمارة وكثيرة السب له دائما امام الناس وتوفي هذا الرجل فجأة وملأت هذه المراة الدنيا صراخا وعويلا ولم املك نفسي فى تلك اللحظة الا ان انفجر من الضحك على موقف تلك السيدة المتناقض .
ويحكى : " فى يوم ما طلب منى احدهم ان اذهب لتغسيل احد الصحفيين المشهورين وكان يسكن فى منطقة فاخرة جدا وصعدت الى منزله وكان يعيش معه ابنته وزوجها وكان زوجها فى مركز مرموق فطلبت منهم رفع السجاد حتى اتمكن من تغسيل المتوفى ففوجئت بالزوج يتشاجر معى ويطلب منى ان اغسله فى دورة المياه وهذا مكروه شرعا فرفضت وانتهى الامر الى وضعه فى طرقة ضيقة وكنت اضطر للمرور اسفل خشبة الغسل ومياه الغسل تتساقط فوق رأسي " .
ويتذكر عم سيد اشد المواقف حزنا عليه ويقول : " توفيت ابنه عم احد الفنانين المشهورين وكانت حاملا وتوفيت وهى تضع المولود ولم املك نفسي من البكاء والحزن ونحن نشيعها الى مثواها الاخير وطفلها عمره ساعات " .
http://www.moheet.com/image/66/225-300/663156.jpgالسيارة فى خدمة الفقراء
وعم سيد حريص جدا على ستر الميت تماما ولهذا يكون حريصا عند الدفن ان يفصل قميص يشبه الجلباب دون اكمام يصل حتى اسفل عورة الميت حتى اذا انتفخت بطنه فمن الممكن ان تنكشف عورته فيستر هذا القميص العورة تماما وربما يكون هناك دفنة اخرى لانه يمكن فتح القبر قبل مرور اربعون يوما على الوفاة فلهذا يكون حريصا على ستر الميت تماما وفى حال لو كانت امراة يضع "ستارة" على باب القبر حتى لا يري احد اى عورة او هيكل لمتوفاة فى الداخل من اجل حرمة الميت .
وسألناه هل يشعرك هذا العمل بالحزن او الاكتئاب فنفى تماما وقال انه يريحه نفسيا جدا وبسبب هذا العمل رفع الله عنه الكثير من المصائب الصعاب ويجد فيه متعته ويفضله على اى عمل اخر .
ويتحدث سيد عبد الدايم عن مرحلة تحلل جسد الميت ويقول : " الميت عندما يموت تبدأ بطنه فى الانتفاخ وتنفجر من اضعف منطقة الا وهى السرة ويبدأ الدود فى الخروج منها ويأكل الدود جزء واحد فقط من الانسان الا وهو المعدة فقط ويموت الدود بعدها ويظل الجسد كما هو حتى يجف تماما ويتحول الى ما يشبه الاوراق الجافة ثم يتحول الى تراب ".
وعن المواقف الصعبة يضيف انه فى احد المرات حضر اليه رجلان وطلبا منه دفن متوفى لهم وكانا يتحدثان بشيئ من الريبة فطلبت منهم الذهاب معهم لرؤية منزل المتوفى حتى اعرف المكان وبالفعل اعطونى العنوان وذهبت وسالت حتى علمت ان المتوفى مقتول بضربة من ابن عمه وانهم يريدون تعتيم الامر فاتصلت على الفور بطبيبة الصحة واخبرتها بالامر قبل ان تذهب وابلغت الشرطة وبالفعل تم نقل المتوفى الى المشرحة والطب الشرعى وتسلمته من هناك بعد انتهاء الاجراءات القانونية . http://www.moheet.com/image/66/225-300/663157.jpgصندوق نقل الموتى
ويعتمد عم سيد على النظام التام فهو يعد سجلات لكل حالة وفاة باليوم والتاريخ والساعة والعمر ورقم القبر لو تم دفنه فى مقابر الصدقة الخاصة ويقول انه يستمتع بذلك جدا ويسهل على رجال الشرطة كثيرا فى حال التقصي عن اسباب وفاة احدهم ، ويقول ان التوثيق افاده كثيرا فى حفظ حقوق اهل المتوفى مثل ان يكون المتوفى متزوج اثنتين ويتم عمل اعلام الوراثة بزوجة واحدة فقط فتاتى الى الزوجة الاخرى وتطلب الاوراق وتقيم دعوى وراثة اخرى حفظا لحق ابنائها .
ويحكى عم سيد عن اصدقاؤه من ذوى المراكز المرموقه وهو يتمازح معهم بالقول انهم من الممكن ان يتكبروا على كل الناس الا هو لانه هو من سيحملهم بعد وفاتهم .
ويختم عم سيد بالقول ان العمل الصالح هو من ينفع الانسان فى اخرته ودعاء الاخرين له فقط
---------------------------------------------------------
جزاك الله خيرا يا عم سيد وجعله الله في ميزان حسناتك