FRANKENSTEIN
16-09-2006, 07:10 PM
تصريحات البابا تثير الغضب في العالم الاسلامي
عواصم: اثارت تصريحات البابا بنديكتوس السادس خلال زيارته لالمانيا الثلاثاء حول الاسلام ردود فعل غاضبة اليوم في العالم الاسلامي اضطرت الفاتيكان الى اصدار توضيح. وفور عودته من بافاريا الى حيث رافق البابا في زيارة استغرقت ستة ايام لالمانيا، قال الناطق باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي في تصريح رسمي انه "لم يكن بالطبع في نية الحبر الاعظم، القيام بدراسة معمقة للجهاد والفكر الاسلامي في هذا المجال ولا اهانة مشاعر المؤمنين المسلمين". من جهته، علق لومباردي مدير قاعة الاعلام في الفاتيكان أنه "من المناسب الاشارة الى ان ما يحرص عليه البابا هو رفض واضح وجازم لاستخدام الدافع الديني مبررا للعنف".
واكد ان البابا حريص على تنمية "مشاعر الاحترام والحوار حيال الديانات والثقافات الاخرى وبطبيعة الحال الاسلام". ويسعى الفاتيكان بذلك الى تهدئة خواطر العديد من الشخصيات المسلمة التي اعتبرت تصريحات البابا مسيئة للاسلام وطالبته بالاعتذار عنها.
وخلال خطاب ألقاه امام اكاديميين الثلاثاء في جامعة رجنسبرغ، تحدث بنديكتوس السادس عشر المتخصص في علم اللاهوت، عن الخلاف التاريخي والفلسفي بين الاسلام والمسيحية في العلاقة التي يقيمها كل منهما بين الايمان والعقل.
و حث البابا بنديكتوس السادس عشر "في محاضرته التي القاها امام طلاب علوم دينية في جامعة ريغينسبورغ في الاسلام واديان اخرى على اجراء حوار العقلانية" وأدان في ذات الوقت "استخدام العنف كوسيلة لنشر الايمان". ورأى البابا ان "التصرف بدون عقلانية يتناقض ويتضارب مع كينونة الرب" منبها في الوقت نفسه الى ان "العقلانية ترفض تحويل دين شخص الى دين اخر بالقوة مثل الجهاد المقدس". كما انتقد ايضا الحضارة الغربية قائلا "ان المجتمعات الغربية غالت بنزعتها العقلانية ووقفت صماء امام الامور الربانية ودحرت الدين الى هامش المجتمع" مبينا ان "مثل هذه المجتمعات لا تقدر على اجراء حوار الثقافات".
واكثر ما اثار الغضب في خطابه اقتباسه حوارا دار في القرن الرابع عشر بين امبراطور بيزنطي و"مثقف فارسي" حول دور نبي الاسلام محمد -صلى الله عليه و سلم. وقال فيه الامبراطور للمثقف ان النبي محمد "امر بنشر الدين بحد السيف". واعتبرت هذه الاقتباسات حكما سلبيا يصدره البابا على الاسلام.
ردود فعل العالم الاسلامي
من بين من ردوا على البابا الشيخ يوسف القرضاوي احد اشهر الدعاة في العالم العربي الذي دعا البابا الى الاعتذار للمسلمين عن "الاساءة" الى دينهم. وتساءل القرضاوي (80 عاما) رئيس اتحاد العلماء المسلمين وعضو المجلس الاوروبي للفتوى، في بيان ان كان الحبر الاعظم "يريد ان نغلق ابواب الحوار ونستعد لحرب او حروب صليبية جديدة؟". واضاف "ليست هذه المرة الاولى التي يقف البابا الحالي من الاسلام والمسلمين موقفا سلبيا يظهر فيه الاهمال اوالتوجس او ما هو اكثر".
وقال الداعية الاكثر شعبية في العالم العربي والذي يتابع ملايين المشاهدين برنامجه الاسبوعي "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة القطرية، ان "الامر بنشر دينه (محمد) بحد السيف قول مبني على الجهل المحض او الكذب المحض واكذوبة كبرى".
وفي جدة، عبرت منظمة المؤتمر الاسلامي عن "اسفها" للاقتباس الذي اورده البابا وطالبته بتوضيح موقفه ازاء الاسلام. وقالت في بيان "تأمل المنظمة الا تكون هذه الحملة المفاجئة معبرة عن توجه جديد لسياسات الفاتيكان ازاء الدين الاسلامي". وقالت المنظمة في بيان أصدرته الليلة أن "ما أورده البابا عن سيرة الرسول وعما اسماه بنشر الاسلام بحد السيف من المغالطات المسيئة للعقيدة الاسلامية مؤكدة أنه لم يكن هنالك ما يبرر اقحامها في نص المحاضرة لأنها خارجه عن السياق وعن الفحوى الاساسي لها باعتراف قداسته شخصيا ولانها تسيء الى سيرة النبي الذي تتهمه باتيان الشرور وكل ماهو غير انساني في تناقض كبير لما اثر عنه عليه السلام عبر العصور كونه رحمة للعالمين". وأضافت " إن نعته انتشار الاسلام في العالم بكونه تم عن طريق اراقة الدماء والعنف مما يتعارض مع طبيعة الله اتهام باطل يدل على جهل بالدين الاسلامي وتاريخه". كما قالت " لما كان الاسلام قد بجل كل الانبياء المرسلين وخص منهم بالذكر النبي عيسى عليه السلام وامه الطاهره مريم ابنة عمران واضفى عليهما طابع القداسة وجعل الايمان بنبوة المسيح ورسالته القائمة على التسامح والمغفرة والرحمة جزء من كمال الدين الاسلامي فان المنظمة تربأ بنفسها عن الخوض فيما قامت به الكنيسة من حروب صليبية وحروب دينية في اوربا وتنكيل المسلمين في محاكم التفتيش باسم رسالة المسيح السمحة". و خلصت المنظمة الى التعبير عن أملها الا تكون هذه الحملة المفاجئة معبره عن توجه جديد لسياسات الفاتيكان ازاء الدين الاسلامي خصوصا بعد عقود من الحوار جمعت رجال الفاتيكان ورجال الدين والفكر في العالم الاسلامي منذ عهد البابا الاسبق بولوس السادس كما ترجو ان يصدر عن الفاتيكان ما يعبر عن حقيقة موقفه من الاسلام وتعاليمه.
وفي الكويت، حث الامين العام لحزب الامة الكويتي حاكم المطيري البابا على تقديم "اعتذار فوري صريح للعالم الاسلامي عما صدر عنه من طعن بالنبي محمد وبالدين الاسلامي". وحذر المطيري من "خطورة مثل هذا الخطاب البابوي غير المعهود وغير المسبوق" وربط بينه وبين ما اسماه "الحروب الغربية الجديدة على العالم الاسلامي كما في العراق وافغانستان ولبنان"، معتبرا انها "حروب صليبية تغذيها احقاد تاريخية ودينية".
من جهته، رفض وكيل المراجع الشيعية في الكويت السيد محمد باقر الموسوي المهري كلام البابا معتبرا انه "مخالف للحقيقة والواقع".
وفي تركيا، وصف مدير قسم الشؤون الدينية في الحكومة علي برداك اوغلو تصريحات البابا بانها حاقدة ومسيئة ومتحيزة، معلنا معارضته للزيارة التي ينوي الحبر الاعظم القيام بها الى تركيا في تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي القاهرة، دعا محمد مهدي عاكف المرشد العام للاخوان المسلمين، اكبر قوة معارضة مصرية، في بيان البابا "الى الاعتذار عن هذه التصريحات التي من شأنها ان تؤجج العداوة بين اتباع الاديان السماوية وتهدد السلام العالمي"، والى "دراسة الاسلام دراسة منصفة بعيدة عن التعصب".
واعتبر العديد من مسؤولي الاحزاب المسلمة في باكستان تصريحات البابا "مؤسفة" وحتى "غير مسؤولة". وقال خورشيد احمد مسؤول معهد الدراسات السياسية التابع لحزب الجماعة الاسلامية، ان "مثل هذه التساؤلات يمكن في الاجواء السياسية الراهنة، ان تستغل من قبل الساعين الى ايذاء المسلمين والاسلام".
من جانبه، قال الامين العام للمجلس المركزي لمسلمي المانيا ايمن مزيك ان الكنيسة الكاثوليكية غير مؤهلة لانتقاد الاسلام بسبب تاريخها.
وفي المغرب، اعتبر النائب عبدالاله بن كيران احد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل، ان تصريحات البابا تشكل اهانة لمليار مسلم. واضاف بن كيران ان "ما اخشاه ان تكون تصريحات البابا سعيا للانحياز الى العقيدة الصهيونية (للرئيس الاميركي) جورج بوش". واعتبر بن كيران ان "الجهاد مفهوم اسلامي، اما الارهاب فشيء اخر"، واضاف ان "الايمان اساس الدين الاسلامي"، داعيا ملوك ورؤساء الدول الاسلامية الى اعلان موقفهم من تصريحات البابا. وقالت صحيفة "اوجوردوي" (اليوم) المغربية بدورها ان البابا اثار غضب مليار مسلم "بلا طائل".
من جانبه، طالب رئيس المجلس الفرنسي للديانة المسلمة، اعلى هيئة للمسلمين في فرنسا، دليل بوبكر الخميس الفاتيكان بتوضيح تصريحات البابا.
وقال المتخصص في الدراسات الاسلامية الجزائري مصطفى شريف، مؤسسة جمعية الصداقة الاسلامية المسيحية انه يفترض بالبابا ان يشرح اقواله. و اضاف شريف الموجود في باريس للمشاركة في ورشة عمل للحوار الاوروبي-المتوسطي "ينبغي شرح هذه الاقوال، واذا تم تأكيدها فهذا يعني ان هناك عدم فهم للاسلام".
أثارت تعليقات للبابا بنيديكت السادس عشر خلال كلمة ألقاها في ألمانيا، ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي وأدت إلى مطالبات بأن يعتذر البابا عن "إهانة" الإسلام.
فيما يلي مقتطفات رئيسية من خطاب البابا في جامعة ريغينسبورغ، وجاءت كلمته بعنوان "الإيمان والعقل والجامعة: ذكريات وتأملات".
عن الحياة الجامعية
إنها خبرة مؤثرة بالنسبة لي أن أعود مرة أخرى إلى الجامعة وأن أحاضر مجددا من على هذه المنصة.
كما أن الجامعة (جامعة بون، حيث حاضر البابا أيضا لفترة من الزمن بدءا من عام 1959) تفخر أيضا بكليتيها للاهوت. إن هذا الحس العميق بوحدة عالم العقل والمنطق، لم يجد ما يزعجه، وإن قال أحدهم إن هناك شيئا غريبا بالنسبة لجامعتنا - إنها تخصص كليتين لأمر لا وجود له، ألا وهو الله.
ورغم وجود هذا التشكك الجذري، مازال من الضروري والمنطقي إثارة مسألة الله عبر إعمال العقل، والقيام بذلك في سياق إرث الإيمان المسيحي، وهو الأمر الذي كان محل قبول في هذه الجامعة ككل، دون تشكيك.
عن "الحرب المقدسة"
تذكرت كل هذا مؤخرا، حينما كنت أقرأ.. شطرا من حوار دار - ربما عام 1391 في الثكنات الشتوية قرب أنقرة - بين الإمبراطور البيزنطي واسع العلم مانويل باليولوغوس الثاني وفارسي متعلم حول مسألة المسيحية والإسلام، وحقيقة كليهما.
وفي المحاورة السابقة.. يتناول الإمبراطور مسألة الحرب المقدسة، ودون الخوض في تفاصيل، من قبيل الاختلاف في المعاملة بين الذين تسبغ عليهم معاملة "أهل الكتاب" والذين يعاملون كـ"كفار"، واجه محاوره باقتضاب مذهل يبلغ مرتبة الفظاظة عند البعض وذلك في تناوله للمسألة المحورية حول العلاقة بين الدين والعنف عامة، إذ قال: "فقط أرني ما أتى به محمد وجاء جديدا، عندها ستجد فقط ما هو شرير ولا إنساني، كأمره نشر الدين الذي نادى به بالسيف".
وبعد أن عبر الإمبراطور عن نفسه بهذه القوة، مضى ليشرح تفصيلا لماذا نشر الإيمان بالعنف أمر مناف للعقل والمنطق، فالعنف لا يتفق وطبيعة الله ولا يتفق وطبيعة الروح. إنه يقول إن "الله لا يسر بالدماء، وليس التصرف بعقلانية مناقض لطبيعة الله، فالإيمان يولد في رحم الروح، وليس الجسد، ومن يهدي إلى الإيمان إنما يحتاج إلى القدرة على التكلم حسنا والتعقل، دون عنف أو تهديد أو وعيد".
عن الدين والعقل
وحسم البيان في هذا الأمر ضد التحويل القسري لاعتناق الدين هو أن التصرف بما لا يتماشى مع العقل إنما يناهض طبيعة الله ذاته. ويقول الكاتب تيودور خوري: "بالنسبة للإمبراطور كونه بيزنطيا شكلته الفلسفة الإغريقية، فإن هذا البيان بيّن يشهد لصحة ما فيه، ولكن بالنسبة للتعاليم الإسلامية، فإن الله جل عن كل شيء، فعال لما يريد منزه عن أي من قوالبنا، بما في ذلك العقل والمنطق".
عند هذه النقطة، وبما يصل له فهمنا عن الله وبالتالي ما يخص الدين من ممارسات، نجد أنفسنا أمام معضلة لا مفك منها، هل قناعة أن التصرف بما يتنافى مع العقل يخالف طبيعة الله مجرد فكرة إغريقية، أم أنها حق دائما وجوهرا؟
حول اللاهوت والعلم
لقد فتح اللاهوت الليبرالي للقرنين التاسع عشر والعشرين مرحلة ثانية في عملية نزع الفلسفة الهيلينية (الإغريقية)، وكان أدولف فون هارناك هو الممثل الأبرز له.
الهدف هنا ليس إعادة التخندق أو النقد السلبي، بل توسيع أفق مفهومنا عن العقل .. عندها فقط نصبح قادرين على الحوار الحقيقي للثقافات والأديان الذي بتنا في حاجة ماسة إليه اليوم
قيل إن يسوع وضع نهاية للعبادة لصالح البعد الأخلاقي، وفي النهاية صار الطرح المعبر عنه هو أنه أب لرسالة أخلاقية إنسانية. وبالأساس فإن القصد الذي يرمي له هارناك هو إعادة المسيحية مرة أخرى إلى التوافق مع المنطق الحديث.
(غير أن).. أي محاولة للإبقاء على الدفع بأن اللاهوت "علمي" سينتهي بالمسيحية إلى أن تصبح مجرد جزء من أصل كامل.. وهو أمر خطير للإنسانية، كما نرى من الأسقام التي تعتري الدين والعقل والتي تطرأ بالضرورة حينما يخفض من مرتبة العقل بحيث .. يصبح الدين وتصبح الأخلاق أمرا لا يعنيه.
خاتمة
إن الهدف هنا ليس إعادة التخندق أو النقد السلبي، بل توسيع أفق مفهومنا عن العقل وتطبيقاته.. عندها فقط نصبح قادرين على الحوار الحقيقي للثقافات والأديان الذي بتنا في حاجة ماسة إليه اليوم.
في العالم الغربي الاعتقاد السائد على نطاق واسع هو أن المنطق القائم على فلسفة الحقائق التي لا تتثبت إلا بالفحص العلمي، وأشكال الفلسفة المبنية على هذا المنطق، صالح للكل. غير أن الثقافات المتجذرة في الدين في هذا العالم ترى في هذا الاستبعاد لما هو إلهي من محيط العقل وشموليته تهجما على أشد قناعاتهم. إن المنطق الذي يصم آذانه عما هو إلهي ويدفع بالدين إلى هامش المجتمع، إنما هو منطق عاجز عن الولوج في حوار الثقافات.
المصادر
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsi...000/5351086.stm (http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_5351000/5351086.stm)
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2006/9/176905.htm
وفي المصدر التاني انا قريت تعليق بجد زعلني جدا
كاميلا
اسلام واسلام ذبحتونا بالاسلام لا احد اهان دينكم غيركم يا مسلمين كل يوم تذبحون بسكاكينكم ومفخخاتكم الاف الابرياء كفاكم عنترا انتم اساتم الى انفسكم لا غير وكفى شعارات وخرافات
تيمور
اقسم بالله بأن ماقاله البابا كله صحيح لأن ديننا انتشر بقوة السيف والقتل والإرهاب وليس عن طرق كتيبات او عبر برامج في قنوات فضائية
ادي الردين اللي زعلوني جدا
عواصم: اثارت تصريحات البابا بنديكتوس السادس خلال زيارته لالمانيا الثلاثاء حول الاسلام ردود فعل غاضبة اليوم في العالم الاسلامي اضطرت الفاتيكان الى اصدار توضيح. وفور عودته من بافاريا الى حيث رافق البابا في زيارة استغرقت ستة ايام لالمانيا، قال الناطق باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي في تصريح رسمي انه "لم يكن بالطبع في نية الحبر الاعظم، القيام بدراسة معمقة للجهاد والفكر الاسلامي في هذا المجال ولا اهانة مشاعر المؤمنين المسلمين". من جهته، علق لومباردي مدير قاعة الاعلام في الفاتيكان أنه "من المناسب الاشارة الى ان ما يحرص عليه البابا هو رفض واضح وجازم لاستخدام الدافع الديني مبررا للعنف".
واكد ان البابا حريص على تنمية "مشاعر الاحترام والحوار حيال الديانات والثقافات الاخرى وبطبيعة الحال الاسلام". ويسعى الفاتيكان بذلك الى تهدئة خواطر العديد من الشخصيات المسلمة التي اعتبرت تصريحات البابا مسيئة للاسلام وطالبته بالاعتذار عنها.
وخلال خطاب ألقاه امام اكاديميين الثلاثاء في جامعة رجنسبرغ، تحدث بنديكتوس السادس عشر المتخصص في علم اللاهوت، عن الخلاف التاريخي والفلسفي بين الاسلام والمسيحية في العلاقة التي يقيمها كل منهما بين الايمان والعقل.
و حث البابا بنديكتوس السادس عشر "في محاضرته التي القاها امام طلاب علوم دينية في جامعة ريغينسبورغ في الاسلام واديان اخرى على اجراء حوار العقلانية" وأدان في ذات الوقت "استخدام العنف كوسيلة لنشر الايمان". ورأى البابا ان "التصرف بدون عقلانية يتناقض ويتضارب مع كينونة الرب" منبها في الوقت نفسه الى ان "العقلانية ترفض تحويل دين شخص الى دين اخر بالقوة مثل الجهاد المقدس". كما انتقد ايضا الحضارة الغربية قائلا "ان المجتمعات الغربية غالت بنزعتها العقلانية ووقفت صماء امام الامور الربانية ودحرت الدين الى هامش المجتمع" مبينا ان "مثل هذه المجتمعات لا تقدر على اجراء حوار الثقافات".
واكثر ما اثار الغضب في خطابه اقتباسه حوارا دار في القرن الرابع عشر بين امبراطور بيزنطي و"مثقف فارسي" حول دور نبي الاسلام محمد -صلى الله عليه و سلم. وقال فيه الامبراطور للمثقف ان النبي محمد "امر بنشر الدين بحد السيف". واعتبرت هذه الاقتباسات حكما سلبيا يصدره البابا على الاسلام.
ردود فعل العالم الاسلامي
من بين من ردوا على البابا الشيخ يوسف القرضاوي احد اشهر الدعاة في العالم العربي الذي دعا البابا الى الاعتذار للمسلمين عن "الاساءة" الى دينهم. وتساءل القرضاوي (80 عاما) رئيس اتحاد العلماء المسلمين وعضو المجلس الاوروبي للفتوى، في بيان ان كان الحبر الاعظم "يريد ان نغلق ابواب الحوار ونستعد لحرب او حروب صليبية جديدة؟". واضاف "ليست هذه المرة الاولى التي يقف البابا الحالي من الاسلام والمسلمين موقفا سلبيا يظهر فيه الاهمال اوالتوجس او ما هو اكثر".
وقال الداعية الاكثر شعبية في العالم العربي والذي يتابع ملايين المشاهدين برنامجه الاسبوعي "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة القطرية، ان "الامر بنشر دينه (محمد) بحد السيف قول مبني على الجهل المحض او الكذب المحض واكذوبة كبرى".
وفي جدة، عبرت منظمة المؤتمر الاسلامي عن "اسفها" للاقتباس الذي اورده البابا وطالبته بتوضيح موقفه ازاء الاسلام. وقالت في بيان "تأمل المنظمة الا تكون هذه الحملة المفاجئة معبرة عن توجه جديد لسياسات الفاتيكان ازاء الدين الاسلامي". وقالت المنظمة في بيان أصدرته الليلة أن "ما أورده البابا عن سيرة الرسول وعما اسماه بنشر الاسلام بحد السيف من المغالطات المسيئة للعقيدة الاسلامية مؤكدة أنه لم يكن هنالك ما يبرر اقحامها في نص المحاضرة لأنها خارجه عن السياق وعن الفحوى الاساسي لها باعتراف قداسته شخصيا ولانها تسيء الى سيرة النبي الذي تتهمه باتيان الشرور وكل ماهو غير انساني في تناقض كبير لما اثر عنه عليه السلام عبر العصور كونه رحمة للعالمين". وأضافت " إن نعته انتشار الاسلام في العالم بكونه تم عن طريق اراقة الدماء والعنف مما يتعارض مع طبيعة الله اتهام باطل يدل على جهل بالدين الاسلامي وتاريخه". كما قالت " لما كان الاسلام قد بجل كل الانبياء المرسلين وخص منهم بالذكر النبي عيسى عليه السلام وامه الطاهره مريم ابنة عمران واضفى عليهما طابع القداسة وجعل الايمان بنبوة المسيح ورسالته القائمة على التسامح والمغفرة والرحمة جزء من كمال الدين الاسلامي فان المنظمة تربأ بنفسها عن الخوض فيما قامت به الكنيسة من حروب صليبية وحروب دينية في اوربا وتنكيل المسلمين في محاكم التفتيش باسم رسالة المسيح السمحة". و خلصت المنظمة الى التعبير عن أملها الا تكون هذه الحملة المفاجئة معبره عن توجه جديد لسياسات الفاتيكان ازاء الدين الاسلامي خصوصا بعد عقود من الحوار جمعت رجال الفاتيكان ورجال الدين والفكر في العالم الاسلامي منذ عهد البابا الاسبق بولوس السادس كما ترجو ان يصدر عن الفاتيكان ما يعبر عن حقيقة موقفه من الاسلام وتعاليمه.
وفي الكويت، حث الامين العام لحزب الامة الكويتي حاكم المطيري البابا على تقديم "اعتذار فوري صريح للعالم الاسلامي عما صدر عنه من طعن بالنبي محمد وبالدين الاسلامي". وحذر المطيري من "خطورة مثل هذا الخطاب البابوي غير المعهود وغير المسبوق" وربط بينه وبين ما اسماه "الحروب الغربية الجديدة على العالم الاسلامي كما في العراق وافغانستان ولبنان"، معتبرا انها "حروب صليبية تغذيها احقاد تاريخية ودينية".
من جهته، رفض وكيل المراجع الشيعية في الكويت السيد محمد باقر الموسوي المهري كلام البابا معتبرا انه "مخالف للحقيقة والواقع".
وفي تركيا، وصف مدير قسم الشؤون الدينية في الحكومة علي برداك اوغلو تصريحات البابا بانها حاقدة ومسيئة ومتحيزة، معلنا معارضته للزيارة التي ينوي الحبر الاعظم القيام بها الى تركيا في تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي القاهرة، دعا محمد مهدي عاكف المرشد العام للاخوان المسلمين، اكبر قوة معارضة مصرية، في بيان البابا "الى الاعتذار عن هذه التصريحات التي من شأنها ان تؤجج العداوة بين اتباع الاديان السماوية وتهدد السلام العالمي"، والى "دراسة الاسلام دراسة منصفة بعيدة عن التعصب".
واعتبر العديد من مسؤولي الاحزاب المسلمة في باكستان تصريحات البابا "مؤسفة" وحتى "غير مسؤولة". وقال خورشيد احمد مسؤول معهد الدراسات السياسية التابع لحزب الجماعة الاسلامية، ان "مثل هذه التساؤلات يمكن في الاجواء السياسية الراهنة، ان تستغل من قبل الساعين الى ايذاء المسلمين والاسلام".
من جانبه، قال الامين العام للمجلس المركزي لمسلمي المانيا ايمن مزيك ان الكنيسة الكاثوليكية غير مؤهلة لانتقاد الاسلام بسبب تاريخها.
وفي المغرب، اعتبر النائب عبدالاله بن كيران احد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل، ان تصريحات البابا تشكل اهانة لمليار مسلم. واضاف بن كيران ان "ما اخشاه ان تكون تصريحات البابا سعيا للانحياز الى العقيدة الصهيونية (للرئيس الاميركي) جورج بوش". واعتبر بن كيران ان "الجهاد مفهوم اسلامي، اما الارهاب فشيء اخر"، واضاف ان "الايمان اساس الدين الاسلامي"، داعيا ملوك ورؤساء الدول الاسلامية الى اعلان موقفهم من تصريحات البابا. وقالت صحيفة "اوجوردوي" (اليوم) المغربية بدورها ان البابا اثار غضب مليار مسلم "بلا طائل".
من جانبه، طالب رئيس المجلس الفرنسي للديانة المسلمة، اعلى هيئة للمسلمين في فرنسا، دليل بوبكر الخميس الفاتيكان بتوضيح تصريحات البابا.
وقال المتخصص في الدراسات الاسلامية الجزائري مصطفى شريف، مؤسسة جمعية الصداقة الاسلامية المسيحية انه يفترض بالبابا ان يشرح اقواله. و اضاف شريف الموجود في باريس للمشاركة في ورشة عمل للحوار الاوروبي-المتوسطي "ينبغي شرح هذه الاقوال، واذا تم تأكيدها فهذا يعني ان هناك عدم فهم للاسلام".
أثارت تعليقات للبابا بنيديكت السادس عشر خلال كلمة ألقاها في ألمانيا، ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي وأدت إلى مطالبات بأن يعتذر البابا عن "إهانة" الإسلام.
فيما يلي مقتطفات رئيسية من خطاب البابا في جامعة ريغينسبورغ، وجاءت كلمته بعنوان "الإيمان والعقل والجامعة: ذكريات وتأملات".
عن الحياة الجامعية
إنها خبرة مؤثرة بالنسبة لي أن أعود مرة أخرى إلى الجامعة وأن أحاضر مجددا من على هذه المنصة.
كما أن الجامعة (جامعة بون، حيث حاضر البابا أيضا لفترة من الزمن بدءا من عام 1959) تفخر أيضا بكليتيها للاهوت. إن هذا الحس العميق بوحدة عالم العقل والمنطق، لم يجد ما يزعجه، وإن قال أحدهم إن هناك شيئا غريبا بالنسبة لجامعتنا - إنها تخصص كليتين لأمر لا وجود له، ألا وهو الله.
ورغم وجود هذا التشكك الجذري، مازال من الضروري والمنطقي إثارة مسألة الله عبر إعمال العقل، والقيام بذلك في سياق إرث الإيمان المسيحي، وهو الأمر الذي كان محل قبول في هذه الجامعة ككل، دون تشكيك.
عن "الحرب المقدسة"
تذكرت كل هذا مؤخرا، حينما كنت أقرأ.. شطرا من حوار دار - ربما عام 1391 في الثكنات الشتوية قرب أنقرة - بين الإمبراطور البيزنطي واسع العلم مانويل باليولوغوس الثاني وفارسي متعلم حول مسألة المسيحية والإسلام، وحقيقة كليهما.
وفي المحاورة السابقة.. يتناول الإمبراطور مسألة الحرب المقدسة، ودون الخوض في تفاصيل، من قبيل الاختلاف في المعاملة بين الذين تسبغ عليهم معاملة "أهل الكتاب" والذين يعاملون كـ"كفار"، واجه محاوره باقتضاب مذهل يبلغ مرتبة الفظاظة عند البعض وذلك في تناوله للمسألة المحورية حول العلاقة بين الدين والعنف عامة، إذ قال: "فقط أرني ما أتى به محمد وجاء جديدا، عندها ستجد فقط ما هو شرير ولا إنساني، كأمره نشر الدين الذي نادى به بالسيف".
وبعد أن عبر الإمبراطور عن نفسه بهذه القوة، مضى ليشرح تفصيلا لماذا نشر الإيمان بالعنف أمر مناف للعقل والمنطق، فالعنف لا يتفق وطبيعة الله ولا يتفق وطبيعة الروح. إنه يقول إن "الله لا يسر بالدماء، وليس التصرف بعقلانية مناقض لطبيعة الله، فالإيمان يولد في رحم الروح، وليس الجسد، ومن يهدي إلى الإيمان إنما يحتاج إلى القدرة على التكلم حسنا والتعقل، دون عنف أو تهديد أو وعيد".
عن الدين والعقل
وحسم البيان في هذا الأمر ضد التحويل القسري لاعتناق الدين هو أن التصرف بما لا يتماشى مع العقل إنما يناهض طبيعة الله ذاته. ويقول الكاتب تيودور خوري: "بالنسبة للإمبراطور كونه بيزنطيا شكلته الفلسفة الإغريقية، فإن هذا البيان بيّن يشهد لصحة ما فيه، ولكن بالنسبة للتعاليم الإسلامية، فإن الله جل عن كل شيء، فعال لما يريد منزه عن أي من قوالبنا، بما في ذلك العقل والمنطق".
عند هذه النقطة، وبما يصل له فهمنا عن الله وبالتالي ما يخص الدين من ممارسات، نجد أنفسنا أمام معضلة لا مفك منها، هل قناعة أن التصرف بما يتنافى مع العقل يخالف طبيعة الله مجرد فكرة إغريقية، أم أنها حق دائما وجوهرا؟
حول اللاهوت والعلم
لقد فتح اللاهوت الليبرالي للقرنين التاسع عشر والعشرين مرحلة ثانية في عملية نزع الفلسفة الهيلينية (الإغريقية)، وكان أدولف فون هارناك هو الممثل الأبرز له.
الهدف هنا ليس إعادة التخندق أو النقد السلبي، بل توسيع أفق مفهومنا عن العقل .. عندها فقط نصبح قادرين على الحوار الحقيقي للثقافات والأديان الذي بتنا في حاجة ماسة إليه اليوم
قيل إن يسوع وضع نهاية للعبادة لصالح البعد الأخلاقي، وفي النهاية صار الطرح المعبر عنه هو أنه أب لرسالة أخلاقية إنسانية. وبالأساس فإن القصد الذي يرمي له هارناك هو إعادة المسيحية مرة أخرى إلى التوافق مع المنطق الحديث.
(غير أن).. أي محاولة للإبقاء على الدفع بأن اللاهوت "علمي" سينتهي بالمسيحية إلى أن تصبح مجرد جزء من أصل كامل.. وهو أمر خطير للإنسانية، كما نرى من الأسقام التي تعتري الدين والعقل والتي تطرأ بالضرورة حينما يخفض من مرتبة العقل بحيث .. يصبح الدين وتصبح الأخلاق أمرا لا يعنيه.
خاتمة
إن الهدف هنا ليس إعادة التخندق أو النقد السلبي، بل توسيع أفق مفهومنا عن العقل وتطبيقاته.. عندها فقط نصبح قادرين على الحوار الحقيقي للثقافات والأديان الذي بتنا في حاجة ماسة إليه اليوم.
في العالم الغربي الاعتقاد السائد على نطاق واسع هو أن المنطق القائم على فلسفة الحقائق التي لا تتثبت إلا بالفحص العلمي، وأشكال الفلسفة المبنية على هذا المنطق، صالح للكل. غير أن الثقافات المتجذرة في الدين في هذا العالم ترى في هذا الاستبعاد لما هو إلهي من محيط العقل وشموليته تهجما على أشد قناعاتهم. إن المنطق الذي يصم آذانه عما هو إلهي ويدفع بالدين إلى هامش المجتمع، إنما هو منطق عاجز عن الولوج في حوار الثقافات.
المصادر
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsi...000/5351086.stm (http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_5351000/5351086.stm)
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2006/9/176905.htm
وفي المصدر التاني انا قريت تعليق بجد زعلني جدا
كاميلا
اسلام واسلام ذبحتونا بالاسلام لا احد اهان دينكم غيركم يا مسلمين كل يوم تذبحون بسكاكينكم ومفخخاتكم الاف الابرياء كفاكم عنترا انتم اساتم الى انفسكم لا غير وكفى شعارات وخرافات
تيمور
اقسم بالله بأن ماقاله البابا كله صحيح لأن ديننا انتشر بقوة السيف والقتل والإرهاب وليس عن طرق كتيبات او عبر برامج في قنوات فضائية
ادي الردين اللي زعلوني جدا