aly almasry
03-08-2009, 10:39 PM
انتقام .. !
" لا يا دكتور .. عملية أخرى مستحيل "
هتف بها الأستاذ " جودة " وقد غلبته دموعه التى أخذت تتساقط على فراش ابنه " محمد " ، فى غرفة العناية المركزة بمستشفى سليمان بك بالمملكة العربية السعودية ، وكانت حالته تقذف فى قلب كل من رآه بقذائف من الهم والحزن والأسى ، مما دفع الطبيب المعالج أن يقول بصوت هادئ لا يخلو من نبرة ألم :
هون عليك يا أستاذ " جودة " ما حدث لابنك حدث ولا زال يحدث لأطفال كثيرين غيره وأنا وزملائى قد وهبنا عملنا ووقتنا لهم ، وحالة ابنك " محمد " قد تحسنت كثيراً ، فقط لم يبق إلا عملية واحدة يتم فيها إدخال جمجمة صناعية من التيتانيوم بدلاً من الجمجمة التى دمرتها الرصاصة و.....
رن الهاتف المحمول فجأة فالتقطه الطبيب وأخذ يتمتم ببعض الكلمات وبعد ثوان أغلقه وقال :
معذرة يا أستاذ " جودة " الإدارة تطلبنى فوراً فى أمر هام لا أريدك أن تقلق بحال ، ولدك مثل عشرات غيره يلقون رعاية خاصة جداً بتوجيه من الملك فهد شخصياً ثم تابع وهو ينظر إليه فى شفقة :
هذا أقل ما نستطيع أن نقدمه ل ...
فلسطين ..
ثم انطلق ناحية باب الغرفة وفى اللحظة التى أمسك بها الباب ، التفت بجسده ناحية الأستاذ " جودة " وهو يبتسم ابتسامة حانية قائلاً :
سأحضر غداً بإذن الله فى تمام الساعة العاشرة صباحاً .. وأحب أن ألقاك لنتحدث في الموضوع .
وكان صعباً على الأستاذ جودة أن يتحمل يوماً واحد آخر .. بل ساعة أخرى ، فقد اتجه فوراً إلى إدارة المستشفى ليستخرج تصريحاً لخروج ابنه محمد وأعطته الإدارة تصريح الخروج ، مع مبلغ ثلاثة آلاف ريال كتعويض بسيط تقدمه السلطات السعودية لأصعب عشرين حالة من مجموع مائة حالة تأتى من فلسطين كما أرفقوا بالمبلغ تذكرتى طيران لشخصين إلى الأردن حيث يكمل هو بعدها طريقه برياً إلى مدينته .. القدس .
مسكين الأستاذ جودة .. لم يعد يحتمل هذا العذاب الذى يستقر فى جسد ولده محمد ذو الثلاثة عشر ربيعاً ..
لم يعد يحتمل نظرات العطف والشفقة لكل من رآه على فراشه بالمستشفى بين الحياة والموت ..
ستة أشهر كاملة .. يصارع ابنه الموت ..
ويصارع هو مشاعر الغدر والخسة والنذالة التى جعلت جنوداً لم تعرف قلوبهم الرحمة يوماً كى يظلوا يطلقون الرصاص على طفل صغير لا حول له ولا قوة
ستة أشهر كاملة والمشهد يتراقص أمام عينيه كشيطان
" لا يا أبي ..لن أدعك حتى تأخذني معك لصلاة الجمعة المسجد الأقصى "
قالها محمد كنسمة رقيقة تهب على وجه أبيه ، فتطير معها كل سنين عمره فرحا وبهجة ، وقد حمل محمدا وضمه إلى صدره بحنان الدنيا كلها قائلاً:
"ومن قال لك إنني سأتركك ، وإذا كان الرجال يصلون في المنزل ، فأين تصلى النساء ؟
وذهبا معا لأداء الصلاة ، وكلمات الجهاد و الاستشهاد كانت تهز جدران المسجد في خطبة الجمعة.
و بعد صلاة السنة ، لم يجد ألأب ابنه محمدا بجابنه ، وقبل أن يهم بالبحث عنه ، اخترقت أذنه طلقات رصاص من خارج المسجد ،هجوم بربرى من الصهاينة ألأقذار على عشرات المصلين خارج المسجد ، بعد أن فرغوا من الصلاة ، واندفع الأب كالمجنون يبحث عن ولده محمد ..
و بعد ثوان وجده ، لكنه وجده غارقا في دمائه خلف صندوق من القمامة ، احتمى به فلم يحمه من رصاصة اخترقت صدره فأردته قتيلاً
أو بالأصح .. كما تصور الجميع
و بكى ألأب كما لم يبك في حياته ، ولم يبق من حزن العالم شئ بعد أن تجمع كله في قلبه
و عند دفنه .. كانت المفاجأة ..
المفاجأة المذهلة .
" لا يا دكتور .. عملية أخرى مستحيل "
هتف بها الأستاذ " جودة " وقد غلبته دموعه التى أخذت تتساقط على فراش ابنه " محمد " ، فى غرفة العناية المركزة بمستشفى سليمان بك بالمملكة العربية السعودية ، وكانت حالته تقذف فى قلب كل من رآه بقذائف من الهم والحزن والأسى ، مما دفع الطبيب المعالج أن يقول بصوت هادئ لا يخلو من نبرة ألم :
هون عليك يا أستاذ " جودة " ما حدث لابنك حدث ولا زال يحدث لأطفال كثيرين غيره وأنا وزملائى قد وهبنا عملنا ووقتنا لهم ، وحالة ابنك " محمد " قد تحسنت كثيراً ، فقط لم يبق إلا عملية واحدة يتم فيها إدخال جمجمة صناعية من التيتانيوم بدلاً من الجمجمة التى دمرتها الرصاصة و.....
رن الهاتف المحمول فجأة فالتقطه الطبيب وأخذ يتمتم ببعض الكلمات وبعد ثوان أغلقه وقال :
معذرة يا أستاذ " جودة " الإدارة تطلبنى فوراً فى أمر هام لا أريدك أن تقلق بحال ، ولدك مثل عشرات غيره يلقون رعاية خاصة جداً بتوجيه من الملك فهد شخصياً ثم تابع وهو ينظر إليه فى شفقة :
هذا أقل ما نستطيع أن نقدمه ل ...
فلسطين ..
ثم انطلق ناحية باب الغرفة وفى اللحظة التى أمسك بها الباب ، التفت بجسده ناحية الأستاذ " جودة " وهو يبتسم ابتسامة حانية قائلاً :
سأحضر غداً بإذن الله فى تمام الساعة العاشرة صباحاً .. وأحب أن ألقاك لنتحدث في الموضوع .
وكان صعباً على الأستاذ جودة أن يتحمل يوماً واحد آخر .. بل ساعة أخرى ، فقد اتجه فوراً إلى إدارة المستشفى ليستخرج تصريحاً لخروج ابنه محمد وأعطته الإدارة تصريح الخروج ، مع مبلغ ثلاثة آلاف ريال كتعويض بسيط تقدمه السلطات السعودية لأصعب عشرين حالة من مجموع مائة حالة تأتى من فلسطين كما أرفقوا بالمبلغ تذكرتى طيران لشخصين إلى الأردن حيث يكمل هو بعدها طريقه برياً إلى مدينته .. القدس .
مسكين الأستاذ جودة .. لم يعد يحتمل هذا العذاب الذى يستقر فى جسد ولده محمد ذو الثلاثة عشر ربيعاً ..
لم يعد يحتمل نظرات العطف والشفقة لكل من رآه على فراشه بالمستشفى بين الحياة والموت ..
ستة أشهر كاملة .. يصارع ابنه الموت ..
ويصارع هو مشاعر الغدر والخسة والنذالة التى جعلت جنوداً لم تعرف قلوبهم الرحمة يوماً كى يظلوا يطلقون الرصاص على طفل صغير لا حول له ولا قوة
ستة أشهر كاملة والمشهد يتراقص أمام عينيه كشيطان
" لا يا أبي ..لن أدعك حتى تأخذني معك لصلاة الجمعة المسجد الأقصى "
قالها محمد كنسمة رقيقة تهب على وجه أبيه ، فتطير معها كل سنين عمره فرحا وبهجة ، وقد حمل محمدا وضمه إلى صدره بحنان الدنيا كلها قائلاً:
"ومن قال لك إنني سأتركك ، وإذا كان الرجال يصلون في المنزل ، فأين تصلى النساء ؟
وذهبا معا لأداء الصلاة ، وكلمات الجهاد و الاستشهاد كانت تهز جدران المسجد في خطبة الجمعة.
و بعد صلاة السنة ، لم يجد ألأب ابنه محمدا بجابنه ، وقبل أن يهم بالبحث عنه ، اخترقت أذنه طلقات رصاص من خارج المسجد ،هجوم بربرى من الصهاينة ألأقذار على عشرات المصلين خارج المسجد ، بعد أن فرغوا من الصلاة ، واندفع الأب كالمجنون يبحث عن ولده محمد ..
و بعد ثوان وجده ، لكنه وجده غارقا في دمائه خلف صندوق من القمامة ، احتمى به فلم يحمه من رصاصة اخترقت صدره فأردته قتيلاً
أو بالأصح .. كما تصور الجميع
و بكى ألأب كما لم يبك في حياته ، ولم يبق من حزن العالم شئ بعد أن تجمع كله في قلبه
و عند دفنه .. كانت المفاجأة ..
المفاجأة المذهلة .